أحدث الأخبار مع #تشانس


النهار
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- رياضة
- النهار
اللبنانيان حجار وتشوبوليان يخوضان مغامرة "ماراثون الرمال" لدوافع إنسانية
يخوض البعض غمار الحياة بظروف صعبة من دون أن يحسبوا أيّ حساب لمعنى "المستحيل". وغالباً ما تأتي هذه المبادرات من رياضيين يتخطون الصعاب والحواجز من أجل تحقيق الهدف في النهاية. لمشاهدة الحلقة كاملة الرياضيان غسان حجار وسيرج تشوبوليان رفعا علم لبنان عند خطّ النهاية في صحراء المغرب بعدما شاركا على مدى 6 أيام (6-12 نيسان/ أبريل) في أحد أصعب الماراثونات، وهو "ماراثون الرمال" في دورته الـ39، في ظروف طبيعية قاسية؛ علماً بأنّ مسافة الماراثون بلغت 250 كلم منقسمة إلى 5 مراحل. كان لـ"النهار" لقاء خاص مع غسان حجار وسيرج تشوبوليان للحديث عن مغامرتهما الرياضية والإنسانية. وتحدث حجار بدايةً مشيراً إلى أنه يعمل في الطاقة المتجددة والبناء، وهو في عالم الرياضة والركض تحديداً منذ حوالى 14 عاماً. وأضاف: "لقد مارست أيضاً رياضة تسلق الجبال قليلاً، في بعض القمم المعروفة. أما هذا الماراثون فقد خضت تجربته سابقاً عام 2015 منذ 10 سنوات، أي إنّ هذه التجربة هي الثانية لي في ماراثون الرمال". أما تشوبوليان فهو مهندس ميكانيكي، لكنه يعمل في التجارة، ويوزّع زيوت السيارات. وصرّح: "هواياتي الرياضية أمارسها من أجل الترفيه الشخصي، لا من أجل المنافسة. ألعب الاسكواش ورياضة الركض، بالإضافة إلى التزلج على الثلج، والملاكمة". وتابع: "تعرّفت إلى غسان قبل حوالى 10 سنوات في الركض، وقرّرنا أن نخوض هذه المغامرة معاً". وتبنّى الرياضيان قضيّة المراهق اللبناني علي معركش البالغ 14 عاماً، الذي يعاني من مرض سرطان الدم. ومن خلال جمعية "تشانس" ورئيستها الطبيبة رلى فرح، خاضا المغامرة في الصحراء المغربية لجمع تبرّعات تُخفّف الحِمل المادي عن عائلته. وخلال شرحه ظروف الماراثون المعقدة ونظامه الصارم، أكد حجار أنّ "إنهائي هذا الماراثون هو نتيجة جاهزيتي البدنية لكوني أمارس الرياضة وأشارك في ماراثون بيروت كل عام بالإضافة إلى "ألترا ماراثون" الذي يُنظم في الشوف. لقد ركضت العام الماضي مسافة 53 كلم. أنا معتاد على الصعوبات الجسدية، لكنّ الأصعب في المغرب هو درجات الحرارة المرتفعة، والهدف الإنساني من أجل علي دفعني لمتابعة الماراثون إلى خط النهاية". وأردف تشوبوليان: "ركضنا هذه المسافة مع معدات يبلغ وزنها نحو 10 كلغ على ظهرنا. المنظمون يتأكدون من توافر كل احتياجاتنا خلال الماراثون قبل الانطلاق". ولفت حجار إلى أنّ "الركض على الرمل صعب ومرهق جداً، لهذا هو يُعدّ من أصعب الماراثونات في العالم. ولا ننسى أننا نركض كل هذه المسافات في ظروف مناخية صعبة وباكتفاء ذاتي، أي إننا نؤمّن طعامنا وكلّ لوازمنا خلال الأيام الستة". View this post on Instagram A post shared by Annahar (@annaharnews) وشدّد حجار على أهمّية التفاصيل "البديهية" التي نعيشها في حياتنا اليومية، التي نُدرك قيمتها خلال مواقف مثل هذه. وواصل تشوبوليان: "أحياناً، عندما ترى الصعوبات أمامك في أماكن معينة، تقول: يمكنني أن أتوقف. لكنني قلت لا، لن أتوقف. أريد أن أستمر من أجل علي الذي أعطاني قوّة إضافية. تكلمت معه في كثير من الأحيان، وقلت له إنني أريد بلوغ خط النهاية من أجلك، حتى إنني تكلمت مع زوجتي وأولادي". وأكد حجار وتشوبوليان أنّ نفسية علي معركش تغيّرت وتحسّنت، وحظوظ التعافي مرتفعة جداً، واقتربنا من 40 ألف دولار خلال فترة قصيرة من جمع التبرّعات، والهدف الوصول إلى مبلغ 50 ألف دولار. علماً بأنّ التكاليف تتخطى 100 ألف دولار على عائلته.


IM Lebanon
١٦-٠٤-٢٠٢٥
- رياضة
- IM Lebanon
لإنقاذ شاب يُحارب السرطان… لبنانيان أنهيا أصعب ماراثونات العالم
استُقبِل الرياضيان اللبنانيان غسان حجار وسيرج تشوبوليان بالتصفيق الحارّ على مطار رفيق الحريري الدولي، بعد وصولهما إلى بيروت عائدَيْن من مغامرة استثنائية عرَّضت حياتهما للخطر، فتحمّلا صعوباتها إيماناً برسالة إنسانية. ورفع الرياضيان العلم اللبناني في المطار، كما رفعاه عند خطّ النهاية في صحراء المغرب، فقد شاركا على مدى 6 أيام (6-12 نيسان) في أحد أصعب الماراثونات على سطح الأرض، وهو 'ماراثون الرمال' (Marathon des sables) في دورته الـ39 في الصحراء، بظروف طبيعية قاسية؛ ومسافته 250 كيلومتراً على مدى 5 مراحل. بدت المسافة بلا نهاية وهما يحملان، أسوةً بنحو 1000 مشترك من دول العالم، عِدّة 'النجاة' على الظهر طوال المسار، وهذه تتضمّن طعامهما طوال السباق، وما يستعين به المشاركون للنوم والنظافة. يقول غسان حجار (57 عاماً)، وهو أيضاً متسلّق جبال، سبق وخاض تجربة 'إيفرست' بشروطها القاسية، ويُشارك في 'ماراثون الرمال' للمرة الثانية: 'في الإنسان طاقات لا يدركها إلا باختبارها، ظننتُ أنني لن أصل؛ وأحياناً، شئتُ التوقّف والعودة إلى حيث الراحة، لكنني رفضتُ الخيار السهل'. وأضاف: 'رغم تحدّيات قد لا يتصوّرها العقل، حاربتُ كما يفعل المُعذَّبون بالمرض والأوجاع. كان التسجيل في هذا السباق الصعب خياري، لكنّ السرطان مثلاً ليس خيار أحد. ومع ذلك، يُحارب المرضى للانتصار على آلامهم'. وتابع: 'كلما صعُب المسار وحلَّ تعب لا يُحتَمل، فكّرتُ في علي. قلتُ لنفسي: بإمكاني التوقّف هنا فلن يحاسبني أحد؛ لكنه يتابعني وينتظر. حين يُعنَى الرياضي بمسألة جمع التبرّعات، تتضاعف مسؤوليته، فكيف إنْ كان الهدف إنقاذ حياة مراهق يبلغ 14 عاماً، وجعله لا يفقد الأمل بالأحلام والغد والأيام الجميلة؟ تمسّكتُ بمحاربة تعبي وخوفي من خيانة جسدي لئلا يُخيَّل لعلي بأنه لن يُشفى أسوةً بأنني لم أنجح. وصلتُ لأُخبره بأنّ محنته لن تدوم مهما طالت'. وتبنّى الرياضيان قضية المراهق اللبناني علي معركش البالغ 14 عاماً، والذي يعاني سرطان الدم بمرحلة متقدّمة، ومن خلال جمعية 'تشانس' ورئيستها الطبيبة رلى فرح، خاضا المغامرة في الصحراء المغربية لجمع تبرّعات تُخفّف الحِمل المادي عن عائلته. وفي كلّ خطوة نحو خطّ النهاية، فكّرا بتحمّله للوجع والدواء والعلاج، مما شحذ همّتهما بالحماسة والإصرار، وجعل الوصول إلى الهدف قراراً غير قابل للنقاش. بدوره، قال سيرج تشوبوليان (62 عاماً)، وهو عدّاء محترف: 'لهيب الصحراء شكَّل تحدياً كبيراً، فقد اختبرنا درجات الحرارة العالية والعواصف الرملية والبرد والمطر خلال الليل. ورغم تأثير ذلك في الحالة الذهنية، تحمّلنا الركض وسط الرمال إيماناً بقضية علي وجميع الأطفال المرضى'. وأضاف: 'علّمتنا التجربة تقدير قيمة الأشياء، فحتى الكرسي التي لا نمنحها أهمية في يومياتنا العادية، تحوّلت هناك ترفاً. كذلك الاستحمام الذي تعذّر طوال الأيام الستّة، فاكتفينا بالمناديل الرطبة للنظافة الشخصية، قبل أن تهبّ رياح رملية وتعيد حالتنا إلى ما كانت عليه'. ويتابع: 'طرحنا استفهاماً حول إمكان الاستمرار من عدمه، لكنّ ما حسم التردّد هو حق علي بالشفاء. الكيلومترات الأربعة الأخيرة كانت مُرهِقة جداً، فجميعها هضاب بلا نهاية، ومع ذلك وصلنا. رفعنا العلم اللبناني، فراح يرفرف ليمدّنا بالقوة والأمل على بُعد أمتار من الوصول المُشتهى'.


LBCI
١٦-٠٤-٢٠٢٥
- رياضة
- LBCI
اللبنانيان غسان حجار وسيرج تشوبوليان أنهيا أصعب ماراثونات العالم لإنقاذ شاب يُحارب السرطان
استُقبِل الرياضيان اللبنانيان غسان حجار وسيرج تشوبوليان بالتصفيق الحارّ في مطار رفيق الحريري الدولي، بعد وصولهما إلى بيروت عائدَيْن من مغامرة استثنائية عرَّضت حياتهما للخطر، فتحمّلا صعوباتها إيماناً برسالة إنسانية. ورفع الرياضيان العلم اللبناني في المطار، كما رفعاه عند خطّ النهاية في صحراء المغرب، حيث شاركا على مدى 6 أيام (6-12 نيسان) في أحد أصعب الماراثونات على سطح الأرض، وهو "ماراثون الرمال" (Marathon des sables) في دورته الـ39 في الصحراء، بظروف طبيعية قاسية؛ ومسافته 250 كيلومتراً على مدى 5 مراحل. وبدت المسافة بلا نهاية وهما يحملان، أسوةً بنحو 1000 مشترك من دول العالم، عِدّة "النجاة" على الظهر طوال المسار التي تتضمّن طعامهما طوال السباق، وما يستعين به المشاركون للنوم والنظافة. وقال غسان حجار (57 عاماً)، وهو أيضاً متسلّق جبال، سبق وخاض تجربة "إيفرست" بشروطها القاسية، ويُشارك في "ماراثون الرمال" للمرة الثانية: "في الإنسان طاقات لا يدركها إلا باختبارها. ظننتُ أنني لن أصل؛ وأحياناً، شئتُ التوقّف والعودة إلى حيث الراحة. لكنني رفضتُ الخيار السهل. رغم تحدّيات قد لا يتصوّرها العقل، حاربتُ كما يفعل المُعذَّبون بالمرض والأوجاع. كان التسجيل في هذا السباق الصعب خياري، لكنّ السرطان مثلاً ليس خيار أحد. ومع ذلك، يُحارب المرضى للانتصار على آلامهم". وتابع: "كلما صعُب المسار وحلَّ تعب لا يُحتَمل، فكّرتُ في علي. قلتُ لنفسي: بإمكاني التوقّف هنا فلن يحاسبني أحد؛ لكنه يتابعني وينتظر. حين يُعنَى الرياضي بمسألة جمع التبرّعات، تتضاعف مسؤوليته، فكيف إنْ كان الهدف إنقاذ حياة مراهق يبلغ 14 عاماً، وجعله لا يفقد الأمل بالأحلام والغد والأيام الجميلة؟ تمسّكتُ بمحاربة تعبي وخوفي من خيانة جسدي لئلا يُخيَّل لعلي بأنه لن يُشفى أسوةً بأنني لم أنجح. وصلتُ لأُخبره بأنّ محنته لن تدوم مهما طالت". وتبنّى الرياضيان قضية المراهق اللبناني علي معركش البالغ 14 عاماً، والذي يعاني سرطان الدم بمرحلة متقدّمة. ومن خلال جمعية "تشانس" ورئيستها الطبيبة رلى فرح، خاضا المغامرة في الصحراء المغربية لجمع تبرّعات تُخفّف الحِمل المادي عن عائلته. وفي كلّ خطوة نحو خطّ النهاية، فكّرا بتحمّله للوجع والدواء والعلاج، مما شحذ همّتهما بالحماسة والإصرار، وجعل الوصول إلى الهدف قراراً غير قابل للنقاش. وقالت الاختصاصية في أمراض الدم والأورام لدى الأطفال، الطبيبة رلى فرح، رئيسة جمعية "تشانس" التي تُعنى بالأطفال المصابين بالسرطان منذ 20 عاماً على مستوى تغطية تكاليف العلاج وتأمين فرص الشفاء: "الصعوبات كبيرة اليوم لتأمين الدعم الكافي لإنقاذهم، خصوصاً مَن تعاني عائلاتهم تردّي الظروف المادية. فالشاب علي معركش الذي تبنّى الرياضيان حالته، يدخل باستمرار إلى المستشفى ويخوض مسار علاج طويلاً، يتضمّن هبوطاً في المناعة ونقل دم وبلاكيت وأدوية للالتهاب وسائر الآثار الجانبية. لن نيأس، فبمجرّد أن يُشفى طفل ويعود إلى منزله مع فرصة عيش حياة طبيعية والانخراط المستقبلي في المجتمع كعضو فعّال، فذلك عوض لنا ودافع لمواصلة الطريق رغم وعورتها". وتابعت: "يتّسم علي بالصمود والهدوء، لكنّ حزناً يغرق في عينيه. بلقائه غسان حجار وسيرج تشوبوليان، شعرَ بالحماسة لعدم الاستسلام. اخترنا حالته، ليس لأنها بين الأصعب في الجمعية فحسب، وإنما أيضاً لأنه في سنّ تجعله يستوعب المَهمّة التي يخوضها الرياضيان، بشروطها القاسية ومسافتها الطويلة والمجهود الكبير. أردنا لمعاناة علي في المستشفى أن تُشبه تسلّقهما الهضاب الرملية الشاهقة، وركضهما في الصحراء، ومعاناتهما التقشّف في الطعام والشقاء في النوم والبُعد عن العائلة. وفي المقابل، وكما بلغا خطّ النهاية مسرورَيْن بالإنجاز، سيبلغ علي الشفاء بعد رحلة العذاب". وختمت: "نعمل في (تشانس) على الجانب النفسي للأطفال أيضاً، ونشاطات كهذه تمدّهم بالحلم وتُعزّز التفاؤل والانتظار الإيجابي". أما سيرج تشوبوليان (62 عاماً)، وهو عدّاء محترف، فقال: "لهيب الصحراء شكَّل تحدياً كبيراً، فقد اختبرنا درجات الحرارة العالية والعواصف الرملية والبرد والمطر خلال الليل. ورغم تأثير ذلك في الحالة الذهنية، تحمّلنا الركض وسط الرمال إيماناً بقضية علي وجميع الأطفال المرضى. علّمتنا التجربة تقدير قيمة الأشياء، فحتى الكرسي التي لا نمنحها أهمية في يومياتنا العادية، تحوّلت هناك ترفاً. كذلك الاستحمام الذي تعذّر طوال الأيام الستّة، فاكتفينا بالمناديل الرطبة للنظافة الشخصية، قبل أن تهبّ رياح رملية وتعيد حالتنا إلى ما كانت عليه". ويتابع: "طرحنا استفهاماً حول إمكان الاستمرار من عدمه، لكنّ ما حسم التردّد هو حق علي بالشفاء. الكيلومترات الأربعة الأخيرة كانت مُرهِقة جداً، فجميعها هضاب بلا نهاية، ومع ذلك وصلنا. رفعنا العلم اللبناني، فراح يرفرف ليمدّنا بالقوة والأمل على بُعد أمتار من الوصول المُشتهى".


النهار
١٦-٠٤-٢٠٢٥
- رياضة
- النهار
اللبنانيان غسان حجار وسيرج تشوبوليان أنهيا أصعب ماراثونات العالم لإنقاذ شاب يُحارب السرطان
استُقبِل الرياضيان اللبنانيان غسان حجار وسيرج تشوبوليان بالتصفيق الحارّ على مطار رفيق الحريري الدولي، بعد وصولهما إلى بيروت عائدَيْن من مغامرة استثنائية عرَّضت حياتهما للخطر، فتحمّلا صعوباتها إيماناً برسالة إنسانية. ورفع الرياضيان العلم اللبناني في المطار، كما رفعاه عند خطّ النهاية في صحراء المغرب. فقد شاركا على مدى 6 أيام (6-12 نيسان/ أبريل) في أحد أصعب الماراثونات على سطح الأرض، وهو "ماراثون الرمال" (Marathon des sables) في دورته الـ39 في الصحراء، بظروف طبيعية قاسية؛ ومسافته 250 كيلومتراً على مدى 5 مراحل. بدت المسافة بلا نهاية وهما يحملان، أسوةً بنحو 1000 مشترك من دول العالم، عِدّة "النجاة" على الظهر طوال المسار. وهذه تتضمّن طعامهما طوال السباق، وما يستعين به المشاركون للنوم والنظافة. يقول غسان حجار (57 عاماً)، وهو أيضاً متسلّق جبال، سبق وخاض تجربة "إيفرست" بشروطها القاسية، ويُشارك في "ماراثون الرمال" للمرة الثانية: "في الإنسان طاقات لا يدركها إلا باختبارها. ظننتُ أنني لن أصل؛ وأحياناً، شئتُ التوقّف والعودة إلى حيث الراحة. لكنني رفضتُ الخيار السهل. رغم تحدّيات قد لا يتصوّرها العقل، حاربتُ كما يفعل المُعذَّبون بالمرض والأوجاع. كان التسجيل في هذا السباق الصعب خياري، لكنّ السرطان مثلاً ليس خيار أحد. ومع ذلك، يُحارب المرضى للانتصار على آلامهم". ويتابع: "كلما صعُب المسار وحلَّ تعب لا يُحتَمل، فكّرتُ في علي. قلتُ لنفسي: بإمكاني التوقّف هنا فلن يحاسبني أحد؛ لكنه يتابعني وينتظر. حين يُعنَى الرياضي بمسألة جمع التبرّعات، تتضاعف مسؤوليته، فكيف إنْ كان الهدف إنقاذ حياة مراهق يبلغ 14 عاماً، وجعله لا يفقد الأمل بالأحلام والغد والأيام الجميلة؟ تمسّكتُ بمحاربة تعبي وخوفي من خيانة جسدي لئلا يُخيَّل لعلي بأنه لن يُشفى أسوةً بأنني لم أنجح. وصلتُ لأُخبره بأنّ محنته لن تدوم مهما طالت". وتبنّى الرياضيان قضية المراهق اللبناني علي معركش البالغ 14 عاماً، والذي يعاني سرطان الدم بمرحلة متقدّمة. ومن خلال جمعية "تشانس" ورئيستها الطبيبة رلى فرح، خاضا المغامرة في الصحراء المغربية لجمع تبرّعات تُخفّف الحِمل المادي عن عائلته. وفي كلّ خطوة نحو خطّ النهاية، فكّرا بتحمّله للوجع والدواء والعلاج، مما شحذ همّتهما بالحماسة والإصرار، وجعل الوصول إلى الهدف قراراً غير قابل للنقاش. تقول الاختصاصية في أمراض الدم والأورام لدى الأطفال، الطبيبة رلى فرح، رئيسة جمعية "تشانس" التي تُعنى بالأطفال المصابين بالسرطان منذ 20 عاماً على مستوى تغطية تكاليف العلاج وتأمين فرص الشفاء: "الصعوبات كبيرة اليوم لتأمين الدعم الكافي لإنقاذهم، خصوصاً مَن تعاني عائلاتهم تردّي الظروف المادية. فالشاب علي معركش الذي تبنّى الرياضيان حالته، يدخل باستمرار إلى المستشفى ويخوض مسار علاج طويلاً، يتضمّن هبوطاً في المناعة ونقل دم وبلاكيت وأدوية للالتهاب وسائر الآثار الجانبية. لن نيأس، فبمجرّد أن يُشفى طفل ويعود إلى منزله مع فرصة عيش حياة طبيعية والانخراط المستقبلي في المجتمع كعضو فعّال، فذلك عوضٌ لنا ودافعٌ لمواصلة الطريق رغم وعورتها". وتتابع: "يتّسم علي بالصمود والهدوء، لكنّ حزناً يغرق في عينيه. بلقائه غسان حجار وسيرج تشوبوليان، شعرَ بالحماسة لعدم الاستسلام. اخترنا حالته، ليس لأنها بين الأصعب في الجمعية فحسب، وإنما أيضاً لأنه في سنّ تجعله يستوعب المَهمّة التي يخوضها الرياضيان، بشروطها القاسية ومسافتها الطويلة والمجهود الكبير. أردنا لمعاناة علي في المستشفى أن تُشبه تسلّقهما الهضاب الرملية الشاهقة، وركضهما في الصحراء، ومعاناتهما التقشّف في الطعام والشقاء في النوم والبُعد عن العائلة. وفي المقابل، وكما بلغا خطّ النهاية مسرورَيْن بالإنجاز، سيبلغ علي الشفاء بعد رحلة العذاب". وتختم: "نعمل في (تشانس) على الجانب النفسي للأطفال أيضاً، ونشاطات كهذه تمدّهم بالحلم وتُعزّز التفاؤل والانتظار الإيجابي". أما سيرج تشوبوليان (62 عاماً)، وهو عدّاء محترف، فيقول: "لهيب الصحراء شكَّل تحدياً كبيراً، فقد اختبرنا درجات الحرارة العالية والعواصف الرملية والبرد والمطر خلال الليل. ورغم تأثير ذلك في الحالة الذهنية، تحمّلنا الركض وسط الرمال إيماناً بقضية علي وجميع الأطفال المرضى. علّمتنا التجربة تقدير قيمة الأشياء، فحتى الكرسي التي لا نمنحها أهمية في يومياتنا العادية، تحوّلت هناك ترفاً. كذلك الاستحمام الذي تعذّر طوال الأيام الستّة، فاكتفينا بالمناديل الرطبة للنظافة الشخصية، قبل أن تهبّ رياح رملية وتعيد حالتنا إلى ما كانت عليه". ويتابع: "طرحنا استفهاماً حول إمكان الاستمرار من عدمه، لكنّ ما حسم التردّد هو حق علي بالشفاء. الكيلومترات الأربعة الأخيرة كانت مُرهِقة جداً، فجميعها هضاب بلا نهاية، ومع ذلك وصلنا. رفعنا العلم اللبناني، فراح يرفرف ليمدّنا بالقوة والأمل على بُعد أمتار من الوصول المُشتهى".