logo
#

أحدث الأخبار مع #بروميثيوس

الفِرانكنشتاينية – وصناعة الهزّة الدائمة بالحرب
الفِرانكنشتاينية – وصناعة الهزّة الدائمة بالحرب

التغيير

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • التغيير

الفِرانكنشتاينية – وصناعة الهزّة الدائمة بالحرب

الفِرانكنشتاينية – وصناعة الهزّة الدائمة بالحرب الحرب الدائرة في السودان، بكل ما تحمله من مفارقات وغرائب، تكاد تصلح لأن تُقرأ عند التأمل كإحدى قصص الخيال العلمي أو الرعب، بل وربما تكون مادة قابلة للتحويل إلى فيلم سينمائي معاصر. فهي، في طاقة ترميزها ورمزيتها، أقرب ما تكون إلى رواية 'فرانكنشتاين' للكاتبة البريطانية ماري شيلي. فرانكنشتاين- من الطموح إلى الكابوس: في عام 1818، صدرت رواية 'فرانكنشتاين'، أو 'بروميثيوس الحديث'، التي اعتُبرت آنذاك فتحًا جديدًا في أدب الرعب القوطي والخيال العلمي. أحدثت الرواية دويًا أدبيًا واسعًا، وانتشرت بقوة، حيث قدمت للعالم شخصية 'الوحش' الذي خلقه العالم الطموح فيكتور فرانكنشتاين خلال تجربة علمية جريئة حاول فيها إحياء مخلوق تم تكوينه من أجزاء جثث بشرية. لكنه، بعد نجاح التجربة، يُصاب بالرعب والصدمة من نتائج عمله إذ يتحول مخلوقه إلى كائن مخيف ومثير للشفقة في آنٍ واحد. لم يقتصر تأثير 'وحش' فرانكنشتاين' على الأدب فحسب، بل امتد ليصبح أيقونة ثقافية عالمية تُجسد فكرة الكائنات التي تكتسب قدرات استثنائية لكنها تقوم بأفعال مميتة ومدمرة. والمفارقة أن الكثيرين يعتقدون أن 'فرانكنشتاين' هو اسم الوحش، بينما الحقيقة أن الرواية لم تعطِ المخلوق اسمًا محددًا، وأن 'فرانكنشتاين' هو اسم العالِم الذي صنعه. 'الفِرانكنشتانية' كظاهرة سياسية معاصرة: بعد أكثر من قرنين من صدور الرواية، نشهد في عالمنا المعاصر ظواهر واقعية تعكس بدقة فكرة فرانكنشتاين. ففي السياسة، تصنع الأنظمة أحيانًا 'وحوشها' الخاصة لتنفيذ مهام محددة، لكنها تكبر وتتمرد، مما يؤدي إلى دمار شامل. هذه الظاهرة، التي يمكن تسميتها بـ'الفِرانكنشتانية'، فلا تقتصر على الميليشيات المسلحة فقط، بل تشمل كل الكيانات أو الأدوات التي تخرج عن السيطرة بعد أن كانت مجرد أدوات بيد أصحابها ويستخدمونها متى ارادوا. ومن أبرز الأمثلة: الجماعات المسلحة المدعومة سياسيًا أو عسكريًا مثل: طالبان، القاعدة، وداعش. وقوات الدعم السريع. كما التقنيات المنفلتة عن السيطرة مثل الذكاء الاصطناعي غير المنضبط أو الأسلحة البيولوجية. وكذلك الاقتصاديات الخارجة عن السيطرة، مثل الشركات عابرة الحدود التي أصبحت أقوى من الدول نفسها. قوات الدعم السريع: وحش يلتهم صانعيه: يتخذ هذا المقال من قوات الدعم السريع في السودان نموذجًا للوحش الفِرانكنشتاني الذي خرج عن سيطرة صانعيه. أنشأ الرئيس المخلوع عمر حسن البشير هذه القوات في عام 2003 تحت اسم 'حرس الحدود' لمواجهة الحركات الدارفورية المسلحة. أدت هذه القوات مهام قمع وحشية في دارفور تشيب لها الولدان، ثم امتد دورها ليشمل قمع الاحتجاجات الشعبية في العاصمة، خاصة خلال انتفاضة 2013. ومع مرور الوقت، حصلت على اعتراف برلماني رسمي عام 2017 تحت اسم 'قوات الدعم السريع' وأصبح قائدها، محمد حمدان دقلو (حميدتي) أحد أقوى الشخصيات في السودان حتى أن البشير نفسه كان يلقبه بـ 'حمايتي'. بعد ثورة ديسمبر 2018 شهد السودان تغيرات دراماتيكية أدت إلى انقلاب حميدتي على البشير وصعوده إلى قيادة الدولة بعد الثورة. ورغم أن الوثيقة الدستورية لم تنص على منصب نائب رئيس مجلس السيادة إلا أن حميدتي أصبح الرجل الثاني في السلطة. لكن المفارقة الكبرى أن المجلس العسكري او بالأحرى اللجنة الامنية قد حجز فيها الدعم السريع موقعا مفتاحيا، فوجد قائد الجيش نفسه مسهلا للعب الدعم السريع ادوارا اشد تاثيرا في المرحلة الانتقالية بما وفره له من خدمات. لم يتعلم الرجل من خطأ البشير في صناعة الوحش، بل واصل تغذية قوات الدعم السريع كقوة مستقلة، ليستخدمها كأداة لموازنة نفوذه الشخصي في مواجهة محتملة مع المؤسسة العسكرية الملغومة بالإسلاميين، وهكذا، كما حدث مع داعش، حزب الله، وفاغنر، تحولت قوات الدعم السريع بدهاء قائدها الاوفر قوة في تصدير الذهب، وانشاء الشركات الاستثمارية في مجالات التصدير من أداة تكتيكية إلى دولة داخل الدولة، تملك مواردها وتحالفاتها الخارجية. وهنا يجب قراءة الحرب في تقاطع المصالح الإقليمية والدولية للطرفين المتقاتلين معا. فالميليشيات المسلحة كمثال قوات الدعم السريع، داعش، فاغنر، وحزب الله لم تكن مجرد أدوات محلية بل أصبحت تمتلك علاقات دولية وشبكة مصالح خاصة، مما يجعل أجل هذه الحروب ممتدًا، ولأجل غير مسمى. إن ما هو اخطر ان السودان اليوم ليس فقط ساحة معركة داخلية، بل مسرح لتقاطع المصالح الإقليمية والدولية، مما يعقّد الأزمة أكثر ويؤجل نهايتها، ويجعل التكهن بالمستقبل بعد تكوين التحالف الأخير امرا في غاية الصعوبة. أغلب الاحتمالات ان النزاع والتنازع المستند الى دعم اللاعبين الاقليميين سيرجح كفة استدامة الحرب على نحو غير مسبوق. إعادة إنتاج الفِرانكنشتانية في السودان: المزعج في المشهد السوداني ليس فقط وجود الوحش الفرانكنشتاني' ممثلًا في قوات الدعم السريع، بل تواصل إنتاج المزيد من الميليشيات. فمن كتائب الإسلاميين الأمنية، إلى حركات الكفاح المسلح، إلى أحدث تشكيل عسكري باسم 'درع السودان' كما ميليشيات عديدة بالشرق، يتضح أن الذهنية الفِرانكنشتانية أصبحت جزءًا أصيلًا من استراتيجية إدارة الحرب لما تبقى من الدولة السودانية. وهذه ليست مجرد حالة من فقدان السيطرة، بل استراتيجية مستمرة تجعل فرص الاستقرار في المستقبل القريب شبه معدومة ايضا، حتى وان تم الانتصار على الدعم السريع. وهكذا، فكلما استمر النظام في إنتاج الميليشيات كأدوات مرحلية، ازداد احتمال تحولها إلى 'وحوش' جديدة تنفلت من عقالها وتعيد إنتاج الفوضى. مما يعني أن السودان قد يبقى عالقًا في دوامة الفِرانكنشتانية لسنوات قادمة، ما لم يحدث تحول جذري في طريقة إدارة مستقبل البلاد بنحو يقود القوتين إلى طاولة المفاوضات وجعل الحكم المدني خيارا مستحقا رغم كل العوائق والعراقيل من أنصار الحكم القديم وطموحات قائد الجيش في حكم انفرادي مطلق.

الذكاء الاصطناعي لن يشكل خطرا على الفنون والآداب
الذكاء الاصطناعي لن يشكل خطرا على الفنون والآداب

Independent عربية

time١٤-٠٤-٢٠٢٥

  • علوم
  • Independent عربية

الذكاء الاصطناعي لن يشكل خطرا على الفنون والآداب

بين المخاوف والوعود التي تثيرها التكنولوجيات الجديدة كاستبدال الآلة والخوارزميات بالعقل البشري، ثمة طريقة جديدة بدأت ملامحها تلوح في الأفق تقوم على التعاون الوثيق بين الإنسان والآلة الذكية التي يبدو أن فكرتها متجذرة في التاريخ وأدب الخيال العلمي منذ قرون. لاحت تباشير الذكاء الاصطناعي في الأساطير القديمة من خلال شخصية "غوليم"، ذاك الكائن البشري الشكل الذي يفتقر إلى الإرادة الحرة، ولا يعمل إلا بأمر مبدعه، وفي رواية ماري شيلي من خلال شخصية "فرانكنشتاين" أو بروميثيوس الحديث التي وضعتها شيلي عام 1816، راسمة فيها ملامح كائن اصطناعي، شاعر وفيلسوف يتمتع بذكاء وحساسية استثنائيتين. تغيير لوحة فان غوخ "الليل المنجم" (صفحة ديجيتل أرت - فيسبوك) لكن في الآونة الأخيرة، ومع ظهور الذكاء الاصطناعي كمجال علمي، بات من الممكن أن تتحول هذه الخيالات العلمية إلى حقيقة ملموسة، فاليوم تعتمد تطبيقات الذكاء الاصطناعي بصورة رئيسة على فرع التعلم الآلي الذي يستند إلى الإحصاءات لبرمجة الخوارزميات باستخدام البيانات، مما ينتج معلومات بصيغة رقمية. والخوارزميات عبارة عن تراكيب رياضية تتألف من سلسلة من العمليات والتعليمات يجب اتباعها لحل مشكلة معينة، تُبرمج حاسوبياً لتشغيل الذكاء الاصطناعي. من بين أبرز استخدامات هذا الذكاء على سبيل المثال لا الحصر تحسين التعرف إلى الصور وتصنيفها، وكذلك التعرف إلى الصوت، كما في تطبيقات الأوامر الصوتية التي نعطيها لحواسيبنا وهواتفنا الذكية. مقاربتان مختلفتان ثمة مقاربتان متعارضتان للذكاء الاصطناعي تعاقبتا عبر الفترات الزمنية الأخيرة. المقاربة الأولى تعرف بالرمزية، وهي تعتمد على نهج واضح قابل للتفسير. فبغية التعرف إلى سبيل المثال على صورة هرة، تفترض هذه المقاربة إدخال جميع المعايير والقواعد المرتبطة بتحديد الهرة مثل: للهرة أربع أرجل وفراء وخطم، فإذا كان الكائن في الصورة يحوي أكثر من أربع أرجل، فهو ليس هرة... أما المقاربة الثانية فتعرف بالترابطية، وهي لا تعتمد على التفسير المباشر، بل على التعلم الآلي، كأن يتم تدريب نظام الذكاء الاصطناعي على قاعدة بيانات تحوي صوراً للهررة، بحيث يتعلم التمييز بين الصور التي تمثل هرة وتلك التي لا تمثلها. الكتابة رغماً عن الإنسان (صفحة أي. إي - فيسوبك) ظهرت أولى الشبكات العصبية، التي تتكون من طبقة واحدة فحسب، في ستينيات القرن الماضي، لكنها أهملت لمصلحة الحوسبة الدقيقة التي أثبتت كفاءتها العالية. ولم يستأنف البحث في مجال الذكاء الاصطناعي، لا سيما في التعلم الآلي، إلا في الثمانينيات، حين وضع بعض العلماء الأسس الأولى للتعلم الآلي العميق، الذي ظل آنذاك صعب التنفيذ بسبب القيود التقنية. قوة الحوسبة اليوم، يفسر رجل الأعمال والمؤلف الفرنسي المتخصص في مجال التكنولوجيا سيرج سودوبلاتوف (مواليد 1954) نجاح التعلم الآلي العميق من خلال ثلاثة عوامل رئيسة: تحسن قوة الحوسبة، والزيادة الكبيرة في البيانات الضرورية لتشغيل الشبكات العصبية المتعددة الطبقات، والتقدم في أبحاث الشبكات العصبية التلافيفية، مما يجعل الذكاء الاصطناعي قادراً على توليد صور وأصوات واقعية للغاية من خلال مواجهة شبكتين عصبيتين ضد بعضهما بعضاً. ولكن يبقى السؤال: هل يقدر الذكاء الاصطناعي المساهمة في المجال الثقافي والإبداع الأدبي؟ الرسم بلا روح (صفحة أي. إي - فيسبوك) يمكن الذكاء الاصطناعي إذاً الاستفادة من كم هائل من البيانات في قطاع صناعة الكتاب، لاستخدامها في تحديد الموضوعات الجديدة التي تهم القراء، وفي تحسين استراتيجيات التسويق والترويج، وأخيراً، في المساعدة على تحديد السوق المستهدفة لأي كتاب جديد، وفي عملية النشر وفقاً لمعايير محددة مسبقاً وفي صدور الكتاب الرقمي. الباب المفتوح كتابة آلية (ديجيتل أرت - فيسبوك) غير أن بعض المهتمين بهذه التكنولوجيات أصبحوا اليوم أكثر قناعة أن الذكاء الاصطناعي بات باباً مفتوحاً على طريق الإبداع الأدبي، فعلى سبيل المثال لا الحصر، طورت بعض شركات المعلوماتية أنظمة تكنولوجية قادرة على وضع نصوص صحافية وأدبية بصورة تلقائية، وأنظمة أخرى قادرة على توليد قصائد آلية بناءً على كلمة واحدة يمكن لخوارزمية أخرى استخدامها لإنشاء صور مستوحاة من هذه القصائد. ولا أنسى أن كثيراً من المؤلفين في أوروبا وأميركا باتوا اليوم يستخدمون مساعدي الكتابة الذكية، كالكاتب الهندي فيكرام شاندرا (مواليد 1961) الذي استعان بأحد برامج الذكاء الاصطناعي لرسم خريطة العناصر السردية لإحدى رواياته، والكندي ديفيد جاف جونستون المعروف بالشاعر الحاسوبي وكاتب الأدب الإلكتروني وفنان اللغة الرقمية الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي في وضع المسودات الأولى لأعماله، والروائي الأميركي روبين سلون الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في إنشاء الحوارات بين شخصيات رواياته وسردياته. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) غير أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الثقافة يثير كثيراً من المخاوف والجدالات ويطرح علامات استفهام حول عملية الكتابة نفسها، فهل باستطاعة الذكاء الاصطناعي حقاً منافسة الشعراء والأدباء والفنانين؟ ليس سهلاً الإجابة عن هذا السؤال، لكن تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن أكاديمية الفنون الجميلة وعدداً من الكتاب والفنانين رفضوا تصنيف التصوير الفوتوغرافي يوم ظهر للمرة الأولى في فرنسا في خانة الفنون الجميلة، لذا لم يظهر الاهتمام بالصورة الفوتوغرافية والاعتراف بها كفن من الفنون إلا في وقت متأخر نسبياً. فخلال النصف الأول من القرن الـ20، وبفضل السوريالية جزئياً، دخل التصوير الفوتوغرافي شيئاً فشيئاً في المجال الفني، قبل أن يشهد خلال السبعينيات من القرن نفسه تسارعاً ملحوظاً أضفى عليه شرعية فنية مدعومة بتبريرات نظرية وجمالية، كذلك أسهم ظهور التكنولوجيا الرقمية في تسريع دمج الصورة الفوتوغرافية في الفن المعاصر، كذلك الأمر، عندما ظهرت الموسيقى الإلكترونية رفض كثير من الموسيقيين التقليديين فكرة دمج العينات الصوتية بالأدوات الموسيقية الكلاسيكية. كل هذا يعني أن ثمة من يخشى أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى استبدال روبوتات "فنانة" بالإبداع البشري أو أن يصبح الإنسان نفسه آلة، لكن، أليس الإبداع البشري نتاجاً لتأثيرات سابقة وتراكمات معرفية؟ وهل يجب أن نحكم على العمل الفني من خلال تقنيته أم من خلال رسالته وتأثيره العاطفي؟ في نهاية المطاف تظل النية والإحساس البشري عنصرين حاسمين في العملية الإبداعية، وهو ما يفتقر إليه الذكاء الاصطناعي مهما اقترب من محاكاة الإنسان.

«أبناء بروميثيوس: تاريخ البشرية قبل اختراع الكتابة»
«أبناء بروميثيوس: تاريخ البشرية قبل اختراع الكتابة»

الاتحاد

time٠٩-٠٣-٢٠٢٥

  • علوم
  • الاتحاد

«أبناء بروميثيوس: تاريخ البشرية قبل اختراع الكتابة»

أبوظبي (الاتحاد) رحلة الإنسان عبر الزمن: من الصيد إلى بناء الحضارات هل كانت نشأة الكتابة هي البداية الحقيقية للتاريخ؟ أم أن قصة الإنسان تمتدُّ إلى ما قبل ذلك بملايين السنين؟ في كتابه «أبناء بروميثيوس: تاريخ البشرية قبل اختراع الكتابة»، يأخذنا المؤرخ هيرمان بارتزينغر في رحلة مثيرة عبر الزمن، ليعيد تشكيل الصورة الكاملة لمراحل تطور الإنسان، منذ بداياته الأولى في أفريقيا قبل نحو خمسة ملايين عام، وحتى نشوء الحضارات الكبرى. صدر هذا الكتاب عن مشروع «كلمة» للترجمة، التابع لمركز أبوظبي للغة العربية، وقام بترجمته إلى العربية المترجم علي مصباح، ليكون إضافة مهمَّة للمكتبة العربية، حيث يقدم رؤية شاملة حول تاريخ الإنسان قبل اختراع الكتابة. تطورات هائلة ينطلق الكتاب من قصة الإنسان المنتصب، الذي لم يكن مجرَّد كائن يبحث عن البقاء، بل كائن يسعى لتحسين بيئته وظروف معيشته، متحوِّلاً من آكِلٍ للجِيَف إلى صياد ماهر. وعلى مدى ملايين السنين، شهدت البشرية تطورات هائلة، بدءاً من إنسان نياندرتال، الذي امتلك قدرات ذهنية متقدمة، وصولًا إلى الإنسان العاقل الحديث، الذي تفوَّق بفضل قدرته على التَّكيُّف والابتكار وغزو العالم. من الكهوف للمدن بعد أن اعتمد البشر لآلاف السنين على الصيد والتقاط الثمار، بدؤوا في الاستقرار في مستوطنات صغيرة، قبل أن تتطور تلك المستوطنات إلى قرى ومدن. يستعرض الكتاب كيف ساهمت الزراعة وتدجين الحيوانات في تعزيز استقرار الإنسان، ممَّا أدى إلى إنشاء مجتمعات دائمة. في هذا السياق، يقدم الكتاب نظرة معمَّقة على أولى المستوطنات الكبيرة التي ظهرت في الأناضول. بذور الحضارة المصرية على جانب آخر، يفرد الكتاب جزءاً مهماً لاستعراض بدايات الحضارة المصرية، موضحاً كيف بدأت المجتمعات المصرية الأولى في الاعتماد على الزراعة وتربية الماشية، مما ساهم في زيادة الإنتاج وتحقيق فائض غذائي، وهو ما مهَّد الطريق لنشوء مدن وممالك. كما تناول المؤلف ثقافات ما قبل الأسرات لدى المصريين القدماء، مثل ثقافة البداري في مصر العليا، وثقافة تاسا في وسط مصر، والتي شهدت تطوراً ملحوظاً في الفنون والصناعات اليدوية، بالإضافة إلى بناء المرافق التخزينية، التي كانت في البداية مقتصرة على الطبقات العليا، ثم انتشرت تدريجياً بين الطبقات المتوسطة. أفريقيا ما قبل الحديد لا يتوقف الكتاب عند الحضارات الكبرى، بل يتناول أيضاً تطور الثقافات في غرب ووسط وجنوب أفريقيا قبل إدخال صناعة الحديد، وكيف تحوَّلت الحياة بالتدريج في هذه المنطقة الغنية بالميثولوجيا. بين اليقين والتكهن يقدم «أبناء بروميثيوس» رؤية علمية دقيقة حول تطور الإنسان، لكنه لا يتوقف عند الحقائق المثبتة، بل يتناول أيضًا الأسئلة الجدلية التي لا تزال قيد البحث. من خلال استعراض دقيق للأدِلَّة الأثرية والأنثروبولوجية، يناقش المؤلف الفجوات المعرفية في تاريخ الإنسان. بين الماضي والحاضر يربط المؤرخ هيرمان بارتزينغر بين الماضي البعيد والحاضر، موضحاً أن التاريخ الحقيقي للإنسان لا يبدأ مع الكتابة، بل يمتد إلى ملايين السنين قبلها، ما يجعل هذا الكتاب إضافة قيِّمة لكل قارئ مهتم بتاريخ البشرية.

تعرف على أقدم 3 أشجار في العالم.. عمرها آلاف السنين
تعرف على أقدم 3 أشجار في العالم.. عمرها آلاف السنين

مصراوي

time١٤-٠٢-٢٠٢٥

  • علوم
  • مصراوي

تعرف على أقدم 3 أشجار في العالم.. عمرها آلاف السنين

الأشجار تُعتبر من أطول الكائنات الحية عمرًا على وجه الأرض، وقدرتها على البقاء لآلاف السنين تُثير الدهشة وتُعطينا لمحة عن تاريخ الكوكب. ووفقًا لموقع timesofindia إليك 3 أشجار الأقدم عمرًا في التاريخ، والتي كانت تنمو في أماكن متفرقة بالعالم. شجرة ميثوسيلاه (Methuselah) شجرة ميثوسيلاه واحدة من أقدم الأشجار المعمرة في التاريخ، ويبلغ عمرها حوالي 4850 عامًا أو أكثر، وتقع هذه الشجرة في جبال وايت (White Mountains) بولاية كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية، وجرى تم تحديد عمرها بواسطة إدموند شولمان في عام 1957، ويتم الحفاظ عليها بحذر لتجنب قطعها. شجرة بروميثيوس (Prometheus) هي شجرة صنوبر معمرة من نوع "Great Basin Bristlecone Pine"، كانت تنمو بالقرب من خط الأشجار على قمة ويلر (Wheeler Peak) في شرق ولاية نيفادا بالولايات المتحدة. واشتهرت هذه الشجرة بأنها كانت أقدم كائن حي غير مستنسخ معروف على وجه الأرض، حتى تم قطعها في عام 1964، وكان عمرها حوالي 4900 عام وقت قطعها. شجرة غران أبويلو (Gran Abuelo) شجرة "غران أبويلو"، وهي سرو باتاغونيا (Patagonian Cypress) أو "أليرسي ميليناريو" (Alerce Milenario)، من أضخم الأشجار في أمريكا الجنوبية، ويقدر العلماء عمرها بأكثر من 3600 عام، وقد يصل إلى 5000 عام، لكن لم يتم تحديد عمرها بدقة باستخدام عد الحلقات بسبب حجمها الكبير، وتقع هذه الشجرة في تشيلي، أمريكا الجنوبية، ويجري العلماء دراسات لتحديد عمرها بشكل أكثر دقة. اقرأ أيضًا:

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store