أحدث الأخبار مع #الماتريوشكا


صدى البلد
منذ 6 أيام
- ترفيه
- صدى البلد
حكاوي ماتريوشكا.. حيث تتحول القصص إلى مرايا للأمل والعمق الإنساني
في قلب كل تجربة شاقة تختبئ بذرة للتحول، وفي أعماق كل لحظة تبدو عابرة يكمن سر ينتظر من يكتشفه. من هذا المفهوم العميق ينطلق اليوم بمتحف محمود مختار معرض 'حكاوي ماتريوشكا'، الذي يمثل محطة بارزة ضمن مشروع 'السرنديب' للفنانة دينا ريحان. المعرض ليس مجرد احتفاء بالفن، بل هو دعوة للتأمل في الحياة كرحلة مليئة بالدهشة والاكتشاف، حيث يتحول الألم إلى معنى، والتحديات إلى فرص تمنحنا رؤية أعمق. قصة ولادة الإلهام في لحظة عابرة منذ أكثر من عقد، وفي أحد أيام مدينة كييف التي بدت آنذاك غارقة في المصاعب، واجهت الفنانة دينا ريحان موقفاً بسيطاً لكنه غير مجرى رؤيتها للحياة. يوم شاق، مليء بالتحديات، انتهى بلحظة غير متوقعة، لحظة بدت بوهجها الصغير وكأنها نافذة تطل على احتمالات جديدة. تلك التجربة ظلت محفورة في روحها، وتجسدت لاحقاً في دمية الماتريوشكا التي لم تعد مجرد رمز ثقافي روسي أو أوكراني، بل أصبحت في يدها استعارة للحياة ذات الطبقات المتعددة، للسلام الإنساني وللتواصل الذي يكسر الحواجز. فن يتحدث بلغة العمق "حكاوي ماتريوشكا" ليست مجرد مجموعة أعمال فنية تُعرض على الجدران، بل هي تجربة وجدانية تدعو الزائر إلى الغوص في طبقات الحياة. تماماً كما تكشف دمية الماتريوشكا عن نفسها تدريجياً، طبقة بعد أخرى، فإن المعرض يدعو المتلقي إلى تجاوز القشرة الأولى لكل شيء؛ إلى اكتشاف العمق، إلى الإصغاء لما تخبئه الحياة من قصص وأسرار. إنه فن يتحدث بلغة الإنسانية المشتركة، ويُظهر كيف أن كل لحظة، مهما بدت عادية، تحمل في طياتها حكمة كامنة تنتظر من يفتح مغاليقها. اختيار دمية الماتريوشكا لم يكن محض صدفة، بل هو اختيار نابض بالمعاني والدلالات. فهي ليست مجرد قطعة فنية تقليدية، بل رمز يُجسد فكرة الانتماء الإنساني العابر للحدود، وتراثاً مشتركاً بين الثقافات. الدمية، بطبقاتها المتداخلة، تروي حكاية كل فرد منا؛ كيف تتراكم التجارب وتتشكل الهويات، وكيف أن داخل كل إنسان جوهراً نقياً يحمل السلام والأمل، مهما بدت القشرة الخارجية متعبة أو متآكلة. من خلال هذا المعرض، أرادت دينا ريحان أن توجه رسالة عميقة لكل من يمر بتجارب قاسية أو لحظات ضياع: "لا تتوقف عند السطح، لا تدع القشرة الأولى تخدعك، فداخل كل لحظة، مهما كانت صعبة، يكمن جوهر نقي ينتظر من يكشف عنه." هذه الرسالة تتجلى في كل زاوية من زوايا المعرض، وفي كل عمل فني يعكس تجربة إنسانية عميقة.


بوابة الأهرام
منذ 7 أيام
- ترفيه
- بوابة الأهرام
افتتاح معرض"حكاوي ماتريوشكا" بمتحف محمود مختار.. مساء اليوم
سماح عبد السلام أعلن قطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور وليد قانوش، عن افتتاح معرض "حكاوى ماتريوشكا" للفنانة دينا ريحان، فى السابعة مساء اليوم الثلاثاء، الموافق 1 يوليو 2025، بقاعة إيزيس داخل متحف محمود مختار. موضوعات مقترحة رحلة بصرية تقدم الفنانة دينا ريحان في معرضها الشخصي الجديد 'حكايات الماتريوشكا' رحلة بصرية تأملية داخل طبقات الهوية، والأنوثة، والذاكرة الثقافية. تستلهم الأعمال المعروضة من دمية 'الماتريوشكا' الروسية، لكنها تتجاوز معناها التقليدي، لتعيد تفكيكها وإعادة تشكيلها في سياق معاصر يحمل ملامح من التراث المصري. أعمال تكشف علاقة الشكل بالفراغ يتناول المعرض منحوتات خزفية، مع توظيف البطانات الملونة والتقنيات اليدوية التي تمنح كل قطعة فرادتها التعبيرية. تعتمد الأعمال على التكوينات المجسمة ذات الإيقاع الإيقوني، وتستكشف علاقة الشكل بالفراغ، والداخل بالخارج، عبر بناء طبقي يعبّر عن تراكمات النفس والذاكرة والمجتمع.


الزمان
٠٥-٠٦-٢٠٢٥
- ترفيه
- الزمان
'وانشق القمر'.. رواية عن أصوات السرد وتيار الوعي
عمان – الزمان صدر عن وزارة الثقافة ودار 'الآن ناشرون وموزعون' في عمّان رواية 'وانشقّ القمر' للكاتبة الأردنية سمر الزعبي. تتنوّع الرواية التي تقع في 460 صفحة من القطع المتوسط بين أصوات السرد، منتقلة من تيار الوعي نحو تعدد الأصوات، كما ترى الناقدة وداد أبو شنب في قراءتها للرواية تحت عنوان 'منطق الرؤى السردية وسحر الوصف في 'وانشق القمر' لسمر الزعبي'. أبو شنب تذهب إلى أن الرواية تحمل أنفاسًا رومانسية شفيفةً تغلفها الكاتبة بإطار اجتماعي يلقي الضوء على حيوات عدد من النساء والرجال ويرصد مصائرهن ومصائرهم وسط عناوين عديدة: الفقر، الحب، العرف، البيئة الشعبية، المكان، الذاكرة، الاستنساخ، التفكك الأسري وعناوين أخرى كثيرة. يقول الناشر حول الرواية: 'على مدى 460 صفحة، تنسج الرواية بلغة عالية الشاعرية، وبدقّة عالية، ومع أحداث احتلّت حيِّزًا زمكانيًّا واسعًا ومتنوِّعًا، أحداثها وعوالمها، مستخدمة تقنيات محترفة خصوصًا على صعيد الوصف الواضح والمهيمن على الرواية كلّها. كما أنَّ لتقنية لعبة السّرد والساردين نصيبَ الأسد أيضًا، لا سيما أنّ الرواية تنتمي إلى الرواية الجديدة -الحديثة- حيث الأبطال المشترَكون وحيث تيارُ الوعي وتعدُّدُ الأصوات. كما جعلت الروائية من استراتيجية 'الماتريوشكا' مادة دسمة للقارئ الذي يحبّ الاستزادة من القصص والأحداث، فكانت ترسلُ قصصًا مؤطَّرة بين ثنايا الرواية. ولا يفوتنا ذكر أنّ الروائية طرحت عدّة قضايا اجتماعية نحو الفقر والصراع الطبقي والشرف والعرف والأخلاق والخيانة والعجز'. من جهتها، تقول وداد أبو شنب في قراءتها للرواية: 'تنتقل الروائية بين تقنيّات السَّرد بسلاسة، وتحوِّل الرؤى السردية من رؤية إلى أخرى، فتارة تكون رهف، على سبيل المثال، ساردةً من الدرجة الأولى مستخدمةً الرؤيةَ المصاحبةَ حيث الضمير أنا، وتارة أخرى تتحوّل إلى استخدام الرؤية من الخلف وهي، في غالب الأحيان، حالة الراوي العليم. ومن أهم التقنيات الصراع بين الروائية 'سمر' والشخصية الرئيسية رهف حيث كانت تظهر بين الفينة والأخرى باستعمال صوت مغاير للأصوات الأخرى، وكانت تتمثل على الورق بخط غليظ مائل، تناقش الساردة من الدرجة الثانية رهف، وتهدِّدُها بحذف مقاطعَ أو إضافة أخرى، فتجادلها رهف بأنّها صاحبة القصة وهي المخوّلة بالتغييرات التي يجب إحداثها. وتختم الساردتان الرواية بمشهد صادم اتحدتا فيه، وكانت رهف تدير الدفّة بإحكام مظهرةً معلوماتٍ لم تكن سمر تعرفها، هكذا تسرّبت إدارة السّرد من 'سمر' إلى رهف التي نجحت في هذا الانقلاب السردي، وأعطت الكاميرا في الفصل الأخير لـ'سمر' كي تسجِّل النهاية غير المتوقّعة التي تنسحب فيها 'سمر' بكل إرادة مع إخبار رهف أنها تستطيع بجرّة قلم أن تنسف الرواية كلَّها'. صدر للكاتبة سمر الزعبي الحاصلة على درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من جامعة اليرموك (فرعي اللغة العربية وآدابها)، ثلاث مجموعات قصصية: 'تنازلات'، 'شيء عابر' و'ب ت ر'، إضافة إلى رواية للفتيان: 'عودة رصاصي'، ولها محاولة في شعر الهايكو حملت عنوان 'كريستال'. وهي ابنة السلط حاصلة على عدة جوائز، وعضوة رابطة الكتاب الأردنيين.


جهينة نيوز
١٩-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- جهينة نيوز
منطق الرؤى السردية وسحر الوصف في "وانشق القمر" لـ"سمر الزعبي"
تاريخ النشر : 2025-05-19 - 11:50 am صدرت عن وزارة الثقافة عام 2024 رواية "وانشقّ القمر" للقاصّة والروائية "سمر الزعبي"، وهي من القطع المتوسط، تدور أحداثها على مدى 460 صفحة، بلغة عالية الشاعرية، ومع أحداث احتلّت حيِّزاً زمكانيّاً واسعًا ومتنوِّعاً. رواية نُسجت بدقّة عالية، ومن أهمّ ما يشدّ القارئ من التقنيات فيها هو الوصف الواضح والمهيمن على الرواية كلّها، كما أنَّ لتقنية لعبة السّرد والساردين نصيبَ الأسد أيضًا، لا سيما أنّ الرواية تنتمي إلى الرواية الجديدة -الحديثة- حيث الأبطال المشترَكون وحيث تيارُ الوعي وتعدُّدُ الأصوات. كما جعلت الروائية من استراتيجية "الماتريوشكا" مادة دسمة للقارئ الذي يحبّ الاستزادة من القصص والأحداث، فكانت ترسلُ قصصاً مؤطَّرة بين ثنايا الرواية. ولا يفوتنا ذكر أنّ الروائية طرحت عدّة قضايا اجتماعية نحو الفقر والصراع الطبقي والشرف والعرف والأخلاق والخيانة والعجز. رواية "وانشقّ القمر"، نزلت فيها الروائية "سمر الزعبي" إلى ساحة الأحداث، فغدت شخصية غير مشاركة في الأحدث لكنها مشاركة أو مسؤولة عن إلغاء فصول وإضافة أخرى على سبيل التحدي للشخصية الساردة التي أحالت "سمر" إليها دفّة الرواية؛ فأصبحت "سمر" ساردة من الدرجة الأولى، في حين تقاسم السرد من الدرجة الثانية كلٌّ من: رهف وعامر ومنار وسارة وجهاد ومروان. حيث قامت كلُّ شخصية بتقديم نفسها، واستلمت الحديث بضمير المتكلم حيث الرؤية السردية المصاحبة: "مع"، التي لا يعرف السارد فيها أكثر من الشخصية، ومثال ذلك تقديم سارة لنفسها "أنا سارة من تحبُّ رهف أنْ أعيد على مسامعها تفاصيل حكايتي مع جهاد، وأكرِّرها كلّما طلبت فتضحك ثمّ تبتسم شاردة الذهن. كنت سمينة جدّاً ولا يلتفت أحدٌ إليّ، فحرصت على ممارسة التمارين الرياضية زهاء خمس سنوات، (...) وقد اكتسبت مظهرًا جذّاباً." ص.ص19- 21. كانت الروائية تنتقل بين تقنيّات السَّرد بسلاسة، وتحوِّل الرؤى السردية من رؤية إلى أخرى، فتارة تكون رهف -على سبيل المثال- ساردةً من الدرجة الأولى مستخدمةً الرؤيةَ المصاحبةَ حيث الضمير أنا، وتارة أخرى تتحوّل إلى استخدام الرؤية من الخلف وهي في -غالب الأحيان- حالة الراوي العليم. ومن أهم التقنيات الصراع بين الروائية "سمر" والشخصية الرئيسية رهف حيث كانت تظهر بين الفينة والأخرى باستعمال صوت مغاير للأصوات الأخرى، وكانت تتمثل على الورق بخط غليظ مائل، تناقش الساردة من الدرجة الثانية رهف، وتهدِّدُها بحذف مقاطعَ أو إضافة أخرى، فتجادلها رهف بأنّها صاحبة القصة وهي المخوّلة بالتغييرات التي يجب إحداثها. وتختم الساردتان الرواية بمشهد صادم اتحدتا فيه، وكانت رهف تدير الدفّة بإحكام مظهرةً معلوماتٍ لم تكن سمر تعرفها، هكذا تسرّبت إدارة السّرد من "سمر" إلى رهف التي نجحت في هذا الانقلاب السردي، وأعطت الكاميرا في الفصل الأخير لـ"سمر" كي تسجِّل النهاية غير المتوقّعة التي تنسحب فيها "سمر" بكل إرادة مع إخبار رهف أنها تستطيع بجرّة قلم أن تنسف الرواية كلَّها. وتنسحبُ رهف بدورها تاركة الشخصياتِ والأحداثَ بين يدي القارئ، وتفرُّ إلى جواد بكامل وعيها، بخاتمة تفتح المجال لرواية أخرى من تأليف أحدهم. وفي إطار السّرد الشيِّق، وعند إدخال شخصية جديدة أو زيارة مكان جديد، تلجأ الروائية سمر الزعبي إلى تقنية الوصف الذي يكون الزمن فيه صفرًا، وبوجوده وبوجود الحوار -بنوعية الخارجي والداخلي- يتمّ تعطيل السّرد، فيعطي ذلك فرصة للقارئ كي يستريح. إنّه بمثابة تلك المصطبة أو الاستراحة التي يلجأ إليها القارئ ليلتقط أنفاسه بعد احتدام الأحداث وتسارعها حيناً وتباطُئِها حيناً آخر، وحقّقت الروائية سمر الزعبي هذا في مواطنَ عديدةٍ من الرواية وعلى ألسنة الساردين جميعِهم، نحو وصف الكثير: لبيت عامر ولشوارع عمان وسط البلد وبيت سارة ولمادبا وفسيفسائها ولجرش وأعمدتها... كما قامت منار بوصف عيادة الطبيب التاجر في المكان القذر، وصف عامر لبيت رهف، وصف مروان لمنار، وصف جهاد لحالة الفقر إبان طفولته.. جعلت الروائية من الوصف -على حدّ تعبير جيرار جينيت- زينة للنص وخادماً مطواعا للسرد. عمدت الكاتبة إلى قطع المشهد السردي وتعطيله بتقديم مشهد وصفي لمتلقيها تُقرِّب له فيه وضع عامر المادي عن طريق وصف بيته شديد التواضع: "عند مدخل الحارة حاويتان كبيرتان متقابلتان (...) صعدنا عدّة أدراج بلاطها مهشّم، ضرب البيت عفنٌ من الجهة الغربية وكسته أغبرة الطرق من الجهة الشرقية، ... فأصبح لوحة رمادية دون رسومات. أجمل ما في بيتهم غرفة الجلوس، التي هي غرفة الضيافة في الوقت نفسه، لأنّها واسعة بينما تضيق غرف النوم الثلاث عليهم، وأكبرها مساحة فيها سرير الوالدين، والاثنتان المتبقيتان فيهما فراش إسفنجي وخزائن حائط، بينما تفرّدت غرفة البنات بجهاز تلفاز إضافيّ (...) المطبخ صغير لا يكاد يتّسع لحركة شخصين في آن واحد. خشب خزائنه متآكل إلى حدٍّ ما وأبواب خزائنه تحت المجلى مخلوعة تماماً، ويظهر منها سطل النفايات، وبضع فوط ومواد كيميائية للتنظيف. تظلُّ غرفة الجلوس غرفة أنيقة بالقياس مع باقي الغرف. أرضيتها سيراميك، تلمع باستمرار، نظيفة للغاية، وبقية الغرف كذلك، لكن ما لحق بها من العفن وتشقُّق دهانها يوحي بخلاف الأمر، والحق أنّ كل شيء نظيف (...) نوافذها كبيرة متراصة (...) وقد ملأتها آمنة، أم عامر بأصص الورد، ونباتات من الريحان، والسجاد، والزنبق، على شبك حديدي ... وجعلت نبتة المديدة في الزوايا، فتعربشت على الشبك (...)" الرواية: ص.ص 62- 63. في هذا المشهد الوصفي الطويل جدا والذي جاء ملء صفحتين، على لسان رهف، تصف البيت المتواضع القابع في حيٍّ فقيرٍ يدل على حاله، وصف الحاويات ومنظرها ووصف الدرج المتآكل، ثم تدخل على وصف البيت من الداخل، أثاث متواضع وفرش إسفنجي ومطبخ قديم متآكل متهالك لكنه نظيف. تركز الروائية والساردة من الدرجة الأولى "سمر" عبر صوت الساردة من الدرجة الثانية "رهف" على مظهرَيْ الفقر والنظافة لعائلة عامر التي تعمل جاهدة وباستمرار على ضخ نبض الجمال والحياة والأناقة لتُبقي بيتها مريحاً، عن طريق الوصف بالتجزئة -وصف أجزاء البيت ركنًا تلو الآخر- حسب نمط الحواس وتحديدًا الرؤية، عرضت "رهف" لقارئها الوضعين: المادي والاجتماعي لحبيبها عامر، وكانت وظيفة الوصف هنا تفسيرية. وبالمقابل وصف عامر وهو سارد من الدرجة الثانية أيضاً فيلا رهف بدلاً من القول بأنّها من عائلة فاحشة الغنى، وبالتقنية ذاتها وبالنمط ذاته: "على جانبَي الفيلا من داخل الأسوار، أنشِئ بناءان من الدرج الضخم على بعد عدّة مترات يرتفعان لحدود منتصف الفيلا، أو أكثر بقليل، يأخذ كلّ منهما بالانحناء باتجاه الآخر وصولاً إلى الأرض، حيث تفصلهما مسافة عشرة مترات تقريباً، وفي أقصى ارتفاع يصل بينهما إنشاء مستطيل، أُعِدَّ كشرفة تطلّ على جهات الفيلا الثلاث". إنّ "العملية الوصفية حين تبدأ، سواء أكانت واقعية أم موهِمة بالواقعية، تفرض على الواصف اللّجوء إلى الانتقاء والاختيار، نتيجة ازدحام الأشياء والتفاصيل، الشيء الذي يحتِّم عليه تنشيط بعضها وتخدير البعض الآخر. ولا تتمّ عملية الانتقاء هذه ببراءة أبدا، وإنْ كانت تبدو أحيانًا كما لو كانت تلقائيّة؛ لأنّها بالضرورة ترسم أثرًا جليًّا للأبعاد المعرفيّة والسيكولوجية والإيديولوجية" "عبد اللّطيف محفوظ، وظيفة الوصف في الرواية، الدار العربية للعلوم ناشرون، منشورات الاختلاف، بيروت، الجزائر، ط1، 2009، ص.31. والتوصيف ذاته كان على لسان رهف أيضاً في بيت سارة. كما جاء وصف عيادة الطبيب على لسان منار الساردة من الدرجة الثانية: "كان المبنى قذرًا للغاية، لا تطيق لمس دربزين الدرج، بقوائمه المرتفعة من الجنبات، صدئة ومهترئة، والدرج متهاوٍ، والبلاط مكسّرٌ، كأنَّ أحداً ما قام بتقشيره. تبرز منه نتوءات إنْ دُسْت عليها آذتك." واسترسلت في وصف عملية الإجهاض الصعبة جدا والسيئة والمؤلمة ألما يصل إلى جسد المتلقي وروحه. وهناك نموذج آخر للوصف بوظيفة أخرى وهي الجمالية أو التزيينية، وتكاد تكون مجانية، وبمثابة هدية معرفية للقارئ نحو وصف سارة ورهف لكلٍّ من جرش وفسيفساء مادبا والكنيسة والمكان البديل "أمراح سلامة" الذي تمّ وصفه عبر حوار في الصفحات: ص. ص 168- 170. لم يكن لهذا الوصف وظيفة تخدم الرواية بأكثر من استعراض معلومات تاريخيّة عن أماكنَ سياحيّةٍ في الأردن، لكنها لوحات فائقة الجمال: "توقفنا عند أيقونتَيْن في المكان عامّة، تفرّست بهما كأنّني أراهما للمرة الأولى، ثم عاد بنا يرينا شمعدانين مرتفعين، على رأس كلٍّ منهما طبقٌ كبير يحوي رمل صويلح، تتوزّع عليه الشّموع أحدهما للدعاء والآخر للترحم على الأموات"، و"تقدّمنا إلى الخارطة المرسومة بالفسيفساء على الأرض يميناً، ورُحنا نشير إلى الدّول والتضاريس التي تعبر عنها: الأردن، البحر الميت، فلسطين، لبنان، مصر، نهر النيل، البحر الأبيض المتوسط، فقد حفظناها عن ظهر قلب." في الوصف -كما نستخلص من الأمثلة أعلاه ووَفقاً لثقافة الروائية وانتمائها بعامة تحضر "هنا اللّسانيات والبلاغة يستعير منهما المفردات ليصف أقوال الشخصيات، وهناك البستنة يستعير منها الألفاظ ليصف نبات الطبيعة، وهنالك العمارة يستعير منها الكلمات ليصف مَعلمًا، وهناك التقنية يستعير منها المصطلحات ليصف آلة" Philippe Hamon: introduction à L'analyse du Descriptif, Hachette, Paris, 1981, pp 61-62. الوصف هو الرسم بالكلمات، فالكاتب المبدع هو الذي يصف بدقة وإتقان، وهو رسالة منه إلى متلقيه -قارئه- يوصل عبرها إليه مشاعر الشخصيات ويجعله يتفاعل معها، ويجعل القارئ يستقبل الأحداث التي يسردها من خلال الاسترسال في وصفها، فتبدو له -للقارئ- كأنها سرد للأحداث. هناك مشهد المبيت في بيت أهل سارة حيث ثلاث سيدات خرجن من بيوتهن هائمات دون هدف محدّد، وإن ذكرت سارة أنهن سيذهبن إلى جبل نيبو ولم يفعلن ذلك! بل زرن أماكن غير مبرمجة، هنا رسالة للقارئ تحمل بين طيّاتها مدى شقاء هذه السيّدات وضياعهن، رغم أنّهن تزوّجن مَنْ أحببن. وبين سرد متنوع الساردين، ووصف واسع متعدّد الأغراض، وحوار ماتع يعبر عن حالةٍ حينًا، وعن الإفصاح عن حدثٍ حينًا آخر، ويحمل طابعاً وصفيّاً في أغلب الأحيان، رسمت الروائية سمر الزعبي حيواتٍ تكادُ تصرخ بفرحة كلّما حصحص الحقّ، وأوشك القمر أنْ ينشقّ! المراجع: سمر الزعبي، وانشق القمر، وزارة الثقافة، ط1، الأردن 2024. عبد اللّطيف محفوظ، وظيفة الوصف في الرواية، الدار العربية للعلوم ناشرون، منشورات الاختلاف، بيروت، الجزائر، ط1، 2009. Philippe Hamon: introduction à L'analyse du Descriptif, Hachette, Paris, 1981. تابعو جهينة نيوز على


الانباط اليومية
١٩-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الانباط اليومية
منطق الرؤى السردية وسحر الوصف في "وانشق القمر" لـ"سمر الزعبي"
صدرت عن وزارة الثقافة عام 2024 رواية "وانشقّ القمر" للقاصّة والروائية "سمر الزعبي"، وهي من القطع المتوسط، تدور أحداثها على مدى 460 صفحة، بلغة عالية الشاعرية، ومع أحداث احتلّت حيِّزاً زمكانيّاً واسعًا ومتنوِّعاً. رواية نُسجت بدقّة عالية، ومن أهمّ ما يشدّ القارئ من التقنيات فيها هو الوصف الواضح والمهيمن على الرواية كلّها، كما أنَّ لتقنية لعبة السّرد والساردين نصيبَ الأسد أيضًا، لا سيما أنّ الرواية تنتمي إلى الرواية الجديدة -الحديثة- حيث الأبطال المشترَكون وحيث تيارُ الوعي وتعدُّدُ الأصوات. كما جعلت الروائية من استراتيجية "الماتريوشكا" مادة دسمة للقارئ الذي يحبّ الاستزادة من القصص والأحداث، فكانت ترسلُ قصصاً مؤطَّرة بين ثنايا الرواية. ولا يفوتنا ذكر أنّ الروائية طرحت عدّة قضايا اجتماعية نحو الفقر والصراع الطبقي والشرف والعرف والأخلاق والخيانة والعجز. رواية "وانشقّ القمر"، نزلت فيها الروائية "سمر الزعبي" إلى ساحة الأحداث، فغدت شخصية غير مشاركة في الأحدث لكنها مشاركة أو مسؤولة عن إلغاء فصول وإضافة أخرى على سبيل التحدي للشخصية الساردة التي أحالت "سمر" إليها دفّة الرواية؛ فأصبحت "سمر" ساردة من الدرجة الأولى، في حين تقاسم السرد من الدرجة الثانية كلٌّ من: رهف وعامر ومنار وسارة وجهاد ومروان. حيث قامت كلُّ شخصية بتقديم نفسها، واستلمت الحديث بضمير المتكلم حيث الرؤية السردية المصاحبة: "مع"، التي لا يعرف السارد فيها أكثر من الشخصية، ومثال ذلك تقديم سارة لنفسها "أنا سارة من تحبُّ رهف أنْ أعيد على مسامعها تفاصيل حكايتي مع جهاد، وأكرِّرها كلّما طلبت فتضحك ثمّ تبتسم شاردة الذهن. كنت سمينة جدّاً ولا يلتفت أحدٌ إليّ، فحرصت على ممارسة التمارين الرياضية زهاء خمس سنوات، (...) وقد اكتسبت مظهرًا جذّاباً." ص.ص19- 21. كانت الروائية تنتقل بين تقنيّات السَّرد بسلاسة، وتحوِّل الرؤى السردية من رؤية إلى أخرى، فتارة تكون رهف -على سبيل المثال- ساردةً من الدرجة الأولى مستخدمةً الرؤيةَ المصاحبةَ حيث الضمير أنا، وتارة أخرى تتحوّل إلى استخدام الرؤية من الخلف وهي في -غالب الأحيان- حالة الراوي العليم. ومن أهم التقنيات الصراع بين الروائية "سمر" والشخصية الرئيسية رهف حيث كانت تظهر بين الفينة والأخرى باستعمال صوت مغاير للأصوات الأخرى، وكانت تتمثل على الورق بخط غليظ مائل، تناقش الساردة من الدرجة الثانية رهف، وتهدِّدُها بحذف مقاطعَ أو إضافة أخرى، فتجادلها رهف بأنّها صاحبة القصة وهي المخوّلة بالتغييرات التي يجب إحداثها. وتختم الساردتان الرواية بمشهد صادم اتحدتا فيه، وكانت رهف تدير الدفّة بإحكام مظهرةً معلوماتٍ لم تكن سمر تعرفها، هكذا تسرّبت إدارة السّرد من "سمر" إلى رهف التي نجحت في هذا الانقلاب السردي، وأعطت الكاميرا في الفصل الأخير لـ"سمر" كي تسجِّل النهاية غير المتوقّعة التي تنسحب فيها "سمر" بكل إرادة مع إخبار رهف أنها تستطيع بجرّة قلم أن تنسف الرواية كلَّها. وتنسحبُ رهف بدورها تاركة الشخصياتِ والأحداثَ بين يدي القارئ، وتفرُّ إلى جواد بكامل وعيها، بخاتمة تفتح المجال لرواية أخرى من تأليف أحدهم. وفي إطار السّرد الشيِّق، وعند إدخال شخصية جديدة أو زيارة مكان جديد، تلجأ الروائية سمر الزعبي إلى تقنية الوصف الذي يكون الزمن فيه صفرًا، وبوجوده وبوجود الحوار -بنوعية الخارجي والداخلي- يتمّ تعطيل السّرد، فيعطي ذلك فرصة للقارئ كي يستريح. إنّه بمثابة تلك المصطبة أو الاستراحة التي يلجأ إليها القارئ ليلتقط أنفاسه بعد احتدام الأحداث وتسارعها حيناً وتباطُئِها حيناً آخر، وحقّقت الروائية سمر الزعبي هذا في مواطنَ عديدةٍ من الرواية وعلى ألسنة الساردين جميعِهم، نحو وصف الكثير: لبيت عامر ولشوارع عمان وسط البلد وبيت سارة ولمادبا وفسيفسائها ولجرش وأعمدتها... كما قامت منار بوصف عيادة الطبيب التاجر في المكان القذر، وصف عامر لبيت رهف، وصف مروان لمنار، وصف جهاد لحالة الفقر إبان طفولته.. جعلت الروائية من الوصف -على حدّ تعبير جيرار جينيت- زينة للنص وخادماً مطواعا للسرد. عمدت الكاتبة إلى قطع المشهد السردي وتعطيله بتقديم مشهد وصفي لمتلقيها تُقرِّب له فيه وضع عامر المادي عن طريق وصف بيته شديد التواضع: "عند مدخل الحارة حاويتان كبيرتان متقابلتان (...) صعدنا عدّة أدراج بلاطها مهشّم، ضرب البيت عفنٌ من الجهة الغربية وكسته أغبرة الطرق من الجهة الشرقية، ... فأصبح لوحة رمادية دون رسومات. أجمل ما في بيتهم غرفة الجلوس، التي هي غرفة الضيافة في الوقت نفسه، لأنّها واسعة بينما تضيق غرف النوم الثلاث عليهم، وأكبرها مساحة فيها سرير الوالدين، والاثنتان المتبقيتان فيهما فراش إسفنجي وخزائن حائط، بينما تفرّدت غرفة البنات بجهاز تلفاز إضافيّ (...) المطبخ صغير لا يكاد يتّسع لحركة شخصين في آن واحد. خشب خزائنه متآكل إلى حدٍّ ما وأبواب خزائنه تحت المجلى مخلوعة تماماً، ويظهر منها سطل النفايات، وبضع فوط ومواد كيميائية للتنظيف. تظلُّ غرفة الجلوس غرفة أنيقة بالقياس مع باقي الغرف. أرضيتها سيراميك، تلمع باستمرار، نظيفة للغاية، وبقية الغرف كذلك، لكن ما لحق بها من العفن وتشقُّق دهانها يوحي بخلاف الأمر، والحق أنّ كل شيء نظيف (...) نوافذها كبيرة متراصة (...) وقد ملأتها آمنة، أم عامر بأصص الورد، ونباتات من الريحان، والسجاد، والزنبق، على شبك حديدي ... وجعلت نبتة المديدة في الزوايا، فتعربشت على الشبك (...)" الرواية: ص.ص 62- 63. في هذا المشهد الوصفي الطويل جدا والذي جاء ملء صفحتين، على لسان رهف، تصف البيت المتواضع القابع في حيٍّ فقيرٍ يدل على حاله، وصف الحاويات ومنظرها ووصف الدرج المتآكل، ثم تدخل على وصف البيت من الداخل، أثاث متواضع وفرش إسفنجي ومطبخ قديم متآكل متهالك لكنه نظيف. تركز الروائية والساردة من الدرجة الأولى "سمر" عبر صوت الساردة من الدرجة الثانية "رهف" على مظهرَيْ الفقر والنظافة لعائلة عامر التي تعمل جاهدة وباستمرار على ضخ نبض الجمال والحياة والأناقة لتُبقي بيتها مريحاً، عن طريق الوصف بالتجزئة -وصف أجزاء البيت ركنًا تلو الآخر- حسب نمط الحواس وتحديدًا الرؤية، عرضت "رهف" لقارئها الوضعين: المادي والاجتماعي لحبيبها عامر، وكانت وظيفة الوصف هنا تفسيرية. وبالمقابل وصف عامر وهو سارد من الدرجة الثانية أيضاً فيلا رهف بدلاً من القول بأنّها من عائلة فاحشة الغنى، وبالتقنية ذاتها وبالنمط ذاته: "على جانبَي الفيلا من داخل الأسوار، أنشِئ بناءان من الدرج الضخم على بعد عدّة مترات يرتفعان لحدود منتصف الفيلا، أو أكثر بقليل، يأخذ كلّ منهما بالانحناء باتجاه الآخر وصولاً إلى الأرض، حيث تفصلهما مسافة عشرة مترات تقريباً، وفي أقصى ارتفاع يصل بينهما إنشاء مستطيل، أُعِدَّ كشرفة تطلّ على جهات الفيلا الثلاث". إنّ "العملية الوصفية حين تبدأ، سواء أكانت واقعية أم موهِمة بالواقعية، تفرض على الواصف اللّجوء إلى الانتقاء والاختيار، نتيجة ازدحام الأشياء والتفاصيل، الشيء الذي يحتِّم عليه تنشيط بعضها وتخدير البعض الآخر. ولا تتمّ عملية الانتقاء هذه ببراءة أبدا، وإنْ كانت تبدو أحيانًا كما لو كانت تلقائيّة؛ لأنّها بالضرورة ترسم أثرًا جليًّا للأبعاد المعرفيّة والسيكولوجية والإيديولوجية" "عبد اللّطيف محفوظ، وظيفة الوصف في الرواية، الدار العربية للعلوم ناشرون، منشورات الاختلاف، بيروت، الجزائر، ط1، 2009، ص.31. والتوصيف ذاته كان على لسان رهف أيضاً في بيت سارة. كما جاء وصف عيادة الطبيب على لسان منار الساردة من الدرجة الثانية: "كان المبنى قذرًا للغاية، لا تطيق لمس دربزين الدرج، بقوائمه المرتفعة من الجنبات، صدئة ومهترئة، والدرج متهاوٍ، والبلاط مكسّرٌ، كأنَّ أحداً ما قام بتقشيره. تبرز منه نتوءات إنْ دُسْت عليها آذتك." واسترسلت في وصف عملية الإجهاض الصعبة جدا والسيئة والمؤلمة ألما يصل إلى جسد المتلقي وروحه. وهناك نموذج آخر للوصف بوظيفة أخرى وهي الجمالية أو التزيينية، وتكاد تكون مجانية، وبمثابة هدية معرفية للقارئ نحو وصف سارة ورهف لكلٍّ من جرش وفسيفساء مادبا والكنيسة والمكان البديل "أمراح سلامة" الذي تمّ وصفه عبر حوار في الصفحات: ص. ص 168- 170. لم يكن لهذا الوصف وظيفة تخدم الرواية بأكثر من استعراض معلومات تاريخيّة عن أماكنَ سياحيّةٍ في الأردن، لكنها لوحات فائقة الجمال: "توقفنا عند أيقونتَيْن في المكان عامّة، تفرّست بهما كأنّني أراهما للمرة الأولى، ثم عاد بنا يرينا شمعدانين مرتفعين، على رأس كلٍّ منهما طبقٌ كبير يحوي رمل صويلح، تتوزّع عليه الشّموع أحدهما للدعاء والآخر للترحم على الأموات"، و"تقدّمنا إلى الخارطة المرسومة بالفسيفساء على الأرض يميناً، ورُحنا نشير إلى الدّول والتضاريس التي تعبر عنها: الأردن، البحر الميت، فلسطين، لبنان، مصر، نهر النيل، البحر الأبيض المتوسط، فقد حفظناها عن ظهر قلب." في الوصف -كما نستخلص من الأمثلة أعلاه ووَفقاً لثقافة الروائية وانتمائها بعامة تحضر "هنا اللّسانيات والبلاغة يستعير منهما المفردات ليصف أقوال الشخصيات، وهناك البستنة يستعير منها الألفاظ ليصف نبات الطبيعة، وهنالك العمارة يستعير منها الكلمات ليصف مَعلمًا، وهناك التقنية يستعير منها المصطلحات ليصف آلة" Philippe Hamon: introduction à L'analyse du Descriptif, Hachette, Paris, 1981, pp 61-62. الوصف هو الرسم بالكلمات، فالكاتب المبدع هو الذي يصف بدقة وإتقان، وهو رسالة منه إلى متلقيه -قارئه- يوصل عبرها إليه مشاعر الشخصيات ويجعله يتفاعل معها، ويجعل القارئ يستقبل الأحداث التي يسردها من خلال الاسترسال في وصفها، فتبدو له -للقارئ- كأنها سرد للأحداث. هناك مشهد المبيت في بيت أهل سارة حيث ثلاث سيدات خرجن من بيوتهن هائمات دون هدف محدّد، وإن ذكرت سارة أنهن سيذهبن إلى جبل نيبو ولم يفعلن ذلك! بل زرن أماكن غير مبرمجة، هنا رسالة للقارئ تحمل بين طيّاتها مدى شقاء هذه السيّدات وضياعهن، رغم أنّهن تزوّجن مَنْ أحببن. وبين سرد متنوع الساردين، ووصف واسع متعدّد الأغراض، وحوار ماتع يعبر عن حالةٍ حينًا، وعن الإفصاح عن حدثٍ حينًا آخر، ويحمل طابعاً وصفيّاً في أغلب الأحيان، رسمت الروائية سمر الزعبي حيواتٍ تكادُ تصرخ بفرحة كلّما حصحص الحقّ، وأوشك القمر أنْ ينشقّ! المراجع: سمر الزعبي، وانشق القمر، وزارة الثقافة، ط1، الأردن 2024. عبد اللّطيف محفوظ، وظيفة الوصف في الرواية، الدار العربية للعلوم ناشرون، منشورات الاختلاف، بيروت، الجزائر، ط1، 2009. Philippe Hamon: introduction à L'analyse du Descriptif, Hachette, Paris, 1981.