أحدث الأخبار مع #الكفاح_المسلح


الشرق الأوسط
منذ 3 أيام
- سياسة
- الشرق الأوسط
«من نفق عيلبون إلى طوفان الأقصى»... كتاب جديد لماجد كيالي
عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت/ عمان صدر أخيراً للكاتب السياسي الفلسطيني ماجد كيالي كتاب جديد بعنوان: «من نفق عيلبون إلى طوفان الأقصى... نقاش في المسيرة التراجيدية للحركة الوطنية الفلسطينية». يقع الكتاب في 223 صفحة ويتألف من خمسة فصول، يتناول الفصل الأول مشكلات وتمثلات صعود الوطنية الفلسطينية، وهبوطها. والثاني، يتحدث عن مركزية الكفاح المسلح في الفكرة، والكيانية الوطنية الفلسطينية، والتداعيات الناجمة عن ذلك. وخصص المؤلف الفصل الثالث، لنقاش إشكاليات الهوية الوطنية الفلسطينية، وصيرورة تمثل الفلسطينيين لكونهم شعباً. أما الفصل الرابع، فخصص للحديث عن هجوم «طوفان الأقصى»، وحرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على الفلسطينيين، باعتبارها نكبة جديدة. وفي الفصل الخامس، تم طرح استخلاصات من كل الفصول السابقة، وضمنها خاتمة، على شكل مقترحات لاستراتيجية سياسية وكفاحية جديدة للحركة الوطنية الفلسطينية. يرى الكاتب أن الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة حققت معظم إنجازاتها في السنوات العشر الأولى لقيامها، أي في منتصف السبعينيات، أما فيما بعد فقد دخلت تلك الحركة في حالة أزمة أو جمود أو استعصاء... وصولاً إلى نكبة غزة. يشار إلى أن هذا الكتاب يأتي ضمن قراءة ومراجعة ونقد الكاتب للحركة الوطنية الفلسطينية، في تجاربها من الأردن إلى لبنان وصولاً إلى الأرض المحتلة، وبخاصة في تجربتها السياسية والعسكرية والكيانية، وهو الرابع من نوعه في هذا المجال. وقد صدر للكيالي من قبل: «الثورة المجهضة، دراسات في إشكاليات التجربة الوطنية الفلسطينية»، 2013. و«فتح 50 عاماً قراءة نقدية في مآلات حركة وطنية»، 2016. و«نقاش السلاح قراءة نقدية في إشكاليات التجربة الوطنية الفلسطينية» 2020 وكلها من إصدار المؤسسة العربية للدراسات والنشر في عمان.


الشرق الأوسط
منذ 5 أيام
- سياسة
- الشرق الأوسط
تركيا: ستؤسَّس آلية بالتنسيق مع دول المنطقة لتسليم «العمال الكردستاني» سلاحه
قالت وزارة الدفاع التركية، اليوم (الخميس)، إن من المقرر تأسيس آلية بالتنسيق مع الأجهزة المعنية في البلاد ونظيراتها من دول المنطقة ليسلم «حزب العمال الكردستاني» سلاحه، وذلك بعد إعلان الحزب حل نفسه في وقت سابق هذا الأسبوع. ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية عن الوزارة قولها تعليقاً على إعلان الحزب حل نفسه: «سنتابع من كثب الخطوات الملموسة للقرار المتخذ ميدانياً». كان «حزب العمال الكردستاني» أعلن، يوم الاثنين الماضي، قرارات مؤتمره العام التي تضمَّنت «حل البنية التنظيمية للحزب، وإنهاء الكفاح المسلح، وإنهاء الأنشطة التي كانت تُمارَس باسم (حزب العمال الكردستاني)». وفي فبراير (شباط) الماضي، كتب عبد الله أوجلان، مؤسِّس «حزب العمال الكردستاني» والمسجون حالياً في تركيا، رسالةً دعا فيها الحزب إلى عقد مؤتمر وإعلان الموافقة رسمياً على حل نفسه، وحَثَّ المقاتلين على إلقاء أسلحتهم. وتُقاتل تركيا «حزب العمال الكردستاني» منذ عقود، وتعدّه «منظمةً إرهابيةً».


البيان
منذ 5 أيام
- سياسة
- البيان
بائع الزهور.. كم ثروة "أفقر رئيس في العالم"؟ وما سبب وفاته؟
توفي الرئيس الأسبق للأوروغواي، خوسيه "بيبي" موخيكا، عن عمر ناهز 90 عاما، الذي اشتهر عالمياً بلقب "أفقر رئيس في العالم"، رحل بعد معاناة مع مرض السرطان، إذ كان قد أعلن في أبريل 2024 إصابته بسرطان المريء، والذي انتشر لاحقا إلى الكبد، وفي بداية العام الحالي، قرر وقف العلاج الطبي مفضلا قضاء أيامه الأخيرة بسلام في مزرعته المتواضعة بضواحي مونتيفيديو. ونعاه الرئيس الحالي للأوروغواي ياماندو أورسي، عبر منصة "إكس" معبراً عن حزنه العميق، قائلاً: "برحيلك نفقد رفيقا، رئيسا، مناضلا، ومرشدا. سنشتاق إليك كثيرا، أيها العجوز العزيز. شكًا لكل ما قدمته ولحبك العميق لشعبك". من الكفاح المسلح إلى قيادة البلاد وُلد خوسيه ألبرتو موخيكا كوردانو في 20 مايو 1935 في مونتيفيديو لعائلة محدودة الدخل، وعاش طفولة طبعها الفقر والكفاح، خاصة بعد وفاة والده حين كان في التاسعة من عمره، في ستينات القرن الماضي، انضم إلى حركة "توباماروس" اليسارية المسلحة، التي شنت حملة من العمليات ضد الحكومات الديمقراطية آنذاك، متأثرا بحماس الثورة الكوبية، وفقا لموقع merca20. تعرض موخيكا خلال نشاطه المسلح للاعتقال مرارا، كما أصيب بطلقات نارية، وشارك في هروب جريء من السجن عبر نفق، لكنه اعتقل مجددا عام 1972، وظل في السجن 13 عاما، معظمها خلال فترة الحكم العسكرية (1973–1985)، حيث عانى من ظروف قاسية، من بينها العزل الانفرادي الطويل وسوء المعاملة. عودة إلى السياسة عبر الديمقراطية مع استعادة الديمقراطية عام 1985، حصل موخيكا على عفو عام، وانخرط مجددا في الحياة السياسية عبر "الجبهة العريضة"، التحالف اليساري الأوروغوياني، حيث انتُخب نائبا ثم وزيرا للثروة الحيوانية والزراعة والصيد البحري، وفي عام 2010، وبعد فوزه بأكثر من 52% من الأصوات، أصبح الرئيس الأربعين للأوروغواي. خلال رئاسته (2010–2015)، أطلق إصلاحات اجتماعية جذرية، ورغم خلفيته الثورية، اتخذ موخيكا موقفا اقتصاديا براغماتيا، مرحبا بالاستثمار الأجنبي ومتجنبا السياسات الشعبوية. خلافا لسائر الزعماء، رفض موخيكا الإقامة في القصر الرئاسي وواصل العيش في مزرعته البسيطة برفقة زوجته لوسيا توبولانسكي، حيث زرع الخضراوات والزهور. كان يقود سيارة فولكسفاغن موديل 1987، ويرتدي كنزات صوفية وصنادل، ويتناول طعامه في مطاعم شعبية، تبرع بنحو 90% من راتبه الرئاسي لصالح الفقراء، وصرّح ذات مرة: "لست فقيرا، بل متقشف. الفقير هو من يحتاج للكثير". رغم الانتقادات التي طالت حكومته بسبب ارتفاع معدلات الجريمة واتساع العجز المالي، غادر موخيكا المنصب بمعدل تأييد بلغ 60%، وظل بعد ذلك عضوا فاعلا في مجلس الشيوخ وصوتا مؤثرا في السياسة الوطنية، كما بقي مع زوجته نشيطين سياسيا واجتماعيا، وظلا يزرعان الخضروات حتى بعد توقفهما عن بيع الزهور. قال موخيكا في أحد آخر حواراته: "الحياة جميلة، لكنها تستنزفك وتسقطك. المهم أن تنهض في كل مرة وتسير مجددا، وإذا شعرت بالغضب، حوّله إلى أمل". لم تكن ثروة خوسيه موخيكا الصافية مرتفعةً بشكلٍ ملحوظ، إذ تبرع بجزءٍ كبيرٍ من راتبه الرئاسي للأعمال الخيرية، وعاش حياةً متواضعةً بشكلٍ دائم. وهذا ما أكسبه لقب "أفقر رئيسٍ في العالم". خلال فترة رئاسته من مارس 2010 إلى مارس 2015، تقاضى موخيكا راتبا شهريا قدره 12 ألفاً و500 دولار، ولكنه يحتفظ لنفسه بنسبة 10 في المئة فقط من راتبه، ويتبرع بالباقي إلى الجمعيات الخيرية في بلاده، وعند مغادرته منصبه في مارس 2015، أعلن عن صافي ثروته البالغة 8,077,063 بيزو، أي ما يعادل حوالي 300,000 دولار أمريكي، لكن ثروته الحالية غير معلنة للعامة. أثار خبر وفاة موخيكا سيلا من ردود الفعل الدولية، وصفه الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو بأنه "ثوري عظيم"، بينما قالت وزارة الخارجية البرازيلية إنه "من أعظم البشر في عصرنا"، أما الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم فاعتبرته "قدوة لأمريكا اللاتينية والعالم"، في حين أكد الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا أنه "دافع عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية بشجاعة نادرة". وأعلنت الأوروغواي الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام، تكريما لرجل اختزل في شخصيته الصدق والبساطة والحكمة السياسية، وترك إرثا أخلاقيا وإنسانيا سيظل حيا في الذاكرة الجماعية للمنطقة والعالم.


الميادين
منذ 6 أيام
- سياسة
- الميادين
نهاية التنظيم أم بداية الفكرة؟ قراءة في تحوّلات حزب العمال الكردستاني
في تحوّل وصفه مراقبون بأنه "الأهم في تاريخ الحركة الكردية المعاصرة"، أعلن حزب العمال الكردستاني، في ختام مؤتمره الثاني عشر، حلّ هيكله التنظيمي وإنهاء الكفاح المسلح، معلنًا بذلك نهاية مرحلة استمرت أكثر من 4 عقود من الصراع المسلح مع الدولة التركية. هذا الإعلان، الذي جاء تتويجًا لرؤية القائد عبد الله أوجلان، أعاد طرح القضية الكردية بوصفها مفتاحًا لمستقبل الدولة التركية والمنطقة بأسرها، لا باعتبارها مجرد ملف أمني، بل مسألة ديمقراطية وعدالة تاريخية. في هذا المقال التحليلي، نرصد التحولات العميقة التي تضمّنها بيان الحزب، ونضعها في سياقها السياسي والفكري والجيوستراتيجي، ونطرح سؤلًا جوهريًا: هل تنجح هذه الخطوة الجريئة في فتح بوابة السلام أم تتكسر المبادرة مجددًا على صخرة الإنكار والتجاهل؟ ليست كل النهايات هزائم، ولا كل البدايات ولادات. أحيانًا، تموت البندقية لتولد الكلمة. في 12 أيار 2025، طوى حزب العمال الكردستاني صفحةً من أكثر صفحات الشرق الأوسط اشتعالًا، بإعلانه - في بيان مؤتمرٍ تاريخي - حلَّ هيكله التنظيمي وإنهاء الكفاح المسلح الذي شكّل على مدى أكثر من 4 عقود النبض العنيف لقضيةٍ طُمست طويلًا تحت رماد الإنكار والتذويب. لم يكن هذا القرار اعترافًا بالعجز، بل كان إعلانًا عن نضج تجربةٍ بلغت مداها في مواجهة آلة الدولة، وانتقلت إلى طور جديد: من لغة البندقية إلى منطق السياسة، من الجبل إلى ساحة النضال المدني، من التنظيم إلى الفكرة. وما بين سطور البيان، تتبدّى معالم تحوّل فلسفي واستراتيجي تتجاوز حدود التنظيم نفسه، لتعيد طرح السؤال الأعمق: هل آن أوان الحل العادل للقضية الكردية في تركيا؟ من اللافت أن البيان لم يعرض هذا التحوّل بوصفه انكسارًا تحت وطأة الضغط العسكري أو الأمني، بل قدّمه كذروة لانتصارٍ استراتيجي طويل النفس على سياسات الإنكار والإبادة التي شكّلت جوهر البنية التأسيسية للدولة التركية الحديثة منذ معاهدة لوزان ودستور 1924. في نظر الحزب، لم يكن الهدف من النضال المسلح مجرد كسب مواقع أو فرض معادلات آنية، بل إعادة الاعتبار إلى وجودٍ أُريد له أن يُمحى من الجغرافيا والتاريخ. واليوم، يرى أنه أنجز مهمته التاريخية؛ إذ أخرج القضية الكردية من أسر المعالجة الأمنية، ووضعها - بجدارة النضال والتضحيات - على طاولة السياسة بوصفها مسألة وطنية ديمقراطية تفرض نفسها على الدولة والمجتمع معًا. 9 أيار 09:57 8 أيار 10:14 مرةً أخرى، يتقدّم القائد عبد الله أوجلان إلى صدارة المشهد، لا بوصفه مجرد رمزٍ تاريخي أو مرجع فكري، بل كفاعل حيّ يُناط به توجيه المرحلة الجديدة ومرافقة انتقال الحركة من زمن الكفاح المسلح إلى زمن السياسة. المفارقة المؤلمة أن هذا الدور المحوري يُطلب من رجل مُغيَّب قسرًا في عزلة مطلقة منذ سنوات، محروم حتى من حقه الأساسي في التواصل مع العالم الخارجي، فيما يُنتظر منه أن يُشرف على عملية يُفترض أن تعيد صياغة العلاقة بين الكرد والدولة. إنها لحظة تختبر فيها الدولة التركية، وربما المجتمع الدولي أيضًا، صدقيّة حديثهم عن السلام، حين يُفترض أن ينطلق من أكثر الأصوات حجبًا وقمعًا، وهذا ما يضع المجتمع الدولي، والمنظمات الحقوقية الإقليمية والدولية، أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية واضحة في المطالبة بكسر العزلة المفروضة عليه، لا بوصفه سجينًا سياسيًا فحسب، بل كعنصر جوهري في معادلة السلام أيضاً، وركيزة أساسية لأي حلٍ ديمقراطي شامل للقضية الكردية. لا يعني حل حزب العمال الكردستاني، كما أوضح البيان، نهاية الفكرة أو توقف النضال، بل يشير إلى نقلة استراتيجية من الشكل التنظيمي المغلق المرتبط بالكفاح المسلح إلى مشروع وطني ديمقراطي مفتوح تتوزع فيه الأدوار والمسؤوليات على قوى المجتمع بذاته. إنه تحوّل من منطق الحزب - الطليعة إلى منطق المجتمع - القاعدة، حيث تصبح التنظيمات الشعبية والمدنية، لا البنى العسكرية، هي الفاعل الرئيس في إنتاج السياسة، وبناء الاقتصاد المحلي، والدفاع الذاتي، وترسيخ الديمقراطية القاعدية. في هذا السياق، تتبلور ملامح ما يمكن تسميته "مرحلة ما بعد الحزب"، التي تقوم على تجاوز الهياكل الهرمية الصارمة لمصلحة نماذج أفقية تعددية، تؤمن بالاكتفاء الذاتي، وتضع النساء والشبيبة في قلب الفعل الاجتماعي والسياسي، انسجامًا مع الرؤية التحررية التي بلورها أوجلان في سجنه، والتي وجدت ترجمتها التطبيقية - بدرجات متفاوتة - في تجربة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، باعتبارها مختبرًا سياسيًا واجتماعيًا لفكر "الأمة الديمقراطية". يضع هذا الإعلان التاريخي الدولة التركية أمام مفترق طرق حاسم لا لبس فيه؛ فإما أن تتلقّف المبادرة بوصفها فرصة نادرة لفتح باب الحل السياسي الشامل والعادل، بما يضمن إنهاء عقود من الحرب والتهميش والتمرد، وإما أن تواصل سياسات الإنكار والملاحقة والعسكرة، فتُحوّل الفرصة إلى مأزق جديد يُضاعف من التوتر والانقسام. لم تعد القضية الكردية اليوم مجرد مسألة أمنية أو معضلة سياسية داخلية، بل أصبحت مؤشرًا لمدى قدرة الدولة التركية على التحول نحو دولة مواطنة، وديمقراطية، وتعددية. وكل تجاهل لهذه اللحظة الفارقة سيكون تجاهلًا مكلفًا، ليس للكرد وحدهم، بل لمستقبل تركيا ككل. لا يمكن قراءة التحوّل في استراتيجية حزب العمال الكردستاني بمعزل عن المشهد الإقليمي والدولي الذي يعاد تشكيله على إيقاع التحولات الكبرى في الشرق الأوسط، فالهياكل القديمة تتصدع: سوريا ما بعد الحرب تعيش على تخوم الفوضى وإعادة التشكيل، والعراق يعاني انقساماته البنيوية، وإيران ترزح تحت ضغوط الداخل والخارج. وفي قلب هذه الجغرافيا المتحولة، يبرز الكرد كأحد أكثر الفاعلين ديناميكية، ليس فقط لكونهم القومية الرابعة في المنطقة بلا دولة، بل لكونهم أيضاً باتوا حاضرين بقوة في صلب المعادلات الأمنية والسياسية، سواء في قتالهم الحاسم ضد تنظيم داعش أو في بناء تجارب الحكم الذاتي التي مثلت محاولات أولية لصوغ مشروع ديمقراطي عابر للحدود القومية والدينية. من هنا، يأتي توجّه البيان إلى الرأي العام العالمي والحركات الديمقراطية في العالم ليمنح القضية الكردية طابعها الإنساني - الكوني، ويحولها من شأن محلّي - تركي إلى ملف أخلاقي وسياسي مفتوح أمام الضمير العالمي، فالقضية لم تعد ما فُرض على الكرد من حرمان فحسب، بل ما تواطأت فيه أيضاً قوى دولية عبر دعمها للأنظمة القمعية أو سكوتها عن المؤامرات، وفي مقدمتها المؤامرة الدولية التي طالت القائد أوجلان عام 1999. وبرغم ما يحمله البيان من نبرة أمل وتفاؤل، فإن الطريق نحو التحوّل الديمقراطي لا يزال مليئًا بالأشواك والأسئلة الحرجة، فهل تتجاوب الدولة التركية بإرادة سياسية حقيقية، فتُوقف ملاحقاتها الأمنية وعملياتها العسكرية؟ وهل تتخلّى القوى الإقليمية والدولية عن استثمارها في الورقة الكردية كأداة ضغط أو مساومة، وتفسح المجال أمام قيام حركة كردية موحّدة ذات مشروع مدني وسلمي؟ الأهم من ذلك: هل ينجح الكرد أنفسهم، بتعدّد مرجعياتهم الحزبية والجغرافية، في إدارة خلافاتهم الداخلية بروح المسؤولية التاريخية وتجاوز منطق التنافس الفصائلي والمناطقي؟ بين إعلان السلاح ونشوء السلام مسافةٌ لا تُقطع بالشعارات أو الأمنيات، بل بحاجة إلى أدوات جديدة، وعقلية تنظيمية مختلفة، قادرة على نقل الزخم الثوري من ميدان المواجهة المسلحة إلى فضاء النضال الديمقراطي، القائم على الحوار، وبناء المؤسسات، والرؤية السياسية والاجتماعية الطويلة النفس. لقد أنهى حزب العمال الكردستاني حرباً طويلة، لكن السلام لم يبدأ بعد. ما جرى في المؤتمر الثاني عشر ليس بياناً لطي صفحة فقط، بل محاولة شجاعة لإعادة كتابة التاريخ بلغة أخرى، لا تطلب الثأر، بل تطالب بالاعتراف. وفي عالم تتآكل فيه الشرعيات القديمة، ويُعاد فيه رسم الخرائط بالنار والدم، يقف الكرد أمام لحظة مفصلية: أن يُنتزع الاعتراف بنضالهم عبر مشروع ديمقراطي جامع، لا أن يُستبدل الإنكار الرسمي بتهشيم داخلي أو تسويات ناقصة. ولأن المسارات العظيمة تبدأ من الخيارات الشاقة، فإن ما طرحه المؤتمر من حلول وتحولات لن يكتمل إلا إذا توفرت إرادة حقيقية لدى الدولة التركية في كسر حلقة الحرب، كما لن يُكتب له النجاح إلا إذا حافظ الكرد أنفسهم على زخم التغيير، والتزموا بوحدة الهدف، وبنضال مدني طويل النفس، لا تقل تضحياته عن سني الكفاح المسلح؛ فالسلام ليس مجرد نهاية للحرب، بل بداية لمعركة من نوع آخر: معركة من أجل العدالة، والاعتراف، والكرامة المستحقة.


سكاي نيوز عربية
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- سكاي نيوز عربية
إيران تعلّق على حلّ "حزب العمال الكردستاني"
وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في بيان "نأمل بأن يؤدي استكمال هذه العملية إلى دعم الاستقرار والسلام في تركيا والمنطقة". وكان حزب العمال أعلن في بيان الإثنين أنه أنجز "مهمته التاريخية" و"اتخذ قرارات بحل الهيكل التنظيمي لحزب العمال الكردستاني وإنهاء أسلوب الكفاح المسلح وإنهاء الأنشطة" التي كانت تمارس باسمه، منهيا بذلك نزاعا مع تركيا امتد لزهاء أربعة عقود. وتقيم أنقرة منذ 25 عاما قواعد عسكرية في شمال العراق لمواجهة مقاتلي الحزب الذين يتمركزون في معسكرات في إقليم كردستان. وجاء الإعلان تلبية لدعوة أطلقها في 27 فبراير مؤسس الحزب عبدالله أوجلان المسجون على جزيرة إيمرالي قبالة إسطنبول منذ 1999، حثّ فيها مقاتليه على نزع السلاح وحلّ الحزب. وعلى الإثر، وفي الأول من مارس، أعلن الحزب الذي تصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون "منظمة إرهابية"، وقف إطلاق النار بأثر فوري. وكانت هناك جهود سلام متقطعة على مر السنين، أبرزها وقف إطلاق النار بين عامي 2013 و2015 الذي انهار في نهاية المطاف. وسيزيل إنهاء التمرد بؤرة توتر دائمة في شمال العراق الغني بالنفط، والذي يديره الأكراد ، وسيسهل جهود الإدارة السورية الجديدة لفرض نفوذ أكبر على المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية في شمال سوريا.