أحدث الأخبار مع #جامعةجونهوبكنز


شفق نيوز
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- شفق نيوز
السوداني يوجه بإطلاق جائزة العلامة أحمد سوسة بعد افتتاحه متحفاً باسمه (صور)
شفق نيوز/ افتتح رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم السبت، متحف العلامة الراحل أحمد سوسة، الذي يقع في منطقة الوزيرية بالعاصمة بغداد. وذكر بيان صادر عن مكتب السوداني، ان الاخير اطلع مقتنيات المتحف التي تخص عدداً من وثائق الدولة العراقية منذ تأسيسها، وبالتحديد مشاريع الري في العراق ضمن مجلس الإعمار العراقي في خمسينيات القرن الماضي، حيث كان العلامة سوسة يشغل منصب معاون مدير المشاريع في المجلس. كما اطلع على سيرة العلامة ودراسته ورحلاته وكتبه وأبحاثه ومخطوطاته المهمة التي تعكس مدى تفانيه وعمله الدؤوب لخدمة بلده. ووجه رئيس مجلس الوزراء بعقد مؤتمر عن العلامة أحمد سوسة وإطلاق جائزة باسمه، كما وجه وزارة التربية بتسيير رحلات للمدارس الابتدائية والمتوسطة لزيارة هذا المتحف، والاطلاع على تاريخ ومنجزات الرموز العراقية التي خدمت البلد. وثمن السوداني جهود السيدة سارة الصراف حفيدة العلامة أحمد سوسة وحفاظها على تراث جدها، وإصرارها على تأهيل المتحف وتحويله إلى مركز للدراسات والبحوث. وأحمد سوسة مهندس واثاري ومؤرخ عراقي ولد في مدينة الحلة بمحافظة بابل في العام 1900م من أُسرة يهودية أتم دراسته الاعدادية في الجامعة الأمريكية ببيروت عام 1924م، ثم حصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية عام 1928م من كلية كولورادو في الولايات المتحدة. وواصل بعد ذلك دراسته العليا فنال شهادة الدكتوراه بشرف من جامعة جون هوبكنز الأمريكية عام 1930 م. كما منحته جامعة واشنطن عام 1929م جائزة (ويديل) التي تمنح سنويا لكاتب أحسن مقال من شأنه أن يسهم في دعم السلم بين دول العالم. ويعد سوسة واحدًا من أقدم المهندسين العراقيين الذين تخرجوا من الجامعات الغربية، وقد كان يهودي الديانة لكنه اعتنق الإسلام بعد ذلك. وبعد عودته للعراق، عين مهندساً في دائرة الري العراقية عام 1930م، ثم تقلب في عدة وظائف فنية في هذه الدائرة مدة 18 سنة، حتى عين عام 1946 معاوناً لرئيس الهيئة التي ألفت لدراسة مشاريع الري الكبرى العراقية. وفي عام 1947م عين العلامة الراحل مديراً عاماً للمساحة ثم مديراً عاماً في ديوان وزارة الزراعة عام 1954م، ثم أعيد مديراً عاماً للمساحة وبقي في هذا المنصب حتى عام 1957م. واهتم أحمد سوسة بمباحث حضارية قديمة في العراق حيث بحث في تاريخ العراق الحضاري وكتب عن نظم القنوات المائية والسدود في الحضارات القديمة كجزء من هذا الاهتمام، تربو مؤلفاته على الخمسين كتاباً وتقريراً فنياً وأطلساً، أضافة إلى أكثر من 116 مقالاً وبحثاً نشرت في الصحف والمجلات العلمية المختلفة. وتتوزع مؤلفاته على حقول الري والهندسة والزراعة والجغرافية والتاريخ والحضارة.


المدينة
٢٥-٠٢-٢٠٢٥
- صحة
- المدينة
«هنريتا لاكس».. المرأة الخالدة
إنَّ خلود الذِّكر بعد مفارقة الحياة، فكرةٌ شغلت الإنسان منذ القدم، وخاض الكثيرُون مغامرات من أجل نَيل هذه الصِّفة، لكن يبدو أنَّ امرأةً فقيرةً امتلكتها على الرغم من أنَّها فارقت الحياة قبل حوالى سبعة عقود من الآن.في سنة 1951م، وبالتَّحديد قبل ولادة طفلها الخامس، بدأت أعراض المرض تظهر على السيِّدة «هنريتا لاكس» الأمريكيَّة من أصول إفريقيَّة، حيث لاحظ الأطباء أنَّها تفقد الكثير من الدَّم.فارقت الحياة هذه المرأة بعد معاناة من المرض، وهي شابَّة في سن واحدٍ وثلاثين عامًا، لم يدر في خلدها أنَّها ستكون سببًا لإنقاذ حياة الملايين من البشر؛ بسبب خلاياها التي مازالت حيَّةً وتتكاثر، وكانت أحد الأسباب في حماية أجيال من البشر من الإصابة بمرض شلل الأطفال، وأمراض أُخْرى عديدة.بدأت القصَّة من مستشفى جامعة جون هوبكنز في بالتيمور، حينما اكتشف طبيبُ أمراض النساء «هاورد جونز»، أنَّ السيدة «هنريتا لاكس» مصابة بسرطان عنق الرَّحم، فقام بأخذ عيِّنات من خلاياها السرطانيَّة؛ وأرسلها للمختبر للتَّحليل.في مختبر التحليل لاحظ عالِم الأحياء «جورج أتو جاي»، أنَّ الخلايا تتكاثر بسرعة كبيرة، مع تضاعف عددها، كما أنَّها تحتوي على عدد كبير من الكروموسومات، وأنَّها تفتقد الآليَّات التي تحدُّ من عدد المرَّات التي يمكن أنْ تنقسم فيها الخلايا السَّليمة، لذلك عُرفت بأنَّها خلايا خالدة، وأُطلق عليها لقب «خلايا هيلا»، نسبة للأحرف الأولى من اسم صاحبتها.أثبتت تلك الخلايا، جدوى كبيرة على مر السنين في البحوث الطبية، وفهم العديد من الأمراض، وتطوير اللقاحات، وتم استخدامها لدراسة تأثير الإشعاع والمواد السامة على جسم الإنسان، وفي تطوير لقاح لشلل الأطفال بعد مرور عام من وفاة «هنريتا»، وبفضل «خلايا هيلا»، تم كذلك تطوير العديد من الأدوية لمرض السرطان والإيدز، وفازت الأبحاث المتعلقة بها بخمس جوائز نوبل.وحول ذلك يقولُ «روبرتو سيتيا»؛ أستاذ البيولوجيا في جامعة ميلانو: «إنَّ خلايا هيلا تكاثرت منذ عام 1951م حتَّى اليوم؛ مرَّات عديدة في مختبرات العالم، إلى درجة أنَّها قادرة على تغطية سطح الأرض مرَّتين».ويعود معرفة هذه القصَّة الفريدة إلى كتاب «الحياة الخالدة لهنريتا لاكس»، وهو ثمرة جهدٍ صحفيٍّ أجرته الكاتبة الأمريكيَّة «ريبيكا سكلوت».. فقد تمكَّنت الكاتبة من كسب ثقة ابنة «هنريتا» الصُّغرى «ديبورا»؛ التي كانت تبلغ من العمر بضعة أشهر عندما تُوفِّيت والدتها بسبب السرطان، ودوَّنت سيرة هذه المرأة التي يتم استخدام خلاياها لحدِّ اليوم في البحوث الطبيَّة.تقول «سكلوت» -في كتابها- إنَّه قبل وقت قصير من وفاة السيِّدة «هنريتا لاكس»، اقترب مدير مختبر زراعة الخلايا في مستشفى جون هوبكنز من سريرها، وهمس قائلًا: «خلايَاكِ ستجعلُكِ خالدةً»، ابتسمت المرأة -وقتها- وأخبرته أنَّها سعيدة؛ لأنَّ كل هذا الألم سيكون مفيدًا لبني البشر.في سنة 2017م، أخرج الكاتبُ المسرحيُّ الأمريكيُّ «جورج ولف»، فيلمًا استند في أحداثه إلى ما جاء في كتاب «سكلوت»، وحمل العنوان نفسه، ولعبت دور البطولة فيه الإعلاميَّة الشَّهيرة «أوبرا وينفري»، والممثِّلة الأستراليَّة «ماري روز بيرن».