أحدث الأخبار مع #بالحربالباردة


النهار
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- النهار
أخونا بابا الكاثوليك
كان اختيار الكاردينال الأرجنتينى خورخي ماريو بيرغوليو ليجلس على الكرسى البابوى لبطرس الرسول، ويصبح البابا فرنسيس رأس الكنيسة الكاثوليكية، أبعد من مجرد حدث قدري أو مصادفة كونية حسنة منحت العالم، وليس الكاثوليك فقط، البابا الجنوبى الاستثنائى القادم من المجتمع اللاتينى ليطوف بالكنيسة العملاقة العالم، مبشراً بقيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية بين جميع البشر، لكنها كانت تعبيراً عن لحظة فارقة فى عمر الكنيسة الكاثوليكية كانت تحتاج فيها إلى شخصية الحبر الأعظم الراحل تحديداً دون غيره. خرجت الكنيسة الكاثوليكية من حبرية البابا الراحل "البولندي" يوحنا يولس الثانى (1978- 2005)، لتودع حقبة كبرى ارتبطت بالحرب الباردة وتوازناتها وبصراع مع الشيوعية استخدم فيه الإيمان سياسياً، وسرعان ما انتقل إلى صراع مكتوم مع العالم، دفع الكنيسة نحو الحركة البطيئة المتأنية التى خلقت تحفظاً غير معلن فى الانفتاح والحوار. لكن 8 سنوات من حبرية البابا الأسبق "الألماني" بنديكت السادس عشر (2005- 2013)، حولت هذا التحفظ إلى توجس، والحركة البطيئة إلى سكون، وسط تفجر قضايا وتحديات لا يمكن التعامل معها بالجمود أو التجاهل أو الاحتواء، ما ألقى بتأثيره على الكنيسة وشعبيتها بين المؤمنين داخلها ومع العالم. هنا فى الشرق وداخل الأزهر الشريف، الكيان الأكبر إسلامياً، انتهى الحوار مع الفاتيكان إلى قطيعة والعلاقة البروتوكولية إلى تجميد بعد محطات توتر، كان بطلها الرئيس استدعاء البابا بنديكت حواراً تاريخياً ( يمس بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، والإسلام ) بين إمبراطور بيزنطي ومثقف فارسي، لكن البابا فرنسيس جاء منطلقاً من حوار تاريخي آخر بين السلطان الكامل سلطان المسلمين فى مصر المملوكية، والقديس فرنسيس الأسيزي فىي القرن الثالث عشر الميلادي، وفي أتون الحرب الصليبية على الشرق ومن داخل معسكرات المسلمين في مدينة دمياط التي ذهب إليها فرنسيس الأسيزي طوعاً ليجري حواراً يتعرف من خلاله إلى حقيقة الإسلام والمسلمين. من هنا يمكن القول إن اختيار البابا فرنسيس جاء استجابة للحظة كانت تحتاج فيها الكنيسة الكاثوليكية لإصلاح داخلها يمنحها دفعة من الحيوية، وإصلاح مع العالم يراه من منظور الشراكة والأخوة، لبابا يرى فى نفسه أنه يمثل كل الناس بتنوعاتهم، وأن لديه مسؤولية عن كل المؤمنين وغير المؤمنين. أتعب البابا فرنسيس من سيأتي بعده، ترك له إرثاً كبيراً من الانفتاح والحوار والمبادرات الإصلاحية والنظرة الشاملة إلى الكوكب وسكانه باعتبارهم إخوة، والزهد الذي استمر حتى رسم سيناريو تجنيزه ودفنه. يوم إعلان وفاته حكيت أنني تحدثت إلى فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر عن البابا فرنسيس في بداية عودة الحوار بين الأزهر والفاتيكان بعد ثلاثة أعوام من بداية حبريته، وبعد لقاءين فقط بينهما، فقال لي "إنه رجل دين حقيقي"، وعندما سألته عن القصد من ذلك، قال إنه يعبر عن الصورة الطبيعية والمفترضة عن رجل الدين فى أن يكون "زاهداً خيراً محباً للناس، متسامحاً، خلوقاً، عطوفاً، خدوماً، قريباً من الضعفاء والفقراء، رجلَ سلام، يفعل ما يقول.. لا يتعصب أو ينحاز في خصومة على أساس ديني أو مذهبي". بينما يجتمع مجمع الكرادلة فىي الفاتيكان لاختيار خليفة البابا فرنسيس، الأرجح أن بين أيديهم هذا التراث الكبير من الحوار والانفتاح والعلاقة المختلفة جداً مع الشرق ورموزه وعلى رأسهم الإمام الأكبر شيخ الأزهر الذي وقع معه البابا الراحل وثيقة الأخوة الإنسانية، والتزم من خلالها العمل معه على نشر مبادئها وتحويل نصوصها إلى واقع مفعّل. بعض التحليلات يذهب إلى أن اختيار البابا فرنسيس كانت له ظروف تاريخية احتاجت فيها الكنيسة الكاثوليكية إلى شخص مثله لتعبر منعطفات كبرى وتتجاوز أزمات صعبة، وأن بعض الفاعلين داخل حاضرة الفاتيكان يفضلون فرملة "الفرنسيسية" قليلاً، سواء ما يتعلق منها بالحوار مع الشرق المسلم، أم في البحث عن سبل لتوحيد المعمودية مع الكنائس الأخرى، أو الإصلاحات الداخلية، بالتوازي مع اتجاه العالم يميناً خصوصاً فى الغرب. لكن يقينى أن البابا الراحل وضع الفاتيكان على قضبان مختلفة تماماً، وأن بقاء الكنيسة الكاثوليكية ككيان ملهم للعالم كله، وكمرجعية أخلاقية، أصبح أمام كل الناس مرهوناً باستمرار تلك "الفرنسيسية"، وبخليفة نستطيع أن نصفه فى الشرق بـ"أخونا" كما كنا نصف سلفه، يكون قادراً على التعبير عن تلك الحالة ونقلها إلى آفاق أرحب تعزز خيار الأخوة الإنسانية كخيار وحيد قادر على أن يحمي العالم من التوترات والتنازعات الدينية والطائفية وتلك السياسية التي تستثمر في الدين كأداة صراع وليس كأداة تعايش.


المصري اليوم
١٨-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- المصري اليوم
"زي النهارده" في 18 إبريل 1955.. انعقاد مؤتمر باندونج
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بكل مآسيها وأحزانها، وشهد العالم تشكل نظام دولي جديد يتسم بالقطبية الثنائية؛ حيث ظهرت على المسرح العالمي الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، وبدأ العالم يدخل مرحلة جديدة من تاريخه عُرفت بالحرب الباردة ، فتشكلت أحلاف عسكرية استقطب فيها كل من المعسكرين الشيوعي والرأسمالي الدول التي تدور في فلكه.وفي ظل هذا الاستقطاب الشديد كانت بواعث حركة عدم الانحياز تولد وفي مطلع الخمسينيات شهد العالم أكبرحركة تحريرية في تاريخه المعاصر تمثلت في استقلال جزء كبير من المستعمرات في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وبدأت هذه الدول تطالب بمكان لها في المسرح العالمي،وجمعتها قواسم مشتركة أهمها: معارضتها لسياسة الارتباط بأي من المعسكرين الشيوعي والرأسمالي، ورغبتها في الوقوف بعيدًا عن سياسات الحرب الباردة وتكتلاتها وأحلافها، وسعت هذه الدول لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وإيجاد أسس جديدة للعلاقات الدولية تضع نهاية للسيطرة الأجنبية بكافة صورها وأشكالها سعت الدول الآسيوية إلى الدعوة لعقد مؤتمر في باندونج،وأخذت هذه الدول تبحث عن صيغ مختلفة وجديدة لعلاقاتها بالدول الأخرى، وكانت البداية في سعي الدول الآسيوية لتأسيس منظمة إقليمية تجمعها، ففشلت الفكرة في نيودلهي عام ١٩٤٣ ثم كررت الهند وباكستان وإندونيسيا المحاولة ودعت لعقد مؤتمر فكان المؤتمرالآسيوى الأفريقى(أو مؤتمر باندونج )الذي اجتمع بناء على دعوة حكومات بورما وسيلان والهند وإندونيسيا وباكستان، في باندونج «زي النهارده» في 18 أبريل 1955 واستمر حتى 24 إبريل 1955وفضلا عن الدول الداعية، فقد اشتركت في المؤتمر 24 دولة أخرى وقد شارك فيه الرئيس عبدالناصر بالإضافة إلى رئيس وزراء الهند جواهر لال نهرو وجوزيف تيتو رئيس يوغسلافيا والرئيس السوداني إسماعيل الأزهري وجبهة التحريرالوطني تبنى المؤتمر مجموعة من القرارات لصالح القضايا العربية وضد الاستعماراستمر المؤتمر لمدة ستة أيام، وكان النواةَ الأولى لنشأة حركة عدم الانحياز واتسعت قاعدة عضويته لوفود أفريقية وآسيوية،وبدأ المؤتمر، واستمر لمدة ستة أيام، وكان هذا المؤتمر بمثابة نقطة الانطلاق الأولى لحركة عدم الانحياز،وساد بين الحضور روح من التفاهم أُطلق عليها آنذاك"روح باندونج" غير أن مفهوم عدم الانحياز لأي من القوتين العظميين لم يكن في حد ذاته هو المعيارالذي جمع هذه الوفود ومع امتداد النصف الثاني من الخمسينيات تبلورت لحركة عدم الانحياز قيادة ثلاثية ضمت:نهرو والرئيس اليوغسلافي تيتو وجمال عبدالناصر، واستفادت هذه القيادات من تصدرها لحركة عدم الانحياز في خدمة تطلعاتها القومية؛ فتيتو وجد في الحركة عنصرًا مؤازرًا له بعد قطيعته مع الاتحاد السوفيتي، أما نهرو فوجد فيها عونًا له في مواجهة التهديدات الصينية، وضغوط الأحلاف العسكرية الأمريكية في آسيا. أما عبدالناصر فكان يحتاج إلى مساندة عالمية ضمن له استقلال مصر.


سواليف احمد الزعبي
٠٩-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- سواليف احمد الزعبي
مشروع وقوة ترامب المُسيطر كونيا…نتاج لأيدلوجيا ام لتكنولوجيا..؟..رؤية تفكرية واخزة..
#مشروع وقوة #ترامب المُسيطر كونيا…نتاج لأيدلوجيا ام لتكنولوجيا..؟..رؤية تفكرية واخزة.. ا.د #حسين_طه_محادين* (1) منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية(1945) وحتى نهاية تسعينيات القرن الماضي عاش العالم في ظل ما يُعرف بالحرب الباردة جراء وجود قطبين وفكرين عالميين متنافسين حينها؛ هما الفكر الاشتراكي الصراعي الاممي بقيادة الاتحاد السوفيتي وحلفاؤه؛ بمرجعية ايدلوجية محورها محاربة الاستغلال في العالم؛ متجسدا بفكر اصحابها واشهرهم المفكر والفيلسوف الالماني كارل ماركس( 1818-1883) القائل والمستند الى الواقع المرير الذي تعيشة الطبقات العمالية 'المُستغلة' والمفترض بانها قائدة التغيير'يا عمال العالم إتحدوا' وهذا الصراع موجه فكرا وتنظيمات حزبية ضد قِلة تملك وتحكم كُثرة من البشر تُستنزف ومُستغلة عمليا لصالح مالكي رأس المال وادواته الانتاجية. اما القطب الراسمالي الوظيفي؛ تنظيما ومراكمة ارباح بالدرجة الاساس تزامنا مع التطوير التكنولوجي المتسارع بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها، اقول جنيّ الارباح الهائلة بغض النظر عن شرعية وسائل جني تلك الارباح تحت مضمون ايدلوجي يقدس المال وزيادته ،أُختصر وكثفته في هذا الرصد والتحليل بشعار هو 'دعه/ها يعمل دعه يُمر' . (2) مع بداية تسعنيات القرن الماضي وبإختصار كثيف تفكك الاتحاد السوفيتي وبالتالي خمدت النظرية الماركسية الصراعية المنظمة فكريا وحزبيا ، وقابل هذا السقوط العالمي إستفراد النظام المؤسسي والعلمي العالمي للرأسمالية، وانتقال مضامينها وتكنولوجياتها التي حققت اهدافها من خلالهما ،من حقبة الحرب الباردة العالمية، الى حقبة:- واحدية القطب والدولار، والفكر حيث تجلى ويترجم علميا وفكريا في بروز وتسيٌد ايدلوجية العولمة الكونية الاوسع وهي لا دينية من حقبة الحرب الباردة الى ايدلوجيا العولمة النازعة للتطور راهنا ونحو المستقبل،وهي التي تشمل استغلال وتحديث موارد 'الارض والفضاء' استنادا الى ايمانها المطلق بالعلم وبعيدا عن الغيبيات . (3) اما حاليا ، وتحديدا بعد فوز الرئيس ترامب كقائد اقتصادي وسياسي لايدلوجية الراسمالية العولمة قبل اربعة شهور تقريبا ، فلا يستقيم واقعيا وعلميا -من منظور علم اجتماع السياسة- استمرار التحليل السياسي والاقتصادي المتجدد والمتقدم وغالبا المفاجىء للمحليين السياسين والاعلاميين وحتى الدول النامية والقوية مثل روسيا والصين، لافكار وقرارات امريكا الصادمة والملزّمة معا للدول الاخرى في العالم مثل'رفع قيم الجمارك وعنوة على السلع المُصدرة لامريكا، مواقفها المنحازة بالمطلق لحليفتها الدموية إسرائيل في فلسطين من قِبل الولايات المتحدة بقيادة ترامب وحليفتها المدلله اسرائيل المحتلة في شرق اوسط عربي مسلم غني في موقعه المتوسط في العالم مثلما هو غني في الموارد الضرورية لاستمرار تطور وسيادة امريكا ممثلة في وجود موارد غير مستغلة من قِبل اصحابها؛ الفقراء فكريا وعلميا وديمقراطيا ،مقارنة بالدول الغربية المعولمة اضافة لغياب عدالة توزيع واستغلال مكتسبات مواردها مثل 'النفط، اليورانيوم،السيليكون، فوسفات، كوبلت ..الخ' . (4) اخيرا… علينا الايمان والوعي الناجز بان الراسمالية المعولمة ذات القطب الواحد قد اثبتت وبنجاح قدراتها المحدثة على تطوير فلسفتها النفعية وادواتها الاقتصادية واهدافها السياسة سواء في الشرق الاوسط الجديد ام في اليات قبادتها للكون وبشكل صادم لكل الافكار الدينية او الوضعية غير المقدسة الاخرى..لذا علينا تطوير وعينا وتحديث طرائق وادوات رصدنا وتحليلنا لما يجري في الكون من تغيرات ايدلوجية وتكنولوجية' تنافسية متسارعة ومقارنة بين سيادة القطب الامريكي الواحد ويليها الصين وروسيا كي نتلمس ونعرف ولو جزئيا مالذي يجري ولماذا في ظل الاستئثار الامريكي بقيادة الرئيس ترامب واجتهد انه 'رجل /قائد' القرن الواحد والعشرين ليس لشخصه فقط وانما استناده الى ما انجزه النظام الرأسمالي المعولم من نجاحات ايدلوجية وتكنولوجية تسود وتُسيّر الكون نحو اهدافها وارباحها. ترابطا مع حماية قدراتها الايدلوجية الفكرية والمؤسسية المتجددة، والاقتصادية المهيمنة عبر 'الدولار' والسياسية في المناورات والحروب المباشرة او عبر ابرز وكلائها الاقوى عدة وعتادا وفعالية 'اسرائيل' رغم انها محتلة، مقابل حالة التشتت والاحتراب العربي المسلم الموجع والدامي في اقل التعابير استخداما للتعبير عن مرارة واقعنا. فماذا نحن فاعلون..؟. *قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.


يا بلادي
٢٧-٠٣-٢٠٢٥
- أعمال
- يا بلادي
اتصالات المغرب - إنوي: هل هو تحالف استراتيجي أم ضرورة اقتصادية؟
في خطوة تاريخية، وافقت "اتصالات المغرب" و"إنوي" على تقاسم البنية التحتية للاتصالات، مما ينهي سنوات من النزاع القضائي بينهما، ويعيد تحديد قواعد التنافس في سوق كانت المنافسة فيه حتى وقت قريب شبيهة بالحرب الباردة. اتفق الطرفان على توحيد جزء من بنيتهما التحتية السلبية للاتصالات من خلال تأسيس شركتين مشتركتين تمتلك كل من اتصالات المغرب وإنوي 50% من حصصهما، حيث ستتولى شركة "FiberCo" مسؤولية نشر الألياف البصرية في جميع أنحاء المملكة، مستهدفةً توفير مليون وصلة خلال سنتين و3 ملايين وصلة خلال 5 سنوات، مما يسهم في تحسين الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة. في حين ستعمل شركة "TowerCo" على تسريع نشر شبكات الجيل الخامس (G5) عبر إنشاء 2000 برج خلال 3 سنوات، و6000 برج خلال 10 سنوات، مما يعزز القدرة على توفير خدمات اتصال أسرع وأكثر جودة. بذلك، تساهم الشركتان في تطوير بنية تحتية متطورة تعزز تجربة الاتصال للمشتركين في المملكة. وتبلغ القيمة الإجمالية للاستثمارات المخصصة للمرحلة الأولى من المشروع 4.4 مليار درهم على مدى ثلاث سنوات. رغم الوعود التي تقدمها هذه التحالفات في مجال الاتصال، فإنها تثير العديد من التساؤلات. هل يجب اعتبارها مجرد زواج مصلحة فرضته الظروف الاقتصادية، أم أنها بداية لاندماج لا مفر منه في سوق تعاني فيه البنية التحتية من تكاليف مرتفعة، والربحية قصيرة المدى تشكل تحديا؟ قد يكمن الجواب في تاريخ العلاقات بين "اتصالات المغرب" و"إنوي". قبل عدة أشهر فقط، كان العملاقان في مواجهة قانونية في المحكمة، حيث فرضت غرامة ضخمة على "اتصالات المغرب" بقيمة 6.38 مليار درهم بسبب إساءة استخدامها لوضعها المهيمن. اليوم، تحولت تلك العقوبة إلى تسوية: ستدفع "اتصالات المغرب" مبلغ 4.38 مليار درهم مقابل تعاون سيغير ملامح القطاع. قبل الإعلان الرسمي صباح هذا الخميس، أثار تعليق سهم "اتصالات المغرب" في بورصة الدار البيضاء العديد من التكهنات. اليوم، يظل السؤال الأبرز هو مسألة التنظيم. هل ستوافق الهيئة الوطنية لتنظيم الاتصالات على هذه العملية بشكل غير مشروط، رغم أن تقاسم البنية التحتية قد يعزز في النهاية احتكارا ثنائيا بين "اتصالات المغرب" و"إنوي" على حساب اللاعب الثالث "أورانج"?


بوابة الفجر
٠٧-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- بوابة الفجر
هل سنشهد صدام بين أوروبا وترامب؟.. خبراء يجيبون لـ "الفجر"
في ظل التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة وأوروبا، تتجه العلاقات بين الجانبين نحو مزيد من التعقيد، وسط خلافات متصاعدة حول إدارة الملفات الدولية، وعلى رأسها الحرب الأوكرانية. ورغم التصريحات المتشددة من بعض القادة الأوروبيين، إلا أن الخبراء يستبعدون نشوب صدام عسكري مباشر، مرجحين أن تبقى المواجهة في إطار الصراع الاقتصادي والسياسي. تاريخ من الدعم والسيطرة الأمريكية من جانبه يرى الدكتور خالد زين الدين، الخبير في الشؤون الدولية، أن الولايات المتحدة لعبت دورًا محوريًا في دعم أوروبا على مدار العقود الماضية، بدايةً من الحربين العالميتين، مرورًا بالحرب الباردة وحرب يوغوسلافيا، وصولًا إلى الصراع الروسي الأوكراني. أضاف زين الدين في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن "مشروع مارشال" الذي أطلقته واشنطن لإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، لم يكن مجرد دعم مالي، بل كان وسيلة لتعزيز النفوذ الأمريكي على القرارات الدفاعية والسياسات الخارجية الأوروبية، إلى جانب السيطرة على الأسواق الاقتصادية للقارة. أزمات أوروبا وتراجع الثقة في الحليف الأمريكي وأشار زين الدين إلى أن القارة الأوروبية تمر بأزمات خانقة، تشمل التحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية، إلى جانب ارتفاع معدلات الهجرة والبطالة، وإفلاس الشركات، وتزايد تكاليف المعيشة، ما أدى إلى انهيار الأسواق المالية والصناعية. واعتبر أن استمرار الحرب الأوكرانية ساهم في تفاقم هذه الأزمات، الأمر الذي دفع الأوروبيين إلى إعادة تقييم مدى اعتمادهم على الولايات المتحدة لافتًا إلى أن توجهات المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل بضرورة إنشاء "ناتو أوروبي" مستقل كانت تهدف إلى تقليل الهيمنة الأمريكية على القرارات الدفاعية للقارة، حيث يُنظر إلى حلف الناتو الحالي على أنه يخضع بشكل كبير لإرادة واشنطن. ترامب وأوروبا.. مواجهة اقتصادية بدلًا من العسكرية وفي نفس السياق أكد طلعت طه، المتخصص في الشؤون الدولية، أن الحديث عن اندلاع حرب مباشرة بين الولايات المتحدة وأوروبا أمر مستبعد تمامًا، موضحًا أن الصراع بين الجانبين سيبقى في إطار الاقتصاد والتجارة والصناعة والتكنولوجيا، وليس في ساحات القتال. أضاف طه في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المعروف بمواقفه الحادة تجاه أوروبا، قد يتبنى سياسات اقتصادية أكثر صرامة في حال فوزه بالانتخابات المقبلة، لكنه لن يذهب إلى حد المواجهة العسكرية، لأنها ستكون كارثية على العالم بأسره مشيرًا إلى أن أي حرب عالمية جديدة ستؤدي إلى دمار شامل، مما يجعل خيار الحرب مستبعدًا تمامًا. وتطرق طه إلى تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول قوة الجيش الفرنسي، معتبرًا أنها رسائل إعلامية وليست تهديدًا حقيقيًا. وأوضح أن رد روسيا على ماكرون كان ساخرًا، حيث اعتبرت موسكو أن ولايته ستنتهي في عام 2027 دون أن يترك أثرًا يُذكر في المشهد الدولي. الصراع القادم: اقتصادي وتجاري وفيما يتعلق بمستقبل العلاقات الأمريكية الأوروبية، أكد طه أن الصراع الحقيقي سيتمحور حول الاقتصاد والتجارة، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى الاستحواذ على أكبر قدر من الثروات الأوروبية، وإرغام القارة العجوز على تبني سياسات اقتصادية تصب في مصلحتها. واستكمل أن واشنطن تعمل على استقطاب الصناعات الأوروبية الكبرى، خاصة في مجالات التكنولوجيا واللوجستيات، لتعزيز تفوقها الاقتصادي عالميًا. واختتم المتخصص في الشؤون الدولية حديثه بالإشارة إلى أن الدعم الأوروبي لأوكرانيا لا يعني الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا، حيث تركز الدول الأوروبية على تأمين حدودها فقط، مما يعكس حرصها على تجنب أي تصعيد عسكري. أوروبا بين النفوذ الأمريكي والاستقلالية في ظل هذه المعطيات، يبدو أن أوروبا بدأت تدرك مخاطر الاعتماد الكامل على الولايات المتحدة، وتسعى إلى تحقيق استقلالية أكبر في قراراتها الدفاعية والاقتصادية. ومع استمرار التوترات، سيظل الصراع الأمريكي الأوروبي في إطار المواجهة السياسية والاقتصادية، دون أن يتحول إلى صدام عسكري مباشر.