أحدث الأخبار مع #اندبندنتفارسية


Independent عربية
منذ 3 أيام
- صحة
- Independent عربية
بعد وعود الماء والكهرباء بالمجان... إيران تعود لعصر الشموع
لم تعُد انقطاعات الكهرباء المفاجئة في إيران تقتصر على حر الصيف اللاهب أو برد الشتاء القارس، بل أصبحت تشمل حتى فصلي الربيع والخريف، فبات توقف عمل الأجهزة المنزلية، بدءاً بالتلفزيون والثلاجة وصولاً إلى المصابيح والإنارة، جزءاً من الحياة اليومية للإيرانيين. وهذه الانقطاعات المتكررة التي تؤدي أيضاً إلى تعطل مضخات المياه وقطع الإنترنت، أصبحت أزمة تهدد راحة الأسر وأمنها، وتفرض ضغوطاً متزايدة على معيشة الناس وحالهم النفسية. وفي حين يزعم مسؤولو النظام الإيراني، بمن فيهم وزير الطاقة عباس علي آبادي صراحة أن حال محطات الطاقة في إيران أفضل من نظيراتها في كثير من البلدان الأخرى وأن الناس يجب أن ترى النصف الممتلئ من الكأس، يستغل الإيرانيون الذين تعطلت حياتهم اليومية وتضررت أعمالهم بصورة كبيرة بسبب الانقطاعات المتكررة للكهرباء، كل فرصة تتوفر لهم للتعبير عن غضبهم وسخطهم، معتبرين تصريحات المسؤولين الحكوميين واهية ولا تستند إلى أي واقع. خسائر فادحة في عالم اليوم، لم يعُد توافر الكهرباء دليلاً على الرفاهية وحسب، بل بات حاجة ملحة لا يمكن الاستغناء عنها. ففي البيوت العادية مثلاً تعني الكهرباء الإضاءة الليلية والطعام الصحي المحفوظ ووسائل التدفئة أو التبريد المناسبة وشحن الهواتف المحمولة والوصول إلى الإنترنت، لذلك فإن انقطاع هذا المورد الحيوي، حتى ولو لبضع ساعات، كفيل بإحداث سلسلة أزمات يومية. ومع الانقطاعات المتكررة للكهرباء خلال الأيام الأخيرة، لجأ مستخدمون إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن معاناتهم اليومية. ومن بين تلك الشهادات المؤثرة، ما كتبته سيدة من مدينة الأحواز عبر منصة "إكس"، إذ تحدثت عن معاناتها في ظل حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية، فيؤدي انقطاع الكهرباء إلى فساد حليب توأميها المحفوظ في الثلاجة، مما يترك الطفلين يبكيان لساعات من شدة الجوع والحرارة، بينما لا يجد الوالدان سوى قطعة من الكرتون لتبريد الطفلين وتهدئتهما. وفي مدينة مشهد، كتب رجل أن زوجته تخضع للعلاج الكيماوي، وقال إنه "يجب حفظ الأدوية في الثلاجة. في كل مرة تنقطع الكهرباء، أقلق من فساد الأدوية. كأننا نقامر بحياة زوجتي". وخلال الأيام الأخيرة، تكررت التقارير التي تتحدث عن الأضرار التي لحقت بالأجهزة المنزلية جراء الانقطاعات المتواصلة للكهرباء، وقال كثرٌ إن ثلاجاتهم وأجهزة التلفزيون وغيرها من الأجهزة الكهربائية تعطلت أو احترقت، وإنهم لا يملكون المال لشراء بديل أو إصلاح ما تلف، بينما لا تُحتسب هذه الخسائر ضمن مسؤوليات الحكومة. في السياق، قال رجل من طهران لمراسل "اندبندنت فارسية" "قبل أيام ذهبت إلى منزل والدتي التي تعيش وحدها في شارع بيروزي، فرأيت أن عينيها منتفختان من شدة البكاء. سألتها عن السبب، فقالت إن الثلاجة التي اشترتها حديثاً احترقت، وكانت تخفي الأمر عني لأنها تعلم أن الوضع الاقتصادي لا يسمح بشراء ثلاجة جديدة". واعتبر هذا المواطن الذي يشعر بغضب شديد من الرئيس مسعود بزشكيان والحكومة التي شكلها أنهم "أنتجوا أوضاعاً أصبح فيها الآباء والأمهات يخجلون أمام أبنائهم، والأبناء يشعرون بالخجل أمام آبائهم المسنين". وتفيد التقارير الميدانية الواردة من إيران بأن كثيراً من المواطنين اضطروا للجوء إلى حلول بدائية للتعامل مع انقطاع الكهرباء، مثل استخدام المصابيح اليدوية والبطاريات المحمولة أو حتى إشعال الشموع. لكن هذه الحلول، فضلاً عن أنها موقتة، قد تشكل خطراً، خصوصاً في المنازل التي تضم أطفالاً أو كبار السن. ومن أخطر تبعات الانقطاع المفاجئ للتيار الكهربائي في إيران، هو بقاء الأشخاص عالقين داخل المصاعد، إذ وردت تقارير عدة من مدن مثل طهران وكرج وأصفهان، تفيد بأن أشخاصاً من مختلف الأعمار، أطفالاً وكبار السن، ظلوا عالقين داخل المصاعد لدقائق عدة أو حتى لساعات، مما يعد تجربة مرعبة قد تتحول إلى كارثة، بخاصة في حالات نقص الأوكسجين أو وجود أمراض قلبية أو تنفسية. وقالت امرأة مسنة كانت علقت في المصعد بعد انقطاع الكهرباء لـ"اندبندنت فارسية"، "كنت مع حفيدي. وأصيب الطفل البالغ من العمر سبع سنوات بذعر شديد، وأنا أيضاً شعرت بخوف كبير، لم أعُد أستطيع التنفس. والهاتف المحمول لم تكُن فيه إشارة، إلى أن وصلوا وأنقذونا. شعرت وكأن سنة كاملة مرت عليّ.و منذ ذلك اليوم لم أعُد أجرؤ على استخدام المصعد. أصعد وأنزل خمسة طوابق عبر الدرج". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ويؤدي انقطاع الكهرباء أيضاً إلى تعطل مضخات المياه في المباني السكنية، إذ تعتمد شقق عدة على المضخات الكهربائية لتوفير ضغط المياه للطوابق العليا، ومن دون كهرباء لا يستطيع سكانها الوصول إلى المياه. أحد سكان نازي آباد في طهران قال في هذا الصدد إنه "في أحد الأيام لم أكُن منتبهاً ولم أخزن الماء. لم يكُن لدينا ماء حتى لاستخدام المرحاض. كنا نأمل في أن تعود الكهرباء خلال ساعتين، لكنها انقطعت لنحو خمس ساعات، فكنا بلا كهرباء ولا ماء وفي ظلام دامس". ووفقاً لتقارير المواطنين وبالتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي، تتعطل خدمات الإنترنت المنزلي والهواتف المحمولة، في حين أن غياب الإنترنت في عالم اليوم يعني شلل التعليم وتوقف الأعمال وانقطاع التواصل. كل هذه الأمور ليست سوى جزء صغير من الخسائر التي يعانيها المواطن الإيراني يومياً. خسائر لا تسجل ولا تعوض، ولا تتحمل أية جهة أو مؤسسة مسؤولية تعويض الأضرار الناتجة من احتراق الممتلكات أو فقدان فرص العمل أو الإصابات الجسدية والنفسية. وفي خضم كل ذلك، يظل المتضررون الوحيدون هم المواطنون العاديون، أولئك الذين يضطرون شهرياً إلى دفع فواتير كهرباء باهظة، لكنهم محرومون من حق الاعتراض على انقطاعها. انقطاعات الكهرباء وتأثيرها على الأعمال الانقطاعات المتكررة للكهرباء لا تعطل حياة الناس الشخصية فقط، بل شلت كثيراً من الأعمال التجارية أيضاً، في وقت يعاني الاقتصاد الإيراني من تضخم مرتفع وتراجع في القوة الشرائية وركود عام. وهذه الانقطاعات المفاجئة وغير المخطط لها للتيار الكهربائي وجهت ضربة قاسية لسبل عيش الناس الهشة أساساً. قطاع المخابز من أوائل القطاعات التي يتوقف العمل فيها فور انقطاع الكهرباء، ففي المخابز شبه الصناعية التي تعتمد على معدات كهربائية، يؤدي انقطاع التيار إلى توقف العجانات وأجهزة التقطيع والأفران الكهربائية، وحتى أنظمة التهوئة. وانتشر مقطع فيديو لخبّاز من شيراز على مواقع التواصل الاجتماعي يقول فيه إن "العجين كان جاهزاً، ثم انقطعت الكهرباء. ولما عادت، كان العجين تخمر أكثر من اللازم وفسد. تكبدت خسارة من دون أن يتحمل أحد المسؤولية". وشهدت الأيام الأخيرة احتجاجات وإضرابات من قبل أصحاب المخابز في عدد من مدن إيران، حيث عبروا عن غضبهم من انقطاعات الكهرباء المتكررة. وأقدم بعضهم، في خطوة رمزية احتجاجية، على إلقاء العجين الفاسد أمام مقار المؤسسات الحكومية. وتكبد عدد من أصحاب المشاريع الصغيرة أيضاً خسائر فادحة بسبب انقطاعات الكهرباء، فقال مالك ورشة إنتاج صغيرة في منطقة جاجرود لـ"اندبندنت فارسية" إن "بعض الأيام نمضيها من الصباح حتى المساء من دون كهرباء، وهذا ألحق ضرراً بالغاً بعملي، حتى إنني لم أعُد قادراً على دفع إيجار منزلي. في ظل هذه الظروف، لم يكُن أمامي خيار سوى الاستغناء عن عاملَي الورشة، على رغم أن كليهما كان يعيل أسرة". وحتى الأعمال التجارية عبر الإنترنت لم تسلم من تداعيات هذه الأزمة، إذ قال شاب من طهران يدير متجراً إلكترونياً لـ"اندبندنت فارسية" إنه "عندما تنقطع الكهرباء، ينطفئ المودم، والكمبيوتر المحمول لا يكون فيه شحن. لا أستطيع تسجيل الطلبات ولا الرد على الزبائن، مما يعني خسارة في الدخل والسمعة". المستشفيات في عتمة الظلام إن انقطاع التيار الكهربائي في إيران لم يعُد مجرد مشكلة منزلية أو مدنية، بل أصبح تهديداً مباشراً لحياة الناس، خصوصاً عندما يحدث في المستشفيات والمراكز الصحية أو وحدات الرعاية الأولية، حيث يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على المرضى والمصابين. وعلى رغم أن مستشفيات عدة مجهزة بمولدات طوارئ، فإن معظم هذه المولدات إما متهالكة أو غير فاعلة أو مخصصة لأقسام محددة فقط داخل المستشفى. وتشير تقارير من مدن مختلفة إلى أن بعض أقسام المستشفيات تغرق في الظلام التام خلال الدقائق الأولى من انقطاع الكهرباء وهذه دقائق حرجة قد تعني الفارق بين الحياة والموت بالنسبة إلى المرضى. وتزداد الخطورة في المستشفيات الصغيرة أو ضمن المناطق المحرومة، حيث قد لا تتوافر مولدات أصلاً أو تكون خارج الخدمة. سخرية الناس تجاه المسؤولين إن القاسم المشترك في جميع الروايات حول انقطاعات الكهرباء أمر واحد، الخسائر المالية المتواصلة، ومن دون أدنى دعم أو محاسبة لأولئك الذين وعدوا بتوفير الرفاه والاستقرار للمواطنين. وفي ظل غياب ردود واضحة وخطط مدروسة من المسؤولين، لجأ كثير من المواطنين إلى التعبير عن غضبهم عبر منصات التواصل الاجتماعي وفي الفضاءات العامة، مستخدمين سخرية لاذعة وتعليقات جارحة، إذ أطلق مستخدمو شبكات التواصل عدداً من الـ"هاشتاغات" على منصة "إكس" ومن بينها "عدنا لفترة الحرب (الإيرانية- العراقية)" و"الدولة الأقوى في المنطقة". وعلى رغم هذه الظروف الصعبة، زاد وزير الطاقة الإيراني عباس علي آبادي، في أحد ردود الفعل الأخيرة على أزمة انقطاع الكهرباء، مزيداً من الجراح على نفوس الناس، عندما زعم أن النظام الإيراني من بين الدول الرائدة في قطاع الكهرباء في المنطقة. كما أنه وعد بأن مشكلة الخلل في الطاقة ستُحل في القريب العاجل. وصدم الرئيس مسعود بزشکیان الذي وعد خلال حملته الانتخابية بالاستقالة إذا لم يتمكن من حل مشكلات الناس، المواطنين الخميس الماضي الموافق لـ15 من مايو (أيار) الجاري في كرمانشاه عندما قال صراحة "لا تتوقعوا حل مشكلة الكهرباء خلال شهرين فقط. وإذا كان هناك شخص يمكنه أن يقدم حلاً لمشكلة الكهرباء، فليتقدم". نقلاً عن "اندبندنت فارسية"


Independent عربية
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- Independent عربية
ازدهار تجارة الأفيون في أفغانستان
على خلاف ادعاءات حركة "طالبان" بوقف زراعة وإنتاج الأفيون بصورة كاملة في أفغانستان، تشير الأدلة إلى أن المزارعين في مناطق مختلفة من البلاد ما زالوا يواصلون زراعة الخشخاش بطرق مخفية، في وقت يستغل المهربون والبائعون المحليون شبكات التواصل الاجتماعي، بخاصة "إنستغرام"، للترويج ولبيع هذه المنتجات. أحد هذه الحسابات على منصة "إنستغرام"، الذي يحمل اسم المستخدم "أفيون آرمان 2025"، يتابعه أكثر من 67 ألف شخص، نشر مقاطع فيديو تظهر حزم أفيون تحمل الاسم نفسه، ويقول إن الأفيون ما زال متوفراً بكثرة في أفغانستان. وتقدم هذه المقاطع تعليمات حول كيفية التمييز بين الأفيون الأصلي عالي الجودة والتقليد، كما تعرض فيها أجهزة تعبئة وتغليف مخصصة لهذا الغرض. صاحب هذا الحساب لا ينشر صوراً لوجهه، لكنه يعرض، في قسم القصص، صوراً لأسلحة ومركبات وملصقات تحمل اسم "أفيون آرمان 2025". وتظهر بعض هذه المقاطع المصورة أنها صورت على ما يبدو في ولايتي هلمند ونيمروز، لكن موقع هذه الصور لا يمكن التحقق منه بصورة دقيقة. وهناك حساب آخر على "إنستغرام" يحمل اسم "کشاورز باييز" ينشط أيضاً في بيع بذور الخشخاش، ونشر مقاطع فيديو توضح أساليب زراعته وحصاده. وتدار تحت هذا الاسم صفحتان، إحداهما يتابعها نحو 50 ألف شخص، والأخرى نحو 18 ألفاً، ومعظم متابعيهما من سكان أفغانستان وإيران. ويطلب صاحب الحساب من الراغبين في الشراء إرسال رسائل خاصة للتنسيق، في وقت نشرت خلال الأسابيع الماضية لقطات من حقول الخشخاش جنوب أفغانستان. ويعد محمد كاكر واحداً من أبرز باعة الأفيون المعروفين في جنوب أفغانستان، إذ ينشر بصورة منتظمة مقاطع فيديو من نشاطه اليومي في هذه السوق غير القانونية. وكانت صفحته السابقة على "إنستغرام"، التي أغلقت في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 بعدما تجاوز عدد متابعيها 400 ألف، لكنه عاد أخيراً، بحساب جديد ويتابعه نحو 12 ألف متابع، ولديه عملاء من إيران وأفغانستان، وينتج محتوى بصورة منتظمة. وتنشط صفحات أخرى مشابهة على "إنستغرام" أيضاً، ولديها آلاف المتابعين، وتستهدف بالدرجة الأولى المستخدمين في أفغانستان وإيران. في الوقت نفسه أفادت مصادر محلية في ولايات بدخشان وبلخ وفراه لصحيفة "اندبندنت فارسية" بأن زراعة الخشخاش لا تزال مستمرة في القرى، على رغم صدور مرسوم من زعيم "طالبان" بحظرها في أبريل (نسيان) 2022، مشيرة إلى أن المزارعين عمدوا إلى تشييد جدران حول الحقول لإخفائها. وقال مصدر في ولاية فراه إن بعض قادة "طالبان" امتنعوا عن تدمير مزارع الخشخاش، بعد تلقيهم رشى من المزارعين. وأكد المصدر، الذي يملك متجراً لبيع المواد الغذائية في مركز الولاية، أن مستوى الزراعة انخفض بالفعل، لكنه أشار إلى أن المزارعين ما زالوا يزرعون الخشخاش بسبب عدم وجود سبل عيش بديلة. وأضاف أن بعض المزارعين، في قرى بولاية فراه، اتجهوا على نطاق واسع إلى زراعة نبتة الإيفيدرا، بسبب شح المياه، وهي نبتة مقاومة للحرارة وتستخدم في تصنيع مخدر الميثامفيتامين المعروف بـ"الشیشة"، وتحتاج إلى كميات قليلة من الماء. وأعرب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والمركز الأوروبي لرصد المخدرات والإدمان، في تقارير سابقة، عن قلقهما من تزايد إنتاج المخدرات الصناعية في أفغانستان. كما أعربت دول الجوار، ومنها إيران وطاجيكستان، عن قلقها من تصاعد تهريب المواد المخدرة الطبيعية والصناعية من الأراضي الأفغانية. وفي أحدث الحالات، أعلنت وزارة الداخلية التابعة لطالبان في الـ26 من مارس (آذار) الماضي ضبط شحنة مكونة من 40 كيلوغراماً من مخدر "الشيشة" على الحدود في إسلام قلعة بولاية هرات، كانت في طريقها للتهريب إلى إيران. وفي الرابع من مارس الماضي، أعلنت "طالبان" ضبط آلاف الكيلوغرامات من المواد المخدرة في ولاية تخار، كانت موجهة للتهريب إلى دول آسيا الوسطى، بما في ذلك طاجيكستان. ووفقاً لتقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة الصادر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، شهدت زراعة الأفيون في أفغانستان خلال ذلك العام ارتفاعاً بنسبة 19 في المئة، إذ خصص نحو 12800 هكتار (الهكتار يساوي 10 آلاف متر مربع) من الأراضي لزراعة الأفيون. وكشف مصدر مطلع في مدينة فيض آباد، مركز ولاية بدخشان، اشترط عدم الكشف عن هويته، عن أن زراعة الخشخاش استمرت هذا الربيع في عشرات الهكتارات من الأراضي في مقاطعات يمغان وأرغو ووردوج ويفتل وبهارك وراغستان، على رغم تشديد "طالبان" على المزارعين. وبحسب المصدر نفسه، أرسلت "طالبان" قواتها في ربيع 2024 إلى بدخشان لمحاولة تدمير هذه المزارع، إلا أن قادة محليين في الحركة تلقوا رشاوى حالت دون تنفيذ عملية تدمير هذه المزارع. وفي العام الماضي، وبعد التوترات التي أعقبت تدمير مزارع الخشخاش في بدخشان، عين زعيم حركة "طالبان" الملا هبة الله آخوند زادة الملا جمعة خان فاتح، وهو أحد القادة المحليين النافذين، ممثلاً خاصاً لشؤون مكافحة المخدرات في بدخشان، ووفر له إمكانات عسكرية. ومع ذلك، لم يؤد هذا التعيين إلى وقف زراعة الخشخاش في المنطقة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ووفقاً لتقرير صادر عن الأمم المتحدة فإن جغرافيا زراعة المخدرات في أفغانستان تحولت من الجنوب إلى الشمال والشمال الشرقي من البلاد، إذ أصبحت ولاية بدخشان حالياً أحد المراكز الرئيسة لزراعة الخشخاش. في أحدث التطورات، اندلعت اشتباكات الإثنين الماضي بين مجموعة من المزارعين وقوات "طالبان" في أعقاب محاولة الأخيرة تدمير مزارع الخشخاش. ووفقاً لمصادر محلية، جرى اعتقال أكثر من 30 شخصاً من سكان المنطقة خلال اليومين الماضيين. وفي رد فعل على حملة الاعتقالات، أصدر الأهالي نداء احتجاجياً عبر مكبرات الصوت في أحد المساجد. وعلى إثر ذلك، أرسلت "طالبان" تعزيزات عسكرية من المدن المجاورة إلى منطقة أرغو. وأوضح سكان هذه المنطقة أن سبب الاحتجاجات هو تدمير مصادر رزقهم من دون توفير بدائل معيشية، إضافة إلى تهميشهم من عملية اتخاذ القرار. وشهدت بدخشان العام الماضي أيضاً حوادث مشابهة، إلا أنه جرى احتواؤها بوساطة رئيس هيئة أركان جيش "طالبان" قاري فصیح الدين فطرت وقائد الجيش في قندوز مولوي أمان الدين منصور، وكلاهما من أبناء بدخشان. وفي الاتفاق الذي وقع في فبراير (شباط) 2020 في دولة قطر بين حركة "طالبان" والولايات المتحدة، كانت حركة "طالبان" تعهدت بقطع علاقاتها مع الجماعات الإرهابية وإيقاف إنتاج وتهريب المخدرات وتشكيل حكومة شاملة، ومع ذلك تقول الأمم المتحدة إن "طالبان" لم تلتزم بأي من هذه التعهدات. وبسبب خرقها الالتزامات الدولية وعدم احترامها بنود الاتفاق، لم تعترف أية دولة حتى الآن بنظام "طالبان" في أفغانستان. نقلاً عن "اندبندنت فارسية"


Independent عربية
٠٨-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- Independent عربية
من يقف وراء هجمات "داعش خراسان" في أفغانستان وإيران؟
محمد شريف الله، الرجل الذي وصفه مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه "وحش"، ويقال إنه اعتُقل في باكستان ونقله إلى الولايات المتحدة بعدما أصدر ترمب أمراً صريحاً بالقبض على مرتكبي جريمة قتل 13 جندياً أميركياً، والآن يواجه العدالة الأميركية. كما أنه لعب دوراً محورياً في التخطيط للعمليات الإرهابية لتنظيم "داعش خراسان" في إيران. وقال مصدر أمني في الحكومة الأفغانية السابقة لصحيفة "اندبندنت فارسية" إن شريف الله لديه تاريخ حافل بالعنف وتنفيذ الهجمات، وهو أحد أكثر القادة الدموية في تنظيم "داعش خراسان". اتهمت وزارة العدل الأميركية محمد شريف الله بالتورط في التخطيط لقتل 13 جندياً أميركياً في الـ26 من أغسطس 2021 في كابول (أ ف ب) واتهمت وزارة العدل الأميركية، في بيان، محمد شريف الله بالتورط في التخطيط لقتل 13 جندياً أميركياً في الـ26 من أغسطس (آب) 2021 في العاصمة كابول، وأعلنت أنه سيحاكم في المنطقة الشرقية من فرجينيا. وأشارت المدعية العامة الأميركية بام بوندي إلى محمد شريف الله باعتباره الإرهابي الشرير في تنظيم "داعش خراسان"، وأضافت أنه العقل المدبر لقتل 13 جندياً أميركياً شجاعاً. وجاء في بيان بوندي أيضاً أنه في ظل القيادة القوية للرئيس ترمب في الساحة الدولية، ستضمن وزارة العدل ألا يكون للإرهابيين مثل محمد شريف الله ملاذ آمن، ولا فرصة ثانية، ولا عدو أسوأ من الولايات المتحدة. وقال رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي كاش باتيل في تعقيبه على خبر اعتقال محمد شريف الله إن "الهجوم المميت الذي أودى بحياة 13 جندياً أميركياً ومدنيين أفغان أثناء انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان كان عملاً إرهابياً، وتنظيم (داعش خراسان) قد أعلن مسؤوليته عن هذه الجريمة بصورة علنية. والآن، وبفضل تعاون مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل ووكالة الاستخبارات المركزية، نجحنا في القبض على محمد شريف الله ونقله إلى الولايات المتحدة لمواجهة العدالة". خلفية محمد شريف الله التنظيمية لا تتوفر معلومات دقيقة عن الزمان والمكان الذي ولد فيه محمد شريف الله، لكن اثنين من ضباط الأمن الوطني في الحكومة الأفغانية السابقة كانا على دراية بقضية اعتقاله وسجنه في سبتمبر (أيلول) 2019. وفي مقابله لهما مع صحيفة "اندبندنت فارسية" قدماً بعض التفاصيل والمعلومات عن شريف الله. وبحسب هذه المعلومات، يبدو أنه انضم إلى تنظيم "داعش خراسان" عام 2016، أي بعد عامين من ظهور التنظيم، وكان عضواً في الدائرة المركزية للتنظيم في العاصمة كابول، والذي كان يقوده ثناء الله غفاري الزعيم الحالي لتنظيم "داعش خراسان". وكان شريف الله يعمل في كابول تحت أسماء مستعارة مثل جعفر وأجمل وناصر، وفي يوليو (تموز) 2019، ألقت الحكومة الأفغانية السابقة القبض عليه مع اثنين من مرافقيه، وظل محتجزاً في سجن "باغرام" حتى الـ15 من أغسطس 2021 عندما انسحبت القوات الأميركية من أفغانستان وسقطت كابول في أيدي حركة "طالبان". أشارت وزارة العدل الأميركية إلى أنه لعب دوراً بارزاً في الهجوم على قاعة كروكوس للحفلات الموسيقية في موسكو في مارس 2024، مما أسفر عن مقتل نحو 130 شخصاً وإصابة العشرات (رويترز) اعترافات حول هجمات "داعش خراسان" وبحسب اعترافات شريف الله أثناء التحقيق معه من قبل وكالة الأمن الوطني للحكومة الأفغانية السابقة فإنه ورفاقه خططوا ونفذوا 29 هجوماً دامياً، تركز معظمها على مراكز أمنية ودبلوماسية ومواقع حكومية. أما الهجمات التي اعترف بها شريف الله على أنه قام بالتخطيط لها وتنفيذها على سبيل المثال لا الحصر، إطلاق قذيفة هاون على القصر الرئاسي في عيد الأضحى، إطلاق صاروخ على مبنى السفارة الأميركية لدى كابول، توجيه ونقل خمسة انتحاريين في كابول لمهاجمة مقر الجيش، توجيه انتحاري لمهاجمة الصحافيين في كابول، الهجوم الانتحاري على جسر محمود خان في كابول، الهجوم الانتحاري على جامعة مارشال فهيم العسكرية في كابول، الهجوم بقذائف الهاون على مسجد عبدالعلي مزاري في غرب كابول، الهجوم الانتحاري على حديقة شهر نو في كابول، والهجوم الانتحاري الذي استهدف زعيم حزب الوحدة الإسلامية في أفغانستان محمد محقق... وغيرها من العمليات الانتحارية الأخرى". وبالنسبة إلى اعترافات عبدالواحد، وهو أحد المقربين من محمد شريف الله، ومنها "الهجوم على مفتي نعمان في منطقة شكر دره في كابول، الهجوم على تجمع حركة التنوير في منطقة ده مزنك في كابول، الهجوم على مواطنين نيباليين على طريق جسر جرخي في كابول، تسهيل نقل الانتحاريين لمهاجمة ضريح سخي في كابول، التخطيط وتسهيل الهجوم على السفارة العراقية لدى كابول، الهجوم الصاروخي على السفارة الأميركية ومطار كابول... وغيرها من الهجمات الأخرى". وأدت معظم هذه الهجمات إلى مقتل جنود وموظفين حكوميين ومدنيين وبعض مواطني الدول الأخرى الذين كانوا يعملون لدى المنظمات الدولية في أفغانستان. وفي مقطع فيديو نشر لاعترافات محمد شريف الله أثناء سجنه من قبل الحكومة الأفغانية السابقة يقول إنه انضم إلى تنظيم "داعش خراسان" عام 2016. وبحسب معلومات من مصادر أمنية في الحكومة الأفغانية السابقة التي كانت قد تابعت من كثب ملفه أثناء اعتقاله وسجنه، فقد عمل شريف الله في السجن على تجنيد بعض السجناء والأنشطة الدعائية في سجن "باغرام" في كابول، ولهذا السبب وضع في الحبس الانفرادي فترة من الوقت. وأطلق شريف الله مع المئات من أعضاء تنظيم "داعش خراسان"، من سجن "باغرام" والسجون الرئيسة الأخرى التي تديرها الأجهزة الأمنية، بما في ذلك وكالة الأمن الوطني الأفغانية، في الـ15 من أغسطس 2021، أثناء سقوط كابول على أيدي حركة "طالبان". كما أطلق عبدالرحمن لوكري، الانتحاري الذي فجر حزامه الناسف على بعد خطوات قليلة من الجنود الأميركيين، وبين تجمع للمواطنين الأفغان في مطار كابول في الـ26 من أغسطس، من سجن "باغرام" في الـ15 من أغسطس 2021. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) مصير محمد شريف الله في الولايات المتحدة وأشارت وزارة العدل الأميركية، في بيانها، إلى الدور الرئيس الذي لعبه شريف الله في عملية التنظيم والتخطيط، ونقل عبدالرحمن لوكري إلى مكان الهجوم، وأعلنت أنه لعب دوراً بارزاً أيضاً في الهجوم على قاعة كروكوس للحفلات الموسيقية في موسكو في مارس (آذار) 2024، مما أسفر عن مقتل نحو 130 شخصاً وإصابة العشرات من الروس. وجاء في بيان وزارة العدل الأميركية أن شريف الله متورط في الهجوم على السفارة الكندية في كابول عام 2016 وهجمات قاتلة أخرى، وقد يواجه حكماً بالسجن مدى الحياة. واعترف خلال التحقيقات التي أجريت معه من قبل الشرطة الفيدرالية الأميركية بأنه درب المهاجمين على كيفية استخدام الأسلحة المستخدمة في الهجوم القاتل في مدينة موسكو، وأنه كان يعرف اثنين من المهاجمين. وذكرت مجلة "التايم" في تقريرها أن شريف الله اعترف أيضاً بالتورط في عديد من الهجمات القاتلة التي نفذها تنظيم "داعش خراسان" في إيران، ومنها الهجوم الذي وقع في مدينة كرمان في يناير (كانون الثاني) 2024، إذ قتل ما لا يقل عن 100 شخص وجرح نحو 211 آخرين. وعلى رغم أن بعض وسائل الإعلام ذكرت أنه كان عضواً في "شبكة حقاني"، إحدى المجموعات القوية التابعة لحركة "طالبان"، قبل انضمامه إلى تنظيم "داعش خراسان"، فإن مصادر أمنية من الحكومة الأفغانية السابقة ذكرت أنه لا يوجد دليل على عضوية شريف الله في الفصائل التابعة لحركة "طالبان". وكما هو معلوم فإن الاشتباكات الدامية بين حركة "طالبان" وتنظيم "داعش" بدأت عام 2015 في مناطق شرق وجنوب أفغانستان، ولا تزال مستمرة حتى يومنا هذا. وعلى رغم أن مسؤولي "طالبان" قالوا في أكثر من مناسبة، إن تنظيم "داعش" تم قمعه واحتواؤه في أفغانستان، فإنه أثار مخاوف دولية في شأن مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة، إذ خلال السنوات الثلاث ونصف السنة الماضية نفذ "داعش خراسان" هجمات قاتلة في أفغانستان أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن تسعة من كبار المسؤولين في نظام "طالبان". وفي أعقاب الهجوم القاتل الذي وقع في الـ26 من أغسطس في مطار كابول، والذي أعلن "داعش خراسان" مسؤوليته عنه، عرض برنامج مكافآت العدالة التابع لوزارة الخارجية الأميركية مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى تحديد هوية أو مكان ثناء الله غفاري، المعروف باسم شهاب المهاجر، زعيم "داعش خراسان" في أفغانستان. وعلى رغم قول "طالبان" إنها فككت نواة قيادة "داعش خراسان" في أفغانستان، فإن الحركة لا تزال لا تملك أية معلومة أو فكرة عن مكان وجود زعيم "داعش خراسان"، ولكن من الممكن أن يؤدي اعتقال محمد شريف الله، الذي يعد من الشخصيات العملياتية الرئيسة في هيكل "داعش خراسان" إلى الكشف عن مكان اختباء قيادات التنظيم وأساليب عملها في أفغانستان وباكستان أثناء التحقيق. ولم تنشر أجهزة الأمن الأميركية حتى الآن كثيراً من التفاصيل حول اعترافات شريف الله، لكنها اعتبرت اعتقاله خطوة مهمة نحو محاسبة مرتكبي الهجمات على المواطنين الأميركيين. نقلاً عن "اندبندنت فارسية".


Independent عربية
٠٥-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- Independent عربية
تنفيذ حكم الجلد بحق فنان إيراني لتوزيعه أغنية تتحدى الحجاب
نفذ القضاء الإيراني اليوم الأربعاء حكم الجلد بحق المغني مهدي يراحي كجزء من الأحكام الصادرة ضده بسبب إنتاجه أغنية تتحدى قوانين الحجاب المفروضة ضد النساء في البلاد. وأعلنت زهراء مينويي محامية الدفاع عن يراحي على حسابها على منصة "إكس" أن حكم الجلد كان آخر مرحلة من الحكم الذي أصدرته محكمة الثورة ضد موكلها. أغنية ضد الحجاب الحكومي وحكم القضاء الإيراني على يراحي بالسجن سنتين وثمانية أشهر و74 جلدة ودفع عقوبة مالية بسبب بثه أغنية ضد الحجاب الحكومي، كما شمل الحكم منعه من أي نشاط فني لمدة سبعة أعوام. وكان يراحي نشر أخيراً مقطع فيديو أكد فيه أنه لن يطلب إلغاء حكم الجلد. مقتل الفتاة الإيرانية مهسا أميني وكان يراحي بث أكثر من أغنية خلال الاحتجاجات التي تلت مقتل الفتاة الإيرانية مهسا أميني، وقال في مقطع فيديو "من الآن فصاعداً، سوف لن أقدم على أي ترخيص لأعمالي، ولن أستخدم أي محسوبية... بعدما حصل هذا الوعي، لن أتراجع أبداً، وسأبقى إلى جانب النساء في وطني". واعتقل يراحي (42 سنة) في أغسطس (آب) عام 2024 لتوزيعه "أغنية مخالفة للقانون" شكلت تحدياً "لأخلاق وأعراف مجتمع إسلامي"، وأفرج عنه بكفالة في أكتوبر (تشرين الأول) من العام ذاته. أطلق المغني أغنية بعنوان "روسريتو" وأطلق المغني أغنية بعنوان "روسريتو"، أي "وشاحك" بالفارسية قبل وقت قصير من حلول ذكرى وفاة مهسا أميني. وتوفيت الإيرانية - الكردية أميني (22 سنة) بينما كانت محتجزة لدى الشرطة في الـ16 من سبتمبر (أيلول) عام 2022 بعد توقيفها للاشتباه في خرقها قواعد اللباس الصارمة المفروضة على النساء في البلاد. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) قتلى واحتجاجات وقتل مئات، بينهم عشرات من عناصر الأمن، خلال الاحتجاجات التي اندلعت في أنحاء إيران بعد وفاتها، كما أوقفت السلطات آلاف المحتجين الذين اتهمتهم بالمشاركة في "أعمال شغب" بتشجيع من الغرب. وفي تسجيل مدته ثلاث دقائق رافق إطلاق الأغنية، أعرب يراحي عن تأييده حق النساء في اختيار وضع الحجاب من عدمه، وأهدى الأغنية إلى "النساء الإيرانيات الشجاعات" اللواتي شاركن في الحراك الاحتجاجي. وسبق ليراحي أن فاز بجائزة أفضل مغني "بوب" ضمن مهرجان "فجر" الذي يعد أهم حدث موسيقي ينظم بدعم من الحكومة الإيرانية. تحولت الأغنية إلى نشيد وتحولت أغنيته "سرود زن" (نشيد النساء) التي صدرت في أكتوبر عام 2024 إلى نشيد احتجاجي رُدد خصوصاً في الجامعات. وانتقد يراحي السلطات مراراً خلال حفلاته الموسيقية متهماً إياها بالتمييز، لا سيما في محافظة خوزستان المتعددة الأعراق التي يتحدر منها. وإزاحة الستار عن عقوبة المغني مهدي يراحي جاءت بعد جلد السلطات الإيرانية امرأة 74 جلدة بتهمة "مخالفة الآداب العامة" وفرضت عليها غرامة لعدم تغطية رأسها بالحجاب. وأطاحت "الثورة الإسلامية" بنظام الشاه في إيران عام 1979 واعتباراً من عام 1983 بات الحجاب إلزامياً للنساء. وتعرض النساء للجلد لانتهاكهن قواعد اللباس الصارمة ليس شائعاً في إيران، غير أن السلطات بدأت تقمع بصورة متزايدة جميع الذين يتحدون هذه القواعد، خصوصاً بعد الاحتجاجات التي بدأت في أواخر عام 2022 عقب وفاة الشابة أميني التي أوقفتها "شرطة الأخلاق" لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في البلاد. نقلاً عن "اندبندنت فارسية".


Independent عربية
٠١-٠٣-٢٠٢٥
- Independent عربية
رعب يجتاح عوائل أطفال اختفوا من "مدارس طالبان"
يضطر الكثير من العوائل الأفغانية إلى إرسال أبنائهم إلى مدارس "طالبان" الدينية نظراً لانتشارها في أنحاء أفغانستان وتقديمها خدمات مجانية في ظل عدم الاهتمام بالمدارس الحديثة وانتشار الفقر المدقع والبطالة المتفشية في البلاد. لكن في الآونة الأخيرة ارتفعت وتيرة القلق لدى العوائل مع تزايد حالات هرب الأطفال من هذه المدارس. وقالت مصادر مطلعة في ولاية بدخشان شمال شرقي أفغانستان في حديث لـ"اندبندنت فارسية" إن أربعة من العوائل كشفوا عن اختفاء أطفالهم أثناء ذهابهم إلى مدارس "طالبان" في بدخشان وننكرها وسربل وبرخيدكر. وكشف إعلان نشرته إحدى هذه العوائل على مجموعة "واتساب" أن طفلين يدعيان طلحة وصفي الله وتتراوح أعمارهما بين 10 إلى 12 سنة ويقطنان في مدينة كوهستان في بدخشان، اختفيا قبل شهرين من مدرسة تدعى جامعة صديقين ولم يعرف مصيرهما. وفي هذا الإعلان الذي وضعه الأهالي في "واتساب" أكدوا أنهم لا يملكون أي معلومات عنهما ولا يعرفوا فيما إذا ذهبا إلى مدينة أخرى أو فيما إذا خطفهما أحد أثناء حضورهما في المدرسة. وضمن إعلان آخر انتشر في "واتساب" أيضاً، قال المجلس العام في بدخشان إن طفلاً يدعى محب الله ولم يتجاوز عمره 10 سنوات اختفى من المدرسة الدينية في المحافظة. والطفل من قرية أنيس آباد في مدينة كشم التابعة لولاية بدخشان وطلبت عائلته ممن لديه معلومات عنه التواصل معهم لمعرفة مصير ابنها. وتكرر الأمر نفسه لكن هذه المرة عبر غروب "واتساب" يحمل اسم "التضامن بين سكان بدخشان"، إذ أكد أن طفلاً يدعى محمد مراد من قرية بيدكلان في مدينة "يفتل السفلى" في محافظة بدخشان هرب من المدرسة الدينية التابعة لدار العلوم عمر بن الخطاب في مدينة نهرين بولاية بغلان. ولم يكشف البيان سبب هربه من المدرسة لكن عائلته وضعت أرقام هواتفها وطلبت ممن يحصل على معلومة عن ابنها التواصل معه. بالتزامن مع ذلك وبعد انتشار هذه الرسائل وضعت شرطة "طالبان" صورة طفلين في مدينة شكردره في محافظة كابول. وذكرت أن الطفلين محمد عرفان وبرهان من قرية زرشخ التابعة لمدينة بهارك في محافظة بدخشان اختفيا منذ فترة ولا يعرف ذووهما عن مصيرهما. وذكر البيان أن الطفلين لا يعرفان اسم والدهما والعنوان الدقيق لمنزلهما. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) على رغم أن "طالبان" لا تنشر معلومات عن المدارس الدينية التي تديرها في أفغانستان لكن مصادر في بدخشان قالت إن ظاهرة الهرب من المدارس واختفاء الأطفال منتشرة فيها منذ عودة الحركة إلى الحكم وإقامة تلك المدارس في البلاد. بدوره، أكد مصدر مطلع من محافظة بدخشان، طلب عدم ذكر اسمه، أن ذوي أحد هؤلاء الأطفال الهاربين التزموا الصمت خشية "طالبان" واكتفوا فقط بالبحث عن ابنهم في المناطق القريبة. ونبه المصدر إلى أن الأطفال الذين يختفون من المدارس الدينية التابعة لـ"طالبان" تتراوح أعمارهم بين سبعة إلى 15 سنة، ولا توجد أي معلومات عن الأفراد أو الجهات التي تختطفهم، موضحاً أن عوائل هؤلاء الأطفال يساورهم القلق من اختطاف أطفالهم من أجل الاستغلال الجنسي أو الاختطاف من قبل "داعش خراسان" بهدف تجنيدهم للانضمام إلى قوات التنظيم الانتحارية. والأطفال الذين اختفوا في أفغانستان يسكنون غالباً في المناطق التي شهدت حضوراً لـ"داعش خراسان" منها مدينة خيوه في محافظة ننكرهار، ومدينة نهرين في محافظة بغلان، ومدينة شكردره في محافظة كابول، وفيض آباد في محافظة بدخشان إضافة إلى مناطق في محافظة "سربل" التي كان لـ"داعش خراسان" نشاط فيها. كان تنظيم "داعش خراسان" يسيطر على مناطق في ننكرهار حتى عام 2019، والقيادي في هذا التنظيم ثناء الله غفاري المعروف بـ"شهاب المهاجر" هو من أهالي مدينة شكردره في كابول. وعلى رغم أنه لا توجد تفاصيل عما إذا كان هؤلاء الأطفال قد خطفوا بواسطة التنظيم المتطرف يبقى القلق مهيمناً على الكثير من العوائل التي انقطعت بها سبل التواصل بأطفالها المختفين. وسبق أن أطلق "داعش خراسان" قنوات إعلامية بلغات مختلفة منها الفارسية والبشتو والأوزبكية والأردو وبقية اللغات المحلية في أفغانستان وباكستان وآسيا الوسطى تستهدف تجنيد الأطفال واليافعين في هذه المناطق. وكان غالبية الانتحاريين الذين نفذوا عمليات لمصلحة هذا التنظيم من طاجيكستان وأفغانستان ما يزيد من قلق عوائل الأطفال المخطوفين من استغلال حالة الفقر المتفشية في البلاد لتجنيد الأطفال والشباب للانخراط في صفوف التنظيم الإرهابي. من جانب آخر، تمثل هذه المدارس الدينية التي تديرها "طالبان" أرضية للترويج إلى الفكر المتطرف وتثير القلق من تجنيد الأطفال من قبل المجموعات الإرهابية. ومع إغلاق أبواب المدارس والجامعات بوجه الفتيات والنساء وعدم اهتمام "طالبان" بإقامة مدارس حديثة فإن لجوء العوائل الفقيرة إلى المدارس الدينية وإرسال أطفالها إليها ارتفع بشكل ملحوظ في أفغانستان. بناء على أمر أصدره قائد "طالبان" عام 2022 فإن وزارة المعارف (التعليم والتربية) معنية بإقامة مدارس دينية في المدن ومراكز المحافظات. وهذه المدارس التي يتسع بعضها لاستقطاب ألف طالب توفر إمكانات مثل المبيت وتقدم ثلاث وجبات غذائية بالمجان للطلبة كذلك فإن المعلمين في هذه المدارس يتلقون رواتب من "طالبان". نقلاً عن "اندبندنت فارسية"