أحدث الأخبار مع #توفيقالسباعي


الوطن
منذ يوم واحد
- علوم
- الوطن
مركز ناصر العلمي والتقني.. هوية جديدة عنوانها صناعة المستقبل
توفيق السباعي في مشهد متسارع يتّجه فيه العالم نحو اقتصاد المعرفة والابتكار، يبرز مركز ناصر العلمي والتقنيّ في مملكة البحرين كنموذج وطنيّ مُلهم للتحوّل المؤسّسيّ والاستثمار في العقول البحرينيّة الشابّة. الهويّة الجديدة الّتي أطلقها المركز تمثّل انطلاقة استراتيجيّة نحو بناء جيل صناعيّ وتقنيّ متمكّن؛ يكون في طليعة التقدّم العلميّ، وقادر على صناعة الفارق في الاقتصاد الوطنيّ، وتقديم حلول تقنيّة متقدّمة لمواجهة تحدّيات المستقبل. هذا التحوّل الجذريّ في فلسفة المركز يعكس التوجّهات الوطنيّة المنبثقة من رؤى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه اللّه ورعاه، وتطلّعات الحكومة الموقّرة برئاسة صاحب السموّ الملكيّ الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه اللّه. حيث لم يعد التعليم التقليديّ وحده كافياً لبناء أجيال تقود التقدّم؛ بل أصبح لزاماً ربط التعليم بسوق العمل، وتقديم محتوى تدريبيّ نوعيّ يواكب التغيّرات التقنيّة المتسارعة، وفي مقدّمتها المعرفة الرقميّة، والتقنيّات المتقدّمة، والذكاء الاصطناعيّ. إنّ إعادة تدشين الهويّة المؤسّسيّة لمركز ناصر العلمي والتقنيّ تمثّل نقلة نوعيّة في طريقة عمله، حيث يتحوّل من مؤسّسة تعليميّة إلى منصّة استراتيجيّة متكاملة تحتضن المبدعين، وتُسهم في إعداد جيل من المتخصّصين في مجالات حيويّة كالهندسة، والذكاء الاصطناعيّ، والطاقة، والابتكار الصناعيّ، إلى جانب دعم المؤسّسات الوطنيّة بحلول ذكاء اصطناعيّ وتكنولوجيا متقدّمة؛ ما يعزّز من قدرتها على التحوّل الرقميّ ورفع الكفاءة التشغيليّة. بهذا المعنى، لم يعد المركز مجرّد بيئة تعليميّة، بل أصبح رافداً حقيقيّاً للتنمية الاقتصاديّة، وبيتَ خبرة وطنيّاً يسهم في تطوير البنية المؤسّسيّة للدولة من خلال تمكين العنصر البشريّ الّذي يعدّ الثروة الأهمّ في بناء الأوطان. ويأتي تأكيد سموّ الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثّل جلالة الملك للأعمال الإنسانيّة وشؤون الشباب، رئيس مجلس أمناء مركز ناصر العلمي والتقنيّ، على أنّ هذا التحوّل ليس شكليّاً؛ ليؤسّس لمرحلة جديدة من العمل المؤسسيّ النوعيّ، تُعلي من شأن التميّز، وتحفز على التحدّي، وتزرع روح الابتكار في نفوس الشباب البحرينيّ، وهو ما يتجسّد في البرامج والمبادرات الّتي يطرحها المركز، وتستجيب لمتطلّبات سوق العمل الوطنيّ والدوليّ. وتعدّ فلسفة المركز المرتكزة على أربع قيم أساسيّة -الريادة في إعداد القادة، والتحدّي في مواجهة التغيّرات، والابتكار كأسلوب حياة، والإيمان العميق بقدرات الشباب البحرينيّ- حجر الأساس في بناء بيئة محفّزة لإطلاق العقول المبدعة. هذه القيم لا ترسم فقط في الشعارات، بل تترجم إلى مبادرات تعليميّة وتدريبيّة تسعى إلى ربط مخرجات المركز بالتحوّل المؤسسيّ الوطنيّ، وإعادة تصميم العمليّات الإداريّة والتقنيّة على أسس علميّة مبتكرة؛ في مشهد تنمويّ يراعي التغيّرات العالميّة ويواكب متطلّبات الثورة الصناعيّة الرابعة. بهذا النهج، يرسّخ المركز مكانته كنموذج وطنيّ رائد في تكوين جيل بحرينيّ واع، مبتكر، ومسلّح بالمعرفة، وقادر على تحويل التحدّيات إلى فرص، والمبادرات إلى إنجازات. حيث يربط الطالب بالمسار الصناعيّ والتقنيّ، ثمّ يصقل في بيئة معرفيّة تواكب التطوّرات العالميّة، ويوجّه ليكون شريكاً في صنع القرار المؤسّسيّ عبر المهارات الّتي يكتسبها؛ ما يعزّز من مرونة الاقتصاد الوطنيّ، ويرفع من مستوى جاهزيّته لمواجهة التحدّيات المستقبليّة. وفي ضوء ما سبق، فإنّ مواصلة دعم مركز ناصر العلميّ والتقنيّ تمثّل استثماراً استراتيجيّاً في مستقبل البحرين، ورسالة واضحة بأنّ وطننا يراهن على أبنائه، ويؤمن بأنّ التمكين الحقيقيّ يبدأ من التعليم النوعيّ، وينتهي إلى اقتصاد معرفيّ متجدّد، قادر على التفاعل مع العالم وتقديم الحلول لا استهلاكها فقط.


الوطن
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الوطن
مضامين سامية ورؤية نحو السلام والتنمية
توفيق السباعي جاءت الكلمة السامية الّتي ألقاها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه اللّه ورعاه، خلال ترؤس جلالته وفد مملكة البحرين في أعمال القمّة الخليجيّة الأمريكيّة المنعقدة يوم الأربعاء الماضي في الرياض، لتجسّد بوضوح مكانة البحرين السياسيّة ودورها المحوريّ في ترسيخ الأمن والسلام الإقليميّين والدوليّين، ضمن إطار من الشراكة الاستراتيجيّة المتينة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة والولايات المتّحدة الأمريكيّة. أبرز ما يلفت النظر في كلمة جلالة الملك المعظم أيده الله، الّتي تميّزت بنبرة دبلوماسيّة هادئة لكنّها في ذات الوقت كانت واضحة في رسم ملامح السياسة البحرينيّة والخليجيّة المتّزنة في التعامل مع التحدّيات العالميّة والإقليميّة، هو التأكيد على محوريّة الدبلوماسيّة الفاعلة كوسيلة لتحقيق السلام، وهو ما تجلّى في الإشادة برؤية الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب، خاصّة في ملفّ رفع العقوبات عن سوريا، والعودة إلى مسار دعم الاستقرار الإقليميّ، عبر تسوية عادلة وشاملة للقضيّة الفلسطينيّة، تقوم على حلّ الدولتين وتبقي على المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. ويأتي ذلك انسجاماً مع مواقف مملكة البحرين الثابتة، الّتي طالما دعمت القضايا العربية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطينيّ، في إطار من الواقعيّة السياسيّة والحرص على الاستقرار الإقليميّ. كما عبر جلالته أيّده اللّه عن تفاؤله بنجاح المفاوضات الجارية بين واشنطن وطهران، معتبراً أنّ أيّ اختراق في هذا الملفّ الشائك سينعكس إيجاباً على دول المنطقة من حيث الأمن والازدهار، وهو ما يعكس رؤية بحرينيّة تقدّميّة تقوم على الحوار والانفتاح وتفادي التصعيد. وفي سياق متّصل، سلّطت الكلمة الضوء على عمق التحالف العسكريّ القائم بين البحرين والولايات المتّحدة، من خلال التعاون مع الأسطول الخامس، والّذي يعدّ نموذجاً لشراكة دفاعيّة فعّالة تساهم في حماية الملاحة البحريّة من القرصنة والإرهاب، وتؤكّد التزام مملكة البحرين الدائم بالحفاظ على استقرار المنطقة. ولم تُغفل الكلمة البعد الاقتصاديّ، حيث أكّد جلالة الملك أهمّيّة تعزيز العلاقات التجاريّة والاستثماريّة مع الولايات المتّحدة، مشيراً إلى أنّ التكامل الاستراتيجيّ في مجالي الأمن والتنمية هو الأساس لتحقيق تطلّعات الشعوب الخليجيّة نحو مستقبل أكثر رخاء واستقراراً. وهذا يعكس فهماً دقيقاً لأبعاد الشراكة مع واشنطن، الّتي لم تعد تقتصر على الجانب الأمنيّ فقط، بل تمتدّ لتشمل مجالات النموّ الاقتصاديّ والتكنولوجيّ والتحوّل الرقميّ. إنّ الكلمة الملكيّة السامية، في هذا السياق الحيويّ، كانت بمثابة وثيقة سياسيّة ورؤية استراتيجيّة متكاملة؛ تبرز ثوابت البحرين في سياستها الخارجيّة، وتؤكّد الدور الخليجيّ الجامع في مواجهة التحدّيات، وتعزّز مكانة البحرين كدولة مبادرة في طرح رؤى عقلانيّة ومسؤولة، تصبّ في صالح استقرار المنطقة وازدهار شعوبها، وترسيخ شراكات دوليّة مبنيّة على المصالح المتبادلة والاحترام المشترك. وفي ظلّ هذه التحوّلات، يمكن القول إنّ القمّة الخليجيّة الأمريكيّة، بما حملته من مضامين، وبما تضمّنته الكلمة السامية لجلالة الملك المعظم، تمثّل منعطفاً مهمّاً نحو بناء مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجيّة، تتجاوز الاعتبارات الآنيّة، وتؤسّس لتفاهمات أوسع وأكثر شموليّة، من أجل مستقبل يسوده السلام والتقدّم والأمن المشترك.


الوطن
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الوطن
الصحافة البحرينية.. منارة وطنية في مسيرة التنمية والوعي
توفيق السباعي احتفت مملكة البحرين الأربعاء الفائت بيوم الصحافة البحرينيّة، والّذي يصادف السابع من مايو من كلّ عام، وهو يوم ليس كباقي الأيّام في روزنامة الوطن؛ بل هو محطّة اعتزاز بمسيرة الكلمة الحرّة المسؤولة، ويوم لتجديد العهد مع رسالة الصحافة الّتي اختارت أن تكون شريكاً صادقاً في مسيرة النهضة الوطنيّة والتنمية المستدامة. واكتسب يوم الصحافة البحرينيّة لهذا العام 2025 بُعداً رمزيّاً خاصّاً، إذ يتزامن مع مرور ربع قرن على تأسيس جمعيّة الصحفيّين البحرينيّة، هذا الكيان المهنيّ العريق الّذي لطالما كان بيتاً للصحفيّين، وصوتاً للحريّة، ومنصّة للدفاع عن القيم الصحفيّة الأصيلة. لقد تبوّأت الصحافة البحرينيّة مكانة مرموقة بفضل الدعم الكبير الّذي حظيت به في ظلّ العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه اللّه ورعاه، حيث حظيت بحريّة مسؤولة مكّنها الدستور، وكرّسها ميثاق العمل الوطنيّ، فكانت على الدوام مرآة صادقة لما يشهده الوطن من تطوّر ونماء، ومنصّة تنويريّة تعكس نبض الشارع، وتعزّز التلاحم بين القيادة والمواطنين. وتأتي رعاية صاحب السموّ الملكيّ الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه اللّه، امتداداً لهذا النهج الراسخ، حيث تحظى الصحافة والصحفيّون بتقدير رفيع يعكسه التكريم السنويّ بجائزة رئيس مجلس الوزراء للصحافة، ويترجمه الدعم المستمرّ لتطوير المنظومة الإعلاميّة وتحفيز الكفاءات الوطنيّة؛ إيماناً بدور الصحافة والإعلام الوطني، كشريك فاعل ومؤثر في دعم مسيرة التنمية المستدامة، والحفاظ على الهوية الوطنية الأصيلة، وترسيخ قيم التعايش والانفتاح الحضاريّ. الصحافة البحرينيّة لم تكن يوماً مجرّد ناقل للحدث، بل كانت ولا تزال صانعة للرأي، ومؤثّرة في تشكيل الوعي العامّ، وشريكة في صناعة القرار التنمويّ والاجتماعيّ والثقافيّ. إنّها منصّة للحوار، وجسر للثقة، ودرع للحقيقة، لا سيّما في زمن التحدّيات الرقميّة وتزاحم المعلومات. ففي خضمّ التحوّلات المتسارعة في عالم الإعلام الرقميّ، أثبتت الصحافة البحرينيّة وعيها وقدرتها على مواكبة هذا العصر بثقة وحكمة، فتبنّت التكنولوجيا الحديثة وأدوات الذكاء الاصطناعيّ في صناعة المحتوى، دون أن تغفل عن أهمّيّة التحقّق، والتمسّك بأخلاقيّات العمل الصحفيّ. وواصلت تطوير بنيتها التحتيّة وتدريب كوادرها المهنيّة، واضعة نصب عينيها التوازن بين الابتكار والمصداقيّة، الكلمة المسؤولة والخطاب المتّزن؛ لتستمرّ في أداء رسالتها السامية بمهنيّة راسخة ورؤية وطنيّة. ولا يمكن الحديث عن هذا اليوم دون التوقّف عند الدور الرياديّ الّذي تقوم به جمعيّة الصحفيّين البحرينيّة، والّتي استطاعت عبر ربع قرن أن تكون مظلّة جامعة للصحفيّين ومركزاً لمبادرات التطوير المهنيّ وتعزيز العلاقات الخليجيّة والعربيّة والدوليّة. وقد شكّل تعاونها الوثيق مع وزارة الإعلام نموذجاً ناجحاً في النهوض بالعمل الصحفيّ وتقديم صورة مشرّفة للبحرين في كافّة المحافل الإعلاميّة. نوجّه تحيّة مستحقّة لكلّ من حمل أمانة الكلمة وراية الحقيقة، من الصحفيّين والصحفيّات في مملكة البحرين، الّذين جعلوا من مهنة الصحافة رسالة وطنيّة، ومنبراً للدفاع عن القيم، وصوتاً لصون المكتسبات ودفع عجلة التنمية. فتحيّة لكلّ قلم وميكروفون وعدسة التزموا المهنيّة، وجعلوا من الصحافة البحرينيّة عنواناً للمسؤوليّة والانتماء. وفي ختام هذه الإطلالة، لا يسعني إلّا أن أتقدّم بخالص الشكر والتقدير لصحيفة «الوطن»، رئاسة تحرير وإدارة وزملاء صحفيّين، على الجهود المتواصلة والتطوير الكبير الّذي تشهده في كافّة أقسامها، وعلى تغطياتها المتميّزة ورسالتها الإعلاميّة الهادفة، ومواقفها الوطنيّة المشرّفة الّتي تجعل منها نموذجاً للصحافة المهنيّة الأصيلة. ومن محاسن الصدف بالنسبة لي أن يمرّ عام كامل على كتابتي في هذه الصحيفة، وهي تجربة أعتزّ بها كثيراً، وأجد فيها مساحة فكر ومسؤوليّة تجاه قرّاء كرام ووطن يستحقّ أن يُروى عنه كلّ ما هو مضيء ومُلهم.


الوطن
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- الوطن
الشراكة الاقتصادية بين البحرين وإيطاليا.. آفاق استثمارية واعدة
توفيق السباعي تُشكّل زيارة الوفد الرسميّ من مملكة البحرين برئاسة معالي الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة، وزير الماليّة والاقتصاد الوطنيّ، إلى الجمهوريّة الإيطاليّة خطوة استراتيجيّة تعكس توجّهات المملكة نحو تعميق العلاقات الاقتصاديّة مع شركائها الدوليّين، وتحديداً مع دولة بحجم وثقل إيطاليا في المشهد الاقتصاديّ الأوروبيّ والعالميّ. وتأتي هذه الزيارة في سياق رؤية اقتصاديّة واضحة تهدف إلى تعزيز موقع مملكة البحرين كمركز إقليميّ جاذب للاستثمار من خلال التعريف بالمزايا التنافسيّة للمملكة والفرص الاستثماريّة الواعدة في مختلف القطاعات الحيويّة. الوفد البحرينيّ، الّذي يضمّ نخبة من المسؤولين وصنّاع القرار في القطاعين العام والخاص، يُجسّد نهجاً حكوميّاً متكاملاً في ترويج بيئة الاستثمار في المملكة، ويعكس التزامًا رفيع المستوى بتفعيل الشراكات الاقتصاديّة ذات القيمة المضافة. وقد شملت الزيارة – الممتدّة عبر مدن روما وبارما وميلان – سلسلة من اللقاءات والاجتماعات مع مسؤولين رفيعيّ المستوى في الحكومة الإيطاليّة وممثّلي القطاع الخاص؛ ما يعزّز من فرص تبادل الخبرات، واستكشاف آفاق التعاون في مجالات تمتاز فيها البحرين بموقع تنافسيّ قويّ، مثل الخدمات الماليّة، وتكنولوجيا المعلومات والاتّصالات، والصناعة، والخدمات اللوجستيّة، والسياحة. وتكتسب هذه الزيارة أهمّيّة خاصّة في ضوء التوجّهات الاقتصاديّة لمملكة البحرين الرامية إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز الاستدامة الماليّة. فالفرص الاستثماريّة الّتي تقدّمها المملكة ليست فقط ناتجة عن تطوّر بنيتها التشريعيّة والبنية التحتيّة الرقميّة المتقدّمة؛ بل تنبع أيضاً من استقرارها السياسيّ والاقتصاديّ، وتكاملها الإقليميّ مع أسواق الخليج العربي والأسواق العالميّة. لقاءات معالي وزير الماليّة والاقتصاد الوطني مع كبار المسؤولين الإيطاليّين، مثل وزير الاقتصاد والماليّة جيانكارلو جيورجيتي، ووزير الشركات و«صنع في إيطاليا» أدولفو أورسو، والرؤساء التنفيذيّين لوكالات استثمار وصناديق دعم المشاريع الإيطاليّة؛ تؤكّد التزام البحرين بتعزيز العلاقات الثنائيّة ليس فقط على مستوى الحكومات، بل من خلال شراكات فعليّة بين الشركات والقطاعات الإنتاجيّة. كما تعكس هذه اللقاءات بُعدًا أوسع من التعاون؛ يتجاوز التجارة والاستثمار ليشمل تبادل الخبرات في الابتكار والتصنيع ودعم المؤسّسات الصغيرة والمتوسّطة. وتشير الأرقام إلى نموّ مستمرّ في العلاقات الاقتصاديّة بين البلدين، حيث بلغ حجم التبادل التجاريّ غير النفطيّ 775 مليون دولار أمريكيّ في عام 2024، وهو مؤشّر إيجابيّ يدفع باتّجاه توسيع مجالات التعاون. كما أنّ استضافة البحرين لعدد من الشركات الإيطاليّة، مثل «باريلا» و«ريسينغ فورس»، يؤكّد على قدرة المملكة على استقطاب استثمارات نوعيّة تعزّز من تكاملها الصناعيّ واللوجستيّ في المنطقة. ومن اللافت في هذه الزيارة تركيز مملكة البحرين على خلق بيئة محفّزة للاستثمار تقوم على الشفافيّة، والتكلفة التنافسيّة، ودعم الابتكار، وهو ما تمّ تأكيده خلال اللقاءات مع مسؤولي وكالات الاستثمار والائتمان الإيطاليّة مثل «إنفيتاليا»، و«ساس»، و«CDP». ويعكس هذا التوجّه جهود المملكة لتوسيع قاعدة الاستثمارات النوعيّة الّتي تسهم في تعزيز النموّ الاقتصاديّ الشامل وخلق فرص العمل، لاسيّما للشباب البحرينيّ، ضمن رؤية البحرين الاقتصاديّة 2030. ختاماً، فإنّ زيارة الوفد البحرينيّ إلى إيطاليا -والّتي تأتي ضمن سلسلة من الخطوات المدروسة لتعزيز الموقع الاستراتيجيّ للمملكة على خارطة الاقتصاد العالميّ- تُمثّل محطّة استراتيجيّة مهمّة في مسار التحوّل الاقتصاديّ الوطنيّ، وتساهم في ترسيخ مكانة المملكة كمركز اقتصاديّ متقدّم وموثوق في المنطقة. إنّ مواصلة مثل هذه الزيارات واللقاءات رفيعة المستوى من شأنها أن تفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصاديّ متعدّد الأطراف، وتُرسّخ أسس التنمية المستدامة المستندة إلى شراكات استراتيجيّة ذات آفاق طويلة المدى، بما يسهم في تعزيز النموّ الاقتصاديّ الشامل وازدهار بيئة الأعمال بالمملكة.


الوطن
١٧-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- الوطن
ريادة في المدن الذكية وقصة نجاح عنوانها الابتكار والاستدامة
توفيق السباعي تواصل مملكة البحرين تعزيز مكانتها على الصعيد العالميّ من خلال جهودها المدروسة والمتواصلة في تطوير المدن الذكيّة، وهو ما أكّده مؤتمر قمّة البحرين الثامنة للمدن الذكيّة 2025، والّذي استمرّ أعماله على مدار يومي 15 و16 أبريل 2025 بحضور معالي الشيخ خالد بن عبداللّه آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وبمشاركة واسعة ومتميّزة من الخبراء والمتخصّصين المحلّيّين والدوليّين. وقد شكّل هذا المؤتمر منصّة مهمّة لعرض ومناقشة الرؤى المستقبليّة لمملكة البحرين في مجال التنمية الحضريّة الذكيّة والمستدامة، والّتي تأتي انسجاماً مع رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه اللّه ورعاه، ومتابعة حثيثة من صاحب السموّ الملكيّ الأمير سلمان بن حمد آل خليفة وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه اللّه. كذلك سجّلت مملكة البحرين ممثّلة بالعاصمة «المنامة» مشاركتها الأولى في مؤشّر (IMD) للمدن الذكيّة لعام 2025، لتحلّ في المركز الـ36 عالميّاً من أصل 146 مدينة، ومتقدّمة على العديد من العواصم والمدن الإقليميّة والدوليّة، وذلك في إنجاز نوعيّ جديد على صعيد التحوّل الرقميّ والتخطيط الحضريّ الذكيّ، ممّا يعكس نجاح سياسات واستراتيجيّات المملكة الرامية إلى تطوير بنية تحتيّة رقميّة متقدّمة وخدمات حكوميّة ذكيّة. ويشير هذا الترتيب المتقدّم إلى التزام المملكة بتبنّي تقنيّات متطوّرة ومستدامة تساهم في تعزيز جودة الحياة لمواطنيها والمقيمين فيها. لقد أبرز المؤتمر رؤية البحرين المتقدّمة الّتي تتخطّى المفهوم التقليديّ للمدن الذكيّة من مجرّد استخدام التكنولوجيا في البنى التحتيّة إلى اعتماد رؤية شاملة ومتوازنة تضع الإنسان واحتياجاته في قلب عمليّة التطوير الحضريّ؛ مستندة إلى مبادئ الاستدامة والابتكار والحوكمة الرشيدة. وفي السياق ذاته، أظهرت مشاريع البحرين الّتي تمّ تكريمها في المؤتمر تميّزاً واضحاً في مجالات الذكاء الاصطناعيّ والتكنولوجيا المستدامة، ومنها مشروع «منظومة الذكاء الاصطناعيّ ورصد التغيّرات في المدن الذكيّة» لجهاز المساحة والتسجيل العقاريّ، ومشروع «المستجيب الأوّل» لوزارة الداخليّة، بالإضافة إلى منصّة «أوريك لإنترنت الأشياء وتطبيقات المدن الذكيّة» من شركة Eureka For Smart Living، كما تميّزت المملكة بمبادرات نوعيّة مثل مشروع «استخدام مخلّفات الهدم والبناء المعاد تدويرها كمادّة لإنشاء الطرق» من وزارة الأشغال، وتطبيق «حكومتي» من هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونيّة، ومشروع «الطاقة المتجدّدة» من جامعة التكنولوجيا – البحرين. لاشك أن نجاح البحرين في تحقيق هذه المكانة الدوليّة المتقدّمة وتميّزها في التحوّل الرقميّ الذكيّ وتبنّي الحلول المستدامة؛ يعكس الدور الحيويّ للتعاون بين القطاعين العامّ والخاصّ، والّذي أشاد به المشاركون في المؤتمر، لما له من أثر إيجابيّ في تحويل التحدّيات إلى فرص تنمويّة مستدامة تعود بالنفع على المجتمع بأسره. تختصر هذه الإنجازات قصّة نجاح مملكة البحرين في رحلتها نحو المستقبل، وتعكس رؤية قياديّة ملهمة تدرك أنّ الاستثمار الحقيقيّ هو في الإنسان أوّلاً، والتقنيّة ثانياً. وإذ تواصل المملكة تعزيز بنيتها التحتيّة الرقميّة وتوسيع آفاق الابتكار الحضريّ، فإنّها ترسّخ مكانتها كنموذج عالميّ للمدن الذكيّة المستدامة. وبهذه الروح المتجدّدة والطموحة؛ تتقدّم البحرين بثقة وإبداع نحو مستقبل مزدهر، محقّقة تطلّعات الأجيال القادمة في بيئة حضريّة آمنة وشاملة ومتطوّرة.