logo
#

أحدث الأخبار مع #تحرر

الممثل الأمريكي وودي هارلسون يكشف السر وراء قطع علاقته بالهاتف
الممثل الأمريكي وودي هارلسون يكشف السر وراء قطع علاقته بالهاتف

الرجل

timeمنذ 5 ساعات

  • ترفيه
  • الرجل

الممثل الأمريكي وودي هارلسون يكشف السر وراء قطع علاقته بالهاتف

كشف الممثل الأمريكي وودي هارلسون، أثناء مشاركته في بودكاست "Where Everybody Knows Your Name" الذي يقدّمه مع صديقه النجم تيد دانسون، أنه يعيش منذ أكثر من ثلاث سنوات من دون استخدام هاتف ذكي، موضحًا أن هذا القرار منحه راحة ذهنية واجتماعية عميقة كان يفتقدها في حياته اليومية. وأشار هارلسون إلى أنه كان يتجاوز الحد الزمني الذي حدده لنفسه —ساعتين يوميًا أمام الشاشة — قبل حتى أن يبدأ يومه فعليًا، الأمر الذي دفعه إلى اتخاذ قرار حاسم بـ"قطع الحبل الرقمي" والتخلّي التام عن الهاتف، في خطوة يراها قد حسّنت نوعية حياته وحرّرته من ضغط التواصل الدائم. لا أحب أن أكون متاحًا لأي إنسان في أي وقت أوضح النجم البالغ من العمر 62 عامًا فلسفته ببساطة قائلاً: "لا أحب أن أكون متاحًا لأي إنسان في أي وقت.. الهاتف الذكي بات امتدادًا لامتدادي، ولم أعد أحتمله". وأضاف أن من يتولى الاتصال به حاليًا هو مساعده أو أحد أعضاء فريقه، بينما يركّز هو على الحوارات الإنسانية المباشرة، بدلًا من الانشغال بالإشعارات أو الردود السريعة. اقرأ أيضاً حيلة نفسية بسيطة للتخلص من الإدمان على الهاتف الذكي تحرر من الضوضاء الرقمية قرار هارلسون يعكس اتجاهًا متناميًا بين بعض المشاهير العالميين الساعين إلى استعادة الخصوصية والهدوء بعيدًا عن التزامات التواصل المستمر، لا سيما في بيئة ضاغطة كعالم هوليوود. ورغم أن ذلك قد يبدو مستحيلًا لكثيرين، فإن وودي يصف تجربته بأنها "مليئة بالراحة والصفاء"، مؤكدًا أن جودة حياته ارتفعت بعد التخلي عن الهاتف.

فإن المرء على قدر حنينه يهان
فإن المرء على قدر حنينه يهان

الأنباء

time١٨-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الأنباء

فإن المرء على قدر حنينه يهان

في رحلة الحياة، نتعلق بذكريات الماضي، نسترجع اللحظات الجميلة، ونحنُّ إلى الأيام التي ظننا أنها كانت أكثر إشراقا. لكن الحقيقة التي يغفل عنها الكثيرون هي أن الحنين قد يكون قيدا، يقيدنا ويمنعنا من المضي قدما. فكلما تمسك الإنسان بالماضي ولم يستطع التحرر منه، أصبح فريسة سهلة للألم والتجارب التي انتهت، لكنه لا يزال يعيش تحت تأثيرها. الحنين قد يبدو شعورا دافئا، لكنه في بعض الأحيان يتحول إلى سيف مسلط على القلب، يجعلنا أسرى لما كان، بدلا من أن نكون صانعي ما سيكون. هناك من يعتقد أن الالتفات إلى الوراء ضرورة لفهم الحاضر، ولكن ماذا لو كان الماضي يحمل جراحا لم تندمل؟ ماذا لو كان الرجوع إلى الذكريات يعني إحياء الألم الذي ظننا أننا تجاوزناه؟ هنا يصبح الحنين ضعفا، أداة تستخدم ضد الإنسان، لتشتيته عن المستقبل وسحب طاقته إلى أمور لا يمكن تغييرها. فالتعلق بالماضي قد يحرم الإنسان فرصا جديدة، ويجعل نظراته متجهة دوما إلى الخلف بدلا من أن تكون نحو الأمام حيث النمو والتطور. المرء يهان حين يكون حنينه نقطة ضعفه، حين يسمح للأحداث القديمة أن تتحكم في قراراته ومشاعره، بدلا من أن يكون هو سيد الموقف. الشخص الذي لا يستطيع تحرير نفسه من الماضي قد يجد نفسه مترددا، خائفا من التجربة، غير قادر على تقبل التغيير الذي قد يكون أفضل له. الأذكياء هم من يأخذون من الماضي دروسا، لا قيودا، ويجعلون الذكريات مصدر إلهام وليس سببا للمعاناة. لكن التحرر من الحنين السلبي لا يعني نسيان الذكريات الجميلة، بل يعني استبدال الألم بالنضج، والتعلم من التجارب بدلا من إعادة إحياء الجراح القديمة. على الإنسان أن يدرك أن الماضي مجرد فصل في كتاب الحياة، يجب ألا يحجب عنه رؤية المستقبل. القلوب التي تنظر للأمام قادرة على خلق فرص جديدة، والتعامل مع الحياة بإيجابية، بدلا من أن تبقى أسيرة أحداث ولت وانتهت. في النهاية، لا أحد يستطيع إنكار أن الحنين جزء من الطبيعة البشرية، لكنه يجب أن يكون شعورا يساعد الإنسان على المضي قدما، لا عائقا يجعله رهينة لأيام ولت. الماضي لن يعود، ولا يجب أن يعود، لأن الحاضر يحمل فرصا أكثر، والمستقبل ينتظر من يصنعه بقلب قوي وعقل متحرر من قيود الذكريات. السؤال الأهم ليس ماذا تركنا وراءنا، بل إلى أين نحن ماضون؟

بولينا بوريزكوفا تحتفي بجمال الشعر الأبيض فإليك نصائح ملهمة منها
بولينا بوريزكوفا تحتفي بجمال الشعر الأبيض فإليك نصائح ملهمة منها

مجلة هي

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • مجلة هي

بولينا بوريزكوفا تحتفي بجمال الشعر الأبيض فإليك نصائح ملهمة منها

ليس الشيب علامة على النهاية، بل بداية جديدة مليئة بالنضج والصدق مع الذات. ففي عالم يربط الجمال بالشباب، تظهر نساء اخترن أن يحتضنّ خصلاتهن الفضية بكل فخر وثقة لا كتنازل، بل كتحرر من قواعد لم يضعنها بأنفسهن. الشعر الرمادي ليس مجرد تغير لوني، بل تحوّل في الهوية والأسلوب. ومع هذا التحول، تظهر الحاجة إلى روتين عناية خاص، يراعي تركيبة الشعر الجديدة ويحتفل بجماله الطبيعي. لذلك، إليك رحلة من النصائح البسيطة والفعالة، من بينها نصائح عارضة الأزياء بولينا بوريزكوفا لكي تبرزي أفضل ما في شعرك الرمادي، لمعان، نعومة، وأناقة لا تخفت. ما هو الشعر الرمادي الشعر الرمادي ليس مجرّد تحوّل لوني، بل هو انعكاس بيولوجي لحالة طبيعية تماماً. مع التقدّم في العمر، يتباطأ نشاط الخلايا المسؤولة عن إنتاج الميلانين، الصبغة المسؤولة عن لون الشعر، فيبدأ اللون في التغيّر تدريجياً من الداكن إلى الفضي ثم الأبيض. لكن إلى جانب اللون، يتغيّر أيضاً ملمس الشعر، فيصبح في كثير من الأحيان: أكثر جفافاً نظراً لانخفاض إنتاج الزيوت الطبيعية في فروة الرأس. أكثر هشاشة أو عرضة للتقصف. وقد يفقد شيئاً من لمعانه الطبيعي. ولذلك فإن الشعر الرمادي يتطلب روتيناً خاصاً به، مليئاً بالرقة والعناية والمنتجات الذكية. لماذا يتغيّر الشعر مع العمر؟ يتغيّر الشعر مع التقدم في العمر بسبب تباطؤ النشاط في بصيلات الشعر، ما يؤدي إلى تراجع إنتاج الزيوت الطبيعية وانخفاض في نسبة الميلانين، وهو ما يغيّر لون الشعر إلى الرمادي أو الأبيض. كما يفقد الشعر مرونته تدريجياً، مما يجعله أكثر عرضة للجفاف والتكسر، وتقل كثافته لدى بعض الأشخاص. هذا التحوّل الطبيعي لا يعني نهاية الجمال، بل بداية لمرحلة جديدة من العناية التي تركز على التغذية، الترطيب، والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة التي تُعيد الحيوية إلى كل خصلة. روتين العناية بالشعر الرمادي.. خطوات بسيطة ونتائج لافتة اختاري الشامبو المناسب: شامبو بنفسجي أو مخصص للشعر الرمادي يقي من الاصفرار ويحافظ على لون نقي وبارد. الترطيب أساس كل شيء: الشعر الرمادي يحتاج إلى بلسم غني، وماسك أسبوعي يعيد له مرونته ولمعانه. قص الأطراف بانتظام: للتخلص من الجفاف وتعزيز المظهر الصحي. لمعان طبيعي: الزيوت الطبيعية مثل الأرغان أو الجوجوبا تمنح شعرك بريقاً أنيقاً دون إثقاله. احترام طبيعته: تجنّبي أدوات الحرارة، واختاري تسريحات ناعمة تُبرز جماله الطبيعي. هل يمكن أن يكون الشعر الرمادي أنيقاً؟ نعم، بل غاية في الأناقة.الشعر الرمادي لا يحتاج إلى إخفاء، بل إلى تسليط الضوء على جماله. تسريحة نظيفة، لون فضي متوهج، وثقة عالية. دليلك للعناية اليومية بالشعر الرمادي شامبو مخصّص يليق بمرحلة جديدة ابتعدي عن الشامبوهات التقليدية التي تحتوي على الكبريتات القاسية. واختاري شامبو بنفسجي Purple Shampoo يُستخدم مرة في الأسبوع، ليُحافظ على صفاء لون الشعر الرمادي ويمنع الاصفرار الناتج عن التعرّض للشمس أو التلوث. للعناية بالشعر الرمادي ابتعدي عن الشامبوهات التقليدية التي تحتوي على الكبريتات القاسية البلسم اليومي... لا تتنازلي عنه الشعر الرمادي أكثر عرضة للجفاف، لذا فإن البلسم أو الكوندشنر هو الصديق الذي لا غنى عنه بعد كل غسلة. ابحثي عن تركيبات تحتوي على زبدة الشيا، زيت الأرغان أو زيت جوز الهند. ماسك أسبوعي يُعيد النعومة دلّلي شعرك مرة في الأسبوع بقناع مغذٍ يعيد إليه الحيوية واللمعان. يمكنكِ أيضاً صنع ماسك منزلي بزيت الزيتون والعسل لنتائج مذهلة. منتجات اللمعان استخدمي سيروم أو زيت خفيف بعد تجفيف الشعر. فبضع قطرات فقط قادرة على إضفاء بريق صحي ولمسة ناعمة على خصلاتك. تسريحات أنيقة تليق بك الشعر الرمادي يُبرز الملامح ويحتاج إلى قصات مرتبة تظهر جماله. جرّبي قصّة بوب قصيرة، أو تموّجات خفيفة، أو رفعة ناعمة بأكسسوارات لؤلؤية. الأهم أن تعكسي من خلال التسريحة شخصيتك ومرحلتك بكل فخر. نصائح بسيطة وفعالة في العناية بالشعر الرمادي الشعر الرمادي ليس مجرد تغير في اللون، بل تغير في البنية. غالباً ما يكون أكثر جفافاً أو خشونة، لذا يحتاج إلى روتين خاص: الترطيب أولاً: استخدمي بلسماً مغذياً بعد كل غسلة، وجرّبي ماسكاً عميقاً مرة أسبوعياً لإعادة الحيوية. اللمعان مهم: الشعر الرمادي قد يفقد بريقه الطبيعي، لذا اختاري سيروماً خفيفاً أو زيت أركان لإضفاء لمسة لامعة دون إثقال الخصل. للشعر الرمادي اختاري سيروماً خفيفاً أو زيت أركان لإضفاء لمسة لامعة دون إثقال الخصل لون بارد لا أصفر: للحفاظ على اللون الرمادي نقياً وخالياً من الاصفرار، استخدمي شامبو بنفسجي مرة كل أسبوعين. قصات منتظمة: حتى وإن كان الشعر طويلاً، حافظي على نهايات نظيفة لتبدو الخصل مرتبة وصحية. منتجات تعشقها صاحبات الشعر الرمادي شامبو بنفسجي لتوازن اللون بلسم غني بالزيوت الطبيعية مثل زيت المارولا أو الجوجوبا رذاذ ملمّع وخفيف لتهدئة الهيشان فرشاة خشبية لتوزيع الزيوت الطبيعية بلطف بولينا بوريزكوفا... أيقونة التغيير وقصّة امرأة احتضنت شعرها الرمادي من قلب عالم الأزياء، حيث كان الجمال يُقاس بالشباب فقط، تخرج بولينا بوريزكوفا اليوم لتقلب المعايير. عارضة الأزياء التشيكية العالمية، التي لمعت في الثمانينات، اختارت أن لا تواصل السباق مع العمر، بل أن تتحالف معه. تقول بولينا في مذكّراتها أنها كانت مجرّد صورة... جميلة ولكن صامتة. واليوم، تمتلك صوتها، وشعرها الرمادي الذي هو جزء من هذا الصوت. بولينا بوريزكوفا تظهر في الحملات الدعائية بشعر رمادي لامع بعد ثلاثين عاماً من ابتعادها عن علامة Estée Lauder، تعود سفيرة لها ولكن هذه المرة ليست الصورة التي تُباع، بل الرسالة التي تُروى. تظهر في الحملات الدعائية بشعر رمادي لامع، وعينين مليئتين بالحياة، تؤكد أن الأناقة لا ترتبط بالسن، بل بالصدق مع الذات. تؤكد بولينا أن الأناقة لا ترتبط بالسن، بل بالصدق مع الذات بولينا ترى في خصلات شعرها الرمادية نوعاً من "الحرية". لم تعد تسعى لإخفاء الزمن، بل تعيشه، وتحتفل به. وفي كل ظهور لها، تقول بصمتها الجمالية: "أنا كما أنا... وكل خيط فضيّ في شعري هو وسام شجاعة عشتُه." مصدر صور بولينا بوريزكوفا من حسابها على إنستاغرام. و AFP

فلسطين.. جدلية البناء والهدم وتمظهراتها الثقافية
فلسطين.. جدلية البناء والهدم وتمظهراتها الثقافية

العربي الجديد

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • العربي الجديد

فلسطين.. جدلية البناء والهدم وتمظهراتها الثقافية

في السنوات التي أعقبت "اتفاق أوسلو"، شهدت الثقافة الفلسطينية واحدة من أكثر التحوّلات جذرية في تاريخها الحديث. بعد أن كانت مرآة للصراع السياسي والاجتماعي، أُعيد تشكيل دورها تحت وطأة التغيّرات المتتالية التي مسّت البنية الوطنية نفسها. في محاولة لإعادة تنشيط الأسئلة الكبرى والضرورية، تطلق اليوم مؤسسة القطان مشروعها البحثي " فلسطين : هدم وبناء"، بالتعاون مع الباحث خالد عودة الله. يتضمن المشروع سبعة لقاءات تستكشف جدلية البناء والهدم كمقاربة لفهم تاريخ وواقع فلسطين، من خلال مساءلة تمظهراتها المادية، الثقافية، الاجتماعية، السياسية، بهدف خلق مغامرة فكرية جماعية تتأمل في معنى الكينونة الفلسطينية كحالة دائمة من الهدم والبناء. تسعى هذه اللقاءات إلى إنتاج ورقة مفاهيمية جماعية يحررها خالد عودة الله، وتعكس نتائج النقاشات والأفكار المطروحة. منذ توقيع الاتفاق وحتى اليوم، خضعت الثقافة الفلسطينية لعملية إعادة تعريف مؤلمة؛ فمن كونها تجسّد حلم التحرر والاستقلال، تحولت شيئاً فشيئاً إلى مساحة هلامية وغير واضحة تطرح فيها أسئلة وجودية حول الذات والعلاقة مع المشروع السياسي الثقافي. لم تعد الثقافة تسير ضمن اتجاه موحد نحو "الدولة" أو "التحرر"، بل انفلتت من عباءة القداسة السياسية، لتصبح ساحة لتفكيك الروايات المؤسسة وإعادة التفكير بما يعنيه أن تكون فلسطينياً في واقع استعماري دائم ومستمر. من التمجيد إلى التفكيك شكّلت العقود الثلاثة الأخيرة انتقالاً حاداً من ثقافة المقاومة التقليدية إلى محاولات التفكيك والتحليل. ففي الفترة التي سبقت أوسلو، كان النقد الثقافي جزءاً لا يتجزأ من خطاب المقاومة، الذي يتمحور حول تمجيد الفدائي وتثبيت الرواية الوطنية، كما تجلّى في شعر محمود درويش وروايات غسان كنفاني. لكن بعد تأسيس السلطة الوطنية عام 1994، بدأت تظهر أصوات نقدية جديدة تتحدّى هذا الخطاب من داخله، وتطرح أسئلة عن معنى الدولة، وهوية المثقف، ودور الثقافة في مرحلة ما بعد الثورة. تحوّلت الثقافة من ساحة للصراع الرمزي إلى مساحة آمنة شهدت تلك المرحلة صدور كتب ومقالات ودراسات نقدية مهمة مثل: "تأملات حول المنفى ومقالات أخرى" (2000) ومنشورات "السلطة والثقافة والسياسة" (2001) لإدوارد سعيد، وكتاب "في قضايا الثقافة الفلسطينية" (2002) لزكريا محمد، التي مثّلت نقلة نوعية في النقد الذاتي. دعا فيها إلى تفكيك أوهام الثقافة الوطنية، واعتبارها نقطة فاصلة في إعادة التفكير بالنموذج الثقافي الوطني، والدعوة لتفكيك أوهامه، إذ لم تكن هذه الكتابات معزولة عن السياق، بل مثّلت ردة فعل نقدية على انفصال المؤسسات الثقافية عن الواقع السياسي المتغير. بعد اندلاع انتفاضة الأقصى (2000-2005)، فقد الخطاب النقدي الكثير من زخمه، ولم تعد الأصوات الناقدة قادرة على التأثير كما في السابق. ظهرت أعمال فنية صادمة مثل فيلم "الجنة الآن" (2005)، الذي واجه أسئلة صعبة حول العمليات الاستشهادية، لكنه في الوقت نفسه كشف عن حدود التلقي العام للنقد داخل المجتمع الفلسطيني. اصطدم الفيلم بموجة من الاستهجان الشعبي، بينما عجز النقاش النقدي المتخصص عن تأطير الموقف بجدية متماسكة. هذا التراجع في الحضور النقدي لم يكن مجرد ضعف عابر، بل كشف عن هشاشة في آليات تفكيك المعنى لدى المؤسسة الثقافية، وغياب استراتيجيات فاعلة تواكب التحولات الاجتماعية والسياسية المتسارعة. أدى ذلك إلى اتساع الفجوة بين النقد والمجتمع، مما أعاق قدرة الخطاب الثقافي على المساهمة في بلورة مواقف جديدة، أو دعم المشروع الثقافي الوطني الذي أخذ بالتآكل تدريجياً. مثّل هذا التراجع نقطة تحول خطيرة، خاصة بعد عقود من الصمود الذي أبداه المثقفون الفلسطينيون في مواجهة سياسات الإلغاء والإبادة الثقافية التي انتهجها الاستعمار الإسرائيلي بحق الهوية الفلسطينية. في ظل غياب مشروع نقدي متماسك يعيد تعريف العلاقة بين الإبداع والمجتمع، بات المشهد الثقافي مهدداً بفقدان بوصلته التاريخية. تآكل الدور النقدي في العقدين التاليين، شهدت الساحة الثقافية حضوراً فاعلاً لمثقفين وكتّاب شكلوا ضميراً نقدياً للفلسطينيين، من بينهم إدوارد سعيد، الذي جسّد صوتاً نقدياً عالمياً للقضية، وإميل حبيبي، الذي فضح تناقضات الحياة الفلسطينية داخل حدود 1948 بنزعة سردية لاذعة. إلى جانبهم، برز كتاّب مثل سحر خليفة، ومريد البرغوثي، اللذين دمجا بين الأدب والنقد السياسي، مؤسسين لما يمكن وصفه بـ"الوعي الجمالي الملتزم"؛ وهو وعي يرى في الفن وسيلة لتفكيك السلطة لا تمجيدها. لكن هذه المرحلة الحيوية أخذت بالانحسار خلال السنوات الأخيرة، إذ تراجع حضور الأصوات النقدية الجديدة، وغابت تقريباً التيارات النقدية الفاعلة في الصحافة الثقافية أو المنتديات الفكرية. يعود هذا التراجع إلى عوامل متداخلة عدة: رحيل الجيل المؤسس، انهيار البنية التحتية للمؤسسات الثقافية، الانقسام السياسي الفلسطيني، ظهور مشاريع ثقافية "توافقية" تتجنب الأسئلة الحادة وتكتفي بالاحتفاء الشكلي. هشاشة في آليات تفكيك المعنى وغياب استراتيجيات فاعلة تحولت الثقافة من ساحة للصراع الرمزي إلى مساحة آمنة، تنتج فيها مشاريع فنية تسوق كمبادرات "مجتمعية" أو "تمكينية"، لكنها تفتقر للعمق المفاهيمي، أو الرؤية، أو التخصص، وغالباً ما تعيد إنتاج الموضوعات نفسها دون مساءلة حقيقية. هذا لا يعني غياب الإنتاج الفني أو الأدبي، بل يشير إلى غياب المساحة التي تمكن من قراءته وتقييمه ضمن سياقاته الأوسع. تلاشى الدور الوسيط للناقد بين العمل والجمهور، وهو دور كان سابقاً محورياً وجدياً في تشكيل الذائقة العامة وتعريف القيمة الفنية، وارتباطها بالسياق السياسي العام. في المقابل، ساهمت المنصات الرقمية منذ مطلع الألفية في فتح آفاق جديدة، مكّنت بعض التجارب الفردية من التحرر من المؤسسة، بحرية التعبير وتوزيع الإنتاج الثقافي. لكنها أيضاً ساهمت في تفكيك المشهد، وتجييش حالة الاستقطاب، وفرض منطق السوق، أو التسليع على الثقافة. وبالرغم من بعض المحاولات الجادة لإعادة إحياء النقد بصفته ممارسة فاعلة، فإنها غالباً ما تعاني من غياب الاستمرارية والتخطيط الاستراتيجي. قد يكون من نافلة القول إن الثقافة الفلسطينية، وبعد أكثر من ثلاثة عقود على "اتفاق أوسلو"، تقف اليوم على مفترق طرق. لم تعد تعكس بالضرورة أحلام التحرّر، أو تصوغ مشروعاً وطنياً متماسكاً، بل تحوّلت إلى ساحة للصراع حول المعنى، تتنازعها الذوات الفردية، والشروط السياسية، وتقلّص الفضاء النقدي. أي إنّها ثقافة لم تتوقف عن إنتاج الأسئلة، لكنها فقدت جزءاً من قدرتها على إنتاج الأجوبة. * فنان تشكيلي فلسطيني فنون التحديثات الحية شادي الحرّيم.. الفن الفلسطيني خلف القضبان

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store