#أحدث الأخبار مع #الكفاءةالحكوميةالإمارات اليوممنذ 2 أيامأعمالالإمارات اليومبين «DOGE» وصفر بيروقراطيةأصبحت الكفاءة الحكومية معياراً أساسياً لقياس قدرة الدول على التكيف مع التحديات الاقتصادية والتقنية. وفي هذا السياق، تبرز مبادرات غير تقليدية تسعى إلى إعادة تعريف الأداء الإداري، أحدثها وأكثرها جدلاً ما أُطلق عليه في الولايات المتحدة «وزارة الكفاءة الحكومية» (DOGE)، التي كانت بقيادة إيلون ماسك، خلال ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثانية. وقد رُوّج لها كآلية جريئة لتقليص الهدر وتحسين الكفاءة وترشيد النفقات عبر إدارة مستقلة تتمتع بصلاحيات استثنائية. في المقابل، تنتهج الإمارات مساراً أكثر رسوخاً واستدامة، تجلّى في مبادرة «صفر بيروقراطية»، الهادفة إلى إلغاء آلاف الإجراءات غير الضرورية، وتخفيض مدة الخدمات الحكومية بنسبة 50%، فقد تم بالفعل إلغاء أكثر من 2000 إجراء حكومي، كما سُجّل انخفاض ملحوظ في وقت إنجاز المعاملات في عدد من الجهات بنسبة جاوزت 40%. الفارق الجوهري بين التجربتين أن «DOGE» جاءت كردّ فعل على فوضى بيروقراطية، وانتهت خلال 130 يوماً فقط بعد استقالة ماسك، في حين أن «صفر بيروقراطية» نابعة من رؤية حكومية طويلة الأمد مدعومة بسجل من الإنجازات في الإدارة الذكية والخدمات الرقمية، حيث تشير تقارير المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء إلى أن الإمارات تحتل مراتب متقدمة عالمياً في مؤشرات فعالية الحكومة، بحسب تقارير البنك الدولي. لكن ما يمكن استخلاصه من تجربة «DOGE» ليس النموذج، بل الفكرة الجوهرية: استدامة المبادرة تعنى برصد فجوات الأداء واقتراح حلول غير تقليدية، مدعومة بالبيانات المفتوحة والتقنيات الحديثة، مع التركيز على خفض التكاليف وتحقيق وفورات مالية دون التأثير في جودة الخدمات. وقد يكون من المجدي التفكير في تطوير أدوات قياس الهدر غير المرئي، وتقديم حلول مؤسسية قابلة للتنفيذ، تسهم في تسريع التحوّل، وتحقيق توازن بين المرونة الإدارية والرقابة المالية الذكية. إن الرهان على الكفاءة لم يعد خياراً إدارياً، بل ضرورة استراتيجية، في ظل تصاعد التحديات وارتفاع توقعات المتعاملين. ومع ما تمتلكه الإمارات من بنية رقمية متقدمة وبيئة مرنة لصناعة القرار، فهي لا تملك فرصة تجاوز النماذج العالمية فقط، بل تصدير نموذجها الإداري لدول تسعى إلى التحديث الجاد لا الاستعراض المؤقت. في نهاية المطاف، تبقى الكفاءة الحكومية خياراً استراتيجياً لا رفاهية إدارية، والإمارات تمتلك ما يكفي من الرؤية والبنية الرقمية لتصدير نموذجها إلى العالم. لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه
الإمارات اليوممنذ 2 أيامأعمالالإمارات اليومبين «DOGE» وصفر بيروقراطيةأصبحت الكفاءة الحكومية معياراً أساسياً لقياس قدرة الدول على التكيف مع التحديات الاقتصادية والتقنية. وفي هذا السياق، تبرز مبادرات غير تقليدية تسعى إلى إعادة تعريف الأداء الإداري، أحدثها وأكثرها جدلاً ما أُطلق عليه في الولايات المتحدة «وزارة الكفاءة الحكومية» (DOGE)، التي كانت بقيادة إيلون ماسك، خلال ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثانية. وقد رُوّج لها كآلية جريئة لتقليص الهدر وتحسين الكفاءة وترشيد النفقات عبر إدارة مستقلة تتمتع بصلاحيات استثنائية. في المقابل، تنتهج الإمارات مساراً أكثر رسوخاً واستدامة، تجلّى في مبادرة «صفر بيروقراطية»، الهادفة إلى إلغاء آلاف الإجراءات غير الضرورية، وتخفيض مدة الخدمات الحكومية بنسبة 50%، فقد تم بالفعل إلغاء أكثر من 2000 إجراء حكومي، كما سُجّل انخفاض ملحوظ في وقت إنجاز المعاملات في عدد من الجهات بنسبة جاوزت 40%. الفارق الجوهري بين التجربتين أن «DOGE» جاءت كردّ فعل على فوضى بيروقراطية، وانتهت خلال 130 يوماً فقط بعد استقالة ماسك، في حين أن «صفر بيروقراطية» نابعة من رؤية حكومية طويلة الأمد مدعومة بسجل من الإنجازات في الإدارة الذكية والخدمات الرقمية، حيث تشير تقارير المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء إلى أن الإمارات تحتل مراتب متقدمة عالمياً في مؤشرات فعالية الحكومة، بحسب تقارير البنك الدولي. لكن ما يمكن استخلاصه من تجربة «DOGE» ليس النموذج، بل الفكرة الجوهرية: استدامة المبادرة تعنى برصد فجوات الأداء واقتراح حلول غير تقليدية، مدعومة بالبيانات المفتوحة والتقنيات الحديثة، مع التركيز على خفض التكاليف وتحقيق وفورات مالية دون التأثير في جودة الخدمات. وقد يكون من المجدي التفكير في تطوير أدوات قياس الهدر غير المرئي، وتقديم حلول مؤسسية قابلة للتنفيذ، تسهم في تسريع التحوّل، وتحقيق توازن بين المرونة الإدارية والرقابة المالية الذكية. إن الرهان على الكفاءة لم يعد خياراً إدارياً، بل ضرورة استراتيجية، في ظل تصاعد التحديات وارتفاع توقعات المتعاملين. ومع ما تمتلكه الإمارات من بنية رقمية متقدمة وبيئة مرنة لصناعة القرار، فهي لا تملك فرصة تجاوز النماذج العالمية فقط، بل تصدير نموذجها الإداري لدول تسعى إلى التحديث الجاد لا الاستعراض المؤقت. في نهاية المطاف، تبقى الكفاءة الحكومية خياراً استراتيجياً لا رفاهية إدارية، والإمارات تمتلك ما يكفي من الرؤية والبنية الرقمية لتصدير نموذجها إلى العالم. لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه