logo
#

أحدث الأخبار مع #جامعةدمشق،

سوريا وتركيا توسعان التعاون الأكاديمي: اتفاقيات استراتيجية ومشاريع توأمة بين الجامعات
سوريا وتركيا توسعان التعاون الأكاديمي: اتفاقيات استراتيجية ومشاريع توأمة بين الجامعات

حلب اليوم

timeمنذ 4 أيام

  • علوم
  • حلب اليوم

سوريا وتركيا توسعان التعاون الأكاديمي: اتفاقيات استراتيجية ومشاريع توأمة بين الجامعات

في خطوة جديدة نحو تعزيز العلاقات العلمية والثقافية بين سوريا وتركيا، بحث رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد أسامة الجبّان، مع رئيس مجلس التعليم العالي التركي الدكتور أرول أوزفار، والوفد الأكاديمي المرافق له، سبل التعاون المشترك بين جامعة دمشق والجامعات التركية. جاء ذلك خلال لقاء رسمي عُقد في مقر رئاسة جامعة دمشق، بحضور القائم بأعمال السفارة التركية في دمشق، السيد برهان كورأوغلو. ركز اللقاء على تطوير مجالات التبادل الأكاديمي من خلال برامج تبادل الأساتذة والطلاب، وتوسيع الإيفادات العلمية، إلى جانب إطلاق مشاريع بحثية مشتركة في مجالات حيوية مثل أرشفة المخطوطات والذكاء الاصطناعي، مستفيدين من التجربة التقنية المتقدمة للجامعات التركية. كما ناقش الجانبان آفاق تعزيز النشر العلمي المشترك، وتفعيل التعاون في مجال تعليم اللغتين العربية والتركية، والمشاركة المتبادلة في المؤتمرات العلمية، إضافة إلى تشكيل فرق عمل مشتركة بالتنسيق مع السفارة التركية، لوضع خطط تنفيذية تُترجم هذا التعاون إلى نتائج ملموسة. وقدّم الدكتور الجبّان عرضاً شاملاً حول كليات جامعة دمشق ومعاهدها ومراكزها البحثية، مؤكداً التزام الجامعة بتعميق العلاقات الأكاديمية مع نظيراتها التركية، مشيراً إلى أن هذا التعاون يمثل فرصة حقيقية لبناء جسور معرفية تعكس العلاقات المتنامية بين البلدين. من جهته، أعرب الدكتور أرول أوزفار عن استعداد تركيا لتقديم الدعم اللازم لجامعة دمشق، وتعزيز العلاقات الأكاديمية والثقافية عبر مشاريع علمية وبرامج مشتركة، بما يرسّخ أواصر التعاون العلمي بين الجامعات السورية والتركية. وبالتوازي مع هذا اللقاء، وقّعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي السورية مع رئاسة مجلس التعليم العالي التركي اتفاقية تعاون استراتيجية تهدف إلى تعزيز الشراكة الأكاديمية بين البلدين. وتتضمن الاتفاقية مجموعة من البنود الجوهرية، أبرزها:الاعتراف المتبادل بالجامعات والمؤهلات العلمية في كلا البلدين, والاعتراف بالشهادات والوثائق التركية للطلبة السوريين العائدين من تركيا, وإطلاق برامج شهادات مزدوجة في مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا, وتأسيس خدمة إلكترونية للتحقق المتبادل من الوثائق الأكاديمية وتسهيل التحويل الطلابي, ودعم البنية الرقمية للجامعات السورية عبر نظام مماثل لـYÖKSİS التركي, وتدريس اللغة التركية كلغة ثانية في مؤسسات التعليم العالي السورية, وإنشاء مشروع 'الجامعات الشقيقة' للتوأمة بين الجامعات السورية والتركية, وتنظيم منتدى جامعي سنوي بالتناوب بين البلدين, وتوظيف الخريجين السوريين من الجامعات التركية ضمن الكادر الأكاديمي في سوريا, والعمل على تأسيس 'الجامعة التركية السورية' كرمز للتضامن والتعاون الأكاديمي بين البلدين. وقد شارك في الاجتماع وفد علمي من جامعة دمشق ضم نائبي رئيس الجامعة، وعدداً من عمداء الكليات وممثلي مكاتب التصنيف والعلاقات الدولية، فيما قدّم رؤساء الجامعات التركية عروضاً تعريفية حول تخصصاتهم الأكاديمية وعدد الطلبة السوريين الدارسين لديهم. تُعد هذه الخطوات امتداداً لمسار منفتح بين سوريا وتركيا في المجال الأكاديمي، وتؤشر إلى مرحلة جديدة من التعاون العابر للحدود، حيث تتحول الجامعات إلى منصات فعالة لبناء الثقة وتبادل المعرفة بين البلدين.

مسلسل سوري شهير يتسبب بإقالة 3 مسؤولين في جامعة دمشق
مسلسل سوري شهير يتسبب بإقالة 3 مسؤولين في جامعة دمشق

سواليف احمد الزعبي

time٢٦-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • سواليف احمد الزعبي

مسلسل سوري شهير يتسبب بإقالة 3 مسؤولين في جامعة دمشق

#سواليف أقالت لجنة تحقيق حكومية في #سوريا 3 مسؤولين في #جامعة_دمشق، بعد إدانتهم بتسهيل تصوير مشاهد من #مسلسل ' #تحت_سابع_أرض' داخل حرم الجامعة دون موافقة، في قضية أثارت جدلا واسعا. وكتب مدير مكتب تصنيف جامعة دمشق، مروان الراعي، الذي كان قد قدم استقالته جراء هذه القضية، عبر حسابه على 'فيسبوك'، قائلا: 'تمت إقالة ثلاثة مدراء من مهامهم في جامعة دمشق، أحدهم مدير أمن الجامعة، على خلفية اقتحام مكتب التصنيف لتصوير مسلسل تلفزيوني'.إقرأ المزيد وأوضح الراعي أن 'نتائج لجنة التحقيق الخاصة بحادثة اقتحام مكتب التصنيف لتصوير المسلسل الرمضاني، نُفذت يوم الخميس 24 أبريل 2025، وأسفرت عن إقالة ثلاثة مدراء ثبت تورطهم بتسهيل دخول فريق العمل وتركهم المكان دون رقابة، ما أدى إلى كسر القفل وفقدان ملفات تتعلق باعتمادية الجامعة، إلى جانب ملفات أخرى'. وأضاف: 'وبهذه الإقالة، يتضح لكل من اعتبر استقالتي مبالغة أن الأمر لم يكن كذلك، خاصة أن مدير الحرس، الذي يُفترض أن يكون مسؤولا عن حماية الجامعة، كان من بين من سهلوا خلع القفل'. وأكد الراعي أن القضية لم تكن شخصية، بل تتعلق بسمعة الجامعة، موجها شكره لكل من دعمه في إيصال القضية إلى هذه المرحلة التي انتهت بإقالة ثلاثة من المتسببين في الحادثة، كما عبّر عن سعادته بإعادة تفعيل عمل مكتب التصنيف. وأشار في ختام حديثه إلى تزامن تنفيذ نتائج لجنة التحقيق مع دخول سوريا للمرة الأولى في تصنيف 'التايمز' لدول آسيا عبر جامعة دمشق، وهو إنجاز استغرق العمل عليه أكثر من عام ونصف، وتم الإعلان عنه على الصفحة الرسمية للجامعة. وأفادت صحيفة 'الوطن' نقلا عن مصادر مطلعة بعودة مدير التصنيف في جامعة دمشق مروان الراعي عن استقالته وذلك بجهود حثيثة من رئيس الجامعة محمد أسامة الجبان. ومسلسل 'تحت سابع أرض' يتناول قضايا الفساد والصراعات الاجتماعية في أحد أحياء دمشق الشعبية، ومعاناة السوريين في ظروف معيشية صعبة جدا، في فترة حكم بشار الأسد.

مسلسل سوري شهير يتسبب بإقالة 3 مسؤولين في جامعة دمشق
مسلسل سوري شهير يتسبب بإقالة 3 مسؤولين في جامعة دمشق

روسيا اليوم

time٢٥-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • روسيا اليوم

مسلسل سوري شهير يتسبب بإقالة 3 مسؤولين في جامعة دمشق

وكتب مدير مكتب تصنيف جامعة دمشق، مروان الراعي، الذي كان قد قدم استقالته جراء هذه القضية، عبر حسابه على "فيسبوك"، قائلا: "تمت إقالة ثلاثة مدراء من مهامهم في جامعة دمشق، أحدهم مدير أمن الجامعة، على خلفية اقتحام مكتب التصنيف لتصوير مسلسل تلفزيوني". وأوضح الراعي أن "نتائج لجنة التحقيق الخاصة بحادثة اقتحام مكتب التصنيف لتصوير المسلسل الرمضاني، نُفذت يوم الخميس 24 أبريل 2025، وأسفرت عن إقالة ثلاثة مدراء ثبت تورطهم بتسهيل دخول فريق العمل وتركهم المكان دون رقابة، ما أدى إلى كسر القفل وفقدان ملفات تتعلق باعتمادية الجامعة، إلى جانب ملفات أخرى". وأضاف: "وبهذه الإقالة، يتضح لكل من اعتبر استقالتي مبالغة أن الأمر لم يكن كذلك، خاصة أن مدير الحرس، الذي يُفترض أن يكون مسؤولا عن حماية الجامعة، كان من بين من سهلوا خلع القفل". وأكد الراعي أن القضية لم تكن شخصية، بل تتعلق بسمعة الجامعة، موجها شكره لكل من دعمه في إيصال القضية إلى هذه المرحلة التي انتهت بإقالة ثلاثة من المتسببين في الحادثة، كما عبّر عن سعادته بإعادة تفعيل عمل مكتب التصنيف. وأشار في ختام حديثه إلى تزامن تنفيذ نتائج لجنة التحقيق مع دخول سوريا للمرة الأولى في تصنيف "التايمز" لدول آسيا عبر جامعة دمشق، وهو إنجاز استغرق العمل عليه أكثر من عام ونصف، وتم الإعلان عنه على الصفحة الرسمية للجامعة. وأفادت صحيفة "الوطن" نقلا عن مصادر مطلعة بعودة مدير التصنيف في جامعة دمشق مروان الراعي عن استقالته وذلك بجهود حثيثة من رئيس الجامعة محمد أسامة الجبان. ومسلسل "تحت سابع أرض" يتناول قضايا الفساد والصراعات الاجتماعية في أحد أحياء دمشق الشعبية، ومعاناة السوريين في ظروف معيشية صعبة جدا، في فترة حكم بشار الأسد.المصدر: RT + "الوطن السورية" "زملائي الفنانين الأخوة الكتاب، احترموا سقف الحياء في الفن.. عندما تستخدم كلمات نابية لاستجداء الترند، فهذا أمر مقرف ومسيء للدراما السورية التي اشتهرت باحترام عقل المشاهد العربي". نقلة لافتة، ترف بالأداء، اهتمام بالتفاصيل، هكذا هو الفنان السوري تيم حسن يقدم شخوصه بحرفية عالية وينحتها بإبداع ويغنيها بالتفاصيل، ليخلق متعة بصرية لجهة شكل الشخصية وأدائها.

حسين الشرع.. تعرف إلى والد الرئيس السوري
حسين الشرع.. تعرف إلى والد الرئيس السوري

خبرني

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • خبرني

حسين الشرع.. تعرف إلى والد الرئيس السوري

خبرني - خبير اقتصادي وكاتب وباحث أكاديمي في مجال النفط، من مواليد عام 1944، وهو والد الرئيس السوري أحمد الشرع، تأثر بالفكر القومي الناصري منذ المرحلة الثانوية، ونشط في المظاهرات الطلابية الرافضة لانفصال سوريا عن مصر عام 1963. لاحقته السلطة وحاولت اغتياله، مما اضطره إلى الفرار إلى الأردن ثم العراق حيث أكمل دراسته الجامعية، ثم عاد إلى بلاده وعمل في مجال النفط، لكنه غادرها من جديد عام 1979 بسبب القيود السياسية التي فرضت عليه وعمل في السعودية باحثا اقتصاديا. المولد والنشأة ولد حسين علي الشرع عام 1944 في مدينة فيق السورية في الجولان، وكانت تتبع حوران، وتبعد عن مدينة القنيطرة نحو 50 كيلومترا جنوبا، وعاشت عائلته متنقلة بينها وبين قرية جيبين التي تبعد عن القنيطرة نحو 7 كيلومترات شرقا، وهاجر جده لأبيه من الجولان بعد احتلال إسرائيل المنطقة عام 1967. تتحدر أسرته من عائلة غنية كانت من كبار ملاك الأراضي، إذ ملكت نحو 85% من أراضي فيق، واشتهرت بعراقتها وعلمها وارتباط نسبها بسلالات تتصل بآل بيت النبوة، وكانت لهم مكانتهم عند أبناء المنطقة في الوجاهة والصلح والسلطة منذ الفترة العثمانية وحتى الانتداب الفرنسي، وامتدت أسرهم وتناسبت مع عائلات من حوران والأردن وفلسطين ودمشق. وكان جده لأبيه يمتلك نحو ألفي دونم وزعت في ما بعد على العاملين فيها وكان عددهم 80، إذ كان أغلب السوريين في تلك الفترة لا يفرقون بين العامل وصاحب الأرض إيمانا منهم بأن "الملك وأصحابه لله". ناضل جده وأعمامه ضد المستعمر الفرنسي، وشاركوا في ثورة الزوية في الجولان السوري عام 1920، وشاركت فيها أسر عدة أبرزها آل الشرع (قرية جيبين) وآل السلامات (قرية العال) وآل طحان، وقد أرّخها حسين الشرع في كتاب. كبر الشاب حسين وترعرع في فيق ودرس في البداية بالكتّاب وتعلّم الحساب، ثم التحق بالتعليم النظامي واستمر فيه حتى المرحلة الثانوية حين بدأ يتأثر بالفكر القومي والرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر. أبناؤه أحمد الشرع تولى الرئاسة عقب خلع الرئيس السوري بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، وكان في السابق قياديا في المعارضة المسلحة، وهو الابن الثالث لحسين الشرع، ولد عام 1982. درس الطب في جامعة دمشق، لكنه قرر "اختيار طريق الجهاد" ومقاومة الغزو الأميركي عام 2003 فالتحق بـتنظيم القاعدة، وسجن على إثرها 5 سنوات. انتقل لاحقا إلى سوريا وأسس "جبهة النصرة" فرعا للقاعدة، وعرف حينئذ باسم أبو محمد الجولاني، ولاحقا أعلن انشقاقه وفك ارتباطه عن الجبهة في يوليو/تموز 2016 لاختلافه معها على المنهج، وأعلن تأسيس "جبهة فتح الشام"، وصارت لاحقا تعرف بـ"هيئة تحرير الشام". برز اسمه أمينا عاما لـ"إدارة العمليات العسكرية" التي أطلقت معركة "ردع العدوان" في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، واستطاعت إسقاط نظام الأسد في 12 يوما، ثم اختير رئيسا لإدارة المرحلة الانتقالية في البلاد في 29 يناير/كانون الثاني 2025. ماهر الشرع الابن البكر لحسين الشرع، من مواليد دمشق عام 1973، وهو طبيب متخصص في أمراض النساء وعلاج العقم والإخصاب. يحمل الدكتوراه في العلوم الطبية، تخصص جراحة نسائية عام 1999، إلى جانب دبلوم في إدارة النظم الصحية، وتخرج من الأكاديمية الحكومية الروسية "فارونيش الطبية" عام 2000. عمل مستشارا للتلقيح الصناعي في "مستشفى أورينت للإخصاب والوراثة" في دمشق عام 2008، ثم انتقل إلى العمل في "مستشفى أبها للولادة والأطفال" في السعودية عام 2014، وانتقل بعدها إلى العمل في روسيا والتحق بمركز "عيادة كلاس إس" عام 2018. شغل منصب مستشار وزير الصحة في حكومة الإنقاذ السورية بمحافظة إدلب ومنصب وزير الصحة فيها، وأكسبه ذلك خبرة في إدارة القطاع الصحي، كما عمل مستشارا في مستشفيات الشمال السوري بين عام 2022 و2023. وعين في حكومة تصريف الأعمال، التي أعلن عنها بعد سقوط الأسد، وزيرا للصحة، ثم عين بعد تشكيل الحكومة الانتقالية نهاية مارس/آذار 2025 أمينا عاما للرئاسة السورية. حازم الشرع الابن الثاني لحسين الشرع، وهو من مواليد عام 1975، يحمل درجة البكالوريوس في الحقوق من جامعة دمشق، والماجستير ثم الدكتوراه في العلوم الاقتصادية والقانونية (2013-2015) من الجامعة المصرية الأميركية الدولية. عمل محاميا في دمشق ومديرَ مبيعات المنطقة ثم المنطقة الجنوبية ثم مدير المبيعات والقدرات، وبعدها انتقل إلى العمل في شركة "جود الدولية" ثم انتقل إلى العراق وتولى منصب مدير أعمال في مجموعة "فتال" عام 2014 ثم منصب المدير العام لـ"شركة بيت الإمارات" عام 2017. انتقل بعدها إلى العمل في إقليم كردستان العراق بشركة الحياة لإنتاج المشروبات الغازية والمعدنية المحدودة وتولى منصب المدير العام ونائب الرئيس التنفيذي في يوليو/تموز 2022. الدراسة والتكوين العلمي درس حسين الشرع البكالوريوس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة بغداد وتخرج فيها عام 1969، ويحمل أيضا درجتي الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد. فكره تأثر حسين الشرع بالفكر الناصري مع تصاعد الفكر القومي العربي الاشتراكي في ستينيات القرن العشرين وتعاقب الانقلابات في البلاد برعاية حزب البعث بالعراق وسوريا، وتزامنت عودته إلى بلاده بعدما غادرها بانقلاب الحركة التصحيحية التي تزعمها الرئيس السوري حافظ الأسد، مما جعله متمسكا بالوحدة أكثر ورافضا للتقسيم. وطرح منظوره في الحل السياسي للمسألة السورية في حال الانتقال السياسي في البلاد -قبل سقوط الأسد-، ببناء دولة مدنية ديمقراطية تعددية أساسها المواطنة لا التمييز على أساس العرق أو الدين أو المذهب، ويضمن هذا دستور جديد للبلاد يؤكد استقلالها والاعتراف بسيادة الشعب المطلقة، في ظل احترام الحريات والرأي الآخر والتعددية السياسية مع حرية عمل الأحزاب، إضافة إلى فصل الجيش والأمن عن السياسة وتقديم المجرمين للمحاكمة. ويختلف الأب عن ابنه أحمد الشرع كما ذكر الأخير في مقابلة أجراها معه الصحفي الأميركي مارتن سميث في فبراير/شباط 2021، فبينما كان والده يركز على الدول العربية وأمل توحيدها والعمل لأجلها، وسّع الشرع اهتمامه ليشمل الأمة الإسلامية. لكنه تأثر بوالده كما يقول من حيث الرغبة في النضال من أجل حقوق المظلومين ومن طابعه الثوري عموما، والذي ورثه من فكره القومي، واتفقا على حب فلسطين والرغبة في الدفاع عنها، إذ كان الحديث الأبرز المتأصل في المنزل على مدار الساعة. التجربة العروبية برز نشاط الشرع مع إعلان توقيع ميثاق الاتحاد بين مصر وسوريا عام 1963، إذ بدأ نشاط حزب البعث آنذاك في النكوص عن الاتفاق والتفرد بالسلطة، ولم تمر 3 أشهر حتى انقلب البعثيون وصفّوا شركاءهم الناصريين، فاحتدم الصراع في الشارع السوري خاصة في المدارس والجامعات. انخرط الشرع ورفاقه في المظاهرات المناهضة للانفصال وشكّلوا قوة ضد "الحكومة الانفصالية" في منطقتهم، وكانوا يتظاهرون في كل مناسبة ممكنة، منها عيد الشجرة وذكرى وعد بلفور وقرار تقسيم فلسطين، مما جعله في مصب استهداف السلطة التي كانت ترد على المظاهرات بالرصاص الحي. في إحدى المظاهرات حاول جنود السلطة اغتيال الشرع لكنهم أصابوا بدلا منه فتاة فقتلوها، فتخفّى في منزل في الطريق حتى استطاع الفرار باتجاه غابة الزيتون جنوب فيق حيث التقى زملاءه، وبقي معهم حتى اليوم الموالي حين عادوا إلى مدينتهم وكانت الدراسة معطلة 3 أياما حدادا على القتيل. وعندما عاد حسين الشرع وزملاؤه إلى مقاعد الدراسة توعدهم المدير بالعقاب الشديد، فخرج الشرع من بين زملائه مواجها المدير ثم نادى باقي الطلبة لتعطيل الدراسة 3 أيام إضافية ردا على ما حدث، وكان عددهم حينئذ 600، امتثلوا جميعهم للإضراب ما عدا 10 خافوا الاعتقال. مساء ذلك اليوم اعتقل الشرع وغيره من قادة الحراك في المدارس الثانوية وأُلقوا في ثكنات عسكرية تحت الأرض، ثم نقلوا إلى سجن المزة في دمشق العاصمة، لكن وجهاء وعشائر المنطقة وقفوا أمام الجيش وطالبوا بإطلاق سراح الشباب، فأطلق سراحهم عقب 4 أيام وتوّعدهم بالأذى في حال عادوا للتظاهر. في المهجر اضطر الشرع إلى مغادرة البلاد نظرا لسوء الأوضاع السياسية والأمنية فيها، فانتقل إلى الأردن وكانت القاهرة هدفه، واعتقل هناك، وحالت الخلافات السياسية بين البلدين دون تحقيق مراده، فخُيّر بين السعودية والعراق، فاختار بلاد الرافدين إذ كان يرأسها عبد السلام عارف الذي كان معروفا بقربه من عبد الناصر. تقدم الشرع للدراسة في الثانوية الإعدادية المركزية في العراق، ونجح فيها مما أهله للدراسة في الجامعة، وكان ينوي دراسة الهندسة، لكنه في النهاية التحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة بغداد وتخرج عام 1969. ويقول أحمد الشرع إن أباه عاد إلى الأردن في تلك الفترة بعد احتلال إسرائيل الجولان السوري، وعمل مع الفدائيين الفلسطينيين، ثم عاد إلى بغداد لإكمال دراسته فيها حتى عام 1971. قرر حسين الشرع بعدها العودة إلى سوريا أواخر ثمانينيات القرن العشرين، وفور وصوله سجن للمرة الثالثة قبل أن يخرج بعد توصله لتسوية مع مديرية الأمن السياسي، وحاول البحث عن عمل حكومي لكنه رُفض، فعمل مدرسا للغة الإنجليزية في درعا عاما، قبل أن ينتقل للعمل في الشركة العامة للنفط، وعين مديرا للشؤون الاقتصادية ومستشارا في وزارة النفط في حكومة محمود الزعبي. وكان الزعبي يهدف إلى إنعاش الاقتصاد السوري الذي كان يعاني حينئذ، وعرض على الشرع العودة إلى القطاع العام ليساعده في تنفيذ خطته، عبر رفع عوائد النفط وغيره من الموارد الطبيعية لأقصى حد ممكن، لكن انتهى الأمر بالمستشار النفطي ضحية للنظام الإداري، إذ رفض توقيع عدد من الأوراق لصفقات تجارية مخالفة للقانون طلبها منه مسؤولون في النظام السوري. استطاع الشرع في تلك الفترة إنجاز كثير من الدراسات عن قطاع النفط في بلاده، ودرّب عددا من الشباب الموظفين في قطاع النفط، وكان مزارا لطلبة الماجستير والدكتوراه ممن كانوا يدرسون في الخارج، وفي تلك الفترة ترشح لعضوية مجلس محافظة القنيطرة عام 1972. وترشح الشرع عام 1973 لمجلس الشعب السوري، لكنه لم يقبل بسبب خلفيته السياسية، إذ لم يكن بعثيا. وبقي الشرع يعمل في المجال النفطي حتى عام 1979 حين تعاقد مع وزارة البترول السعودية وعين في منصب باحث اقتصادي. عمل الشرع إضافة لعمله السابق كاتبا لمقالات سياسية واقتصادية وإستراتيجية في جريدة "الرياض" عام 1980، ثم انتقل للعمل كاتبا في جريدة الجزيرة عام 1988، وعاد بعدها إلى دمشق وعين مستشارا لرئاسة مجلس الوزراء، ومديرا للعمليات في مكتب تسويق النفط الذي كان يتبع الزعبي حينئذ. انتقادات حكومة ابنه في فبراير/شباط 2025 ظهر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي نسب إلى والد الرئيس السوري، وكان ينتقد فيه سياسة خصخصة الحكومة مؤسسات بالقطاع العام، مما أشعل منصات التواصل الاجتماعي، في لفتة غير معتادة -كما يقولون- لانتقاد أب يوصف بالاشتراكي سياسات حكومة ابنه. وكتب حسين الشرع في المنشور الرائج "ما سمعته حول خصخصة شركات ومؤسسات القطاع العام الاقتصادي أود أن أقول بملء الفم هذا خطأ كبير، ذلك أن هذا القطاع العام أُقيم في عشرات السنين وهو ثروة قومية وملك للشعب. إذا كان هناك ترهل وفساد وخسائر فهذا لا يعود للبنى الأساسية، بل يرجع إلى الإدارات الجاهلة التي أدارتها بلا خبرة ولا اهتمام لأنها اعتبرتها ملكا لها تعمل فيه كما تشاء". وظهر حسين الشرع في أول أيام عيد الفطر في قصر الشعب أثناء استقبال الرئيس السوري للمهنئين بالمناسبة، وكان أول مشهد مصوّر يظهر فيها علانية بعد تداول إشاعات وفاته، ومن المشاهد النادرة له على وسائل التواصل الاجتماعي، ولاقت رواجا كبيرا بسبب انحناء ابنه لتقبيل يده. تصميم خاص قراءة في القيامة السورية الكتب والمؤلفات أنجز الشرع قبل ذهابه إلى العمل في السعودية كتابين، الأول "النفط بين الإمبريالية والتنمية" ونشر في لبنان عام 1974، وكتاب "البترول والمال العربي في معركة التحرير والتنمية" في العام نفسه. كما ألف "النفط والتنمية الشاملة في العالم العربي" عام 1983، وتحدث فيه عن دور فائض الأموال العربية وما يمكن لها أن تفعله في الاقتصاد العالمي. وكتب عددا من الكتب عن الاقتصاد السعودي أبرزها "التقييم الاقتصادي ومستقبل التنمية في المملكة العربية السعودية" عام 1983، و"الاقتصاد السعودي في مرحلة بناء التجهيزات الأساسية" عام 1984 ودعا فيه إلى دمج قطاع النفط بغيره من القطاعات. وله أيضا كتاب "الأهمية الاقتصادية للطرق والمواصلات في التنمية" عام 1987، وأتبعه بكتابين هما "الأهمية الاقتصادية للموانئ في التنمية"، و"الأهمية المركزية للكهرباء في التنمية الشاملة" عام 1988، وأصدرهما في الرياض. وأصدر أيضا كتاب "منظمة أوبك 1960-1985: التحولات الكبرى والتحدي المستمر" في دمشق عام 1987، وكتب رواية "الرؤوس الحامية" عام 2020، وهي رواية سياسة اقتصادية اجتماعية، وفي العام نفسه أصدر كتاب "الشقة 43″ و"بؤس النظام العربي". وأرّخ الشرع للثورة التي أشعل فتيلها أجداده من آل الشرع ضد الانتداب الفرنسي على سوريا في كتاب "ثورة الزويّة السورية المنسية 1920-1927" في عام 2020. ومن كتبه الأخرى "بغداد مدينتي" عام 2021 و"قراءة في القيامة السورية" عام 2022 و"العبودية التاريخية ومنهجية الاستعباد في حكم سوريا" عام 2023، وكتاب "الأحزاب السياسية في البلاد العربية".

حسين الشرع.. تعرف إلى والد الرئيس السوري
حسين الشرع.. تعرف إلى والد الرئيس السوري

الجزيرة

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الجزيرة

حسين الشرع.. تعرف إلى والد الرئيس السوري

خبير اقتصادي وكاتب وباحث أكاديمي في مجال النفط، من مواليد عام 1944، وهو والد الرئيس السوري أحمد الشرع ، تأثر بالفكر القومي الناصري منذ المرحلة الثانوية، ونشط في المظاهرات الطلابية الرافضة لانفصال سوريا عن مصر عام 1963. لاحقته السلطة وحاولت اغتياله، مما اضطره إلى الفرار إلى الأردن ثم العراق حيث أكمل دراسته الجامعية، ثم عاد إلى بلاده وعمل في مجال النفط، لكنه غادرها من جديد عام 1979 بسبب القيود السياسية التي فرضت عليه وعمل في السعودية باحثا اقتصاديا. المولد والنشأة ولد حسين علي الشرع عام 1944 في مدينة فيق السورية في الجولان ، وكانت تتبع حوران، وتبعد عن مدينة القنيطرة نحو 50 كيلومترا جنوبا، وعاشت عائلته متنقلة بينها وبين قرية جيبين التي تبعد عن القنيطرة نحو 7 كيلومترات شرقا، وهاجر جده لأبيه من الجولان بعد احتلال إسرائيل المنطقة عام 1967. تتحدر أسرته من عائلة غنية كانت من كبار ملاك الأراضي، إذ ملكت نحو 85% من أراضي فيق، واشتهرت بعراقتها وعلمها وارتباط نسبها بسلالات تتصل بآل بيت النبوة، وكانت لهم مكانتهم عند أبناء المنطقة في الوجاهة والصلح والسلطة منذ الفترة العثمانية وحتى الانتداب الفرنسي، وامتدت أسرهم وتناسبت مع عائلات من حوران والأردن و فلسطين و دمشق. وكان جده لأبيه يمتلك نحو ألفي دونم وزعت في ما بعد على العاملين فيها وكان عددهم 80، إذ كان أغلب السوريين في تلك الفترة لا يفرقون بين العامل وصاحب الأرض إيمانا منهم بأن "الملك وأصحابه لله". ناضل جده وأعمامه ضد المستعمر الفرنسي، وشاركوا في ثورة الزوية في الجولان السوري عام 1920، وشاركت فيها أسر عدة أبرزها آل الشرع (قرية جيبين) وآل السلامات (قرية العال) وآل طحان، وقد أرّخها حسين الشرع في كتاب. كبر الشاب حسين وترعرع في فيق ودرس في البداية بالكتّاب وتعلّم الحساب، ثم التحق بالتعليم النظامي واستمر فيه حتى المرحلة الثانوية حين بدأ يتأثر بالفكر القومي والرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر. أبناؤه أحمد الشرع تولى الرئاسة عقب خلع الرئيس السوري بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، وكان في السابق قياديا في المعارضة المسلحة، وهو الابن الثالث لحسين الشرع، ولد عام 1982. درس الطب في جامعة دمشق، لكنه قرر "اختيار طريق الجهاد" ومقاومة الغزو الأميركي عام 2003 فالتحق بـ تنظيم القاعدة ، وسجن على إثرها 5 سنوات. انتقل لاحقا إلى سوريا وأسس " جبهة النصرة" فرعا للقاعدة، وعرف حينئذ باسم أبو محمد الجولاني، ولاحقا أعلن انشقاقه وفك ارتباطه عن الجبهة في يوليو/تموز 2016 لاختلافه معها على المنهج، وأعلن تأسيس " جبهة فتح الشام"، وصارت لاحقا تعرف بـ" هيئة تحرير الشام". برز اسمه أمينا عاما لـ" إدارة العمليات العسكرية" التي أطلقت معركة " ردع العدوان" في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، واستطاعت إسقاط نظام الأسد في 12 يوما، ثم اختير رئيسا لإدارة المرحلة الانتقالية في البلاد في 29 يناير/كانون الثاني 2025. ماهر الشرع الابن البكر لحسين الشرع، من مواليد دمشق عام 1973، وهو طبيب متخصص في أمراض النساء وعلاج العقم والإخصاب. يحمل الدكتوراه في العلوم الطبية، تخصص جراحة نسائية عام 1999، إلى جانب دبلوم في إدارة النظم الصحية، وتخرج من الأكاديمية الحكومية الروسية "فارونيش الطبية" عام 2000. عمل مستشارا للتلقيح الصناعي في "مستشفى أورينت للإخصاب والوراثة" في دمشق عام 2008، ثم انتقل إلى العمل في "مستشفى أبها للولادة والأطفال" في السعودية عام 2014، وانتقل بعدها إلى العمل في روسيا والتحق بمركز "عيادة كلاس إس" عام 2018. شغل منصب مستشار وزير الصحة في حكومة الإنقاذ السورية بمحافظة إدلب ومنصب وزير الصحة فيها، وأكسبه ذلك خبرة في إدارة القطاع الصحي، كما عمل مستشارا في مستشفيات الشمال السوري بين عام 2022 و2023. وعين في حكومة تصريف الأعمال ، التي أعلن عنها بعد سقوط الأسد، وزيرا للصحة، ثم عين بعد تشكيل الحكومة الانتقالية نهاية مارس/آذار 2025 أمينا عاما للرئاسة السورية. حازم الشرع الابن الثاني لحسين الشرع، وهو من مواليد عام 1975، يحمل درجة البكالوريوس في الحقوق من جامعة دمشق، والماجستير ثم الدكتوراه في العلوم الاقتصادية والقانونية (2013-2015) من الجامعة المصرية الأميركية الدولية. عمل محاميا في دمشق ومديرَ مبيعات المنطقة ثم المنطقة الجنوبية ثم مدير المبيعات والقدرات، وبعدها انتقل إلى العمل في شركة "جود الدولية" ثم انتقل إلى العراق وتولى منصب مدير أعمال في مجموعة "فتال" عام 2014 ثم منصب المدير العام لـ"شركة بيت الإمارات" عام 2017. انتقل بعدها إلى العمل في إقليم كردستان العراق بشركة الحياة لإنتاج المشروبات الغازية والمعدنية المحدودة وتولى منصب المدير العام ونائب الرئيس التنفيذي في يوليو/تموز 2022. الدراسة والتكوين العلمي درس حسين الشرع البكالوريوس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة بغداد وتخرج فيها عام 1969، ويحمل أيضا درجتي الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد. فكره تأثر حسين الشرع بالفكر الناصري مع تصاعد الفكر القومي العربي الاشتراكي في ستينيات القرن العشرين وتعاقب الانقلابات في البلاد برعاية حزب البعث بالعراق وسوريا، وتزامنت عودته إلى بلاده بعدما غادرها بانقلاب الحركة التصحيحية التي تزعمها الرئيس السوري حافظ الأسد ، مما جعله متمسكا بالوحدة أكثر ورافضا للتقسيم. وطرح منظوره في الحل السياسي للمسألة السورية في حال الانتقال السياسي في البلاد -قبل سقوط الأسد-، ببناء دولة مدنية ديمقراطية تعددية أساسها المواطنة لا التمييز على أساس العرق أو الدين أو المذهب، ويضمن هذا دستور جديد للبلاد يؤكد استقلالها والاعتراف بسيادة الشعب المطلقة، في ظل احترام الحريات والرأي الآخر والتعددية السياسية مع حرية عمل الأحزاب، إضافة إلى فصل الجيش والأمن عن السياسة وتقديم المجرمين للمحاكمة. ويختلف الأب عن ابنه أحمد الشرع كما ذكر الأخير في مقابلة أجراها معه الصحفي الأميركي مارتن سميث في فبراير/شباط 2021، فبينما كان والده يركز على الدول العربية وأمل توحيدها والعمل لأجلها، وسّع الشرع اهتمامه ليشمل الأمة الإسلامية. لكنه تأثر بوالده كما يقول من حيث الرغبة في النضال من أجل حقوق المظلومين ومن طابعه الثوري عموما، والذي ورثه من فكره القومي، واتفقا على حب فلسطين والرغبة في الدفاع عنها، إذ كان الحديث الأبرز المتأصل في المنزل على مدار الساعة. التجربة العروبية برز نشاط الشرع مع إعلان توقيع ميثاق الاتحاد بين مصر وسوريا عام 1963، إذ بدأ نشاط حزب البعث آنذاك في النكوص عن الاتفاق والتفرد بالسلطة، ولم تمر 3 أشهر حتى انقلب البعثيون وصفّوا شركاءهم الناصريين، فاحتدم الصراع في الشارع السوري خاصة في المدارس والجامعات. انخرط الشرع ورفاقه في المظاهرات المناهضة للانفصال وشكّلوا قوة ضد "الحكومة الانفصالية" في منطقتهم، وكانوا يتظاهرون في كل مناسبة ممكنة، منها عيد الشجرة وذكرى وعد بلفور وقرار تقسيم فلسطين ، مما جعله في مصب استهداف السلطة التي كانت ترد على المظاهرات بالرصاص الحي. في إحدى المظاهرات حاول جنود السلطة اغتيال الشرع لكنهم أصابوا بدلا منه فتاة فقتلوها، فتخفّى في منزل في الطريق حتى استطاع الفرار باتجاه غابة الزيتون جنوب فيق حيث التقى زملاءه، وبقي معهم حتى اليوم الموالي حين عادوا إلى مدينتهم وكانت الدراسة معطلة 3 أياما حدادا على القتيل. وعندما عاد حسين الشرع وزملاؤه إلى مقاعد الدراسة توعدهم المدير بالعقاب الشديد، فخرج الشرع من بين زملائه مواجها المدير ثم نادى باقي الطلبة لتعطيل الدراسة 3 أيام إضافية ردا على ما حدث، وكان عددهم حينئذ 600، امتثلوا جميعهم للإضراب ما عدا 10 خافوا الاعتقال. مساء ذلك اليوم اعتقل الشرع وغيره من قادة الحراك في المدارس الثانوية وأُلقوا في ثكنات عسكرية تحت الأرض، ثم نقلوا إلى سجن المزة في دمشق العاصمة، لكن وجهاء وعشائر المنطقة وقفوا أمام الجيش وطالبوا بإطلاق سراح الشباب، فأطلق سراحهم عقب 4 أيام وتوّعدهم بالأذى في حال عادوا للتظاهر. في المهجر اضطر الشرع إلى مغادرة البلاد نظرا لسوء الأوضاع السياسية والأمنية فيها، فانتقل إلى الأردن وكانت القاهرة هدفه، واعتقل هناك، وحالت الخلافات السياسية بين البلدين دون تحقيق مراده، فخُيّر بين السعودية والعراق، فاختار بلاد الرافدين إذ كان يرأسها عبد السلام عارف الذي كان معروفا بقربه من عبد الناصر. تقدم الشرع للدراسة في الثانوية الإعدادية المركزية في العراق، ونجح فيها مما أهله للدراسة في الجامعة، وكان ينوي دراسة الهندسة، لكنه في النهاية التحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة بغداد وتخرج عام 1969. ويقول أحمد الشرع إن أباه عاد إلى الأردن في تلك الفترة بعد احتلال إسرائيل الجولان السوري، وعمل مع الفدائيين الفلسطينيين، ثم عاد إلى بغداد لإكمال دراسته فيها حتى عام 1971. قرر حسين الشرع بعدها العودة إلى سوريا أواخر ثمانينيات القرن العشرين، وفور وصوله سجن للمرة الثالثة قبل أن يخرج بعد توصله لتسوية مع مديرية الأمن السياسي، وحاول البحث عن عمل حكومي لكنه رُفض، فعمل مدرسا للغة الإنجليزية في درعا عاما، قبل أن ينتقل للعمل في الشركة العامة للنفط، وعين مديرا للشؤون الاقتصادية ومستشارا في وزارة النفط في حكومة محمود الزعبي. وكان الزعبي يهدف إلى إنعاش الاقتصاد السوري الذي كان يعاني حينئذ، وعرض على الشرع العودة إلى القطاع العام ليساعده في تنفيذ خطته، عبر رفع عوائد النفط وغيره من الموارد الطبيعية لأقصى حد ممكن، لكن انتهى الأمر بالمستشار النفطي ضحية للنظام الإداري، إذ رفض توقيع عدد من الأوراق لصفقات تجارية مخالفة للقانون طلبها منه مسؤولون في النظام السوري. استطاع الشرع في تلك الفترة إنجاز كثير من الدراسات عن قطاع النفط في بلاده، ودرّب عددا من الشباب الموظفين في قطاع النفط، وكان مزارا لطلبة الماجستير والدكتوراه ممن كانوا يدرسون في الخارج، وفي تلك الفترة ترشح لعضوية مجلس محافظة القنيطرة عام 1972. وترشح الشرع عام 1973 لمجلس الشعب السوري، لكنه لم يقبل بسبب خلفيته السياسية، إذ لم يكن بعثيا. وبقي الشرع يعمل في المجال النفطي حتى عام 1979 حين تعاقد مع وزارة البترول السعودية وعين في منصب باحث اقتصادي. عمل الشرع إضافة لعمله السابق كاتبا لمقالات سياسية واقتصادية وإستراتيجية في جريدة "الرياض" عام 1980، ثم انتقل للعمل كاتبا في جريدة الجزيرة عام 1988، وعاد بعدها إلى دمشق وعين مستشارا لرئاسة مجلس الوزراء، ومديرا للعمليات في مكتب تسويق النفط الذي كان يتبع الزعبي حينئذ. انتقادات حكومة ابنه في فبراير/شباط 2025 ظهر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي نسب إلى والد الرئيس السوري، وكان ينتقد فيه سياسة خصخصة الحكومة مؤسسات بالقطاع العام، مما أشعل منصات التواصل الاجتماعي، في لفتة غير معتادة -كما يقولون- لانتقاد أب يوصف بالاشتراكي سياسات حكومة ابنه. إعلان وكتب حسين الشرع في المنشور الرائج "ما سمعته حول خصخصة شركات ومؤسسات القطاع العام الاقتصادي أود أن أقول بملء الفم هذا خطأ كبير، ذلك أن هذا القطاع العام أُقيم في عشرات السنين وهو ثروة قومية وملك للشعب. إذا كان هناك ترهل وفساد وخسائر فهذا لا يعود للبنى الأساسية، بل يرجع إلى الإدارات الجاهلة التي أدارتها بلا خبرة ولا اهتمام لأنها اعتبرتها ملكا لها تعمل فيه كما تشاء". وظهر حسين الشرع في أول أيام عيد الفطر في قصر الشعب أثناء استقبال الرئيس السوري للمهنئين بالمناسبة، وكان أول مشهد مصوّر يظهر فيها علانية بعد تداول إشاعات وفاته، ومن المشاهد النادرة له على وسائل التواصل الاجتماعي، ولاقت رواجا كبيرا بسبب انحناء ابنه لتقبيل يده. الكتب والمؤلفات أنجز الشرع قبل ذهابه إلى العمل في السعودية كتابين، الأول "النفط بين الإمبريالية والتنمية" ونشر في لبنان عام 1974، وكتاب "البترول والمال العربي في معركة التحرير والتنمية" في العام نفسه. كما ألف "النفط والتنمية الشاملة في العالم العربي" عام 1983، وتحدث فيه عن دور فائض الأموال العربية وما يمكن لها أن تفعله في الاقتصاد العالمي. وكتب عددا من الكتب عن الاقتصاد السعودي أبرزها "التقييم الاقتصادي ومستقبل التنمية في المملكة العربية السعودية" عام 1983، و"الاقتصاد السعودي في مرحلة بناء التجهيزات الأساسية" عام 1984 ودعا فيه إلى دمج قطاع النفط بغيره من القطاعات. وله أيضا كتاب "الأهمية الاقتصادية للطرق والمواصلات في التنمية" عام 1987، وأتبعه بكتابين هما "الأهمية الاقتصادية للموانئ في التنمية"، و"الأهمية المركزية للكهرباء في التنمية الشاملة" عام 1988، وأصدرهما في الرياض. وأصدر أيضا كتاب "منظمة أوبك 1960-1985: التحولات الكبرى والتحدي المستمر" في دمشق عام 1987، وكتب رواية "الرؤوس الحامية" عام 2020، وهي رواية سياسة اقتصادية اجتماعية، وفي العام نفسه أصدر كتاب "الشقة 43″ و"بؤس النظام العربي". وأرّخ الشرع للثورة التي أشعل فتيلها أجداده من آل الشرع ضد الانتداب الفرنسي على سوريا في كتاب "ثورة الزويّة السورية المنسية 1920-1927" في عام 2020. ومن كتبه الأخرى "بغداد مدينتي" عام 2021 و"قراءة في القيامة السورية" عام 2022 و"العبودية التاريخية ومنهجية الاستعباد في حكم سوريا" عام 2023، وكتاب "الأحزاب السياسية في البلاد العربية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store