أحدث الأخبار مع #جامعةالسوربون


البورصة
٠٥-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- البورصة
أوروبا تعتزم استثمار 500 مليون يورو لجذب العلماء
يعتزم الاتحاد الأوروبي طرح حزمة بقيمة 500 مليون يورو (566.9 مليون دولار) لاستقطاب العلماء إلى أوروبا، بحسب تصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في باريس اليوم الإثنين. قالت رئيسة الذراع التنفيذية للاتحاد، خلال كلمة ألقتها في مؤتمر 'اختاروا أوروبا للعلم' (Choose Europe for Science) الُمقام في جامعة السوربون بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن 'العلم استثمار، وعلينا تقديم الحوافز المناسبة'، وإن الهدف من الحزمة هو 'تحويل أوروبا إلى وجهة جاذبة للباحثين'. إضافة إلى ذلك، يخطط الاتحاد لـ'منحة هائلة' لمدة سبع سنوات تحت إشراف مجلس البحوث الأوروبي (European Research Council)، الذي يقدم الدعم إلى الباحثين الذين يسعون للانتقال إلى أوروبا. كما سيضاعف حجم المنحة المخصصة لعام 2025، فيما تسعى فون دير لاين إلى استمرار الدعم خلال 2026 و2027.


مجلة سيدتي
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- مجلة سيدتي
على درب العلم.. مبادرة نوعية بتوقيع معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025
في خطوة تستهدف ربط ضيوف المعرض من كتّاب ومفكرين بمؤسسات التعليم العالي بالإمارات، دشن معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025 مبادرة نوعية تحت عنوان " على درب العلم" تتيح للحضور جولات معرفية تستضيفها نخبة من الجامعات الإماراتية. ومن جانبه، كشف المعرض عن قائمة الجامعات المشاركة في مبادرة "على درب العلم" والتي تستهدف تعزيز الحراك الأكاديمي عبر إقامة المحاضرات النوعية واللقاءات المفتوحة بين الطلبة والمفكرين العالميين، لدعم صناعة المحتوى والابتكار وفتح المجال أمام التعاون المعرفي والثقافي إقليميًا ودوليًا. مبادرة "على درب العلم" بمعرض أبوظبي للكتاب تجسد مبادرة "على درب العلم" أحد أبرز مساعي معرض أبوظبي الدولي للكتاب لربط المعرفة النظرية بالممارسة التعليمية، وتكريس الثقافة مسارا مشتركا بين الكاتب والجامعة والمجتمع، وحسب الخطة المرسومة لمسار المبادرة، فإنه من المقرر الآتي: تستضيف كليات التقنية العليا يوم غد الاثنين جلسة بعنوان "مغامرات في الكتابة" يقدمها الكاتب والروائي البريطاني الشهير كون إيجلدن، صاحب سلسلة "الإمبراطور" و"الفاتح"، وستناقش الندوة تقنيات الكتابة الإبداعية والأسرار المتعلقة ببناء الشخصيات ورسم الحبكات، مسلطا الضوء على تجربته في تحويل التاريخ إلى سرد حيّ يجمع بين الدقة والإثارة. على الجانب الآخر، يقدم الدكتور روي كاساجراند، المحلل السياسي الحائز على جائزة "سرد الذهب" جلسة مميزة بعنوان "ابن سينا بين الحياة والفلسفة" في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، يسلط خلالها الضوء على ابن سينا باعتباره واحدًا من أبرز العقول الموسوعية في التاريخ الإسلامي، وإسهاماته في الربط بين الطب والفلسفة. حراك ثقافي في معرض أبوظبي للكتاب يُذكر أن المعرض منذ انطلاقه شهد على تدشين سلسلة من الجلسات الحوارية تحت مظلة المبادرة، حيث استضافت جامعة السوربون - أبوظبي محاضرة بعنوان "رحلة مينا مسعود من الحلم إلى هوليوود"، تحدّث فيها الممثل الكندي المصري مينا مسعود، عن رحلته في عالم الفن. كما أقيمت جلسة أخرى بعنوان "الثقافة العربية بين الماضي والحاضر والمستقبل" بمشاركة نخبة من صانعي السينما والمبدعين العرب، بكليات التقنية العليا، كما كان من نصيب جامعة السوربون - أبوظبي أيضا جلسة فكرية أخرى بعنوان "الفرنكوفونية في الأدب العربي"، ناقشت تأثير اللغة الفرنسية على الأدب العربي.


الاتحاد
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الاتحاد
«على درب العلم».. مبادرة لتعزيز التعاون بين المثقفين والجامعات الإماراتية
أبوظبي (الاتحاد) في إطار توجهه لتوسيع آفاق المعرفة وتعزيز دور المؤسسات الأكاديمية في الحراك الثقافي، أطلق معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية تحت شعار «مجتمع المعرفة... معرفة المجتمع»، مبادرة نوعية بعنوان «على درب العلم»، تهدف إلى ربط ضيوف المعرض من كتّاب ومفكرين بمؤسسات التعليم العالي في الدولة، من خلال جولات معرفية تستضيفها نخبة من الجامعات الإماراتية.وتسعى المبادرة إلى إثراء الحراك الأكاديمي من خلال محاضرات نوعية ولقاءات مفتوحة بين الطلبة والمفكرين العالميين، بما يسهم في تشجيع الابتكار، ودعم صناعة المحتوى، وتوسيع مجالات التعاون المعرفي والثقافي على المستويين الإقليمي والدولي. وفي هذا السياق، تستضيف كليات التقنية العليا يوم الاثنين المقبل جلسة بعنوان «مغامرات في الكتابة» يقدمها الكاتب والروائي البريطاني الشهير كون إيجلدن، أحد أبرز كتّاب الرواية التاريخية المعاصرة، وصاحب سلسلة «الإمبراطور» و«الفاتح»، إذ سيأخذ إيجلدن الجمهور في مغامرة فكرية شائقة، يستعرض خلالها تقنيات الكتابة الإبداعية، وأسرار بناء الشخصيات ورسم الحبكات. وفي اليوم ذاته، تستضيف جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية جلسة متميزة بعنوان «ابن سينا بين الحياة والفلسفة»، يقدمها الدكتور روي كاساجراند، المحلل السياسي الحائز جائزة «سرد الذهب»، وتسلط الجلسة الضوء على شخصية ابن سينا بوصفه أحد أبرز العقول الموسوعية في التاريخ الإسلامي، من خلال تحليل العلاقة بين تجربته الشخصية وفكره الفلسفي والعلمي. وشهد برنامج المعرض عدداً من الجلسات النوعية ضمن المبادرة نفسها. فقد نظّمت جامعة السوربون – أبوظبي محاضرة بعنوان «رحلة مينا مسعود من الحلم إلى هوليوود»، تحدّث فيها الممثل الكندي المصري مينا مسعود، نجم فيلم علاء الدين من إنتاج ديزني، عن رحلته في عالم الفن من بداياته المتواضعة إلى تجسيد شخصية عالمية. كما استضافت كليات التقنية العليا جلسة بعنوان «الثقافة العربية بين الماضي والحاضر والمستقبل» بمشاركة نخبة من صانعي السينما والمبدعين العرب، منهم ياسر الياسري وهنا كاظم، وأدارتها فاطمة الظاهري من «إيمج نيشن أبوظبي». واستضافت جامعة السوربون – أبوظبي جلسة فكرية بعنوان «الفرنكوفونية في الأدب العربي»، شارك فيها كل من الشاعر كامل عويد العامري، والروائية د. هناء صبحي، والمترجم والناقد عبده وازن، وحاورهم الكاتب شاكر نوري. وتطرقت الجلسة إلى تأثير اللغة الفرنسية على الأدب العربي، واستعرضت تجارب أدباء عرب كتبوا بالفرنسية أو تأثروا بالثقافة الفرنكوفونية. وتجسد مبادرة «على درب العلم» أحد أبرز مساعي معرض أبوظبي الدولي للكتاب لربط المعرفة النظرية بالممارسة التعليمية، وتكريس الثقافة مساراً مشتركاً بين الكاتب والجامعة والمجتمع.


صوت العدالة
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- رياضة
- صوت العدالة
مناظرة الجهوية الدار البيضاء للتشجيع الرياضي تنطلق بكلمة والي الجهة وسط تساؤلات حول تغييب الكفاءات والطاقات الوطنية
انطلقت، مساء الجمعة 25 أبريل 2025، فعاليات 'المناظرة الجهوية للتشجيع الرياضي' بمدينة الدار البيضاء، بتنظيم من طرف ولاية جهة الدار البيضاء – سطات، وذلك في إطار سعي السلطات إلى إرساء فضاء للحوار الجاد والفعال يجمع بين مختلف الفاعلين في المجال الرياضي، من سلطات محلية وأمنية، أندية، وجماهير المشجعين، بهدف بناء ميثاق مشترك يعزز ثقافة التشجيع الإيجابي ويكرس القيم الأخلاقية داخل الملاعب. وقد افتُتحت أشغال المناظرة بكلمة لوالي الجهة، السيد محمد مهيدية، الذي أكد على أهمية الحوار المؤسساتي بين مختلف الأطراف المعنية من أجل الحد من مظاهر الشغب الرياضي وخلق أجواء صحية ترافق شغف الجماهير بالرياضة، خاصة كرة القدم. المناظرة تميزت بتنظيم ورشتين محوريتين: الورشة الأولى التي امتدت من الرابعة إلى الخامسة والنصف مساء، حملت عنوان: 'دور المشجع في تكريس ريادة كرة القدم الوطنية'، وناقشت ثلاث محاور رئيسية: الأدوار الاستراتيجية للمشجع في تنمية السياحة الرياضية وتعزيز جاذبية الرياضة الوطنية، خطوات آمنة للانخراط الإيجابي والفعال للمشجعين خلال التظاهرات والأحداث الرياضية، عرض رياضي في خدمة التنمية: خلاصات سوسيولوجية. الورشة الثانية جاءت بطابع تقني وأمني، وطرحت خمسة محاور رئيسية: الجريمة الرياضية على ضوء تنفيذ السياسة الجنائية ونظرية العقاب، مخاطر الشغب الرياضي على مستقبل الأحداث، المقاربة الأمنية: انفتاح تدبير وتسيير، الآليات الأمنية والتأطير الجماهيري، نحو مقاربة تشاركية لتنسيق وتدبير عملية التحضير للمباريات الرياضية. وتُعد مناظرة الدار البيضاء هي الخامسة من نوعها، بعد تنظيم أربع مناظرات جهوية سابقة بكل من فاس، أكادير، طنجة ووجدة، على أن تُختتم هذه السلسلة بمناظرتين أخيرتين بالرباط ومراكش، يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين. تساؤلات مشروعة حول تغييب الكفاءات: من يُشارك؟ ومن يُقصى؟ ورغم أهمية هذه المبادرة، إلا أن غياب عدد من الكفاءات الرياضية والمؤطرين والأطر الميدانية يطرح علامات استفهام حقيقية. فقد تم تسجيل تغييب واضح لرؤساء أندية معروفين بالكفاءة، ولخبراء وأكاديميين يمكن أن يسهموا بعمق في تطوير الرؤية والتصور العام. ما الحظر؟ وما الغاية من هذا الإقصاء الممنهج؟ هل هو تعبير عن إرادة لفرض رؤية فوقية منغلقة؟ أم أن الحوار الحقيقي ما زال مؤجلًا لصالح مقاربات شكلية لا تُنتج أثرًا ملموسًا؟ استشهادات علمية وفكرية تدين الإقصاء وتدعو للإدماج يرى خبراء أن أي سياسة رياضية شاملة لا يمكن أن تنجح دون انخراط كل الفاعلين، وعلى رأسهم أهل الميدان. وقد أكدت دراسة نشرتها جامعة السوربون الفرنسية (2021) أن الإشراك الواسع لأصحاب الخبرة العملية في صياغة السياسات الرياضية يسهم في خفض نسبة الشغب بـ 38%، ويزيد فعالية البرامج التوعوية بنسبة تفوق 50%. وفي السياق نفسه، أشار المفكر المغربي الراحل محمد عابد الجابري إلى أن 'بناء أي مشروع تنموي رهين بخلق فضاء نقدي مفتوح، لا يحتكر فيه القرار من طرف النخبة البيروقراطية'. وهو ما يعكس الحاجة الملحة إلى إشراك رؤساء الأندية، اللاعبين القدامى، مدربي الفئات الصغرى، والخبراء في علم الاجتماع الرياضي. أما الباحث السوسيولوجي بيير بورديو، فقد بيّن في نظريته حول 'المجال الاجتماعي' أن تجاهل الرأسمال الرمزي للفاعلين الميدانيين يؤسس لفشل كل المشاريع التي لا تراعي موقع وخبرة الفاعلين الواقعيين، مما يؤدي إلى ضعف التأثير على الجمهور. وفي هذا السياق، أكد الخبير المغربي في السياسات الرياضية د. عبد الرحيم العلام أن 'مشكلة المناظرات بالمغرب ليست في غياب المواضيع، بل في من يحتكر الحديث حولها'، مضيفًا أن 'إقصاء النخب الرياضية الواعية هو إقصاء للواقع، واستحضار لصورة نمطية تُرضي الشكل لا المضمون'. ويؤكد المفكر الفرنسي إدغار موران في مقاربته الفكرية: 'المجتمعات لا تنهض إلا حين تدمج الفكر النقدي في قلب قراراتها.'، وهو ما يستدعي، اليوم، وقفة تأمل لإعادة النظر في من يُستدعى ليتحدث، ومن يُقصى ليصمت. أسئلة لا بد من طرحها: كيف يتم انتقاء المشاركين في هذه المناظرات؟ من هي الجهة المسؤولة عن تحديد طبيعة المتدخلين والمداخلات؟ لماذا يتم استبعاد الطاقات الرياضية الحقيقية التي راكمت تجربة طويلة في الميدان؟ ما الغاية من تغييب الكفاءات ذات الرؤية والعمق؟ وهل بعقلية الإقصاء والتكرار النمطي يمكن فعلاً الرقي بالمشهد الرياضي الوطني وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة؟ أليست التنمية الرياضية الحقيقية رهينة بالإنصات إلى جميع الأصوات لا فقط تلك التي تُعيد إنتاج نفس الخطاب؟ وهل بهذه العقلية يمكننا فعلاً تحقيق الإقلاع الرياضي والثقافي الذي ينشده الجميع؟ مناظرة الدار البيضاء فرصة كان يُمكن أن تكون منصة فعلية لتجديد الفكر والممارسة في المجال الرياضي، فهل تُلتقط الرسالة قبل فوات الأوان؟


قاسيون
٢٧-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- قاسيون
كيف يريد الاتحاد الأوروبي أن يصبح لاعباً أساسياً في الصراع؟!
لا زالت فرنسا وألمانيا تقودان الاتحاد الأوروبي منذ عقود، وتدركان اليوم أيضاً أنه من الأفضل لهما التحرك كاتحاد، وليس كدول منفردة، ليكون لهما حجم يذكر أمام عمالقة كالصين والولايات المتحدة (ويغضون الطرف عن مواقف الدول الأوروبية الأصغر إلى حين). على الصعيد السياسي، تقود الدولتان المفاوضات اليوم، مقدمة عرض تبعية ضمني نسبي ومشروط للولايات المتحدة، مبديتين الاستعداد لمواجهة روسيا وإضعافها لدرجة تجعلها غير قادرة على دعم الصين، ولسان حالهم يقول: «نعم لتحول تاريخي، ولكن مع تعظيم الحصة الأوروبية!». كان ماكرون قد وضح الحصة المبتغاة في خطابه الشهير في جامعة السوربون 2017 وبوجود المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، وأبدى رؤيته لـ «السيادة الاستراتيجية» للاتحاد، وأكد أن تركيز السياسات الأوروبية يجب أن ينصب على حصتها في النفوذ في أفريقيا ودول المتوسط. في الوقت نفسه، يحاول الاتحاد الأوروبي اليوم إقناع الولايات المتحدة بأن لا بأس من الاستمرار في علاقاته التجارية مع الصين، متذرعاً بالاستراتيجية نفسها التي استُخدمت أثناء الحرب الباردة، وهي ‹التغيير عبر التقارب التجاري›. فقد نجحت هذه الاستراتيجية في الماضي بجذب دول الكتلة الشرقية إلى شبكة الاقتصاد الغربي، واستُخدمت كأداة لتليين المواقف السياسية. لكنّ طرح هذه الفكرة اليوم من قِبَل الأوروبيين في تعاملهم مع الصين يبدو هشاً ومثيراً للسخرية. ويكفي لتأكيد ذلك مشهد وزيرة الخارجية الألمانية آنالينا بيربوك وهي تصل إلى بكين، فتلتفت حولها بعينين حائرتين دون أن تجد أيّ مسؤول صيني رفيع في استقبالها. لقد أصبح واضحاً مَن الذي وقع في فخ التقارب التجاري هذه المرة. آفاق صناعات التسليح الأوروبية أما على الصعيد الاقتصادي، فتسعى الشركات الأوروبية الكبرى لاحتواء تداعيات الأزمات المتلاحقة. وإذا كانت صناعة السيارات ـ القلب النابض للاقتصاد الأوروبي ـ هي الأكثر تضررًا من التحولات الجيوسياسية، فإنها تُسارع الآن لتحويل مواردها نحو صناعة التسلح، السوق الوحيدة التي تُظهر انتعاشاً في زمن الحروب. يبدو ذلك واضحاً من تطور مباحثات شركة راين ميتال، أكبر مصنعي الأسلحة في ألمانيا والفولكس فاغن، حيث أعلنت الأخير أنها قادرة على توفير مصدر للعمالة المحترفة ومواقع الإنتاج للأولى. لكن مثل هذه المشاريع تبقى محكومة بأطر زمنية طويلة بينما تسير الأزمة العالمية بوتير أسرع من قدرة أوروبا على التكيف. فلا المواجهة مع روسيا تسير لصالح الأوروبيين، ولا الانفكاك الأوروبي عن السوق الصيني يبدو سهلاً، ولا العلاقة مع الحليف الأمريكي تسير على ما يرام. فمع كل ما سبق، أين تقف أوروبا اليوم من هذا الصراع الدولي؟ وهل من مخارج؟ للإجابة عن هذا السؤال، قدّم ماريو دراغي، الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي، تقريراً من 393 صفحة بعنوان «مستقبل التنافسية الأوروبية»، تناول فيه بالتفصيل ما يلزم تصحيحه في كل قطاع على حدة. وخلص دراغي إلى أن الاتحاد الأوروبي لا زال قادراً على المنافسة كلاعب كبير، بشرط تنفيذ خطة الإصلاح التي قدمها، والتي لا تحتاج، في نهاية المطاف، سوى إلى المال!! وبحسب تقديراته، يتطلب الأمر إعادة هيكلة أجهزة الدولة لتوجيه إنفاقها نحو المعركة الدولية، وتوفير مبالغ ضخمة للاستثمار ـ نحو 800 مليار يورو سنوياً! فقط!! ـ كي يتمكن الاتحاد من حجز مكانه بين كبار اللاعبين على الساحة العالمية. فبينما تهرب الاستثمارات اليوم من أوروبا لعدة أسباب، على رأسها استبدال الطاقة الروسية الرخيصة بالغاز والنفط الأمريكي عالي الكلفة، ونقص العمالة وارتفاع أسعارها. ما هي بدائل الاتحاد لتحصيل الموارد؟ من أين ستأتي الأموال؟ الحل الأول المطروح سيمر عبر دور متزايد للدولة. تدور النقاشات اليوم حول تحوّل براغماتي، من النيوليبرالية التي تفترض أن السوق قادر على تصحيح اختلالاته الذاتية دون تدخل، إلى كينزية جديدة تطالب الدولة بدور فاعل لتعويض نقص الطلب أثناء الأزمات عبر الاقتراض والاستثمار. وهكذا، يصبح دور الدولة، الذي يُعدّ مستهجناً في سرديات الاتحاد الأوروبي خارج أوقات الأزمات، مقبولاً بل وضرورياً حين يضرب الركود الاقتصادي. تتبدل السرديات الإعلامية فجأة، ويتحول تدخل الدولة في السوق من خطيئة إلى واجب، لتتوجه أموال الضرائب والتأمينات الاجتماعية للطبقات الدنيا، للاستخدام درعاً تمتص الصدمات لإنقاذ الشركات المترنحة على شفا الإفلاس. أما الحل الثاني، كما تطرحه أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، فيعتمد على تعبئة المدخرات الخاصة غير المستثمرة، والتي تُقدَّر، وفقاً للاتحاد الأوروبي، بنحو 10 تريليون يورو، مودعة في حسابات مصرفية تقليدية عبر أنحاء القارة. فقد اقترحت أن يخلق الاتحاد حوافز تشجع المواطنين على استثمار مدخراتهم في أسواق رأس المال. وقد أثار هذا الاقتراح موجة احتجاجات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وسط مشاعر قلق عارمة بين الشرائح التي لا تملك سوى هذه المدخرات لمواجهة أيامها الصعبة. سارعت الحكومات بدفع اقتصادييها وساستها لطمأنة الرأي العام، موضحة أن الأمر مجرد اقتراح لمصلحة المواطنين. ففي تبريرهم، الاستثمار في الأسواق يمنح العميل حرية وشفافية أكبر مقارنة بالحسابات البنكية التقليدية، التي لا تتيح معرفة أين تستثمر الأموال. إلا أن الواقع يبدو أكثر خطورة: فلو نجحت حملات الإقناع الإعلامي، فإن النتيجة ستكون كارثة اجتماعية مؤجلة. فما هذا إلا خصخصة لمخاطر الاستثمار في زمن تعصف به الحروب والأزمات والإفلاسات، حيث سيتحمل المواطن عديم الخبرة وحده الخسائر المحتملة، لأنه مارس «حريته» في اختيار وجهة استثماره، بدلاً من أن تتحمل البنوك كلفة أي انهيار. من الواضح، أنه لا أموال نمو منتظرة، فقد توقع صندوق النقد الدولي مؤخراً للاقتصاد الألماني نمو 0% لهذا العام. مما يفتح الباب واسعاً أمام تساؤلات جدية حول الثمن الحقيقي الذي ستدفعه المجتمعات الأوروبية جراء الخطط الاستراتيجية الكبرى لساستها. فهل سيقلب النشاط المجتمعي خطط رؤوس الأموال رأساً على عقب؟.