أحدث الأخبار مع #برناردلويس


الاتحاد
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- الاتحاد
هل انتهت نظرية «صراع الحضارات»؟!
هل انتهت نظرية «صراع الحضارات»؟! من الطبيعي أن تكون حركة التاريخ مرتبطة بشبكةٍ من النزاعات والمفاجآت والكوارث والانهيارات. فالتاريخ بحالةِ حركةٍ مستمرة، ولكن القوّة تكمن في استيعاب هذه التحديات التي تتصاعد أو لجمها. على سبيل المثال شكّل مثال «الحروب الصليبية» نقطة انطلاق كثير من الباحثين والدارسين للعلاقة بين الإسلام وأوروبا. لم تكن العلاقة ثابتة، بل إن تلك الحروب الدامية تستمد قيمتها من مآلاتها المرعبة والتي دوّنها التاريخ. ومع بلوغ العولمة ذروتها حتى الآن في المجالات الاقتصادية والتقنية، دأبت الماكينات الإعلامية على وصف العالم بالقرية الصغيرة، وذلك إغراقاً في التفاؤل والاغتباط بما وصلت إليه المجتمعات من تعارف، بسبب ازدياد التبادلات الاقتصادية الحرة، وغرق الفضاء بالأقمار الصناعية، وانفجار ثورة الإنترنت، وصولاً إلى انكسار الحدود بين الأمم، وتحدّي الذكاء الاصطناعي. لقد عدنا إلى ما تنبّأ به هنتنغتون وبوضوح أن صغر العالم قد يسبب ضربة للتعايش بين الحضارات، باعتبار التقارب محفزاً لإدراك الفروقات، ومن ثم البحث عن الهويّة الخاصة، وخصائص الذات، ونقائص الحضارات الأخرى. وبمناسبة كل هذا التغيّر ربما يكون النقاش ضرورياً مع ما دراسة رئيس «معهد الاستشراق» التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فيتالي نعومكين، تحت عنوان:«شبح هنتنغتون يطوف العالم». يقول:«منذ البداية، بدا لي أن نظرية هنتنغتون هي ابتداع لا علاقة له بالواقع. بدا كأنه لم يبق سوى القليل وسينتصر فيه التسامح والتعاون والتقارب والإثراء المتبادل للحضارات، والميل إلى التسوية السلمية لجميع النزاعات بين الأعراق والأديان. من المناسب أن أذكّر كيف اختلفتُ بالرأي، في مقالتي التي نُشرت في روسيا عام 2007 ولاقت رواجاً على نطاق واسع تحت عنوان (مبارزة الحضارات)، مع برنارد لويس الذي ادّعى في محاضرته (الهجوم الأخير للإسلام) أن الحملات الصليبية للغرب كانت رداً غربياً (شبه جهادي) على (التوسع الجهادي للشرق العربي الإسلامي)». لم يكن برنارد لويس وحده في ذلك التوصيف، بل لنعد لكتاب ألبرت حوراني «تاريخ الشعوب العربية». حوراني في الصفحة 293 يقول: «كانت العلاقة على هذا الصعيد بين الجانبين (الإسلام - أوروبا) تتخذ شكل حرب صليبية من جهة، وشكل جهادٍ من جهة أخرى، إلا أنه كانت هناك أنماط أخرى من العلاقات، فقد كانت هناك التجارة، وبوجهٍ أخص تلك التي تتم على أيدي تجار أوروبيين من البندقية وجنوة في القرون العثمانية الأولى، ومن البريطانيين والفرنسيين في القرن الثامن عشر». الخلاصة، أن السؤال الرئيسي الحالي يتمثّل في إمكانية تجاوز نظرية «صراع الحضارات» إلى «نقاش الأفكار». لأن النظرية التداولية والنقاشية أكثر غنىً وإفادةً من الأولى المتصارعة، ذلك أن التمادي في الصراع الحضاري يثبّت نزعات الهيمنة، وربما أعطى غنىً وقوةً للأصوليات الصاعدة، هنا مربط الفرس، أظنّ أن خيار النقاش أهمّ من نظريات الصراع والتصادم. *كاتب سعودي


وكالة أنباء براثا
٣٠-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- وكالة أنباء براثا
الجولاني و مشروع برنارد لويس
اياد حمزة الزاملي في سياق التحولات الجيوسياسية التي شهدتها منطقة الشرق الاوسط منذ سقوط سوريا بيد التنظيمات الإرهابية برزت شخصيات و تنظيمات لعبت ادوار رئيسية في إعادة رسم الخريطة السياسية لمنطقة الشرق الاوسط وفقاً لمشروع (برنارد لويس) و من بين هذه الشخصيات المدعو (ابو محمد الجولاني) الارهابي الدولي و المطلوب للقضاء العراقي بتهم جنائية و قتل اكثر من ٤ الاف عراقي و تحول بين ليلة و ضحاها من إرهابي دولي يديه ملطخة بدماء الالاف من النساء و الاطفال و الشيوخ الى زعيم وطني و محرر لسوريا يستقبل بالاحضان و القبلات اينما حل و كأن هؤلاء الالآف من البشر الذين قتلهم هم مجرد قطيع من الماشية و صدق الفيلسوف الفرنسي (جان بول سارتر) عندما وصف السياسيين بأنهم اقذر مخلوقات على وجه الارض و ذلك في مسرحيته الشهيرة ( الايدي القذرة) ان صعود الارهابي الجولاني الى سدة الحكم في سوريا لم يكن مجرد تطور طبيعي للفصائل الارهابية المسلحة بل كان جزء من مخطط أوسع و كبير لمشروع (برنارد لويس المشؤوم) لتقسيم العراق و سوريا على أسس عرقية و طائفية خدمة لتحقيق حلم لدولة اسرائيل الكبرى و كان هذا المشروع المشؤوم تم الاعداد له في مطابخ ال CIA و الموساد و بمساعدة دولة تركيا الصهيونية الى نخاع العظم ان صعود الجولاني و سيطرته على سوريا يؤكد و بما لا يقبل الشك انه رأس الحربة في تنفيذ مشروع برنارد لويس خطورة الجولاني على العراق حسب الخريطة التي وضعها (برنارد لويس) فان العراق مرشح بان يتقسم الى ثلاث اقاليم سياسية اولاً : اقليم سني في الغرب /و يضم الانبار و تكريت و الموصل ثانياً : اقليم شيعي في الجنوب /و يضم جنوب العراق ثالثاً : اقليم كردي في الشمال /يتوسع هذا الإقليم ليشمل شمال العراق و شمال سوريا و كركوك هذه الخريطة تحققت بنسبة 50% بعد عام ٢٠٠٣ و ظهور داعش عام ٢٠١٤ و سيطرة الارهابي ابو محمد الجولاني على سوريا عام ٢٠٢٤ ان الحدود السورية العراقية مازالت تشكل نقطة ضعف امنية كبيرة جداً و يمكن استغلالها (لا سمح الله) من قبل الجماعات الارهابية في سوريا لشن هجمات داخل العراق الرابطة الايدلوجية هناك تداخل فكري بين ما يسمى (هيئة تحرير الشام) و جماعات ارهابية داخل العراق و قسم كبير منهم في العراق قد كشر عن انيابه القذرة بالنيل من العراق و شعبه و اعادة احياء الجماعات الارهابية التي ترى في تجربة الجولاني خير نموذج لها او تتحالف معه و الرئيس التركي الصهيوني (اردوغان) يجتمع بهؤلاء الارهابيون علناً في العراق و امام وسائل الاعلام تعتبر تركيا اليوم الداعم الاول و الرئيسي في العالم لاسرائيل في الاقتصاد و تصدير النفط لها و لولا هذا الدعم التركي الكبير لانهار اقتصاد اسرائيل خلال اسبوع واحد فقط و السفارة الإسرائيلية في اسطنبول خير شاهد على ذلك يعتبر العراق امتداد طبيعي و جغرافي و ايدلوجي للجولاني اذا شعر الجولاني انه غير قادة على تصدير فتنته الى العراق فانه سوف يستخدم العشائر السنية في الانبار و نينوى و تكريت كقاعدة دعم له و احداث داعش الارهابية عام ٢٠١٤ خير شاهد على ذلك حيث يسعى الى الانتقام من فصائل المقاومة الاسلامية عبر عمليات في العراق لا يمكن فصل العراق عن المشهد الاقليمي الاوسع في الشرق الاوسط فوجود الارهابي (الجولاني) على رأس سدة الحكم في سوريا و الاحتلال الامريكي و التركي للعراق سوف يساهم في زعزعة استقرار العراق و هناك تحالف استراتيجي بين الجولاني و تركيا للانتقال الى مرحلة العراق و عليه ستكون الحدود العراقية السورية مصدر تهديد رئيسي للعراق حيث يمكن ان تتحول الى قاعدة لانطلاق جماعات مسلحة ضد الشعب العراقي حيث يعتبر الجولاني العراق جزءاً مهماً من نفوذه الايدلوجي من خلال دعم فصائل سنية متشددة داخل العراق مما يعيد سيناريو عام ٢٠١٤ عندما سيطرت داعش على الموصل و الانبار و تكريت من هو برنارد لويس ولد برنارد لويس عام ١٩١٦ في لندن لأسرة يهودية و درس اللغات و التاريخ و الاسلام ثم حارب الاسلام بلا هوادة و هو يتقن اللغة العربية و العبرية و اللاتينية و الفارسية و التركية بالاضافة الى لغته الام الانجليزية في عام ١٩٣٩ حصل على شهادة الدكتوراه في تاريخ الاسلام ثم انخرط في صفوف الجيش و الاستخبارات البريطانية في الحرب العالمية الثانية و بعد انتهاء الحرب عاد الى الجامعة و كان اول باحث يحق له الحصول على الأرشيف العثماني في السبعينات ثم انتقل الى امريكا ليعمل محاضراً جامعياً و حصل على الجنسية الامريكية و هناك وطد صلته من السيناتور (هنري سكوب جاكسون) الذي اصبح الاب الروحي المؤسس للمحافظين الجدد في عام ١٩٩٠ نشر مقاله السياسي الشهير (جذور الغضب الاسلامي) و بعد ذلك ألف كتاب بعنوان (ما الخطأ) بعد احداث ١١ ايلول عام ٢٠٠١ الذي أعتبر (الانجيل) بالنسبة للمحافظين الجدد في امريكا امثال بول وولفويتز و مايكل فلين و جون بولتون و هم من ابرز مروجي الحروب الامريكية في أفغانستان و العراق و يدعمون اسرائيل بكل قوة بدأ مشروعه الكبير بتدمير و تقسيم الشرق الاوسط عام ١٩٧٨ و في عام ١٩٩٢ طرح برنارد لويس تقسيم الشرق الاوسط على أسس عرقية و طائفية عبر اشعال الحروب و الفتن في العراق و سوريا و تركيا و اليمن و السعودية و مصر و البلقان و باكستان و افغانستان و ايران و كان هذا المشروع الشيطاني هو محاكاة للمشروع الصهيوني الذي نظرّ له المفكر الصهيوني (أوددينون) في الثمانينات من القرن الماضي و الذي دعا فيه الى تفكيك العراق و سوريا الى أثنيات قومية و طائفية اطلق عليها دول (قوس الأزمة) و السؤال المهم هل شيعة العراق في خطر ؟! الشيعة في العراق سيكونون في خطر شديد جداً و امام تحدي جديد غير مسبوق لانهم خسروا حليفاً رئيسياً لهم و هو الأسد و لديهم حدود طويلة مع كيان ايدلوجي ارهابي متطرف يؤمن و يعتقد بان قتل و استباحة دماء الشيعة واجب شرعي مقدس المراقد المقدسة في كربلاء و النجف و سامراء و الكاظمية ستكون اهداف رمزية لعمليات ارهابية من قبل الجولاني و الجماعات المرتبطة به ما هو السيناريو الأرجع ؟ الجولاني سيركز الآن على سوريا في الوقت الحاضر لان تثبيت حكمه هناك هو التحدي الأكبر بالنسبة له و لكن على المدى المتوسط و الطويل اذا نجح في بناء نظام مستقر (لا سمح الله) قد يبدأ في توسيع نفوذه نحو العراق و هناك من العشائر السنية من يدعمه و يروجون لافكاره و على رأسهم احد الشخصيات السنية السياسية البارزة ذات التاريخ الارهابي القذر و التي يديها ملطخة بدماء عشرات الآلاف من الشعب العراقي و الشيعة بوجه الخصوص اعترف و امام وسائل الاعلام بتاريخه الارهابي القذر و له حضور سياسي كبير داخل الدولة بل و مدعوم منها و سلطته فوق القانون و هناك دعم اقليمي كبير جداً من قبل تركيا له ليكون جولاني العراق الجديد و عليه فإن المنطق و العقل و من مبادئ العلوم العسكرية تقول بأنه يجب ان نسحقه اليوم قبل ان يسحقنا غداً لانه من الغباء ان تنام قرير العين و انتَ بجانبك أفعى رقطاء لولا الله سبحانه و تعالى و اهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) و الحشد المقدس و حركة المقاومة الاسلامية الباسلة و المرجعية المباركة و الجمهورية الاسلامية المباركة لكان العراق في خبر كان و اصبح خراب مدمراً ليس فيه حجر فوق حجر و لكانت نسائنا و بناتنا سبايا عند ابناء البغايا الذين جائوا من نطف الشيطان في ارحام العاهرات و عليه كل من يدعوا الى حل الحشد المقدس و المقاومة الإسلامية المباركة هو عميل امريكي صهيوني داعشي بامتياز لان الحشد المقدس هو المقاومة الباسلة هم صمام امان العراق و الجبل الشامخ و الصخرة الصلبة التي سوف تتكسر عليها كل مؤامرات امريكا و اسرائيل و داعش صنيعتهم و هم شوكة في عين امريكا و اسرائيل و ابناء البغايا و الآن هل عرفتم لماذا تدعوا امريكا و اسرائيل و ابناء البغايا الى حل الحشد المقدس و المقاومة الاسلامية المباركة لانها القوة العقائدية الوحيدة في العراق القادرة على الوقوف في وجه امريكا و اسرائيل و تركيا و داعش و منع احتلاله و اخراج المحتل و تحرير العراق و سوف يسقط حكم الجولاني و سيرمى به في مزبلة التاريخ كغيره من العملاء خلال سنة واحدة و هذا هو عمره الافتراضي الذي حدده له اسياده الامريكان و الصهاينة بعد ان ينتهي من تنفيذ مشروع (برنارد لويس) لنا المجد و الكبرياء و الشموخ فنحن احفاد محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين (صلوات الله عليهم) و معنا مولانا و زعيمنا العظيم صاحب الزمان (صلوات الله عليه) و تغيب شمس الدنيا و شمسنا لن تغيب و نحن المنتصرون في النهاية ان شاء الله انهم يرونه بعيدا و نراه قريبا... و ان الفجر لا يكون عظيمًا الا عندما تنسج خيوطه بالدم قال تعالى {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} صدق الله العلي العظيم والعاقبة للمتقين... بقلم/ اياد حمزة الزاملي

عمون
٢٠-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- عمون
اليوم التالي لسوريا
من بعد سقوط نظام الاسد كَثُرَت الاراء ورُسِمَت العديد من السيناريوهات من تنبؤات برنارد لويس الى حلم البناء والوحدة لـ 54 عاما من الاجرام والقهر والتنكيل تشرق شمس الحرية على أطلال الشام الجريح في الثامن من ديسمبر 2024م من بعد سقوط نظام المجرم بشار الاسد ودحر ميليشيات ايران التي فتكت بالشعب السوري وعلى راسه الطائفية السنية تحت غطاء وعباءة الدين ودعمها لحزب الأسرة الواحدة في الحكم ونهبها لعقود وعقود ثروات هذا البلد الغني في كل ما فيه. وهذا الذي توافق مع سياسة فرنسا التي اتبعتها في سوريا إبان الانتداب الفرنسي آنذاك سياسة تشجيع الاقليات وتمكينها لإضعاف الأكثرية فشجعت الطائفية وأنشأت جيش مبنيًا على أسس طائفية وكانت تلك نواة الجيش بعد الاستقلال. هذه المرحلة في سوريا تسودها الضبابية حيث لا نعلم ما الغد في سوريا، ما هي السيناريوهات القادمة؟ ماذا عن ماضي الهيئة؟ هل ستتكرر تجربة العراق وليبيا وغيرها أم سيُتَعَلَّم من الدرس؟ وماذا عن شكل الحكم والسلطة الذي سيكون مفتاح لإنهاء الاقصاء في سوريا؟ "الشرق الأوسط الجديد" والذي سطر فلسفته المستشرق البريطاني الأمريكي برنارد لويس، اعتمادا على الطائفية وصعود الإسلام الراديكالي. انهيار مفهوم الدولة الوطنية وبروز الطائفية والعرقية. تتمثل فكرته الأسمى حول تفكك مخرجات سايكس بيكو وتحولها الى فتات "تقسيم المقسم" حيث يقول في كتابه تاريخ الشرق الأوسط: "إسقاط الخلافة العثمانية لا يجب أن ينتهي عند تقسيمها إلى دول كثيرة مستقلة حتى وإن كانت دائمة الولاء.. فالعرب يحنون دائماً إلى الماضي بتدهور حاضرهم.. ومن السهل جدا عليهم العودة إلى لملمة دولتهم الراشدة بمجرد التفافهم وراء تيار راديكالي رافض لكل حوار.. يجب إعادة صياغة الخرائط وتفتيت الإمبراطورية الميتة إلى دول عرقية ودينية ومذهبية وقبلية هكذا يعود العرب إلى زمن ما قبل قدوم محمد. مخطط برنارد لويس لتقسيم سوريا هو تقسيمها إلى دولة علوية في الساحل ودولة سنية في حلب وإدلب ودولة كردية في الشمال. نعود إلى ايران ومشروعها التي لن تتخلى عنه بهذه السهولة حلم الامبراطورية الفارسية من قم إلى مارون الراس ايران لن تتقبل فكرة هزيمتها أولا في لبنان "حزب الله" ثم الشام وسقوط حليفها الأزلي وضياع مشروعها في المنطقة لذلك ستعمل جاهدًا محاولة لاستثارة فلول النظام السابق لاثارة الفوضى في سوريا وضمان حالة عدم الاستقرار لتعود من أول وجديد لتدخل هي وميليشياتها سوريا. ماذا عن اسرائيل حيث انهالت الاتهامات على حكومة سورية الجديدة بأنها صناعة أمريكية صهيونية. اسرائيل ترى سقوط الأسد ليس في صالحها بل وترى صعود الإسلاميين المسلحين كما وصفتهم خطر يهدد أمنها القومي لذلك نرى استنفارها وتوغلها في جنوب سوريا؛ ولم نرها من قبل تقصف سوريا وخاصة المناطق والقواعد العسكرية لأنها وبكل بساطة على الأقل كانت تأمن من نظام الأسد. سوريا بلد غني بكل ما فيه وبلد مطمع لكثير من البلدان الاقليمية والقوى العظمى لذلك سنرى في الفترات القادمة تضارب المصالح ومحاولات التدخلات وصعود التوترات في سوريا. بالتالي هناك عدة عوامل تشير إلى الوضع الايجابي، الخطاب الوحدوي في كل مناسبة ومؤتمر وطني يتحدث فيه الرئيس عن ضرورة وحدة أبناء سوريا بعيدا عن اختلاف الطوائف والأديان والمذاهب والمقابل من المجتمع السوري التكاتف والوحدة لإنجاح وبناء سوريا الجديدة وعليهم الابتعاد عن كل ما يبث الفرقة والنزعة بين صفوف الشعب الواحد وكما قال جلالة الملك عبدالله في بيان رسالة عمان 2004: "حربنا اليوم ليست بين الشعوب أو المجتمعات أو الأديان، بل هي حرب تجمع كل المعتدلين من جميع الاديان والمعتقدات ضد كل المتطرفين من جميع الاديان والمعتقدات". وأيضا اقليميًا ودوليا هناك قوى داعمة لاستقرار سوريا لأن أمن سوريا من أمنها القومي، تركيا مثلا فإنها تدعم سوريا ووحدتها أولا لأنها تخاف من انفصال الأكراد وتأسيس اقليمهم الخاص بهم في سوريا الأمر الذي سيعمل على شيطنة الأكراد في تركيا والذي عددهم ليس بقليل ثانيا المشروع الفارسي والمشروع الصهيوني أيضًا بالمنطقة يؤثر بشكل أو بآخر على الأمن القومي لتركيا. وتهافتت الأصوات من داخل سوريا وخارجها معارضين ومؤيدين عن مدى شرعية تسلم الحكم للقائد احمد الشرع لعلهم كانوا ينتظرون شرعية دستورية لتسلم المنصب لكن هذا ليس بالساهل لأن موضوع سوريا دستوريا وداخليا معقد جدا ومؤسساته القانونية والدستورية غير كفؤ وتتكون من بقايا النظام وقد حُلَّت لذلك وصول احمد الشرع للسلطة كان بالشرعية الثورية الحكومة الانتقالية وهو المتعارف عليه عند سقوط الانظمة بثورات الشعوب وبقيادة الفصائل. سوريا اليوم لا تقبل التجزئة ولا التقسيم والمساحة الجغرافية في سوريا لا تسمح باللامركزية الفدرالية وهناك حديث عن وحدة فدرالية او كونفدرالية بين قطاعات الشعب السوري الواحد فنقول ("تقسيم المقسم لا يمكن أن يؤتي ثماره") ممكن أن يكون الأقرب للمناسب هو اللامركزية الادارية حيث تكون الحكومة المركزية هي القوة المسيطرة على جميع اراضي الدولة وعلى سيادتها ولكنها بالمقابل تعطي صلاحياتها المركزية في العاصمة للوحدات الادارية والمحافظات حتى تسهل على المواطنين عدم القدوم الى العاصمة لانجاز معاملاتهم او المطالب التي يسعون اليها. توحيد سوريا يتطلب "بسمارك سوري" يمتلك رؤية استراتيجية ويفهم موازين القوة، ويستخدم مزيجًا من المفاوضات والقوة لتحقيق الوحدة الوطنية وهذا الذي رأيناه مبدأيا في القائد أحمد الشرع، وأيضًا العمل تقليل النفوذ الأجنبي وتعزيز الهوية الوطنية التي تضررت بسبب الحرب الأهلية. سوريا أُنتُهكت وعانت على مدى عقود وليس بطاقتها تحمل المزيد من الاعباء وكأنها تُنشد الغفران عن آثام لم ترتكبها نأمل من حكومة سوريا الجديدة تطبيق العدالة الانتقالية لكي لا يضيع حق مظلوم ونأمل من شعبها من جميع الطوائف والأديان أن يحفظوا هذا النصر العظيم وأن لا يعودوا للوراء لتعود سوريا وتأخذ مكانها الذي تستحق.


أخبارنا
٠٥-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- أخبارنا
د . صلاح جرار : هل غيّرت دولة الاحتلال وجه الشرق الأوسط؟
أخبارنا : يزعم قادة الاحتلال الصهيوني في فلسطين أنّهم تمكنوا في الأشهر القليلة الماضية من تغيير وجه الشرق الأوسط، ويتزامن هذا الزعم مع توعدهم هم وحلفاؤهم الأميركان بإعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط ليصب في النهاية في خدمة المصالح الصهيونية وتحقيق المطامع التوسعية الصهيونية، ويطلق الصهاينة هذه المزاعم والتصريحات بكل ثقة وكأنهم يملأون أيديهم من نجاح خططهم ومشاريعهم وكأن أحداً في الشرق الأوسط كله لا يملك أن يعارضهم أو يخالف ما يعلنون عنه. أما مصطلح الشرق الأوسط فهو مصطلح يشير إلى بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية والأناضول ومصر وإيران والعراق، وقد يشمل دولاً أخرى تصل إلى الجزائر غرباً وأفغانستان وباكستان وبلاد القوقاز شرقاً، ويضمّ ما يزيد على تسع عشرة دولة، وهي دول يتحدث عنها نتنياهو بكلّ تبجّج وكأنّها لا تساوي شيئاً ولا تملك إرادة ولا تستطيع فعل شيء أمام مطامعه العدوانية، ويلاحظ أن هذه الدول أكثرها عربية وإسلامية. ومصطلح الشرق الأوسط مصطلح أوروبي له دلالات سياسية واستخدمته وزارة الخارجية البريطانية في نهاية القرن التاسع عشر، ثم استخدمه أحد ضباط البحرية الأميركية (الفرد ثاير ماهان) في مقال له نشر سنة 1902، وخلال الحرب العالمية الثانية أطلق هذا المصطلح على القيادة البريطانية في مصر، ومنذ إنشاء دولة الاحتلال الصهيوني في فلسطين صدرت دعوات كثيرة في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا بتشكيل شرق أوسط جديد، ومن أهم من أطلقوا هذه الدعوة المؤرخ اليهودي البريطاني الذي حصل على الجنسية الأميركية برنارد لويس أطلقها في الخمسينيات من القرن الماضي وتبنت الإدارات الأميركية المُتعاقبة هذا المشروع ولا سيما بعد أحداث (11) سبتمبر/ 2001)، وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس من أكثر المُتحمسين لها سنة 2006 إبّان الحرب الإسرائيلية على لبنان، وبعد عملية طوفان الأقصى في السابع من شهر تشرين الأول 2023 تجدّدت الدعوة في أميركا وفي الكيان الصهيوني إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط أو تغيير وجهه، وأصبحت المُجاهرة بالتوسع الصهيوني في دول عربية وإسلامية تعلو بصوت واضح على ألسنة الزعماء اليمينيين في الكيان المحتل. وتقف من ورائهم إدارات أميركية صهيونية تمدّهم بالمال والسلاح والدعم السياسي والدبلوماسي. وقد ردّد نتنياهو في خطاباته وتصريحاته ومقابلاته الأخيرة التي نشرها بعد إبرام صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة في غزّة وإبرام اتفاق هدنة مع المقاومة اللبنانية أنه استطاع أن يغير وجه الشرق الأوسط وأنه سوف يواصل إحداث هذا التغيير بالقوة العسكرية، وحتى يقنع الناس بصحة كلامه نجد جيشه يواصل القيام باعتداءات داخل رفح وغزة وداخل القرى اللبنانية وعلى الحدود السورية اللبنانية تحت ذرائع مختلفة، وإلى جانب ذلك يُطلق يومياً تقريباً تهديدات ضدّ إيران ويقسم بشرفه أنه لن يسمح لها بامتلاك سلاح نووي، ويحاول التدخل في الشأن السوري ويحتل أراضي سورية ويحذّر من اقتراب الجيش السوري الجديد من جنوب دمشق ومن درعا. ومنذ تغيير نظام الحُكم في سوريا والإسرائيليون يحاولون الإيحاء لنا بأن ذلك تم بتخطيط إسرائيلي وضمن مشروعهم لتغيير وجه الشرق الأوسط. إن الذي يتابع سيرة الاحتلال الصهيوني في فلسطين يعرف أن الصهاينة لا يملون من الكذب والافتراء، وأنّ أكثر أكاذيبهم وإعلامهم موجّه للجمهور الإسرائيلي المُهيأ سلفاً لتصديق كل الأكاذيب، وكذلك للجمهور الغربي في أميركا وأوروبا، وهو جمهور سطحي الثقافة ومهيّأ لتصديق كلّ أكذوبة صهيونية بسبب الدور الخطير الذي تمارسه وسائل الإعلام الغربيّة التي يملكها الصهاينة وداعموهم في الغرب. ويجيد الصهاينة استغلال الفرص والظروف والأحداث وتوجيهها لخدمة أكاذيبهم؛ فالهدنة في غزة هي مما اضطرت إليه دولة الكيان وكذلك الهدنة في لبنان، وما جرى في سوريا من تغير نظام الحُكم هو استحقاق تاريخي قديم، وتوقف إطلاق الصواريخ من اليمن وغيرها هو نتيجة طبيعية للهدنة في غزة، وعليه فإنّ مزاعم هذا الكيان الكاذب بأنه غير وجه الشرق الأوسط ما هي إلا أكاذيب تأتي في سياق خداع الجمهور الصهيوني وفي سياق الحرب الإعلامية والنفسية على المقاومة الفلسطينية والشعوب العربية. ويبقى السؤال المُوجه للدول العربية والإسلامية التي تقع ضمن خارطة ما يُعرف بالشرق الأوسط: ما هو ردكم أو استعداداتكم لمواجهة التهديدات الإسرائيلية المُتواصلة بالاستمرار في تغيير وجه الشرق الأوسط وخارطته بالقوة؟


الدستور
١٠-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- الدستور
"غزة العِزّة" ليست للبيع!
كانت منطقتنا، على مدار تاريخها القديم والمُعاصر، ولا زالت، مطمعًا لكل القوي الطامحة للهيمنة، ومحطًّا للإمبراطوريات الساعية للنهب والسيطرة.. مَرَّ عليها المغول، والفرس، والأغريق، والرومان، والفرنجة، والانجليز، والفرنسيين، والعثمانيين،.. وظنوا جميعًا أن هذه الأرض دانت لهم، بما فيها ومَن عليها، حتى أصبحوا فوجدوا أنفسهم مطرودين منها، يحملون أمتعتهم ويرحلون غير ماسوف عليهم، ملعونين ومهزومين! وما أشبه اليوم بالبارحة!، ففي الحقبة المعاصرة التي واكبت التخطيط لفرض المشروع الصهيوني ـ الاستعماري الاستيطاني، تواترت المؤتمرات وتنوعت اللقاءات بهدف رسم الخرائط، وترسيم الحدود، وتدبير الترتيبات... التي تسعى جميعها لوضع اليد على منطقة، هي الأهم من حيث التموضع الجغرافي الاستراتيجي، والأغني من حيث الثروات والمغانم الدفينة! ويُمكن ـ على سبيل المثال ـ رصد بعض "المحطات" الأساسية في هذا المسار، من أهمها: "المؤتمر الصهيوني الأول" برئاسة "تيودور هرتزل"، (بازل ـ سويسرا، 29 أغسطس 1897)، مؤتمر "كامبل بنرمان"،(لندن ـ 1907)، والذي ضمَّ الدول الاستعمارية المُهيمنة آنذاك: بريطانيا ـ فرنسا ـ هولندا ـ بلجيكا ـ أسبانيا ـ إيطاليا.. (وروسيا القيصرية كمراقب)، واستهدف إيجاد مُخطَّطات وآليات عمل تحافظ على ديمومة تفوق وسيطرة الدول الاستعمارية على مصائر المنطقة، و"اتفاقية سايكس ـ بيكو" البريطانية ـ الفرنسية عام 1916، لاقتسام الهيمنة على دول المنطقة بين الإمبراطوريتين الكبيرتين، و"وعد بلفور" الذي أصدرته بريطانيا في نوفمبر 1917، دعمًا لتأسيس "وطن قومي لليهود في فلسطين"، وأخيرًا مشروع "برنارد لويس" المُكلّف لإنجازه، عام 1980، من وزارة الحرب الأمريكية، بهدف إعادة ترسيم خرائط المنطقة، من خلال تمزيقها إلي "دويلات صغيرة ضعيفة، على أساس عرقى وطائفى ومذهبى، فى سبيل تحقيق حلم دولة ما يُسمى «إسرائيل الكبرى»، والسيطرة على الأماكن الغنية بالنفط والثروات الطبيعية." ويرى البعض من المفكرين والكُتّاب الوطنيين المحترمين، ألَّا حاجة بنا للاهتمام (الزائد) والانشغال الفائق بخطة "التهجير" لأبناء الشعب الفلسطيني من قاطني قطاع غزة، التي أطلقها الرئيس الأمريكي "ترامب"، والتي مضمونها "ترحيل" أهالي غزة إلى خارجها، إلى مصر والأردن وغيرها من البلدان التي تقبل إيوائهم، إذ "ليس أمام الفلسطينيين ـ كما أشار الرئيس الأمريكي مِرارًا ـ من بديل؛ إلّا مُغادرة غزة!"، التي "ستتولى الولايات المتحدة السيطرة عليها، وسنقوم بعمل هناك أيضًا: سوف نمتلكها!!" كما صرّح "ترامب".. "فمن شأن ذلك أن يؤدي إلى إنشاء "ريفييرا الشرق الأوسط".. إن حيازة هذه القطعة من الأرض، وتطويرها، وخلق آلاف الوظائف، سيكون أمرًا رائعًا حقًا"!! ويستند أصحاب هذا الرأي إلى نظريات في العلاقات العامة والتمويه السياسي، تُشير إلى أن "ترامب" يقصد من هذه "المناورة" صرف الأنظار عن مُبتغاة الأساسي، وهو الهيمنة على هيئة العمل الداخلية الأمريكية الخطيرة، وكسر عظام مؤسسات "الدولة العميقة"، التي يعتقد في أنها تناصبه العداء، وكذا للسيطرة على تريليونات الدولارات التي تتحكّم فيها، وخاصةً هيئات "المُجمّع الصناعي العسكري"، وأجهزة الاستخبارات الأمريكية الهائلة، وأهمها جهاز الـ … (C.I.A) التي لا يثق في تبعيتها وولائها. وبالفعل فإن هذا المسار يقتطع جانبًا مُهم من جهد "ترامب" وأعوانه، غير أن ذلك لا يمنع أن "حاسة" "ترامب"، كمقاولٍ احترف انتهاز الفرص، لا تريد أن تغادر غزة بإغراءاتها الكبيرة، وأهمها الغاز والشواطئ والممرات التجارية العالمية القادمة من الهند، البديلة لممرات "الحزام والطريق" الصيني.. وهو مستمرٍ في الدعوة والعمل على اقتناص غزة حتى اليوم، وكانت آخر تصريحاته بهذا الشأن: "ملتزمٌ بشراء غزة وامتلاكها، وقد أمنح أجزاءٍ منها لدول أخرى في الشرق الأوسط لإعادة بنائها"! في الوقت الذي يعزف "نتنياهو" وقطعانه نفس النغمة، فوزير الطاقة في عصابته الإجرامية، "إيلي كوهين"، يُصَرِّح بأن "مَن يُريد إقامة دولة فلسطينية فليفعل ذلك على أرضه"، أما مجرم الحرب رئيس الوزراء الصهيوني، فمستمرٌ في ترديد أكاذيبه واختراع تخاريفه، فهو في لقاء مع "فوكس نيوز ـ 9 فبراير 2025)، يتهم مصر، لا إجرامه وإجرام كيانه، بأنها "حوَّلت غزة إلى "سجنٍ كبير" برفضها تهجير الفلسطينيين"!، ومؤكدًا النيّة، مع حاميه وسنده، "ترامب"، أن: "إسرائيل صغيرة جدًا"... "ولا يُمكننا أن نكون أصغر من ذلك"! مُبينًا العزم على اغتصاب مايمكن اغتصابه مما تبقي من التراب الوطني الفلسطيني، بعيدًا عن مخالب اللص الصهيوني المحترف! ******* غزة رمز العِزّة والكبرياء، ودون مُزايدة أو ادِّعاء ليست للبيع، وأهلها لم يُفوضوا أحدًا للحديث باسمها أو اسمهم، وهم باقون رغم الثمن الباهظ، والتضحيات الرهيبة، وعدوهم إلى زوال ولو بعد حين، وهم يُسجلون تاريخهم البطولي بالدم الأحمر القاني، بينما، كما كتب الأستاذ عاصم عبد الخالق (الأهرام 9 فبراير 2025)، ومعه كل الحق: فإن "تُجَّار العقارات لا يكتبون التاريخ؛ ولا يصنعونه، ولا يعرفون معنى الوطن"!