#أحدث الأخبار مع #الواشنطن_بوستالغدمنذ 14 ساعاتسياسةالغدالهجوم الإسرائيلي على إيران نجح.. ولكن ما هي نهاية اللعبة؟ترجمة: علاء الدين أبو زينة هيئة التحرير - (الواشنطن بوست) 13/6/2025 كانت الضربة التي وجهتها إسرائيل إلى المنشآت النووية الإيرانية فعالة. ولكن هل يمكن أن تجرّ أميركا إلى حرب؟ اضافة اعلان * * * تقول معظم المؤشرات الأولية إن الهجوم الإسرائيلي على البرنامج النووي الإيراني والقيادة العسكرية كان ناجحًا بشكل مذهل. فقد تم تدمير أو إلحاق أضرار جسيمة بأجزاء كبيرة من البنية التحتية النووية الإيرانية، وتم القضاء على مجموعة من كبار قادة الجيش الإيراني والحرس الثوري. كما تم اغتيال العلماء المسؤولين عن البرنامج النووي. وحتى كتابة هذه السطور، جاء رد إيران أقل شدة مما كان متوقعًا. لا شك أن كل ما يعرقل طموحات إيران النووية يُعد انتصارًا، لأنه يجعل العالم مكانًا أكثر أمانًا. لكن الهجوم يترك أسئلة عديدة بلا إجابة، ويثير مخاوف بعيدة المدى حول ما قد يحدث لاحقًا. أما إذا كان العالم سيصبح أكثر أمانًا حقًا -أو كانت الولايات المتحدة ستجد نفسها وقد جُرت إلى حرب لم تخترها- فذلك يعتمد على عوامل عدة ما تزال مجهولة إلى حد كبير. ثمة، مِن بين المجهولات، ما إذا كانت إيران ما تزال تمتلك القدرة على بناء أجهزة طرد مركزي متطورة. وفي حين يبدو من المرجح أن تكون الضربة الإسرائيلية على منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، وهي الأكبر في إيران، قد قضت على عدد كبير من هذه الأجهزة، فإن منشأة فوردو الأكثر تحصينًا ما تزال سليمة، وتقع في عمق جبل، ولا يمكن ضربها إلا باستخدام قنابل خارقة للتحصينات تمتلكها الولايات المتحدة، لكنها لم تُزوّد بها إسرائيل. كما أن إسرائيل تفتقر إلى الطائرات القادرة على حمل هذه القنابل. وقد تكون هناك مواقع سرية أخرى. في أعقاب الضربة الإسرائيلية، ربما تقرر إيران تسريع إنتاج أجهزة الطرد المركزي. وقد تختار أيضًا الانسحاب من "معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية"، أو طرد مفتشي "الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وكانت الوكالة قد أفادت الأسبوع الماضي بأن إيران انتهكت التزاماتها بعدم الانتشار بسبب فشلها في تقديم إفصاحات عن "مواد وأنشطة نووية غير معلن عنها". وكان وصول المفتشين دومًا محدودًا ومقيدًا. لكن إيران قد تختار الآن نقل برنامجها النووي بالكامل إلى الظل. وقد يدفع هذا الهجوم الإسرائيلي المدمر إيران إلى أن تصبح أكثر إصرارًا على تطوير سلاح نووي، كوسيلة ردع ضد أي هجمات مستقبلية -ولكن هذه المرة بشكل أكثر سرية. وهناك مجهول آخر هو ما إذا كانت الضربة الإسرائيلية، التي نُفذت باستخدام طائرات بعيدة المدى وطائرات مسيّرة مهرّبة، تشكّل ضربة مهينة قد تؤدي إلى زعزعة استقرار النظام الإيراني. لقد استثمرت الحكومة الإيرانية، على مدى عقود، مئات مليارات الدولارات، وكمًا هائلًا من المكانة والهيبة، في برنامجها النووي -على حساب الاقتصاد ككل، الذي دمرته العقوبات الأميركية والغربية. لكن العكس قد يكون صحيحًا أيضًا؛ فقد تؤدي الضربة الإسرائيلية إلى تعزيز الدعم القومي للنظام وحكم رجال الدين. كما أن هناك غيابًا للشفافية بخصوص دور الولايات المتحدة في الهجوم الإسرائيلي أو معرفتها المسبقة به. وفي حين قال زير الخارجية، ماركو روبيو، إن الولايات المتحدة لم تشارك وإن إسرائيل تصرفت بشكل أحادي، قال الرئيس دونالد ترامب لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن أميركا لم تكن في حاجة إلى "تنبيه مسبق" لأنها "تعرف ما يجري". وكما يبدو، كان روبيو يحاول منع أي رد إيراني محتمل ضد الأصول الأميركية في المنطقة؛ بينما كان تفاخر ترامب يُقوّض هذا الجهد. جاء توقيت الهجوم الإسرائيلي بعد يوم واحد فقط من انقضاء المهلة التي كان ترامب قد حدّدها ذاتيًا بـ60 يومًا لكي تتوصل إيران إلى اتفاق معه لتقليص برنامجها النووي؛ وكان من المقرر أن يلتقي الطرفان مجددًا خلال أيام. وربما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول استباق صفقة محتملة بضربة عسكرية -أو تسريع الوصول إلى اتفاق. وربما يكون ترامب ونتنياهو بصدد لعب دور "الشرطي الطيب والشرطي السيئ" في مشهد دبلوماسي. وقال ترامب بعد الهجمات الإسرائيلية إن الإيرانيين "ما يزالون قادرين على عقد صفقة طالما بقي لديهم شيء ما -ما يزال بإمكانهم ذلك". وهذا سيعزز الشكوك حول وجود تنسيق في السياسة بين واشنطن والقدس. لطالما تحدث نتنياهو منذ زمن طويل عن طموحات إيران النووية كتهديد وجودي لإسرائيل. ويغلب أنه شعر بالجرأة على التحرك الآن لأن هجمات حماس القاسية في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 غيّرت نظرة إسرائيل إلى أمنها وردود فعلها المستقبلية تجاه التهديدات، حتى البعيدة منها. كما تمر إيران الآن بأضعف حالاتها منذ عقود، مع تدمير وكلائها الإقليميين -"حماس" في غزة و"حزب الله" في لبنان- إلى حد كبير، وانهيار نظام الحليف الإقليمي الرئيسي لطهران، بشار الأسد، في سورية. كما أن ضربة إسرائيلية أصغر العام الماضي ألحقت أضرارًا كبيرة بمنظومة الدفاع الجوي الإيرانية. وجهت إسرائيل ضربتها في لحظة مواتية. لكن خطة "اليوم التالي" ومدى تورط الولايات المتحدة في صياغتها ما تزال مبهمة بشكل مقلق. يجب على ترامب أن يتصرف بحذر -وصراحة- بشأن ما قد يجرّ البلاد إليه. وعلى رئيس يعلن رفضه إرسال القوات الأميركية إلى "حروب لا نهاية لها" في الشرق الأوسط، أن يقاوم الانجرار إلى حرب جديدة. *نشرت هذه الافتتاحية تحت عنوان: Israel's Iran attack succeeded. But what's the endgame? اقرأ المزيد في ترجمات: نتنياهو هاجم إيران لتحييد "تهديد وجودي".. لكنه ربما جعل الأمور أسوأ
الغدمنذ 14 ساعاتسياسةالغدالهجوم الإسرائيلي على إيران نجح.. ولكن ما هي نهاية اللعبة؟ترجمة: علاء الدين أبو زينة هيئة التحرير - (الواشنطن بوست) 13/6/2025 كانت الضربة التي وجهتها إسرائيل إلى المنشآت النووية الإيرانية فعالة. ولكن هل يمكن أن تجرّ أميركا إلى حرب؟ اضافة اعلان * * * تقول معظم المؤشرات الأولية إن الهجوم الإسرائيلي على البرنامج النووي الإيراني والقيادة العسكرية كان ناجحًا بشكل مذهل. فقد تم تدمير أو إلحاق أضرار جسيمة بأجزاء كبيرة من البنية التحتية النووية الإيرانية، وتم القضاء على مجموعة من كبار قادة الجيش الإيراني والحرس الثوري. كما تم اغتيال العلماء المسؤولين عن البرنامج النووي. وحتى كتابة هذه السطور، جاء رد إيران أقل شدة مما كان متوقعًا. لا شك أن كل ما يعرقل طموحات إيران النووية يُعد انتصارًا، لأنه يجعل العالم مكانًا أكثر أمانًا. لكن الهجوم يترك أسئلة عديدة بلا إجابة، ويثير مخاوف بعيدة المدى حول ما قد يحدث لاحقًا. أما إذا كان العالم سيصبح أكثر أمانًا حقًا -أو كانت الولايات المتحدة ستجد نفسها وقد جُرت إلى حرب لم تخترها- فذلك يعتمد على عوامل عدة ما تزال مجهولة إلى حد كبير. ثمة، مِن بين المجهولات، ما إذا كانت إيران ما تزال تمتلك القدرة على بناء أجهزة طرد مركزي متطورة. وفي حين يبدو من المرجح أن تكون الضربة الإسرائيلية على منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، وهي الأكبر في إيران، قد قضت على عدد كبير من هذه الأجهزة، فإن منشأة فوردو الأكثر تحصينًا ما تزال سليمة، وتقع في عمق جبل، ولا يمكن ضربها إلا باستخدام قنابل خارقة للتحصينات تمتلكها الولايات المتحدة، لكنها لم تُزوّد بها إسرائيل. كما أن إسرائيل تفتقر إلى الطائرات القادرة على حمل هذه القنابل. وقد تكون هناك مواقع سرية أخرى. في أعقاب الضربة الإسرائيلية، ربما تقرر إيران تسريع إنتاج أجهزة الطرد المركزي. وقد تختار أيضًا الانسحاب من "معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية"، أو طرد مفتشي "الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وكانت الوكالة قد أفادت الأسبوع الماضي بأن إيران انتهكت التزاماتها بعدم الانتشار بسبب فشلها في تقديم إفصاحات عن "مواد وأنشطة نووية غير معلن عنها". وكان وصول المفتشين دومًا محدودًا ومقيدًا. لكن إيران قد تختار الآن نقل برنامجها النووي بالكامل إلى الظل. وقد يدفع هذا الهجوم الإسرائيلي المدمر إيران إلى أن تصبح أكثر إصرارًا على تطوير سلاح نووي، كوسيلة ردع ضد أي هجمات مستقبلية -ولكن هذه المرة بشكل أكثر سرية. وهناك مجهول آخر هو ما إذا كانت الضربة الإسرائيلية، التي نُفذت باستخدام طائرات بعيدة المدى وطائرات مسيّرة مهرّبة، تشكّل ضربة مهينة قد تؤدي إلى زعزعة استقرار النظام الإيراني. لقد استثمرت الحكومة الإيرانية، على مدى عقود، مئات مليارات الدولارات، وكمًا هائلًا من المكانة والهيبة، في برنامجها النووي -على حساب الاقتصاد ككل، الذي دمرته العقوبات الأميركية والغربية. لكن العكس قد يكون صحيحًا أيضًا؛ فقد تؤدي الضربة الإسرائيلية إلى تعزيز الدعم القومي للنظام وحكم رجال الدين. كما أن هناك غيابًا للشفافية بخصوص دور الولايات المتحدة في الهجوم الإسرائيلي أو معرفتها المسبقة به. وفي حين قال زير الخارجية، ماركو روبيو، إن الولايات المتحدة لم تشارك وإن إسرائيل تصرفت بشكل أحادي، قال الرئيس دونالد ترامب لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن أميركا لم تكن في حاجة إلى "تنبيه مسبق" لأنها "تعرف ما يجري". وكما يبدو، كان روبيو يحاول منع أي رد إيراني محتمل ضد الأصول الأميركية في المنطقة؛ بينما كان تفاخر ترامب يُقوّض هذا الجهد. جاء توقيت الهجوم الإسرائيلي بعد يوم واحد فقط من انقضاء المهلة التي كان ترامب قد حدّدها ذاتيًا بـ60 يومًا لكي تتوصل إيران إلى اتفاق معه لتقليص برنامجها النووي؛ وكان من المقرر أن يلتقي الطرفان مجددًا خلال أيام. وربما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول استباق صفقة محتملة بضربة عسكرية -أو تسريع الوصول إلى اتفاق. وربما يكون ترامب ونتنياهو بصدد لعب دور "الشرطي الطيب والشرطي السيئ" في مشهد دبلوماسي. وقال ترامب بعد الهجمات الإسرائيلية إن الإيرانيين "ما يزالون قادرين على عقد صفقة طالما بقي لديهم شيء ما -ما يزال بإمكانهم ذلك". وهذا سيعزز الشكوك حول وجود تنسيق في السياسة بين واشنطن والقدس. لطالما تحدث نتنياهو منذ زمن طويل عن طموحات إيران النووية كتهديد وجودي لإسرائيل. ويغلب أنه شعر بالجرأة على التحرك الآن لأن هجمات حماس القاسية في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 غيّرت نظرة إسرائيل إلى أمنها وردود فعلها المستقبلية تجاه التهديدات، حتى البعيدة منها. كما تمر إيران الآن بأضعف حالاتها منذ عقود، مع تدمير وكلائها الإقليميين -"حماس" في غزة و"حزب الله" في لبنان- إلى حد كبير، وانهيار نظام الحليف الإقليمي الرئيسي لطهران، بشار الأسد، في سورية. كما أن ضربة إسرائيلية أصغر العام الماضي ألحقت أضرارًا كبيرة بمنظومة الدفاع الجوي الإيرانية. وجهت إسرائيل ضربتها في لحظة مواتية. لكن خطة "اليوم التالي" ومدى تورط الولايات المتحدة في صياغتها ما تزال مبهمة بشكل مقلق. يجب على ترامب أن يتصرف بحذر -وصراحة- بشأن ما قد يجرّ البلاد إليه. وعلى رئيس يعلن رفضه إرسال القوات الأميركية إلى "حروب لا نهاية لها" في الشرق الأوسط، أن يقاوم الانجرار إلى حرب جديدة. *نشرت هذه الافتتاحية تحت عنوان: Israel's Iran attack succeeded. But what's the endgame? اقرأ المزيد في ترجمات: نتنياهو هاجم إيران لتحييد "تهديد وجودي".. لكنه ربما جعل الأمور أسوأ