logo
#

أحدث الأخبار مع #توماسفريدمان

'الأضْرار الجانبية' للحرب الإقتصادية الأمريكية – الجزء الأول!الطاهر المعز
'الأضْرار الجانبية' للحرب الإقتصادية الأمريكية – الجزء الأول!الطاهر المعز

ساحة التحرير

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • أعمال
  • ساحة التحرير

'الأضْرار الجانبية' للحرب الإقتصادية الأمريكية – الجزء الأول!الطاهر المعز

'الأضْرار الجانبية' للحرب الإقتصادية الأمريكية – الجزء الأول! الطاهر المعز تُشكّل الحرب الإقتصادية والتّجارية الأمريكية إعادة نظر أو مُراجعة للمنظومة الدّولية التي تم إرساؤها سنة 1944 (بريتون وودز) لتقاسم العالم بنهاية الحرب العالمية الثانية التي أدّت إلى انحسار الإمبرياليتَيْن البريطانية والفرنسية وإلى توسّع الإمبريالية الأمريكية والإتحاد السوفييتي، وتندرج هذه الحرب الإقتصادية ضمن تعاظم القوة العسكرية للولايات المتحدة، وأهمية الدّولار ( القُوّة المالية)، وكذلك ضمن انعطافة هامة للدّول الإمبريالية نحو اليمين المتطرف والفاشية المُغَلَّفَة بقِناع 'الدّيمقراطية'، وتجسيد التحالف بين قوى القوى العنصرية والفاشية ( أحزاب اليمين المتطرف ) وأثرى الأثرياء في أوروبا وأمريكا الشمالية ضدّ الأُجَراء والكادحين والمضطَهَدِين والفقراء داخل الدّول الرأسمالية المتقدّمة وفي العالم، فهي حرب الأغنياء ضدّ الفقراء… بدأت هذه الحرب منذ سنوات، ولكنها تكثفت خلال العقد الثّاني من القرن الواحد والعشرين، وما يفعله دونالد ترامب حاليا هو استمرار لسياسة إدارة جوزيف بايدن ضد الصين ( المنافس الأكبر) التي استفادت من التجارة الحرة، وضدّ مجموعة بريكس التي هدّدتها الولايات المتحدة بالوَيْل إذا تَخلّت عن الدّولار، واستمرارٌ لتدمير المؤسسات التي فرضتها الإمبريالية بعد الحرب العالمية الثانية كالأمم المتحدة ومنظماتها واتفاقياتها المُتعَدِّدَة التي يتجاهلها الكيان الصهيوني بتشجيع من مجمل الدّول الرأسمالية المتقدّمة وعلى رأسها الولايات المتحدة وأوروبا، وتمثّل الدّور الأمريكي في تخفيض أو إلغاء تمويل هذه المنظمات الدّولية ومُغادرة بعضها ( منظمة الصحة العالمية) وعدم تطبيق قرارات المحاكم الدّولية… وقَّعَ دونالد ترامب، يوم الثامن من نيسان/أبريل 2025 أمرًا تنفيذيًّا لدعم قطاع التعدين، حيث تراجع عدد العاملين بالمناجم خلال عقد واحد من سبعين ألف إلى أربعين ألف عامل ( وكالة رويترز 08 نيسان/ابريل 2025)، وعلّق توماس فريدمان في صحيفة نيويورك تايمز على ذلك: 'يسعى دونالد ترامب – من خلال الميزانية الإتحادية – إلى تقليص تمويل التكنولوجيا النظيفة، وطاقة الرياح والشّمس وإلغاء الحَدّ من التلوث، كمما إنه بصدد عَزْل الولايات المتحدة من خلال مهاجمة أقرب حلفائها، مثل كندا واليابان وكوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي، واستفزاز الصين – خصمنا الأكبر – ويدعم صناعات الطاقة المدمُرة للمناخ على حساب الصناعات المستقبلية…'، مع العلم إن توماس فريدمان من كبار الكُتّاب والصّحافيين الدّاعمين للقوة الأمريكية… من جهتها درست صحيفة 'وول ستريت جورنال' احتمالات تراجع المُضاربين عن شراء سندات الخزانة الأمريكية، مما قد يضطر الإحتياطي الأمريكي إلى رفع أسعار الفائدة لاجتذاب المشترين، ويؤدّي رَفْعُ أسعار الفائدة إلى انخفاض الإستهلاك داخل الولايات المتحدة، بفعل ارتفاع أقساط ديون العقارات والسيارات وغيرها… تُؤكّد صحيفة فايننشال تايمز إن قرارات دونالد ترامي تُؤدّي إلى انخفاض عدد الزّائرين للولايات المتحدة ( تحتل الولايات المتحدة منذ أكثر من عشر سنوات المرتبة الأولى بإيرادات السياحة الخارجية قبل إسبانيا وفرنسا) وعدد الطّلبة النابغين الذين كانوا يُخطّطون للدراسة في الولايات المتحدة، ثم حوّلوا وجهتهم إلى كندا أو أوروبا، هربًا من انعدام سيادة القانون ومن قَمع حرية التعبير والإعتقال التّعسّفي والتّرحيل، وبذلك تفقد الولايات المتحدة موقعها كقوة جذب المهاجرين والباحثين والمُبْتَكِرِين وتفقد موقعها كمركز علمي ومالي عالمي، وقد تظهر أصوات تُطالب بنقل الأمم المتحدة خارج هذه الدّولة المارقة، فيما أصبحت الصين 'الدولة الرائدة عالميًا من حيث ناتج البحث العلمي في مجالات الكيمياء والفيزياء وعلوم الأرض والبيئة، وتحتل المرتبة الثانية في علوم الأحياء والعلوم الصحية' وفق مجلة ( Nature )… تؤدّي زيادة الرسوم الجمركية إلى تقليص الواردات لكنها تضر بنمو الإقتصاد الأمريكي الذي يتم تعزيزه منذ عقود من خلال زيادة الديون الحكومية وارتفاع نسبة الفائدة، وإضعاف قيمة الدّولار ( الهدف الذي يسعى إليه دونالد ترامب لتعزيز صادرات الولايات المتحدة ) الذي قد يضر بمكانة الدّولار كمُستقطب للإستثمارات الدّولية في الولايات المتحدة، لأن الأجانب يحتفظون بقيمة حوالي عشرين تريليون دولارا من الأسهم الأمريكية، وبقيمة تفوق سبع تريليونات دولارا من سندات الخزانة الأمريكية، وبأكثر من خمس تريليونات دولارا من سندات الشركات الأمريكية، مما يرفع الدّيْن الخارجي الأمريكي إلى ما لا يقل عن 24 تريليون دولارا، وقد تؤدّي السياسات المُتهوّرة لإدارة دونالد ترامب إلى اهتزاز ثقة المُستثمرين وإلى انهيار الطلب على الأصول الأمريكية، والتهديد بانهيار منظومة الإقتصاد العالمي الذي تُشكّل الولايات المتحدة قاطِرَتَهُ، وفق المعهد الدولي للتمويل (IIF) تعليقًا على تراجع أسواق المال العالمية… نشر موقع صحيفة فايننشال تايمز بتاريخ الرّابع من أيار/مايو 2025، تعليقًا على قرارات الرّسوم الجمركية التي اتخذها دونالد ترامب الذي يتبنّى رؤية اقتصادية قومية شوفينية لتحقيق أهداف جيوسياسية، وشبّه هذه القرارات ب' الإعصار المالي' الذي أدّى إلى 'اضطراب الأسواق العالمية ولدى المُستثمرين بفعل حجم الاقتصاد الأميركي ومركزه في المنظومة المالية العالمية'، وقد تكون النتائج السلبية عديدة ومن بينها انخفاض الناتج العالمي وعدم استقرار الأسواق وانعدام الثقة، لأن رأس المال يحتاج إلى الإستقرار، ولا يعترف بالحدود القومية، لأن دينه ومذهبه الوحيد هو الرّبح، وأدّى الإضطراب الناتج عن قراراتدونالد ترامب هروب رؤوس الأموال وتراجع قيمة الدّولار الذي لم يعُد ملاذًا آمنا وتراجعت أسعار الأسهم وإلى ارتفاع عدد عمليات بيع سندات الخزانة، خصوصًا بعد إجراءات انتقامية قام بها دونالد ترامب ضد بعض مكاتب المحاماة، وبعض الشركات، وبعد قطع التمويل عن جامعات عريقة مثل 'هارفارد'، ويرى بعض خبراء صندوق النقد الدولي 'إن الحرب التجارية أضافت ضغوطًا جديدة إلى تلك التي كانت قائمة بفعل الحروب ( أوكرانيا والمشرق العربي) مما قد يؤدّي خفض توقعات نمو الاقتصاد العالمي من 3,3% إلى 2,8% ' توتّر العلاقات الدّولية تندرج السياسات العدوانية للولايات المتحدة، من خلال قرارات رئيسها دونالد ترامب، ضمن محاولات بسط النّفوذ وتأكيد الهيمنة الأمريكية على العالم، ورفض أي شكل من أشكال المنافسة أو تقاسم النّفوذ في إطار التقسيم الدّولي للعمل والتبادل التجاري، وأدّى إعلان الحرب الإقتصادية والتّجارية إلى مجموعة من العواقب، خلال أقل من ثلاثة أشهر، وتحاول الفقرات الموالية تقديم أمثلة لما يحصل عَمَلِيًّا جراء هذه القرارات، وقد تكون بعض التفاصيل مُملّة لكنها أداة فَعّالة لمن يريد سَبْرَ أغوار تأثيرات هذه القرارات الأمريكية، وهذه بعضها: قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لصحيفة 'تسايت' الألمانية (16 أبريل/نيسان 2025) ردا على سؤال حول الدور القيادي المحتمل للاتحاد الأوروبي في ما سَمّته الصحيفة العالم الغربي: 'الغرب كما عرفناه جميعا لم يعد موجودا بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض'، وتجدر الإشارة إلى أن أورسولا فون دير لاين هي وزيرة ألمانية سابقة، ثَرِيّة (وكذلك زوجها) ومؤيدة لأميركا وأطلسية وصهيونية. تخطط الإدارة الأميركية للتفاوض مع أكثر من سبعين دولة للحصول على التزامات من شركائها التجاريين بعزل الصين اقتصاديا مقابل خفض الرسوم الجمركية التي فرضها البيت الأبيض، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال (16 نيسان/ابريل 2025)، بهدف هو مَنْعِ الصين من نقل البضائع إلى أراضي هذه البلدان أو عِبْرَها، ومنع الشركات الصينية من ترسيخ وجودها في هذه البلدان بهدف التحايل على الرسوم الجمركية الأميركية، ومنع دخول المنتجات الصناعية الصينية الرخيصة إلى أسواقها. من ناحية أخرى، تهدد الإدارة الأميركية بفرض رسوم جمركية بنسبة 245% على الواردات من الصين في سياق تصعيد درجة التوترات التجارية بين البلدين، بحسب بيان صادر عن مكتب الإعلام الصّحفي للبيت الأبيض، والذي يذكر بأنه في أوائل نيسان/ أبريل 2025، فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية بنسبة 10% على جميع الدول ورسوماً جمركية إضافية على المنتجات من الدول 'التي تعاني الولايات المتحدة من أكبر عجز تجاري معها، من أجل تحقيق التوازن التجاري وضمان الأمن القومي الأميركي'، وفي وقت لاحق، أعلن البيت الأبيض أن أكثر من 75 دولة حول العالم 'بدأت بالفعل مفاوضات' مع واشنطن من أجل 'إبرام اتفاقيات تجارية جديدة'، وفي ضوء هذه المناقشات، تم تعليق الرسوم الجمركية على جميع الدول باستثناء الصين، التي ردّت بالمثل، ونتيجةً لهذه الإجراءات، قد تواجه الصين الآن رسومًا جمركية تصل إلى 245% على الواردات الأمريكية، وفقًا للبيان، ولم يقدم البيت الأبيض تفاصيل بشأن توقيت أو شكل الإجراءات المشددة. من جهتها، علّقت الصين صادراتها من مجموعة واسعة من المعادن والمغناطيسات الأساسية، مُهدّدة بخنق إمدادات المكونات الأساسية لشركات صناعة السيارات ومصنعي الطائرات وشركات أشباه الموصلات والمقاولين العسكريين حول العالم، وتوقفت شحنات المغناطيسات، الضرورية لتجميع كل شيء من السيارات والطائرات من دون طيار إلى الروبوتات والصواريخ، في العديد من الموانئ الصينية، ريثما تُصوغ الحكومة الصينية قرارات تنظيمية جديدة، وفق صحيفة «نيويورك تايمز»، وبمجرد تطبيقه، يُمكن للنظام الجديد أن يمنع وصول الإمدادات إلى شركات مُعيّنة، بما في ذلك المقاولون العسكريون الأميركيون، بشكل دائم، كما أعلنت الصين تعليق مشترياتها من شركة بوينغ بسبب الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، وأعلنت الحكومة الصينية وقف تسليم طائرات بوينغ لشركات الطيران الصينية، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ (16 نيسان/أبريل 2025)، ردًّا على فَرْض الولايات المتحدة زيادة حادّة في الرّسوم الجمركية المفروضة على السلع الصينية تصل إلى 145% منذ الثاني من نيسان/ابريل 2025، وفرضت الحكومة الصينية منذ يوم الرابع من نيسان/ابريل 2025، قيوداً على تصدير ستة معادن أرضية نادرة ثقيلة، تُكرّر بالكامل في الصين، بالإضافة إلى مغناطيسات أرضية نادرة، تحتكر الصين إنتاج نسبة 90% منها، ولا يُمكن الآن شحن هذه المعادن، والمغناطيسات الخاصة المصنوعة منها، خارج الصين إلا بتراخيص تصدير خاصة، لكن الصين لم تبدأ بعدُ – حتى منتصف نيسان/ابريل 2025 – في إنشاء نظام لإصدار التراخيص، مما أثار قلق مسؤولي الصناعة من احتمال إطالة أمد العملية، ومن احتمال انخفاض الإمدادات الحالية من المعادن والمنتجات خارج الصين، وإذا نفدت مغناطيسات الأرضية النادرة القوية من المصانع في مصانع السيارات بمدينة ديترويت الأمريكية وأماكن أخرى، فقد يمنعها ذلك من تجميع السيارات وغيرها من المنتجات المزوّدة بمحركات كهربائية تتطلب هذه المغناطيسات، وتتفاوت الشركات بشكل كبير في حجم مخزوناتها الاحتياطية لمثل هذه الحالات الطارئة، لذا يصعب التنبؤ بتوقيت انقطاع الإنتاج، وبحسب موقع «ستاتيكا» للإحصاءات، تعتمد الولايات المتحدة بشكل كبير على واردات المعادن الأرضية النادرة من الصين، التي شكلت 70% من وارداتها بين سَنَتَيْ 2020 و2023، بينما تُعدّ ماليزيا واليابان وإستونيا المُوَرِّدِين الرئيسيِّين الثلاثة الآخرين للولايات المتحدة، ويُستورد الإيتريوم، أحد العناصر المشمولة بالقواعد الجديدة، بشكل شبه حصري من الصين، حيث تأتي 93% من مركبات الإيتريوم المستوردة إلى الولايات المتحدة بين سَنَتَيْ 2020 و2023 من الصين، ووفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية، تعتمد الولايات المتحدة على استيراد الإيتريوم بنسبة 100%، وهو يُستخدم بشكل أساسي في المحفزات والسيراميك والإلكترونيات والليزر والمعادن والفوسفور. تُستخدم 'المعادن الأرضية النادرة الثقيلة' التي يشملها قرار الصين بتعليق التصدير في المغناطيسات الأساسية للعديد من أنواع المحركات الكهربائية، وتُعدّ هذه المحركات مكونات أساسية للسيارات الكهربائية والطائرات الآلية ( من دون طيار)، والروبوتات والصواريخ والمركبات الفضائية، كما تستخدم السيارات التي تعمل بالبنزين أيضاً محركات كهربائية مزودة بمغناطيسات أرضية نادرة لأداء مهام حيوية مثل التوجيه. كما تُستخدم المعادن النادرة أيضاً في المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع محركات الطائرات وأجهزة الليزر ومصابيح السيارات وبعض شمعات الاحتراق، وتُعدّ هذه المعادن النادرة مكونات أساسية في المكثفات، وهي مكونات كهربائية لرقائق الحاسوب التي تُشغّل خوادم 'الذكاء' الاصطناعي والهواتف 'الذكية'. صرّح رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «أميركان إليمنتس»، وهي شركة توريد مواد كيميائية مقرها لوس أنجليس، بأن شركته أُبلغت بأن الأمر سيستغرق 45 يوماً قَبْلَ إصدار تراخيص التصدير واستئناف صادرات المعادن الأرضية النادرة والمغناطيس، وأضاف أن شركته زادت مخزونها الشتاء الماضي تحسباً لحرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين، ويمكنها الوفاء بعقودها الحالية أثناء انتظار التراخيص، وأعرب رئيس اللجنة الاستشارية للمعادن الحرجة في مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة ووزارة التجارة، عن قلقه بشأن شُح توافر المعادن النادرة، وقال: «هل من المحتمل أن يكون لضوابط أو حظر التصدير آثار وخيمة على الولايات المتحدة؟ نعم». وأكد رئيس قسم التجارة الدولية والأمن القومي في شركة «بوكانان إنغرسول وروني» للمحاماة، ضرورة إيجاد حل سريع لمشكلة المعادن النادرة لأن استمرار انقطاع الصادرات قد يضر بسمعة الصين باعتبارها مورداً موثوقاً، غير إن وزارة التجارة الصينية، التي أصدرت قيود التصدير الجديدة بالاشتراك مع الإدارة العامة للجمارك، مَنَعَت الشركات الصينية من التعامل مع قائمة متزايدة من الشركات الأميركية، وخصوصاً المقاولين العسكريين، وأعلن أحد رواد التعدين الأميركيين والرئيس التنفيذي لشركة «إم بي ماتيريالز»، إن إمدادات المعادن الأرضية النادرة للمقاولين العسكريين كانت مصدر قلق خاص، وأضاف: « إن الطائرات المسيرة والروبوتات هي الأسلحة التي سيتزايد استخدامها على نطاق واسع في الحروب المُستقبلية، وبناءً على كل ما نراه، فقد توقفت المدخلات الأساسية لسلسلة التوريد مما يثير تساؤلات حول مستقبل الصناعات الحربية المستقبلية '، وتجدر الإشارة إن الشركة التي يُديرها – «إم بي ماتيريالز» – تمتلك منجم المعادن الأرضية النادرة الوحيد في الولايات المتحدة، وهو منجم ماونتن باس في صحراء كاليفورنيا بالقرب من حدود نيفادا، وتأمل الشركة في بدء الإنتاج التجاري للمغناطيس في تكساس بنهاية العام 2025 لحساب شركة «جنرال موتورز» وغيرها من الشركات المصنعة. أما في اليابان، فإن بعض الشركات تحتفظ بمخزونات من المعادن الأرضية النادرة تزيد على إمدادات عام كامل، لأنها استخلصت الدّروس بعد أن تضررت سنة 2010، عندما فرضت الصين حظراً لمدة سبعة أسابيع على صادرات المعادن الأرضية النادرة إلى اليابان خلال نزاع إقليمي. بدأت قيود التصدير الصينية حيز التنفيذ قبل أن تعلن إدارة ترمب مساء الجمعة 11 نيسان/ابريل 2025 أنها ستعفي العديد من أنواع الإلكترونيات الاستهلاكية الصينية من أحدث تعريفاتها الجمركية، لكن صادرات المغناطيسات لا تزال محظورة هذا الأسبوع، وفق تصريحات خمسة مسؤولين تنفيذيين في صناعة العناصر الأرضية النادرة والمغناطيسات التي تخضع – مثل معظم السلع الصينية – لأحدث الرسوم الجمركية عند وصولها إلى الموانئ الأميركية، ولكن مَضت الصين قُدُمًا في التعامل بالمثل والرّد، خصوصًا وإنها تحتكر المعادن النادرة وأنتجت – حتى سنة 2023 – نحو 99% من إمدادات العالم من المعادن الأرضية النادرة الثقيلة، مع إنتاج ضئيل من مصفاة في فيتنام، لكن هذه المصفاة أُغلقت خلال العام 2024 بسبب نزاع ضريبي، مما ترك الصين في حالة احتكار، كما تنتج الصين 90% من إجمالي إنتاج العالم من مغناطيسات المعادن الأرضية النادرة، الذي يبلغ نحو 200 ألف طن سنوياً، وهي أقوى بكثير من مغناطيسات الحديد التقليدية، وتنتج اليابان معظم الكمية المتبقية، وتنتج ألمانيا كمية ضئيلة أيضاً، لكن اليابان وألمانيا تعتمدان على الصين في الحصول على المواد الخام، لأن أغنى رواسب المعادن الأرضية النادرة الثقيلة في العالم تقع في وادٍ صغير مُغطى بالأشجار على مشارف مدينة لونغنان في تلال الطين الأحمر بمقاطعة جيانغشي في جنوب وسط الصين، وتقع معظم مصافي التكرير ومصانع المغناطيس الصينية في لونغنان وغانتشو أو بالقرب منهما، وهي بلدة تبعد نحو 80 ميلاً، وتقوم المناجم في الوادي بنقل الخام إلى المصافي في لونغنان، وتتمثل عملية 'التّصْفِيَة' في إزالة الملوثات وإرسال المعادن النادرة إلى مصانع المغناطيس في قانتشو… تباطؤ النّمو يُمثل تباطؤ النّمو أحد أهم نتائج الحرب التجارية، إذْ أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية ( أونكتاد)، يوم الإربعاء 16 نيسان/ابريل 2025، إن النمو الاقتصادي العالمي ربما يتباطأ فينخفض من 2,8% سنة 2024 إلى 2,3% سنة 2025، بسبب التوتر التجاري وحالة الضبابية التي تؤدّي إلى الرّكود، ووَرَدت هذه التّوقّعات المتشائمة ضمن تقرير نشرته منظمة التجارة والتنمية التابعة للأمم المتحدة ( أونكتاد) عن توقعات التجارة والتنمية لهذا العام 2025: 'يُمثل هذا تباطؤًا كبيرًا مقارنةً بمتوسط معدلات النمو السنوية المسجلة في فترة ما قبل جائحة كورونا، والتي كانت في حد ذاتها فترة من النمو الضعيف عالميًا'. أما الأسواق المالية فقد اضطربت منذ بداية شهر نيسان/ابريل 2025، بسبب حالة عدم اليقين الإقتصادي والتجاري، بعد إعلان بداية تنفيذ الرّسوم الجمركية الإضافية بداية من الثاني من نيسان/ابريل 2025، قبل تعليق تطبيقها على 12 اقتصاد، لكنها لا تزال سارية المفعول بنسبة 145% بخصوص واردات الولايات المتحدة من المنتجات الصينية، وفي فقرة أخرى من تقرير 'أونكتاد' وَرَدَ 'إن جولات متتالية من التدابير التجارية التقييدية والمواجهة الجيواقتصادية يحملان مخاطر حدوث اضطرابات حادة في خطوط الإنتاج العابرة للحدود وتدفقات التجارة الدولية، ما يؤدي بدوره إلى تراجع النشاط الاقتصادي العالمي وزيادة تخوفات المُستثمرين… ( ولذا) تتّسِمُ التوقعات العالمية للعام 2025 بأعلى مستوى من عدم اليقين السياسي الذي شهدناه هذا القرن، مما يتسبب في تكبد الشركات خسائر كبيرة وتأخير الاستثمار والتوظيف…' وحثت منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية إدارة ترامب على 'استثناء أفقر الاقتصادات وأصغرها من التعريفات الجمركية المتبادلة، ( لأن ذلك ) سيكون له تأثير ضئيل على أهداف السياسة التجارية للولايات المتحدة'. تراجع حركة التجارة الدّولية خفضت منظمة التجارة العالمية توقّعاتها لحركة التجارة الدّوْلية للسلع، لسنة 2025، من نمو قوي بنسبة 3% إلى نحو 0,2% بسبب زيادة الرسوم الجمركية الأميركية وامتداد تبعاتها وتأثيراتها التي يتوقّع أن تكون 'أشدَّ ركودٍ منذ ذروة جائحة كوفيد-19…' استنادًا إلى الإجراءات الأمريكية التي بدأ تطبيقها يوم الثاني من نيسان/ابريل 2025 وتوقعت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية انكماشًا حادًّا وانخفاضًا في حركة التجارة الدّولية بنسبة 1,5%، وهو أكبر تراجع منذ سنة 2020، مما يؤدّي إلى انخفاض نمو الناتج الإجمالي المحلي للدّول، وانكماش الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 7% في الأمد البعيد، إذا لم يتم حل الإشكالات المطروحة حاليا، وإلى انعكاسات سلبية على الأسواق المالية وعلى قطاعات اقتصادية أخرى على نطاق واسع، خصوصًا في البلدان الفقيرة المُسمّاة 'نامية'، وقد تؤدّي هذه الحرب التجارية إلى فك الارتباط بين الاقتصادين الأميركي والصيني الذي قد يؤدِّي إلى 'عواقب وخيمة إذا ساهم في تفتيت أوسع للاقتصاد العالمي على أسس جيوسياسية وتحويله إلى كتلتين معزولتين'، وتتوقع منظمة التجارة العالمية انخفاض تجارة السلع بين البلدين ( الولايات المتحدة والصّين) بنسبة 81%، وهو معدل كان من الممكن أن يصل إلى 91% في حال عدم إعلان الاستثناءات الأخيرة لمنتجات من بينها الهواتف الذكية، ونقلت وكالة رويترز عن مُدير تنفيذي سابق بصندوق النّقد الدّولي 'أصبح التنبؤ بسيناريو أساسي موثوق مسألة مستحيلة تقريبا ( بسبب) تَراجُعِ ما تبقى من نظام التجارة القائم على القواعد، لصالح وضع فوضوي قائم على الصفقات، وتعتمد أي توقعات بشأنه على قدرة الحكومات على إبرام صفقات ثنائية مع الولايات المتحدة…' انخفاض قيمة الدّولار امتدّت وطأة التداعيات السلبية المباشرة للحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تثير تقلبات حادة في الأسواق كافة لتُصيب العُملة الأمريكية ( الدّولار) الذي كان يُعَدُّ ملاذًا آمنا، يرتفع أو يستقر سعرًهص خلال فترات الإضطراب، ولكنه لم يتمكّن من البقاء بعيدًا عن 'التّأثيرات الجانبية' لتلك الحرب، ولم يتمكّن من تجنّب التّقلّبات التي أثارت قلق الرأسماليين والمُضاربين بالأسهم ( المُستثمِرِين) وأَثّرت سلبًا في السوق المالية 'وول ستريت' فانخفض مؤشر الدّولار الذي يقيس قيمة العملة الأميركية مقابل سلة من العملات الرئيسية، إلى أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات، خلال الأسبوع الثاني من شهر نيسان/ابريل 2025، بفعل تزايد حالة عدم اليقين التي أثارتها قرارات زيادة الرسوم الجمركية، وفي مقابل انخفاض قيمة الدّولار، ارتفعت قيمة اليورو الأوروبي والين الياباني بأكثر من %4 مقابل الدّولار، خلال الأسبوعَيْن الأوّلَيْن من شهر نيسان/ابريل 2025، بعد تسريب تقارير المصارف الأمريكية الكبرى بشأن احتمال حدوث انكماش النّمو الإقتصادي وارتفاع معدّلات البطالة في الولايات المتحدة، وعادةً ما يساهم تدهور الوضع الإقتصادي في زيادة الضُّغُوط على الأسواق وفي تراجع الطلب على الدّولار، وتراجع مؤشر الدولار الذي يفقد مكانته كملاذ آمن زمن الأزَمات، كما تراجع الطلب على السندات وعلى أسهم الشركات الأمريكية، ويُهدّد هذا الوضع مكانة الدّولار في النظام المالي الدّولي، ويزيد من البحث عن سُبُل 'فكّ الإرتباط' بالدّولار الذي يهيمن حاليا، وعلى مدى قصير وحتى متوسّط على التجارة العالمية وأسعار المواد الأولية ( ومن ضمنها المحروقات) وعلى التحويلات المالية الدّولية، ولكن السلطات الأمريكية تُدْرِك جيّدًا الخسائر التي تُصيبها جراء التّخَلِّي عن الدّولار ولذلك هدّد دونالد ترامب الدّول ( بما فيها أعضاء مجموعة بريكس) التي تعتزم تقويم المبادلات التجارية بعملات أخرى غير الدّولار، وفي واقع الأمر ساهمت الولايات المتحدة في محاولات بعض الدّول خفض التعامل بالدّولار، بسبب القرارات الأمريكية الجائرة: الحَظْر والعُقوبات واستغلال النفوذ الإقتصادي والسياسي والإعلامي والعَسْكَرِي لابتزاز الدّوَل… يُؤَدِّي تراجع الدّولار إلى ارتفاع مكانة الذّهب كملاذ آمن ( بَدَل الدّولار)، فقد ارتفعت مشتريات المصارف المركزية من الذّهب مما رفع سعره بنسبة 27% منذ بداية العام 2025، وإلى مستوى قياسي ( 3359,5 دولارا للأونصة أو الأوقية) صباح الخميس، السابع عشر من نيسان/ابريل 2025، مما يزيد من تراجع الدّولار، وترافق ارتفاع سعر الذّهب مع ارتفاع سعر المعادن النفيسة الأخرى، كالفضة والبلاتين… خسائر شركات التكنولوجيا: انفيديا وأيه إم دي تأثّرت شركات التكنولوجيا الأمريكية باحتداد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، فقد أعلن متحدث باسم شركة 'إنفيديا'، يوم الثلاثاء 15 نيسان/ابريل 2025، إن قرارات الحرب التجارية وحظر التعامل مع الصين تؤدّي إلى خسارة الشركة نحو 5,5 مليار دولارا من التّكاليف الإضافية بعد أن حَدَّت الحكومة الأميركية من صادرات شريحتها للذكاء الاصطناعي، وفرضت قيودا على صادرات رقاقة الذكاء الاصطناعي (إتش20) إلى الصين، وهي سوق رئيسية لإحدى أشهر رقائقها، ويندرج هذا القرار ضمن محاولة مسؤولي الحكومة الأمريكية الحفاظ على صدارة سباق الذكاء الاصطناعي، مع الإشارة إلى سيطرة شركة إنفيديا على أكثر من 90% من سوق وحدات معالجة الرسومات المستخدمة بشكل أساسي في مراكز البيانات، وفقًا لشركة أبحاث السوق آي.دي.سي ( نهاية آذار/مارس 2025)، وانخفضت أسهم شركة إنفيديا بنسبة 6% لأن رقائق 'إتش 20 ' مطلوبة في السوق الصينية ومن قِبَل شركات صينية عديدة مثل 'علي بابا' و 'تينسنت' و 'بايت دانس' ( الشركة الأم لتطبيقات تيك توك ) وهي أكثر تطوّرًا من الرقائق الأخرى المعروضة في أسواق الصّين، وعلّلت الحكومة الأمريكية تقييد مبيعات (إتش20) للصين بسبب 'خطر استخدامها في حواسيب عملاقة' وسبق أن أعلنت شركة إنفيديا ( يوم الاثنين 14 نيسان/ابريل 2025) أنها تخطط لبناء خوادم ذكاء اصطناعي بقيمة تصل إلى 500 مليار دولار في الولايات المتحدة على مدى السنوات الأربع المقبلة بمساعدة شركاء مثل تايوان سيميكوندكتور مانيوفاكتشرينج (تي.إس.إم.سي)، تماشيا مع سعي إدارة ترامب للتصنيع المحلي. بالإضافة إلى إنفيديا، أعلنت شركة صناعة أشباه الموصلات الأميركية أدفانسد ميكرو ديفايسز ( AMD – أيه.إم.دي) إنها تتوقع تكبد خسائر بقيمة 800 مليون دولار من إيراداتها نتيجة القيود التي قررت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرضها على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي إلى الصين، وإنها ستسعى للحصول على تراخيص لتصدير منتجاتها إلى الزبائن في الصين، لكنها لا تستطيع التأكد من حصولها عليها، وفق وكالة بلومبرغ بتاريخ 15 نيسان/ابريل 2025، وتجدر الإشارة إن إدارة الرئيس 'الدّيمقراطي' جوزيف بايدن أصدرت قرارات عديدة تزيد من القيود على تصدير التكنولوجيا المتقدمة إلى الصين بذريعة احتمال ' تهديدات للأمن القومي' من منافس جيوسياسي. انخفضت أسهم شركات التكنولوجيا وتصنيع الرقائق، يوم الإربعاء 16 نيسان/ابريل 2025، بعد إعلان شركة إنفيديا أن الضوابط الأميركية الجديدة على صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي ستُكلفها 5,5 مليار دولار إضافية، وكانت إنفيديا قد أعلنت أنها ستبدأ إنتاج حواسيبها الفائقة للذكاء الاصطناعي بالولايات المتحدة لأول مرة، وانخفضت أسهم منافِستها «إيه إم دي» بنسبة 6,5%، كما انخفضت أسعار أسهم شركات التكنولوجيا الآسيوية الكبرى، فتراجعت أسهم شركة أدفانتست، المُصنّعة لمعدات الاختبار، بنسبة 6,7% في طوكيو، وخسرت شركة ديسكو 7,6% ، بينما انخفضت أسهم شركة تي إس إم سي التايوانية بنسبة 2,4%… من أسباب التراجع الأمريكي عن الرسوم الجمركية أعلن بيان البيت الأبيض يوم الجمعة 11 نيسان/ابريل 2025، عن مجموعة من الإعفاءات الجمركية المؤقتة لبعض الواردات الإلكترونية من الصين (الهواتف الذكية والأجهزة المنزلية وأشباه الموصلات وخوادم الذكاء الاصطناعي)، وتُقَدَّرُ نسبتها ما بين 20% و25% من إجمالي الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة، ولم يكن هذا التراجع ناتجا عن تأثير الرسوم الجمركية على أسعار الإستهلاك داخل الولايات المتحدة بل بسبب ارتفاع الطلب على سندات الخزانة الأمريكية التي تُعَدُّ أكبر وأكثر أسواق الدَّيْن الحكومي تطورًا، وهي شريان الحياة للميزانية العمومية الأمريكية، وجزءًا من أدوات الإستقرار الإقتصادي والمالي، وعادةً ما يلجأ المستثمرون – خصوصًا خلال الشدائد والأزمات – إلى الذهب، وصناديق الإستثمار المَوْثُوقة وإلى سندات الدّيْن الحكومية التي ترتفع أسعارها وترتفع عائداتها عند ارتفاع الطلب عليها، أي ارتفاع الدّيُون الحكومية وفوائدها، وهو ما حصل لسندات الخزانة الأمريكية مُؤَخّرًا، فالسندات الأمريكية تتميز بأنها مُقوّمة بالدّولار ( أي العملة المحلية للولايات المتحدة) وارتفعت العائدات على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى أكثر من 4,5% يوم الجمعة 11 نيسان/ابريل 2025… أدّت المخاوف بشأن المؤسسات الأمريكية والأضرار الاقتصادية الجسيمة الناجمة عن القرارات الحمائية الأمريكية، والقلق من احتمال تصاعد التوترات العالمية بين الولايات المتحدة وحلفائها، وعلى رأسهم الصين، والتوقعات السلبية بشأن دخول الإقتصاد الأمريكي في حالة ركود عميق، إلى تَحَوُّلٍ في الموقف تجاه الاقتصاد الأمريكي، ولم تَعُدْ صناديق التقاعد الدنماركية والكندية (وهما من أكبر المستثمرين في العالم) تعتبر الولايات المتحدة مصدرًا موثوقًا للنمو، وتَلَقَّى الاحتياطي الفيدرالي عددًا قياسيًا من طلبات المصارف المركزية الأجنبية لسحب احتياطياتها الذهبية من فرع الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك وإعادتها فعليًا، ولا علاقة للصين بعمليات السّحت، فهي تمتلك حيازات ضخمة من الأصول والسندات الأمريكية، تُقدّر ب 759 مليار دولار، والصين ثاني أكبر دائن للولايات المتحدة… وردت معظم المعلومات والبيانات بمواقع وكالتَيْ رويترز و بلومبرغ 16 و 17 نيسان/ابريل 2025يتبع ‎2025-‎05-‎07 The post 'الأضْرار الجانبية' للحرب الإقتصادية الأمريكية – الجزء الأول!الطاهر المعز first appeared on ساحة التحرير.

الحرب التجارية .. ماذا ستخسر الصين ؟
الحرب التجارية .. ماذا ستخسر الصين ؟

المنار

time٢٤-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • المنار

الحرب التجارية .. ماذا ستخسر الصين ؟

زينب حمود كيف يمكن لأمريكا أن تقاطع الصين، بينما العلم الأمريكي الذي يرفرف فوق البيت الأبيض مصنوع في الصين؟ بتلك العبارة قد يختصر الأمريكي توماس فريدمان نتائج الحرب التجارية التي أشعلها ترامب منذ أسابيع. فمنذ جائحة كورونا، اكتشف العالم أنه لا يستطيع العيش دون الصين، فقد أصبحت هذه القوة الاقتصادية هي 'مصنع العالم'. واليوم، يحاول ملياردير البيت الأبيض تقويضها، لكن الصين تعاملت معه بالمثل. لم يقتصر الرد الصيني على رفع الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية، بل شمل أيضًا فرض بعض القيود على الشركات الأمريكية العاملة في الأراضي الصينية. كما أوقفت الحكومة الصينية كليًا استيراد عدد من السلع الزراعية والحيوانية، ووضعت رسوماً على بعض المعادن النادرة التي تدخل في تصنيع الصناعات الأمريكية في مجالات الدفاع والعسكر والتكنولوجيا. فماذا ستخسر الصين جراء هذه الحرب؟ يُجيب الباحث السياسي أيمن حلاوي في مقابلة ضمن النشرة الاقتصادية على شاشة المنار، قائلاً إن الصين لن تخسر سوى مزيد من المبيعات إذا لم تتمكن من الوصول إلى السوق الأمريكي. ويضيف أنه عند مقارنة الواردات الأمريكية من الصين بين العامين 2023 و2024، سنلاحظ تراجعًا من نحو 14٪ إلى نحو 12٪. وهذا يدل على أن الصين تتجه إلى البحث عن أسواق بديلة، وتعزيز شراكتها على المستوى الدولي، مع الاعتماد بشكل رئيسي على سوقها الداخلي، خصوصًا أن السوق الصيني يعد من أكبر الأسواق في العالم. تعد الصين حاليًا أكبر دولة مصدّرة في العالم، وتُقيم علاقات تجارية مع أكثر من 150 اقتصادًا، وتحقق فائضًا تجاريًا يتجاوز 822.1 مليار دولار أمريكي. والأهم من ذلك، أن القادة الصينيين يحظون بدعم شعبي واسع يؤيد مواجهة الولايات المتحدة والتحول نحو الاستهلاك المحلي. في المقابل، تسجل الولايات المتحدة الأمريكية عجزًا تجاريًا يبلغ 945 مليار دولار أمريكي، بينما يستهلك شعبها كل ما تنتجه الصين بشغف. المصدر: موقع المنار

الحرب التجارية .. ماذا ستخسر الصين ؟
الحرب التجارية .. ماذا ستخسر الصين ؟

المنار

time٢٤-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • المنار

الحرب التجارية .. ماذا ستخسر الصين ؟

كيف يمكن لأمريكا أن تقاطع الصين، بينما العلم الأمريكي الذي يرفرف فوق البيت الأبيض مصنوع في الصين؟ بتلك العبارة قد يختصر الأمريكي توماس فريدمان نتائج الحرب التجارية التي أشعلها ترامب منذ أسابيع. فمنذ جائحة كورونا، اكتشف العالم أنه لا يستطيع العيش دون الصين، فقد أصبحت هذه القوة الاقتصادية هي 'مصنع العالم'. واليوم، يحاول ملياردير البيت الأبيض تقويضها، لكن الصين تعاملت معه بالمثل. لم يقتصر الرد الصيني على رفع الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية، بل شمل أيضًا فرض بعض القيود على الشركات الأمريكية العاملة في الأراضي الصينية. كما أوقفت الحكومة الصينية كليًا استيراد عدد من السلع الزراعية والحيوانية، ووضعت رسوماً على بعض المعادن النادرة التي تدخل في تصنيع الصناعات الأمريكية في مجالات الدفاع والعسكر والتكنولوجيا. فماذا ستخسر الصين جراء هذه الحرب؟ يُجيب الباحث السياسي أيمن حلاوي في مقابلة ضمن النشرة الاقتصادية على شاشة المنار، قائلاً إن الصين لن تخسر سوى مزيد من المبيعات إذا لم تتمكن من الوصول إلى السوق الأمريكي. ويضيف أنه عند مقارنة الواردات الأمريكية من الصين بين العامين 2023 و2024، سنلاحظ تراجعًا من نحو 14٪ إلى نحو 12٪. وهذا يدل على أن الصين تتجه إلى البحث عن أسواق بديلة، وتعزيز شراكتها على المستوى الدولي، مع الاعتماد بشكل رئيسي على سوقها الداخلي، خصوصًا أن السوق الصيني يعد من أكبر الأسواق في العالم. تعد الصين حاليًا أكبر دولة مصدّرة في العالم، وتُقيم علاقات تجارية مع أكثر من 150 اقتصادًا، وتحقق فائضًا تجاريًا يتجاوز 822.1 مليار دولار أمريكي. والأهم من ذلك، أن القادة الصينيين يحظون بدعم شعبي واسع يؤيد مواجهة الولايات المتحدة والتحول نحو الاستهلاك المحلي. في المقابل، تسجل الولايات المتحدة الأمريكية عجزًا تجاريًا يبلغ 945 مليار دولار أمريكي، بينما يستهلك شعبها كل ما تنتجه الصين بشغف.

كاتب أمريكي: لقد رأيت المستقبل ولم يكن في أمريكا!
كاتب أمريكي: لقد رأيت المستقبل ولم يكن في أمريكا!

المشهد اليمني الأول

time١٦-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • المشهد اليمني الأول

كاتب أمريكي: لقد رأيت المستقبل ولم يكن في أمريكا!

في مقالة للكاتب توماس فريدمان في صحيفة نيويورك تايمز ينتقد فيها سياسات المسؤولين الأمريكيين كتب فيها ما يلي. في رحلة إلى شنغهاي، كان أمامي خياران: رؤية Tomorrowland في ديزني لاند (جزء خيالي عن المستقبل)، أو زيارة Tomorrowland الحقيقية في الحرم الجامعي البحثي لشركة هواوي، اخترت هواوي، وهناك وجدت بيئة أظهرت عظمة التكنولوجيا الصينية وتحول مركز ثقل الابتكار العالمي من أمريكا إلى الشرق، يحتوي المجمع على 104 مباني ومختبرات، تم بناؤها لاستيعاب 35 ألف موظف في أقل من أربع سنوات، وقد تم تصميم المرافق مثل مئات المقاهي والمراكز الصحية لجذب النخب المحلية والأجنبية. تأثير العقوبات على الابتكار الصيني كانت العقوبات الأمريكية منذ عام 2019 تهدف إلى الحد من وصول هواوي إلى التكنولوجيا الأمريكية، لكن الصين لم تتراجع فحسب، بل خلقت أيضًا ابتكارات مذهلة، بما في ذلك: الهواتف المتقدمة، ونظام التشغيل الأصلي Hongmeng، والمركبات الكهربائية، والسيارات ذاتية القيادة، والتعدين الذكي، وفي عام 2024، أثبتت هواوي قوتها في الابتكار من خلال تركيب 100 ألف شاحن سريع في الصين، مقارنة بـ 214 شاحنًا فقط تم تركيبها في الولايات المتحدة. التحديات الثقافية والسياسية التي تواجه أمريكا أصبحت أمريكا منخرطة في مناقشات قوضت قدرتها على الابتكار، وبدلاً من التركيز على التكنولوجيا، فإنها منشغلة بقضايا مثل وجود الرياضيين المتحولين جنسياً، كما أن الاستراتيجيات الاقتصادية مثل التعريفات الجمركية والانفصال عن السلاسل العالمية كانت غير فعالة، وفي المقابل، حققت الصين نجاحات مبهرة من خلال التركيز على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة. جودة الابتكارات الصينية أصبحت الصين مركزًا عالميًا للابتكار من خلال تحسين جودة التصنيع والتصميم الذكي، على سبيل المثال، يشير استخدام التطبيقات الأصلية مثل WeChat Pay للدفع إلى تقدم البنية التحتية الرقمية. انتقاد السياسات الاقتصادية الأمريكية السابقة لا يمكن تعزيز الصناعات المعقدة عن طريق فرض الرسوم الجمركية وإغلاق الحدود، المنتجات المتقدمة مثل الآيفون أو السيارات هي نتاج تعاون عالمي، حتى شركة تيسلا تضطر إلى استيراد بعض الأجزاء، قد لا تنجح التعريفات الجمركية إلا في الصناعات مثل صناعة الصلب، وليس في التكنولوجيات المتقدمة. رسالة الصين إلى أمريكا وبفضل هذه التطورات المذهلة، تقول الصين إنها لم تعد دولة من الدرجة الثانية، لقد حققت هذه الدولة استقلالاً عظيماً بفضل تكنولوجيتها المحلية، وتعكس مضاعفة أرباح هواوي في عام 2024 هذا التقدم. انتقادات للسياسيين الأمريكيين لقد لجأ العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي إلى الشعارات القومية بدلاً من البحث في الشأن الصيني. إن هذا النهج يجعل أمريكا تتخلف عن التطورات العالمية. اقتراح للمستقبل يتعين على أمريكا أن تعتمد نموذجاً جديداً لإعادة بناء صناعتها: التصنيع في أمريكا باستخدام العمال الأمريكيين ورأس المال والتكنولوجيا الصينية، ويمكن أن يؤدي هذا النموذج إلى إنشاء مصانع متطورة وتعزيز الصناعة المحلية. القالب المقترح إن الجمع بين التعريفات الجمركية وجذب الابتكار الصيني هو الطريق إلى الأمام، إن البلدان التي تغتنم الفرص سوف تمتلك مستقبل التكنولوجيا، لقد تمكنت الصين من تحويل العقوبات إلى فرصة للنمو، في حين ظلت الولايات المتحدة على الهامش، إن مستقبل أمريكا يتطلب تحولاً جذرياً في السياسات الاقتصادية والابتكار حتى تظل قادرة على المنافسة عالمياً. ومن الواضح الآن أن 'تومورولاند' في ديزني لاند هي مجرد مساحة خيالية للمستقبل، وليست الحقيقة التي واجهتها في الصين.

العولمة بين شعارات الأمس وحقائق اليوم!زياد حافظ
العولمة بين شعارات الأمس وحقائق اليوم!زياد حافظ

ساحة التحرير

time١١-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • ساحة التحرير

العولمة بين شعارات الأمس وحقائق اليوم!زياد حافظ

العولمة بين شعارات الأمس وحقائق اليوم! د. زياد حافظ * مصطلح 'عولمة' يحمل في طيّاته في الفكر الغربي أن العالم واحد وبالتالي الفروقات بين مكوّنات العالم يجب ان تذوب إما تلقائيا أو قسريا. ويحلو للغرب وللنخب العربية المتغرّبة اعتبار العولمة شمّاعة يمكن التعليق عليها كل ما يحصل من صراعات سياسية واقتصادية وسكّانية، واجتماعية، وثقافية، وبيئوية. ويعتبر الكثيرون أن العولمة نظام متكامل له تلك الابعاد للصراعات بينما في الحقيقة العولمة ليست نظاما قائما بحدّ ذاته، بل حالة نتجت عن التطوّرات الناتجة التي احدثتها الثورة التكنولوجية في المواصلات والتواصل والاحتساب. هذه الثورة التكنولوجية مكّنت الإنسانية القفز فوق الحواجز الطبيعية التي كانت تعوّق أو تحول دون التفاعل بين الشعوب. وهذا التفاعل بين الشعوب سنة الحياة البشرية منذ ظهور الانسان على وجه الأرض وكرّستها أحكام دينية كما جاء في القرآن الكريم ' وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا' (الحجرات:13) وأيضا 'وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ' (الروم: 22) لذلك التواصل بين الشعوب هو أمر طبيعي. وهذا التواصل المكثّف ساهم في إطلاق شعارات تجذب الانسان علما أنها تحمل معان كبيرة في السياسة والاقتصاد حاولت الدول الغربية ونخبها الحاكمة خطفها وتحريفها لصالحها. فالأزمة التي يعيشها العالم ليست أزمة العولمة بحد ذاتها، بل أزمة الدول الغربية وليس دول العالم الجنوب الإجمالي خلافا لم تروّجه المراكز الغربية. وفحوى هذه الازمة هو عقم وفشل المفهوم النيوليبرالي للعالم والعلاقات البشرية الذي يعتمد على الداروينية والملتوثية في بلورة سياسات تهدف إلى إعادة تعيين العالم كما جاء في أدبيات منتدى دافوس (The Great Reset). عن أولى الشعارات التي تلازمت مع نتائج الثورة التكنولوجية في التواصل والمواصلات والاحتساب التي أشار إليها المحاضر هو أن العالم أصبح قرية. ومصطلح 'قرية' له دلالات عديدة منها أن القفز فوق الحواجز الطبيعية يجعل التفاعل بين الشعوب أكثر فعّالية كما يحصل في التجمّعات السكنية الصغيرة. ولكن من دلالات 'القرية' أن الفروقات بين مكوّنات 'القرية' صغيرة ويجب أن تتلاشى لتجعل 'ألتجانس' أكثر ترويجا وإن كان على حساب الطبيعة والفطرة وخاصة الاحكام الالهية. ولتحقيق ذلك التجانس لا بد من سياسات اقتصادية واجتماعية تعيد النظر في الموروث الثقافي لدى الشعوب وإحلال مكانه ثقافة مختلفة متجانسة. هذا هو فحوى السياسات النيوليبرالية التي اتبعتها الحكومات الغربية منذ نهاية الحرب الباردة. وهذه السياسات النيوليبرالية أفرزت شعارات إضافية. فالشعار الثاني الذي تلازم مع تلك الحقبة النيوليبرالية هو شعار الخيار بين الحداثة والتقليد والذي عبّر عنه الصحافي توماس فريدمان في مؤلّفه الشهير 'اللكسوس وشجرة الزيتون'. هذا الشعار له دلالات سياسية واقتصادية ومجتمعية وثقافية عديدة سنعرضها بشكل سريع. سيارة اللكسوس الفخمة اليابانية تشير إلى تحوّل مجتمع تقليدي محافظ إلى مجتمع ينتج أحدث السلع. وشجرة الزيتون تشير إلى المجتمعات التقليدية المحافظة. ويذكّرنا ذلك الشعار بشعار الذي رفعه الشهيد ياسر عرفات في خطابه الشهير في الأمم المتحدة سنة 1974 عندما قال إنه جاء حاملا غصن الزيتون (أي السلام) والبندقية (أي الحرب). وإصراره على القاء الخطاب ومسدّسه بجانبه جاء ليعبّر عن جدّية الخيار المطروح لمجمع الأمم في مقاربة القضية الفلسطينية. توماس فريدمان استغل ذلك الشعار ليطرح على العالم بشكل عام وخاصة الشعب العربي الخيار بين الحداثة (أي سيّارة اللكسوس) وما تحتويه من تغييرات في بنيتها المجتمعية والثقافية وبين التقليد (أي شجرة الزيتون) الذي يعني الاستمرار في التخلّف. وهذا الخيار الذي طرحه كان قبل تحقيق النصر في 2000 وفيما بعد في 2006 وحاليا بعد 7 أكتوبر حيث أصبحت المقاومة عاملا جديدا يواجه التيّار المعولم الذي ينفي الهويات الوطنية والقومية لصالح مفاهيم مناهضة للموروث الثقافي. من هنا نفهم الحملة الشرسة في الغرب لاجتثاث ليس المقاومة وسلاحها فحسب، بل فكرة المقاومة سواء في فلسطين أو الوطن العربي وأيضا في العالم الغربي الذي نزلت شعوبه إلى الشارع للاعتراض على الإبادة الجماعية الحاصلة في غزة والضفة الغربية. الثنائية المصطنعة التي أُطلقت بين الحداثة والموروث الثقافي كانت القاعدة الفكرية لترويج ثقافة الاستهلاك وفقدان الهوية لتذويب الفروقات وفرض التجانس. العالم أصبح مجموعة من المستهلكين هدفهم في الحياة إشباع رغباتهم وليس بالضرورة حاجاتهم. والرغبات هي أوسع من الحاجات وبالتالي الموارد المتاحة لإشباعها تصبح محدودة بسبب وتيرة زيادة السكّان. هذه هي الملتوثية الجديدة التي تشكّل قاعدة النيوليبرالية حيث السياسات الاقتصادية والاجتماعية تهدف إلى تقليس عدد السكّان عبر ضرب مفهوم الاسرة وترويج المثلية والتحوّل الجنسي ناهيك عن ترويج الحروب وعدم الاكتراث للمجاعات والكوارث الطبيعية. تصريحات بيل غيتس مؤسس شركة مايكرو سوفت يقول في أكثر من مناسبة ان عدد سكّان المعمورة الذي قارب 8 مليار أكثر مما تستطيع تحمّله وبالتالي يجب اتخاذ سياسات تقلّس عدد السكان لخمسمائة مليون نسمة عبر التعقيم! فضيحة الكورونا وفرض التلقيح المشبوه يأتي في هذا السياق. المهم هنا أن تلك السياسات يتم ترويجها عبر ومنتديات سياسية واقتصادية وثقافية أسمّيها منتديات الدمار الشامل والتي عرضتها في سلسلة من المقالات نشرت في صحيفة 'الاخبار' في 2022 إضافة إلى سلسلة أخرى حول النيوليبرالية وجذورها وآفاقها وتلازمها مع تحريف مفهوم العولمة. واعتقد بناء عل دراسات وتقارير أن ملابسات التي رافقت تعاطي الدول الغربية لجائحة الكورونا دليل حول الهدف غير المعلن لتحقيق أهداف الملتوثية الجديدة. الشعار الثالث هو نهاية التاريخ الذي أطلقه فرنسيس فوكوياما. والأخير هو تلميذ سامويل هنتنغتون الذي هو بدوره تلميذ برنارد لويس لم لهم من دلالات في التوجّه الفكري تجاه العالم بشكل عام والأمة العربية والإسلامية بشكل خاص. هذا الشعار جاء بعد سقوط المنظومة الاشتراكية وتفكّك الاتحاد السوفيتي لينهي حقبة صراع حكم العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وهذا الشعار يحمل في طيّاته أن العالم لم يعد يحكمه الصراع العقائدي بين منظومتين، بل أن الامر استتب للمشروع الديمقراطي الليبرالي الغربي. فنهاية التاريخ هي نهاية الصراعات وتثبيت القيم الغربية والحوكمة الغربية كقيم عالمية. لن ندخل في مقاربة ذلك المفهوم لأنه مبنى على تمنّيات ورغبات وليس على وقائع يمكن مناقشتها. المهم هو ان فرنسيس فوكوياما أعاد النظر في اطروحته بعد ما تبيّن أن العالم ما زال تحكمه صراعات منها عقائدية ومنها سياسية كما أن الديمقراطية أصبحت نسبية وأن حرّية الأسواق ليست إلاّ تصوّرا بعيدا عن الواقع. كما أن تلك النظرية تتجاهل العرقيات ودور الموروث الثقافي للمجتمعات عامة وخاصة في المجتمعات العربية والإسلامية. وتلازم ذلك الشعار مع الشعار الرابع أي 'صراع الحضارات' الذي أطلقه سامويل هنتنغتون وقبله برنارد لويس ويهدف إلى تكريس قوّامة الحضارة الغربية على سائر الحضارات وخاصة الحضارة العربية الإسلامية. وشعار صراع الحضارات يتناقض مع شعار 'نهاية التاريخ' الذي يكرّس هيمنة القيم الغربية بينما شعار 'صراع الحضارات' يعني أن الصراع العقائدي لم يعد قائما، بل اختلاف منظومات القيم والحضارات هي التي تسبّب الصراعات والحروب. وفي هذا السياق اعتبر هنتنغتون أن الحضارة العربية الإسلامية على تناقض مع الحضارة الغربية وبالتالي الحروب ستكون ليس بين الدول، بل بين الحضارات. هنا أيضا لن ندخل في السجال حول تلك النظرية التي فنّدها ببراعة كل من ادوارد سعيد وجورج قرم ورودولف القارح وغيرهم. هذه الشعارات بما لها من ثغرات ساهمت في إعطاء الغطاء الفكري والسياسي والثقافي لخطف مضمون العولمة وتحريفها عن جوهرها في تفاعل الشعوب بعضها ببعض على قاعدة المنفعة والمصلحة المشتركة. واختطاف العولمة ضمن المفهوم الغربي هو لتحقيق الربح لفئة على حساب فئة أخرى. فبين مفهوم العولمة الذي تحمله اليوم الكتلة الاوراسية والجنوب الإجمالي على قاعدة 'اربح أربح' كانت العولمة الغربية على قاعدة اللعبة الصفرية. المأزق فما هو واقع الحال اليوم؟ نتيجة اختطاف آليات العولمة لصالح الهيمنة الغربية وخاصة الأميركية هو المأزق الذي تعيشه تلك الدول. فالعالم الغربي في مأزق بنيوي نتيجة خيارات وسياسات اتبعتها النخب الحاكمة في الدول الغربية وخاصة في الولايات المتحدة أدّت إلى فقدان القاعدة الإنتاجية الصناعية التي كانت ركيزة القوّة السياسية والعسكرية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. والتحوّلات في البنية الاقتصادية لصالح اقتصاد ريعي مالي على حساب القطاعات الإنتاجية كانت لها تداعيات على البنية السياسية والاجتماعية والسكّانية. الغرب بشكل عام والولايات المتحدة بشكل خاص اعتبروا أن السيطرة على العالم ستستمر عبر السيطرة على شرايين المال من جهة وعلى القوّة العسكرية المفرطة. هذا كان جوهر السياسة الخارجية الغربية. إلاّ أن تداعيات تلك التحوّلات تناولت البنية الاجتماعية وبالتالي السياسية لتلك الدول. فمن جهة تراجع دور النقابات في الاقتصاد حيث القطاع الخدماتي وخاصة الخدمات المالية لا يتحمّل وجود نقابات الذي تراجعت أهميتها بعد سقوط المنظومة الاشتراكية ما أدّى إلى تراجع دور الطبقات الوسطى وتفاقم الفجوة بين القلّة التي لا تتجاوز الواحد بالمائة من عدد السكان وسائر مكوّنات الشعب. كما أن تلك التحوّلات أدّت إلى بروز طبقة جديدة هي طبقة المحترفين الإداريين (professional managerial class) الذين شكّلوا طبقة النخب المهيمنة والتي لا تكترث لسائر مكوّنات الشعب فحسب، بل تحتقرها وتعتبرها من 'المنبوذين' (deplorables) كما جاء على لسان هيلاري كلنتون في وصف الجمهور المؤيّد لترامب والذي يتناقض مع تلك النخب الجديدة. هذه الطبقة الجديدة سيطرت على المشهد السياسي في الغرب وخاصة في الولايات المتحدة. وهذه السيطرة أتت بعد السطو على العملية الانتخابية عبر الانفاق المالي الذي يقدّمه مجمع المانحين أي أصحاب الثروات الكبيرة لشراء الولاءات والذمم سواء داخل مكوّنات الدولة العميقة أو خارجها. فأصبح ولاء المسؤول 'المنتخب' للمانح وليس للناخب. كذلك الامر حصل في أوروبا وخاصة في مؤسسة الاتحاد الأوروبي حيث النخب الحاكمة المعيّنة وغير المنتخبة ليست خاضعة للمساءلة والمحاسبة. هذا الانحراف السياسي جعل من الطبقة الحاكمة منقطعة عن قاعدتها الشعبية ومتجاهلة لمتطلّبات تلك القاعدة. هذا خلق المأزق السياسي الداخلي الذي انعكس بدوره على بروز نخب حاكمة رديئة في الفهم والعلم والأخلاق. وهذا التردّي أدّى بدوره إلى تسارع وتيرة الانهيار في الأداء وفي مكانة الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة بينما ظهرت نخب حاكمة أكثر كفاءة وحكمة خارج تلك المنظومة في دول الكتلة الاوراسية ودول الجنوب الإجمالي التي تعمل على الاستجابة لمطالب شعوبها. وهذا التراجع في القاعدة الإنتاجية الصناعية رافقه تراجعا في القدرات التكنولوجية كما انعكس بشكل مباشر على القدرات العسكرية التي أصبحت مترهّلة للغاية وفقا للدراسات التي أعدتها مراكز الأبحاث المختصة. فالدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة أصبحت عاجزة عن الانتصار في الحروب التي تشنّها يمينا وشمالا كما أصبحت عاجزة عن فرض إرادتها بالقوّة على الدول التي تريد التمسّك بسيادتها واستقلاليتها. الدرس في أوكرانيا خير دليل على العجز العسكري الذي ينتتج عن عجز اقتصادي الذي ينتج عن عجز سياسي الذي ينتج عن انحدار في العلم والأخلاق. كما أن الإخفاق العسكري في اليمن دليل آخر حول عجز الولايات المتحدة في ارضاخ اليمن. وطبعا لا يجب أن يغيب عن البال الخروج المذّل من أفغانستان بعد احتلال دام أكثر من عشرين سنة وأيضا العجز في قوّات الاحتلال للكيان الصهيوني في حسم الصراع في غزة ولبنان رغم التفوّق النظري في التكنولوجيا والقوّة النارية والدعم اللامحدود له من قبل الولايات المتحدة. أما فيما يتعلّق بالسيطرة على شرايين المال كرديف للقوّة العسكرية فإن مجمع عالم الجنوب يتجاوب مع اقتراحات مجموعة البريكس في التعامل التجاري والمالي خارج منظومة الدولار وخارج منظومة السويفت التي تتحكّم برسائل التحويلات المالية. ما أقدمت عليه الصين مؤخرا في إطلاق منظومة رقمية خارج إطار السويفت تجعل رسائل التحويلات المالية تتم في 7 ثوان فقط بينما في منظومة السويفت تأخذ بضعة أيام. وبالتالي نرى تراجع التعامل بالدولار بشكل ملموس ما يقوّض إمكانية السيطرة الأميركية على مجريات الأمور سياسيا واقتصاديا. فالخروج من الدولار هو ضربة قاسمة للهيمنة الاميركيية. هذا الواقع المتردّي على الصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري والمجتمعي والثقافي ينذر بتفكّك المنظومات السياسية، بل الكيانات السياسية حيث الانقسامات الداخلية أصبحت تطغى على الأداء السياسي وعجز المؤسسات الدستورية في الدول الغربية وخاصة في الولايات المتحدة عن فضّ الخلافات ما زاد من تراجع الثقة بها من قبل الجمهور العام. وتفاقم الوضع الداخلي يتلازم مع تفاقم العلاقات الدولية حيث حاول الغرب وخاصة الولايات المتحدة فرض نظام عالمي جديد تحت شعار نظام الاحكام التي يحدّدها بنفسه تنفيذا لمفهومهم للعولمة، ولكن ضاربا عرض الحائط منظومة العلاقات الدولية التي تستند إلى القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والمعاهدات الدولية. هذا الانحراف في التعاطي بين الدول وخاصة من قبل الغرب والولايات المتحدة دفع ظهور وصعود كتلة مناهضة تقوم على احترام القانون الدولي وسيادة الدول والمواثيق والمعاهدات الدولية وإن التعامل بين الدول هو على قاعدة المنفعة المتبادلة والندّية. هذه هي منظومة البريكس ومشتقاتها الذي ينضم إليها مجموعة دول الجنوب الإجمالي. وهذا التعاطي الجديد يتمثّل بالاتفاقات الاستراتيجية بين روسيا والصين، بين روسيا والجمهورية الإسلامية في إيران، وبين الصين وإيران. كما أقدمت الهند على تفاهمات مع الصين تنهي عقودا طويلة من الصراعات لما فيها من تنمية العلاقات والمصالح المشتركة. الحرب في أوكرانيا وطوفان الأقصى وموقف الدول الغربية تجاه روسيا والفلسطينيين أطاح بزيف الادعاءات الغربية في احترام حقوق الانسان في تبنّيها للمواقف العنصرية وخاصة فيما يتعلّق بالإبادة الجماعية التي تتعرض إليها غزة تحت مرأى ومسمع العالم باللحظة التي تحصل فيها. فكل مزاعم 'العولمة' التي اختطفها الغرب سقطت في روسيا وفي غزة التي أصبحت بدورها في صلب الحراك السياسي داخل الدول الغربية لما كشفت من نفاق في ادعاء احترام القانون وحقوق الانسان وحرّية التعبير. من تداعيات المأزق التي تعيشه الدول الغربية هو تناثر مفهوم الغرب الجماعي (collective West) حيث أصبحت الدول تفتّش على مصالحها الوطنية وليس على مصالح جبهة تتحكّم فيها نخب غير منتخبة لا تخضع لمساءلة أو محاسبة. تفكّك تلك المجموعة يتلازم مع تراجع وزنها الاقتصادي في الناتج الاجمالي الذي لا يتجاوز 28 بالمائة من الناتج العالمي. وخير دليل على ذلك التراجع مقال توماس فريدمان الأخير في صحيفة النيويورك تايمز يؤكّد فيها أن المستقبل هو في الشرق. السياسات النيوليبرالية في الغرب وخاصة في الولايات المتحدة على الصعيد السياسي والاقتصادي والمجتمعي والسكّاني والثقافي والبيئوي أدّت إلى ردود فعل تراكمت خلال العقدين الماضين تجسّدت في نهوض الحركات اليمينية في أوروبا عموما وفي الولايات المتحدة للتأكيد على رفض تذويب الهويات الوطنية لصالح مفاهيم مجرّدة التي يطلقها منتدى دافوس والنخب النيوليبرالية الحاكمة. كما أدّت إلى رفض تغيير الموروث الثقافي والقيمي الذي يتصدّى لشعارات وسياسات مناهضة لذلك الموروث كسياسة ترويج الجواز المثلي والاجهاض ورفض التمييز الجندري إلخ. أما على الصعيد السياسي والاقتصادي فنمو الحركة الشعبوية في الولايات المتحدة بقيادة ترامب جعلت الطبقة السياسة تواجه تحدّيا لوجودها بالكامل وكذلك الامر في دول أوروبا. ترمب أطلق شعار أمركة الاقتصاد الأميركي وهذا يأتي على حساب السياسات النيوليبرالية التي أدّت إلى فقدان القاعدة الإنتاجية الصناعية الأميركية التي كانت المصدر الأساسي للقوّة الأميركية ونفوذها بالعالم حتى منتصف الستينات من القرن الماضي. عند ذلك الحين بدأ الانحدار بسباب ارتفاع نفقات الحروب التي دخلت فيها الولايات المتحدة كالحرب في فيتنام فيما بعد احتلال أفغانستان والعراق وسورية وإقامة القواعد العسكرية في العالم بحجة محاربة المدّ الشيوعي ومحاصرة واحتواء الاتحاد السوفيتي وفيما بعد الارهاب. إعادة القوّامة عند ترمب تبدأ بإعادة المصانع إلى الولايات المتحدة عبر سلسلة من إجراءات تحفيزية وعقابية على حدّ سواء. فهل ينجح بذلك هذا ما سيتم متابعته علما أن نتائج تلك الإجراءات سواء كانت تحفيزية أو عقابية لن تظهر بالمدى القريب. لكن ما يهمّنا اليوم هو أن مفهوم العولمة الذي اختطفته النخب النيوليبرالية لم يعد قائما في النخب الجديدة الحاكمة في الولايات المتحدة وعند النخب الأوروبية المتضرّرة من جرّاء السياسات النيوليبرالية. بالمناسبة نريد الإشارة إلى سلسلة الأوراق التي قُدّمت للمؤتمر القومي العربي خلال العقد الماضي التي شرحت بشكل مفصّل التحوّلات في العالم، في الغرب كما في الشرق والتي أظهرت ارهاصات للمشهد الحالي. كما لنا سلسلة من الأبحاث حول جذور النيوليبرالية ومنتديات الدمار الشامل التي كانت تتحكّم بالمشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي في العالم الغربي. لكن بما أن العالم الغربي المختزل بمجموعة الجي 7 لم يعد مهيمنا على المقدّرات الاقتصادية مع صعود مجموعة البريكس ومشتقاتها في الكتلة الاوراسية وغرب أسيا مجمل دول الجنوب فإن مفهوم العولمة يأخذ معان جديدة مبنية على قاعدة احترام الاخر والندّية وقاعدة اربح- اربح. مجموعة البريكس ومشقاتها ومجمع دول الجنوب الإجمالي هم من يحملوا لواء العولمة على أسس وقواعد مختلفة عن تلك التي حاول الغرب فرضها على العالم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store