أحدث الأخبار مع #المسيح


البوابة
منذ 15 ساعات
- منوعات
- البوابة
كاهن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية: نعيش أجواء الوحدة كما عاشها التلاميذ تحت سقف واحد
قال الأب فيلبس عيسى، كاهن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في مصر، في تصريح خاص لـ'البوابة' خلال مشاركته في احتفالية مرور ١٧ قرنًا على انعقاد مجمع نيقية، إن أجواء اللقاء الروحي تعكس وحدة أخوية ونفسًا واحدة، جمعت الحاضرين كما جمعت تلاميذ السيد المسيح من قبل تحت سقف واحد، حيث أكلوا بروح واحدة وبشراكة حقيقية. من قلب مصر… رسالة محبة وشراكة إلى العالم أجمع وأضاف الأب فيلبس: 'من قلب مصر النابض بالحياة، نوجه رسالة إلى العالم أجمع مفادها أننا نستطيع أن نكون واحدًا، نصلي معًا كما صلى آباؤنا البطاركة الذين جاؤوا من أماكن متفرقة، ليضعوا قانون إيمان واحد يوحّد المسيحيين، ويعترف بأن المسيح هو كلمة الله المتجسد، ويدافعوا عن الإيمان الذي تسلموه من الآباء، والذين بدورهم تسلموه من السيد المسيح نفسه'. دعوة لتكرار اللقاءات الجامعة بين الطوائف المسيحية واختتم كاهن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية حديثه قائلًا: 'نأمل أن تتكرر مثل هذه الاحتفالات الجامعة بين مختلف الطوائف، لما تحمله من روح محبة ووحدة حقيقية'.


سائح
منذ يوم واحد
- منوعات
- سائح
شجرة مريم: إرث ديني وتاريخي في قلب حي مصري
تحتضن منطقة المطرية شرق القاهرة واحدة من أهم المعالم الدينية والتاريخية في مصر، وهي "شجرة مريم"، التي تحظى بمكانة خاصة لدى المسيحيين والمسلمين على حد سواء. وتعد هذه الشجرة أحد أبرز نقاط "مسار العائلة المقدسة" في مصر، وهو المسار الذي سلكته السيدة العذراء مريم والمسيح الطفل ويوسف النجار هربًا من بطش الملك هيرودس. وعلى الرغم من مرور أكثر من ألفي عام على تلك الرحلة المقدسة، فإن شجرة مريم لا تزال قائمة كشاهد حي على هذا الحدث الفاصل في التاريخ الديني والإنساني. شجرة ذات قدسية تاريخية تعتبر شجرة مريم من أبرز الآثار القبطية الباقية، ويعود أصلها إلى الحقبة التي لجأت فيها العائلة المقدسة إلى مصر، وقد استظلت تحتها السيدة مريم وابنها المسيح في أثناء رحلتهم. وبحسب المعتقدات المتوارثة، فقد جلست العائلة بجوار هذه الشجرة للراحة، وشربوا من البئر الموجود بجوارها، كما يُروى أن الشجرة انحنت لتحمي العائلة من حرارة الشمس وأخطار الطريق. أما الشجرة الحالية فهي من نسل الشجرة الأصلية، إذ إن الأخيرة جفّت بفعل الزمن والعوامل الطبيعية، وتم الاحتفاظ بأفرع منها وزراعتها مجددًا، لتظل هذه الشجرة رمزًا حيًا للتاريخ المقدس في مصر. مكونات الموقع الأثري لا تقتصر أهمية الموقع على الشجرة فقط، بل يضم أيضًا بئرًا يعتقد أنه كان مصدر الماء للعائلة المقدسة، بالإضافة إلى مغارة يُقال إن العائلة لجأت إليها للراحة. كما يتضمن الموقع محكىً تراثيًا تم بناؤه لتوثيق الرحلة المقدسة من خلال عروض بصرية وصوتية تقدم معلومات تاريخية وروحية عن خط سير العائلة داخل مصر. وقد أولى المجلس الأعلى للآثار اهتمامًا كبيرًا بالموقع، حيث أُجريت له عمليات ترميم شاملة شملت تجديد السور، وتنظيم الساحة المحيطة، وتزويد المكان بلوحات تعريفية، وتم افتتاحه رسميًا بعد الترميم في سبتمبر 2022 ليصبح مزارًا رسميًا ضمن مسار العائلة المقدسة. وجهة روحانية وسياحية يمثل موقع شجرة مريم مزيجًا فريدًا بين الروحانية والسياحة الدينية والثقافية، حيث يقصده الزوار من مختلف دول العالم، خاصةً الحجاج المسيحيين المهتمين بتتبع مسار العائلة المقدسة. كما يجد فيه الزائر فرصة للتأمل في أجواء من السكينة والقدسية تحيط بالمكان. وتعمل وزارة السياحة والآثار على تطوير الموقع ضمن خطة أوسع لإحياء مسار العائلة المقدسة، ليصبح من المقاصد الرئيسية للسياحة الدينية في مصر. ويتزامن ذلك مع الاهتمام المحلي والعالمي المتزايد بهذا النوع من السياحة الذي يربط التاريخ بالإيمان. تظل شجرة مريم في المطرية أكثر من مجرد أثر، فهي رمز للسلام، وشاهد على حقبة نادرة في التاريخ، ومكان يجمع في ظلاله بين الإيمان، والتاريخ، والهوية الثقافية لمصر. زيارتها ليست مجرد رحلة إلى موقع أثري، بل تجربة إنسانية وروحية تغذي الروح وتربط الزائر بجذور إنسانية ودينية عميقة.


الاقباط اليوم
منذ 2 أيام
- سياسة
- الاقباط اليوم
الطلاق بالدم.. يسبق قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين
بقلم حنان فكري التجارب معمل إنتاج الحكمة، والألم مركز تصنيع الخبرة، لكن بماذا تفيد الخبرة والحكمة إذا ضاع العمر وزهقت الروح؟. ماذا لو كسرت التجربة تروس الحياة وشقت مفاصلها؟. عشنا ومن قبلنا أمهاتنا وجداتنا لاجئات في أرض الرجال، بنات مجتمع ذكوري قاسٍ، كل فواتير الحكمة فيه تحاسب عليها بنات حواء، بمباركة من الجميع. ينسحب هذا المشهد القاتم بقسوة على بعض الأسر المسيحية التي تعاني التفكك بسبب استحالة العشرة بين الزوجين خاصة مع زوج مدمن، أو شاذ جنسيا، أو عنيف ومضطرب نفسيا، وصولا إلى الزوج المجرم الذي يُبرح زوجته ضرباً بشكل متكرر، بينما يقف الشهود مكتوفي الأيدي، إذ «لا طلاق إلا لعلة الزنى» فيتحول المجتمع الذكوري الكبير إلى خندق صغير يضيق على المنكوبين كلما حاولوا الفرار، وهكذا يضيع العمر والصحة والكرامة وكل الأشياء التي لا يمكن استردادها ما حيينا. بينما يحدث ذلك، يقف مشروع قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين في زاوية معتمة من خريطة القوانين المصرية، كجُرح مفتوح لا تلتئم شقوقه، تئن تحته آلاف الأرواح التي تحاصرها زيجات انتهت إنسانيًّا، لكنها تظل حية على الورق، ويعجز الجميع عن تقديم طوق نجاة، بفعل تأخر قانون يمكنه فتح نوافذ الأمل وإعادة التوازن المختل بين الإنسان والمقدس. منال واحدة منا، عاشت في نفس المجتمع الذي ينصحها دائما بالاحتمال والصبر، بدءًا من الأقارب وانتهاء برجال الدين، حتى فقدت حياتها ثمنا للاحتمال المقدس، أم لثلاث فتيات وولد، عاشت ضحية العنف المزمن القادم من زوجها، ذلك الوحش الذي تقاسم معها الحياة، واعتاد ضربها، ليصل في نهاية المطاف إلى قتلها، وشق جمجمتها، القصة ليست فقط واقعة منال التي تم إصدار الحكم فيها باعتبار القتل ضربًا أفضى إلى الموت، وأفلت الزوج القاتل من الإعدام بالسجن لمدة سبع سنوات، لكن القصة في كل امرأة تحيا ظروف منال وتطالب بالعيش بكرامة وفي سلام وبلا إهانة بينما يجبرها المحيطون على الاستمرار بحجة أن الزيجة الخربة تجربة ويرددون: «احملي صليبك» ضاربين عرض الحائط بأن حمل الصليب يجب أن يتوافق مع عدم التفريط في «وزنة» الله المعطاة للإنسان وهي حماية ذاته وصحته وحياته، فلا أحد يحمل صليبا مدى الحياة. السيد المسيح ذاته حمل الصليب بضع ساعات وساعده في حمله سمعان القيرواني. وبينما يتشدق البعض ببركات وهمية في احتمال زوج مجرم، نجد البعض الآخر يتعلل بمستقبل الأبناء كذريعة لتصبير المرأة على الغدر والضرب والإهانة وحتى الخيانة، متناسيا أن بيت المنشأ إذا كان مسموماً بالخذلان والعنف والغدر والتجاهل والصمت المغلول لا يمكنه إنتاج أبناء أصحاء نفسيا واجتماعيا، فأي مستقبل يتحدث عنه أولئك الذين يدفعون النساء للبقاء في بيوت القساة الغادرين. عقب صدور الحكم، طالب أبناء منال عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية بالقصاص العادل من أبيهم الذي هددهم صراحة بأنهم سيلحقون بأمهم في صناديق الموت، فالعدالة المجروحة تقتل للمرة الثانية. المشروع الجديد لقانون الأحوال الشخصية يقدم حلاً وسيطا بين الطلاق والاستمرار الإجباري، هو التفريق المدني عند استحالة العشرة، لكن تأخر صدوره يتسبب في مزيد من الضحايا، فماذا ينتظر المسؤولون؟. تاريخ من الضحايا وقّعت الطوائف المسيحية على الصيغة النهائية لقانون الأحوال الشخصية للمسيحيين بعد 87 عاما من العمل بلائحة 38، توقف العمل خلالها فعليا بتلك اللائحة لعقود طويلة إلا في أضيق الحدود، حينها كان سبب تشدد الكنيسة في مسألة الطلاق وإعطاء تصريح الزواج مرة أخرى هو لجوء البعض إلى أبواب تتسق مع ما تقر به المحاكم بينما ترفضه الكنيسة وأيسر هذه الطرق تغيير الملة حيث يتم الاحتكام إلى الشريعة الإسلامية وفقا لنص قانونى يفيد بأنه في حالة اختلاف الملة بين الطرفين تطبق الشريعة الإسلامية، وظل الوضع هكذا، وكانت هناك ثلاث 3 محاولات لإصدار القانون، الأولى في عام 1978 والثانية في عام 1998 والثالثة في عام 2008 وانتهت بصدور لائحة سدت شرايين الأمل لدى المنكوبين، وظل الوضع معلقا لمئات الآلاف من الأسر المسيحية المصرية. لائحة 2008 على أثر ظهور مشروع لائحة 2008.. ضاقت صدور المنتظرين على مدار سنوات طويلة، وإحقاقا للحق لم يكونوا من النساء فقط، فالحكايات كثيرة وكلها موجعة، وإلى جانب التي تشكو شذوذ زوجها، والتي اتهمت نفسها بالزنى كذبا لكي تتخلص من علاقة زواج تحولت إلى عذاب يومى، أتذكر أحد الرجال المكلومين الذى قال لى نصا: «سلبتنى زوجتى كل ما أملك فى حياتى وما يحزنني أنها سترث أموالى بعد وفاتى، ولكن للأسف تلك هى اللائحة».. وآخر يبكى لأن زوجته خانته ومعه الأدلة لكن لديه ابنتان لا يمكن أن يفضحهما فمن سيتزوج بهما إذا أفصح الرجل علانية بأن الأم زانية؟. صرخ الرجل حينها: «إما أن أُطعن فى رجولتى ويضيع مستقبل ابنتىَّ وإما أن أرضى بحياة تقوم على الغش». البابا يريح المُتعَبين على أثر صرخات المُتعَبين أقر البابا تواضروس الثاني في عام 2016 تعديلات للحد من المشكلة التي تؤرق الناس، وهي قصر أسباب الطلاق على علة الزنى، وحينها وسع العمل وألغى مركزية المجلس الإكليريكي، بتقسيمه إلى ستة مجالس فرعية في الأقاليم، ومجالس أخرى في الكنائس، حتى بدأ العمل على مشروع القانون الجديد للأحوال الشخصية لغير المسلمين، واستمر لمدة سنوات طويلة بين شد وجذب ومحاولات توافق بين الطوائف المسيحية، إذ يضم مشروع القانون الحالي طوائف الأقباط الأرثوذكس، السريان الأرثوذكس، الروم الأرثوذكس، الكاثوليك، الإنجيليين. أسباب الطلاق في القانون الجديد المشكلة كانت في الفجوة بين ما تراه الكنيسة وبين لائحة 38، حيث لا تلتزم الكنيسة بتنفيذ أحكام القضاء في مسألة الطلاق، لذلك جاء العمل في القانون لسد تلك الفجوة، ووفقا لتصريحات أنبا بولا مطران طنطا، مسؤول ملف الأحوال الشخصية في الكنيسة، فإن مشروع القانون الجديد حدد أسباب الطلاق وقصرها على ثلاثة أسباب هي: «الزنى وهناك آليات لتسهيل إثبات ذلك لأنها جريمة شديدة الصعوبة في إثباتها، ومنها الأخذ بدلائل مثل الخطابات والرسائل والدردشات الإلكترونية، والصور، والحجز الفندقي، وهكذا فتح القانون الباب أمام القضاء للاستناد إلى قرائن موثوقة والتأكد من واقعة الزنى». أضيف إلى ذلك تحريض الزوج لزوجته أو استغلالها من أجل مصلحة ما، أو وقوعه في براثن الإدمان ودعوته المدمنين إلى منزل الزوجية وهو ما يعتد به كدفع للزنى. السبب الثاني هو الشذوذ وإجبار الزوجة على الاستخدام غير الطبيعي في الجنس، والسبب الثالث هو تغيير الدين «التحول عن المسيحية»، وألغى القانون تغيير الملة كسبب لتغيير وضع الزيجة ليقطع الطريق على «بزنس» التحول بين الطوائف من أجل الطلاق. التفريق المدني وفقا لتصريحان أنبا بولا فإن لائحة 38 فتحت الباب على مصراعيه أمام أسباب الطلاق وحتى لا يجبر أحد على الاستمرار تم ايجاد حل وسيط تحت عنوان «التفريق المدني»، وهو الانفصال عبر اللجوء إلى المحكمة، وهذا يتفق مع الطلاق في كل الحقوق والواجبات المرتبطة بالطلاق، لكنه ليس مبررا للتصريح بالزواج الثاني، لكن بعد فترة من التفريق إذا حدثت متغيرات تتفق مع أسباب الطلاق، مثلا إذا أثبت أحدهما الزنى أو تغيير الدين أو الشذوذ على الآخر يمكنه الطلاق. بطلان الزواج القانون أيضا وضع في الاعتبار مسألة بطلان الزواج لأسباب سابقة على تاريخه، مثل اكتشاف مرض أو علة، ويحق للطرفين التصريح بالزواج، لكن في بعض الحالات يشترط موافقة الطرف الجديد على عيب الطرف الذي أبطل زواجه، فمثلا إذا أبطل الزواج لأن الزوج غير قادر جنسيا، يشترط الحصول على موافقة كتابية من الزوجة الجديدة التي قد تكون قبلت الزواج منه لأنها «مثلا» أرملة تريد من يتحمل معها مسؤولية أطفالها. تلك هي أهم بنود القانون الجديد فيما يتعلق بالطلاق، والتي ربما لا تحقق أحلام البعض، لكنها قد تلبي الحد المقبول من محاولة إنقاذ البيوت المسيحية التي أغلقت نوافذها على زيجات تعفنت فيها الحياة، فتآكلت بصمت وقهر مزدوج: قهر الشريك وقهر القانون الغائب، وما بين قفص الزوجية المغلق وغياب التشريع، تنفجر الكارثة في وجوه الجميع، وما لم نتدارك الأمر ستظل نهايات تلك الحكايات حاضرة فوق صفحات الحوادث بدلا من أن تجد خلاصها في ساحات العدالة. نقلا عن المصري اليوم


بيروت نيوز
منذ 2 أيام
- منوعات
- بيروت نيوز
أيّ درب سيسلكه لاوون الرابع عشر؟
تبدأ رسمياً حبرية البابا لاوون الرابع عشر اليوم الأحد 18 أيار، من ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، حيث تُقام عند الساعة العاشرة صباحاً رتبة التولية، وهي الاحتفال الليتورجي الذي يعلن فيه بدء الخدمة البطرسية لأسقف روما، خليفة القديس بطرس. وبذلك، يتسلّم البابا الجديد رسمياً دفة القيادة الروحية للكنيسة الكاثوليكية حول العالم، خلفاً للبابا فرنسيس. كتب مارتن عيد في' الديار':في العصور السابقة، كانت حبرية البابا تُفتتح عبر ما يُعرف بـ'التتويج البابوي'، وهو طقس يتضمن وضع التاج الثلاثي على رأس الحبر الأعظم بإشارة إلى سلطته الروحية والزمنية معاً. استمر هذا التقليد حتى حبرية البابا بولس السادس، الذي كان آخر من تُوّج عام 1963، وقد قرّر في ما بعد وضع التاج الثلاثي على المذبح أثناء القداس كخطوة أولى للتخلي عنه. منذ ذلك الحين، تمت الاستعاضة عن التتويج بـ 'رتبة التولية' أو بقداس بدء الحبرية، وهو قداس احتفالي يتسلم خلاله البابا الرموز الأساسية لولايته. من الباليوم إلى خاتم الصياد في بداية الرتبة، يوضع الباليوم حول العنق أي على كتفي البابا الجديد، وهو وشاح من الصوف الأبيض المصنوع من صوف الحملان، مطرز عليه صلبان، يُرمز به إلى حمل المسيح، الراعي الصالح، خروفه على كتفيه. وكأن البابا، وهو الراعي الأعلى، يحمل خرافه، أي المؤمنين، تمامًا كما فعل المسيح. بعد ذلك، يتقدّم عميد مجمع الكرادلة ويلبسه خاتم الصياد، المصنوع خصيصاً لكل حبر جديد، ويحمل صورة القديس بطرس وهو يُلقي الشبكة من القارب. يرمز الخاتم إلى السلطة البابوية كخليفة لبطرس، الصياد الذي دعاه المسيح ليكون 'صياداً للناس'. ثم تأتي تأدية الطاعة، حيث يقترب بعض الكرادلة ممثلين عن الكنيسة جمعاء ليعلنوا ولاءهم وطاعتهم للحبر الجديد. العظة المنتظرة: خارطة الطريق واسمه وشعاره من أبرز اللحظات المنتظرة خلال القداس، هي العظة، والتي من المتوقع أن تتضمّن الخطوط العريضة وخارطة الطريق لحبريته. كما سيتناول خلالها سبب اختياره اسم 'لاوون' وما يحمل هذا الاسم من دلائل على وسع التاريخ الكنسي، من البابا لاوون الأول والملقب بالكبير إلى يومنا هذا. كما سيشرح شعاره البابوي الذي يضم زهرة الزنبق البيضاء على خلفية زرقاء، رمزاً للنقاء والبراءة المريمية، وقلباً مقدساً مطعوناً مستقراً فوق كتاب مغلق، ما يشير إلى دعوة البابا إلى كنيسة مريمية، مرسلة، وجذرية في التزامها بخدمة الإنسان وكشف حقيقة الإنجيل بعمق. فترة انتقالية في الكوريا الرومانية من التقاليد الكنسية أنه عند انتخاب بابا جديد، تُعتبر كل المناصب في الكوريا الرومانية شاغرة، ويصبح الكرادلة والمسؤولون في مواقعهم بحكم المستقيلين إلى حين أن يقرر البابا إما تثبيتهم أو تعيين غيرهم. وفي خطوة لافتة، قرر البابا لاوون الرابع عشر إبقاء جميع المسؤولين في مناصبهم موقتًا، كي يتسنى له التأمل والتفكير والتشاور بعمق قبل اتخاذ قرارات مستقبلية تتعلق بإعادة هيكلة أو تثبيت أو استبدال. بداية… نظر الجميع عليها مع تولية البابا لاوون الرابع عشر، تبدأ مرحلة جديدة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. مرحلة يُنتظر منها تحوّلات، ليس فقط في الشكل، بل في العمق. فالعالم يتغير، والكنيسة مدعوة لأن تعيد قراءة حضورها، لا فقط من منطلق تقليدها، بل أيضاً من خلال حاجات الناس وأسئلتهم المعاصرة. التحديات كثيرة، والتوقعات مرتفعة. لكن الأهم يبقى في قدرة الكنيسة على أن تُشبه تعليمها، أن تعبّر من خلال قراراتها ومواقفها عن تلك القيم التي طالما بشّرت بها: الشفافية والرحمة، والعدل، والصدق، وخدمة الإنسان. لا يُنتظر من هذه الحبرية أن تغيّر كل شيء، لكن يمكن أن تُشكّل خطوة نحو بناء ثقة جديدة، وتجديد روح الانفتاح والإصغاء، في زمن تتعطّش فيه المجتمعات إلى مؤسسات تحمي الإيمان بصدقها قبل سلطتها.


ليبانون 24
منذ 2 أيام
- منوعات
- ليبانون 24
عودة: العبادة الحقيقية جهاد دائم لإتحاد إرادتنا بإرادة الله
بعد الإنجيل ألقى عظة بعنوان " المسيح قام من بين الأموات، ووطئ الموت بالموت، ووهب الحياة للذين في القبور". قال فيها: "تقيم كنيستنا المقدسة في الأحد الرابع بعد الفصح تذكارا للمرأة السامرية التي التقاها الرب عند بئر قرب القرية التي أعطاها يعقوب لابنه يوسف. ليس الموضوع مجرد سرد حادثة معينة، كأننا أمام مسرحية نقف فيها متفرجين، إنما هو نقل للتعليم المترافق مع بشرى الخلاص، ودعوة للسلوك وفق هذا التعليم. هدف القراءات الكتابية إدخالنا في القصة، لنأخذ موقعا فيها، ونتماهى مع شخصياتها، كي نتخذ في النهاية موقفا بقبول البشارة أو رفضها، لذا يسألنا الرب أحيانا: "أتؤمن بابن الله؟" (يو 9: 35). عند قراءة إنجيل السامرية نقف أمام عدة أشخاص: الرب يسوع المعلم، التلاميذ المهتمون بشؤون الجسد، السامرية التي يتخطى اهتمامها أمور الحياة الأساسية، والسامريون الذين يطلبون الرب بناء على شهادة المرأة، إضافة إلى مكان الحدث الذي هو بئر مسماة على اسم يعقوب ابن إسحق ابن إبراهيم، والزمان الذي هو الظهيرة في توقيتنا الحالي". أضاف: "لم يكن اليهود يقيمون اعتبارا للسامريين لأنهم كانوا على خلاف معهم. السامرة إقليم في فلسطين ، تقع جنوبي الجليل ، غزاها الأشوريون عام 721 ق. م. وقادوا آلافا من سكانها إلى السبي، وأحلوا مكانهم آخرين. لذا، احتقر اليهود السامريين، معتبرينهم عرقا مختلطا. كذلك عمد السامريون، الذين يعيدون أصلهم إلى يعقوب (يو 4: 12)، إلى بناء هيكلهم الخاص على جبل جريزيم الذي أشارت إليه السامرية خلال حديثها مع الرب (4: 20) عوض المجيء إلى أورشليم للعبادة. وقد طبق السامريون كل التقاليد التي نسبها اليهود إلى هيكل أورشليم، ظانين أنهم يكملون مسيرة الإيمان النقي، معتبرين اليهود جماعة منشقة، ولم يعترفوا إلا بالتوراة. أثار حديث الرب مع المرأة وطلبه الماء ليشرب حيرة في نفسها. لم يكن جائزا أن يتكلم معها وهي امرأة سامرية وهو رجل يهودي ، والمرأة كانت تعتبر كائنا دون الرجل في المجتمع اليهودي، ما دفع السامرية لأن تماشيه في الحديث لترى من هذا الذي كسر التقاليد والحواجز، ليس فقط ليكلمها، بل ليطلب منها أمرا حيويا قائلا لها: "أعطيني لأشرب". اللافت أن يسوع هو الذي بادر إلى الحديث مع المرأة لكي يشعرها بأنها ليست كائنا هامشيا بل لها مكانتها في عيني الرب. يسوع، الراعي الصالح، يخرج لملاقاة النفوس التي أضاعت السبيل القويم ويخاطبها ليقودها نحو الأسمى". وتابع: "قد تكون الحاجة المادية ذريعة لبدء الحوار. هذا ما حصل مع السامرية التي جاءت لتستقي فسألها يسوع أن تعطيه ماء ليشرب، وجذبها إلى معرفته بطريقته الساعية لطلب الخروف الضال، رغم كشفه أسرار حياتها، ربما غير المشرفة، إذ كانت متزوجة من خمسة رجال، وتعيش الآن مع رجل ليس زوجها. لم تخجل من حالها، بل اندفعت إلى رؤية ما هو خلف المنظور، إلى ما هو مخفي. إعترفت السامرية بصراحة وتواضع بحالتها وقالت: "يا سيد أرى أنك نبي" وحاورته حول مكان العبادة ثم تركت جرتها وانطلقت لتخبر أبناء جنسها عمن أخبرها خفياتها. ومع إدراكها أنه المسيح المنتظر، إلا أنها لم تؤكد الأمر بل تركت الباب مفتوحا، داعية إياهم أن يستنتجوا بأنفسهم ما أعلنه لها قائلة "تعالوا انظروا إنسانا قال لي كل ما فعلت. ألعل هذا هو المسيح". مع كونها امرأة، إلا أن أهل مدينتها أصغوا إليها وجاؤوا ليروا من أخبرتهم عنه، فقبلوه فيما بينهم واعترفوا به مخلصا للعالم". وقال: "في المقابل، نرى التلاميذ، وهم من اليهود، يتعجبون من كلام المعلم مع امرأة سامرية، لكنهم لم يسألوه عن الموضوع. يقول الإنجيلي: "تعجبوا أنه يتكلم مع امرأة ولكن لم يقل أحد ماذا تطلب أو لماذا تتكلم معها". نجد في إنجيل يوحنا موقفين آخرين لليهود من تعليم الرب: موقف نيقوديموس، المعلم اليهودي الذي اكتفى بالتعجب من كلام يسوع ولم يفهم قصد الرب (3: 1-21)، ولم يقم بما فعلته السامرية بإخبار الآخرين، وموقف القادة اليهود الذين اتهموه بأنه خاطئ، لا بل به شيطان، وأهانوه وأهانوا من قبله (يو 9). يعلمنا القديس يوحنا الذهبي الفم أنه إذا كانت السامرية الغريبة مهتمة بسماع المسيح دون أن تعرفه، لكي تتعلم منه شيئا مفيدا، فما حجتنا نحن الذين نعرفه، ولسنا بقرب بئر ولا في البرية ولا في وسط النهار نتحمل حر الشمس، بل في الصباح الباكر وتحت سقف الكنيسة، نتمتع بالفيء والراحة؟ لكننا قد لا نتحمل شيئا مما يتلى على مسامعنا، بل نستثقله. المرأة كانت منشغلة بكلام الرب، ودعت آخرين لسماعه فيما البعض في أيامنا منشغلون بأعمالهم ومصالحهم وحقدهم، والبعض الآخر بفراغ حياتهم وثرثرتهم وأنانياتهم. يحث القديس يوحنا سامعيه على الخجل من سامرية لها خمسة رجال، تاقت إلى المعرفة الإلهية، ولم يعقها الوقت والحر ولا الغاية الأساسية من مجيئها إلى البئر، بل سعت إلى المعرفة وإلى الخلاص. أما نحن فلا يكفي أننا لا نتوق إلى المعرفة، بل نقف موقف اللامبالاة. فأي مسيحي يذهب إلى بيته، ويتناول الكتاب المقدس ليتصفح محتواه، أو يقرأ سير القديسين إلا ما ندر. هل أعطينا الكتب المقدسة لنحفظها في مجلدات أم لنحفرها في قلوبنا". أضاف: "الرب يسوع، محور إنجيلنا، هو جوهر عبادتنا وطريق خلاصنا. العبادة الحقيقية جهاد دائم لإتحاد إرادتنا بإرادة الله، وختن الشر والخطيئة من قلوبنا، وأن ندع الروح القدس يقودنا فلا نعود نفكر إلا بفكر المسيح ولا ننطق إلا بما هو حق. كلمات يسوع يرفضها كل من يريد سلطة أرضية ومجدا عالميا، أما من يبتغي خلاص نفسه فيطلب الماء الحي الذي إن شربه لا يعطش إلى الأبد". وختم: "تدعونا الكنيسة اليوم إلى التمثل بالسامرية التي لم تهتم بموقعها الإجتماعي، ولا بالوقت، ولا انتظرت المكان المناسب لتتقبل الرب، بل تخطت حاجاتها الأرضية ساعية وراء مصدر الحياة الحقيقي، ينبوع الماء الحي، يسوع المسيح الذي هو الطريق والحق والحياة".