أحدث الأخبار مع #النيوترينو


شفق نيوز
منذ يوم واحد
- علوم
- شفق نيوز
لغز الوجود: هل اقترب العلماء من معرفة كيف نشأ الكون؟
يسعى العلماء في مختبرٍ يقع في غابات ولاية ساوث داكوتا الأمريكية إلى الإجابة عن أحد أبرز التساؤلات العلمية: كيف نشأ الكون الذي نعيش فيه؟ ويخوض العلماء سباقاً علمياً أمام فريق منفصل من العلماء اليابانيين، الذين سبقوهم بعدة أعوام، من أجل معرفة ماذا حدث. وتعجز النظرية الحالية لنشأة الكون عن تفسير وجود الكواكب والنجوم والمجرات المحيطة بنا، ولهذا يعمل الفريقان على ابتكار أجهزة رصد تهدف إلى دراسة جسيم يُعرف باسم "نيوترينو"، على أمل التوصل إلى تفسيرات جديدة. كما يأمل هذا المشروع العلمي الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، أن تكون الإجابة كامنة في باطن الأرض، ضمن تجربة أُطلق عليها "تجربة نيوترينو العميقة تحت الأرض". وسوف يصل العلماء إلى عمق 1500 متر تحت السطح، إلى داخل ثلاث مغارات شاسعة في باطن الأرض، ويُظهر حجم هذه الكهوف مدى ضخامتها، إذ يبدو عمال البناء وجرافاتهم كما لو كانوا دمى صغيرة عند مقارنتهم بها. ووصف مدير الأبحاث العلمية في هذه المنطقة، غاريت هايز، الكهوف العملاقة بأنها "كاتدرائيات مكرّسة للعلم". وشارك هايز في أعمال بناء هذه الكهوف في مركز سانفورد للأبحاث تحت الأرض على مدار نحو 10 سنوات، وتعزل هذه الكهوف "تجربة نيوترينو العميقة تحت الأرض" عن الضوضاء والإشعاع الصادرين من العالم الخارجي، وأصبحت هذه التجربة حالياً جاهزة تماماً للانتقال إلى المرحلة التالية. ويقول: "نحن في مرحلة الاستعداد لبناء جهاز الرصد الذي سيُحدث تحولاً في فهمنا للكون، وذلك باستخدام أدوات ستُنشر من قِبل تعاون يضم ما يزيد على 1400 عالم من 35 دولة، يتطلّعون جميعاً للإجابة عن سؤال: لماذا نوجد؟". ويقول العلماء إنه عند نشوء الكون، وُجد نوعان من الجُسيمات هما: "المادة"، التي تتكوّن منها النجوم والكواكب وكل ما يحيط بنا، و"المادة المضادة"، أي النظير المضاد تماماً للمادة. وكان من المفترض، نظرياً، أن تُفني "المادة" و"المادة المضادة" بعضهما البعض، فلا يتبقى شيء سوى انفجار هائل من الطاقة، وعلى الرغم من ذلك، ها نحن هنا، موجودون مثل المادة. ويرى العلماء أن مفتاح فهم السبب وراء انتصار المادة ووجودنا حتى الآن يكمن في دراسة جسيم يعرف باسم "نيوترينو" ونظيره المضاد، أي "مضاد النيوترينو". وسوف يُطلق العلماء حزماً من كلا النوعين من الجسيمات من أعماق الأرض في إلينوي إلى أجهزة الرصد الواقعة في ساوث داكوتا، على مسافة تصل إلى 800 ميل، وذلك لأن جسيمات نيوترينو ومضاداتها تخضع لتغيرات طفيفة أثناء تنقلها. ويرغب العلماء في التحقق مما إذا كانت تلك التغيرات تختلف بين جسيمات نيوترينو ومضاداتها، وإذا ثبت ذلك، فقد يقودهم هذا إلى تفسير سبب عدم إفناء المادة والمادة المضادة لبعضهما البعض. ويُعدّ المشروع تعاوناً دولياً يضم 1400 عالم، من بينهم العالمة كيت شو، من جامعة ساسكس، التي قالت إن النتائج المتوقعة سوف "تغيّر" فهمنا للكون ورؤية الإنسان لذاته. وأضافت: "كم هو مثير حقاً أننا نملك حالياً التكنولوجيا والهندسة ومهارات البرمجيات اللازمة التي تساعدنا بالفعل في معرفة الإجابة عن هذه الأسئلة الكبرى". في الوقت نفسه، يجري فريق من العلماء اليابانيين تجربة أخرى يستخدمون فيها كرات ذهبية لامعة للبحث عن ذات الإجابات، إذ توصف هذه الكرات بأنها "محراب مقدس للعلم"، منافس للكاتدرائية الواقعة في ساوث داكوتا على بُعد 9650 كيلومتراً، ويعمل العلماء على بناء ما يعرف بـ "هايبر-كي"، وهو نسخة أكبر وأفضل من جهاز الرصد الحالي لجسيمات نيوترينو، المعروف باسم "سوبر-كي". وسوف يكون الفريق الياباني جاهزاً لتجربة النيوترينو في غضون أقل من ثلاث سنوات، أي قبل الفريق الأمريكي. ومثل مشروع "تجربة نيوترينو العميقة تحت الأرض"، يعد مشروع "هايبر-كي" تعاوناً دولياً، ويعتقد مارك سكوت، من إمبريال كوليدج في لندن، أن فريقه في موقع متقدم لتحقيق أحد أعظم الاكتشافات بشأن نشأة الكون. وقال: "سنقوم بتشغيل الجهاز في وقت مبكر، ولدينا جهاز رصد أكبر، لذا من المتوقع أن تتوفر لدينا حساسية أكبر قبل مشروع (تجربة نيوترينو العميقة تحت الأرض)". ويعني تنفيذ كلا التجربتين معاً أن العلماء سيحصلون على معرفة أعمق مقارنة بتنفيذ تجربة واحدة فقط، لكن سكوت يضيف: "أود أن أكون أول من يصل إلى نتائج". لكن ليندا كريمونيسي، من جامعة كوين ماري في لندن، التي تشارك في مشروع "تجربة نيوترينو العميقة تحت الأرض"، تلفت إلى أن وصول الفريق الياباني إلى النتائج أولاً قد لا يوفر له الرؤية الكاملة لما يجري على أرض الواقع. وتضيف: "هناك جانب من جوانب التنافس، ومشروع هايبر-كي لم يكتمل بعدُ بكل العناصر اللازمة لفهم إذا كانت جسيمات نيوترينو ومضاداتها تتصرف بطريقة مختلفة". وإن كان السباق جارياً ومحتدماً بين العلماء، إلا أن النتائج الأولية ليس من المتوقع الكشف عنها قبل بضع سنوات. ويبقى سؤالُ ما الذي حدث في بداية الزمن وأدى إلى وجودنا لغزاً محيراً في الوقت الراهن.


الجزيرة
١٦-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- الجزيرة
"ذاكرة الجاذبية".. علماء يبحثون عن نبوءة آينشتاين المفقودة
تنبأ ألبرت آينشتاين قبل أكثر من قرن مضى بأن الفضاء نفسه يمكن أن يتعرض للتموج مثلما يحدث في ماء البحر، وتطلب الأمر مرور قرن كامل حتى تمكن العلماء من اكتشاف هذه التموجات الدقيقة، مما أدى إلى فوز ثلاثة علماء أميركيين، هم رينير وايس، وباري باريش، وكيب ثورن، بجائزة نوبل في الفيزياء عام 2017. موجات الجاذبية هي تموّجات أو اهتزازات في نسيج الفضاء والزمن نفسه، تحدث عندما يحصل شيء عنيف ومفاجئ في الكون، مثل تصادم نجمين أو ثقبين أسودين، أو انفجار نجم ضخم (مستعر أعظم). موجات من نوع خاص لفهم الفكرة تخيل الفضاء مثل سطح مائي، ولو رميت فيه حجرا ستتكوّن تموّجات. هذه التموجات في الفضاء هي موجات الجاذبية، وسقوط الحجر هو الحدث الكوني العنيف. لكن لاحظ أن هناك اختلافا مهما، فهذه الموجات تسري في جسد الفضاء نفسه الذي يكوّن هذا الكون (الزمكان)، مما يعني أن مرور هذه الموجات بأي كوكب أو نجم أو حتى أجسامنا نحن البشر سيتسبب في انضغاطها وانبساطها كما تفعل الموجة مع الماء. وكذلك فعندما تمر موجة جاذبية عبر الفضاء، فإنها تمطط وتضغط المسافات بين أي نقطتين، تخيل مثلا جسيمين عائمين في الفضاء: عندما تمر موجة الجاذبية، فإنها تُغير المسافة بينهما مؤقتا ولو بقدر يسير جدا. استخدم العلماء هذه الفكرة لبناء مرصد "ليغو"، الذي نجح في رصد موجات الجاذبية سنة 2015، فالمرصد عبارة عن ذراعين على شكل حرف L، كل منهما طوله 4 كيلومترات. وعند نقطة التقاء الذراعين، يوجد ليزر قوي جدا، يُطلق باتجاه مرآتين في نهاية كل ذراع، وعندما يصل الليزر إلى كل مرآة، ينعكس ويرجع إلى نقطة البداية. وإذا حدثت موجة الجاذبية، فإنها "تُمطّ" أحد الذراعين وتُقلّص الآخر بمسافة صغيرة جدا (أقل من قطر ذرة)، هذا يجعل شعاع الليزر في أحد الذراعين يستغرق وقتا أطول أو أقصر في العودة، مما يتسبب في حدوث تغير في نمط الضوء يسمى "التداخل"، ويمكن للعلماء قياسه. ذاكرة الجاذبية ولكن جانبا من تنبؤات آينشتاين عن موجات الجاذبية تعلق بما يسمى " تأثير ذاكرة الجاذبية"، والذي يشير إلى أن هذه التغيرات التي تتركها موجات الجاذبية لا يُعاد ضبطها بالكامل، إذ تبقى الأجسام متباعدة قليلا حتى بعد مرور الموجة. ويحدث ذلك لأن موجات الجاذبية تحمل قدرا من الطاقة، وأثناء تحركها عبر الزمكان، يمكن لطاقتها أن تُغير قوة الجاذبية، مُعيدة تشكيل نسيج المكان نفسه بشكل لا يرجعه لحالته الأصلية تماما. ولفهم الفكرة تخيل هزّ شبكة بلاستيكية مرنة بقوة (تشبه شبكة الصيد). بعد توقف الاهتزاز، لا تعود الشبكة إلى شكلها الأصلي تماما، ولو دققت للاحظت أنها احتفظت بتشوّه طفيف بين خيوطها، وبالمثل، يحتفظ الفضاء بـ"ذاكرة" للموجة الجذبوية التي مرت عبره. ويفترض فريق من العلماء أن هذا الأثر الدقيق جدا يمكن رصده في حالات خاصة من المستعرات العظمى، عندما ينفجر نجم ضخم (أكبر من الشمس بـ8 مرات تقريبا) بعد نفاد وقوده، ينهار على ذاته بفعل الجاذبية، مسببا انفجارا ضخما. وبحسب الدراسة ، التي نشرها هذا الفريق في دورية "فيزيكال ريفيو ليترز"، فإن هذا الانفجار غير متماثل بالكامل، حيث تنبعث منه جسيمات النيوترينو في اتجاهات مختلفة وتتحرك المواد داخل النجم بطريقة غير متناسقة، ويفترض العلماء أن هذه "اللانظامية" تولد موجات جاذبية فيها مكونا يحتوي على تأثير الذاكرة. ولكن يظل تحقيق هذا الافتراض تجريبيا صعبا جدا بسبب أن التغيرات الناتجة عن التأثير صغيرة جدا، وحتى أجهزة مثل "ليغو"، لا تتمكن من رصد موجات جاذبية بهذه الدقة (والتي تمثل تأثير ذاكرة الجاذبية). ولفهم الفكرة تخيل مسطرة تمتد من الأرض إلى أقرب نجم للشمس، وهو قنطورس المقدم، على بُعد حوالي 4.24 سنوات ضوئية (ما يساوي حوالي 40 تريليون كيلومتر)، يمكن لموجة جاذبية تمر عبر هذه المسافة أن تُسبب في تغير دائم (ذاكرة جاذبية) بما يُقارب عرض شعرة الإنسان! "ليزا" ورفاقه إلا أن رصد هذا الأثر الدقيق يمكن أن يتحقق بعد الانتهاء من مشروع "ليزا"، وهو مشروع فضائي ضخم تابع لوكالة الفضاء الأوروبية بالتعاون مع ناسا، هدفه الأساسي هو رصد موجات الجاذبية لكن من الفضاء، وليس من الأرض كما في مرصد ليغو، ومن المقرر إطلاقه حوالي عام 2035. سيتكون المرصد من 3 مركبات تدور في الفضاء وتشكّل مثلثا متساوي الأضلاع، كل جانب من المثلث طوله 2.5 مليون كيلومتر، هذا الطول ضروري لقياس التغير الحاصل بين نقطتين (مركبتين) بسبب موجات الجاذبية، فكلما كانت المسافة أطول كان رصد الأثر أسهل. يُرسل شعاع ليزر بين المركبات الثلاث بدقة متناهية، ولو مرت موجة جاذبية، سيتغير الطول بين المركبات قليلا جدا (أقل من حجم ذرة)، فيتم قياس هذا التغير عبر ظاهرة تداخل الضوء، مثل مبدأ عمل "ليجو" لكن في الفضاء. ويفترض الفريق أن انبعاثات النيوترينو الصادرة من انفجارات النجوم المستهدفة، يمكن أن تساهم في الحصول على نتائج أكثر دقة عبر علم الفلك متعدد الرسل، وهو اصطلاح يشير إلى تكامل وسائل الرصد الفلكي في دراستهم للظاهرة نفسها. في هذا السياق، تقوم مراصد النيوترينو (مثل آيس-كيوب في القطب الجنوبي) بالعمل جنبا إلى جنب مع مرصد ليزا، ويعمل كلاهما مع المراصد الضوئية (مثل هابل أو جيمس ويب) لدراسة ذلك الانفجار بأدق صورة ممكنة، ومن ثم التأكيد على وجود ذاكرة الجاذبية. مستقبل علم الكونيات إذا حدث وتمكن العلماء من رصد ذاكرة الجاذبية، فيمكن هذا التأثير لاختبار النسبية العامة في الحالات القصوى، وإذا لم يحدث ما تتوقعه النظرية، فقد يشير إلى فيزياء جديدة تتجاوز آينشتاين. من جانب آخر، ستساهم ذاكرة الجاذبية في فهم عدد أكبر من الأحداث الكونية شديدة العنف مثل انفجارات النجوم، بشكل يخبرنا كيف انتشرت الطاقة والمادة في هذا الحدث العنيف. وربما تساعد ذاكرة الجاذبية في تحقيق الربط المنتظر بين نظريات الجاذبية ونظريات فيزياء الكمّ، حيث إن بعض النظريات الحديثة تربط بين تأثير الذاكرة ومفاهيم في ميكانيكا الكم مثل "شعر" الثقوب السوداء أو معلومات الجسيمات المفقودة، الأمر الذي يمكن أن يسهم في حل مفارقة معلومات الثقب الأسود التي أشار لها ستيفن هوكينج في السبعينيات من القرن الفائت ولا تزال بلا حل. كما أن هذا النوع من الظواهر يمكن أن يمثل مسطرة كونية تستخدم لقياس المسافات بين الأجرام السماوية البعيدة جدا بشكل يساعدنا على فهم توسّع الكون وماضيه السحيق.


مراكش الإخبارية
١٠-٠٣-٢٠٢٥
- علوم
- مراكش الإخبارية
جامعة القاضي عياض تشارك في اكتشاف علمي استثنائي
شاركت جامعة القاضي عياض في اكتشاف علمي استثنائي في علم الفلك النيوترينو، من خلال ائتلاف KM3NeT، المنشأة البحثية الأوروبية التي تقع في قاع البحر الأبيض المتوسط. وقد تم الإعلان عن هذا الاكتشاف بشكل رسمي عبر مقال في مجلة Nature المرموقة، وأطلق عليه اسم KM3-230213A، وهو النيوترينو الأكثر نشاطا على الإطلاق الذي تم اكتشافه، بقوة 220 بيتا إلكترون فولت (PeV)، أي حوالي 100 مليون مليار من الطاقة التي تحملها فوتونات الضوء المرئي. وقد حدث هذا الحدث الاستثنائي في جهاز الكشف ARCA/KM3NeT، الواقع على عمق 3450 مترا في البحر الأبيض المتوسط، بالقرب من صقلية في إيطاليا، حيث سجلت أنابيب مضاعفة الضوء الخاصة بالكاشف أكثر من 28 ألف فوتون من الضوء الناتج عن مرور الجسيم المشحون الناتج عن تفاعل النيوترينو عبر الكاشف بأكمله. وتجدر الإشارة إلى أن أربع جامعات مغربية تشارك في هذا الائتلاف الدولي وهي، القاضي عياض بمراكش، محمد الخامس بالرباط، محمد الأول بوجدة ومحمد السادس متعددة التخصصات التقنية في ابن جرير.


نافذة على العالم
١٩-٠٢-٢٠٢٥
- علوم
- نافذة على العالم
أخبار العالم : اكتشاف "جسيم شبحي" عابر للمجرات في البحر الأبيض المتوسط
الأربعاء 19 فبراير 2025 03:00 مساءً نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- اكتشف علماء الفلك "جسيمًا شبحيًا كونيًا" يُعتبر الأشدّ طاقة على الإطلاق باستخدام شبكة عملاقة من أجهزة استشعار لا تزال قيد الإنشاء في قاع البحر الأبيض المتوسط. يُعد النيوترينو (neutrino)، كما يُعرف الجسيم رسميًا، أكثر نشاطًا بنحو 30 مرة مقارنة بعدّة مئات من النيوترينوات المكتشفة سابقًا. وغالبًا تُعتبر هذه الجسيمات الصغيرة عالية الطاقة القادمة من الفضاء بأنها "شبحية" لأنّها متقلِِّّبة للغاية، أو بخارية، ويمكنها المرور عبر أي نوع من المادة من دون تغيير. ولا تتمتع النيوترينوات التي تصل إلى الأرض من أقصى أطراف الكون بكتلة تقريبًا. وتنتقل الجسيمات عبر أكثر البيئات تطرفًا، بما في ذلك النجوم، والكواكب، ومجرات بأكملها، وتُحافظ على بنيتها السليمة. صورة لتلسكوب "KM3NeT" قبل إنزاله إلى قاع المحيط في البحر الأبيض المتوسط. Credit: KM3NeT نُشِر تحليل لجسيم النيوترينو كتبته بنية تحتية بحثية تُدعى "KM3NeT"، تضم أكثر من 360 عالمًا من جميع أنحاء العالم، الأربعاء في مجلة "Nature". وقالت المؤلفة المشاركة في الدراسة والمتحدثة باسم مشروع "KM3NeT" والباحثة في المعهد الوطني الإيطالي للفيزياء النووية (INFN)، روزا كونيجليوني، في بيان: "النيوترينوات بمثابة رُسُل كونية خاصة تقدم لنا معلومات فريدة عن الآليات المشاركة في أكثر الظواهر نشاطًا، وتسمح لنا باستكشاف أقاصي أطراف الكون". تمتّع جسيم النيوترينو المحطِّم للرقم القياسي، والذي أطلق عليه اسم " KM3-230213A"، بطاقة تعادل 220 مليون مليار إلكترون فولت. وهذا المقدار المذهل يجعله أقوى بـ 30 ألف مرة تقريبًا ممّا يستطيع مسرِّع الجسيمات في مصادم الهدرونات الكبير في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (CERN) بالقرب من جنيف بسويسرا تحقيقه، وفقًا لمؤلفي الدراسة. ويُعرَف المسرِّع بشحنه للجسيمات لتصل إلى سرعة الضوء تقريبًا. وقال المؤلف المشارك في الدراسة، الدكتور براد جيبسون، في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "كان لهذا النيوترينو الصغير القدر ذاته من الطاقة التي يتم إطلاقها من تقسيم مليار ذرة يورانيوم، وهو رقم مذهل عندما نقارن طاقات مفاعلات الانشطار النووي لدينا بهذا النيوترينو الأثيري الوحيد". تتكون كل وِحدة كشف في التلسكوب من وحدات بصرية رقمية متعددة. Credit: KM3NeT يوفر الجسيم بعض الأدلة الأولى بشأن إمكانية إنشاء نيوترينوات عالية الطاقة مشابهة في الكون. يعتقد الفريق أنّ الجسيم جاء من خارج مجرة درب التبانة، ولكنهم لم يحددوا نقطة أصله الدقيقة بعد، ما يثير التساؤل حول ما الذي شكّل النيوترينو وأرسله عبر الكون في المقام الأول. وقد يكون ذلك ناجمًا عن بيئة متطرفة مثل ثقب أسود فائق الكتلة، أو انفجار أشعة غاما، أو بقايا نجم. ضوء في المحيط يحتوي كل جهاز كشف كبير على 18 وِحدة بصرية كروية. Credit: Marco Kraan/KM3NeT يصعب اكتشاف النيوترينوات لأنّها لا تتفاعل مع محيطها في الغالب، ولكنها تتفاعل مع الجليد والماء. وعندما تتفاعل النيوترينوات مباشرة مع أجهزة الاستشعار، يشع الجسيم بضوء يميل إلى الأزرق يمكن رصده بواسطة شبكة قريبة من أجهزة الاستشعار البصرية الرقمية المركبة في الجليد أو العائمة في الماء. نُشِرت وحدات كشف متعددة في قاع البحر الأبيض المتوسط في السنوات الأخيرة للبحث عن النيوترينوات. Credit: KM3NeT توصّل فريق دولي إلى فكرة بناء شبكة من الكواشف التي قد تكون قادرة على رصد النيوترينوات بأعماق المحيط في أوائل العقد الأول من القرن الـ21. و أُطلق عليها اسم تلسكوب النيوترينو الكيلومتري المكعب، أو "KM3NeT"، وبدأ تركيب الشبكة في عام 2015. حقّق تلسكوب "KM3NeT" اكتشافه القياسي في 13 فبراير/شباط بعام 2023، عندما أضاء الجسيم أحد الكواشف. ولا يزال مشروع "KM3NeT"، الذي يتضمن شبكة من أجهزة الاستشعار المثبتة في قاع البحر، قيد الإنشاء. لكن قال مؤلفو الدراسة إنّ هناك ما يكفي من أجهزة الكشف لرصد النيوترينو عالي الطاقة. أصول غامضة وقوية يسمح اكتشاف النيوترينوات في الكرة الأرضية الباحثين بتتبع مصادرها. وقد يكشف فهم مصدر هذه الجسيمات المزيد عن أصل الأشعة الكونية الغامضة، والتي اعتُقِد أنّها المصدر الأساسي للنيوترينوات لفترةٍ طويلة عندما تضرب الأشعة الغلاف الجوي للأرض. وتضرب الأشعة الكونية، وهي أكثر الجسيمات طاقةً في الكون، الكرة الأرضية من الفضاء. وتتكون هذه الأشعة غالبًا من البروتونات أو النوى الذرية، ويتم إطلاقها عبر الكون. ومهما كان مصدرها، فإنه عبارة عن مسرِّع جسيمات قوي للغاية لدرجة أنه لا وجه للمقارنة بينه وبين مصادم الهدرونات الكبير. قد يهمك أيضاً يمكن أن تكشف النيوترينوات مصدر الأشعة الكونية، وما الذي يطلقها عبر الكون. ويعتقد الباحثون أنّ شيئًا قويًا أطلق العنان لجسيم النيوترينو المُكتَشَف حديثًا، مثل انفجار أشعة غاما، أو تفاعل الأشعة الكونية مع الفوتونات من "إشعاع الخلفية الكونية"، أي الإشعاع المتبقي من الانفجار العظيم قبل 13.8 مليار سنة. وخلال الدراسة، حدد المؤلفون أيضًا 12 نجمًا متوهجًا محتملًا قد يكون مسؤولاً عن تكوين النيوترينو. ولكن هناك حاجة إلى القيام بالمزيد من الأبحاث.


الرجل
١٩-٠٢-٢٠٢٥
- علوم
- الرجل
الأشد طاقة على الإطلاق.. اكتشاف "جسيم شبحي" عابر للمجرات
أعلن فريق دولي من العلماء عن اكتشاف "جسيم شبحي" يعرف بالنيوترينو، يعد الأشد طاقة على الإطلاق، باستخدام شبكة ضخمة من أجهزة الاستشعار يجري تركيبها في قاع البحر الأبيض المتوسط. ووفقًا للدراسة المنشورة في مجلة "Nature"، بلغت طاقة هذا الجسيم، الذي أطلق عليه اسم "KM3-230213A"، نحو 220 مليون مليار إلكترون فولت، ما يجعله أقوى بحوالي 30 ألف مرة مقارنة بما يمكن لمصادم الهدرونات الكبير "CERN" تحقيقه. خصائص فريدة للنيوترينو المكتشف ويتميز النيوترينو بأنه عديم الكتلة تقريبًا وقادر على المرور عبر المادة دون تغيير، ما يجعله يلقب بـ"الجسيم الشبحي". وقد صرحت الباحثة روزا كونيجليوني، المتحدثة باسم مشروع "KM3NeT"، بأن هذا الاكتشاف يتيح للعلماء تتبع الظواهر الكونية الأكثر نشاطًا واستكشاف المناطق الأبعد في الكون. اقرأ أيضًا: رصد موجات كونية غامضة تشبه أصوات الطيور في الفضاء واكتشف النيوترينو في 13 فبراير 2023، عندما أضاء أحد أجهزة الكشف المثبتة في قاع البحر، حيث تعمل شبكة "KM3NeT"، التي بدأ تركيبها عام 2015، على مراقبة النيوترينوات عبر أجهزة استشعار رقمية تلتقط الضوء الأزرق الناتج عن تفاعل هذه الجسيمات مع الماء. مصدر غامض خارج مجرة درب التبانة ورغم أن مصدر النيوترينو لم يحدد بدقة، يرجح العلماء أن يكون قد نشأ خارج مجرة درب التبانة بسبب حدث كوني شديد مثل انفجار أشعة غاما أو تفاعل الأشعة الكونية مع إشعاع الخلفية الكونية. وأشار الدكتور براد جيبسون، أحد مؤلفي الدراسة، إلى أن طاقة هذا الجسيم تعادل الطاقة الناتجة عن انشطار مليار ذرة يورانيوم. ويرى الباحثون أن هذا الاكتشاف قد يكشف عن منشأ الأشعة الكونية عالية الطاقة، التي تعد من أقوى الجسيمات في الكون وتصل الأرض من الفضاء السحيق، كما حدد فريق الدراسة 12 نجمًا متوهجًا قد تكون مسؤولة عن تكوين هذا النيوترينو فائق الطاقة. تلسكوب KM3NeT - المصدر: KM3NeT أهمية الاكتشاف لفهم الكون وأكد العلماء أن دراسة هذه الجسيمات توفر أدلة جديدة لفهم كيفية تشكل النيوترينوات وانتقالها عبر الكون، مما يفتح آفاقًا لاستكشاف بيئات كونية متطرفة مثل الثقوب السوداء وانفجارات أشعة غاما. كما يعزز هذا الاكتشاف قدرة العلماء على تتبع مصادر الأشعة الكونية الغامضة، التي طالما حيرت الأوساط العلمية لعقود.