أحدث الأخبار مع #الكنيسة


صحيفة الخليج
منذ يوم واحد
- سياسة
- صحيفة الخليج
مراسم تنصيب البابا ليو الرابع عشر تثير اهتمام العالم الكاثوليكي.. لحظات تاريخية في الفاتيكان
ترأس البابا ليو الرابع عشر، أول أمريكي يتولى منصب البابا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، قدّاس تنصيبه في ساحة القديس بطرس أمس الأحد، أمام حشد ضخم تجاوز 200 ألف شخص. وكان من بين الحاضرين نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو. إضافة إلى رئيس وزراء كندا مارك كارني، ورئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيزي، وأكثر من 150 وفداً دبلوماسياً من حول العالم. وفي عظته، أعاد البابا الجديد التأكيد على رسائل سلفه الراحل البابا فرنسيس، الذي توفي في أبريل، مشدداً على أهمية السلام في أوكرانيا، غزة، وميانمار. كما دعا الكنيسة إلى مواصلة رسالتها في التبشير، وفتح أبوابها للجميع، بعيداً عن الفرض أو القوة. وقال البابا:«الأمر لا يتعلق أبداً بإجبار الآخرين أو استخدام الدعاية الدينية أو وسائل السلطة..بل من خلال المحبة». الفاتيكان يشهد مشهداً مهيباً مع تنصيب البابا الجديد وسط حضور ديني وسياسي رفيع في قدّاس حاشد بساحة القديس بطرس في الفاتيكان، ترأس البابا ليو الرابع عشر، أول أمريكي يتولى الحبرية، قدّاس تنصيبه الرسمي أمس، بحضور عشرات الآلاف من المؤمنين وزعماء العالم. بذلك الحدث التاريخي قد أعلن رسمياً بداية قيادته الروحية لما يقارب 1.4 مليار كاثوليكي حول العالم. وخلال عظته المؤثرة، استحضر البابا الجديد بعضاً من رسائل سلفه البابا فرنسيس، الذي تُوفي في إبريل، موجهاً نداءات قوية من أجل السلام في أوكرانيا، غزة، وميانمار. وقال البابا ليو: إن أولويته في الحبرية ستكون الحفاظ على رسالة الكنيسة من خلال الانفتاح والشمول لا الإقصاء. «الأمر لا يتعلق أبداً بالاستيلاء على الآخرين بالقوة أو بالدعاية الدينية أو بوسائل السلطة، بل من خلال المحبة»، بحسب البابا ليو. حضور سياسي ودبلوماسي واسع من أبرز الحاضرين للقدّاس: •نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس •وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو •الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي •رئيس وزراء كندا مارك كارني •رئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيزي * العائلة المالكة الإسبانية صافح البابا العديد من هؤلاء القادة، وكان من المتوقع أن يعقد اجتماعات خاصة لاحقاً، من ضمنها لقاء مع زيلينسكي. مصافحة لإعادة ضبط العلاقات زيارة فانس إلى الفاتيكان اعتُبرت إشارة إلى محاولة إعادة ضبط العلاقات المتوترة بين الفاتيكان وبعض الكاثوليك المحافظين في الولايات المتحدة بحسب صحيفة New York Times. وكان البابا فرنسيس قد وجّه انتقادات علنية لفانس، خاصة في ما يتعلق بمواقفه حول الهجرة، لكن البابا ليو الجديد يبدو أنه يشارك فرنسيس العديد من الرؤى، على الرغم من حذف بعض الانتقادات العلنية السابقة المرتبطة باسمه من الشبكات الاجتماعية. من هو البابا ليو الرابع عشر؟ سيرة ومسيرة البابا الجديد قبل صعوده للكرسي الرسولي جاءت حبريته في أعقاب وفاة البابا فرنسيس في 21 إبريل، وجنازته في 26 من الشهر نفسه. ثم اجتمع مجمع الكرادلة في 7 مايو، واستمرت جلسات المجمع ليومين، حيث أُعلن انتخاب البابا الجديد برؤية الدخان الأبيض فوق كنيسة السيستين. ولد البابا ليو الرابع عشر باسم روبرت فرانسيس بريفوست في شيكاغو، ويعرف بين أصدقائه بـ«بوب». ومنذ انتخابه، أصدر تصريحات حول مخاطر الذكاء الاصطناعي، وجدد نداءات من أجل إنهاء الحروب، مؤكداً رغبته الشخصية في المساهمة بإنهاء الحرب في أوكرانيا. مع استقبال الكنيسة للبابا ليو الرابع عشر وتوليه منصبه في الفاتيكان، يترقب العالم للتعرف إلى من هو أول بابا من الولايات المتحدة الأمريكية. إليكم أبرز الحقائق عنه: 1- أول بابا أمريكي في التاريخ لطالما تساءل الأمريكيون عمّا إذا كان سيأتي يوم يُنتخب فيه أحد أبنائهم بابا. وقد تحقق ذلك أخيراً مع انتخاب الكاردينال روبرت فرانسيس بريفوست، المولود في منطقة شيكاغو، ليصبح البابا ليو الرابع عشر. وقد اختار هذا الاسم تكريماً للبابا ليو الثالث عشر، الذي دعم الرسالة الكنسية في الولايات المتحدة وألهم قديسين أمريكيين مثل القديسة فرانسيس كابريني والقديسة كاثرين دريكسيل. 2- يحب لعبة «ووردل» في لحظة خفيفة قبل دخوله المجمع المقدس (الكونكلاف)، كان البابا ليو يلعب لعبة «Wordle»، حسبما أفاد شقيقه. حتى الباباوات يحتاجون لتحدي عقلي بسيط قبل اتخاذ قرارات مصيرية. 3- أول بابا يحمل الجنسية البيروفية أيضاً رغم أنه لم يُولد في بيرو، فإن البابا ليو يحمل جنسيتها إلى جانب الأمريكية. فقد قضى 20 عاماً في البلاد، خدم خلالها كأسقف ومسؤول في أبرشيتي شيكلايو وكاياو، وهو ما يجعله أول بابا مزدوج الجنسية وأول بابا من بيرو. 4- شاهد فيلم «Conclave» قبل انتخابه بمفارقة لافتة، أنهى البابا ليو مشاهدة فيلم «الكونكلاف» قبل دخوله الفعلي للمجمع الذي انتخبه بابا، وقد شارك شقيقه هذه المعلومة ضاحكاً. 5- يحمل شهادة في الرياضيات حصل البابا ليو على بكالوريوس في الرياضيات من جامعة فيلانوفا بولاية بنسلفانيا عام 1977، وهو مسار أكاديمي غير اعتيادي لرجل سيصبح قائداً روحياً لمليار ونصف كاثوليكي. 6- قابل ثلاثة باباوات سابقين طوال مسيرته الكنسية، التقى البابا ليو بكل من البابا يوحنا بولس الثاني، وبنديكتوس السادس عشر، والبابا فرنسيس، وكانت له علاقات طيبة معهم، وخاصة مع فرنسيس. 7- رياضته المفضلة: التنس خلافاً للبابا فرنسيس المشجع المتحمس لكرة القدم، يفضل البابا ليو رياضة التنس. وقد صرّح سابقاً بأنه متشوق للعودة إلى الملاعب بعد انقطاع بسبب مسؤولياته. 8- يتقن عدة لغات لغته الأم هي الإنجليزية، لكنه يتحدث أيضاً الإسبانية، الإيطالية، الفرنسية، والبرتغالية، ويقرأ اللاتينية والألمانية، ما يجعله ملماً بلغات متعددة تساعده في مهمته العالمية. 9- هو أصغر إخوتِه الثلاثة للبابا ليو شقيقان أكبر منه: جون ولويس. نشأوا جميعاً في بيئة كاثوليكية ملتزمة، وخدموا في كنيسة الرعية بصفتهِم شمامسة وموسيقيين وقرّاء، بينما والداه: الأب ضابط في البحرية، والأم قائدة كنسية 10- بدأ الإعداد للكهنوت في الثانوية منذ سن مبكرة، التحق بمدرسة ثانوية دينية (سانت أوغسطين)، إذ أدركت عائلته أن دعوته الكهنوتية بدأت بالتزام مبكر للغاية. رموز وشعائر في مراسم التنصيب.. ماذا يعني التاج والخاتم البابوي؟ من ضمن الرموز الأساسية في مراسم التنصيب: التاج البابوي، الباليوم، وخاتم الصياد. 1- التاج البابوي كان يُستخدم في الماضي لتتويج البابا، ويُعرف باسم «التاج الثلاثي» (Triregnum)، ويتكوّن من ثلاث تيجان. •آخر بابا ارتدى التاج كان بولس السادس في عام 1963. •بعد ذلك، تخلى عنه وتبرّع بعائده للمهمّات البابوية حول العالم. •يُعرض اليوم تاجه في مزار بواشنطن العاصمة. •لم يُحظَر استخدامه من قبل خلفائه، لكن لم يستخدمه أي بابا منذ ذلك الحين. 2- الباليوم هو شريط من الصوف الأبيض عليه خمسة صلبان حمراء مطرّزة، يُرمز به إلى الخدمة الرعوية والشركة مع الكنيسة الجامعة. 3- خاتم الصياد (خاتم بطرس) يُسلّمه الكاردينال البروتودياكون (جيوفاني باتيستا ري) للبابا، وهو رمز لوصلة البابا بالقديس بطرس، أول بابا ورسول المسيح. •مصنوع من الذهب الخالص. •يحمل نقشاً لسفينة القديس بطرس واسم البابا الجديد. •يبلغ عرضه نحو 11 سم. •كان يُستخدم سابقاً لختم الوثائق البابوية، لكنه الآن رمز فقط، ويتم كسره عند وفاة البابا.


الغد
منذ يوم واحد
- سياسة
- الغد
من هو البابا فرنسيس؟ وكيف غيّر مسار الكنيسة الكاثوليكية بإصلاحات جريئة؟
أعلن الفاتيكان وفاة البابا فرنسيس يوم الاثنين الموافق 21 أبريل نيسان 2025، عن عمر يناهز 88 عاماً، في مقر إقامته في دار القديسة مارتا بالفاتيكان. اضافة اعلان فمن هو البابا فرنسيس؟ شهدت حبرية البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، عدداً من القضايا غير المسبوقة خلال سعيه المتواصل من أجل إجراء إصلاحات داخل الكنيسة الكاثوليكية، والحفاظ في ذات الوقت على مكانته بين المؤمنين المحافظين. كان البابا فرنسيس أول بابا يأتي من الأمريكتين أو من النصف الجنوبي للكرة الأرضية، في سابقة لم تتكرر منذ أن أُسدل الستار على عهد البابا غريغوريوس الثالث، ذو الأصول السورية، عام 741 ميلادياً. كما كان أول بابا ينتمي إلى الرهبنة اليسوعية على كرسي القديس بطرس، رغم نظرة روما إلى أبناء هذه الرهبنة بعين الحذر والتوجس عبر العصور. وفي سابقة لم تشهدها الكنيسة منذ نحو ستة قرون، تنحى البابا بنديكتوس السادس عشر، سلف البابا فرنسيس، عن حبريته طوعاً، بيد أن "حدائق الفاتيكان" ظلت ملتقى البابوين على مدار نحو 10 سنوات. كان الكاردينال بيرغوليو، البابا فرنسيس فيما بعد، القادم من الأرجنتين، قد بلغ العقد السابع من عمره، حينما اعتلى الكرسي الرسولي في عام 2013، وسط توقعات العديد من الكاثوليك وقتها بأن الحبر الأعظم الجديد سيكون رجلاً أصغر سناً. قدّم بيرغوليو نفسه على أنه مرشح توافقي، مستقطباً المحافظين بتمسكه بالآراء التقليدية في القضايا الجنسية من جهة، والإصلاحيين برؤيته المنفتحة نحو تحقيق العدالة الاجتماعية من جهة أخرى. كما عُلِّقَت عليه الآمال كي تُضفي خلفيته غير التقليدية روحاً جديدة على الفاتيكان، تبعث فيه الحيوية وتجدد رسالته المقدسة. بيد أن رياح الإصلاح التي حملها البابا فرنسيس واجهت تيارات اتسمت بالمقاومة داخل أروقة الفاتيكان البيروقراطية، فيما احتفظ سلفه، الذي توفي في عام 2022، بشعبيته بين المحافظين. "تصميم على التفرّد والاختلاف" أظهر البابا فرنسيس، منذ أن تبوأ كرسي البابوية، إصراراً على انتهاج أسلوب مغاير، استهله باستقبال كرادلة الكنيسة بطريقة غير رسمية، واقفاً بين الحاضرين، متخلياً عن الجلوس على الكرسي البابوي. وفي الثالث عشر من مارس/آذار عام 2013، ظهر البابا فرنسيس من الشرفة المطلّة على ساحة القديس بطرس، متشحاً باللون الأبيض في تواضع وبساطة، واختار اسماً جديداً هو فرنسيس، تيمناً بالقديس فرنسيس الأسيزي، الواعظ الشهير ومحب الحيوانات في القرن الثالث عشر الميلادي. آثر البابا فرنسيس التواضع على الفخامة ومظاهر البذخ، متخلياً عن استخدام عربات الليموزين البابوية، وحرصه على مشاركة الكرادلة في رحلاتهم بالحافلة. رسم البابا فرنسيس درباً أخلاقياً لرعيته من مؤمني الكنيسة الكاثوليكية، التي تضم نحو 1.2 مليار مؤمن، قائلاً: "آه، كم أودّ أن تكون الكنيسة فقيرة ومن أجل الفقراء". وُلِد خورخي ماريو بيرغوليو في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس في 17 ديسمبر/كانون الأول عام 1936، وكان الابن البكر بين خمسة أبناء، فر والداه من وطنهما إيطاليا هرباً من ويلات الفاشية. كان بيرغوليو شغوفاً برقص التانغو، كما كان مشجعاً لنادي كرة القدم المحلي، سان لورينزو. وكادت نوبة التهاب رئوي حادة أن تودي بحياته، لولا نجاته بأعجوبة في أعقاب جراحة لاستئصال جزء من رئته، الأمر الذي جعله عرضة لمخاطر العدوى طيلة حياته. وفي سنوات شيخوخته، عانى من آلام مزمنة في ركبته اليمنى، واعتبر هذه الآلام "إماتة للجسد". عمل بيرغوليو في شبابه كحارس ملهى ليلي وعامل نظافة، قبل أن يُكمل دراسته لاحقاً في مجال الكيمياء. كما عمل في أحد المصانع المحلية مع إستير باليسترينو، التي كانت ناشطة مناهضة للحكم العسكري في الأرجنتين، وتعرضت للتعذيب، وظل مصير جثتها مجهولاً. انضم بيرغوليو إلى الرهبنة اليسوعية، ودرس الفلسفة، ثم اتجه إلى تدريس الأدب وعلم النفس، وبعد عشر سنوات من سيامته في الكهنوت، ارتقى سريعاً في سلّم الرهبنة حتى تبوأ منصب الرئيس الإقليمي للرهبنة اليسوعية في الأرجنتين عام 1973. "اتهامات وانتقادات" رأى البعض أن بيرغوليو لم يبذل جهداً كافياً لمعارضة الجنرالات الذين حكموا الأرجنتين بقبضة عسكرية شديدة. واتُهم بالتواطؤ في حادثة اختطاف عسكري لاثنين من القساوسة إبان ما يعرف باسم "الحرب القذرة" في الأرجنتين، وهي فترة امتدت من عام 1976 إلى 1983، شهدت تعرض آلاف الأشخاص للتعذيب أو القتل أو الاختفاء القسري. ورغم أن القسّين تعرّضا للتعذيب، إلا أنهما وُجدا لاحقاً على قيد الحياة، ولكن في حالة إعياء شديدة، تحت تأثير تخدير، ونصف عاريين. كما وُجّهت لبيرغوليو اتهامات بالتقاعس عن إبلاغ السلطات بأن الكنيسة كانت تشجع عمل القسّين في الأحياء الفقيرة، الأمر الذي كان سيعني تركهما تحت رحمة فرق الموت، إن صحت تلك المعلومات، بيد أنه نفى الاتهامات بشكل قاطع، مشدداً على أنه بذل جهوداً سرّية لإنقاذهما. وعندما سُئل عن سبب صمته، قيل إنه أجاب وقتها بأن الأمر كان بالغ الصعوبة، والحقيقة أنه، في عمر السادسة والثلاثين، وجد نفسه وسط فوضى كانت ستُمتحن فيها حكمة أشد القادة خبرة، لكنه لم يتوان عن مساعدة الكثيرين ممن سعوا إلى الفرار خارج البلاد. لم يكن بيرغوليو على وفاق دائم مع زملائه اليسوعيين، الذين رأى بعضهم أنه لم يُبد اهتماما كافيا بـ "لاهوت التحرير"، وهو تيار فكري يجمع بين الفكر المسيحي وعلم الاجتماع الماركسي الرامي إلى مقاومة الظلم. أما هو، فقد فضّل اتباع نهج أكثر هدوءاً يستند إلى الدعم الرعوي. "البابا المتواضع" رُسم بيرغوليو في رتبة أسقف معاون لمدينة بوينس آيرس عام 1992، ثم تولّى رتبة رئيس الأساقفة. ومنحه البابا يوحنا بولس الثاني رتبة كاردينال في عام 2001، وتولى مهام في الإدارة الكنسية، المعروفة باسم "الكوريا الرومانية". حرص بيرغوليو على ترسيخ صورة الرجل المتواضع، مبتعداً عن مظاهر البذخ التي تصاحب المناصب الكنسية الرفيعة، وكان يختار السفر في الدرجة الاقتصادية غالباً، وفضّل ارتداء ثوب الكهنوت الأسود، بدلا من الألوان القرمزية والأرجوانية التي ترمز إلى رتبته داخل الكنيسة. دأب البابا فرنسيس في عظاته على الدفاع بشدة عن العدالة الاجتماعية، منتقداً الحكومات التي تتقاعس عن الاهتمام بالفئات الأشد فقراً في المجتمع. وقال يوما ما: "نعيش في أكثر مناطق العالم تفاوتاً، شهدنا أعظم معدلات النمو، لكننا لم نحقق سوى أدنى حد من تقليص البؤس". سعى البابا فرنسيس، بوصفه الحبر الأعظم بجديّة، إلى معالجة الانقسام الذي استمر ألف عام بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية. وفي اعتراف بهذه الجهود، شهد بطريرك القسطنطينية، لأول مرة منذ الانقسام الكبير عام 1054، مراسم تنصيب أسقف روما الجديد. كما تعاون البابا مع طوائف الأنجليكان واللوثريين والميثوديين، ونجح في إقناع رئيسي إسرائيل وفلسطين بالمشاركة معه في صلاة من أجل إحلال السلام. وشدد البابا فرنسيس في عظة ألقاها، في أعقاب هجمات كان نفذها مسلحون مسلمون، على أنه ليس من الإنصاف وصم الإسلام بالعنف، وأضاف: "إن كنت سأتحدث عن العنف الإسلامي، فلابد أن أتحدث أيضاً عن العنف الكاثوليكي". وعلى الصعيد السياسي، أظهر دعمه لمطالبة الحكومة الأرجنتينية بجزر فوكلاند، وقال في مناسبة دينية: "نأتي اليوم لنرفع صلواتنا من أجل الذين سقطوا، أبناء الوطن الذين خرجوا دفاعاً عن أرضهم، والمطالبة بما هو حق لهم". وبحكم كونه متحدّثاً باللغة الإسبانية، ومن أصول أمريكية لاتينية، نهض البابا بدور جوهري في وساطة دبلوماسية عندما بدأت الحكومة الأمريكية خطواتها نحو تحقيق تقارب تاريخي مع كوبا، وهو دور دبلوماسي بارز من الصعب تخيّل بابا أوروبي يؤدي مثله. "التقليدي المحافظ" كان البابا فرنسيس متمسكاً بالتقاليد الكاثوليكية في كثير من تعاليم الكنيسة. ووفقاً للمونسنيور أوزفالدو موستو، الذي زامله في المعهد الديني، كان البابا "صارماً جدا، مثل البابا يوحنا بولس الثاني، فيما يخص قضايا القتل الرحيم، وعقوبة الإعدام، والإجهاض، وحق الحياة، وحقوق الإنسان، والكهنوت المتبتل". وأكد البابا فرنسيس أن الكنيسة يجب أن ترحب بالجميع، بغض النظر عن ميولهم الجنسية، لكنه شدد على أن تبني الأزواج المثليين للأطفال يعد شكلاً من أشكال التمييز. وفيما أبدى البابا بعض المرونة بكلمات طيبة تؤيد شكلا من أشكال الاتحادات المدنية للأزواج المثليين، رفض في ذات الوقت تسمية ذلك بـ "الزواج"، معتبراً أنه "محاولة للنيل من مخطط الله". وعقب توليه الكرسي الرسولي في عام 2013، شارك في مسيرة مناهضة للإجهاض في روما، مشدداً على ضرورة حماية حق الأجنّة في الحياة "منذ بداية الحمل". كما ناشد أطباء النساء والتوليد بالاحتكام إلى ضمائرهم، ووجّه رسالة إلى إيرلندا، التي كانت تجري وقتها استفتاءً بشأن هذه القضية، طالبا من شعبهاً الحفاظ على حقوق الضعفاء. ورفض بشكل قاطع فكرة سيامة النساء، مشدداً على أن البابا يوحنا بولس الثاني حسم الأمر نهائياً. وعلى الرغم من أنه أبدى بعض الانفتاح على فكرة استخدام وسائل منع الحمل للوقاية من الأمراض، إلا أنه أيد تعاليم البابا بولس السادس، الذي حذّر من أن هذه الوسائل قد تسهم في اختزال دور المرأة إلى مجرد أداة لمتعة الرجل. وفي عام 2015، قال البابا فرنسيس أمام حشد في الفلبين إن استخدام وسائل منع الحمل يعدّ "تدميراً للأسرة من خلال حرمانها من الأبناء"، ولم يكن مجرد عدم انجاب الأطفال هو ما اعتبره مضراً، بل تعمّد عدم الإنجاب. "التصدي لقضية الاعتداء على الأطفال" واجه البابا فرنسيس خلال حبريته تحدياً صعباً من جهتين: من الذين تعالت أصواتهم تتهمه بعدم التصدي بحزم لقضية الاعتداء على الأطفال، ومن رفض المحافظين الذين رأوا في طريقته تمييعاً للإيمان، كما كانت مسألة منح المطلقين المتزوجين مجدداً الحق في تناول القربان المقدس من بين أكثر القرارات إثارة للجدل. ودأب المحافظون على استغلال قضية الاعتداءات على الأطفال أداة في حملتهم الطويلة. وفي أغسطس/آب عام 2018، أصدر رئيس الأساقفة كارلو ماريا فيغانو، السفير الرسولي السابق لدى الولايات المتحدة، إعلاناً مكوّناً من 11 صفحة، تحدّث فيه عن مجموعة التحذيرات التي وُجهت للفاتيكان بخصوص سلوك الكاردينال السابق، توماس مكاريك. كان مكاريك قد اتُهم بالاعتداء المتكرر على البالغين والقُصّر، وقال رئيس الأساقفة فيغانو إن البابا عيّنه "مستشاراً موثوقاً به" على الرغم من معرفته بفساده الكبير، وأضاف فيغانو أن الحل الأمثل في نظره هو تنحي البابا فرنسيس. وادعى رئيس الأساقفة أن "هذه الشبكات المثلية تعمل في الخفاء، وتمارس الخداع بقوة أذرع الأخطبوط، وهي بصدد خنق الكنيسة برمتها". وهدد الخلاف الناجم عن ذلك بإغراق الكنيسة في أزمة كبرى، وفي فبراير/شباط 2019، جرى تجريد مكاريك من الرتبة الكهنوتية عقب تحقيق أجرته سلطات الفاتيكان. وخلال تفشي جائحة كوفيد، ألغى البابا فرنسيس لقاءاته الدورية في ساحة القديس بطرس حفاظاً على الصحة العامة، وتفادياً لانتشار الفيروس، في خطوة تعكس نموذجاً بارزا للقيادة الأخلاقية، شدد على أن الحصول على اللقاح يشكل واجباً عالمياً. وفي عام 2022، أصبح أول بابا منذ ما يزيد على قرن يترأس مراسم جنازة سلفه، وذلك عقب وفاة البابا بنديكت السادس عشر عن عمر ناهز 95 عاماً. في تلك الفترة المرحلة، بدأت مشكلاته الصحية تتفاقم، مما استدعى خضوعه عدة مرات للعلاج في المستشفى، وعلى الرغم من ذلك، ظل البابا فرنسيس عازماً على مواصلة مساعيه لترسيخ السلام العالمي وتعزيز الحوار بين الأديان. وفي عام 2023، زار البابا فرنسيس جنوب السودان، وناشد القادة من أجل إنهاء الصراع. كما دعا إلى إنهاء "الحرب العبثية والشرسة" في أوكرانيا، بيد أن تصريحاته أثارت خيبة أمل الأوكرانيين، إذ بدت وكأنها تتبنى السرديّة الروسية التي تزعم أن الغزو كان رد فعل على استفزازات سابقة. وبعد عام، بدأ رحلة طموحة شملت أربع دول وقارتين، كان من بينها محطات في إندونيسيا وبابوا غينيا الجديدة وسنغافورة. اعتلى خورخي ماريو بيرغوليو كرسي البابوية عازماً على إحداث تغيير داخل الكنيسة. وقد يرى البعض أن الكنيسة كانت بحاجة إلى بابا أكثر تحرراً، فيما يردد المعارضون ما اعتبروه تراخياً في تصديه لقضايا الاعتداءات الجنسية داخل الكنيسة. إلا أنه، بلا شك، أحدث تغييراً ملموساً. عيّن البابا فرنسيس ما يربو على 140 كاردينالاً من دول غير أوروبية، وسوف يترك لمن يخلفه كنيسة تتمتع برؤية عالمية أوسع بكثير مما كانت عليه عندما تولى مهامه. ولإعطاء مثال على ذلك، كان البابا فرنسيس يجنح إلى البساطة، ولم يسكن في القصر الرسولي بالفاتيكان، الذي يضم كنيسة سيستين، بل فضّل الإقامة في المبنى الحديث (الذي بناه البابا يوحنا بولس الثاني كدار للضيافة). كان البابا فرنسيس يؤمن بأن السعي وراء مظاهر البذخ ضرب من الغرور، وقال ذات مرة: "أنظر إلى الطاووس، يبدو جميلاً من الأمام، لكن إذا نظرت إليه من الخلف، ستدرك الحقيقة". سعى البابا إلى إحداث تغيير في المؤسسة ذاتها، من خلال تعزيز مهمة الكنيسة التاريخية عبر تجاوز النزاعات الداخلية، والتركيز على الفقراء، وإعادة الكنيسة إلى الشعب. وعقب اختياره بابا الفاتيكان، قال: "علينا أن نحذر من مرض روحي يصيب الكنيسة عندما تنغلق على ذاتها". وأضاف: "لو كان عليّ أن أختار بين كنيسة جريحة تخرج إلى العالم، وكنيسة مريضة منغلقة على ذاتها، لاخترت الأولى".


اليوم السابع
منذ يوم واحد
- منوعات
- اليوم السابع
بابا الفاتيكان يرتدى خاتم الصياد منقوش عليه اسمه وشعاره.. فيديو وصور
قدم الفاتيكان اليوم خاتم الصياد، إلى جانب الباليوم، الذي يمثل شارة الأسقفية البطرسية، وذلك بعد وصوله على متن سيارة "باباموبيل"، ورحبت به الحشود أثناء تجوله في ساحة القديس بطرس لأول مرة في السيارة المصممة خصيصًا، وفقا لموقع الفاتيكان نيوز. واندلعت موجة من التصفيق عندما استلم البابا الباليوم المصنوع من صوف الحمل وارتداه لأول مرة خلال القداس، وأصدر الفاتيكان تفاصيل الخاتم، الذي يحمل صورة القديس بطرس على شريطه الخارجي، ونقش عليه اسم "لاون 14" وشعار النبالة الخاص بالبابا من الداخل. وأصدر مكتب الاحتفالات الليتورجية للبابا فرنسيس صورًا لخاتم الصياد والباليوم اللذين سيتم تقديمهما للبابا لاون 14 خلال الاحتفال اليوم ، لإحياء ذكرى بداية خدمته البطرسية، يمثل كلا الكائنين الشعار الأسقفى التقليدى المرتبط بشخصية القديس بطرس. وكان أكد المتحدث باسم الفاتيكان، ماتيو بروني، تدمير خاتم الصياد للبابا فرانسيس، وهو أحد رموز السلطة البابوية، بعد 16 يوما من وفاته، وإلغاء نقش الصليب الذى كان على سطح خاتم البابا فرانسيس ، باستخدام مثقب معدنى بحضور الكاردينال كاميرلينجو جوزيف كيفت فاريل . في قلب كل بابوية يوجد رمز يتجاوز الزمن والسلطة والإيمان: خاتم الصياد. هذه الجوهرة، التي تمر مرور الكرام على كثير من الناس، تكتسب أهمية خاصة في إحدى اللحظات الأكثر حساسية بالنسبة للكنيسة: وفاة أحد الباباوات. إن هذا التراث ليس مجرد ملحق، بل إن تاريخه ووظيفته وتدميره الطقسي يمثل نهاية عصر وبداية عصر آخر. ماذا يمثل هذا الخاتم في الحقيقة ولماذا أصبح عنصرا أساسيا عندما يكون عرش القديس بطرس فارغا؟ ولا يُطلق على ما يسمى بالخاتم البابوي هذا الاسم رسميًا. اسمها الصحيح هو حلقة الصياد أو Piscatory، من الكلمة اللاتينية Anulum Piscatoris. هذا الاسم له تفسير بسيط ولكن عميق: الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يحمله هو الخليفة الشرعي للبابا القديس بطرس، البابا الأول وفقًا للتقاليد الكاثوليكية، والذي كان في الواقع صيادًا. ويعتبر تصميم هذا الخاتم مميزًا وظل على حاله مع بعض الاختلافات لعدة قرون. وهي تصور القديس بطرس وهو يصطاد السمك من قارب، مصحوبًا باسم البابا الحالي، مكتوبًا باللغة اللاتينية. في الأصل، كانت وظيفته عملية للغاية: كانت بمثابة الختم الرسمي للبابا. وقد تم ختم وثائق مهمة، مثل المراسيم البابوية، بها، مما أعطى مصداقية لكتابات الفاتيكان. ورغم أن الخاتم لم يعد يستخدم لهذا الغرض اليوم، فقد احتفظ بدوره كرمز للسلطة البابوية والشرعية. تقليديا، يتم صنع الخاتم من الذهب الصلب، وبعد وفاة البابا، يتم إزالته من الإصبع وتدميره بضربات بمطرقة من الفضة والعاج، إن هذا العمل الرمزي له هدف تاريخي: منع تزوير الوثائق والإعلان رسميًا عن نهاية البابوية.


سائح
منذ يوم واحد
- ترفيه
- سائح
استمتع بسحر بحيرة بليد في سلوفينيا
وسط جبال الألب الجوليانية في شمال غرب سلوفينيا، تقع واحدة من أكثر الوجهات رومانسية وسحرًا في أوروبا، إنها بحيرة بليد. تتميز هذه البحيرة بجمالها الطبيعي الأخّاذ الذي يجمع بين المياه الزرقاء الصافية، والجزيرة الصغيرة التي تتوسطها، والقلعة التاريخية التي تعتلي قمة الجرف المطل على البحيرة. ينجذب إليها الزوار من مختلف أنحاء العالم للتمتع بمناظرها الخلابة وتجاربها الفريدة التي تمتزج بين الطبيعة، والثقافة، والمغامرة. وتُعد بحيرة بليد وجهة مثالية لمن يبحثون عن لحظات هدوء، أو نشاط في الهواء الطلق، أو حتى مغامرة في قلب الطبيعة السلوفينية النقية. جزيرة بليد والكنيسة التي تهمس بالرغبات في قلب البحيرة تبرز جزيرة صغيرة خلابة تُعد من أبرز رموز السياحة في سلوفينيا، ويمكن الوصول إليها بالقوارب التقليدية المحلية المعروفة باسم "بلتنا". على الجزيرة تقع كنيسة "صعود السيدة العذراء" التي يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر، ويقصدها الزوار ليس فقط لروعة موقعها، بل أيضًا لما تحمله من أساطير. من العادات الشهيرة بين الزوار قرع جرس الكنيسة ثلاث مرات مع إغلاق العينين وتمني أمنية، حيث يعتقد أن الجرس يحقق الأمنيات. التجول على الجزيرة يمنح الزائر إحساسًا بالسكينة، كما توفر القوارب تجربة شاعرية، خصوصًا عند الغروب حين تنعكس ألوان السماء على سطح المياه. العديد من الأزواج يختارون الجزيرة لإقامة حفلات زفافهم، ويصعد العريس درج الكنيسة حاملًا عروسه على ذراعيه كرمز للالتزام والحب. قلعة بليد: مشهد بانورامي يحبس الأنفاس قلعة بليد التي تعود إلى أكثر من ألف عام، تُعد أقدم قلعة في سلوفينيا وتقف شامخة على منحدر صخري يطل على البحيرة. الوصول إلى القلعة قد يتطلب صعودًا قليلًا، لكنه يستحق العناء، إذ يكافأ الزائر بإطلالة بانورامية ساحرة على البحيرة والجبال المحيطة. تحتوي القلعة على متحف يعرض تاريخ المنطقة، بالإضافة إلى مطبعة قديمة، ومطعم يقدم أطباقًا سلوفينية تقليدية. القلعة ليست فقط موقعًا تاريخيًا، بل أيضًا نقطة انطلاق للعديد من الأنشطة، مثل تصوير المناظر الطبيعية أو الاستمتاع بمشاهدة شروق الشمس فوق الجبال. ومن الجدير بالذكر أن فعاليات ثقافية تُنظم داخل القلعة، كعروض الفلكلور ومعارض الفنون المحلية. مغامرات الطبيعة والمأكولات المحلية تقدم بحيرة بليد ما هو أكثر من المناظر، فهي وجهة مثالية لمحبي المغامرات. يمكن ممارسة رياضة التجديف، وركوب الدراجات حول البحيرة، أو التنزه لمسافات طويلة عبر الغابات المجاورة. وفي فصل الشتاء، تتحول المنطقة إلى مشهد ساحر حيث يُغطى كل شيء بالثلوج، وتُقام فعاليات للتزلج واحتفالات نهاية العام. أما لمن يبحث عن تجربة ذوقية، فإن كعكة بليد الكريمية (Bled Cream Cake) تُعد رمزًا لا بد من تذوقه، وهي حلوى خفيفة ذات طبقات من الكريمة والفانيليا تُقدم في المقاهي المنتشرة حول البحيرة. ولا يكتمل اليوم دون احتساء فنجان من القهوة على الشرفة المطلة على البحيرة، وسط نسمات الهواء العليل وصوت خرير الماء. بحيرة بليد ليست مجرد بحيرة، بل هي تجربة متكاملة تنبض بالجمال والتاريخ والرومانسية. سواء كنت مسافرًا منفردًا أو مع أحبائك، فإن سحر هذه الوجهة يترك أثرًا لا يُنسى في القلب والعين.


الأنباء
منذ 2 أيام
- سياسة
- الأنباء
بدء مراسم تنصيب بابا الفاتيكان الجديد
بدأت مراسم تنصيب بابا الفاتيكان الجديد البابا ليو ال14 اليوم الأحد، وسط مشاركة رفيعة المستوى لقيادات عالمية بينهم نائب الرئيس الامريكي جيه دي فانس إلى جانب رؤساء دول وحكومات. وانطلقت مراسم التنصيب في ساحة كنيسة (القديس بطرس) وسط حضور جماهيري كبير قام قبلها البابا المنتخب حديثا بجولة بالسيارة البابوية واقامة القداس الاول له كبابا للفاتيكان. وفي كلمته ندد البابا ليو الرابع عشر بالنظام الاقتصادي المبني على استغلال الثروات الطبيعية والفقراء في العالم. يذكر ان البابا ليو الرابع عشر وهو اول بابا امريكي يقود الفاتيكان انتخب بعد رحيل البابا فرانسيس في ابريل الماضي عن عمر ناهز 88 عاما.