أحدث الأخبار مع #توفيق_الزايدي


الرجل
منذ 4 أيام
- ترفيه
- الرجل
المخرج توفيق الزايدي لـ"الرجل": فيلم العلا رقم واحد في الشرق الأوسط (فيديو)
في لقاء حصري لمجلة الرجل، أعرب المخرج توفيق الزايدي عن تفاؤله بأن فيلم العلا سيحقق الريادة في صناعة الأفلام بالشرق الأوسط، مؤكداً قدراته التنافسية في هذا القطاع بعد مشاركته الثانية في مهرجان كان السينمائي الدولي 2025. نظرة على المشاركة الثانية بمهرجان كان 2025 ناقش المخرج توفيق الزايدي في لقاء حصري مع مجلة "الرجل" تجربته في مهرجان كان السينمائي الدولي، مؤكدًا أن مشاركته الحالية جاءت بعد النجاح اللافت الذي حققه فيلمه "نورا" في الدورة السابقة. وأشار إلى أن هذه التجربة كانت نقطة تحول مهمة في مسيرته المهنية، حيث فتحت له أبوابًا واسعة للتواصل والتعاون مع كبار صناع السينما حول العالم، ما أسهم في صقل رؤيته الإخراجية وتطوير أدواته الفنية بشكل ملحوظ. وأوضح أن مشاركته في الدورة الجديدة من المهرجان تمثل امتدادًا لطموحه الفني ونضجه الإبداعي، معبّرًا عن اعتزازه بالدور الذي يلعبه "فيلم العلا" في دعم المواهب المحلية وتسليط الضوء على التنوع الثقافي والسينمائي للمنطقة. وذكر أن الهدف الأساسي من هذا الحضور الدولي هو تعزيز الهوية السينمائية للعلا وتثبيتها كمركز إقليمي رائد في صناعة الأفلام، وهو ما يسعى إليه من خلال مشاريع مستمرة تواكب التطورات العالمية وتُبرز خصوصية المشهد الثقافي المحلي. وأضاف أن المشاركة في مهرجانات عالمية مثل "كان" تُمثّل فرصة استراتيجية لتوسيع شبكة العلاقات المهنية، واكتساب خبرات جديدة تساهم في تطوير صناعة الأفلام في السعودية والشرق الأوسط، مع تأكيده على أهمية نقل هذه التجارب إلى داخل الوطن لدعم الجيل الجديد من السينمائيين وتمكينهم من المنافسة على المستويين الإقليمي والدولي. رؤية تفاؤلية وأعمال جديدة للمستقبل وكشف توفيق الزايدي عن تحضيراته لمجموعة من الأعمال السينمائية الجديدة التي تهدف إلى تقديم رؤى فنية مبتكرة تسهم في تطوير المشهد السينمائي المحلي. وأكد أن هذه المشاريع ستركز على استكشاف موضوعات جديدة وأسلوب سرد مميز يلامس تطلعات الجمهور ويعكس التنوع الثقافي للمجتمع. وأضاف أن طموحه لا يقتصر على مجرد إنتاج أفلام محلية، بل يتوجه نحو رفع مستوى الجودة والإبداع في صناعة الأفلام بالمنطقة بأكملها، مع السعي إلى مواءمة الإنتاجات مع المعايير العالمية المتقدمة. وأشار إلى أن هذه الخطوات تعكس تحوّلًا نوعيًا في المشهد الفني والثقافي، ما يعزز مكانة السينما السعودية على الصعيدين الإقليمي والدولي.


الشرق الأوسط
منذ 4 أيام
- ترفيه
- الشرق الأوسط
بداية سياسية لمهرجان «كان» على الشاشة وخارجها
الحضور السعودي في الدورة الجديدة من مهرجان «كان» الحالية يختلف عن السنوات السابقة على نحو بيّن. قبل 5 أعوام بدا الحضور الأول كمَن يتلمس حرارة الماء التي سيضع قدمه فيها. الحضور الثاني كان أقوى، وازداد بعد ذلك أهميةً وصولاً إلى العام الماضي؛ حيث حفل المهرجان، إلى جانب نشاطات المركز السعودي الرسمي، بفوز المخرج توفيق الزايدي بجائزة «نظرة ما» الأولى عن فيلم «نوره». هذا العام يأتي النشاط مكثفاً من جديد. المركز الذي يستقبل يومياً مئات الضيوف من مختلف أركان العمل السينمائي هو نقطة بث لمشروعات السينما السعودية كافة، على جبهات عدة. ما استأثرت بالاهتمام الفوري التعيينات الجديدة التي أجرتها مؤسسة «مهرجان البحر الأحمر»، وأولها تسليم القيادة العامة للمنتج فيصل بالطيور الذي تم تعيينه رئيساً تنفيذياً للمهرجان. الترحيب له أسبابه المحقة: هو أول رئيس تنفيذي لشركة «Cine Waves» السعودية، والرئيس التنفيذي لشركة «Movie Studios»، إضافة إلى أنه صاحب مبادرة إنشاء صالة سينمائية متخصصة بعروض الأفلام المستقلة والفنية. الرئيس التنفيذي القادم لمهرجان «البحر الأحمر» فيصل بالطيور (مهرجان البحر الأحمر) إلى ذلك، هو منتج نشط شارك في إنتاج «وداعاً جوليا» لمحمد كردفاني، والفيلم السعودي «سطّار» عام 2023، الذي حقَّق نجاحاً تجارياً واسعاً حين تم عرضه داخل المملكة. على جبهة أخرى، هناك وجود نشط لمؤسستَي «العلا» و«إثراء»، ونخبة من السينمائيين السعوديين العاملين في جهود تقديم السينما السعودية كافة، وما يمكن للمملكة تحقيقه على صعيد جذب الرساميل الأجنبية لإنتاج وتصوير أفلامها في المملكة. بقدر ما يحاول مهرجان «كان» النأي بنفسه عن السياسة، ولو إلى حد، بقدر ما تتشبّث السياسة، به ولهذا سبب وجيه: «كان» هو الدرّة بين كل مهرجانات العالم. المنصّة العالمية التي لا بد من طرح مشكلات العالم عليها، أراد المسؤولون ذلك أم لا. ليس أن المسؤولين يمانعون بقاء كل صنوف الإعلام نشطة، لكنه رسمياً لا يريد أن يتبنّى وجهة نظر في أي شأن. سيعرض أفلاماً تعبِّر عن آراء أصحابها، لكنه لن ينحاز إلى أي جهة بحد ذاتها طبعاً. لكن السياسة كانت تدخلت في أعماله من قبل. في كل عام تقريباً كانت هناك مظاهرة ما تطالب بحقوق، أو تهدف للفت الأنظار إلى قضية منسية. هذا من دون أن ننسى حضور مخرجين هربوا من بلادهم مثل المخرج التركي الراحل يلماز غونيه، الذي فرَّ من سجنه إلى سويسرا بطريقة تستحق فيلماً عنها، ومثل المخرج الإيراني جعفر بناهي الذي يصرُّ على إبداء رأيه في مسائل وموضوعات تستفز الجهات الرسمية في كل مرّة. ويجب أيضاً ألا ننسى ثورة 1968 التي غيَّرت من شكل المهرجان وعروضه، بالمواكبة مع المتغيّرات التي شهدتها السينما الفرنسية، متمثلة بموجة السينما الفرنسية الحديثة التي من بين قادتها المخرجون فرنسوا تروفو، وكلود شابرول، وإريك رومير وجان-لوك غودار. عن هذا الأخير سنرى فيلماً أميركياً عنوانه «الموجة الجديدة (Novuee Vague)»، حيث غودار هو لب الفيلم ورأس حربته معاً. كانت الدورة الـ78 الحالية انطلقت بنبرة سياسية منذ بدايتها، عندما تم تقديم جائزة «سعفة الشرف الذهبية» إلى الممثل روبرت دنيرو. هذا لم يتأخر في انتقاد الرئيس دونالد ترمب (وهو المعروف منذ سنوات بعدائه الشديد له) والمطالبة بثورة سلمية «لكن بقوة العزيمة» للدفاع عن الحريّات في أميركا، ولمناوأة القرار الذي ينوي الرئيس ترمب تنفيذه بفرض رسم مقداره 100 في المائة على كل فيلم أميركي يتم تصويره، ولو جزئياً، خارج أميركا. جولييت بينوش رئيسة لجنة التحكيم أثناء حفل الافتتاح (أ.ف.ب) وفي تصريحاتها الخاصة، قامت الممثلة جولييت بينوش بدخول المعترك السياسي عندما نادت بوضع حدٍّ للحروب (من دون تسميتها)، وبوضع حدٍّ للمتغيرات البيئية و«الأفعال الشيطانية والبربرية» كافة، (كذلك من دون تحديد). ما لم ترغب بينوش تسميته ظهر في مقال تم نشره في صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية يدين الصمت وعدم الاكتراث للإبادة التي تقوم بها الدولة الإسرائيلية في غزّة. هذا البيان تم توقيعه من قبل نجوم كبار، من بينهم ريتشارد غير، ومارك روفالو، وسوزان ساراندون، والممثل الإسباني خافييه باردم، والمخرج البريطاني كن لوتش المعروف بأفلامه ذات السمات السياسية. إلى ما سبق، لا بد من الإشارة إلى أن مجموع المنتجين والموزّعين الأميركيين والأجانب متفقون على أن قرار الـ100 في المائة يجب ألا يصدر، وعلى المجتمع السينمائي أن يدين مثل هذه الخطوة. قرار لا يجب أن يُعدّ مفاجئاً كون الخوف من تفعيل القرار يضع الجميع تحت ردّات فعل اقتصادية صعبة. على صعيد الأفلام ذاتها، وبينما المهرجان لا يزال في بدايته، شاهدنا أعمالاً سياسية التوجه، أولها كان «ضع روحك على يديك وامشي (Put Your Soul on You Hands and Walk)»، وهو فيلم تسجيلي عن المصوّرة الفلسطينية فاطمة حسّونة التي قُتلت في السادس عشر من الشهر الماضي، عندما دهمت القوّات الإسرائيلية منزلها وقتلتها مع أفراد أسرتها. ليا دروكر بطلة فيلم «الملف 137» مع المخرج دومينيك مول (أ.ف.ب) الفيلم الآخر الذي يتطرَّق إلى السياسة في عقر دارها هو «الملف 137 (Dossier 137)»، لدومينيك مول. فيلم فرنسي ضد خروج رجال البوليس عن القانون ومحاولة الهروب من المسؤولية. تقود الفيلم ليا دروكر في دور المحققَّة في جهاز الـ«IGPN»، وهو جهاز رسمي مخصَّص للتحقيق في تجاوزات البوليس الفرنسي. الفيلم، المقتبس عن كتاب حول أحداث واقعية وقعت في عام 2018، يتمحور حول قيام أحد رجال البوليس بإطلاق النار على رأس متظاهر وتركه طريحاً. شرطي آخر تقدَّم منه ورفسه قبل أن تبتعد المجموعة عن مسرح الجريمة. يمضي الفيلم وقتاً قليلاً في الشؤون العائلية للمحققة، إذ إن الفيلم بكامله تقريباً عبارة عن شريط متتابع من التحقيقات والمقابلات والتسجيلات في محاولة بطلته إثبات التهمة على أفراد الشرطة. الفيلم معادٍ للبوليس الفرنسي إذا ما عدّ نفسه فوق القانون، وهذا يتضح بلقطة أخيرة للشاب الذي تعرَّض فعلياً لإطلاق النار وهو يشرح ما الذي نتج عن تلك الإصابة عليه، إذ لن يستطيع أن يعود إلى سابق حياته، وسيعيش دوماً بآلام في الرأس وعِللٍ بدنية ونفسية كثيرة طوال أيامه المقبلة. في الجوار هناك 3 أفلام تسجيلية عن أوكرانيا تُعرَض خارج المسابقة، وهي «2000 متر عن ماريوبول» لمستيسلاڤ شرنوف، و«حرب أخرى» لبرنار-هنري ليڤي ومارك روسل، و«زيلينسكي» الذي يتحدّث عن الرئيس الأوكراني مباشرة ومن وجهة نظر خالية من أي نقد ظاهر أو مبطّن. بالنسبة للمهرجان الفرنسي هذا الاستعراض ينتمي إلى موقف فرنسا الذي يدين ما يُسمّى «الغزو الروسي»، وهو الموقف الذي تبنّاه المهرجان رسمياً هذا العام من يومه الأول. إسرائيلياً، هناك رسالة انتقاد نُشرت علناً تدين قيام حكومة نتنياهو بإسناد وزارة الثقافة (التي من شؤونها إدارة الشؤون السينمائية) إلى شخصية مُحافظة تدعم تقليص الدعم الحكومي للسينما ولمهرجاناتها الثقافية والفنية.


الشرق الأوسط
١١-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الشرق الأوسط
توفيق الزايدي: السينما السعودية تسير بخطى واثقة نحو العالمية
قال المخرج السعودي توفيق الزايدي إنَّ عرض فيلمه «نورة» في عدد من المهرجانات السينمائية حول العالم أتاح له اختبار قدرته على التواصل مع جمهور متنوّع، مضيفاً أنّ السينما السعودية تسير عموماً بخطى واثقة نحو العالمية، خصوصاً من خلال التجارب التي ترتكز على المشتركات الإنسانية وتتجاوز الحواجز اللغوية واللهجية. وأكد أنَّ الفيلم المنبثق من تجربة ذاتية صادقة قادر على ملامسة الآخرين في أماكن بعيدة. وعُرض «نورة» للمرّة الأولى في مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» عام 2023، وشارك في العام التالي ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان «كان»، وحصل على تنويه خاص من لجنة التحكيم، فيما نال بطله يعقوب الفرحان جائزة أفضل ممثل في النسخة الأخيرة من مهرجان «مالمو للسينما العربية». وأضاف الزايدي، في حواره مع «الشرق الأوسط»، أنّ مشاركة فيلمه في «كان» شكّلت لحظة مفصلية في مسيرته، مؤكداً أنّ هذا الحضور العالمي كشف له عن ملامح المرحلة الجديدة من تجربته الفنّية والشخصية على السواء، فالتجربة أفسحت له المجال لرؤية المشهد من زاوية مختلفة، خصوصاً ما يتعلق بالدوائر الاجتماعية التي تحيط بالفنان. ورأى أنّ فيلم «نورة» قدَّمه إلى العالم بشكل مباشر، وتحوَّل إلى نافذة حقيقية أطلَّ من خلالها الجمهور العالمي على السينما السعودية، مضيفاً: «تلك التجربة جعلتني أكثر وعياً بمسؤولية تمثيل بلدي فنّياً أمام جمهور متعدّد الثقافة والخلفية». خلال حضور عرض الفيلم في آسيا (الشرق الأوسط) وتدور أحداث «نورة» في قرية سعودية خلال التسعينات، حول فتاة تُدعى «نورة» تحلم بعالم يتجاوز حدود قريتها، ويشكّل قدوم مُدرِّس جديد إلى القرية حافزاً يدفع بأحلامها نحو آفاق جديدة، تكتشف من خلالها صوت الإبداع والفنّ. وتؤدي ماريا بحراوي دور «نورة»، بمشاركة الفنانَيْن عبد الله السدحان ويعقوب الفرحان. وأشار الزايدي إلى أنه «حين عُرض الفيلم في مهرجان (البحر الأحمر)، تجاوزت ردود الفعل توقّعاتي، ما حفَّزني على تقديمه إلى مهرجان (كان)، وكانت المفاجأة حين اختير ضمن المسابقة الرسمية»، مضيفاً أنّ حضور الفيلم في «كان»، وحصوله على تنويه خاص من لجنة التحكيم، «شكّلا لحظة استثنائية، ليس لي شخصياً فحسب، وإنما لجميع صانعيه، ولصناعة السينما السعودية التي تخطو خطوات متقدّمة نحو العالمية». ورأى أنّ «نورة» لا يمثل إنجازاً شخصياً فقط، وإنما خطوة متقدّمة في مشروع أشمل لصناعة سينمائية سعودية آخذة مكانها على الخريطة العالمية، مشدداً على أنَّ هذه النقلة لم تكن وليدة المصادفة، وإنما ثمرة سنوات من العمل والتجريب والعزلة أحياناً. وأوضح أنه بدأ مشواره في صناعة الأفلام القصيرة منذ 2006، لكنه شعر عام 2012 بأنّ ما يقدّمه لا يعكس طموحه أو رؤيته الفنّية، فقرَّر حينها التوقف وإعادة ترتيب أولوياته، ودخل في عزلة اختيارية انشغل خلالها بالمطالعة ومشاهدة الأفلام ودراسة السينما بشكل ذاتي. خلال تسلّمه تنويه لجنة التحكيم من مهرجان «كان» (الشرق الأوسط) وأشار إلى أنه لم يدرس الفنّ أكاديمياً، لأنه يرى أنّ التكوين النظري يمنح الأدوات، لكنه لا يصنع الفنان. فهو يرى أنّ صانع الأفلام الحقيقي ينبع من داخله، وأنّ التجربة والصدق والتأمل عناصر لا توفّرها الكتب وحدها. وأوضح أنّ تلك العزلة كانت ضرورية ومهَّدت لكتابة سيناريو «نورة» عام 2015؛ وهو مشروع وضع فيه تفاصيل شخصية كثيرة، بدءاً من اسم والدته الذي اختاره عنواناً للفيلم، وصولاً إلى ملامح بصرية ومكانية عاشها أو تأثَّر بها. وتحدَّث الزايدي عن تفاصيل صغيرة داخل الفيلم ترتبط بذكرياته، مثل السيارة التي ظهرت في أحد المَشاهد، والتي كانت أول سيارة يقودها في حياته، أو الإشارات البصرية التي استلهمها من مخرجين عالميين تأثَّر بأعمالهم. خلال حضوره في «مالمو» (إدارة المهرجان) وأكد أنّ الفيلم كان فرصة للتعبير عن الذات بأدقّ تفاصيلها، وهذه الصيغة الشخصية منحته شعوراً بالتماسك والصدق، ما جعله يرفض التنازل عن أي جانب من رؤيته رغم الصعوبات، موضحاً أنّ عملية الحصول على تمويل لم تكن سهلة، إذ لم تكن الجهات المموِّلة واثقة من قدراته الإخراجية، رغم إعجابها بالنصّ، لكنه قرَّر البحث عن داعمين يؤمنون به هو، لا بالنص فقط. وأضاف: «الإيمان بالمُخرج شرطٌ أساسي لأي مشروع ناجح، وقد فضّلتُ الانتظار على أن يُنتَج الفيلم تحت ضغوط أو تحفّظات تُفسد روحه»، مشيراً إلى أنه لم يكن يسعى للوصول إلى مهرجان «كان»، وإنما صبَّ تركيزه على إنجاز عمل صادق يحمل قيمة. وعن أسلوبه في الإخراج، أوضح الزايدي أنه يتعامل مع الممثلين بكونهم شركاء حقيقيين، يمنحهم حرّية التفاعل مع الشخصية، ويُشجّعهم على التعبير والمشاركة في صياغة الأداء، مؤكداً أنه لا يعتمد على شهرة الممثل، وإنما على مدى تطابقه مع الشخصية نفسياً وجسدياً، مشيراً إلى أنّ العمل مع مواهب جديدة لا يقلقه، وإنما يراه فرصة لاكتشاف طاقات غير مستثمرة. وتطرَّق إلى تجربة الكتابة، موضحاً أنه كتب سيناريو «نورة» لعدم عثوره على كاتب يكتب للشاشة بالشكل الذي يبحث عنه، لافتاً إلى أنّ القصة هي نقطة البداية، لكن الفيلم يُعاد خلقه في مرحلتَي الإخراج والمونتاج، إذ يُعاد ترتيب المَشاهد أو حذفها أو إضافة أخرى وفق ما يخدم السرد. وأشار إلى أنَّ بعض المَشاهد تطلب يوماً كاملاً من التصوير، لكنه لم يُدرَج في النسخة النهائية، مؤكداً أنّ هذا القرار لا ينتقص من الجهد المبذول، وإنما ينبع من الحرص على الحفاظ على إيقاع الفيلم وجودته السردية والبصرية. وقال: «نجاح الفيلم لا يُقاس بعنصر واحد، فهو حصيلة عدد من العوامل. أن يبحث الجمهور عن (نورة) حتى اليوم، بعد أكثر من عام ونصف عام على عرضه، هو برأيي دليل على الأثر العميق الذي تركه العمل». وأكد الزايدي أنه يفضّل أن يصنع أفلاماً تبقى في الذاكرة، لا مجرّد أعمال مؤقتة تُنسى بمجرد مغادرة صالة العرض، مشيراً إلى أنه بعد تصوير «نورة» في العُلا، اضطر للبقاء عاماً كاملاً في المونتاج، واصفاً حالته آنذاك بأنه كان مثل مَن يحمل جنيناً على وشك الموت. وأوضح أنَّ لكل مرحلة من مراحل صناعة الفيلم صعوباتها، سواء في الكتابة أو الإخراج أو الإنتاج، لكنه يرى نفسه مُخرجاً أولاً، ويؤمن بأنّ المخرج الناجح لا بدَّ أن يكون بداخله كاتب ومنتج أيضاً. وأشار إلى أنه لا يسعى لتقديم فيلم ثانٍ لمجرّد المتابعة، وإنما يبحث عن مشروع يُحرّكه ويشعر تجاهه بالحماسة. وختم الزايدي مؤكداً أنه يتعلّم من أخطائه باستمرار، وأنّ كل تجربة تضيف إلى وعيه الفنّي وتساعده في اتخاذ قرارات أكثر دقة مستقبلاً.