أحدث الأخبار مع #جامعة_لندن


الجزيرة
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- الجزيرة
التوازن المعقد للزراعة.. إطعام العالم دون الإضرار بالطبيعة
تعد الزراعة أحد المحركات الرئيسية لفقدان التنوع البيولوجي، وتشير العديد من التوقعات إلى أن فقدان التنوع البيولوجي بسبب الزراعة قد يستمر حتى في ظل السيناريوهات الطموحة التي تتضمن جهودا للحد من الطلب المستقبلي على المنتجات الزراعية. ومع تفاقم أزمة المناخ وتفاقم انعدام الأمن الغذائي، يواجه المجتمع الدولي أسئلة صعبة تتعلق بكيفية إنتاج غذاء كاف دون المساس بالتنوع البيولوجي والحفاظ على الطبيعة مع استمرار تغذية مليارات البشر. وتُوضح دراسة نشرت في مجلة "نيتشر" أن إحداث توازن بين الطلب العالمي المتزايد على الغذاء والحفاظ على الطبيعة وتنوعها ليس بالأمر السهل، وأن إطعام العالم ليس مجرد تحد تقني، بل هو تحد بيئي عميق. وستحدد كيفية استجابة العالم له الوضع الذي سترثه الأجيال القادمة. وغالبا ما يناقش دعاة حماية البيئة وصانعو السياسات إستراتيجيتين رئيسيتين لتعزيز إنتاج الغذاء. الأولى هي التوسع، أي إخلاء المزيد من الأراضي للزراعة. والثانية هي التكثيف، أي زيادة إنتاجية الأراضي الزراعية القائمة من خلال ممارسات عالية الاستهلاك، مثل المبيدات الحشرية والأسمدة والري. وضمن هذه المقاربة، استخدمت الدراسة -التي قادتها الدكتورة سيلفيا تشاوشو في مركز أبحاث التنوع البيولوجي والبيئة بجامعة لندن- مجموعة كبيرة من البيانات العالمية، وقام الباحثون بتحليل أنماط التنوع البيولوجي حول المزارع التي تنتج الذرة والقمح والأرز وفول الصويا، وهي المحاصيل التي تشكل أكثر من نصف السعرات الحرارية التي يتناولها العالم. وركّز الخبراء على المناطق التي بقيت فيها بعض النباتات الطبيعية، باستثناء المناطق البرية البكر. ثم قيّموا التنوع البيولوجي من حيث ثراء الأنواع، ووفرتها الإجمالية، ومدى انتشارها. وكشفت النتائج أن التوسع والتكثيف يلحقان ضررا بالتنوع البيولوجي، إلا أن مدى الضرر يختلف باختلاف المنطقة ونوع المحصول والغطاء النباتي الموجود. ففي بعض المناطق، أضر التكثيف بالنظم البيئية المحلية أكثر من تحويل الأراضي الجديدة. وغالبا ما تهدف السياسات التي تحاول تقليل تكلفة التنوع البيولوجي للزراعة إلى تقليل توسع الأراضي الزراعية من خلال زيادة المحاصيل على الأراضي الزراعية القائمة. ويسود الاعتقاد بأن هذا التكثيف أقل ضررا بالتنوع البيولوجي. فهو يَعِد بتوفير المزيد من الغذاء من الأرض نفسها، مما يُجنب النظم البيئية الطبيعية خطر التحوّل. لكن الدراسة تكشف أن هذا الافتراض قد لا يكون صحيحا دائما، ودعت إلى إستراتيجية أكثر مرونة ووعيا في السياسات الزراعية والحفاظ على البيئة. وتقول الدكتورة سيلفيا تشاوشو إن "إطعام سكان العالم يأتي بتكلفة متزايدة على التنوع البيولوجي لكوكبنا. ويشير بحثنا الجديد إلى أن الأمر في الواقع أكثر تعقيدا من ذلك". ويشجع التخطيط الزراعي الحديث على "سد فجوات المحاصيل"، أي زيادة الإنتاج في المناطق التي تقل فيها المحاصيل عن إمكاناتها. ويكمن المنطق في تقليل الحاجة إلى توسيع الأراضي. لكن هذه الدراسة الجديدة تُظهر أن القيام بذلك قد يترتب عليه عواقب بيئية وخيمة أيضا. وأشارت تشاوشو إلى أن "توسع الأراضي الزراعية يحدث تغييرا جذريا في التنوع البيولوجي المحلي. ومع ذلك، فبمجرد ترسيخ الزراعة، قد يؤدي تكثيف الممارسات الزراعية إلى تدهور التنوع البيولوجي المحلي بشكل أكبر، وأحيانا أكثر من إزالة المزيد من النباتات الطبيعية من المنطقة". بين التكثيف والتوسع ومن أبرز استنتاجات الدراسة عدم وجود قاعدة عامة. فكل بيئة طبيعية تختلف عن الأخرى. فما ينجح في الزراعة الأحادية المعتدلة قد يفشل في الزراعة الاستوائية. هذا التباين يجعل تطبيق السياسات العامة بفعالية أمرا صعبا. وأشار البروفيسور تيم نيوبولد من جامعة لندن إلى أن "الاقتراحات البسيطة مثل تفضيل تكثيف الأراضي الزراعية بدلا من توسيعها ليست فعالة دائما، فلا يوجد حل واحد يناسب الجميع لتحقيق الزراعة المستدامة". وتشير الدراسة إلى أنه بدلا من الاعتماد على إستراتيجيات الحل الواحد، يجب على صانعي السياسات مراعاة البيانات البيئية والاجتماعية والزراعية المحددة في كل منطقة. ويشمل ذلك فهم الأنواع المعرضة للخطر، وكيفية عمل النظم البيئية محليا، ونوع النباتات المتبقية حول المزارع، فلا يتعلق الأمر فقط بالمكان وكيفية الزراعة، ولكن أيضا بما يعيش في الجوار، وما قد يختفي مع تكثيف الزراعة. وإلى جانب الأضرار البيئية، تتناول الدراسة "العواقب التطورية". فمع تزايد شيوع الزراعة المكثفة، تُعيد تشكيل أنظمة بيئية بأكملها، فلا يبقى على قيد الحياة إلا الأنواع القادرة على التكيف مع البيئات المتغيرة. ومع مرور الوقت، يفضي ذلك إلى اختيار سمات عامة، أي تلك التي تزدهر في بيئات مبسطة يديرها الإنسان. وفي حين لا يؤيد الباحثون توسيع الأراضي الزراعية في الموائل البكر، فإنهم يحذرون من افتراض أن التكثيف مناسب دائما. ففي بعض السياقات، قد يكون التوسع في الأراضي المتدهورة أو الهامشية أقل ضررا من استنزاف المزيد من الإنتاج من المناطق الزراعية الكثيفة. وقال الدكتور نيوبولد: "نحن لا نقترح توسيع الأراضي الزراعية إلى مناطق طبيعية سليمة، لأن الحفاظ على هذه الموارد الطبيعية غير المعدلة أمر حيوي بالنسبة للكوكب". ويشير إلى ضرورة تجنب أي توسع جديد في الغابات البكر والأراضي الرطبة والموائل الغنية بالتنوع البيولوجي، حيث يكمن التحدي في تحديد وإدارة الموارد الطبيعية مع تجنب التكثيف الإضافي الذي قد يدفع النظم البيئية إلى تجاوز مرحلة التعافي. وبالنسبة للمستهلكين، ترى الدراسة أنه من الصعب تتبع مدى استدامة أي منتج غذائي محدد، خاصة مع تفاوت التأثيرات بشكل كبير بين المناطق والمحاصيل. ويوصي الباحثون بتقليل هدر الطعام وتقليص استهلاك اللحوم، حيث سيؤدي ذلك إلى خفض الطلب الزراعي وتقليل الضغط على التنوع البيولوجي ورغم أن هذه التغيرات قد تبدو صغيرة على المستوى الفردي، فإنها قد تتجمع لتشكل تحولات ذات مغزى عندما يتم تبنيها على نطاق واسع، وفق الدراسة


العين الإخبارية
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- العين الإخبارية
الجدل الذي يشعل الإفطار.. هل تضع الحليب أولا أم الكورن فليكس؟
أثار نقاش بسيط لكنه شديد الانقسام على الإنترنت موجة من الجدل حول طريقة تناول وجبة الإفطار: هل يجب وضع الكورن فليكس أولا أم الحليب؟ النقاش اشتعل مؤخرا بعد أن نشر العداء الأولمبي السابق هاري أيكينز-أرييتي، الذي يؤدي شخصية "نيترو" في برنامج "غلادياتورز" البريطاني، مقطع فيديو على تيك توك يظهر فيه وهو يصب الحليب أولًا في وعاء فارغ ثم يسخنه في الميكروويف قبل أن يضيف الكورن فليكس. وكتب: "بالطبع أضع الحليب أولاً". ردود الفعل كانت سريعة، إذ انقسمت الآراء بين من يرون أن صب الحليب أولًا يضمن نسبة مثالية بين الحليب والحبوب، وبين من يعتبرون هذه الطريقة "جريمة غذائية" تفسد طعم الفطور وتجعله رطبا وغير مقرمش. العلم تدخل بدوره لحسم الجدل، إذ قال البروفيسور باري سميث، مدير مركز دراسة الحواس في جامعة لندن، أن توقيت خلط الحليب والحبوب هو العامل الأهم. وأشار إلى أن صب الحليب أولا قد يجعل الحبوب أقل عرضة لأن تصبح طرية بسرعة، لكنه بالمقابل لا يغلفها بالحليب بنفس الجودة. وأضاف أن الأمر يعتمد على نوع الحبوب، فالحبوب السكرية تذوب بسرعة، بينما تحتاج الأنواع الكثيفة مثل الغرانولا إلى وقت أطول لتطرى. وقال البروفيسور إن تفضيلات الناس في الملمس تلعب دورا كبيرا في قبول الطعام، مشيرا إلى أن البعض يفضل البيض المخفوق طريا، وآخرون يفضلونه صلبا، ونفس الشيء ينطبق على الحبوب. وشرح أن إحساسنا بالنكهة يتغير مع تغير ملمس الطعام أثناء المضغ، كما هو الحال مع الشوكولاتة التي تتحول من قطعة صلبة إلى سائل ناعم غني بالنكهة. أما البروفيسور تشارلز سبينس، أستاذ علم النفس التجريبي في جامعة أكسفورد، فانتقد فكرة صب الحليب أولًا، قائلاً إن صب الحليب على الحبوب يُحدث صوت "الطرطقة" المميز، وهو عنصر تسويقي لا يمكن إنكاره، واعتبر أن الغالبية تفضل الحفاظ على قرمشة الحبوب لأطول فترة ممكنة. شركات الحبوب نفسها انقسمت في مواقفها، فشركة كيلوجز، التي تأسست عام 1906، قالت إن الطريقة الأكثر شيوعا هي وضع الحبوب أولا، لكنها اعترفت بأن محبي القرمشة قد يفضلون الحليب أولًا. أما نستله، المنتجة لحبوب "شريوس" و"نسكويك"، فتبنت موقفا أكثر حيادية، مؤكدة أنه "لا توجد قاعدة"، وأن من يريد التوازن المثالي بين الحليب والحبوب عليه أن يصب الحليب أولا ويضيف الحبوب تدريجيا. وعلى منصة تيك توك، أظهرت فيديوهات أخرى انقساما بين المستخدمين. فقد عبّر أحدهم عن قناعته بأن الحليب يجب أن يُصب أولا لتحديد كمية الحبوب المطلوبة بدقة. في حين أظهر فيديو آخر فتاة تشرح لرفيقها المرتبك أن وضع الحليب أولا يمنع الحبوب من أن تصبح طرية بسرعة. حتى علامة الحليب الأسترالية "Riverina Fresh" دخلت على الخط، قائلة في فيديو: "رأي غير شائع: الإفطار أفضل مئة مرة عندما تصب الحليب أولا"، معللة ذلك بالحفاظ على قرمشة الحبوب. ويبدو أن الجدل لن يُحسم، إذ يرى الخبراء أن الأمر في النهاية يرتبط بالعادات الشخصية والطقوس التي تمنح الطعام طابغا مميزا، حتى لو تسبب ذلك في انقسام حاد عند طاولة الإفطار.. والأن.. هل أنت من فريق الحليب أولا أم الحبوب أولا؟ aXA6IDE4MS4yMTQuMTkuMTc5IA== جزيرة ام اند امز DK