logo
#

أحدث الأخبار مع #بسامبرغوت

حديث الجمعة _ رحلة العمر: الحج
حديث الجمعة _ رحلة العمر: الحج

الشرق الجزائرية

timeمنذ 12 ساعات

  • منوعات
  • الشرق الجزائرية

حديث الجمعة _ رحلة العمر: الحج

المهندس بسام برغوت الحَجّ في الإسلام فريضةٌ عظيمةٌ ذاتُ مكانةٍ روحانيةٍ وتشريعيةٍ فريدة، تجمع بين مقاصد العبادة الخالصة لله تعالى وتجسِّدُ وحدةَ الأمّة وتذكّرُها بجذورها الإبراهيمية. نتناول في هذا المقال الحَجّ من زواياه المتعددة: معناه الشرعي، تاريخه، أركانه، حكمه وآدابه، مقاصده الكبرى، الأبعاد الروحية والاجتماعية والاقتصادية، إضافةً إلى لمحةٍ عن جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الحجاج، وأبرز التحديات المعاصرة المتعلّقة بهذا الركن الركين. أولاً: تعريف الحَجّ ومكانته: الحَجّ في اللغة يعني القصدُ إلى شيءٍ مُعظَّم. أمّا في الاصطلاح الشرعي فهو: قصدُ بيت الله الحرام لأداء مناسك مخصوصةٍ في زمنٍ مخصوصٍ بشروطٍ مخصوصة. والحجُّ ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة؛ فقد قال النبي ﷺ: «بُني الإسلامُ على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله، وإقامِ الصلاة، وإيتاءِ الزكاة، وصومِ رمضان، وحجِّ البيت من استطاع إليه سبيلًا». فجاء بعد التوحيد والصلاة والزكاة والصوم دلالةً على علوِّ شأنه، لكنه مُقيَّدٌ بالاستطاعة رحمةً بالأمة. ثانيًا: جذور الحَجّ التاريخية: يعود أصلُ الحَجّ إلى عهد أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام عندما أمره الله تعالى أن يرفع القواعد من البيت مع ابنه إسماعيل، ثمّ أُمِر بأن يُؤذِّن في الناس بالحج ليأتوا «رجالًا وعلى كل ضامر يأتين من كل فجٍّ عميق» (سورة الحج). ومنذ ذلك الحين والبيت العتيق قِبلةُ الموحّدين؛ يطوفون به ويقصدونه تلبيةً لأمر الله. ومع مرور القرون وقعت انحرافاتٌ في الشعائر إلى أن جاء الإسلام فطهّر البيت وأعاد للحج نقاءه التوحيدي. ثالثًا: أركان الحَجّ وواجباته وسُننه: قسم الفقهاء أعمال الحج إلى أركانٍ لا يصح بدونها، وواجباتٍ يجبر تركُها بدمٍ، وسُننٍ يُستحبّ فعلُها. الأركان أربعة: الإحرام: نِيّة الدخول في النسك، مع تجريد القلب من الدنيا وتعظيم شعائر الله. الوقوف بعرفة: الركن الأعظم؛ كما في الحديث الشريف: «الحج عرفة» ، يبدأ من زوال شمس يوم التاسع من ذي الحجة إلى فجر يوم النحر. الطواف بالبيت (طواف الإفاضة): بعد النزول من منى يوم العيد، وهو طوافُ الركن. السعي بين الصفا والمروة: استحضارٌ لسعي هاجر أم إسماعيل وتوكّلها على الله. الواجبات تشمل الإحرام من الميقات المعيَّن، المبيت بمزدلفة ومنى، رمي الجمرات، الحلق أو التقصير، وطواف الوداع. أمّا السنن فكثيرة: التلبية، طواف القدوم، الإكثار من الذكر والدعاء، والخشوع. رابعًا: شروط وجوب الحَجّ: لا يجب الحجّ إلا إذا توفّرت خمسة شروط: الإسلام، البلوغ، العقل، الحرية، والاستطاعة (صحةٌ بدنية، وسيلةُ سفرٍ آمنة، ومالٌ زائدٌ عن الحاجات الأساسية). ويُعدّ أداءُ الحجّ مرةً واحدةً فرضَ عين، وما زاد عنها فهو تطوّع. خامسًا: مقاصد الحَجّ الكُبرى: تحقيق التوحيد الخالص: لَبّيْك اللهم لَبّيْك، يردّدها الحاجّ فيعلن الانقياد والعبودية لله وحده. إحياء ذكرى الأنبياء: من إبراهيم وإسماعيل إلى محمدٍ ﷺ ، وتأكيد وحدة مصدر الرسالات. تعميق الأخوّة الإسلامية: يلتقي الحجاج بمختلف الألوان والألسنة، بلباس موحد يرمز الى لباس الكفن لإعلان المساواة والتجرد من التفاخر. تهذيب النفس: بالانضباط وكظم الغيظ، «فلا رفثَ ولا فسوقَ ولا جدالَ في الحج». التذكير بيوم الحشر: مشهد عرفة يُشبه وقوفَ الناس للحساب، فيبعث على التوبة والرجاء. سادسًا: الأبعاد الروحية: الحجّ رحلةُ العمر؛ يترك الحاجّ أهله ومتاعه، ويتجرد من ثيابه، ممّا يُشعره بفناء الدنيا وحاجة القلب إلى الله. الطواف يورث ذكرًا دائمًا، والسعي يُذكّره ببذل الأسباب مع التوكل، والوقوف بعرفة يُفيض دموع التوبة. ثمّ إذا رمى الجمرات فكأنّه يرمي الشيطان، وإذا ذبح الهدي استحضر معنى البذل، وإذا حلق شعره تجددت ولادته الروحية. سابعًا: الأبعاد الاجتماعية والسياسية: الوحدة والمساواة: الحج مؤتمَرٌ عالميّ سنوي، يذوب فيه الانتماء العِرقي والطبقي. تبادل العلم والخبرة: كان الحج منصةً لطلبة العلم والتجار والسلاطين لتدارس الأحوال وتنسيق الجهود. نقل الرسائل الإصلاحية: التاريخ زاخِر بخطبٍ ألقيت في موسم الحج رسّخت قيمَ العدل. ثامنًا: إدارةُ الحجّ وجهود المملكة: تتحمّل المملكة العربية السعودية مسؤوليةَ تنظيم الحج؛ فأنشأت وزارة الحج والعمرة، وطوّرت مبادرة «طريق مكة» و«نسك» للتأشيرات الإلكترونية، وشيدت توسعات الحرم، وجسور الجمرات ذات الطبقات، والقطار السريع، وأنظمة التبريد في الخيام، وكلّها لتيسير أداء المناسك مع الحفاظ على سلامة الملايين، مع إتاحة الكراسي المتحركة لحجّ ذوي الاحتياجات الخاصة في الطواف والسعي، مع خدمات الترجمة للصم والبكم، وخطوط أرضية بارزة للمكفوفين. أجاز العلماء للمرأة الحجّ مع محرمٍ أو في رفقةٍ آمنةٍ معتبرة. ولها أحكامٌ خاصةٌ في الطواف والسعي حال الحيض، تُؤجِّل الطواف وتبقى على إحرامها حتى تطهر، رعايةً لحرمتها. ختاماً، يبقى الحَجّ أسمى مدرسةٍ تربويةٍ يتخرّج فيها المسلم متطهّر القلب، موحِّد اللسان، محقّقًا لمعنى الطاعة، ومع التحولات العالمية لا يزال نداء إبراهيم يتردّد، فتهفو القلوب إلى البيت العتيق. إن اغتنام هذه الشعيرة في إصلاح الذات والمجتمع هو الغاية المنشودة؛ فإذا عاد الحاجُّ وقد غُفِر له عاد كيومَ ولدته أمّه، يحمل مسؤولية نشر السَّكينة والتقوى حيثما حلّ. نسأل الله أن يرزقنا وإيّاكم حجًّا مبرورًا وسعيًا مشكورًا وذنبًا مغفورًا، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

حديث الجمعة – 'مكانة شهر ذي القعدة في الإسلام'
حديث الجمعة – 'مكانة شهر ذي القعدة في الإسلام'

الشرق الجزائرية

time١٥-٠٥-٢٠٢٥

  • منوعات
  • الشرق الجزائرية

حديث الجمعة – 'مكانة شهر ذي القعدة في الإسلام'

المهندس بسام برغوت شهر ذي القعدة هو الشهر الحادي عشر من الأشهر القمرية في التقويم الهجري، له مكانة دينية وتاريخية خاصة، حيث إنه أحد الأشهر الحُرُم التي حرم الله فيها القتال والاعتداء، وجعل لها حرمة ومهابة منذ الجاهلية واستمرت في الإسلام، ويأتي مباشرة قبل شهر ذي الحجة الذي فيه موسم الحج. وذو القعدة شهر يبعث على السكون، التأمل، الاستعداد للعبادة، واستحضار عظمة الشهور المباركة التي خصها الله بفضله. أولًا: تسميته: يشتق اسمه من 'القعود'، أي الجلوس عن القتال. وكان العرب في الجاهلية يعظمونه ويقعدون فيه عن الغزو والقتال، أي يمتنعون عن شن الحروب ويجنحون للسلام. ويدل هذا المعنى على أن الشهر كان زمانًا للسكون والتهيئة، خاصة أنه يسبق موسم الحج، حيث كان الناس يستعدون للسفر إلى مكة. وهو أحد الأشهر الأربعة الحُرُم التي قال الله عنها في كتابه الكريم: ' إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ..' ( سورة التوبة) وهذه الأشهر الأربعة هي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب. وكانت تُعظَّم في الجاهلية، فأقرها الإسلام وزاد من تكريمها. ثانيًا: مكانة ذي القعدة في الإسلام: من أعظم مزايا هذا الشهر أنه أحد الأشهر الحُرُم، وهي شهور عظيمة لها حرمة خاصة في الشريعة الإسلامية، وقد جاء في الحديث النبوي قول النبي صلى الله عليه وسلم: 'إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حُرُم، ثلاث متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مُضر الذي بين جمادى وشعبان' (رواه البخاري ومسلم). وحرمة هذه الشهور تقتضي: الابتعاد عن الذنوب: فالسيئة أعظم إثمًا فيها. تعظيم الطاعات: فالأعمال الصالحة فيها أعظم أجرًا. التحذير من الظلم: فقد قال الله تعالى: '… مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ..' ثالثًا: الأحداث التاريخية في شهر ذي القعدة: شَهِد هذا الشهر عددًا من الأحداث المهمة في تاريخ الإسلام، من أبرزها: صلح الحديبية (6 هـ) حدث في ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة، حيث خرج النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع أصحابه رضي الله عنهم معتمرين، وتم منعه من دخول مكة المكرمة، وبعد مفاوضات، تم توقيع صلح الحديبية، الذي كان نصرًا سياسيًا واستراتيجيًا للإسلام رغم ظاهره الذي لم يكن فيه دخول للبيت الحرام. عُمَرَات النبي صلى الله عليه وسلم: ورد في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عُمَر، جميعها كانت في ذي القعدة، وهي: عمرة الحديبية (التي لم تكتمل) عمرة القضاء عمرة الجِعرانة والعمرة التي قرنها مع حجته (حجة الوداع) وهذا يدل على فضل أداء العمرة في هذا الشهر المبارك. رابعًا: فضائل الأعمال في ذي القعدة رغم أن شهر ذي القعدة لا يتضمن عبادات مخصوصة كالصيام أو الصلاة الزائدة المرتبطة به تحديدًا (كما في رمضان أو ذي الحجة)، إلا أنه: من الأشهر الحرم، وبالتالي فإن: الطاعة فيه مضاعفة. الذنب فيه أعظم. ولذلك يُستحب للمسلم الإكثار من: الذكر وقراءة القرآن الكريم. الصيام، خاصة أيام الاثنين والخميس أو الأيام البيض (13-14-15). الصدقة. الدعاء والاستغفار. خامسًا: الاستعداد للحج: بما أن ذي القعدة يسبق مباشرة شهر ذي الحجة، فهو يعتبر شهر الاستعداد للحج، من عدة جوانب: النية والتخطيط: حيث يبدأ الحجاج بترتيب رحلاتهم وتجهيز أنفسهم روحيًا وماديًا. التوبة وتنقية النفس: ليصل الحاج إلى مكة المكرمة بقلب نقي. زيادة الطاعات: كوسيلة للاستعداد الروحي لهذا الركن العظيم. سادسًا: دروس مستفادة من شهر ذي القعدة: السلام الداخلي والخارجي: فكما أن القتال حُرِّم فيه، ينبغي على المسلم أن يجتهد ليعم السلام في نفسه وفي محيطه. تعظيم شعائر الله: والالتزام بحرمة الزمن كما نلتزم بحرمة المكان. التهيئة للعبادة: ففيه نستعد لأفضل أيام الدنيا (عشر ذي الحجة). العودة إلى الله: بالإكثار من الطاعة والتوبة والاجتهاد في الأعمال الصالحة. سابعًا: كيف نحيي شهر ذي القعدة؟ يمكن لكل مسلم ومسلمة إحياء هذا الشهر من خلال: مراجعة النفس: ومعرفة نقاط الضعف والإهمال في الطاعات. وضع خطة لعبادة قوية: استعدادًا لعشر ذي الحجة. الإكثار من الذكر: كالتسبيح، التهليل، التحليل، الاستغفار. طلب العلم: بقراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، خاصة ما يتعلق بالحج والعمرة. صلة الرحم: وتعزيز العلاقات الأسرية. العمل التطوعي: والمشاركة في أعمال الخير. ختاماُ ، شهر ذي القعدة ليس مجرد فترة زمنية تمر في نهاية العام الهجري، بل هو شهر من الأشهر الحُرُم التي خصها الله بمكانة عظيمة، وهو محطة هادئة للتزود الروحي قبل أن يدخل المسلم في موسم من أعظم مواسم الطاعة، وهو موسم الحج. فليحرص المسلم أن يستثمر أيامه ولياليه في القرب من الله، وتعظيم شعائره، وتزكية نفسه، والتهيئة لما هو أعظم.

حديث الجمعة -'احذروا الغفلة'
حديث الجمعة -'احذروا الغفلة'

الشرق الجزائرية

time١٧-٠٤-٢٠٢٥

  • صحة
  • الشرق الجزائرية

حديث الجمعة -'احذروا الغفلة'

المهندس بسام برغوت الغفلة من أخطر الآفات التي تصيب قلب الإنسان وعقله، وهي غياب الوعي واليقظة عن الحقائق الكبرى في الحياة، كالموت، والبعث، والآخرة، وواجبات العبد تجاه ربه. وقد حذّر القرآن الكريم والسنة النبوية من الغفلة في مواضع كثيرة، وبيّنا آثارها الوخيمة على الفرد والمجتمع، داعين إلى اليقظة الدائمة والتفكر في آيات الله والتزود بالتقوى. مفهوم الغفلة الغفلة في اللغة تعني الإهمال والنسيان والانشغال عن الشيء المهم. أما في المفهوم الإسلامي، فهي غياب القلب والعقل عن ذكر الله وطاعته، والانشغال بالدنيا وشهواتها حتى ينسى الإنسان هدف وجوده ومصيره الحقيقي. وهي لا تعني الجهل، بل تعني تجاهل ما يعلمه الإنسان من الحق، أو عدم الاستجابة له رغم معرفته. وصفهم الله تعالى بقوله:' لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا، وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا، أُوْلَـٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ، أُوْلَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ'(سورة الأعراف) أنواع الغفلة الغفلة عن الله تعالى: وهي أخطر أنواع الغفلة، حيث ينسى الإنسان ربه ولا يذكره ولا يسعى لرضاه، فيعيش حياته وكأن لا حساب ولا عقاب. وقد حذر الله تعالى منها فقال: 'وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ نَسُواْ اللّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ' (سورة الحشر) الغفلة عن الموت والآخرة: بعض الناس يعيشون كأنهم خالدون، ينسون أن الموت آتٍ لا محالة، وأن القبر أول منازل الآخرة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: 'أكثروا من ذكر هادم اللذات' (رواه الترمذي) الغفلة عن النعم والشكر: الإنسان الغافل لا يشعر بالنعم التي أنعم الله بها عليه، فلا يشكره عليها. الغفلة عن الحقوق والواجبات: سواء كانت تجاه الله، أو الناس، فالغافل يضيع صلاته، ويهمل أهله، ولا يراعي الأمانة أو الصدق. أسباب الغفلة كثرة الانشغال بالدنيا: الانغماس في المال والوظيفة واللهو يجعل القلب ينسى آخرته. الصحبة السيئة: تُبعد الانسان عن الفضائل وتشجعه على الرذائل. قلة ذكر الله وعدم التفكر بعظمته. الإفراط في المعاصي التي تظلم القلب وتزيد من الغفلة. آثار الغفلة قسوة القلب: فيصبح لا يتأثر بالموعظة ولا يخشع في الصلاة. ضياع العمر: تمر السنوات دون أن يستثمرها في الطاعات. فساد الأخلاق: بسبب غياب المراقبة الإلهية. علاج الغفلة الرجوع إلى الله بالتوبة الصادقة لتوقظ النفس من غفلتها. المواظبة على الصلاة والعبادات فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وتمنح القلب طمأنينة ونورًا. ذكر الله كثيرًا: قال تعالى: 'وَاذْكُرْ رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ… وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ' (سورة الأعراف) صحبة الصالحين: الجلوس مع أهل الإيمان والتقوى يُنعش القلب ويقوي الهمة. قراءة القرآن الكريم والتأمل في معانيه: فهو شفاء للقلوب ومنبه للضمائر. تذكر الموت والآخرة: بزيارة القبور، والتفكر في أحوال أهلها. الغفلة في زمننا هذا نعيش اليوم في زمن كثرت فيه وسائل الإلهاء والتشتيت: وسائل التواصل، الترفيه المستمر، الأخبار، والمظاهر. وأصبحت الغفلة نمطًا شائعًا، حتى بين من يعرف الحق. لذلك، فإن مسؤولية المسلم أصبحت مضاعفة، لحماية قلبه من هذا التيار الجارف، والعودة إلى جوهر الدين: الإخلاص لله، والعمل للآخرة، ومجاهدة النفس. قال الحسن البصري: 'ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيرًا من الحلال مخافة الحرام. وما زالت الغفلة بالناس حتى خاضوا في كثير من الحرام وهم يظنون أنه حلال.' الغفلة وعلاقتها بالذنوب من أهم ما يُوقع الإنسان في الغفلة هو الاستمرار في ارتكاب الذنوب دون توبة أو ندم. فكلما أكثر العبد من الذنب، ازداد حجاب قلبه عن الله، حتى يصبح القلب مظلمًا لا يتأثر ولا يخشع. وقد شبَّه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله: 'إن العبد إذا أذنب نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه، وإن عاد زادت حتى تعلو قلبه، فذلك الران الذي ذكره الله: كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون' (رواه الترمذي). وهذا يدل على أن الغفلة ليست فقط حالة نفسية، بل هي نتيجة أعمال متراكمة تؤثر في القلب حتى تقتل الحس الإيماني تمامًا. الغفلة والتعلق بالدنيا كثير من الناس اليوم جعلوا الدنيا غايتهم، ونسوا أن الله خلقهم لعبادته لا لجمع المال فقط أو نيل المناصب. فالانشغال المفرط بالماديات، والسعي الدائم خلف الشهرة أو النجاح الدنيوي، دون توازن روحي، يؤدي إلى حالة من الغفلة العميقة التي يصعب الخروج منها دون جهد ومجاهدة. قال تعالى: 'ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ' (سورة الحجر) دعاء للخروج من الغفلة كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو كثيرًا باليقظة والهدى، ومن أجمل الأدعية التي وردت: 'اللهم لا تجعلني من الغافلين، وذكرني إذا نسيت، واهدني إذا ضللت، واجعل قلبي حيًا بذكرك.' ختاماً، الغفلة خطر كبير يهدد قلب الإنسان وروحه، وهي أشبه بالنوم العميق الذي يحتاج إلى من يوقظه. وقد جاءت الشريعة الإسلامية لتحذرنا منها، وتفتح أمامنا أبواب التوبة واليقظة والنجاة. فلنحرص على أن نكون من الذاكرين الشاكرين، لا من الغافلين، ونتفكر في قول الله عز وجل: 'اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ' (سورة الأنبياء ).

لهذه الأسباب ... الحريري يمهّد لمقاطعة الانتخابات البلدية
لهذه الأسباب ... الحريري يمهّد لمقاطعة الانتخابات البلدية

القناة الثالثة والعشرون

time١٥-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • القناة الثالثة والعشرون

لهذه الأسباب ... الحريري يمهّد لمقاطعة الانتخابات البلدية

بعد القنبلة المدوية التي رماها رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس، معلنًا عدم القدرة على إقرار أي تعديل على قانون الانتخاب البلدي نظرا لضيق الوقت، باتت الأنظار مشدودة باتّجاه رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري لمعرفة موقفه النهائي لجهة مشاركة تيار "المستقبل" بهذا الإستحقاق أم لا. وفي هذا الإطار، فنّد مسؤول "قريب" من الحريري الأسباب والمآخذ التي ستدفع الأخير لعدم المشاركة في الانتخابات البلدية: أوّلًا، من أصل 24 عضو بلدية لن يكون لـ "المستقبل" أكثر من 5 أعضاء. ثانيًا، رجل الأعمال بسام برغوت الذي يُتداول باسمه كمرشّح لرئاسة البلدية نتيجة تفاهم، ليس من اختيار الحريري أو من حصّة تيار "الستقبل". ثالثًا، تأمين المناصفة في المعركة الانتخابية يتطلّب تحريك ما بين 50 و60 ألف مناصر لـ "المستقبل" وهذا الأمر يتطلّب ماكينة انتخابية كلفتها بين 10 و11 ألف دولار. رابعًا، تأمين المناصفة سيكون لمصلحة مكاسب الأحزاب المسيحية التي هي على خلاف مع الحريري وساهمت باستقالته وإبعاده عن الساحة اللبنانية. خامسًا، الدّفع باتجاه تأمين الحريري للمناصفة يبرز في حين لم يأتِ الضّوء الأخضر من المملكة العربية السعودية. من هنا، هو ليس مضطرًّا للقيام بكل هذا المجهود، خاصة في ظل حضور عدد من النواب السّنة المستقلين بينهم النائب فؤاد مخزومي. سادسًا، الحريري بخوضه هذه المعركة سيُجبر على تحمّل وزر التحالف مع "الثنائي الشيعي" في ظل القلق من عمليات تشطيب لمرشحي "القوات" و"التيار". وفي حين أوكل هذا الملف للنائبة بهية الحريري وسُجّل ابتعاد أمين عام تيار "المستقبل"، أحمد الحريري عن المشهد، تحصل سلسلة اتّصالات على صعيد بيروت، منها لقاءات قام بها عضو تكتل "الجمهورية القوية"، النائب غسان حاصباني، وعضو كتلة "الكتائب" النائب نديم الجميل. يُضاف الى ذلك، الدور البارز والواسع للوزير السابق ميشال فرعون الذي يعمل على إعادة إسقاط توازنات على الصّيغة التي توصّل إليها في عام 2016. وفي إطار هذه المساعي المستمرة، زاره الأسبوع الماضي، القاضي الشيخ خلدون عريمط والمهندس بسام برغوت. إذًا يبدو أنّ مساعي الحفاظ على المناصفة، تسلك طريقًا مقفلًا، بحسب المصدر ذاته، لاسيّما بعد المؤتمر الذي عقده النائب نقولا الصحناوي الذي يأتي في إطار "المزايدة" لجهة القلق من نفاذ الوقت والخوف من عدم تأمين المناصفة، وهنا يتساءل المصدر: أين كان "التيار" عندما كان دوره فاعلًا في الدولة، ورئيس الجمهورية من حصّته والعهد له". هند سعادة- الكلمة أونلاين انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حديث العيد _ إظهار الفرح بالعيد من كمال العبادة
حديث العيد _ إظهار الفرح بالعيد من كمال العبادة

الشرق الجزائرية

time٠٣-٠٤-٢٠٢٥

  • منوعات
  • الشرق الجزائرية

حديث العيد _ إظهار الفرح بالعيد من كمال العبادة

المهندس بسام برغوت بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: ثبت عن النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم، أنه قال: 'من صام رمضان، ثم أتبعه ستًا من شوال، كان كصيام الدهر'. فاذا علمنا ان الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان ثلاثون يوماً، والستة من شوال بستين، يصبح المجموع لدينا ٣٦٠ يوماً .. ولقد علّمنا علماؤنا العارفون الصالحون 'أن من علامات قبول صيام المسلم والمسلمة في شهر رمضان المبارك، أن يكون حاله بعد انقضاء الشهر الكريم، أحسن حالاً مما كان عليه قبل رمضان'، فمن اصطلح أمره وخلقه ببركة وفضائل هذا الشهر، فقد حقق الغاية الربانية من الصيام وهي 'التقوى' كما قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة: (183)، أي لعل مستلزمات الصيام المادية والروحية، تصل بكم إلى حقيقة التقوى لله تعالى فتفوزوا في الدارين. ميّز الله أمة الإسلام بكثير من الخصائص والفضائل بين الأمم، وجعل لها هوية دينية أخلاقية قيمية مستقلة متكاملة، لا تقبل الزيادة ولا النقصان، ولا الإفراط ولا التفريط، فالله تعالى أكمل لها الدين، وأتمّ عليها النعمة، فكانت الأمة الوسط، التي تستحق أن تكون خير أمة أخرجت للناس. ومن أهم ما ميز الله المسلمين هو إظهار المشاعر بالفرح والفخر بالعبادات والطاعات والتمسك بالتعاليم الحكيمة السمحة، ولذلك كان عيد الفطر وعيد الأضحى بعدَ ركنينٍ مِن أركان الإسلام، فعيدُ الفِطر يكون بعدَ عبادةِ الصّوم وعيد الأضحى بعد عبادة الحجّ، مما يعني تكامل الطاعة بالفرح في علاقة متلازمة لا تنفك عن بعضها أبداً، من هنا قال الله تعالى في شأن صوم رمضان: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون} البقرة (185) فلكل أمّةٍ مِن الأمَم عيداً تأنس فيه وتفرخ به، والفرح بالعيد يتضمَّن عقيدة هذه الأمة وهويتها الكاملة والمستقلة التي تفتخر وتجاهر وتتباهى بها في تقديم فلسفتها للحياة، ولذك استكمال الفرح جزء من العبادة، ينبغي على المسلم التمسك به، قال الله تعالى: {لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ ۖ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ ۚ وَادْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ ۖ إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدًى مُّسْتَقِيم} سورة الحجٍ (67)، 'وسمّي عيداً لأنّه يعود كلّ سنة بفرح متجدد، يؤكد فيه المسلم أن ما قام به هو الحق، وأنه متمسك بهذا الحق وأنه فرح به ويفاخر به الناس، من هنا وجب استكمال العبادة بالفرح، ولا يجوز كتمه ولا اختزاله أو طمسه أو تغييبه، فالعيد معناه الديني شكر لله على تمام العبادة، والعيد في بعده الروحي والإنساني يجسد الأخوة الإنسانية بأبهى تجلياتها بين الناس، وهذه هي الغاية الأنبل التي شاءها الله تعالى للعباد، وذلك بتكريس الأخلاق الحميدة والفاضلة التي ترسخت في رمضان لتستمر بعده مدى الحياة، مما يعني أنه استفادة من فضائل الشهر العظيم، الذي يهذب النفس والروح كما يهذب الجسم والبدن، فرمضان ليس للتعذيب بل هو للتعذيب. فمن أحسن في رمضان فليحافظ على الإحسان، ومن واظب على الصلوات الخمس فليستمر في الحفاظ على أدائها في أوقاتها، ومن قرأ القرآن فليحافظ على قراءة القرآن، ومن تعرف على متعة العطاء والبذل والجود في رمضان، فليبق على هذا الخلق العظيم، ومن اعتاد على غض البصر وحفظ اللسان، فليغض بصره وليمسك لسانه عن الفحش والغيبة والنميمة، ومن ذاق لذة قيام الليل والتهجد فلا يترك ذلك، ومن عرف الله عن قرب فلا يبتعد، ومن تصالح مع أخيه أو أخته أو أقاربه فلا يعود إلى الخصومة معهم أبداً، لأن فصلة الرحم معلقة بعرش الرحمن تدعو وتقول: 'اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني' وبادرهم بالصلح، فخير المتخاصمين من يبدأ أخاه بالسلام، إحرصوا على تكريم الزوجات الفاضلات اللواتي تعبن في رمضان بتحضير الطعام، أكرموهن وأكرموا البنات وتقربوا من عوائلكم وتحاببوا معهم، تحننوا على أيتام الناس والفقراء وامسحوا آلام المرضى والعجزة والمتروكين من القريب والبعيد، ارحموا المبتلين والمعوقين وكونوا بنائين إيجابيين في مجتمعاتكم، افعلوا كل هذا وأكثر وافرحوا بأفعالكم، فهذا والله هو جوهر الدين الحنيف، ألم يقل سيدنا ونبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم : ' إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق'؟ فبالأخلاق والتسامح تستقيم كل حياتك روحاً وجسداً. يقول الشاعر: صلاح أمرك للأخلاق مرجعه فقوّم النفس بالأخلاق تستقمِ ها هو رمضان يعود إلى خالقه حاملاً معه أفعال العباد، فاحرصوا أن ترفع عباداتكم في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة، ونصيحتنا ما قاله ابن الجوزي رحمه الله: 'إن مشقة الطاعة تذهب ويبقى ثوابها، وإن لذة المعاصي تذهب ويبقى عقابها. كُن مع الله ولا تُبالي، ومُدّ يديك إليه في ظُلُمات اللّيالي، وقُل: يا رب ما طابت الدّنيا إلاّ بذكرك، ولا الآخرة إلاّ بعفوك، ولا الجنّة إلاّ برُؤيتك. وكل عام وأنتم بخير. المهندس بسام محيي الدين برغوت

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store