logo
#

أحدث الأخبار مع #الكيان_الإسرائيلي

خلاف ترامب ونتنياهو المفترض.. مسار حدوده إعادة تعريف قوة الكيان ودوره
خلاف ترامب ونتنياهو المفترض.. مسار حدوده إعادة تعريف قوة الكيان ودوره

الميادين

timeمنذ 5 أيام

  • سياسة
  • الميادين

خلاف ترامب ونتنياهو المفترض.. مسار حدوده إعادة تعريف قوة الكيان ودوره

قد يذهب البعض باتجاه تحليل الخلاف المفترض حول إدارة الملفات الإقليمية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو على أنه بداية شرخ سيقوض العلاقة بين حليفين استراتيجيين استطاعا فرض وتيرتهما منذ زمن بعيد على واقع التوازنات الإقليمية في المنطقة. ويقارب البعض هذه الفكرة على أنها نتاج فشل اللوبيات الصهيونية في الولايات المتحدة في تطويع الإدارة الأميركية الحالية وتخطيط توجهاتها. وبالتالي، قد يؤدي هذا الافتراض وفق هؤلاء إلى إمكانية تخلي الولايات المتحدة الأميركية عن الكيان الإسرائيلي، أقله في مواجهة الملفات التي تتباعد حولها الرؤى بين الطرفين. في هذا الإطار، يفترض الإشارة إلى أن العلاقة بين الكيان الإسرائيلي والإدارات الأميركية المعنية برسم الاستراتيجيات واتخاذ القرارات الخارجية لا تتسم بالتوازن الذي قد يُعرف في بعض الأحيان على أنه قد يميل أحياناً لمصلحة هذا الكيان على حساب المصالح الأميركية. وبالتالي، يمكن توصيف هذه العلاقة على أنها تندرج في إطار سعي الكيان الإسرائيلي لمواءمة تلك الاستراتيجيات مع مصالحه ومصالح وتوجهاته الاستراتيجية. هنا، يمكن القول إن التطابق المطلق بينهما لا يتحقق بشكل دائم؛ فمن خلال قراءة واقع ما بعد الحرب الباردة، يمكن ملاحظة أن ذلك الكيان استفاد من توجه الأحادية الأميركية الذي كان قائماً على استغلال أدوات القوة الخشنة والناعمة في عملية تحقيق الهيمنة الكبرى للمصالح والقيم الأميركية؛ فمن خلال مقاربة المشروع الأميركي لمنطقة الشرق الأوسط وفق رؤية تفتيت الإطار القومي العربي وإسقاط الأنظمة المناوئة للسياسات الأميركية وتكريس الوجود الأمني والعسكري الأميركي المكثف في المنطقة، وجدت اللوبيات الصهيونية في الولايات المتحدة أن الفرصة كانت سانحة لمحاولة تحقيق مشاريع الكيان التوسعية وتكريس تفوقه الأمني والعسكري تحت غطاء امتلاكه القدرة والأهلية اللازمة لتنفيذ المخططات الأميركية، مستفيداً في الوقت نفسه من قناعة أميركية تفترض اعتباره ركيزة صلبة تساعد بشكل فاعل في ضمان استقرار المنطقة وإمدادات النفط ذات الأهمية الحيوية للولايات المتحدة. وبناء عليه، يمكن الاستنتاج أن الواقع الحالي للعلاقة المتذبذبة شكلياً بين الإدارة الأميركية الحالية وحكومة نتنياهو يشكل استثناءً لما تم التعارف عليه تاريخياً بينهما، فالإدارة الاميركية الحالية تعتبر، نظرياً على الأقل، أن المسار الذي يتمسك به نتنياهو في إدارته واقع الكيان الإقليمي لا يتوافق مع متطلبات المرحلة المعروفة أميركياً على أنها تتطلب اعتماد مسار تعميق العلاقات وملاقاة الدول العربية الحليفة بأسلوب مرن بالتوازي مع محاولة فرض الرؤية والمسار الأميركيين مع القوى المناوئة بأسلوب التفاوض والحوار. اليوم 11:10 اليوم 10:53 فالواقع الأميركي الحالي فاقد للأهلية التي كانت قادرة على تكريس توجه أحادي في التعاطي مع القضايا الدولية، بدليل الجرأة الروسية في شرق أوروبا والاندفاعة الصينية للتمدد في العالم دون أن ننسى شعار "أميركا أولاً"، مع ما يعنيه هذا الشعار من مواجهة حتمية مع الحلفاء التاريخيين للولايات المتحدة الذي وجدوا أن المشروع الأميركي تخلى عن خيار أمركة القيم العالمية والتكامل السياسي والاقتصادي وتمسك بخيار أمركة المصالح العالمية، وبالتالي لن يناسب المسار الإسرائيلي للهيمنة تحت شعار إسرائيل الكبرى، إذ إن هذا المشروع يستلزم انخراط الولايات المتحدة الأميركية بقوتها الخشنة والمطلقة. بالاستناد إلى هذه القراءة، يفترض الإشارة إلى أن حدود هذا الخلاف لا يتخطى إطار عدم الاتفاق على أدوات العمل اللازمة لتحقيق المشروع المتوافق عليه بين الطرفين، فالتفوق الإسرائيلي في الإقليم كهدف مقدس لكل الحكومات الإسرائيلية، السابقة والحالية واللاحقة، لا يتعارض مع التوجه الأميركي، بل يمكن اعتبار المسار الأميركي الحالي ممهداً له، وإن بوسائل مختلفة عن تلك التي يريدها نتنياهو. فالرؤية الأميركية لمسار التطبيع، إضافة إلى واقع قطاع غزة والسلطة الفلسطينية، من دون أن نهمل الهدف الأميركي النهائي للمفاوضات مع الجمهورية الإسلامية والواقع الذي تعمل عليه الولايات المتحدة في كل من لبنان وسوريا، لا تخرج عن إطار الرؤية النهائية لإسرائيل الكبرى. وعلى الرغم من عدم ربط ملف التطبيع الإسرائيلي السعودي بأي من الشروط الأميركية التي كانت مفروضة سابقاً على السعودية، كبناء برنامج نووي سعودي أو توقيع اتفاقية استراتيجية دفاعية مع المملكة، فإن دونالد ترامب تطرق إلى هذا الملف، أي التطبيع، على أنه حاجة حيوية للمنطقة واستقرارها، وربطه بطريقة مباشرة بأي انفتاح على سوريا، مع الإشارة إلى رمزية سوريا وصراعات النفوذ على أراضيها، من دون أن ننسى أنه تعاطى مع بيان وزير الخارجية السعودي بعد القمة الخليجية الأميركية حول ضرورة وقف العدوان على غزة بطريقة لا توحي بإمكانية ممارسة ضغوط حقيقية على نتنياهو، إنما حاول تحديد إطار الحديث عن غزة فقط بالسماح بإدخال المساعدات والمواد الغذائية إليها. في المجمل، استطاع دونالد ترامب أن يحقق نجاحاً في جولته في منطقة الخليج من خلال فصل الملفات وعدم السماح بربطها ببعضها بعضاً، إذ اعتمد على خبرته في عقد الصفقات التجارية وأسقط تجربته كرجل أعمال على مسار العلاقة مع الدول الخليجية؛ فمن خلال مقاربته الملف السوري عبر تقديمه جائزة ترضية عنوانها رفع الحظر عن سوريا، كان المقابل دفعها إلى التمركز خلف التوجهات الأميركية لناحية الاعتراف بالكيان وتطبيع العلاقات معه والعمل على التخلص من القيادات الفلسطينية التي وصفها بالتخريبية، بالتوازي مع تمكنه من تحويل ملف حرب الإبادة على غزة وحل الدولتين الذي تطالب به الدول العربية كمدخل للتطبيع إلى ملف ثانوي يُفترض التعامل معه بطريقة لا تؤثر فعلياً في توجه نتنياهو أو موقع الكيان الإسرائيلي في النظام الإقليمي وفي العقيدة الاستراتيجية الأميركية. في النتيجة الأولية لما استطاع دونالد ترامب تحصيله من جولته الخليجية الحالية، يمكن القول إنه ضمن الحصول على استثمارات قد تزيد بسهولة على 3 تريليون دولار، إضافة إلى ضمان اصطفاف الدول الخليجية، إضافة إلى سوريا، خلفه في مشروع استراتيجي عنوانه الريادة الأميركية في المنطقة وأمركة المصالح والاستثمارات فيها دون أن يقدم مقابلاً لذلك من حساب الكيان الإسرائيلي وبنيامين نتنياهو، فإحراج ترامب لنتنياهو، من خلال وقف إطلاق النار مع اليمن أو إطلاق سراح الأسير عيدان ألكسندر أو رفع الحظر عن سوريا أو المفاوضات التي يقودها ويتكوف معه، لن يؤثر في موقع الكيان الاستراتيجي في المنطقة أو في علاقته مع الولايات المتحدة، إنما يمكن تعريفه على أنه إصرار أميركي على تطويع المنطقة والكيان الإسرائيلي بما يخدم المصالح الأميركية والإسرائيلية على المدى البعيد، وذلك انطلاقاً من المسلمات الحاكمة للعلاقة بين الكيان والولايات المتحدة، والتي يمكن تعريفها برؤية أميركية تعتبر أن وجود الكيان القوي في المنطقة هو حاجة حيوية لا يمكن القفز فوقها، إنما يفترض العمل فقط على إعادة تعريف قوته أو برمجتها بما يخدم الهدف الأميركي من ورائها. وعليه، يمكن القول إن ذلك الخلاف المفترض بين نتنياهو وترامب لا يعدو كونه خلافاً تكتيكياً بين قيادتين لا يمكن التعويل عليه أو إيلاؤه قيمة تفوق ما يمكن اعتباره ضرورة أميركية مرحلية ستخدم الولايات المتحدة والكيان على المديين المتوسط والبعيد.

الخبير في الثقافة الإسرائيلية أورن شالوم: إسرائيل تتجه نحو الانهيار.. تفكك وفوضى اجتماعية واقتصادية
الخبير في الثقافة الإسرائيلية أورن شالوم: إسرائيل تتجه نحو الانهيار.. تفكك وفوضى اجتماعية واقتصادية

روسيا اليوم

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • روسيا اليوم

الخبير في الثقافة الإسرائيلية أورن شالوم: إسرائيل تتجه نحو الانهيار.. تفكك وفوضى اجتماعية واقتصادية

وفي تحليل يثير تساؤلات لدى الإسرائيليين عن مستقبل الكيان الإسرائيلي، أشار شالوم وهو أحد مؤسسي مبادرة "يهودية إعلان الاستقلال" إلى أن الصراع الداخلي الحالي هو "معركة وجودية ستحدد شكل إسرائيل في العقود المقبلة". جاءت تصريحات شالوم، وهو ايضا مؤلف كتاب "شمع إسرائيل – اليهودية العلمانية من الرامبام إلى أحد هعام"، خلال مقابلة خاصة مع صحيفة "يديعوت أحرنوت" سلط فيها الضوء على التصدعات العميقة التي تواجهها الدولة العبرية، والتي تتفاقم بسبب الحرب على غزة والانقسامات المجتمعية الحادة. ويرى شالوم أن جوهر الأزمة يتمثل في الصراع بين نموذجين لليهودية: "الأول هو نموذج إعلان الاستقلال القائم على الديمقراطية والمساواة، والثاني هو النموذج المتعصب الذي تمثله كتل مثل سموتريتش، والذي يهدد بتحويل إسرائيل إلى دولة ثيوقراطية". ويوضح: "إذا تناقضت يهودية الأغلبية مع قيم الديمقراطية، فلن تكون هناك ديمقراطية.. المتعصبون يسعون عمليا إلى إلغاء إعلان الاستقلال، حتى لو لم يعلنوا ذلك صراحة". ويضيف: "هذه الحرب شخصية بالنسبة لي.. أنا لا أقاتل من أجل الصهيونية، بل من أجل بقاء ابنتي أبيجيل. لكن الكثيرين ممن أعرفهم غادروا البلاد بالفعل". وبتشاؤم لافت، يرسم شالوم سيناريو "مرعبا" للإسرائيليين لـ"مئوية إسرائيل" في العام (2048) في حال استمرار الاتجاهات الحالية: - تفكك مؤسسات الدولة وانهيار الخدمات العامة. - فوضى اقتصادية تدفع برأس المال والكفاءات إلى الهروب. - هجرة جماعية للنخبة، التي لو وصلت إلى 300 ألف شخص "ستجعل استمرار الدولة مستحيلا". - تحوّل إسرائيل إلى دولة غير جاذبة، حيث "يبقى الهيكل السياسي لكن لا أحد يرغب في العيش فيه". ويعلق: "نحن نهدّم بأيدينا ما بنيناه على مدى 75 عامًا.. وهذا ليس فقط خيانة للصهيونية، بل تناقض صارخ مع كل تاريخ اليهودية"، بحسب قوله. وكشف شالوم عن عمق الانقسام الإسرائيلي من خلال قضية أسرى غزة، التي كان يفترض أن تجمع الإسرائيليين: "المسيانيون حولوا الأولوية من افتداء الأسرى إلى الانتقام.. لقد نزع سلاح الرهائن لأنهم يمثلون قيما تتعارض مع خطاب النصر الكامل الزائف". ويختتم شالوم تحليله بدعوة عاجلة: "علينا أن نختار الآن: إما أن نقف كأغلبية ونقول هذه هي يهوديتنا، أو نسمح للمتعصبين بسحق إسرائيل. نحن عند منعطف حرج.. إما أن نوقف الانهيار، أو نتحمل مسؤولية دمار الدولة". تحذيرات شالوم تعكس أرقاما "مقلقة" في إسرائيل عن تزايد هجرة الأكاديميين ورجال الأعمال، وتراجع مؤشرات الاقتصاد، وتصاعد الخطاب الديني المتطرف. السؤال الذي تلقي به هذه التحليلات على الطاولة: هل يمكن لإسرائيل أن تبقى "دولة يهودية وديمقراطية" أم أنها مقبلة على مرحلة جديدة، ربما تكون الأخيرة، في تاريخها المضطرب؟، بحسب تحليلات وإشارات شالوم. المصدر: يديعوت أحرنوت كشفت حادثة في إسرائيل عن التداعيات النفسية المدمرة للحرب الدموية على قطاع غزة، في أعراض مماثلة يعاني منها آلاف الجنود الإسرائيليين بعد هجوم "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023. نشرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس تسجيلا مصورا لأسير إسرائيلي تحدث عن المعاناة النفسية للأسير رقم 22.

الحوثيون: ترامب طلب التهدئة خوفاً من استهدافه خلال جولته في المنطقة
الحوثيون: ترامب طلب التهدئة خوفاً من استهدافه خلال جولته في المنطقة

البوابة

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • البوابة

الحوثيون: ترامب طلب التهدئة خوفاً من استهدافه خلال جولته في المنطقة

في تصريح مثير للجدل، اعتبر الدكتور محمد طاهر أنعم، مستشار المجلس السياسي الأعلى في اليمن، أن الخوف من استهداف القوات المسلحة اليمنية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال زيارته المرتقبة للمنطقة، هو الدافع الأساسي وراء تحرك واشنطن لطلب التهدئة في اليمن. وقال أنعم، خلال مداخلة مع قناة "المسيرة"، إن المخاوف الأمنية من وصول الطائرات اليمنية المسيّرة والصواريخ إلى الطائرة الرئاسية الأمريكية في حال زيارة ترامب للسعودية أو الإمارات، دفعت الأمريكيين إلى التواصل مع سلطنة عمان سعياً لوقف إطلاق النار، أو التوصل إلى هدنة مؤقتة مع الجانب اليمني. وأشار إلى أن تهديدات مباشرة وصلت للأمريكيين بأن زيارة ترامب للمنطقة لن تكون آمنة، واستدل بتصريحات الرئيس مهدي المشاط بهذا الشأن. وأضاف أن ترامب كان يتوقع انهيار المقاومة اليمنية في بداية العدوان، لكنه تفاجأ باستمرارها وتصعيدها، بما في ذلك استهداف حاملة الطائرات ترومان والكيان الإسرائيلي. وفيما يخص مزاعم ترامب بأن اليمن طلب وقف إطلاق النار، نفى أنعم هذا الادعاء، مشدداً على أن اليمنيين لم ولن يطلبوا وقف القتال، وأن الضربات المقبلة ضد الكيان الصهيوني ستكشف "كذب" ترامب، على حد تعبيره. وأضاف أن الاستهداف للسفن الأمريكية جاء نتيجة لانحيازها ودعمها للكيان الإسرائيلي، مؤكداً استمرار الحظر البحري المفروض على السفن المتجهة نحو الموانئ الإسرائيلية، وهدد بفرض عقوبات على شركات وسفن أمريكية ابتداءً من 17 مايو، ردًا على العقوبات الأمريكية الأخيرة. كما وصف أنعم إعلان ترامب بشأن التهدئة بأنه "إعلان مذل"، معتبراً أنه اختار حماية نفسه على حساب حماية "إسرائيل"، وهو ما شكّل صدمة للّوبي الصهيوني، وفق قوله. وبشأن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على صنعاء، أشار أنعم إلى أن اليمن يمتلك صواريخ فرط صوتية برؤوس شديدة الانفجار، وقادر على استهداف عمق الكيان الإسرائيلي. وأكّد أن الرد سيكون قاسيًا ومزلزلًا، خاصة بعد تجاوز ما وصفه بـ"الخطوط الحمراء" من خلال قصف الأعيان المدنية.

تركيا وحقيقة الدور المطلوب في الإقليم
تركيا وحقيقة الدور المطلوب في الإقليم

الميادين

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الميادين

تركيا وحقيقة الدور المطلوب في الإقليم

الفاعلية التركية في المنطقة مستقبلاً لن تكون إلّا نتاج تحرّر من عقدة التحرّر من العلاقة غير المتوازنة مع واشنطن، ونتاج تحرّر أيضاً من عقدة عدم إعلان العداء المطلق للكيان الإسرائيلي. المشروع التركي يواجه اليوم اختبار جدّيته. لم يعد من الممكن مقاربة الدور التركي في المنطقة وفق المرتكزات التي حكمت العلاقات الدولية وتوازنات القوى في الشرق الأوسط حتى لحظة تنفيذ عملية طوفان الأقصى. فالنتائج التي أفرزتها تداعيات طوفان الأقصى والأحداث التي تلت قد غيّرت في موازين القوى الإقليمية بحيث سقط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وتغيّرت رؤية الكيان الإسرائيلي لمرتكزات أمنه القومي حيث صار يعتبر أنّ الفرصة باتت سانحة لتوسيع مجال نفوذه الأمني والسياسي بما يسمح وفق رؤيته إرساء مشروع "إسرائيل الكبرى"، ليس فقط وفق المفهوم الأمني وإنما أيضاً وفق المفهوم الجغرافي. وعليه، فإنّ الرؤية التركية لتوسيع دائرة النفوذ في المنطقة التي تستند إلى إمكانية تأدية دور الوكيل للولايات المتحدة وحلف الناتو، بما يعني إمكانية تحصيل نتائج محدّدة وفق المنظور الإردوغاني للمجال الحيوي التركي، أي الهيمنة التركية على سوريا وجزء من العراق وصولاً إلى تأدية دور أساسي في لبنان والخليج، قد اصطدمت برفض إسرائيلي صريح عبّرت عنه في مرحلة أولى دوائر القرار السياسي الإسرائيلي من خلال تكرار التصريحات الرافضة للتمدّد التركي نحو حدودها، خصوصاً في سوريا، ومن خلال تحرّك عسكري وصل في الأيام الأخيرة إلى حدّ تهديد حركة الطائرات العسكرية التركية فوق سوريا، وتنفيذ عمليات قصف مكثّف لفصائل سورية مدعومة من تركيا من دون أن ننسى دلالات القصف الذي طال مدخل قصر الشعب السوري الذي أمكن ترجمته على أنه رسالة رفض مباشرة لأيّ تحرّك تركي غير محسوب قرب الحدود الإسرائيلية. ففي مقابل هذا التحرّك الإسرائيلي الذي يمكن توصيفه بالعدواني تجاه الدور التركي في سوريا، بالإضافة إلى الدعم العلني والصريح للكرد والدروز في سوريا، تبرز ضرورة الحديث عن المشروع التركي ومدى قدرة الرئيس إردوغان على تحقيق ما حاول تكريسه في الوعي الجماعي التركي من طموح وسرديات. فقد بات المشروع التركي يواجه اليوم اختبار جدّيته وإمكانية نجاحه في تحويل تركيا إلى دولة ذات ثقل مركزي في المنطقة والعالم، حيث إن الفشل في هذه المرحلة سيحوّل سردية النظام التركي إلى مجرّد حملة إعلامية ذات مهمة تنحصر وظيفتها في التسويق الداخلي للنظام في مواجهة معارضة باتت تؤرق الحزب الحاكم وتهدّد بقاءه في الحكم عند أيّ استحقاق انتخابي مستقبلي. فإذا كان من الممكن مقاربة العلاقة مع الجمهورية الإسلامية أو دول الخليج العربية وفق منطق اللاعداء وتقاطع المصالح، وعدم توصيف الخلاف على أنه عنوان لعداوة قد تُترجم بمواجهة عسكرية بما يمكن أن يؤدّي إلى تسليمهم بحكم الأمر الواقع وتجنّب الصدام معها بالدور التركي المتقدّم في لحظة إقليمية مفصلية، فإنه من غير الممكن مقاربة حيثيات العلاقة مع الكيان الإسرائيلي وفق الآلية نفسها. وهكذا يصبح السؤال ضرورياً حول مدى واقعية تمكّن الدولة التركية من حجز موقع، لا يرضى به الإسرائيلي، من دون مواجهة حقيقية معه. فالمعروف أنّ الذي أفشل المسعى التاريخي التركي بتأدية دور الوكيل للولايات المتحدة الأميركية في الإقليم هو الكيان الإسرائيلي، وذلك انطلاقاً من القناعة المترسّخة في الوعي التاريخي الإسرائيلي التي يمكن اختصارها بأنّ "إسرائيل" الكبرى المترامية الأطراف لا تتوافق كفكرة مع مفهوم التوازن في العلاقة مع الجوار، وإنما تفترض الهيمنة المطلقة من المحيط إلى الخليج وصولاً إلى حدود الجغرافيا السياسية للدولة التركية وإمكانية اختراقها متى سنحت الفرصة لذلك. فعلى الرغم من عدم واقعية تصنيف العلاقة بين الكيان الإسرائيلي والدولة التركية في خانة العداء، حيث إنّ العلاقة بينهما قد تكرّست بشكلها الرسمي منذ عام 1949 وشهدت زيارات رسمية متبادلة رغم توترها في أكثر من مرحلة حيث كان آخرها زيارة الرئيس الإسرائيلي إتسحاق هرتسوغ إلى تركيا في أيار/مايو 2022، من دون أن ننسى أنّ طوفان الأقصى والعدوان على غزة لم يؤدِ إلى قطع نهائي للعلاقات بينهما إذ ربطت تركيا إعادة علاقاتها مع الكيان بالسماح بإدخال المساعدات إلى غزة بما يمكن تفسيره على أنه ليس قراراً مبدئياً نهائياً وإنما مجرّد وسيلة ضغط تستخدمها تركيا في وجه الكيان، أي بما يعني أنه خيار استراتيجي تستهدف تركيا من خلاله بلورة إطار جديد للعلاقة مع الكيان. لم يظهر الكيان أيّ تجاوب مع هذا الإطار الجديد حيث صنّف تركيا في خانة الدول التي تستهدف دعم "الإرهاب"، وذهب باتجاه العمل على تقييد الدور التركي في المنطقة. فمن خلال رفضه لتأدية تركيا دور الوسيط بينه وبين حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ونكران الجميل الذي قامت به تركيا من خلال دعم أحمد الشرع لإسقاط النظام السوري الذي أدّى إلى هزّ أركان محور المقاومة المُصنّف على أنه العدو الأخطر له، أظهر الكيان الإسرائيلي إصراره على تقييد الدور التركي إن لم نقل إلغاء تأثيراته على المنطقة. ولذا، بات من الضروري إعادة تقييم الدولة التركية لمرتكزات رؤيتها وعلاقاتها مع الكيان الإسرائيلي حيث إنّ هذا الأخير لن يؤثّر في رؤيته للدور التركي على الموقع الذي يريده إردوغان في الإقليم فقط، وإنما سيترك تأثيراً سلبياً على حكم حزب العدالة والتنمية في الداخل أيضاً. فمن خلال عدم جدّية وفعّالية ردّ فعل إردوغان على السلوك الإسرائيلي في سوريا وقطاع غزة ووصوله في براغماتيّته إلى مستوى يمكن توصيفه بالاستسلام للأمر الواقع الإسرائيلي والأميركي، والتزامه بحدود الدور المرسوم له أميركياً بالتنسيق مع الكيان، سيجد الرئيس التركي نفسه أمام معارضة صلبة تتهمه بالفشل وبمحاولة خداع المواطن التركي للمحافظة على تأييده وإبقائه على رأس السلطة في تركيا. ففي خضمّ مشروع إسرائيلي يستهدف تحقيق حلم "إسرائيل الكبرى" وإعلان العداء لكلّ مناهض ورفض تبلور أيّ دور إقليمي موازٍ، حتى ولو كان دوراً تركياً محدّداً أميركياً، فهل مجرّد التنديد بالسلوك الإسرائيلي أو منع طائرة رئيس حكومة الكيان من المرور في الأجواء التركية أو الإصرار على السماح بإيصال المساعدات إلى القطاع سيكون كافياً لتنفيذ مشروع إردوغان. بالطبع، لن يكون هذا كافياً حيث إنّ الحلم التركي الذي يسعى إردوغان لجعله قابلاً للتحقيق سيستلزم مواجهة استراتيجية مع الكيان. وعليه، يُفترض بالجانب التركي أن يقرأ علاقاته الإقليمية، خصوصاً مع الجمهورية الإسلامية والدول العربية، على أنها لا تعبّر فقط عن حاجة ظرفيّة تفرضها متطلّبات المرحلة وإنما على أنها حاجة استراتيجية محسوبة النتائج يجب أن تؤسّس لدور تركي تكاملي مع مجموع الدول المتضرّرة أو المُستهدفة في مشروع "إسرائيل الكبرى". باختصار، يمكن القول إنّ الفاعلية التركية في المنطقة مستقبلاً لن تكون إلّا نتاج تحرّر من عقدة التحرّر من العلاقة غير المتوازنة مع الولايات المتحدة، ونتاج تحرّر أيضاً من عقدة عدم إعلان العداء المطلق للكيان الإسرائيلي ذي الأهداف التوسّعية الواضحة التي ستطال حتماً أراضي تركية متى تمكّنت من الوصول إلى حدودها.

لجان المقاومة: نندد بسحب صلاحيات الأوقاف من الحرم الإبراهيمي
لجان المقاومة: نندد بسحب صلاحيات الأوقاف من الحرم الإبراهيمي

اذاعة طهران العربية

time٢٦-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • اذاعة طهران العربية

لجان المقاومة: نندد بسحب صلاحيات الأوقاف من الحرم الإبراهيمي

أدانت "لجان المقاومة في فلسطين"، الجريمة الإسرائيلية الجديدة بسحب صلاحيات الأوقاف في الحرم الإبراهيمي الشريف إلى هيئة "إسرائيلية"؛ مؤكدة أنها خطوة على طريق تهويد الحرم الابراهيمي ومنع المسلمين الصلاة فيه بشكل نهائي. وأكدت اللجان، في تصريح صحفي لها اليوم الأربعاء، أن " الحرم الإبراهيمي هو ملكية ووقفية خالصة للمسلمين، ولا يحق للكيان الإسرائيلي السيطرة عليه أو العبث فيه وتغيير معالمه أو تحويله مكان عبادة أو كنيس خاص باليهود". وأضاف البيان: الحق في الحرم الإبراهيمي هو للمسلمين وحدهم فقط، ولا يحق للغاصبين الصهاينة السيطرة وممارسة خرافاتهم وأساطيرهم التلمودية داخله. ودعت لجان المقاومة عبر بيانها، "كافة المسلمين وكل أحرار الأمة إلى التحرك الفوري والعاجل لإنقاذ الحرم الإبراهيمي من التدنيس والعبث والرجز الإسرائيلي".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store