أحدث الأخبار مع #بينالقصرين


المصريين بالخارج
٢٦-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- المصريين بالخارج
المكتب الثقافي المصري بالرياض ينظم ندوة بعنوان نجيب محفوظ حارس الهوية المصرية ' ويحتفل بعيد تحرير سيناء
نظم الصالون الثقافي بالمكتب الثقافي التعليمي المصري بالرياض مساء أمس الخميس 24 أبريل 2025م ندوة ثقافية تحت عنوان (نجيب محفوظ حارس الهوية المصرية)، وذلك بالتزامنمع الاحتفالات المصرية بعيد تحرير سيناء. أُقيمت الندوة تحت رعاية السفير إيهاب أبو سريع سفير جمهورية مصر العربية بالمملكةالعربية السعودية، وإشراف الأستاذ الدكتور أحمد سعيد فهيم منصور الملحق الثقافي ورئيسالبعثة التعليمية المصرية بالمملكة بناء علي توجيهات معالي وزير التعليم العالي الأستاذالدكتور أيمن عاشور ومساعد الوزير رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات الأستاذ الدكتورأيمن فريد بدأت الندوة بكلمة للملحق الثقافي المصري الدكتور أحمد سعيد فهيم منصور أكد فيها حرصالمكتب الثقافي المصري بالرياض على التفاعل المستمر مع المبادرات الثقافية والمناسباتالوطنية التي تُقام داخل جمهورية مصر العربية بهدف ربط أبناء الجالية المصرية في السعوديةبوطنهم، بالإضافة إلى مواكبة الاحتفالات الوطنية المصرية بمناسبة عيد تحرير سيناء، وإبراز أهميتهاالتاريخية بالنسبة لمصر والمصريين، وتسليط الضوء على الجهود المصرية التي بُذلت في سبيلتحريرها سواء بالحرب أم بالسلام، وإلقاء الضوء على المشاريع التنموية الحديثة التي أقيمتعلى أرضها في عهد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي. وتناولت كلمة الأستاذ الدكتور أحمد سعيد فهيم منصور الملحق الثقافي التعليمي المصريدور وزارة التعليم العالي المصرية في دعم ملف التنمية في سيناء في إتاحة التعليم الجامعيوتأهيل الكوادر الشابة لسوق العمل وايضا دور وزارة التربية والتعليم المصرية في تطوير البنيةالتحتية للمدارس في سيناء الغالية. وفي هذا السياق فإن منظومة التعليم العالي تشهد طفرة غير مسبوقة بسيناء ومدن القناة فيتنفيذ مشروعات تطوير بجامعة العريش بشمال سيناء بتكلفة 1.7 مليار جنيه و قرب البدء فيإنشاء المجمع الطبي الجديد لجامعة العريش على مساحة 50 فدانًا والتوسع في منظومةالتعليم العالي لاستيعاب الإقبال المتزايد على الالتحاق بالتعليم الجامعي بالإضافة إلى توجهالجامعات نحو تقديم برامج دراسية بينية حديثة تواكب متطلبات سوق العمل المحليوالإقليمي والدولي، بما يتماشى مع تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للتعليم العاليوالبحث العلمي ورؤية مصر 2030. كما تضمن برنامج الندوة عرض فيلم وثائقي عن سيناء، وفيلم وثائقي عن أديب نوبل نجيبمحفوظ، بالإضافة إلى مختارات شعرية قدمها الشاعر السيد الجزايرلي، وتمثلت الفقرةالرئيسية في محاضرة ثرية قدمها الدكتور أبو المعاطي الرمادي أستاذ الأدب والنقد الحديثبقسم اللغة العربية وآدابها في جامعة الملك سعود، تحت عنوان (نجيب محفوظ حارس الهويةالمصرية)، أشار فيها إلى أن "كثيراً من الكتَّاب حملوا على عاتقهم مسؤولية الدفاع عن هويةمجتمعاتهم، وقال الدكتور الرمادي: "إن نجيب محفوظ اهتم اهتمامًا كبيرًا بتاريخ مصرالفرعوني والإسلامي، وسعى في رواياته لإبراز هذا التاريخ والتأكيد على خصوصيته، وعلى كونهعلامة تميز مصر والمصريين عن غيرهم من الشعوب. مضيفاً أنه "استثمر المكان الروائيلبلورة هوية مكانية مصرية، فهو يعنون رواياته بأسماء أماكن حقيقية (زقاق المدق_ قصرالشوق _ السكرية _ الحرافيش _ بين القصرين _ خان الخليلي _ قشتمر)، ويهتم بحضور أحياءبعينها مثل الحسين، والسيدة زينب، والجمالية حضورًا يرسم صورة للمكان المصري الخاص. اقيمت الفعالية بمشاركة مؤسسات الدولة المصرية و بحضور السفير ضياء الدين حمَّاد نائبالسفير المصري بالسعودية، وملحق الدفاع المصري العقيد شريف عفيفي، والقنصل عبداللهحسني، والمستشار العمَّالي محمد العليان، وأدار اللقاء الشاعر والكاتب الصحفي السيد الجزايرلي مدير النشر بمركز الملك فيصل للبحوثوالدراسات الإسلامية، بمشاركة اعضاء المكتب الثقافي التعليمي المصري وحضور نخبة منأعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية، واعضاء الجالية المصرية بالسعودية وعدد من الأدباءوالشعراء والمثقفين والإعلاميين المصريين المقيمين بالسعودية. Page 2


الجمهورية
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الجمهورية
تفاصيل احتفال دار الكتب والوثائق بالأديب المصري العالمي نجيب محفوظ
بحضور طلاب معهد الجزيرة العالي للإعلام وعلوم الاتصال فى إطار حرص الهيئة على تقديم الخدمات الثقافية وخدمة المجتمع المحلي واستمرار السعي نحو تعزيز قيم الولاء وزيادة الوعي الثقافي بنفوس الشباب المصري، وذلك بالتعاون مع كل من أ.د. مجدي عبد الله رئيس مجلس إدارة معاهد الجزيرة العليا بالمقطم، و أ.د. إيناس محمود حامد عميد المعهد. كما يقام على مدار اليوم معرض للكتاب في القاعة الرئيسية للاطلاع بدار الكتب بكورنيش النيل يتم من خلاله إتاحة أعمال نجيب محفوظ والأعمال التي تحدثت عنه للعرض والقراءة المجانية وتشمل العناوين التالية : نجيب محفوظ وتشكيلات الحوار الروائي، دراسة نفسية لأحلام نجيب محفوظ، المؤلفات الكاملة، قصر الشوق، القاهرة الجديدة، السكرية، السمان والخريف، رحلة ابن فطومة؛ حضرة المحترم، أصداء الأصداء ، العائش في الحقيقة، قشتمر، خان الخليلي، أصداء السيرة الذاتية، يوم قتل الزعيم، صدى النسيان، صفحات من مذكرات نجيب محفوظ من الجمالية إلى نوبل، نجيب محفوظ والثورة، نجيب محفوظ والسينما، رادوبیس، ثرثرة فوق النيل، مصر القديمة، أحلام فترة النقاهة، قلب الليل، اللص والكلاب، صدى النسيان، قراءة صوفية في أدب نجيب محفوظ، الحرافيش، الكرنك، الطريق، بين القصرين. كما تتيح دار الكتب والوثائق القومية نسخة مجانية من ببليوجرافية بأعمال نجيب محفوظ المنشورة في الدوريات من خلال تطبيق "كتاب". Previous Next تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز

الدستور
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الدستور
معرض للكتاب وإتاحة ببليوجرافية بأهم أعماله.. "دار الكتب" تحتفي بنجيب محفوظ
في إطار احتفالات وزارة الثقافة المصرية بالأديب المصري العالمي نجيب محفوظ تحت عنوان "محفوظ في القلب"؛ تقيم دار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور أسامة طلعت، برنامجًا حافلًا للمشاركة في تلك الفعالية القومية، حيث تقيم ندوة بعنوان "صورة مصر فى أدب نجيب محفوظ"، تنظمها الإدارة المركزية للمراكز العلمية برئاسة الدكتور أشرف قادوس عند تمام الساعة الثانية عشر من ظهر يوم الأربعاء الموافق 16 أبريل 2025، بقاعة على مبارك فى مقر الهيئة على كورنيش النيل بالقاهرة، على أن تقدمها الدكتورة نورا عبد العظيم الباحث بمركز تحقيق التراث، ويديرها الناقد والكاتب شعبان يوسف، ويتحدث فيها كل من: المخرج مجدي أحمد علي رئيس المركز القومي للسينما سابقًا، الروائية سلوى بكر، الكاتبة الدكتورة عزة كامل. وبحضور طلاب معهد الجزيرة العالي للإعلام وعلوم الاتصال فى إطار حرص الهيئة على تقديم الخدمات الثقافية وخدمة المجتمع المحلي واستمرار السعي نحو تعزيز قيم الولاء وزيادة الوعي الثقافي بنفوس الشباب المصري، وذلك بالتعاون مع كل من الدكتور مجدي عبد الله رئيس مجلس إدارة معاهد الجزيرة العليا بالمقطم، والدكتورة إيناس محمود حامد عميد المعهد. معرض للكتاب احتفالا بنجيب محفوظ كما يقام على مدار اليوم معرض للكتاب في القاعة الرئيسية للاطلاع بدار الكتب بكورنيش النيل، يتم من خلاله إتاحة أعمال نجيب محفوظ والأعمال التي تحدثت عنه للعرض والقراءة المجانية وتشمل العناوين التالية: نجيب محفوظ وتشكيلات الحوار الروائي، دراسة نفسية لأحلام نجيب محفوظ، المؤلفات الكاملة، قصر الشوق، القاهرة الجديدة، السكرية، السمان والخريف، رحلة ابن فطومة؛ حضرة المحترم، أصداء الأصداء، العائش في الحقيقة، قشتمر، خان الخليلي، أصداء السيرة الذاتية، يوم قتل الزعيم، صدى النسيان، صفحات من مذكرات نجيب محفوظ من الجمالية إلى نوبل، نجيب محفوظ والثورة، نجيب محفوظ والسينما، رادوبیس، ثرثرة فوق النيل، مصر القديمة، أحلام فترة النقاهة، قلب الليل، اللص والكلاب، صدى النسيان، قراءة صوفية في أدب نجيب محفوظ، الحرافيش، الكرنك، الطريق، بين القصرين. كما تتيح دار الكتب والوثائق القومية نسخة مجانية من ببليوجرافية بأعمال نجيب محفوظ المنشورة في الدوريات من خلال تطبيق "كتاب".


اليوم السابع
١١-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- اليوم السابع
مفردات البيت في روايات نجيب محفوظ
فى عالم نجيب محفوظ الروائى، المتنوع والممتد، مجموعة من المفردات لها طابع مكاني وزمني معا، تنتظمها دلالة الوقوع داخل "البيت" أو التعبير عن الصلة بين البيت وبين ماهو خارجه. "المشربية"، و"النافذة"، و"الشرفة"، و"الدهليز"، و"السلم"، و"السطح.. كلها تنتمى بشكل أو بآخر لمكونات البيت، وأغلبها يرتبط بما يصل البيت بخارجه، أو بما يفتح عالم هذا البيت على حدود متاخمة له قريبة منه. ـ مفردة المشربية: المشربية فى روايات محفوظ، إجمالا، جزء من عالم نسائى، في أغلب الأوقات، يشغله بعض الرجال، لوقت استثنائى محدود. في رواية (بين القصرين) يمكن ملاحظة كيف كانت "أمينة" تنتظر زوجها، "السيد أحمد عبدالجواد" كل ليلة فى المشربية، مترقبة عودته من سهرته. كان هذا واحدا من "واجباتها" المحببة، كما يصورها عالم الرواية، ظلت تلتزمها ما ظل زوجها قادرا على السهر خارج البيت.. لم يتوقف هذا الالتزام إلا بانقضاء زمن سهرات "السيد" وخروجه. وسوف تتذكر أمينة، في رواية (السكرية)، التي تمثل الجزء الثالث من "الثلاثية"، وترتبط بزمن متأخر فيها، ذلك الواجب المحبب الذى لم يعد قائما، كجزء من تذكّرها ذاك العهد الجميل البائد، أيام كان الزوج حاضرا، والصحة موفورة، وحدود العالم ضيقة ولكن لا حد للإحساس برحابتها: "المشربية كانت آخر حدود دنياى حيث أنتظر سيدى آخر الليل"ـ كما تقول، بعبارتها. \ بجانب وظائفها المتعارفة فى تكوين البيت الإسلامى، من مثل جلب التهوية وترشيح الضوء، والحفاظ على خصوصية "حريم" البيت، تستخدم المشربية فى بعض روايات محفوظ وسيلة للنساء والفتيات، ملازمات البيوت، للإطلال على العالم الخارجى، يرين منها هذا العالم ولا يراهن. وخلال هذه الوسيلة يمكن للنساء وبناتهن أن يمارسن ما حرمن منه؛ التطلع إلى الرجال، أزواجا أو آباء أو إخوة أو أبناء، أو أغرابا يمثلون أزواجا مرتقبين، ويتحقق هذا التطلع بحرية كاملة، غير ممكنة التحقق بدون المشربية. بعد تناول طعام الإفطار، مثلا، تذهب "الأسرة النسائية"، الأم وبنتاها، ليشاهدن ـ فيما يشاهدن ـ "رجال الأسرة" الذين خرجوا من البيت للتو: "بادرت الأم والفتاتان ووقفن وراء شباكها المطل على النحاسين ليرين من ثقوبه رجال الأسرة فى الطريق" (رواية "بين القصرين). ومن المشربية، أيضا، تطل البنت "باهتمام ولهفة"، حريصة على ألا يلمح ظلالها أحد من خارج البيت، وعلى ألا يشاهدها أحد من داخله ("بين القصرين")، إذ تنظر لشاب تأمل أن يصبح زوجا لها، ويتنامى إحساسها به عبر تكرار وقوفها بالمشربية، فيما يشبه اقترانا مكانيا وزمنيا يوميا ثابتا: "فى نفس الساعة من اليوم التالى ـ والأيام التالية ـ راحت تقف وراء الخصاص.. إلخ" (رواية "بين القصرين"). خلال المشربية، كذلك، تتم، بتأن، "معاينة" العريس الذي أتى لزيارة البيت ولم تتح رؤيته إلا "خطفا": "ارتاحت صدرية إلى منظره ... كما تراءى لها من وراء خصاص المشربية، وزفت إليه" (رواية "حديث الصباح والمساء"). المشربية التى تشرف على العالم الخارجى، المنتمى إلى "المدينة الشرقية"، التي يمثلها حي الحسين أو الجمالية، حيث التعارف والترابط، والطرقات الضيقة المزدحمة التى لا تتوقف الحركة فيها .. تبدو، هذه المشربية، وسيلة لدرأ إحساس بعض النساء بالوحشة التى قد يشعرن بها أثناء وجودهن وحيدات داخل البيت، كما قد تهدئ المشربية من روعهن إذ يستيقظن بالليل فزعات خائفات، تغيثهن كما تغيثهن قراءة الفاتحة، حين يمتد بصرهن "الزائغ من ثقوبها إلى أنوار العربات والمقاهى" (رواية "بين القصرين")، كذلك يمكن للمشربية أن تشبع شيئا من توق بعض النساء إلى التواصل الإنسانى، غير المتحقق وغير الممكن، مع ذلك العالم خارج البيت. فى هذا السياق تأتنس أمينة بالقهوة التى تقع أسفل بيتها وتلوح امتدادا لمشربيتها: "كأن المشربية ركن من القهوة هى جليسته" (رواية "قصر الشوق). إضافة إلى ذلك، تغدو المشربية للنساء وسيلة للانخراط فى بعض الأحداث خارج بيوتهن. ثورة 1919، مثلا، كانت مشهودة لبعض النساء: "شاهدت [راضية] ثورة 1919 من مشربية بيتها العتيق" (رواية "حديث الصباح والمساء").. وهذه الثورة التى "جرفت الآباء والأبناء" فى الشوارع والميادين، "اقتحمت قلوب النساء وراء المشربيات"ـ بعبارة الراوي. * بوجه عام، النساء فى كل الأوقات، والرجال فى وقت بعينه، هن وهم امتلاء زمن المشربية، الذى يصل الشخصية المفردة، داخل البيت، بالعالم الرحب خارجه. ويمكن ملاحظة أن المشربية قد عبّرت في رواية ""الثلاثية"، وقت مرض السيد أحمد عبد الجواد، عن انقلاب الأدوار بين الرجال والنساء؛ إذ أصبح السيد قعيد البيت، وجليس المشربية، بينما تحررت زوجته أمينة وأصبح بمقدورها التحرك خارج البيت، وزيارة المزارات المتنوعة بالمدينة. ـ مفردة النافذة: تعبير أكثر تحررا فى تجسيد الصلة بين البيت وخارجه، الفرد والآخرين. أوقات الإطلال منها، فى أغلب روايات نجيب محفوظ، تمثل (للرجال وللنساء على حد سواء) إمكانا للوعى بما يدور خارج البيت، وجسرا للتفاعل مع وقائع شتى.. كما تلوح النافذة، فى دور أكثر بروزا لها، وسيلة للالتقاء، للتعارف وللاتصال وللمواعدة، بين النساء (أو الفتيات) والرجال (أو الفتيان). فى رواية (زقاق المدق) تتصل "حميدة" بـ"فرج إبراهيم" خلال النافذة، وفى رواية (خان الخليلى) تقترن النافذة بميعاد "يتجدد كل أصيل" خلالها يتجدد يتنامى الإحساس بالحب للنظر وتنمية الإحساس بالحب، وفى (السكرية) نجد تنويعا آخر على الدور نفسه ، وفى رواية (أولاد حارتنا) نلاحظ دور النافذة فى تنامى العلاقة بين "عرفة" و"عواطف"، كما نجد معنى قريبا فى (قصر الشوق) (رؤية "كمال"، من طرف واحد، لـ"عايدة" وتعلقه بها). ـ مفردة الشرفة: يلوح دور الشرفة فى رواية (السراب)، حيث تنعقد خلالها الصلة بين "كامل رؤبة لاظ" و"عنايات"، امتدادا لدور النافذة فى روايات نجيب محفوظ؛ هى مثلها وسيلة للمواعدة واللقاء. لكن الشرفة فى روايات أخرى لمحفوظ تبدو مقترنة بأزمنة أكثر تنوعا. في قطاع المدينة الشرقية، ومن ثم فى الروايات التى انطلقت منه، حيث البيوت متقاربة، تمثل الشرفة جزءا من عالم متلاصق متلاحم، كأنما بنى هكذا ليناوئ وطأة النهار المثقلة، خصوصا بالصيف، بالحرارة والضوء الباهر. في رواية (خان الخليلى)، مثلا، يشير الراوى إلى الحى القديم الذى يتراءى "فى مكان لا تشرق عليه الشمس، وذلك أن سماءه فى نواحى [كذا] كثيرة منها محجوبة بشرفات توصل ما بين العمارات". وفى سياق آخر، فى الحى نفسه، تلوح الشرفة، وقت النهار، مكانا لنشاط بعض النساء، إذ يسعين فى هذه الشرفات "يجمعن الغسيل أو يملأن القلل" بعبارة الراوي. لكن للشرفة، وقت العصر حين تخف حرارة النهار، دورا آخر؛ إذ تتخذ مكانا للجلوس والتروّح.. وهذا الدور ملحوظ فى أماكن روائية تنتمى مرجعيا إلى قطاعات إلى "المدينة الحديثة". فى رواية (القاهرة الجديدة)، مثلا، فى الشقة الكائنة فى حى "ينعدم فيه الفضول"، التى انتقل "محجوب" و"إحسان" للعيش فيها، يشير الراوى إلى جلوسهما وقت العصر "فى الشرفة يشربان القهوة". وفى رواية (بداية ونهاية)، أيضا، بعد انتقال الأسرة للعيش فى حى "مصر الجديدة"، تجمع الأسرة "جلسة فى الشرفة المطلة على الطريق فى أوقات العصارى" ، كذلك فى "الثلاثية" كانت عايدة تجلس فى شرفة البيت، ـبحى العباسية، "كل أصيل". ـ مفردة الدهليز: مقترنا بالظلام وبوقت قصير هو وقت اجتياز، حاضرا بغيره، منتفى الوجود بحد ذاته، مستمدا مثوله من كونه معبرا، أو صلة بين مكانين.. يلوح الدهليز فى بعض روايات محفوظ، جسرا بين عالمين مختلفين غالبا، متناقضين أحيانا. فى رواية (الحرافيش) ينفتح الدهليز المظلم، إذ يتقدم فيه "سليمان الناجى" مسلما قياده إلى العجوز "عيوشة"، على عالم من المتعة الخالصة، حيث تنتظره فى مخدعها امرأة جميلة راغبة. لكن للدهليز اتجاهين وليس اتجاها واحدا، هكذا يجد سليمان نفسه، مرة أخرى، يجتاز الدهليز ذاته، ولكن إلى وجهة مختلفة. هو الدهليز ذاته، لكن شيئا ما قد انطفأ أو خمد وجعل ظلام الدهليز يتسرب إلى "حنايا نفسه"، وقد "أخلفت النار رمادا خانقا" ـ بعبارة الراوي. قد يجاوز الدهليز كونه مَعْبرا بين مكانين وزمنين يصل بين كل منهما؛ إذ يقترن بحدث استثنائى يتأبى على النسيان. هكذا يتجسد الدهليز فى رواية (أولاد حارتنا)، بعدما شهد الانتصار المدوى لـ"جبل" على أعدائه، وبعدما أضفى عليه الكثيرون مسحة مباركة (يتحدث "عم شافعى" لـ"رفاعة" عن الدهليز: "الدهليز المبارك الذى أغرق فيه جبل أعداءنا" ، ثم يردد رفاعة فى سياق آخر: "ليت الدهليز بقى لنا، إنه الدهليز مبارك"). ـ مفردة السلم: واصلا، بدوره، بين مكانين، متجسدا خلال وقت اجتيازٍ لا وقت إقامة، أى عبر فعل انتقال "من/إلى" لا وقت مكوث "فى/على"...يلوح السلم فى بعض روايات محفوظ، فى أغلب الحالات، تعبيرا عن رغبة فى ارتقاء ما لبلوغ مطمح لم يتحقق بعد، ولن يتحقق أبدا. هكذا يشار إلى السلم (وامتداده "السلاملك")، بموازاة حركة شخصيات تسعى إلى علاقة عاطفية لن يكتب لها النجاح. ويمكن ملاحظة ارتباك "كامل رؤبة لاظ"، في رواية (السراب)، إذ يصعد السلم إلى شقة زوجته المرتقبة (وسينتهى زواجهما إلى فشل)، ويمكن أن نلحظ إشارات أخرى تمضى فى الاتجاه نفسه، وإن خلا صعود السلالم فيها من ارتباك: صعود "حسنين"، (في رواية "بداية ونهاية")، سلاملك فيللا "أحمد بك يسرى"، متطلعا إلى الانتماء لعالم أهل هذه الفيللا .. (وسوف ينتهى أيضا إلى فشل)، وصعود عيسى الدباغ، في (رواية "السمان والخريف") "السلم المرمرى العريض"، فى فيللا "على بك" (وقد انتهت خطوبته و"سلوى" ـ التى لم تخل من تطلع ـ إلى إخفاق أيضا). ـ مفردة البدروم: تزولا إلى أسفل البيت، إلى ما تحت أرضه، وتعبيرا عن الموضع الأدنى فى السلم الاجتماعى، يعبر البدروم فى روايات محفوظ عن معنى نقطة البدء، اجتماعيا، من وضع أصل، ينتفى معه كل امتياز ممنوح من الآخرين، أو مكتسَب بالوراثة، أو منتزَع بالقوة. ونلاحظ هذا المعنى واضحا في رواية (الحرافيش) بوجه خاص، حيث يتخذ البدروم مؤشرا على وضع الشخصيات فى السلم الاجتماعى بالحارة، وحيث تعتمده الرواية معيارا حاسما لاختبار انتماء أو عدم انتماء الفتوة إلى عالم الحرافيش الفقراء. سوف نجد فى الرواية أن "عاشور الناجى" كان يعيش فى بدروم وينتمى إليه ، ثم كان انتقاله منه، بعد انقضاء الوباء، حيث يقسم يومه بين البدروم وبين دار البنان الفخمة الخالية (وقد سيق بسبب ذلك إلى السجن مدفوعا بعدالة زائفة)، لكنه عاد فى النهاية إلى البدروم مرة أخرى. الرحيل عن البدروم، هنا، تعبير عن توتر بين الانتماء إلى عالم الحرافيش وعالم الأعيان، وهذا جزء أساسى من الطرح الذى تنهض عليه هذه الرواية. وقريبا من هذه الوجهة ما نلاحظه فى رواية (حضرة المحترم) التى تصور، فى مشهدين متتاليين، الحركة بين مكانين نقيضين: حجرة المدير العام (التى غدا الانتقال إليها حلما بزمن وبمكان مأمولين) وبدروم الوزارة، حيث يعمل "عثمان بيومى" الذي راوده هذا الحلم . ـ مفردة السطح: فى أوقات متعددة، من النهار غالبا، يمثل السطح فى بعض روايات نجيب محفوظ طرفا في تجربة تتصل بالحب، أو بالغرام، أو بالجنس السري، أو بالتحرر. فى رواية (بداية ونهاية) يمثل السطح، وقت الغروب، ملتقى لـ"حسنين" و"بهية". يحرص الراوى على أن يصل اللقاءات بينهما، فى هذا المكان، بزمن أو بتوقيت محدد؛ حين "تلقى [الشمس] أشعة الوداع"، أو "حين تلوح "الشمس الغاربة". ونلاحظ هذا التزامن نفسه، وهذا الاستخدام نفسه للسطح، فى رواية (قصر الشوق)، مع "ياسين" و"مريم" بعد طلاقها، كما نجد الاستخدام نفسه أيضا في روايات: (السكرية)، و(حضرة المحترم)، و(حكايات حارتنا). فى غير وقت الغروب، يمنح السطح لبعض النساء إحساسا بالتحرر غير المتاح داخل البيت. هذا ماثل فى "الثلاثية"، مع أمينة التى عاشت "ربع قرن من الزمان ... وهى حبيسة ... البيت لا تفارقه"، مما جعل لديها "ساعة السطح حافلة بالحب والسرور"، وجعل السطح "دنياها الجميلة المحبوبة" ـ بعبارات الراوي. وقريبا من هذا المعنى يغدو السطح لـ"نوال" فى رواية (خان الخليلى): "نزهتها بعد أن تعذر عليها مشاركة البنات لعبهن فى الطرقات" ، ويمكن أن نلاحظ امتدادا للمعنى نفسه فى رواية (حكايات حارتنا). *** تتردد هذه المفردات، المرتبطة بالبيت، فى روايات نجيب محفوظ، على تنوع عوالمها وعلى امتداد زمن إبداعها واختلاف تواريخ صدورها، وتلوح كأنها تمثل، فيما تمثل، جزءا من "لغة" قارة فى عالم محفوظ الروائى، وإن اختلف تجسيدها (بهذه الدرجة من الاختلاف أو تلك) من رواية لأخرى، ومن مرحلة لأخرى، عبر روايات نجيب محفوظ وعبر مراحل كتابته.


الصباح العربي
١٧-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- الصباح العربي
التنسيق الحضاري يعقد ندوة 'حكايات المحروسة' ويفتتح المعرض الاستيعادي مآذن وقباب من المحروسة بقصر الأمير طاز
تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور "أحمد فؤاد هنو " افتتح الجهاز القومي للتنسيق الحضاري برئاسة المهندس "محمد ابو سعده " المعرض الاستيعادي مآذن وقباب من المحروسة ، بقصر الامير طاز، وذلك في إطار مبادرة " تراثنا هويتنا فلنحمه معا " التي أطلقها الجهاز بتكاتف كل عناصر الدولة في الحفاظ على قلب القاهرة الحي والنابض الثري بتراثها العمراني والمعماري المتميز و نسيجها الشعبي المتلاحم ما يدعو لتضافر جهود الدولة في الحفاظ على هذه المدينة الحية . و تحدث فيها د. محمد الكحلاوي رئيس اتحاد الآثاريين العرب وأستاذ التاريخ والآثار الإسلامية ، الذي تحدث عن الليالي الرمضانية في حكايات المحروسة ومظاهر الاحتفال بالشهر الكريم الذي ترسخت في عصر الدولة الفاطمية بدءا من العمارة الفاطمية التي تبدأ بسور القاهرة الشمالي وباب الفتوح وباب زويلة ومنطقة بين القصرين بالمعز التي تبدأ منها الاحتفالات بحلول الشهر المعظم بعد ثبوت الهلال وتبشير الخليفة بنتيجة الرؤية وتوزيعه المنح والعطايا للرعايا وتدق طبول المسحراتي لكل منطقة وإعلان الصيام فكل مظاهر الاحتفالات الرمضانية كانت من نتاج الدولة الفاطمية بطقوسها التي مازالت حكايتها المحروسة نحتفل بها حتى الآن، وعرض لاحتفالات خروج كسوة الكعبة من القلعة في أول يوم شوال على خمس حوامل حتى تلحق الحج بمباركة الخليفة، وشبه الكحلاوي مسجد عمرو بن العاص بالكعبة المشرفة بمصر حيث أنه المسجد الوحيد الذي بناه صحابة رسول الله ووصف مشهد صلاة التراويح به كالصلاة في الحرم المكي وله نفس الروحانيات والاجلال وكذلك صلاة العيد به بطقوسها الفريدة التي توارثناها من العهد الأموي وحكي حكاية مدفع الافطار التي كانت صدفة ولاقت استحسان المصريين ومازالت حتى يومنا هذا ، وعرض الكحلاوي أيضا للتطور العمراني للقاهرة التاريخية الفاطمية الشامخة حتى الآن وعرض لقصة بناء قصر الامير طاز مقر الندوة وحاكمه ومراحل تطوره وإعادة إحيائه، وتحدث الدكتور أيمن فؤاد المؤرخ والمفكر المصري المتخصص في التاريخ والحضارة العربية الإسلامية عن القاهرة التي هي رابع العواصم الإسلامية لمصر بعد الفسطاط للقائد عمرو بن العاص ثم العسكر بقدوم الدولة العباسية ثم العاصمة التي بناها احمد بن طولون التابعة لمدينة القطائع للدولة العباسية ثم العاصمة التي بناها جوهر الصقلي وهي اول مدينة مسورة بأسوار وبوابات بناها امير الجيوشي الجمالي وتبدأ بسور القاهرة الشمالي وباب النصر مرورا بمسجد الحاكم بأمر الله ثم تم بناء القصرين بشارع المعز وبينهم مجموعة الناصر قلاوون ومسجد احمد بن طولون مروراً بباب زويلة ومئذنتيه واضاف فؤاد أن مدينة القاهرة هي المدينة الوحيدة التي بها اثار وطرز معمارية تراثية اسلاميه في العالم ولابد من الحفاظ عليها وإدراجها على قائمة السياحة العالمية ، وأدار الندوة الإعلامي الدكتور جمال الشاعر الذي أوضح أن مصر بها تنوع ثقافي وطرز معمارية متنوعة ومبهرة ومحمية ومحفوظة من التاريخ بعلامتين النصر التي حباهم الله لهما ، كما تناول المتحدثون الأهمية التاريخية والمعمارية للمآذن والقباب في مصر، ودورها في تشكيل الملامح البصرية للقاهرة التراثية، وأوضح رئيس الجهاز أن ثراء التراث المعماري المصري وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على الطابع العمراني المميز للقاهرة التاريخية القلب النابض للمدينة الحية التي مازالت صامده بعمرانها وتراثها المعماري المتميز والتي يتم الحفاظ عليها واحيائها من خلال المبادرات التي طرحها الجهاز والتي تعمل على تكاتف كل المصريين من خلا مبادرة "تراثنا هويتنا فلنحمه معا ". وشهد الندوة قيادات وزارة الثقافة كما شهد حفل الإفتتاح مجموعة من اساتذة الآثار والعمارة والتاريخ من مختلف جامعات مصر ولفيف من المهتمين وعاشقى التراث بمصر. وتضمن المعرض الذي تم افتتاحه على هامش الندوة حوالى 110 صورة فوتوغرافية تستعرض فكرة وفلسفة بناء المآذن بالمساجد وكأنها آيادى مرفوعة للسماء بالدعاء ومكان اطلاق الدعوة لمواقيت الصلاه الخمس كل يوم. و مدينة القاهرة تتميز بالتنوع الهائل بالمآذن عن اى مدينة إسلامية أخرى بالعالم الإسلامى حتى اطلق عليها مدينة الألف مئذنة. ويستعرض المعرض رحلة تطور طرز تصميم المآذن عبر العصور الإسلامية المختلفة بدءاً بالعصر العتيق الأموى والإخشيدى والطولونى مروراً بالعصر الفاطمى ثم الأيوبى ، كما يركز المعرض على تطور المآذن والوصول الى النماذج الرائعة المختلفة للمآذن المصرية فى العصر المملوكى مثل مآذن قايتباى بالقرافة والسلطان حسن والمنصور قلاوون والناصر محمد ابن قلاوون وتستكمل رحلة تطور المآذن بالعصر العثمانى وعصر أسرة محمد على وصولاً للعصر الحديث والذى ما زال المعماريون يقتبسون تصميماتهم من التراث المعمارى الهائل من المآذن المختلفة بالقاهرة المحروسة. بالتوازى مع فكرة تطور وتنوع المآذن. استعرض المعرض ايضاً تاريخ القباب وانواعها المختلفة التى تعلو اضرحة أو تغطى اجزاء من المسجد وأحياناً تغطى بيت الصلاة بالكامل فى العصر العثمانى وعصر أسرة محمد على. و على هامش المعرض تم عرض فيلماً تسجيلياً عن أهم المآذن والقباب بالقاهرة ومدى تميزها عبر العصور الإسلامية المختلفة قام بإخراجه المخرج أحمد فرج . كما حضر المعرض طلاب كليات الآثار والهندسة والتاريخ ومحبى التراث ولفيف من الإعلاميين والصحفيين.