أحدث الأخبار مع #الهاغاناه


الشرق الأوسط
٢٩-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الشرق الأوسط
غزة... قل تهجيراً قسرياً لا طوعياً
هل هو فصل جديد، ضمن فصول التغريبة الفلسطينية، تلك التي بدأت عام 1948، واليوم تلوح في الأفق بقيتها؟ يأتي إعلان الحكومة الإسرائيلية عن إنشاء وكالة خاصة تهدف إلى دعم ما وصفتها بـ«المغادرة الطوعية» للفلسطينيين من قطاع غزة، ليقطع بأن السيناريو الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب لا يزال حاضراً، وأن القائمين عليه، يلتفون من حول التضاريس، للوصول إلى الغرض عينه، أي غزة مفرغة من أهلها، وفي الغد حكماً سنرى السيناريو عينه يتكرر في الضفة الغربية. لا نغالي إن قلنا إن مثل هذا السيناريو، هو تطهير عرقي مُقنَّع، يحاكي شكلاً وموضوعاً ما قامت به الحركات الصهيونية قبل عام 1948، من خلال عصابات الهاغاناه والإتسل والأرغون، والتي ارتكبت المذابح وهجَّرت بالدم والرعب سكان المئات من القرى الفلسطينية، في طريقها لتأسيس دولة يهودية خالية من العرب. نجح، مع شديد الأسف، ذلك السيناريو البغيض في إفراغ نحو 80 في المائة من الأراضي الفلسطينية من أصحابها، واستمرت السياسة عينها حتى إلى ما بعد حرب عام 1967. هل تسعى إسرائيل إلى تمرير سيناريو التهجير القسري في حقيقته وليس الطوعي بغطاء إنساني زائف؟ هذه الخطوة تبدو في ظاهرها خياراً فردياً إنسانياً لسكان القطاع، بهدف إنقاذهم من الأوضاع الإنسانية المتردية، وتوفير فرصة نجاة لهم، الأمر الذي لم ينفك الرئيس ترمب يروج له سابقاً، قبل أن يصمت ويفتح الباب لسيناريو رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الماورائي. لا تواري صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، ولا تداري، حقيقة المشهد، وهو أن الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان معاً للبحث عن دول مستعدة لاستقبال فلسطينيي القطاع، مما يعكس وجود تنسيق عابر للحدود لإنجاح هذه السياسة. ومع السعي خارجياً لإيجاد بدائل جغرافية، تمضي الخطط الإسرائيلية في الداخل لتضييق مسارب الحياة، وتوفير بدائل الموت، بدءاً من منع وصول المساعدات الغذائية والدوائية، وعدم توفر المياه والكهرباء، وصولاً إلى الهجمات الجوية التي جعلت القطاع حطاماً وركاماً، والنتيجة الحتمية تتمثل في أن يصحو الغزاوي البائس - ذات لحظة وهي حاضرة - ليجد نفسه أمام سيناريو من اثنين، إما الموت جوعاً أو قصفاً على الأرض، وإما الرحيل القسري طلباً للنجاة وفي محاولة للحفاظ على حياته. الذين طالعوا أخبار خطة التهجير القسري، أدركوا مقدار التلاعب الإسرائيلي بفكرة حقوق الإنسان، عبر الادعاء بعدم الوقوف في طريق من يود الرحيل، فحرية الحركة هنا لا يمكن لأحد منعها، وهو ما أشارت إليه المتحدثة باسم نتنياهو، وكأن المغادرين ماضون في نزهة خلوية، سيعودون من بعدها إلى أراضيهم ودورهم معززين مكرمين. الخطة الإسرائيلية الجديدة، تظهر قبح ما يسعى له القوميون الإسرائيليون منذ فترة طويلة، وإذا كان الهدف اليوم غزة وفي الغد الضفة، فالمؤكد أن الأطماع ستتجاوز ذلك حتى الوصول إلى تحقيق حلم إسرائيل الكبرى، من الفرات إلى النيل، وإن بأدوات هجينة، ما بين العسكري والاقتصادي والدبلوماسي. المؤلم في المشهد أن عجلته تدور بشكل سريع، فخلال الأسبوع الماضي بدأت أعداد من الفلسطينيين الذين يحملون جنسيات دول أخرى في مغادرة غزة، فقد غادر نحو 70 فلسطينياً عبر طائرة عسكرية رومانية من مطار رامون جنوب إسرائيل، في اتجاه أوروبا، وهناك كلام عن رحيل البعض إلى إندونيسيا. وحال تتبع تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، وفحواها عن العمل بكل الوسائل لتنفيذ رؤية الرئيس الأميركي، والسماح لأي شخص من سكان غزة يرغب في الانتقال إلى دولة ثالثة، يترسخ لدينا يقين قاطع بأن سيد البيت الأبيض، قادر بالوعيد أو التهديد، أن يجد كثيراً من دول أوروبا الشرقية، أو بعض الدول الأفريقية، التي تفتح أبوابها لقبول بقية سكان غزة. والمؤكد أن أي تهجير جماعي لسكان غزة، يأتي في إطار حرب مدمرة، يرقى مباشرة إلى مستوى التطهير العرقي، وهو عمل مرتبط بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي. وفي وقت سابق، ارتفع صوت حركة «السلام الآن» الإسرائيلية، لتصف هذه الخطة بأنها «وصمة عار»، لا تمحى من تاريخ إسرائيل، وذلك في بيان على موقع «X» باللغة الإنجليزية. «عندما تصبح الحياة في مكان معين مستحيلة بسبب القصف والحصار، فلا يوجد شيء طوعي في مغادرة الناس»، هكذا قال البيان. تثبيت الفلسطينيين في أرضهم، عبر الضغط السياسي عربياً وعالمياً لرفض التهجير هو الحل لمواجهة مخططات كفيلة بإشعال الشرق الأوسط من جديد بحروب تنتقل من خانة الآيديولوجيا إلى مربعات الدوغمائية، وإدخال العالم برمته في «أزمنة حروب الكراهية».


ليبانون 24
١٧-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- ليبانون 24
أزمة في إسرائيل بسببه.. ماذا نعرف عن جهاز "الشاباك" الأمني الخطير؟
أزمة جديدة تشهدها إسرائيل في الوقت الراهن عقب إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قراراً بطرح إقالة رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، رونين بار من منصبه. في المقابل، فإنَّ بار وضع شروطاً لإنهاء خدماته مع تمسكه برفض الاستقالة، واتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالفشل والإخفاق. وقال بار إنه سيبقى على رأس عمله إلى أن ينجز مهمة إعادة جميع الأسرى، وطالب بتشكيل لجنة تحقيق مع جميع الأطراف، بما في ذلك السياسية والحكومية ورئيس الوزراء، واعتبرها ضرورة لأمن الجمهور. وقال بار، في بيان نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية ، إن "مسؤوليتي الوطنية هي الدافع وراء قراري بالاستمرار في منصبي خلال الفترة القريبة، وذلك نظرًا لاحتمال التصعيد، والتوتر الأمني الشديد، والإمكانية الواقعية لاستئناف القتال في قطاع غزة، حيث يلعب الشاباك دورا محوريا". وأوضح أن إقالته ليست بسبب أحداث 7 تشرين الأول 2023، وأن التحقيقات بشأنها كشفت أن سياسات الحكومة خلال العام الماضي لها دور أساسي في الإخفاق، معتبرا أن طلبات نتنياهو بالولاء الشخصي تتناقض مع القانون والمصلحة العامة للدولة. وقال إن من حق الجمهور معرفة ما الذي أدى إلى انهيار مفهوم الأمن في دولة إسرائيل، وأضاف أن التحقيق كشف عن تجاهل متعمد وطويل الأمد من المستوى السياسي لتحذيرات جهاز الشاباك. - الشاباك هو جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي ، وأحد الأقسام الثلاثة لأجهزة الأمن الإسرائيلي العام، تشكّلت نواته الأولى من جهاز الاستخبارات الذي كان تابعا لمنظمة الهاغاناه الصهيونية. - يلعب جهاز الشاباك دورا بارزا في جمع المعلومات وتصفية واعتقال الفلسطينيين وإحباط عمليات المقاومة الفلسطينية. - يتألف اسم الشاباك بالعربية اختصارا من اجتماع الأحرف الأولى للاسم العبري "شيروتي بتحون كلالي"، الذي يعني "خدمة الأمن العام" واختصاره بالعبرية "شين بيت". - سبق اهتمامُ القائمين على المشروع الصهيوني بالأجهزة الاستخباراتية قيامَ إسرائيل، واضطلعت بهذا الدور منظمات عسكرية صهيونية مثل "الهاغاناه" و"الحارس" في فلسطين منذ مطلع عشرينيات القرن العشرين، ضمن مهام أخرى نفذتها هذه المنظمات وغيرها، مثل جرائم الاغتيالات الإسرائيلية للفلسطينيين ومناهضي المشروع الصهيوني الاستيطاني. - بعد مضي شهر على إنشاء الجيش الإسرائيلي يوم 30 حزيران 1948، حُل جهاز جمع الاستخبارات التابع لتنظيم "الهاغاناه" وشُكلت الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية. - في هذا السياق، جاء تأسيس 3 أجهزة هي "جهاز الاستخبارات العسكرية والأمن الميداني ومكافحة التجسس"، الذي أصبح لاحقا "جهاز الاستخبارات العسكرية" (أمان)، والثاني الدائرة السياسية التابعة لوزارة الخارجية وتتولى العمليات الاستخبارية في الخارج، وأصبحت لاحقا جهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد). - أما الثالث فهو جهاز المعلومات الداخلية، ومهمته التعامل مع قضايا الأمن الداخلي "وفي طليعتها مكافحة المؤامرات السياسية والإرهاب"، وقد صار لاحقا جهاز الأمن العام (الشاباك). - أسس ديفيد بن غوريون (أول رئيس وزراء لإسرائيل) الشاباك، إذ جمع عددا من أفراد العصابة الصهيونية المسلحة الهاغاناه، التي شنت عديدا من الهجمات ضد الفلسطينيين والمحتلين البريطانيين منذ نهاية ثلاثينيات القرن العشرين. - كان أول رئيس لجهاز الشاباك هو إيسار هرئيل، وهو مستوطن يهودي من روسيا البيضاء هاجر إلى فلسطين عام 1930، وقد تولى قيادة الجهاز بين عامي 1948 و1963. - ترسخ وجود جهاز الشاباك في القانون يوم 18 شباط 1949، علما أنه كان مخفيا عن الرأي العام حتى عام 1957. - رغم أن جهاز الشاباك هو أصغر الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية ، فإنه أكثرها حضوراً وتأثيراً في صناعة القرار السياسي والعسكري في إسرائيل، ولا تمكن مقارنة تأثيره الطاغي بتأثير أي جهاز أمني آخر. - يتبع جهاز الشاباك مباشرة لسلطة وأوامر رئيس الوزراء الإسرائيلي ، وحُددت مهماته الرسمية تحت عنوان "حماية الدولة من المؤامرات والتآمر الداخلي وحماية أمنها الداخلي". - ينتشر جهاز الشاباك في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة ويعمل فيه المئات من ضباط الاستخبارات الميدانيين والمحققين ورجال العمليات والمتنصّتين ومحللي المعلومات الاستخبارية، وخبراء التكنولوجيا الأمنية، إضافة إلى أفراد الإدارة وضباط الأمن والحراس. - يتكون جهاز الشاباك من عدة مناطق وأقسام لكل منها وظيفة محددة، وهي: منطقة القدس والضفة الغربية: وهي أكبر منطقة في جهاز الشاباك، وتتخصص في إحباط العمليات الفلسطينية المنطلقة من المناطق المذكورة. المنطقة الشمالية: وهي مسؤولة عن مكافحة العمليات السرية والتنظيمات المعادية في المنطقة، وقد تسلم الشاباك مسؤولية منطقة لبنان بالتعاون مع جهات استخبارية أخرى خلال الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982. المنطقة الجنوبية: وهي ثاني أكبر منطقة في الشاباك وتقع قيادتها بمدينة عسقلان، وهي مسؤولة عن إحباط العمليات الفلسطينية المنطلقة من قطاع غزة، وتتضمن مسؤولياتها عدة مهام أخرى. يضم جهاز الشاباك عدة أقسام متخصصة هي: القسم العربي: وهو أكبر أقسام الشاباك ومهمته اكتشاف خلايا ومنظمات معادية داخل المجتمع العربي (يقصد به فلسطينيو الـ48) في إسرائيل. قسم مكافحة التجسس ومنع الاختراقات: ويعرف أيضا باسم القسم اليهودي أو القسم غير العربي، وتراجَع حجم هذا القسم بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، لأنه كان متخصصا في مكافحة التجسس اليهودي عموما، وخلال الحرب الباردة خصوصاً. الإسرائيلية.