أحدث الأخبار مع #الكيزان


العين الإخبارية
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- العين الإخبارية
البرهان يشعل غضب السودانيين بـ«البندقية».. «المجد للساتك»
موجة من الغضب في أوساط السياسيين ولجان المقاومة والنشطاء بالسودان بعد حديث قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، حول ثورة ديسمبر/كانون الأول 2019. وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي ردود فعل غاضبة من القوى السياسية التي أطاحت بنظام الرئيس عمر البشير إثر سلسلة واسعة من الاحتجاجات السلمية في 2019، على تصريحات البرهان. وقال البرهان، أمس الثلاثاء، إن "أوان إغلاق الطرق ولى مع الذين كانوا يقولون إن المجد للساتك (إطارات السيارات)، والمجد أصبح للبندقية فقط". وشاعت عبارة "المجد للساتك" خلال الاحتجاجات ضد نظام الرئيس المعزول عمر البشير، وضد استمرار الحكم العسكري بعد قرارات البرهان في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، والتي أطاحت بالحكومة المدنية، حيث كان المحتجون يخرجون في مظاهرات تُحرق خلالها الإطارات، بينما تقابلها قوات الأمن بإطلاق الرصاص. وبعد تصريحات البرهان أمس، راجت عبارة 'المجد للساتك' على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تحدث عنها 7,600 شخص على منصة "فيسبوك". كما أصبحت عبارة "ديسمبر باقية وستنتصر" ترندًا على منصة (إكس). "نعم للثورة ولا للحرب" وتعليقا على ذلك، قال رئيس الحركة الشعبية ــ التيار الثوري الديمقراطي، ياسر عرمان: "المجد للساتك (إطارات السيارات) ولثورة ديسمبر (كانون الأول)." وكتب عرمان في صفحته الرسمية عبر "فيس بوك"، "المجد للساتك ولثورة ديسمبر. لا مفر من اللساتك. اللساتك لا توقد نفسها بل توقدها الجماهير". من جهتها، قالت رئيس تحرير صحيفة "التغيير" الإلكترونية، رشا عوض، "عجبًا أن يتحدث البرهان في فعالية للخدمة المدنية ويزعم أن مظاهر الاحتجاج السلمي هي الخطر الذي يهدد الخدمة المدنية وأن الثوار السلميين هم المشكلة لأنهم يغلقون الشوارع كما يفهم من سياق حديثه الذي سخر فيه من مقولة (المجد للساتك)، وقال إنه لا مجد إلا للبندقية". رفض واسع وكتبت رشا في صفحتها الرسمية عبر "فيس بوك": "يقول ذلك بينما البلاد تشتعل حربًا وأطماع الكيزان (الإسلاميين) والعسكر وعلى رأسهم هو شخصيًا في احتكار السلطة ونهب الثروة جعلتهم يحرمون السودانيين من الحياة نفسها، وليس مجرد تعطيل الخدمة المدنية الروتينية". وأضافت قائلة "إنهم يترسون الشوارع بالجثث والألغام والمتفجرات ويتباكون على إغلاق مؤقت للشوارع بمظاهرة. يحرقون أجساد الأطفال والنساء والرجال الأبرياء بالمدفعية الثقيلة والطيران ويذمون إحراق اللساتك". مستطردة "يزرعون طريق المستقبل بأشواك وقنابل الكراهية والعنصرية ويحيلون الوطن إلى خرابة حرفيًا ومعنويًا، ويوجهون سهامهم صوب شباب كانوا يزرعون الأمل ويحلمون بالسلام والحرية". من جهتها، ذكرت تنسيقية لجان مقاومة كرري (نشطاء): "خرج علينا البرهان بتصريحات صريحة تهاجم المقاومة المدنية، وتهدد بوضوح كل فعل احتجاجي سلمي حين قال: لا يوجد لساتك، بل توجد بندقية فقط"، مضيفة أن البرهان أعلن بذلك، أنه "لا مكان في سودانهم القادم لحرية التغيير، ولا للمقاومة الشعبية التي أسقطت الطغاة من قبل". وأضافت التنسيقية في بيان "نحن في تنسيقية لجان مقاومة كرري، نرفض هذا الخطاب جملة وتفصيلا، ونعتبره إعلان حرب على جوهر الثورة، وتكريسًا لمحاولات عسكرة الدولة وسحق الإرادة الشعبية". "إسقاط القناع" كما أفاد المتحدث باسم حزب المؤتمر السوداني، نور الدين بابكر، بأن حديث البرهان "يسقط القناع عن حقيقة هذه الحرب، وأنها ليست من أجل الوطن أو الكرامة، وإنما من أجل السلطة". وأضاف: "البرهان لا يخشى البندقية، فهي أداته ولعبته التي يزهق بها أرواح السودانيين، لكنه يخشى صوت الجماهير وثورة ديسمبر/كانون الأول وشعاراتها التي أرعبت الطغاة، ولذلك يريد دفن أدوات المقاومة السلمية". ووجهت تنسيقية لجان مقاومة "الديوم الشرقية "حديثها للبرهان، مذكرةً إياه بأن الاحتجاجات السلمية هي التي أوصلته إلى سدّة الحكم. فيما ذكرت لجان مقاومة "أم درمان القديمة" أن خطاب قائد الجيش "لم يكن إلا استهزاءً بثورة هذا الشعب العظيم وتحقيرًا لوسائل نضاله.. إن المجد وكل المجد للساتك، لأنها كانت نار الغضب في وجه القهر". وأوضحت أن "اللساتك ليست إطارًا بل صيحة ثائر، ودخانها كان نداء حرية، وشرارتها كانت ضوءًا في دروب التغيير، كما أن الثورة لا تحكمها رُتب ولا تُسكتها خُطب". بدورها، وصفت التنسيقية النسوية الموحدة لوقف الحرب، تصريحات البرهان، في بيان، بأنها محاولة للقفز فوق الحقائق وتجريم الثورة وتنصّل من مسؤوليته في 'إيصال البلاد إلى ما هي عليه الآن'. إساءة للثورة في السياق، استنكر تنظيم "نساء ضد الظلم" تصريحات البرهان، التي قال إنها 'مسيئة لثورة ديسمبر/كانون الأول والشهداء وداعية لاستمرار الموت والدمار'. من جهته، قال الكاتب السياسي، محمد هاشم محمد الحسن، في مقال صحفي، "محاولة البرهان اليائسة لتشويه ثورة ديسمبر/كانون الأول العظيمة واختزالها في فعل (حرق لساتك) وكسر شوارع ليس مجرد تزييف للتاريخ القريب، بل هي استفزاز سافر لدماء الشهداء وكرامة الثوار الذين خرجوا مطالبين بالحرية والعدالة والكرامة الإنسانية". aXA6IDEwNC4yNTMuODkuNzEg جزيرة ام اند امز IT

سودارس
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- سودارس
فالبندقيّةُ فى بداية عهدها…
عبد الحفيظ مريود " نحنا بنينا الإمارات بسواعدنا".. " نحنا أوّل دولة عربيّة تصنع مسلسل تلفزيونىّ".. " نحنا العلّمنا السّعوديين".. " نحنا مَنْ أسّس اتّحاد الكُرة الإفريقىّ".. "نحنا من المؤسّسين لمنظمة الوحدة الإفريقيّة".. ووووووو الكثيرُ من الغثاء..الكثير من البجاحة السُّودانيّة التى يمكنُ للحياء (هِيم سيلف" أنْ يستحىَ منها. لكنَّ هذا الغثاء وهذه البجاحة، مع إضافات أخرى تلحق بها، بالضّرورة، هي مجموعة الأوهام المشكّلة للذات السُّودانيّة الحديثة. وهي إذْ تلبسُ جلبابها الأبيض، وتلفُّ عمامتها وتسيرُ متبخترةً في شوارع العالم الفسيح، لا تنتبهُ – بالضّرورة – إلى أنّها ليست سوى محضُ سخريّة، مسخ مثير للشفقة والاستهزاء من الآخرين. و لأنّنا نحنُ من بنينا الإمارات بسواعدنا، فإنّنا سنلقّنها دروساً فى السياسة، الدبلوماسيّة، القانون الدّولىّ، والعسكريّة – وهذا هو الأهم – من وجهة نظر الفريق ياسر العطا، أو ياسر كاسات. لذلك فقد أرسلنا مسخاً مشوّهاً، هو وزير العدل إلى المحكمة الدّوليّة، وننتظرُ منها أنْ تجلد الإمارات أربعين جلدةً، هى حدُّ السُّكر، تطبيقاً للشّريعة الإسلاميّة التى نحكمُ بها دولتنا التى "علّمتْ النّاس فى الخليج كيف يكتبون اللغة العربيّة". والمحكمة حكمت حكمها، اليومَ. شايف كيف؟ الوضعُ فى السُّودان مشكلةٌ داخليّة. أليس ذلك صحيحاً؟ ينظرُ إلى أسباب الحرب ودوافعها كلٌّ من حيث يقف. من حيث يخدمُ أجندته. قليلون فقط ينظرون إلى جذورها الضّاربة في القدم. وقليلون مَنْ يملكون الجرأة لقولِ الحقيقة. لكنَّ الغالبية من السُّودانيين كما قال الإمام علىٌّ بنُ أبى طالبٍ عليه السّلام (همجٌ رعاعٌ أتباعُ كلّ ناعق). جروا وراء رواية أنَّ الإمارات – "دويلة الشّر" – (تقتلُ السُّودانيين). ولا بدَّ من مواجهتها في كلّ الميادين. جرتْ شيطنةُ الإمارات ودورها في الحرب الدّائرة. لكنَّ عاقلاً لم يجلس ليسأل : هل أسّستْ "دويلة الشّر" قوّات الدّعم السّريع؟ هل أذكتْ نيرانَ الثورة (ديمسبر 2019م) ضدَّ حكم الإسلاميين؟ هل أطاحتْ بالبشير؟ هل جاءت بفولكر والبعثة الأمميّة؟ هل وضعتِ الاتّفاق الإطارىّ؟ هل جعلتِ البرهان ينقلبُ على شركائه المدنيين من قوى الحريّة والتغيير فى 25 أكتوبر 2021م؟ هل أخرجتْ الإسلاميين فى رمضان يتنادون فى إفطاراتهم 2023م يتوعّدون النّاس بالحرب؟ هل أجرتْ على لسان الدّكتور محمّد على الجزولىّ – الذى ربّما يكون قد قضا نحبه، بعد شهور من غسيل كاكى الجاهزيّة – عبارة (الآن يجرى اعتقال الشقيقين الشّقييْن)؟ لماذا لا يعترفُ الكيزانُ أنَّ المشكلة داخليّة بحتة؟ مشكلة مع الأحزاب، مع الشّباب الذى صنع ديسمبر، مع الحركات المسلّحة (دارفوريّة وغير دارفوريّة)، مع قوّات الدّعم السّريع، التى من المفترض أنْ تكونَ أداةً طيّعةً لهم، متى ما احتاجوها. ثمَّ مشكلة مع دول الجوار الإفريقىّ قاطبةً، عدا مصر وإرتيريا. شايف كيف؟ لكنَّ الكيزان يظنُّون بالله ظنَّ الجاهليّة.. ويتمنّون عليه الأمانىّ.. وبما أنَّه ليس فى الأرض من هم أفهم وأعلم وأكثر خبرةً من السُّودانيين، وبما أنَّه – حسب التصنيف الإلهىّ وفقاً لرؤية الكيزان – ليس هناك مَنْ هو أفهم مِن الكيزان وسط السُّودانيين، فإنَّ حلَّ الأزمة الرّاهنة سيكون كالآتى: *هناك مؤامرة تُحاك ضدَّ السُّودان طمعاً فى ثرواته. *أطراف المؤامرة هم كلُّ العالم، عدا مصر، إرتيريا، الجزائر ، جيبوتى، الصّومال، قطر ، تركيا ، إيران ، روسيا ، وإلى حدًّ ما، السّعوديّة. *لحلّ خيوط هذه المؤامرة يجب خوض الحرب ضدَّ بقية العالم، ابتداءً بالإمارات سنشكوها، إذنْ، بنتَ الغلفاء، إلى المحكمة الدّوليّة. لكنَّ المحكمة الدّوليّة تصفعنا بلا رحمة. سنفكّر فى شيئ آخر..سنفكّرُ فى كلّ شيئ، إلّا أنْ نفكّر فى أنَّ مشكلتنا داخليّة، فى المقام الأوّل. وهكذا. شايف كيف؟ و (المجدُ للبندقيّة).. ذلك أنّها، ظفرتْ بمجدٍ ليس …. أو كما قال شاعرهم. إذن.. أىّ واحد يشوف بندقيتو وين، ويدخل المعركة.. معركة حلّ مشاكل السُّودان..


التغيير
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- التغيير
المجد فقط لشهداء ديسمبر في الأعالي يا برهان
المجد فقط لشهداء ديسمبر في الأعالي يا برهان صلاح شعيب تحدثنا كثيراً بأن الحرب أوقدها الكيزان بمعاونة البرهان لقبر ثورة ديسمبر. وحاولنا بقدر الإمكان أن نعزز الفهم بأن حرب الكرامة مجرد تمثيلية دموية مخرجها علي كرتي. ولكن لا حياة لمن تنادي في ظل ماكينة الإعلام الحربي الذي غسل أدمغة كثير من العامة، وحزمة من المثقفين، وقليل من الثوريين. واضح أن تصريحات البرهان الجديدة – بعد عودته من القاهرة ترسم ملامح لعهده الجديد في التعامل مع السودانيين. إنه يريد أن يبداً سياسة حكم لتمديد حلمه في زمن الحرب، سواء بالإسلاميين، أو بإبعادهم كما قد تجيء التوصيات الخارجية لاحقاً. حين يقول البرهان إن المجد للبندقية فهو صادق في وهمه. فالبندقية هي التي جعلته يعرقل الثورة بالانقلاب، والحرب، ولكن إلى حين. فلو كانت البندقية وحدها تحافظ على 'مجد الحكم الديكتاتوري' لما أصبح رئيساً للسيادي. وهو قد أتى لهذا المنصب بالثورة التي استخدمت فقط اللساتك، والهتاف، والمواكب. إن البرهان أسوأ من أنتجتهم السلطات الديكتاتورية في العالم. بالبندقية تعاون مع الكيزان لتدمير السودان، وشردوا أهله حول العالم. وما يزال مقتنعاً أنه سيبني مجداً بها، وهو في سدة الحكم بلا شرعية. من بلاهته، وكذبه، أنه في كل مرة ينكر علاقته بالكيزان في دعم الانقلاب، وإشعال الحرب. يعتقد أنه سيقنع السودانيين بهذا الكذب. ولكن هيهات. المجد لشهداء ديسمبر الذين هزموا بندقية الجيش، والدعم السريع، وجهاز الأمن، والدفاع الشعبي، وكتائب الظل، وآخرين يعرفون جسارة، وصمود، وصلابة، ثوار اللساتك. وهؤلاء وحدهم سطروا بسلميتهم الملاحم، وصنعوا ثورة أخذت بألباب العالم. ولذلك جاء القدر بالبرهان ليكون على رأسها السيادي حتى يؤدي الأمانة لحكومة منتخبة. ولكن أنانيته المفرطة، وروحه الدموية، سولت له الاعتماد على حاضنة الكيزان ليكون رئيساً لوضع جديد يسترد لهم من خلاله مجدهم الاستبدادي الآفل. ولما عجز في توطيد دعائم حكمه خرج له ثوار ديسمبر فحصدهم بالرصاص ليكسر عزيمتهم. ولم تفتر همته من الارتواء بدماء البندقية فراوغ حتى أوقد مع حاضنته الكيزانية الحرب. ومع ذلك لم يتعظ من هذا الدمار الذي وضع بلاده على حافة الانهيار بعد أن عشنا هذا التمزق غير المسبوق في نسيج المجتمع. والآن وحده يلمح لإنهاء ثورة ديسمبر بعد ان توهم بنصره في الحرب. إن هذه الروح الشريرة التي تقتات على البندقية، وتعدها علامة للمجد ينبغي أن يتعامل معها كل الناس بجدية. فالبرهان سوف ينهي وجود البلاد بعقليّته الخربة إذا استمرّ في هذا الهذيان السلطوي، والشبق نحو الحفاظ على السلطة. ذلك حتى لو أراق مع الكيزان كل الدماء. حسبنا الله، ونعم الوكيل.

سودارس
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- سودارس
بعد عامين، هل بدأتِ الحربُ الحقيقيّة فى السُّودان؟
أحبُّ القصص.. دائماً ثمّة حكاية جميلة يجبُ أنْ تستمع إليها.. فاقصصِ القصصَ لعلّهم يتفكّرون… من ذلك أنَّ الخليفة التّعايشىّ – قدّسَ الله أسراره جميعاً – وضعَ زعيمين بارزين من زعماء قبيلة الشّكريّة فى أمدرمان. تحت الإقامة الجبريّة. وفى سجن "السّاير". كان أحدهما – مجبوراً – يبيعُ حطب "الطّلح" لنساء أمدرمان. ذلكَ أنَّ " الرّجال" فى حالة حرب. حرب الحبشة وحروب أخرى. ولا مجال للشّعر، بالطّبع، فيما الحروب دائرة. وثمّة معنىً "غميس" – كما قال الحاردلو في مسدار المطيرق – في بيع "الطّلح" لنساء المقاتلين. لكنَّ "عُمارة" غضب من معابثة الأمدرمانيّة، وتصرّف ك "رجل"، ثأراً ل "كرامته". شايف كيف؟ لم يكنِ الشُّكريّة، يومئذٍ، "ناس حارّة". كانوا – بالطّبع – ضدَّ المهديّة، وضدّ حكم التّعايشي، فيما بعد. كانوا يطرّزون ليلهم بالشّعر. "ينضمون" من النّجوم عقداً للحبيبات البعيدات، أو القريبات، لا فرق. لكنَّ الخليفة التّعايشىّ لم يأبه لذلك. أمامه مشروعٌ نبيل. سنعودُ للشُّكريّة، بعد قليل.. حسناً؟ صحافيّان بلبوسيّان كتبا بكاءً وضيعاً، على خلفيّة المسيّرات التي دخلتِ الحرب، قبل قليل. أحدُهما كتب إنّ (المليشيا من الوضاعة والجهل بحيث تعجز عن تسيير مسيّرة). وهي إعادةُ تدوير للعبارة الرّشيقة الأنيقة، التي ظهرت فى بداية الحرب (ديل الواحد فيهم ما بعرف يستخدم الهاتف الذكي..تقول لي مسيّرة؟). شايف كيف؟ وكنتُ قد كتبتُ أكثر من مرّة بأنَّ الكيزان والسُّودانيين – عموماً – لم يفهموا الحرب الدّائرة منذ عامين، ولم يكنِ العامان الماضيان إلّا تقدمةً للحرب. ذلك أنَّ الحرب لم تبدأ، بعدُ. غيرَ أنَّ كتابتى قُوبِلتْ – كما جرتِ العادةُ – بالكثير من الاستهزاء و"الطعمجة". في الواقع يعجبنى ذلك. فإذا كان الكثيرون ممن نفترضُ فيهم العقل يظنُّون بأنَّ الحرب هي (حربُ السُّودانيين ضدَّ مرتزقة أجانب، وبعض أتباع آل دقلو الطّامحين لحكم السُّودان، وهم غير مؤهّلين لذلك)، فإنَّ أىَّ "شوّاف" سيشوف بأنّهم لم يفهموا الحرب. يعتقدُ الكيزان بأنَّ الحرب هي (الوسيلة لإثبات جدارتهم بالحكم. تلك التي تمّتْ مرمرطتُها على أيدي الشّباب النّاصلة بناطلينُهم). أليس الطّرفان – السُّودانيون والكيزان – على خطل؟ المسيّراتُ هي التي جعلتِ الدّعم السّريع يسحب قوّاته من لدن "الشّبارقة وحتّى جبل الأولياء. فهل كانت فعلاً جباناً من مليشيات الإسلاميين؟ تطبيقاً ل "فقه إدّخار القوّة" الذي اتّبعوه منذ حصارهم للمدينة الرّياضيّة؟. جرّب البّرهان ومليشيّاته الدّفع بأبناء القوّات المسلّحة البؤساء – في بداية الحرب – مستقدمين إيّاهم من الفشقة، الدّمازين، القضارف ، جبال النّوبة، لمواجهة الموت في متحرّكات غبيّة، في شرق النّيل، الخرطوم بحري، صالحة، فيما كان شباب البرّاء ومسيلمة يتدرّبون على المسيّرات الإيرانيّة والبريقدار التُّركيّة. لقىَ جنود الجيش حتفهم، مغيّبين عن كلّ معنىً، في تلك المتحرّكات. شهدتُ بأمّ عينىّ، بقايا الجثث في شارع الإنقاذ ببحري. شايف كيف؟ والغباء – وحده – هو الذي سيصوّرُ لك بأنَّ "الجنجويد" أغبياء سيموتون كالذّباب بالمسيّرات الإيرانيّة والتّركيّة التي دفعت قروشها (دولة قطر)، لا "دويلة الشّر". والغباء – وحده – أيضاً – هو الذي سيصوّر لك – أو للبلابسة – بأنَّ محمّد حمدان دقلو غبىٌّ جدّاً، أو قليلاً. بحيث سيدفعُ بجنوده، على ظهور التاتشرات، لمقاتلة المسيّرات. ولأنَّ خيال الكيزان فطيرٌ جدّاً، فإنَّه سيصوّر لهم بأنْ (لا أحدَ أرجل من الحركة الإسلاميّة – ولا أحدَ أشطر منها – لا أحدَ يعرف "قيادة المسيّرات مثلنا" كما قال المصباع بن سلول، وسخر منه معمّر موسى، ذات يوم، فهي لا تعدو أنْ تكون "لعبةً للأطفال". بمعنى أنّها لا تحتاج إلى (قراية كتيرة وجامعات في دول متقدّمة..ومنْ يقود السيّارة، ويتعامل مع الهاتف السيّار، بإمكانه أنْ يقودها). ثمَّ إنّو : لماذا تحرقكم "حرب المسيّرات" إلى هذه الدّرجة؟ لأنّها عطّلتِ الكهرباء؟ هل تحتاجون إلى مكيّفات في الصّيف اللّافح هذا؟ ألا ينبغي أنْ (يعدّى الواحدُ منكم يومَه خنق)؟ شايف كيف؟ ولأنّهم لم يفهموها، فرحوا ب "تحرير الخرطوم"… وقد قال حميدتي بأنَّ (العمارات دي إلّا تسكنها الكدايس)..ولم يفهموا ذلك.. والحرب لم تبدأ، بعدُ. لماذا؟ لأنَّ الحكومة المنبثقة عن ميثاق التحالف (تأسيس) لم يتمَّ إعلانُها حتّى الآن. وحين يتمُّ إعلانها، سيكونُ الأوان قد فات على عبد الله ود سعد، لينقل "المتمّة" إلى الشّرق، تنفيذاً لتعليمات سيّدي الخليفة التّعايشىّ، قدّس الله أسراره…فالأفضل أنْ يمتثلَ الآن..ف (آيةُ العاشق الحقّ أنْ يمتثل)، كما قال الفيتورىّ. شايف كيف؟ و"الغشامةُ" وحدَها، ستدفعُ الشُّكريّة، يقودُهم كيكل، إلى "تحرير كردفان ودارفور من الجنجويد"، وقد كانوا من قبلُ يرصّعون اللّيل بالشّعر، ويبيعون الطّلح لنساء أمدرمان. فيما "الرّجال" في حروب مجلجلة، يقودُهم حمدان أبوعنجة، عبد الرّحمن النّجومي، محمود ود أحمد، عثمان دقنة…وكلّهم لم يتخرّجوا من الكليّة الحربيّة. والوحيد الذي تخرّج، ضابطاً، هو النّور عنقرة، ولمّا دخلتْ جيوش كتشنر أرض السّودان، وأرسل له كتشنر خطاباً، نزع جلباب المهديّة الزهيد، والتحق بجيش "الفتح"، فصارَ (النّور بك عنقرة). هل ثمّة المزيد من المسيّرات؟ الطائرات المقاتلة؟ أجهزة التشويش العالية؟ مضادّات الطائرات التي ستسقط كل طيران برهانىّ، مصرىّ، قطرىّ ، إيرانىّ؟ هل هناك المزيد من الأسلحة النّوعية؟ هل هناك المزيد من الدّمار؟ نعم… إنّه "البلْ بس".. ومن يصوّر له شيطانه أنْ يقضي على الأخضر واليابس، ويقتل خلق الله ليقيمَ "دولة الله"..سيخدعُ نفسه.. ويأمنُ الاستدراج الإلهىّ. كيف يكونُ "المسلمُ" قحاتيّاً؟ كيف يكون جنجويدياً؟ كيف يكون حركة شعبيّة؟ كيف يكونُ شخصاً "مختلفاً"؟

سودارس
١٢-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- سودارس
نشر في النيلين يوم 12 - 04
ولكن للاسف هذه الشجاعة الحسية لا تعادلها شجاعة معنوية. إذ ما أن يلمح خصم أو صديق أن موقف السوداني يشبه موقف الكيزان أو يخدمهم إلا وأرتعب الزول خوفا وسعي لنفي التهمة بتعديل سلوكه. لا ينحصر الأمر علي تهمة الكوزنة ليتعداها إلي كل ما يشين السمعة الإجتماعية. وقد أستغل الكادر الإعلامي للحلف الجنجويدي هذه الثغرة في تكوين السوداني أيما إستغلال ونجح عبرها في إسكات الالاف من الأصوات وشل أو تعطيل قدرة الشعب علي التصدي لغزو ميليشي هو الأكثر همجية في تاريخ السودان. إن الخوف من تهمة الكوزنة قد أدر بالشعب السوداني مثل ما ضره نظام البشير وربما أكثر. للاسف في العصور الحديثة إن أهمية الشجاعة المعنوية تفوق أهمية الشجاعة المادية، وهذا لا يقلل من أهمية ونبل الشجاعة المادية. جدير بالذكر أن شجاعتي المادية متوسطة أو دون ذلك قليلا. بمعني أنه لو قابلني ثلاثة رباطة لا قبل لي بهم في زقاق مظلم، عادي ممكن أقوم جاري أو اديهم الموبايل بتاعي فدية. ومع ذلك لم يطرف لي جفن حين تصدي لي الحلف الجنجويدي بحملة تكويز منظمة شارك فيها كبار أبواقه. معتصم اقرع script type="text/javascript"="async" src=" defer data-deferred="1" إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة