#أحدث الأخبار مع #اللاعب_غير_الدولتيالشرق الأوسط٠٨-٠٥-٢٠٢٥سياسةالشرق الأوسطمعادلة الربح بعدم الخسارة!يقول كثير من الدراسات العسكريّة والاستراتيجيّة إن اللاعب من خارج إطار الدولة يربح عندما لا يخسر، وتخسر الدولة عندما لا تربح. ترتكز هذه النظريّة على المنطق التاليّ: لا مُسلّمات تُلزم اللاعب من خارج إطار الدولة بتقديم بيانات تقيس نصره أمام مجتمعه، وحتميّة تحويلها إلى مكاسب سياسيّة. بكلام بسيط جداً، لا يوجد من يُحاسب أو يُراقب هذا اللاعب. وعادةً، ترتكز ديمومة هذا اللاعب على العناصر التالية: الحاجة إلى ملاذ آمن، وضرورة توفّر راعٍ خارجيّ يموّله بكلّ ما يلزم، كما وجوب توفّر قائد كاريزماتي عقلاني مستعد لاستعمال العنف حتى ضدّ مجتمعه. بعد سقوط الدبّ الروسيّ، والحرب الكونيّة على الإرهاب بعد كارثة 11 سبتمبر (أيلول) 2001، بدأ اللاعب من خارج إطار الدولة يؤدي دوراً مهمّاً في السياسة العالميّة، مثله مثل باقي الدول ومن كل الأوزان. ألم تُغير «11 أيلول» الديناميكيّة العالميّة؟ ألم تتحرك أميركا إلى حرب كونيّة على الإرهاب كان مسرحها الأساسيّ منطقة الشرق الأوسط؟ قبل «11 أيلول»، لم يسيطر اللاعب من خارج إطار الدولة على الأرض والمساحة. بل كان لاعباً غير منظور-شبح، لا يمكن قياس النجاح عليه. فاغتيال قائد مهم له مثلاً، لم يكن يعني سقوطه كتنظيم. لكن بعد تحوّله للسيطرة على الأرض، وإنشاء كيانات مماثلة لكيانات الدولة، أو الخلافة، أصبح هذا اللاعب هشّاً، يمكن عدّه وحدّه وقتاله بطريقة تقليديّة وقياس النجاح عليه. هكذا كان الأمر مع تحوّل تنظيم «القاعدة» إلى «داعش»، وإعلان الخلافة. وهكذا كان الأمر بعد تحوّل «حزب الله» اللبنانيّ من قتال حرب العصابات إلى السيطرة على الأرض بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000، وتشكيله دولة ضمن الدولة (لاعب هجين)، وذهابه إلى سوريا للقتال هناك. ينسحب هذا الأمر على حركة «حماس»، لكن بالطبع مع الاعتراف بأن ظروف كل لاعب مختلفة عن الآخر، حتى ولو جمع ما يُسمّى مبدأُ «وحدة الساحات» كلاً من «حماس» و«حزب الله». في كثير من خطبه، كان أمين عام «حزب الله» السابق حسن نصر الله، يُردّد: «إننا نربح إذا لم نخسر». وهذا يعني القدرة على الصمود أمام عدوّ قويّ جدّاً، باعتماد الحرب اللاتماثليّة، ومع القدرة على التعويض، وإعادة بناء القوّة بعد توقّف الحرب. حصل هذا الأمر فعلاً بعد حرب يوليو (تمّوز) 2006. ينسحب هذا الأمر على حركة «حماس» في قطاع غزّة. فهي خاضت كثيراً من الحروب المحدودة ضد الجيش الإسرائيليّ، لكنها استطاعت الصمود، والتعويض بعد كل جولة قتال. غيّرت مفاجأة 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 كل الديناميكيّة، كما كل المعادلات والمفاهيم التي كان يعتمدها اللاعب من خارج إطار الدولة في استراتيجيّة قتاله. لكن كيف؟ يقول الفيلسوف السلوفيني سلافوي جيجاك، في معرض تحليله مكونات المعادلة الجدليّة (Dialectic) التي وضعها الفيلسوف الألماني هيغل، التي تقوم على الأطروحة، نقيض الأطروحة، والتوليف (thesis,antithesis, synthesis)، إنه لا يمكن تغيير مكونات هذه المعادلة. لكن جُلّ ما يمكن فعله هو التأثير في الأطروحة، أو نقيضها، كي نؤثّر في النتاج أو التوليفة. وإذا رأينا أن اللاعب من خارج الدولة يربح إذا لم يخسر، وتخسر الدولة التي حاربته إذا لم تنتصر، فكيف لإسرائيل أن تُغيّر نتاج أو توليفة هذه المعادلات؟ استناداً إلى تحليل الفيلسوف سلافوي؛ عمدت إسرائيل إلى رفع مستوى الخسارة لدى أعدائها إلى درجة، لا يمكن لهم التعويض في وقت قصير، والتحضير لجولة قادمة. وبذلك، تتغيّر معادلة «نربح إذا لم نخسر»، فقط لأن إسرائيل انتقلت في مقاربتها العسكريّة من ترميم الردع، إلى الردع العقابيّ-النكبويّ. في الختام، إذا رأينا أن السلاح النوويّ هو الرادع الأساسيّ لمنع قيام حروب مباشرة بين القوى العظمى، وإذا رأينا أنه بسبب هذا السلاح تتّجه القوى العظمى إلى الحروب بالوساطة، وعبر الوكلاء، فماذا سيحصل إذا قرّرت الصين استرداد جزيرة تايوان بالقوة العسكريّة؟ خصوصاً أن هذه الجزيرة تشكّل جوهرة التاج في الاستراتيجيّة الأميركيّة لاحتواء الصين؟
الشرق الأوسط٠٨-٠٥-٢٠٢٥سياسةالشرق الأوسطمعادلة الربح بعدم الخسارة!يقول كثير من الدراسات العسكريّة والاستراتيجيّة إن اللاعب من خارج إطار الدولة يربح عندما لا يخسر، وتخسر الدولة عندما لا تربح. ترتكز هذه النظريّة على المنطق التاليّ: لا مُسلّمات تُلزم اللاعب من خارج إطار الدولة بتقديم بيانات تقيس نصره أمام مجتمعه، وحتميّة تحويلها إلى مكاسب سياسيّة. بكلام بسيط جداً، لا يوجد من يُحاسب أو يُراقب هذا اللاعب. وعادةً، ترتكز ديمومة هذا اللاعب على العناصر التالية: الحاجة إلى ملاذ آمن، وضرورة توفّر راعٍ خارجيّ يموّله بكلّ ما يلزم، كما وجوب توفّر قائد كاريزماتي عقلاني مستعد لاستعمال العنف حتى ضدّ مجتمعه. بعد سقوط الدبّ الروسيّ، والحرب الكونيّة على الإرهاب بعد كارثة 11 سبتمبر (أيلول) 2001، بدأ اللاعب من خارج إطار الدولة يؤدي دوراً مهمّاً في السياسة العالميّة، مثله مثل باقي الدول ومن كل الأوزان. ألم تُغير «11 أيلول» الديناميكيّة العالميّة؟ ألم تتحرك أميركا إلى حرب كونيّة على الإرهاب كان مسرحها الأساسيّ منطقة الشرق الأوسط؟ قبل «11 أيلول»، لم يسيطر اللاعب من خارج إطار الدولة على الأرض والمساحة. بل كان لاعباً غير منظور-شبح، لا يمكن قياس النجاح عليه. فاغتيال قائد مهم له مثلاً، لم يكن يعني سقوطه كتنظيم. لكن بعد تحوّله للسيطرة على الأرض، وإنشاء كيانات مماثلة لكيانات الدولة، أو الخلافة، أصبح هذا اللاعب هشّاً، يمكن عدّه وحدّه وقتاله بطريقة تقليديّة وقياس النجاح عليه. هكذا كان الأمر مع تحوّل تنظيم «القاعدة» إلى «داعش»، وإعلان الخلافة. وهكذا كان الأمر بعد تحوّل «حزب الله» اللبنانيّ من قتال حرب العصابات إلى السيطرة على الأرض بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000، وتشكيله دولة ضمن الدولة (لاعب هجين)، وذهابه إلى سوريا للقتال هناك. ينسحب هذا الأمر على حركة «حماس»، لكن بالطبع مع الاعتراف بأن ظروف كل لاعب مختلفة عن الآخر، حتى ولو جمع ما يُسمّى مبدأُ «وحدة الساحات» كلاً من «حماس» و«حزب الله». في كثير من خطبه، كان أمين عام «حزب الله» السابق حسن نصر الله، يُردّد: «إننا نربح إذا لم نخسر». وهذا يعني القدرة على الصمود أمام عدوّ قويّ جدّاً، باعتماد الحرب اللاتماثليّة، ومع القدرة على التعويض، وإعادة بناء القوّة بعد توقّف الحرب. حصل هذا الأمر فعلاً بعد حرب يوليو (تمّوز) 2006. ينسحب هذا الأمر على حركة «حماس» في قطاع غزّة. فهي خاضت كثيراً من الحروب المحدودة ضد الجيش الإسرائيليّ، لكنها استطاعت الصمود، والتعويض بعد كل جولة قتال. غيّرت مفاجأة 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 كل الديناميكيّة، كما كل المعادلات والمفاهيم التي كان يعتمدها اللاعب من خارج إطار الدولة في استراتيجيّة قتاله. لكن كيف؟ يقول الفيلسوف السلوفيني سلافوي جيجاك، في معرض تحليله مكونات المعادلة الجدليّة (Dialectic) التي وضعها الفيلسوف الألماني هيغل، التي تقوم على الأطروحة، نقيض الأطروحة، والتوليف (thesis,antithesis, synthesis)، إنه لا يمكن تغيير مكونات هذه المعادلة. لكن جُلّ ما يمكن فعله هو التأثير في الأطروحة، أو نقيضها، كي نؤثّر في النتاج أو التوليفة. وإذا رأينا أن اللاعب من خارج الدولة يربح إذا لم يخسر، وتخسر الدولة التي حاربته إذا لم تنتصر، فكيف لإسرائيل أن تُغيّر نتاج أو توليفة هذه المعادلات؟ استناداً إلى تحليل الفيلسوف سلافوي؛ عمدت إسرائيل إلى رفع مستوى الخسارة لدى أعدائها إلى درجة، لا يمكن لهم التعويض في وقت قصير، والتحضير لجولة قادمة. وبذلك، تتغيّر معادلة «نربح إذا لم نخسر»، فقط لأن إسرائيل انتقلت في مقاربتها العسكريّة من ترميم الردع، إلى الردع العقابيّ-النكبويّ. في الختام، إذا رأينا أن السلاح النوويّ هو الرادع الأساسيّ لمنع قيام حروب مباشرة بين القوى العظمى، وإذا رأينا أنه بسبب هذا السلاح تتّجه القوى العظمى إلى الحروب بالوساطة، وعبر الوكلاء، فماذا سيحصل إذا قرّرت الصين استرداد جزيرة تايوان بالقوة العسكريّة؟ خصوصاً أن هذه الجزيرة تشكّل جوهرة التاج في الاستراتيجيّة الأميركيّة لاحتواء الصين؟