logo
#

أحدث الأخبار مع #اللهُ،

منارات القوة: حين يُصبحُ الإيمانُ سيفًا والقرآن درعًا
منارات القوة: حين يُصبحُ الإيمانُ سيفًا والقرآن درعًا

يمني برس

time١٨-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • يمني برس

منارات القوة: حين يُصبحُ الإيمانُ سيفًا والقرآن درعًا

يمني برس _ بقلم _ أصيل علي البجلي في زمنٍ تترنحُ فيه القوى أمام عواصف المصالح وتتلاشى فيه المبادئ أمام بريق الزيف، يقفُ يمنُ الإيمانِ شامخًا كالجبال، لا تلينُ له قناةٌ ولا يخبوا له عزمٌ. ليستْ هذهِ الشموخُ من فراغٍ، ولا هذا الصمودُ وليدَ لحظةٍ عابرةٍ، بلْ هوَ تجلٍّ عظيمٌ لمنهجٍ قويمٍ، وبأسٍ مستمدٍّ من أقدسِ كتابٍ وأعظم رسالةٍ. إنها المسيرةُ القرآنيةُ التي نحتتْ في وعيِ الإنسان اليمنيِّ حقيقةَ القوةِ غيرِ المرتهنةِ، والبأسِ غيرِ المنقطعِ، والبصيرةِ التي لا تحيدُ عن الحقِّ قيدَ أنملةٍ. إن التحليلَ العسكريَّ الحقيقيَّ لقوةِ شعبنا لا يمكنُ أنْ ينفصلَ عن هذا العمقِ الروحيِّ والإيمانيِّ. حينَ يتحدثُ قائدُ المسيرةِ، السيدُ القائدُ حفظهُ اللهُ، وحينَ تترجمُ القيادةُ السياسيةُ ممثلةً في فخامةِ الرئيسِ المشاطِ هذه الرؤيةَ إلى مواقفَ وسياساتٍ ثابتةٍ ورسائلَ قويةٍ، فَــإنَّها لا تنطلقُ من حساباتٍ أرضيةٍ بحتةٍ، بلْ منْ يقينٍ راسخٍ بنصرِ اللهِ وبوعدهِ الحقِّ للمستضعفين. هذهِ الرؤيةُ هيَ التي صاغتْ معادلاتِ الردعِ الجديدةَ، وحوّلتْ التحدياتِ إلى فرصٍ للتطويرِ العسكريِّ الذاتيِّ، وجعلتْ من كُـلّ شبرٍ من أرضِ الوطنِ قلعةً حصينةً وسيفًا مصلتًا في وجهِ الطامعين. إن الرسالةَ التي يحملها الرئيسُ المشاطُ اليومَ هي خلاصةُ تجربةٍ مريرةٍ وحكمةٍ بالغةٍ؛ إنها إعلان واضحٌ بأنَّ الصبرَ الاستراتيجيَّ لا يعني التهاونَ، وأنَّ مدَّ يدِ السلامِ لا يعني الاستسلام، وأنَّ أي محاولةٍ لفرضِ الإرادَة بالقوةِ ستقابلُ ببأسٍ لا قبلَ لهم بهِ. هذا ليسَ مُجَـرّد تحليلٍ سياسيٍّ أَو عسكريٍّ تقليديٍّ، بلْ هوَ قراءةٌ عميقةٌ في سننِ اللهِ في الكونِ، وكيفَ أنَّ التوليَ عنْ سبيلهِمُ القويمِ يجلبُ الخسرانَ والذلةَ، بينما التمسكُ بهِ يجلبُ العزةَ والنصرَ. إن دعمَ هذهِ الرسالةِ ليسَ مُجَـرّد تأييدٍ لشخصٍ أَو موقفٍ، بلْ هوَ انحياز لمشروعٍ إلهيٍّ مصيريٍّ يُعيدُ للأُمَّـة كرامتَها وعزتَها المسلوبةَ.

داعية: الزلازل من علامات الساعة.. وهذا ما فعله عمر بن الخطاب وقت الرجفة
داعية: الزلازل من علامات الساعة.. وهذا ما فعله عمر بن الخطاب وقت الرجفة

مصراوي

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • منوعات
  • مصراوي

داعية: الزلازل من علامات الساعة.. وهذا ما فعله عمر بن الخطاب وقت الرجفة

على الرغم أنه لم يثبت في كتب السنة والآثار الصحيحة أنه قد وقع زلازل في عهد رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، إلا أنه قد وردت بعض الأحاديث الضعيفة في هذا الشأن، فمنها: عن محمد بن عبد الملك بن مروان قال : "إن الأرض زلزلت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوضع يده عليها ثم قال: اسكني فإنه لم يأن لك بعد، ثم التفت إلى أصحابه، فقال: إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه"، وقد رواه ابن أبي الدنيا في "العقوبات"، لكن ذكر الطبري في تفسيره لإحدى الآيات أن هذا الأثر عن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، فروى عن قتادة، قوله: "(وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا)، وإن الله يخوّف الناس بما شاء من آية لعلهم يعتبرون، أو يذَّكَّرون، أو يرجعون، ذُكر لنا أن الكوفة رجفت على عهد ابن مسعود ، فقال : يا أيها الناس ! إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه. ولكن يقول الدكتور محمد علي، الداعية الإسلامي، إنه لا شك أن الزلزال عقوبة من الله على أمر أحدثه العباد، وهذا لأن الله-تعالى-له جنود السماوات والأرض ولا يعلمها إلا هو-سبحانه وتعالى -، مستشهدا في ذلك بقول الله-تعالى-في سورة الفتح "وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا". وبقول الله-تعالى "وما يعلم جنود ربك إلا هو". وأشار الداعية إلى أن الزلزال هو جند الله وهي من البلاء لما يكون فيها من شدة وبأس، وقد قال عمر بن عبد العزيز: ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة. وأضاف علي في حديثة لمصراوي، أنه قد حدثت رجفة على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالمدينة فقال رضي الله عنه: ما رجفت إلا لحدث أحدثتموه، إن عادت لا أساكنكم فيها.. وما قال ذلك رضي الله عنه إلا لعلمه أن الله جل وعلا يرسل آياته إما لعقوبة وإما لينذر الناس، فإن لم ينتفع المنذَر بالنذارة ويرتدع المعاقب بالعقوبة فإن ذلك يدل على استفحال الشر واستشرائه. واستشهد بما روى ابن ماجه في سننه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ: (يَامَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ! خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرَ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ. حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا. وَلَمْ يَنْقَصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إِلاَّ أخِذَوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّة الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ. وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمَطَرُوا.وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللهِ وَعَهْدَ رَسُوِلِهِ، إِلاَّ سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِمْ عَدُوّاً مِنء غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَافِي بأَيْدِيِهمْ. وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ، وَيَتَخَّيُروا ممَّا أَنْزَلَ اللهُ، إِلاَّ جَعَلَ اللهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ.وتابع: الزلازل من علامات قرب قيام الساعة كما أخبر بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ( لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم ويتقارب الزمان وتكثر الزلازل، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج " قيل وما الهرج يا رسول الله؟ قال: (القتل القتل)). وقال الداعية: "ها أنتم ترون بأم أعيونكم كثرتها وتتابعها في هذا الزمن مصداقاً لقول نبينا - صلى الله عليه وسلم". وأوضح الداعية في تصريح خاص لمصراوي، أنه لا شك أن ما حصل من الزلازل في هذه الأيام في جهات كثيرة هو من جملة الآيات التي يخوف الله بها -سبحانه -عباده. وكل ما يحدث في الوجود من الزلازل وغيرها مما يضر العباد ويسبب لهم أنواعا من الأذى، كله بأسباب الشرك والمعاصي، كما قال الله -عز وجل -: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ). وبين الداعية أن سيدنا عمر بن عبد العزيز كان يقول: إن الله لا يعذب العامة بذنب الخاصة، ولكن إذا عمل المنكر جهاراً استحقوا العقوبة كلهم وروي عن عمر بن عبد العزيز-رحمه الله-أنه كان يكتب إلى أمرائه عند وجود الزلزلة أن يتصدقوا. وأشار إلى واقعة حدثت في عهد عمر بن عبدالعزيز، وهي قال الذهبي رحمه الله: " كانت الزلزلة المهولة بـدمشق ودامت ثلاث ساعات، وسقطت الجدران وهرب الخلق إلى المصلى يجأرون إلى الله ". أما عن ما قالوه الصحابة والصالحون حين زُلزلت بهم الأرض؟ نقلت لنا كتب التراجم والآثار والسير موقف الصحابة والتابعين والصالحين من الزلازل ورؤيتهم لها، ومن بينها: - قال عمر بن الخطاب وقد زلزلت المدينة، فخطبهم ووعظهم، وقال: "لئن عادت لا أساكنكم فيها". - روي عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله أنه كان يكتب إلى أمرائه عند وجود الزلزلة أن يتصدقوا . - ذكر ابن أبي الدنيا عن أنس بن مالك : " أنه دخل على عائشة هو ورجل آخر ، فقال لها الرجل : يا أم المؤمنين حدثينا عن الزلزلة ؟ فقالت : إذا استباحوا الزنا، وشربوا الخمور، وضربوا بالمعازف، غار الله عز وجل في سمائه، فقال للأرض: تزلزلي بهم، فإن تابوا ونزعوا، وإلا أهدمها عليهم، قال: يا أم المؤمنين ، أعذابا لهم ؟ قالت: بل موعظة ورحمة للمؤمنين ، ونكالاً وعذاباً وسخطاً على الكافرين ". - قال ابن تيمية: "الزلازل من الآيات التي يخوف الله بها عباده, كما يخوفهم بالكسوف وغيره من الآيات، والحوادث لها أسباب وحكم, فكونها آية يخوف الله بها عباده, هي من حكمة ذلك. أما أسبابه: فمن أسبابه انضغاط البخار في جوف الأرض، كما ينضغط الريح والماء في المكان الضيق، فإذا انضغط طلب مخرجاً، يشق ويزلزل ما قرب منه من الأرض". - قال ابن القيم: "وقد يأذن الله سبحانه للأرض في بعض الأحيان بالتنفس فتحدث فيها الزلازل العظام، فيحدث من ذلك لعباده الخوف والخشية، والإنابة والإقلاع عن المعاصي والتضرع إلى الله سبحانه، والندم كما قال بعض السلف، وقد زلزلت الأرض: "إن ربكم يستعتبكم".

لبنان يوحنَّا الصليب
لبنان يوحنَّا الصليب

النشرة

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • منوعات
  • النشرة

لبنان يوحنَّا الصليب

لِلبنانَ الشاعِرِ شاعِرٌ نَظَمَهُ أوَّلاً: اللهُ. وَلِلبنانَ الشِعرِ مُعَلِّمٌ لِلكَنيسَةِ خَطَّهُ، بالشِعرِ، طَريقاً لِلإتِّحادِ بالشاعِرِ الأوَّلِ: اللهِ. مُعَلِّمٌ لَم يَعرِفهُ إلَّا مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ، فإعتَنَقَ أرزَهُ، في بَحثِهِ عَنِ الأعمَقِ مِنَ الأعماقِ. عَنِ الأعلى عُلوَّاً في الأعلى. عَنِ الحَقيقَةِ التي النَفسُ الظَمأى إلَيها تَتوقُ. في الوثوقِ بَينَ المَخلوقاتِ بَحَثَ عَنهُ. وَجَدَهُ. إقتَرَبَ مِنهُ. وَبِهِ إرتَقى. أأقولُ ذَهَبَ إليهِ؟ قَصَدَهُ؟ لَقِيَهُ؟ لَيسَ إلَّا بالذَهابِ قَصداُ، وَجَدَهُ في أُصولِهِ المُمتَحَنَةِ. قُلتُ: مُعَلِّمُ الكَنيسَةِ هو. وَهو القِدِّيسُ-الشاعِرُ-المُتَصَوِّفُ. لِذَلِكَ ما نَظَرَ إلَيهِ مِن خارِجٍ في كِفايَةِ مَن يَبقى في البُعدِ. بَل في الصُلبِ، قَصَدَهُ: في ما هو حَياةٌ، وَمِنَ الحَياةِ-الفِعلِ. بإنعامٍ تامٍّ. يوحَنَّا الصَليبُ هو. بَينَ العامَينِ 1542-1591، كانَ مُرورُهُ على أرضِ الفَناءِ. وَهو الإسبانِيُّ الذي ما أتى الى لبنانَ، كَتَبَ: "الصُعودَ إلى جَبَلِ الكَمالِ"، وَ"النَشيدَ الروحِيَّ"، وَالذُروَةَ "الَليلُ المُظلِمُ"، لِيَخُطَّ فيها طَريقَ التَطَهُّرِ الروحِيِّ purificación espiritual، لِعُبورِ المُعاناةِ وَغَلَبَةِ التَجرِبَةِ بِغايَةِ الإتِّحادِ باللهِ. والطَريقُ: ذَهابٌ، تِأمُّلٌ، خُشوعٌ. قُلّ: إنعِتاقٌ، شَجاعَةٌ، بُطولَةٌ. مُلاقاةُ الحَياةِ بالحَياةِ لِغَلَبَةِ المَوتِ: مَوتِ النَفسِ، وَمَوتِ الجَسَدِ بِمُلاقاةِ اللهِ ذاتِهِ لا غَيرَ. لا مُلاقاةَ عَقائِدَ وَلا نَظاماً فِكرِيَّاً، وَلا تَسَلُّطَ إدِّعاءاتٍ. والطَريقُ: عُبورٌ في الَليلِ المُظلِمِ La Noche Oscura. مَرحَلَةٌ تَطهيرِيَّةٌ ضَرورِيَّةٌ لِبُلوغِ الإتِّحادِ الإلَهيِّ، عَبرَ ظُلُماتِ الروحِ. في المُعاناةِ لِإزالَةِ الحَواجِزَ التي تُعيقُ وصولَ الروحِ إلى الحَقيقَةِ المُطلَقَةِ عَبرَ تَفكيكِ ال"أنا" بِحَيثُ لا يُعيقُ أيُّ أمرٍ تَحقيقَ نَقاءِ الروحِ التي تُختَبَرُ في عُزلَتِها مِن رَواسِبَ ال"أنا". تِلكَ التي تَشُدُّها الى أسفَلِ. مِن دَفقِ التَخلِّي هذا، يوَطِّدُ يوحنَّا الصَليبُ التَقَدُّمَ نَحوَ الإتِّحادِ الكامِلِ مَعَ اللهِ La union mística، وَلَيسَ فَقَط تَكريسَ عَلاقَةٍ شَخصِيَّةٍ مَعَهُ. عِناقُ الوَعيِّ المُتَجَدِّدِ هُناكَ، في بُلوغِ الإتِّحادِ مَعَ الحَقيقَةِ الإلَهِيَّةِ التي هي اللهُ، تَحقيقُ عِناقِ الوَعيِّ الإنسانِيِّ. أمُتَجَدِّدٌ هو؟ بَل العِناقُ المُتَجَدِّدُ هو، وَقَد غَلبَ الإنسانُ ما تَرَكَهُ خَلفَهُ على الطَريقِ، لِلطَريقِ: أوجُهَ الإغتِرابِ المُكَتَسَبَةِ مِنَ الظُلمَة-المَوتِ. ها يوحنَّا الصَليبُ يَتَهَلَّلُ: "في لَيلَةٍ ظَلماءَ مُشَوِّقَةٍ، بالحُبِّ مُضطَرِمَةٍ... في الخَفاءِ، وَلا أحَدَ يَراني، وَلا أرى أنا شَيئاً، دونَ نورٍ وَلا دَليلَ سِوى الَذي في قَلبِيَ يَستَعِرُ... على صَدرِيَ المُزهِرِ، مَحفوظاً لَهُ وَحدَهُ، كُلَّهُ، هُناكَ عَرَّاهُ الكَرى وَكُنتُ أنا... وَمِروَحَةُ الأرزِ تُهديهِ نَسيماً." هوَذا عِناقُ الوَعيِّ المُتَجَدِّدِ: عِناقُ الأرزِ، ألمِنَ اللهِ والى اللهِ، على ما يَشهَدُ الكِتابُ المُقَدَّسُ. لا إلَّاهُ، أرزُ لبنانَ، بَعدَ عَناءِ "الذَهابِ" الطَويلِ، مِنهُ كَشفُ حَقيقَةِ اللهِ وَحَقيقَةِ الإنسانِ، وَبِهِ تَمَكُّنُ شَجاعَةِ الإنسانِ وَشَجاعَةِ اللهِ، الأولى في بُلوغِ الإتِّحادِ والثانِيَةُ في تَكريسِهِ. لا إلَّاهُ، أرزُ لبنانَ، بَعدَ الإرهافِ الكامِلِ، بِهِ وَمِنهُ، "الرُجوعُ"، الى المَعرِفَةِ بالفِعلِ، حَيثُ الإنسانُ يَعقِلُ، وَيَتَكَلَّمُ. في اللهِ-الكَلِمَةِ، وَمِنَ اللهِ-الكَلِمَةِ. لا إلَّاهُ، أرزُ لبنانَ، يُحيي الإنسانَ مِن هَلوعِهِ، مِن مَوتِهِ-ظُلمَتِهِ. بالغَرفِ الكيانِيِّ الَذي يُهديهِ كالروحِ... كالنَسيمِ-الريحِ. ألَيسَ الكَلِمَةُ-اللهُ مَن سَيَقولُ لِعالِمِ دينٍ: "يَجِبُ عَلَيكُمُ أن تولَدوا مِن عَلُ. فالريحُ تَهُبُّ أينَما تَشاءُ فَتَسمَعُ صَوتَها وَلَكِنَّكَ لا تَدري مِن أينَ تأتي وَإلى أينَ تَذهَبُ. تِلكَ حالَةُ كُلِّ مَولودٍ لِلروحِ" (يوحنَّا 3/7-8)؟ لا إلَّا هَذا الطَريقُ! لبنانُ-الأرزُ.

بر الوالدين أم طاعة الزوج .. ايهما أولى بالرعاية؟!
بر الوالدين أم طاعة الزوج .. ايهما أولى بالرعاية؟!

الجمهورية

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • منوعات
  • الجمهورية

بر الوالدين أم طاعة الزوج .. ايهما أولى بالرعاية؟!

ومع ذلك، قد تقع بعض الخلافات الأسرية التي تحول بين المرأة وزيارة والديها، وتحت مبررات مختلفة يمنع بعض الأزواج زوجاتهم من هذه الصلة، ما يدفع إلى التساؤل: هل من حق الزوج أن يمنع زوجته من رؤية أبويها؟ وهل طاعة الزوج مقدمة على بر الوالدين؟ دار الإفتاء المصرية أجابت عن هذا السؤال بوضوح في إحدى الفتاوى التي تتناول حالة مؤثرة لزوجة حُرمت من رؤية والديها رغم مرور ثلاثين عامًا من الزواج، حيث اتفق العلماء على أن طاعة الزوجة لزوجها واجبة عليها إذا كانت هذه الطاعة فيما يرضي الله، وفيما هو متعلق بالحقوق الزوجية، أما إذا أمرها زوجها بما نهى الله عنه فلا طاعة له عليها؛ لأنه لا يغني عنها من الله شيئًا، ولقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ» رواه ابن أبي شيبة. وقد صرح العلماء كذلك بأنه ليس من حق الزوج أن يمنع زوجته من زيارة أبويها، بل ينبغي له أن يأذن لها في زيارتهما في الحين بعد الحين على قدر متعارف إذا كان الأبوان لا يقدران على إتيانها، ولا يمنعهما من الدخول عليها، وبشرط ألا يؤدي ذلك إلى كثرة خروجها؛ حتى لا يتسبب ذلك في فتح باب الفتنة، وإن الإسلام قد أمر بصلة الرحم ونهى عن قطعها؛ لقوله تعالى:﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾ [محمد: 22-23]، وقال الله تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [النساء: 36]. وقوله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [الإسراء: 23]، وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ» رواه البخاري ومسلم. وعن عائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللهُ، وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللهُ» رواه مسلم. من هذه النصوص يتضح أن بر الوالدين وزيارتهما فريضة لازمة وواجب محتم وعقوقهما حرام وذنب عظيم، فيجب على هذا الزوج المسلم المؤمن بالله ورسوله أن يمتثل لأوامر الله في كل ما أمر به، وينهى عما نهى الله عنه ورسوله، فيجب على هذا الزوج أن لا يمنع زوجته من زيارة أبويها، وينبغي أن يأذن لها في زيارتهما في الحين بعد الحين على قدر متعارف، بشرط ألَّا يكون في كثرة خروجها فتنة وفساد، وإذا لم يأذن لها زوجها بزيارتهما فيكون آثمًا ومرتكبًا ذنبًا لتسببه في قطع صلة الرحم. والله سبحانه وتعالى أعلم.

ميثاق الرحمة: رعاية اليتيم
ميثاق الرحمة: رعاية اليتيم

شبكة النبأ

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • منوعات
  • شبكة النبأ

ميثاق الرحمة: رعاية اليتيم

الرحمة بالأيتام ليست فقط عبادة أو عملًا أخلاقيًا، بل هي كنز ثمين يدّخره العبد عند الله، فمسحة حانية على رأس يتيم تتحوّل في ميزان الله إلى نور يغمر العبد يوم القيامة، فمن أراد أن يدخر كنزًا حقيقيًا لنفسه، فليكن له يد رحمة على يتيم، فإنها تُفتح له أبواب النور والرضوان الإلهي... جعل الله تعالى رعاية اليتيم جزءًا من ميثاق الإيمان والعمل الصالح، حين أمر بني إسرائيل بالإحسان إلى اليتامى ضمن أعظم وصاياه. فاليتيم الذي فقد سند والده، أصبح أمانةً في أعناق المؤمنين، رعايته ليست مجرّد إحسان اجتماعي، بل هي طاعة لله وعهدٌ موثق بين العبد وربه. من هذه الآية المباركة، نستدل على المكانة السامية التي أولاها الإسلام لليتيم، حيث قرن الإحسان إليه مع عبادة الله الخالصة، في تربيةٍ تنشر الرحمة وتؤسس للعدالة بين الناس. قال تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُمْ مُّعْرِضُونَ ﴾. (سورة البقرة: الآية ٨٣) في هذه الآية الكريمة، يُبيِّن الله تعالى ميثاقه العظيم الذي أخذه على بني إسرائيل، وهو ميثاق جامع لأصول العقيدة والعمل الصالح. ومن بين أبرز البنود التي ذكرتها الآية: الإحسان إلى اليتامى. فقد أمر الله تعالى أن يُعامل اليتيم برفق ورحمة، لأن اليُتم يكسر قلب الطفل ويحمله أعباء الحياة دون سند، ولذا كان الإحسان إلى اليتيم نوعًا من الوفاء بالميثاق الإلهي. اليتيم مذكور هنا بعد الإحسان إلى الوالدين وذوي القربى، مما يدل على أهمية العناية به، لأنه فقد أهم ركن في حياته وهو الأب، وربما الأم أيضًا. وبالتالي، فالإحسان إلى اليتيم هو واجب ديني وإنساني، يتجاوز مجرد العطف، ليكون دعمًا حقيقيًا يحفظ كرامته ويعوضه عن فقده، فينشأ فردًا سويًا في المجتمع. وهكذا، جاءت الآية لتؤكد أن رعاية اليتامى ليست عملًا اختياريًا، بل هي جزء من الدين، ومن علامات صدق الإيمان بالله تعالى. فيجب علينا مساعدة الأيتام. عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ... وَالْيَتَامَىٰ ﴾ قال: وأمّا قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ وَالْيَتَامَىٰ) ، فإنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ حَضَّ اللهَ تَعَالَى على بِرِّ الْيَتَامَى لِانْقِطَاعِهِمْ عَنْ آبَائِهِمْ. فمَنْ صَانَهُمْ صَانَهُ اللهُ، وَمَنْ أَكْرَمَهُمْ أَكْرَمَهُ اللهُ، وَمَنْ مَسَحَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ يَتِيمٍ رِفْقًا بِهِ، جَعَلَ اللهُ تَعَالَى لَهُ فِي الْجَنَّةِ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مَرَّتْ تَحْتَ يَدِهِ قَصْرًا أَوْسَعَ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ، وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ. قال الإمام عليه السلام: أَشَدُّ مِنْ يَتِيمِ هَذَا الْيَتِيمِ يَتْمُهُ، يَتِيمٌ انْقَطَعَ عَنْ إِمَامِهِ، لَا يَقْدِرُ عَلَى الْوُصُولِ إِلَيْهِ، وَلَا يَدْرِي كَيْفَ حُكْمُهُ فِيمَا يُبْتَلَى بِهِ مِنْ شَرَائِعِ دِينِهِ. أَلَا فَمَنْ كَانَ مِنْ شِيعَتِنَا عَالِمًا بِعُلُومِنَا، فَهَذَا الْجَاهِلُ بِشَرِيعَتِنَا الْمُنْقَطِعُ عَنْ مُشَاهَدَتِنَا يَتِيمٌ فِي حِجْرِهِ. أَلَا فَمَنْ هَدَاهُ وَأَرْشَدَهُ وَعَلَّمَهُ شَرِيعَتَنَا كَانَ مَعَنَا فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى». منية المريد : ص( ١١٤) تفسير الإمام العسكري عليه السلام في فضل العلم برّ اليتيم: وصية إلهية نستلهم من حديث الإمام العسكري عليه السلام أن الله عز وجل أمر ببرّ اليتامى لأنهم فقدوا السند الطبيعي (الآباء)، فهم أضعف أفراد المجتمع، والإحسان إليهم عبادة عظيمة، ومن صانهم وأكرمهم فإن الله يصونه ويكرمه جزاءً لما عمل. مسح رأس اليتيم: مفتاح القصور في الجنة الإمام عليه السلام بشّر بأن من يمسح على رأس يتيم رفقًا به، يُثيبه الله تعالى بعدد كل شعرة مرّت تحت يده قصراً واسعاً في الجنة، أعظم من الدنيا بكل ما فيها، مليئاً بما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين، والخلود فيه نعيم لا يزول. اليُتم الأعظم: انقطاع عن الإمام المعصوم الإمام عليه السلام كشف عن نوع آخر من اليُتم، أشد من فقد الوالدين، وهو يُتم الإنسان عن إمامه المعصوم (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، بحيث لا يتمكن من لقائه أو معرفة أحكام دينه مباشرة. علماء أهل البيت: آباء روحيون لليتامى من كان من شيعة أهل البيت عالمًا بعلومهم، كان بالنسبة للجاهل بشريعتهم كالوصي لليتيم، يرعاه ويعلمه، ويقوده إلى شريعة الهدى. ومن قام بهذا الدور العظيم كان رفيقًا للمعصومين في أعلى الجنان. اهتزاز العرش لبكاء اليتيم قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ: > «إنَّ اليَتيمَ إذا بَكى اهتَزَّ لِبُكائِهِ عَرشُ الرَّحمنِ، فيَقولُ اللهُ لِمَلائِكتِهِ: يا مَلائِكَتي، مَن أبكى هذا اليَتيمَ الَّذي غُيِّبَ أبوهُ في التُّرابِ؟». فتَقولُ المَلائِكةُ: «رَبَّنا أنتَ أعلَمُ». فيَقولُ اللهُ تعالى: «يا مَلائِكَتي، أشْهِدُكُم أنِّي مَن أسْكَتَهُ وأرْضاهُ، أرْضَيتُهُ يومَ القِيامَةِ». (نهج البلاغة، قسم الرسائل، الرسالة رقم 4) الإحسان إلى اليتيم: طريق إلى رضا الله يُعلِّمنا هذا الحديث الشريف أن الله تعالى شديد الرِّقّة والرحمة باليتيم الذي فقد أباه، حتى إنّ بكاء اليتيم يهتز له عرش الله - وهو تعبير عن شدّة التأثر والعناية الإلهية. فمن أسكن حزن اليتيم وأرضاه، أرضاه الله يوم القيامة، وهذه أعظم نعمة ينالها العبد. مسح دمعة اليتيم: مفتاح لرضوان الله ينبغي للمؤمن أن يُدرّب نفسه على الرحمة بالضعفاء وخاصة الأيتام، فيمسح على قلوبهم بالكلمة الحنونة الطيبة واليد العطوفة، ويجتهد في إسعادهم، لأن في ذلك إصلاحًا للنفس، ورحمةً ينال بها العبد رضا الله ومحبته يوم القيامة. فضل الرحمة بالأيتام في الدنيا والآخرة قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ: «مَن مَسَحَ علَى رَأسِ يَتيمٍ كانَ لَهُ بكُلِّ شَعرَةٍ تَمرُّ علَى يَدِهِ نُورٌ يَومَ القِيامَةِ». يد الرحمة: طريق إلى نور الآخرة الحديث يبيّن لنا، أن الأعمال الصغيرة — مثل مسح رأس يتيم بلطف ورحمة — لها وزن عظيم عند الله، وتتحوّل يوم القيامة إلى نور يهدي صاحبه وسط ظلمات ذلك اليوم العصيب. رحمة الأيتام: أثمن كنز الرحمة بالأيتام ليست فقط عبادة أو عملًا أخلاقيًا، بل هي كنز ثمين يدّخره العبد عند الله. فمسحة حانية على رأس يتيم تتحوّل في ميزان الله إلى نور يغمر العبد يوم القيامة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store