logo
#

أحدث الأخبار مع #اللبنانيين

الإحصاء: مليار دولار حجم التبادل التجاري بين مصر ولبنان فى 2024
الإحصاء: مليار دولار حجم التبادل التجاري بين مصر ولبنان فى 2024

جريدة المال

timeمنذ 14 ساعات

  • أعمال
  • جريدة المال

الإحصاء: مليار دولار حجم التبادل التجاري بين مصر ولبنان فى 2024

أظهرت مؤشرات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء، عن ارتفاع قيمة الصادرات المصرية إلى لبنان لتسجل 762.8 مليون دولار خلال عام 2024 مقــابل 530.4 مليـون دولار خـــلال عـــام 2023 بنسبة ارتفاع قــدرها 43.8% وبلغت قيمـــة الــواردات المصريــة من لبنان 237.7 مليون دولار خلال عام 2024، مقابل 243.4 مليون دولار خــلال عام 2023 بنسبة انخفاض قدرها 2.3%. وأضاف التقرير، أن التبادل التجاري بين البلدين ارتفع إلى مليار دولار خلال عام 2024 مقابل 774 مليون دولار خلال عام 2023 بنسبة ارتفاع قدرها 29.3%. وذكر التقرير أن أهم السلع التى صدرتها مصر الى لينان فى 2024، هي : وقود وزيوت معدنية ومنتجات تقطيرها بقيمة 215 مليون دولار، وحديد ومصنوعاته بقيمة 65 مليون دولار، وأسمنت بقيمة 55 مليون دولار، وخضر وفواكه بقيمة 48 مليون دولار، وسكر ومصنوعات سكرية بقيمة 41 مليون دولار. كما استوردت مصر سلع من لبنان خلال 2024، يتمثل أبرزها فى حديد ومصنوعاته بقيمة 118 مليون دولار، وفواكه وأثمار بقيمة 72 مليون دولار، والات وأجهزة كهربائية بقيمة 22 مليون دولار، ولدائن بقيمة 4 مليون دولار، وخلاصات للدباغة والصباغة بقيمة 4 مليون دولار. وسجلت قيمة الاستثمارات اللبنانية في مصر 51.2 مليون دولار خلال العام المالي 2023/2024 مقابل 51.4 مليون دولار خلال عام 2022/ 2023 بينما بلغت الاستثمارات المصرية في لبنان 9.7 مليون دولار خلال العام المالى 2023/2024 مقابل 7.9 مليون دولار خلال العام المالى 2022/2023 . وبلغت قيمة تحويلات المصريين العاملين بلبنان 42.9 مليون دولار خلال العام المالي 2023 /2024 مقــابل 38.1 مليــون دولار خـــلال العــام المالي 2022 / 2023 بينما بلغت قيمة تحويلات اللبنانيين العاملين في مصر 3.5 مليون دولار خلال العام المالي 2023 /2024 مقابل 3.7 مليون دولار خلال العام المالي 2022 / 2023 . وسجـــل عدد سكــان مصـــر 107.6 مليـــون نسمـــة خلال مايو 2025، بينمـــا سجــــل عــدد سكان لبنان 5.8 مليون نسمة خلال نفس الفترة . وبلـــغ عـدد المصــــريين المتواجديـن بلبنان طبقــاً لتقـديـرات البعثة 11.3 ألف مصري حتى نهاية عام 2023 .

لعيد البشارة في تلاقي الصوم والصيام معنىّ آخر هذه السنة
لعيد البشارة في تلاقي الصوم والصيام معنىّ آخر هذه السنة

ليبانون 24

time٢٥-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • ليبانون 24

لعيد البشارة في تلاقي الصوم والصيام معنىّ آخر هذه السنة

ما يُقال عن المعني التوحيدية لعيد بشارة العذراء مريم ليس شعرًا، بل واقع معيوش في لبنان ، أقّله مرّة واحدة في السنة. هو يوم كافٍ للتأسيس عليه لمستقبل أفضل يتوق إليه المخلصون، الذين خبروا في حياتهم الشخصية والعامة أهمية ما يجمع بين اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين من قيم إنسانية وقواسم وطنية مشتركة، وهم يعملون في تعاطيهم اليومي على أساس أن ما يجمع بين أبناء الواحد أكثر بكثير مما يفرّق بينهم. والأمثلة كثيرة على ما يقوم به هؤلاء المسؤولون لكي تأتي أفعالهم متطابقة مع ما يؤمنون به، وذلك من خلال عدم التمييز في ما يقدمون عليه من أعمال خير تشمل جميع الذين هم أقّل حظًّا من غيرهم، إلى أي طائفة أو مذهب انتموا، وهم موجودون في كل المناطق، التي تُعتبر محرومة من الخدمات الحكومية ، وهي لا تزال تنتظر أن يطالها الانماء المناطقي المتوازن، وهو بند أساسي في اتفاق الطائف لم يُطّبق حتى الآن. فما توافق عليه اللبنانيون يوم قرروا مجتمعين، وبملء إرادتهم وبوعي وجداني جماعي، أن يكرّسوا عيد البشارة في 25 آذار من كل سنة يومًا وطنيًا، يختصر بمعانيه الروحانية مسيرة عمرها في الزمن الحديث مئة وخمس سنوات، هي مسيرة التعايش بين المسيحيين والمسلمين، على رغم الخلافات الموسمية، التي تنشب بين اللبنانيين من حين إلى آخر، بفعل تأثيرات وعوامل خارجية. فلبنان هو البلد الوحيد في العالم الذي يعيّد فيه أبناؤه، مسيحيين ومسلمين، هذا العيد – الرمز، الذي له ابعاد وطنية تتخطّى برقّيها أي اعتبارات أخرى. فقدر اللبنانيين أن يعيشوا معًا. ليس لهم بلد آخر يلجأون إليه، وإن هاجروه مضطّرين ومكرهين، يعيشونه حيث هم بكل جوارحهم وأحاسيسهم ووجدانهم. في هذا العيد يتلاقى جميع اللبنانيين على صِلات تميزّهم عن غيرهم من شعوب الأرض، سواء أكانوا مسلمين أم مسيحيين. ففي الغرب المسيحي قلما يسمع المسيحي آذان المؤذّن، صبحًا وظهرًا ومساء، تدعو إلى الصلاة والفلاح. وكذلك الأمر بالنسبة إلى المسلم في البلاد المسلمة، التي ليس فيها اختلاط أو عيش مشترك، فهو لا يسمع، كما يسمع المسلم اللبناني، أصوات أجراس الكنائس. مَن مِن اللبنانيين المسيحيين لا يحفظ سورة الفاتحة وآيات كثيرة من القرآن الكريم؟ ومَن مِن اللبنانيين المسلمين لا يعرف أكثر من مثل من أمثال الانجيل. فالقرآن الكريم لدى المسيحيين كتاب مقدّس أنزله الله على رسوله. والإنجيل لدى المسلمين كتاب مقدس فيه سيرة السيد المسيح وآياته واعاجيبه. يلتقي الإسلام والمسيحية في حدث البشارة لمريم العذراء عند ظهور الملاك جبرائيل عليها وتبشيرها بحبلها بيسوع من الروح القدس. الرواية ذكرها القديس لوقا في الإنجيل (1: 26-37)، وفي القرآن الكريم، سورة آل عمران (44-48)، مع بعض الفوارق. في عيد بشارة مريم العذراء، الذي أصبح يومًا وطنيًا، يجتمع اللبنانيون، مسلمون ومسيحيون، وهم على ثقة بأن صلاتهم المشتركة إلى من ذكرها القرآن الكريم ثلاثين مرّة دون سائر نساء العالمين، وهي أصفاهن، وإلى "مسكن الله"، ستكون مستجابة، وهم يعانون ما يعانونه نتيجة انكفاء عدالة الارض، ولم يعد لهم ملجأ سوى عدالة السماء. في هذا اليوم تلتقي الصلوات وتتعانق آذان الصبح مع صوت الأجراس القديمة علّ السماء ترأف بهذا الشعب، الذي لم يعد له سوى الدعاء، بعدما سُدّت في وجهه سبل الخلاص الأرضي. إنه يوم التلاقي للتعبير عمّا يجمع بين اللبنانيين من صِلات تميزّهم عن غيرهم من شعوب الأرض، سواء أكانوا مسلمين أم مسيحيين. في عيد التلاقي التبشيري يصوم المسيحيون الذين يتبّعون التقويمين الغربي والشرقي، فيما يستعدّ المسلمون لاستقبال عيد الفطر المبارك بعد شهر من صيام مبارك، حيث جمعت الصلاة والصوم والصيام وأعمال البرّ والخير واسترضاء خالق السماوات والأرض جميع اللبنانيين، كبارًا وصغارًا. إنها أيام مباركة عسى أن تكون بداية طريق خلاص اللبنانيين من عذاباتهم ليشهدوا قيامة وطنهم المنهك، على رغم ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات استفزازية كل يوم خارقة اتفاق وقف النار، فيما تلوح بوادر أمل جديد مع انتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية.

قرص الطعمية في لبنان بـ 41 جنيه مصري : عمار يامصر
قرص الطعمية في لبنان بـ 41 جنيه مصري : عمار يامصر

البشاير

time٠٩-٠٣-٢٠٢٥

  • منوعات
  • البشاير

قرص الطعمية في لبنان بـ 41 جنيه مصري : عمار يامصر

والله عمار يامصر قرص الطعمية عندنا بـ 2 و 3 و 5 جنيه في لبنان وصل سعر قرص الطعمية 41 جنيه مصري . لو حسبنا تمنها بالليرة اللبناني 70 الف ليرة تحسبها تلاقي قرص الطعمية يساوي 41 جنيه مصري ويساهم شهر رمضان هذه السنة في توحيد اللبنانيين بجميع أطيافهم. فالصوم فيه لا يقتصر فقط على المسلمين بل على المسيحيين أيضاً. وبذلك حمل الشهر الفضيل رسالة تضامن غير مباشرة بين اللبنانيين. فقد صادف أن وقع توقيته في أيام الصيام نفسها عند المسيحيين الغربيين والشرقيين معاً. وفي حين يستعدُّ المسلمون في ختامه للاحتفال بعيد الفطر، فإن المسيحيين يحتفلون بنهاية الصَّوم بعيد القيامة. وتشهد محلات السوبر ماركت وبيع الخضار كما المطاعم ومحلات الحلويات زحمة كبيرة، إذ يتوافد الصائمون لشراء حاجياتهم ومأكولاتهم في هذا الشهر. ويأتي طبق «الفلافل» في مقدمة الأكلات التي تشهد إقبالاً من اللبنانيين في الشهر الكريم. فهو يوافق بمكوناته النباتية قواعد وأصول الصَّوم عند المسيحيين، التي ترتكز على الابتعاد عن تناول اللحوم ومشتقاتها طوال فترة الصَّوم. في حين تُعدُّه شريحة من المسلمين الطبق الأفضل للشعور بالشبع بعد يوم صومٍ طويل. فهو يزيّن المائدة بوصفه مقبلات وكذلك يحلو تناوله عند السحور. وتتألف مكونات طبق الفلافل في لبنان من الحمص والفول والبصل والثوم المخلوطة بالكمُّون وملعقة صغيرة من كربونات الصُّوديوم. إلا أن طعم هذا الطبق يختلف بين محل وآخر حسب طريقة تحضيره. أما عملية تقديمه فتُشكل عنصراً مهماً لتناوله بشهية، إذ يرفق بالنعناع والبندورة ومخلل اللفت والفلفل الحار مع صلصة «الطرطور» (طحينة مع عصير الليمون). الميزة الأساسية التي يجب أن يتحلَّى بها هذا الطبق هي طعمه «المقرمش» وإلا فإنه يعدٌّ غير طازج. كما في استطاعتك أن تدرك جودة مطعم عن غيره من خلال رائحة الطبق، التي يجب ألا تكون مقرونة بأي أثر لروائح الزيت المقلي. ويقول أحد أصحاب محلات الفلافل في بيروت، ميشال فريحة لـ«الشرق الأوسط»، معلقاً: «يجب أن يُجدَّد الزيت الذي تٌقلى الفلافل فيه، وإلا اتَّخذ طعماً نتناً ورائحة غير ذكية». بعض اللبنانيين يُفضلون تناول الفلافل ملفوفة برغيف خبز لبناني صغير الحجم. في حين يُدرجه آخرون ضمن لائحة المازة اللبنانية التي تُزيِّن المائدة قبل تناول الأطباق الرئيسية. لعلّ أكثر ما يساهم في رواج طبق الفلافل هو سعره الرخيص. جميع شرائح المجتمع اللبناني متاحٌ لها تناوله في أي وقت من السنة. وإذا ما تنقلت بين المناطق اللبنانية لاحظت أن سعر درزن أقراص الفلافل يختلف فيما بينها. ففي مدينة صيدا يبدأ سعرها بـ70 ألف ليرة، أي أقل من دولار ليُلامس 150 ألف ليرة لبنانية (دولار ونصف الدولار) في محلات أخرى. وفي طرابلس يُمكنك شراؤها بأسعار متفاوتة تبدأ بـ80 ألف ليرة وصولاً إلى 120 ألف ليرة. أما في بيروت، فتتراوح أسعار الدرزن الواحد من أقراص الفلافل ما بين 100 و450 ألف ليرة. وكلما اقتربت من المناطق الشعبية والمكتظة بالسكان، انخفض سعر الفلافل. فيما المناطق التجارية في أحياء سكنية مرفهة كالجناح والأشرفية والصنائع ترتفع فيها أسعار هذا الطَّعام بشكل ملحوظ. ساندويش الفلافل والملقّب بـ«بيّ الفقير» لا يزال يستقطبُ الشرائح الاجتماعية من أصحاب الدَّخل المحدود أو الطبقة العاملة. أما أسعاره فتتراوح ما بين 125 و250 ألف ليرة لبنانية. وعند محلات «خليفة» مثلا يبلغ سعر الدرزن من أقراص الفلافل 180 ألف ليرة. ويتضاعف هذا السِّعر ليبلغ 350 ألف ليرة إذا ما رافقه الخضار وصلصة الطرطور. وتنتشر المطاعم في لبنان التي تقدِّم هذا الساندويش لتشمل تلك المعروفة في بيروت تحت اسم «فلافل صهيون»، و«فلافل خليفة»، و«فلافل أبو الزوز»، و«فلافل بربر»، و«فلافل فريحة». وتشتهر في طرابلس بأسماء أخرى منها «فلافل البيك»، و«فلافل الصوفي». أما أهالي صيدا فينصحونك بمحلات «فلافل أبو رامي» و«فلافل عكاوي». عادة ما يفضّل اللبنانيُّ تناول الفلافل في ساندويش، فإما يشتريها ويأكلها ساخنة وهو يقف مباشرة أمام محلات بيعها، أو يطلبها أحياناً أخرى بواسطة الخدمة إلى المنازل (دليفري). لكن ربات البيوت الفخورات بتحضيرهنَّ للطعام بأياديهن يُفضّلن صنعها في المنزل. أمّا السعرات الحرارية التي يتضمنها الساندويش الواحد فتبلغ نحو 600 سعرة حرارية.

مفتي الجمهورية يوجه رسالة رمضانية إلى اللبنانيين
مفتي الجمهورية يوجه رسالة رمضانية إلى اللبنانيين

لبنان اليوم

time٢٨-٠٢-٢٠٢٥

  • منوعات
  • لبنان اليوم

مفتي الجمهورية يوجه رسالة رمضانية إلى اللبنانيين

وجه مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ عبد اللطيف دريان، رسالة إلى اللبنانيين بمناسبة شهر رمضان المبارك، جاء فيها: 'يقول المولى تعالى في محكمِ تنزيله :﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ . أيها المسلمون : يقدم علينا شهر رمضان كل عام خير مقدم . فالصوم فريضة في القرآن، بمقتضى قوله تعالى : ﴿يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾ . وهو عمل رسول الله، صلوات الله وسلامه عليه ، وحبه وأداؤه للطاعات ، يدل على ذلك كثرة أحاديثه في الحث على أداء الفريضة ، وفي تبيان الفضائل الأخلاقية والإنسانية والاجتماعية لرمضان وصومه. وإذا كانت الصلاة عماد الدين ، والحج موطن اجتماع جماعة المسلمين، فإن الصوم فضلا عن كونه عبادة رئيسة في الإسلام والأديان ، فقد صار علما على الإسلام في العالم. نحن مأمورون بصوم شهر رمضان ، وبالعيش فيه ومعه ، باعتباره شهرا للعبادة والتوبة ، والسلوك الخير، والعمل الصالح . لقد حدد الله سبحانه وتعالى لفرض الصوم، وفي شهر رمضان بالذات ، سببين : الأول : أنه عبادة مفروضة علينا كما كتبت على الذين من قبلنا في سائر الديانات. والسبب الثاني: أنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن ، قال تعالى : ﴿شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه﴾ . فالسبب الأول : تعليل تعبدي ، ذو فضائل نفسية وخلقية واجتماعية. أما السبب الثاني : فهو شكر وحمد لله سبحانه وتعالى على النعمة التي أسبغها علينا بإنزال القرآن ، وبعثة خاتم النبيين محمد ، صلوات الله وسلامه عليه . وقد قال سبحانه وتعالى: ﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا﴾ ، وهذه الأمور الثلاثة : إكمال الدين ، وإتمام النعمة ، والرضا ، هي مقتضى الرحمة الإلهية ، التي وسعت كل شيء . قال تعالى : ﴿ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون﴾ ، وقال تعالى : ﴿كتب ربكم على نفسه الرحمة﴾ ، فنحن في شهر رمضان، وفي كل شهر وعام ، برحمة ونعمة وعناية من الله سبحانه وتعالى ، الذي له الخلق والأمر. ثم إن شآبيب الرحمة والنعمة ، والعناية المتنزلة على البشرية ، المراد منها أن تتحول إلى أخلاق للأفراد وفضائل ، يتعامل بها الناس فيما بينهم بالمعروف. ويبدو ذلك كله درسا تربويا عظيما في شهر رمضان ، بالصوم والصدقة ورعاية الأهل والولد، والإقبال على فعل الخير للناس ، ومع الناس ، وبقدر الوسع والطاقة، فالله سبحانه وتعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها. لكن الآية الكريمة تضيف: ﴿لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت﴾ ، وهذا هو التوازن الرائع، فيا أيها الإنسان المؤمن ، بينك وبين الله عهد ووعد، وإن العهد كان مسؤولا ، فما استطعت فافعل ، انطلاقا من هذه المسؤولية ، وهذه الأمانة التي تحملتها. واعلم أنه من مقتضيات المسؤولية أنه من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ، وذلك لأن النفس الإنسانية العاقلة والعاملة ، لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. أيها المسلمون، أيها اللبنانيون: يرسل إلينا رمضان هذا العام، رسائل عدة، وليس رسالة واحدة. فهو شهر للصوم، كما لدى سائر أهل الرسالات: ﴿كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم﴾. ولذلك ﴿فمن شهد منكم الشهر فليصمه﴾. وهو شهر تميز عن بقية الشهور بإنزال القرآن فيه: ﴿شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن﴾، وهو الشهر الذي تحل فيه ليلة القدر: ﴿إنا أنزلناه في ليلة القدر﴾. وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي، عن بعض خصوصيات هذا الشهر الكريم، عندما قال صلوات الله وسلامه عليه: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به). أيها المسلمون، أيها اللبنانيون: لقد مرت على لبنان وفلسطين وسوريا والعراق، وسائر البلاد العربية، رمضانات عدة ، كانت فيها الظروف ظروف بلاء وشدائد ، وكان علينا اللجوء فيها إلى الصبر. لقد دامت محنة سوريا قرابة العقدين ، ومحنة فلسطين عقودا وعقودا ولما تزل ، ولا تسل عن لبنان ، وقد تذكرنا قبل أيام ، الذكرى العشرين لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري رحمه الله ، الذي كانت شهادته رمزا قاسيا لمرحلة من مراحل معاناة الوطن والدولة والنظام . إن أولى مظاهر التغيير وظواهره ، زوال الجهات التي اغتالت الرئيس الحريري ومئات اللبنانيين ، وعشرات الألوف من السوريين ، هي غمة انكشفت مرة واحدة عن سوريا ولبنان . ليس استطرادا ولا خروجا على السياق، عندما نذكر يوم التأسيس في المملكة العربية السعودية، الذي احتفلت به المملكة ، واحتفلنا به قبل أيام ، وهي الذكرى الثلاثمائة ، ثلاثة قرون على قيام الدولة الوطنية العربية والإسلامية ، فلا ميليشيات ، ولا انقسام ولا شرذمة ولا ظلم ، وإنما هو أمن وسعة ومجد ، بحيث لم يملك الأميركان والروس مكانا للاجتماع ، إلا في رحاب المملكة ذات الدور العالمي لها ، وللعرب والمسلمين ، في سائر أنحاء المعمورة . إننا نأمل في مطلع رمضان لهذا العام ، أن نرى ونشهد في رمضان المقبل ، قيام دولة فلسطين ، بفضل صبر شعبها وكفاحه ، وإجماع العرب والمسلمين ، على تجديد تجربة الدولة الوطنية الحرة والسيدة ، في سائر الديار العربية ، التي عانت وما تزال ، من الاحتلالات والديكتاتوريات، وخراب الإرهاب والاستعباد. أيها اللبنانيون: يتجدد الأمل في كل مكان والحمد لله ، وها نحن نشهد بعد سنوات الأزمات والحروب ، وتعطل مقتضيات الأمن والدستور، ومحن العيش ، نعمة انتخاب رئيس جديد للبلاد ، رئيس واعد ، وإنجاز تشكيل الحكومة ، وبشرى بأن تنتهي أزمنة الحيرة بين الدولة واللادولة ، وبين الهدن والحروب ، وبين الاستقرار والاضطراب. نعم، كان لا بد من بداية جديدة ، وقد تراكمت التوترات والإعاقات ، حتى كاد الناس ييأسون ، لولا رحمة الله والأمل فيها . لا مخرج بعد الليل الطويل ، إلا بانبثاق الفجر الساطع ، الذي يضع الفرق بين الليل والنهار . نحن نعرف أن الصعوبات كبيرة وكثيرة. لكن وعد الانفراج والإنقاذ في انتخاب الرئيس ، وخطاب القسم ، يحمل معه عشرات السبل التي تنفتح للبلاد والعباد ، من خلال السلام بالجنوب، وأمل استعادة الدولة سلطتها على أرضها ، والعودة للعرب ، وللعلاقات الطبيعية مع العالم. واليوم، بعد أن نالت الحكومة ثقة المجلس النيابي ، هي في مرحلة متابعة واختبار، لتثبت للرأي العام اللبناني والعربي، وحتى الدولي، أن الدولة اللبنانية هي وحدها صاحبة القرارات على أراضيها، وهي وحدها في صياغتها للعلاقات بينها وبين الأشقاء العرب ، وبقية الأصدقاء ، وفي هذه المناسبة ، ندعو إلى الالتزام، والحفاظ على القيم الدينية والأخلاقية والاجتماعية، التي نص عليها الدستور اللبناني في فقرته التاسعة، لأن الأوطان لا تبنى بالأفكار المستوردة والغريبة عن قيمنا التي نعتز بها، وإنما بثقافة الشعب وتنوعه الديني ، والأمة التي ينتمي إليها الوطن ، وأي تغيير أو تعديل ، من دون الأخذ بعين الاعتبار ، خصوصية رسالة لبنان، ودوره الحضاري، في العيش المشترك بين أتباع الشرائع ، التي أنزلها الله، كي لا ينعكس سلبا على المسيرة الوطنية ، التي نأمل جميعا أنها مسيرة خير وسلام ، وإنماء وازدهار للشعب اللبناني بكل فئاته . إن محنة لبنان الكبرى ، اضطراره كل عقد أو عقدين لإعادة الإعمار . ولدينا عشرات ألوف المواطنين ، الذين فقدوا أعزاءهم أو منازلهم وقراهم ، لا إعمار بدون إصلاح ، ليس بسبب مشكلة الموارد فقط ، بل ولأن الإصلاح هو ضمانة استتباب الإعمار والعمران وبقائه ، فقد رأينا كيف أقبل الفساد خلال عقدين، على تدمير إعمار الرئيس الحريري وعمرانه . فالإصلاح هو مقدمة الإعمار وقرينه، وبخاصة، إذا لاحظنا الأولويات في خطاب القسم لفخامة الرئيس . أيها المسلمون، أيها اللبنانيون: رمضان شهر الخير . وقد قيل في سيرة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه : إنه كان جوادا في كل آن، فقد كان الجود خلقا من أخلاقه ، لكنه في رمضان، كان أجود من الريح المرسلة ، إننا نعلم جميعا تحكم الضيق المعيشي برقاب المواطنين وعقولهم وأيديهم . ولذلك ، فإن الإنفاق بقدر الوسع والطاقة، هو صدقة وإحسان مأجور ، کما أنه اندفاع في نهج الدولة الإصلاحي المأمول . لقد تعود المسلمون على أداء زكواتهم في رمضان ، ومؤسساتنا وصناديق الزكاة ، جاهزة لذلك ، جمعا وتوزيعا ، بحسب مصارف الزكاة ، والمزكون متعودون على كفاءة مؤسساتنا ونزاهتها . وعلى ذلك ، فإن المؤسسات العريقة، العاملة في مكافحة الفقر والصحة والتعليم ، ورعاية الأيتام والعجزة ، والمهتمة بالشأن الاجتماعي العام ، متوافرة بحمد الله في مدننا وقرانا ، وتستحق الاهتمام أيضا . إنها رسالة الخير والإحسان ، والانفتاح على الجوار الوطني والعربي . وإذا أقبل الخير كما نشهد ونشاهد ، تنفتح الأبواب على الكبير والكثير، وجالب الفرج والراحة. أيها المسلمون، أيها المواطنون: ليست هناك فترة وزمن كنا محتاجين فيه إلى التضامن والتآزر، وصنع الجديد والجليل والمتقدم ، مثل هذه الفترة ، وكذلك فإن الجود بالأيدي في رمضان ، يكون أيضا بجود الوجوه ، والتطلعات والمبادرات للإخوة والأصدقاء ، وأهل مجتمعنا المتنوع ، المقبل بتفاؤل على عهد جديد ، فيه الأمل والانفتاح، وإزالة وجوه التوتر في مجتمعنا، والعلاقة الودود والندية بجوارنا العربي. جاءَ في القرآنِ الكَرِيم، في صَدَدِ المُصَالَحَة، وَصُنْعِ السَّلامِ الاجتماعِيّ، قولُه تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ * وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ . صدق الله العظيم . كُلُّ رَمَضَانَ وَأنتُمْ بِخَير'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store