أحدث الأخبار مع #الهوية_العربية


رؤيا نيوز
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- رؤيا نيوز
قمة بغداد.. لا جديد يبرر انعقادها
تبعث بغداد برسالتين من وراء استضافتها للقمة العربية السبت المقبل، الأولى أن العراق في طور التعافي التام من أزمة عدم الاستقرار وفقدان الأمن التي ضربته لسنوات طويلة، وأصبح قادرا على استضافة الزعماء العرب، 'باستثناء الرئيس السوري'، دون قلق من تبعات أمنية. والثانية أن العراق ما يزال يتمسك بهويته العربية، رغم محاولات لإبعاده عن محيطه العربي. عدا ذلك، القمة لا تثير فضول المراقبين أو اهتمام الرأي العام العربي، ولا الدولي. القمم العربية عموما فقدت قيمتها منذ أن تأكل النظام العربي الرسمي ومؤسسته؛ الجامعة العربية. على مر السنوات الماضية، كانت القمم العربية تعقد دوريا كل سنة، وفي الوقت ذاته يتراجع حال الأمة وتتدهور أحوالها. أزمات الدول العربية وحروبها الداخلية تتفاقم، وأمنها القومي يستباح من قوى أجنبية؛ شرقية وغربية، ولم تتمكن هذه القمم من احتواء أزمة واحدة أو إنقاذ بلد من صراعاته الداخلية. قمة القاهرة الاستثنائية انعقدت قبل أشهر قليلة، وكان يكفي أن تتابع مؤسسة الجامعة تنفيذ ما صدر عنها من قرارات تخص أزمة غزة، وأهمها تبني خطة عربية لإعادة إعمار القطاع بعد وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل. لكن شيئا من ذلك لم يتحقق، فما الذي ستضيفه قمة بغداد غير التأكيد على قرارات 'القاهرة'، بدون أدنى قدرة على فرضها أمرا واقعا. وبين القمتين، تفاقمت أزمات المنطقة العربية، وتصاعدت خلافات دولها أيضا. سورية وقع جزء من أراضيها تحت الاحتلال الإسرائيلي، ولبنان لم يفلح بعد بإقناع إسرائيل بالانسحاب من مناطق عدة داخل حدوده. اليمن الواقع تحت حكم الحوثي غير المعترف فيه من الجامعة العربية، كان ميدانا لقصف أميركي وإسرائيلي رهيب. السودان يعيش كارثة بكل معنى الكلمة، وماض في حرب داخلية لا نهاية قريبة لها، وليبيا تغرق في صراع الشرعيات. هذا بالطبع غير قطاع غزة الذي يتوعده نتنياهو بجولة جديدة من الموت والدمار، مضيفا إليها التهجير كهدف معلن لن يحيد عنه. الخلافات العربية البينية تتبدى في كل الاتجاهات؛ الإمارات العربية المتحدة والسودان بلغت حد قطع العلاقات من طرف واحد. العراق الذي يحتضن القمة لم يتمكن من استضافة رئيس عربي خوفا على حياته! وغيرها من الخلافات المستترة خلف الأضواء. ويبدو أن الشعور العام بعجز القمم عن تحقيق أي اختراق في الحالة العربية المتدهورة، والتقارب الزمني بين آخر قمة عقدت في القاهرة، وموعد القمة الدورية المقررة، سيلقي بظلاله على مستوى التمثيل في بغداد، إذ تفيد تسريبات إعلامية بأن عددا غير قبل من الزعماء العرب سيتغيبون عن القمة. فما كان مفترضا مناقشته وحسمه من قضايا عربية شائكة، صار شأنا دوليا ولنقل أميركيا، تكفلت اجتماعات الرئيس الأميركي ومبعوثيه في المنطقة هذا الأسبوع في مقاربتها وفق معادلات عابرة لحدود العرب وأمانيهم. وما يزيد حقا من مظاهر عجز القمم عموما وهذه القمة على وجه الخصوص أنها تأتي بعد جولة ترامب في المنطقة وما رافقها من صفقات، وما يمكن أن ينتج عنها في قادم الأيام من تسويات كبرى لأزمات عربية، تبدو معها قمة بغداد وكأنها تحاكي عالما غير عالمنا العربي. ولتجنب هذا الإحراج كان يمكن للجامعة العربية أن تكتفي بدعوة لوزراء الخارجية العرب للاجتماع في مقرها أو في بغداد لمتابعة ما كان من قرارات، عوضا عن مهرجان خطابي مكرور وممل.


الغد
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الغد
قمة بغداد.. لا جديد يبرر انعقادها
تبعث بغداد برسالتين من وراء استضافتها للقمة العربية السبت المقبل، الأولى أن العراق في طور التعافي التام من أزمة عدم الاستقرار وفقدان الأمن التي ضربته لسنوات طويلة، وأصبح قادرا على استضافة الزعماء العرب، "باستثناء الرئيس السوري"، دون قلق من تبعات أمنية. والثانية أن العراق ما يزال يتمسك بهويته العربية، رغم محاولات لإبعاده عن محيطه العربي. اضافة اعلان عدا ذلك، القمة لا تثير فضول المراقبين أو اهتمام الرأي العام العربي، ولا الدولي. القمم العربية عموما فقدت قيمتها منذ أن تأكل النظام العربي الرسمي ومؤسسته؛ الجامعة العربية. على مر السنوات الماضية، كانت القمم العربية تعقد دوريا كل سنة، وفي الوقت ذاته يتراجع حال الأمة وتتدهور أحوالها. أزمات الدول العربية وحروبها الداخلية تتفاقم، وأمنها القومي يستباح من قوى أجنبية؛ شرقية وغربية، ولم تتمكن هذه القمم من احتواء أزمة واحدة أو إنقاذ بلد من صراعاته الداخلية. قمة القاهرة الاستثنائية انعقدت قبل أشهر قليلة، وكان يكفي أن تتابع مؤسسة الجامعة تنفيذ ما صدر عنها من قرارات تخص أزمة غزة، وأهمها تبني خطة عربية لإعادة إعمار القطاع بعد وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل. لكن شيئا من ذلك لم يتحقق، فما الذي ستضيفه قمة بغداد غير التأكيد على قرارات "القاهرة"، بدون أدنى قدرة على فرضها أمرا واقعا. وبين القمتين، تفاقمت أزمات المنطقة العربية، وتصاعدت خلافات دولها أيضا. سورية وقع جزء من أراضيها تحت الاحتلال الإسرائيلي، ولبنان لم يفلح بعد بإقناع إسرائيل بالانسحاب من مناطق عدة داخل حدوده. اليمن الواقع تحت حكم الحوثي غير المعترف فيه من الجامعة العربية، كان ميدانا لقصف أميركي وإسرائيلي رهيب. السودان يعيش كارثة بكل معنى الكلمة، وماض في حرب داخلية لا نهاية قريبة لها، وليبيا تغرق في صراع الشرعيات. هذا بالطبع غير قطاع غزة الذي يتوعده نتنياهو بجولة جديدة من الموت والدمار، مضيفا إليها التهجير كهدف معلن لن يحيد عنه. الخلافات العربية البينية تتبدى في كل الاتجاهات؛ الإمارات العربية المتحدة والسودان بلغت حد قطع العلاقات من طرف واحد. العراق الذي يحتضن القمة لم يتمكن من استضافة رئيس عربي خوفا على حياته! وغيرها من الخلافات المستترة خلف الأضواء. ويبدو أن الشعور العام بعجز القمم عن تحقيق أي اختراق في الحالة العربية المتدهورة، والتقارب الزمني بين آخر قمة عقدت في القاهرة، وموعد القمة الدورية المقررة، سيلقي بظلاله على مستوى التمثيل في بغداد، إذ تفيد تسريبات إعلامية بأن عددا غير قبل من الزعماء العرب سيتغيبون عن القمة. فما كان مفترضا مناقشته وحسمه من قضايا عربية شائكة، صار شأنا دوليا ولنقل أميركيا، تكفلت اجتماعات الرئيس الأميركي ومبعوثيه في المنطقة هذا الأسبوع في مقاربتها وفق معادلات عابرة لحدود العرب وأمانيهم. وما يزيد حقا من مظاهر عجز القمم عموما وهذه القمة على وجه الخصوص أنها تأتي بعد جولة ترامب في المنطقة وما رافقها من صفقات، وما يمكن أن ينتج عنها في قادم الأيام من تسويات كبرى لأزمات عربية، تبدو معها قمة بغداد وكأنها تحاكي عالما غير عالمنا العربي. ولتجنب هذا الإحراج كان يمكن للجامعة العربية أن تكتفي بدعوة لوزراء الخارجية العرب للاجتماع في مقرها أو في بغداد لمتابعة ما كان من قرارات، عوضا عن مهرجان خطابي مكرور وممل.


الجزيرة
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الجزيرة
مهرجان الفيلم العربي في برلين.. أعلام فلسطينية وهوية تقاوم بحكاياتها
طبقا للإحصائيات الألمانية الرسمية، يعيش في برلين ما يزيد عن 182 ألف مواطن عربي أو من أصل عربية، يرتكز أغلبهم في أحياء نويكولن وكرويزبيرغ، وتحتضن المدينة جالية فلسطينية كبيرة تتجاوز 35 ألف نسمة، وجالية لبنانية كبيرة أيضا تتجاوز 25 ألف نسمة، تضاف إليهما جالية سورية كبيرة أيضا. مع كل هذا يشعر العرب المقيمون في برلين بتهديد من نوع خاص لهويتهم في المدينة، منذ اندلاع الحرب في غزة، فعلى جانب تشهد المدينة عنفا شرطيا متزايدا تجاه المظاهرات والحركات المساندة لفلسطين، وعلى جانب آخر تمر ألمانيا بتحول سياسي غير مسبوق، منذ عصر الحرب العالمية الثانية. وذلك بسبب انتخاب ملايين الألمان حزبا يمينيا متطرفا هو 'حزب البديل من أجل ألمانيا'، الذي حصد ثاني أعلى نسبة من الأصوات في الانتخابات البرلمانية الماضية، التي أُجريت في فبراير/ شباط 2025. لا يرتكز هاجس الهوية العربية على زيادة شعبية حزب البديل فقط، بل يرتكز أيضا على التحول المعادي للأجانب في الحزب الديمقراطي المسيحي الفائز بالانتخابات، الذي سيشغل رئيسه 'فريدريش ميرتس' منصب المستشار في السنين القادمة. فبينما يرى حزب البديل أن حل مشاكل ألمانيا هو في ترحيل ملايين من اللاجئين والأجانب وذوي الأصول المهاجرة، يرى 'ميرتس' أيضا أن ألمانيا يجب أن تتوقف عن استقبال 'الذكور العرب'، كما قال في أحد خطاباته بالبرلمان الألماني خلال العام الماضي. هذه المقدمة السياسية للغاية ضرورية للتعرف على سياق الدورة السادسة عشر من مهرجان الفيلم العربي في برلين، التي جرت فعالياتها ما بين 23-30 أبريل/ نيسان 2025، وعُرض فيها عدد من الأفلام العربية الروائية والوثائقية والقصيرة. فكيف تَحضر السينما العربية ممثلة للهوية العربية، في مدينة تمنع الشرطة مواطنيها من الحديث أو الهتاف بالعربية في أي تجمع معارض بشوارعها؟ وكيف يحضر الخيال وربما حتى الأمل في حاضر حزين للغاية؟ حضور فلسطيني يتحدى السياسة الألمانية بدأت فعاليات مهرجان الفيلم العربي هذا العام بعرض الفيلم الفلسطيني 'إلى عالم مجهول' للمخرج مهدي فليفل، وتدور أحداثه عن المهاجرين الفلسطينيين والعرب في العاصمة اليونانية أثينا. سبقت عرض الفيلم كلمةٌ افتتاحية لرئيسة المهرجان 'باسكال فخري'، والمدير الفني للمهرجان 'إسكندر عبد الله'، عبرت فيها عن شعورها بأن الهوية العربية غير مرحب بها في الوقت الحالي، وبرغم ذلك فإن 'المقاومة' هي اختيارنا، وهي الطريقة التي سنرد بها على كل ما نعيشه. أما إسكندر عبد الله فتحدث عن إشكالية إقامة مهرجان سينمائي وسط التشكك حول إلغاء الدعم، بسبب علاقة ألمانيا وإسرائيل الاستثنائية، التي يصفها الساسة الألمان بأنها 'أساس للدولة' (Staatsräson)، فقد ذكر المتحدثان أيضا أنهما ودّا أن يجدا سببا آخر لافتتاح المهرجان، لكنه يفتتح للعام الثاني على التوالي بفيلم فلسطيني، لأن 'الإبادة الجماعية' ما زالت مستمرة. يذكر بيان المهرجان الصحفي أيضا أن السرديات الفلسطينية تحتل مكانة في برنامج هذه الدورة، فبجانب فيلم الافتتاح 'إلى عالم مجهول'، عُرض عدة أفلام فلسطينية أخرى، منها: 'أعياد سعيدة' للمخرج الفلسطيني إسكندر قبطي. 'الفيلم عمل فدائي' للمخرج الفلسطيني كمال الجعفري. 'حكايات غزاوية' لمحمود نبيل أحمد، الذي يحيي ذكرى حياة غزاوية عادية اندثرت. هكذا يلقي برنامج هذه الدورة الضوء على نضال الفلسطينيين اليومي والتاريخي في مواجهة قمع لا يطاق. تميز فيلم الافتتاح 'إلى عالم مجهول' للمخرج مهدي فليفل بتقديم صورة غير معتادة عن الفلسطيني، فركز على حياة من هاجروا إلى أوروبا بحثا عن حياة أفضل، لكنهم وجدوا أنفسهم في ظروف سيئة. وهكذا يصبح أبطال الفيلم في مأزق يدفعهم إلى اقتراف أفعال غير أخلاقية، للبقاء أحياء. يتحدث الفيلم أساسا عن مأساة مكتملة، تدفع بشرا للتصرف بعدوانية. والسؤال، كيف تحول هؤلاء البشر لهذا الحال؟ أليس النظام العالمي هو الذي سمح بكل هذا؟ سينما مصرية مغايرة للصورة النمطية شهد المهرجان احتفاء بإنتاجات مصرية جديدة، تقدم صورة مغايرة عن السينما المصرية، التي هي كبرى الصناعات السينمائية في المنطقة العربية، لكنها ركزت في السنوات الماضية على السينما التجارية، والأفلام السياسية الدعائية. ففي هذا العام من مهرجان الفيلم، تظهر مصر ظهورا مغايرا بثلاثة أفلام، أولها 'البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو' للمخرج خالد منصور، وفيه نرى حكاية تحتمل تأويلات كثيرة عن علاقة صداقة بين شاب مصري يعمل فرد أمن في جمعية خاصة، وبين كلبه رامبو. يحمل المستوى الأول من الحكاية خطا سرديا واضحا، يدافع فيه رامبو عن صاحبه حين يهاجمه رجل عنيف يريد أن يطرده ويطرد والدته من منزلهما. ويمكن تأويل الحكاية في عدة مستويات أخرى، عن كل صاحب حق وحلم يهاجم وتهدد حياته، لمجرد أنه تجرأ وحاول أن يقاوم. أما الفيلم الثاني، فهو الوثائقي 'أبو زعبل 89' للمخرج بسام مرتضى. وقد تُوج بجائزتي أفضل فيلم في مسابقة النقاد، وأفضل فيلم وثائقي في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الماضية، ويعرض فيه المخرج حكاية شخصية، عن علاقته بوالده بعد خروجه من معتقل أبو زعبل، الذي عُذب فيه بسبب نشاطه السياسي في الثمانينيات. تبدو مشاهدة فيلم مصري عن التعذيب في السجون فعلا ثوريا بحد ذاته، يُضاف لذلك البعد الإعجازي الذي يحمله الفيلم، لكونه عُرض داخل مصر، وفي فعاليات المهرجان السينمائي المصري الأهم، لكن الفيلم يتجاوز هذه المشاعر الأولية، فيصبح أقرب لفعل تأملي، ليس فقط فيما عاشته أجيال سابقة من المعارضين السياسيين في مصر، بل ما يعيشه الجيل الحالي أيضا. الفيلم المصري الثالث هو 'معطر بالنعناع' للمخرج محمد حمدي، ويصفه منظمو المهرجان في نشرتهم الرسمية بأنه يصور القاهرة بعد نهاية العالم، مدينة تسكنها الظلال والأشباح. تتكشف لنا رويدا رويدا ملامح عالم غرائبي، فتنبت أوراق النعناع من الرؤوس والندوب المفتوحة لرجال تطاردهم ذكرى ماضيهم المضطرب، ويصبح تدخين الحشيش وتلاوة الشعر الوسيلة الوحيدة للحياة في عالم مسحور، يلتهمه الخوف. بين السجون السورية والتأمل في الغربة مع سقوط نظام الأسد، وانتشار صور السجون السورية في نشرات الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي، احتلت سوريا أيضا موضع اهتمام خاص في دورة مهرجان الفيلم العربي هذا العام، فعُرض الفيلم الوثائقي 'ذاكرتي مليئة بالأشباح' للمخرج السوري أنس الزواهري، مع حكايات العائدين من أهل حمص إلى مدينتهم، التي اندلعت فيها الثورة، ثم دمرتها الحرب. فهل وجد العائدون ما تركوه، أم أن المدينة تحولت لمدينة أشباح؟ حصد الفيلم جائزة أفضل فيلم وثائقي عربي من مهرجان الجونة السينمائي في دورته الماضية. وعرض المهرجان أيضا الفيلم السوري الوثائقي 'تدمر'، الذي أخرجه اللبناني لقمان سليم، والألمانية 'مونيكا بورغمان'، وتدور أحداثه عن شهادات معتقلين سياسيين في سجن تدمر السوري، الذي كان يجمع معتقلين سوريين ولبنانيين أيضا. ولم يقتصر الحضور السينمائي السوري على حكايات السجون، بل في حكايات الغربة أيضا، فقد اختتمت فعاليات المهرجان بفيلم 'يونان' للمخرج السوري أمير فخر الدين، وكان قد عُرض من قبل في أفلام المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي بدورته الماضية. في فيلم 'يونان'، يقدم أمير فخر الدين حكاية تأملية عن كاتب عربي في المهجر، يمر بأزمة وجودية ويعاني نفسيا، ثم يجد معنى جديدا للحياة في صداقة غير متوقعة. وقد قدم أمير فخر الدين من خلال الفيلم الممثل اللبناني جورج خباز في دور البطولة، بشكل يجمع بين كثير من المأساة، وأقل القليل من السخرية. أفلام عربية وأعلام فلسطينية في برلين.. مقاومة السينما حين تشاهد فيلما عربيا بقاعة سينما في برلين، ولا سيما في هذا التوقيت، يتجاوز فعل المشاهدة حيز الاستمتاع أو حتى التأثير الثقافي، ويصبح الأمر جزءا من مقاومة كبرى، هي وجودك في مكان آمن، تتحدث فيه بلغتك الأم، وتسمعها في مكبرات الصوت، وتشاهد حكايات تشبهك وتلمس أحلامك ومخاوفك، والأهم أنها تصورك إنسانا، في دولة تمتلئ وسائل إعلامها بخطاب يصورك في مكانة أقل من البشر. فحينما تذهب لمشاهدة فيلم بمهرجان الفيلم العربي في برلين، تجد كرسيا في قاعة سينما ذات إدارة شُجاعة، قررت أن تمنح حيزا آمنا للمهرجان وزواره، كما تجد مجموعة من الشباب العربي الذي يحاول أن يواصل المقاومة بالفن. ثم تدخل مكانا تنتشر على أبوابه أثناء المهرجان أعلام فلسطينية، وملابس تحمل شعارات 'الحرية لفلسطين'، ولا يعرضك ذلك لتحرش ولا ملاحقة من الشرطة، وربما لا تجد مكانا آخر في برلين بتلك الخصائص. نتمنى أن تكون الإجابة 'نعم' في السنين القادمة أيضا.


الغد
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- منوعات
- الغد
"حضارة القدس العربية".. الصمود وتفاصيل مدينة بناها أهلها
عزيزة علي عمان– يكشف كتاب "حضارة القدس العربية وتأثير المنعكسات الخارجية فيها"، من تأليف: الدكتورة كاميليا شكيب أبو جبل، والدكتور نايف سعيد الجباعي. صفحات من تاريخ القدس، حيث تتلاقى صور الحجيج، وأصوات الأسواق، ونبض التعليم، وتفاصيل البنى التحتية التي بناها أهلها، وطمسها المحتلون. إنه رصد دقيق لحركة الزمان في المكان، ولسير الإنسان العربي في مدينة ما برحت تتعرض لهجمة لا تستهدف حجارتها فحسب، بل روحها، وذاكرتها، ومستقبلها. اضافة اعلان ولا نقرأ في هذا الكتاب الذي صدر عن دار جبرا للنشر والتوزيع، تاريخًا فقط، بل نسمع أنين مدينة عريقة، ونلمس عزم أبنائها، ونتتبع خيوط الصراع بين حضارة عربية متجذرة وقوى وافدة حاولت وما زالت تسعى لطمس الهوية وتبديل الملامح. هي شهادة على أن القدس، رغم كل ما مرت به، ما تزال تنبض بالعروبة، وتقاوم، لا بالسيف فقط، بل بالعلم، والثقافة، والصبر العميق. وينطلق الكتاب من قناعة بأن القدس ليست فقط ساحة صراع سياسي، بل مجال حضاري وإنساني متعدد الأوجه، وأن فهم واقعها اليوم يتطلب التعمق في تاريخها الحديث والوقوف على العوامل التي ساهمت في تشكيله. ومن هنا، تسعى هذه الدراسة إلى تقديم قراءة معمقة لتاريخ القدس الحديث، تسلط الضوء على مركزية المدينة في الحضارة العربية، وتكشف في الوقت ذاته عن حجم التحديات التي واجهتها ولا تزال تواجهها في ظل الاحتلال والتهميش المتعمد لهويتها الثقافية. فالقدس ليست مدينة كسائر المدن، بل هي روح تسكن في الوجدان العربي، وجرح مفتوح في ذاكرة الأمة، وراية للقداسة ترفرف بين السماوات الثلاث. هي الحلم المستمر، والتاريخ المتراكم، والهوية التي لا تُمحى رغم عواصف الاحتلال وأنياب التغريب. ومنذ قرون، والقدس تتقاطع فيها الطرق، وتتشابك فوق أرضها الخطى، فيأتيها الحجاج من كل صوب. كما يعتبرها التجار، ويؤرخها الرحالة، وتُكتب على جدرانها شواهد الزمن. كانت دائمًا مقصدًا للقلوب قبل أن تكون مقصدًا للأقدام؛ مدينة تنبض بالحضارة، تحتضن المسجد والكنيسة، وتُعلّم العالم كيف تتجاور المآذن والأجراس، حتى إذا ما تعاظمت الأطماع، اختلّ توازنها، وتكالب عليها الغزاة. فالقدس تحظى بمكانة محورية في التاريخ العربي والإسلامي. الكتاب جاء في ثلاثة فصول: يتناول الفصل الأول: القدس والمحيط العربي والأثر الأجنبي فيها. يركّز على المؤثرات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية للحجّاج في مدينة القدس، ودور الحجاج العرب والمسلمين في الحفاظ على المقدسات الإسلامية، والأثر الاقتصادي للحجاج وزوار الأماكن المقدسة، إضافةً إلى أثر الحجاج الأوروبيين والروس ثقافيًا. كما يعرض الفصل دور التجار العرب والمسلمين في التمازج الثقافي والحفاظ على هوية المدينة، ودور التجار الأوروبيين في الترويج للثقافة الغربية من خلال أساليب المعيشة والبضائع، إضافة إلى دور التجار اليهود في دعم مشاريع الاستيطان اليهودي. كما يسلط الضوء على إسهامات أهالي الريف والبدو والتجار المحليين، وتأثير الرحالة العرب والمسلمين والأوروبيين والأميركيين والروس، من الناحيتين الثقافية والاجتماعية. أما الفصل الثاني، فيتناول السمات الحضارية لمدينة القدس منذ القرن الثامن عشر وحتى منتصف القرن العشرين. ويشمل: المقدسات الإسلامية والمسيحية والتسامح الديني، الأوضاع التعليمية في القدس خلال القرن التاسع عشر وحتى نهاية الحكم العثماني، المدارس الإسلامية والأهلية قبل السيطرة العثمانية، التعليم في القدس منذ مطلع القرن التاسع عشر وحتى بداية "التنظيمات العثمانية"، دور المسجد الأقصى وقبة الصخرة في إثراء الحياة العلمية، والتعليم بين عامي 1839 و1914 (من صدور خط كُلْخانة حتى بداية الحرب العالمية الأولى)، بالإضافة إلى المكتبات في القدس. أما الفصل الثالث، فيتناول البُنى التحتية ومنعكسات الاحتلال على مدينة القدس، ويشمل: تطور البنية التحتية في الفترة بين 1850 و1917، السمات الحضارية للأسواق في العصر العثماني، آثار الاستيطان اليهودي ومشاريع تقسيم فلسطين على المدينة بين عامي 1918 و1939، ثم منعكسات الاحتلال الإسرائيلي على القدس الشرقية وضواحيها بين عامي 1967 و1993، إلى جانب عدد من الصور التوضيحية لمعالم المدينة المقدسة. جاء في مقدمة الكتاب: أن فلسطين، منذ الحرب العالمية الأولى، بدأت تُرسم ملامحها السياسية عقب انتهاء الوجود العثماني، ولعبت القدس دورًا محوريًا في رسم السياسات العربية. وقد تحولت المدينة من هدفٍ مسيحي تاريخي (نتيجة إخفاقات محاولة فصل المسيحية الشرقية عن العروبة) إلى أداة لدعم اليهودية ضمن إطار المشروع الصهيوني الهادف إلى إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وجعل القدس عاصمة له. تشير المقدمة إلى أن هذه المرحلة المصيرية، بما شهدته من تحولات سياسية واقتصادية وديموغرافية، شكلت هزة عنيفة للحضارة العربية المتجذرة في فلسطين. فالدولة العثمانية، التي كانت في مرحلة ضعف وضمور، تبنّت سياسة محاباة الغرب الأوروبي الذي استغل ذلك الضعف ووجّه نشاطه نحو المناطق العربية، وخاصة القدس. وتوضح المقدمة أن التحولات الاقتصادية والثقافية سرعان ما تحولت إلى تحولات سياسية وديموغرافية مدعومة بقوة السلاح، تمثلت في الاحتلال البريطاني الذي شكّل نقطة تحول تاريخية لصالح المشروع الصهيوني. وقد استغل الصهاينة المكانة الدينية للقدس لتكريس وجودهم، مما مثّل بداية نكبة الشعب الفلسطيني، تلَتها نكسات متتالية لم تسلم منها المدينة، لا على المستوى الديموغرافي ولا من حيث الحصار الإداري والمالي والعسكري. وخلصت المقدمة إلى أن هذا الكتاب يُسلط الضوء على تطوير البنى التحتية للقدس قبيل الاحتلال البريطاني، ويكشف عن الممارسات الهادفة إلى طمس المعالم الفلسطينية، ليُصبح بذلك توثيقًا للحضارة العربية في القدس، ودراسةً لانعكاسات الاحتلال على بنيتها وهويتها. فيما تبين خاتمة الكتاب: أن مدينة القدس شغلت حيزًا كبيرًا في الحضارة العربية منذ القدم، وأن التدفقات العربية إليها أحيت الروابط الدينية بين مناطق العالم العربي والإسلامي. غير أن الرابطة الدينية الإسلامية كانت تقابلها رابطة مسيحية، استفادت من التراكمات الثقافية وسياسات الدولة العثمانية التي همّشت المسيحيين الشرق واستخدامهم لقرون في الدوشيرمة، مما دفعهم للاعتماد على الغرب وروسيا في تمويل منشآتهم وزياراتهم. إلى القدس في تغطي في بعضها على الزيارات اليهودية. وتوضح الخاتمة صعوبة التمييز بين أصول المهاجرين اليهود وغيرهم من الأوروبيين، في ظل ضعف الدولة العثمانية وغياب أجهزة أمنية فاعلة، إذ كانت الدول الغربية هي صاحبة القرار الفعلي. وتشير إلى أن ما شُيّد من منشآت وبنية تحتية من قبل العثمانيين وأهل القدس، استُبيح لاحقًا من قبل الاحتلالين البريطاني ثم الصهيوني. وتخلص الدراسة إلى أن العلاقات بين القدس ومحيطها الجغرافي مكّنت كثيرًا من سكانها من الصمود في وجه الممارسات الإسرائيلية، لا سيما القوانين المتعلقة بالبناء والحصار الاقتصادي. وتشير إلى أن الثقافة العربية التي ازدهرت بالقدس متأخرة قد ثبتت من عروبتها، فلولا الجهود العربية في إنشاء المدارس وتوفير التعليم لأبنائهم لكانت القدس لا تتحدث العربية، وذلك بسبب المدارس الغربية وضخ المال الكبير الذي أتي من أوروبا لها، فالمنطقة العربية كانت في أسوأ حالتها الاقتصادية والعلمية في ظل الدولة العثمانية، في حين كان الغرب الأوروبي في قمة عطائه الاقتصادي والعلمي. وتقارن الخاتمة بين ذلك الواقع التاريخي وبين واقع اليوم، حيث تفرض إسرائيل مناهجها وتحارب المؤسسات التعليمية والثقافية العربية، في ظل غياب الدعم العربي للقطاع الثقافي، ما أفسح المجال أمام تغلغل الثقافة الغربية. وتؤكد أن الواقع الذي عاشه الفلسطينيون آنذاك كان، على صعوبته، أفضل مما هو عليه اليوم. وفي النهاية، تشدد الخاتمة على أن السياسة لا ترحم، وأن أصحاب الحقوق الشرعية لا بد أن يمتلكوا مقومات ثقافية واقتصادية وعقائدية تمكنهم من المطالبة بحقوقهم. وتعتبر أن دعم وتربية المثقف العربي أصبحت ضرورة تاريخية في مواجهة الدعم الغربي المطلق لإسرائيل، مشيرة إلى أن معركة الوجود لم تعد محصورة في القدس، بل انتقلت إلى باقي الدول، مما يجعل الحضارة العربية برمّتها في خطر، ويُبرز اتساع رقعة آثار الاحتلال يومًا بعد يوم.


الجزيرة
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الجزيرة
الأردن.. تحذيرات من تكريس التهويد بإغلاق مؤسسات القدس
حذر مجلس النواب الأردني من أن القرار الإسرائيلي بإغلاق "صندوق ووقفية القدس" يأتي ضمن "سياق خطير" لتكريس سياسة التهويد ومحو الهوية العربية للمدينة، داعيا الحكومة إلى التحرك الفوري على الساحة الدولية وخاصة عبر هيئة الأمم المتحدة، للضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أجل التراجع عن قرارها. وفي 29 أبريل/نيسان أعلنت محافظة القدس الفلسطينية أن سلطات الاحتلال أغلقت مؤسسة "صندوق ووقفية القدس، وهو ما اعتبرته عدوانا سافرا يقف خلفه وزير الأمن القومي للاحتلال إيتمار بن غفير بهدف تقويض الوجود الفلسطيني في العاصمة المحتلة بزعم ممارسة الوقفية والصندوق لأعمال لأغراض سياسية ولصالح السلطة الفلسطينية". واعتبر البرلمان في عمّان -عبر بيان رسمي وصل الجزيرة نت نسخة منه- أن إغلاق الوقفية يمثل انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي واعتداءً مباشرًا على مؤسسات العمل الخيري والإنساني التي تدعم صمود المقدسيين، مؤكدًا أن استمرار الاحتلال في هذه الممارسات يهدد بتفجير الأوضاع في القدس والمنطقة برمتها. قرار إجرامي ووصف النائب أيمن أبو الرب، عضو لجنة فلسطين النيابية في تصريح للجزيرة نت، قرار إغلاق وقفية القدس بأنه "قرار إجرامي جائر من الاحتلال ومن وزير أمنه المتطرف بن غفير"، مشيرًا إلى أن القرار صدر بحجج واهية، إذ زعمت سلطات الاحتلال أن الصندوق لا يمارس مهامه وأنه ينخرط في نشاط سياسي أو دعم للسلطة الفلسطينية. وقال أبو الرب "الحقيقة أن الصندوق معروف منذ تأسيسه بعمله الخيري والتعليمي، ولم يُعرف عنه سوى دوره في دعم المقدسيين وتعزيز صمودهم في أرضهم"، مشددًا على "ضرورة التحرك الحكومي العاجل والتواصل مع الهيئات الدولية لإعادة فتح الوقفية، لما لها من دور جوهري في تثبيت المقدسيين على أرضهم حتى زوال الاحتلال". من جهته، أكد رئيس ملتقى القدس الثقافي الدكتور محمد البزور في حديثه للجزيرة نت، أن "ما يقوم به الاحتلال من إغلاق المؤسسات الفلسطينية في القدس، ومنها صندوق ووقفية القدس، لا يملك أي غطاء قانوني". وأضاف " الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية قالتا بوضوح إن الاحتلال غير قانوني، وكل ما يترتب عليه باطل وغير ملزم". وأشار البزور إلى أن ما يسمى بـ"قانون القومية" الإسرائيلي لا يمنح شرعية للاحتلال، بل يزيد من التوتر ويشكل استخفافًا بمشاعر وحقوق المسلمين حول العالم. وقال "هذا تصعيد خطير، وعلى الاحتلال أن يتحمل مسؤوليته الكاملة أمام المجتمع الدولي"، داعيًا الدول العربية والإسلامية والعالم الحر إلى "التحرك العاجل لوقف هذا العبث بمستقبل القدس واستقرار المنطقة". تهويد ممنهج من جهته، قال الباحث المتخصص في شؤون القدس زياد ابحيص إن القرار الإسرائيلي يأتي في سياق تهويد ممنهج للمدينة، عبر ضرب المؤسسات التي تشكّل العمود الفقري للبنية المجتمعية الفلسطينية. وقال للجزيرة نت إن "الاحتلال يعرف تمامًا أن بقاء المقدسيين في مدينتهم يحتاج إلى بنية دعم قوية، لذلك يستهدفها بشكل مباشر" داعيا الحكومات العربية والإسلامية للضغط بكل السبل لوقف هذه التهديدات التي تحيط بالقدس وتأسس صندوق ووقفية القدس بمبادرة من شخصيات فلسطينية وعربية لتمكين صمود المقدسيين وحماية هوية مدينة القدس من التهويد حيث يعمل الصندوق على تطوير القطاعات الحيوية في المدينة كالتعليم، والإسكان، والصحة، والتمكين الاقتصادي، ويُنفذ مشاريع عديدة. ومن أبرز إنجازاته: بناء ودعم عشرات المدارس، تقديم منح جامعية، ترميم منازل، حماية عقارات ودعم مستشفيات، إضافة لتنفيذ حملات إنسانية خلال الأزمات، وإنشاء مركز لتطوير الأعمال.