أحدث الأخبار مع #جامعةمونستر


وكالة الأنباء اليمنية
٢٧-٠٣-٢٠٢٥
- صحة
- وكالة الأنباء اليمنية
دارسة حديثة تكشف عن هرمونات تبطئ شيخوخة الجلد وتعزز نضارته
برلين - سبأ كشفت دراسة حديثة نُشرت في موقع "ساينس أليرت" عن كنز هرموني قد يُحدث طفرة في مواجهة الجلد، حيث حدد الباحثون مجموعةً من الهرمونات القادرة على إبطاء التدهور المرتبط بالتقدم في العمر، وإصلاح بعض آثاره. وتُظهر النتائج أن هذه الهرمونات لا تقتصر فوائدها على الجانب التجميلي، بل قد تمتد إلى تعزيز الصحة العامة للبشرة، التي تُعدّ خط الدفاع الأول عن الجسم ضد العوامل الخارجية. وفقًا للدراسة، فإن الجلد ليس مجرد غطاءٍ خارجي، بل هو "عضو أصم" نشط يؤثر بشكلٍ مباشر على مظهره ووظائفه. وأشار البروفيسور ماركوس بوم، المؤلف الرئيسي للبحث من جامعة مونستر بألمانيا، إلى أن بعض الهرمونات مثل الإستروجين والريتينويدات تُستخدم بالفعل في العيادات، لكن الاكتشاف الجديد يكشف عن مركباتٍ أخرى واعدة، أبرزها الميلاتونين، الذي يمتلك خصائص مضادة للأكسدة والالتهاب، كما سلّطت الدراسة الضوء على هرمونات أخرى مثل "عامل النمو الشبيه بالإنسولين" و"α-MSH"، التي تُحفّز إنتاج الكولاجين وتقلل من بقع الشمس والشيب. ويؤكد الباحثون أن فهم التفاعلات بين هذه الهرمونات والجلد قد يُفضي إلى تطوير علاجات ثورية تُحافظ على نضارة البشرة وتُعزز صحتها من الداخل. وعلق بوم بالقول: "نحن أمام فرصة ذهبية لتحويل هذه الاكتشافات إلى حلول عملية تُبطئ زحف الشيخوخة"، مشيرًا إلى أن الأبحاث المستقبلية ستُركّز على تحويل هذه الهرمونات إلى مستحضرات آمنة وفعّالة. وإذا نجحت هذه الجهود، فقد نكون على أعتاب عصرٍ جديدٍ في علم التجميل، حيث يصبح "تجميد الزمن" حقيقةً علميةً وليس مجرد حلم.


الأنباء العراقية
٢٦-٠٣-٢٠٢٥
- صحة
- الأنباء العراقية
اكتشاف هرمونات تبطئ شيخوخة الجلد وتعزز نضارته
متابعة - واع كشفت دراسة حديثة نُشرت في موقع "ساينس أليرت" عن كنز هرموني قد يُحدث طفرة في مواجهة الجلد، حيث حدد الباحثون مجموعةً من الهرمونات القادرة على إبطاء التدهور المرتبط بالتقدم في العمر، وإصلاح بعض آثاره. ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام وتُظهر النتائج أن هذه الهرمونات لا تقتصر فوائدها على الجانب التجميلي، بل قد تمتد إلى تعزيز الصحة العامة للبشرة، التي تُعدّ خط الدفاع الأول عن الجسم ضد العوامل الخارجية. وفقًا للدراسة، فإن الجلد ليس مجرد غطاءٍ خارجي، بل هو "عضو أصم" نشط يؤثر بشكلٍ مباشر على مظهره ووظائفه. وأشار البروفيسور ماركوس بوم، المؤلف الرئيسي للبحث من جامعة مونستر بألمانيا، إلى أن بعض الهرمونات مثل الإستروجين والريتينويدات تُستخدم بالفعل في العيادات، لكن الاكتشاف الجديد يكشف عن مركباتٍ أخرى واعدة، أبرزها الميلاتونين، الذي يمتلك خصائص مضادة للأكسدة والالتهاب، كما سلّطت الدراسة الضوء على هرمونات أخرى مثل "عامل النمو الشبيه بالإنسولين" و"α-MSH"، التي تُحفّز إنتاج الكولاجين وتقلل من بقع الشمس والشيب. ويؤكد الباحثون أن فهم التفاعلات بين هذه الهرمونات والجلد قد يُفضي إلى تطوير علاجات ثورية تُحافظ على نضارة البشرة وتُعزز صحتها من الداخل. وعلق بوم بالقول: "نحن أمام فرصة ذهبية لتحويل هذه الاكتشافات إلى حلول عملية تُبطئ زحف الشيخوخة"، مشيرًا إلى أن الأبحاث المستقبلية ستُركّز على تحويل هذه الهرمونات إلى مستحضرات آمنة وفعّالة. وإذا نجحت هذه الجهود، فقد نكون على أعتاب عصرٍ جديدٍ في علم التجميل، حيث يصبح "تجميد الزمن" حقيقةً علميةً وليس مجرد حلم.


وكالة نيوز
١٤-٠٣-٢٠٢٥
- رياضة
- وكالة نيوز
الصيغة الأولى: تقدم جنوب إفريقيا لإعادة F1 إلى القارة – حيث ، متى ، كيف
بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود على آخر مرة في محركات الفورمولا واحدة ، هدوء على مدرج أفريقيا ، تقع جنوب إفريقيا في محاولة لتنظيم سباق الجائزة الكبرى الجديد وإعادة بطولة العالم إلى القارة. تقع المنافسة على استضافة مشهد الأوكتان العالي بين مسارين: حلبة الشوارع في كيب تاون ومسار سباق كيالامي الأقل تاريخيًا ولكن التاريخي خارج جوهانسبرغ. يبحث الجزيرة في محاولة لإعادة حدث Motorsport's Premier إلى إفريقيا. كيف يتم تحديد المسار المقترح؟ وقالت عضو اللجنة Mlimandlela Ndamase لوكالة الأنباء لوكالة فرانس برس إن لجنة أنشأها وزير الرياضة في جنوب إفريقيا غايتون ماكنزي ستختار العرض الفائز في الربع الثالث من العام. ماكنزي واثق من فرص جنوب إفريقيا. وقال في أوائل فبراير 'الجائزة الكبرى سيأتي بالتأكيد في عام 2027 ، لا شك في ذلك'. 'سواء كان كيب تاون أو جوبورج ، فإننا لا نهتم طالما أن سباق الجائزة الكبرى سيأتي إلى جنوب إفريقيا.' دائرة Kyalami الصعبة-التي تتعرج على بعد حوالي 30 كيلومترًا (20 ميلًا) خارج جوهانسبرغ وحيث يتم رسم المسار بعلم جنوب إفريقيا الضخم والملون-كان يستضيف مرة واحدة سباقات الأظافر والسائقين الأسطوريين. متى قام F1 الماضي بالسباق في إفريقيا؟ تم عقد سباق الجائزة الكبرى الأخير على الأراضي الأفريقية في عام 1993 ، أي قبل عام من أول انتخابات ديمقراطية لجنوب إفريقيا التي أنهت الفصل العنصري. فاز به الفرنسي آلان بروست في وليامز. ماذا كان رد الفعل على عرض F1 في جنوب إفريقيا؟ يمكن محاولة لجنوب إفريقيا لاستضافة F1 الاعتماد على دعم بطل العالم لسبع مرات لويس هاملتون ، الذي دعا منذ فترة طويلة إلى سباق الجائزة الكبرى الأفريقي. وقال هاميلتون في أغسطس الماضي: 'لا يمكننا إضافة سباقات في مواقع أخرى والاستمرار في تجاهل إفريقيا'. وقال الخبير صموئيل نيتيل ، من جامعة مونستر في ألمانيا ، تحت قيادة شركة Liberty Media ، التي اشترت مجموعة Formula One في عام 2017 ، تريد هذه الرياضة 'الذهاب إلى كل قارة'. وقال لوكالة فرانس برس: 'سيكون العودة إلى جنوب إفريقيا' شيئًا مهمًا للغاية بالنسبة إلى الفورمولا واحد ، والذي لم يتسابق هناك منذ نهاية عصر الفصل العنصري '. ما هو إرث F1 في جنوب إفريقيا؟ وقال تيخ إن هذه الرياضة عاشت بعض 'اللحظات التاريخية' في البلاد ، بما في ذلك إضراب مهدد بقيادة السائق النمساوي نيكي لاودا في عام 1982 ضد 'ترخيص سوبر' يقيد الحرية التعاقدية. تفتخر جنوب إفريقيا أيضًا بطل العالم الوحيد في القارة ، جودي شوكر ، فيراري في عام 1979. هل سباق جنوب إفريقيا F1 قابل للحياة؟ لن يتطلب إنشاء سباق في القارة استبعاد أماكن أخرى حيث يتوسع تقويم F1 دائمًا. يمثل الموسم القادم سبعة جائزة Grands Prix أكثر مما كان عليه الحال في عام 2009 ، على سبيل المثال. وقال سيمون تشادويك ، أستاذ الرياضة والاقتصاد الجيوسياسي في كلية زحافات الأعمال في باريس ، إن التكاليف التنظيمية المرتفعة في السماء ورسوم الاستضافة لن تكون عقبة أيضًا. وقال: 'حتى لو لم تكن السباقات قابلة للحياة تجاريًا ، بالنسبة لبعض البلدان ومؤيديها ، فإن هذا لن يهم لأنه مكافأة استراتيجية'. وقال إن الصين ، على سبيل المثال ، 'منذ فترة طويلة تبني بنية تحتية رياضية للبلدان الأفريقية مقابل الوصول إلى مواردها الطبيعية'. تم اعتماد مسار سباق Kyalami في جوهانسبرج على أنه من الدرجة الثانية ، وهو مجرد مستوى أقل من ذلك المطلوب لسباق F1 وسيتطلب بعض العمل لاستضافة حدث. من شأن دائرة بديلة تتنافس على الاحتفاظ بالسباق المرموق أن تتثبت في شوارع كيب تاون ، التي احتلت مؤخرًا 'أفضل مدينة في العالم' من قبل مجلة تايم أوتي. في طريقه حول الملعب الذي تم بناؤه لكأس العالم لكرة القدم للرجال لعام 2010 في ظل جبل رأس الأسد الرمزي المطل على المحيط ، استضاف الطريق بالفعل سباق الصيغة E في عام 2023. هل لدى جنوب إفريقيا منافس قاري؟ وقال إيجشان أملي ، الرئيس التنفيذي لشركة كيب تاون ، إن حلبة شارع F1 في المدينة 'تتفوق على موناكو'. ومع ذلك ، قد تكون المعركة الحقيقية أقل بين المدينتين المتنافسين من ضد رواندا ، التي حضر رئيسها بول كاجامي سباق الجائزة الكبرى في سنغافورة في سبتمبر لمقابلة الهيئة الحاكمة للرياضة في FIA و F1 Liberty Media ، على حد قول تشادويك. ترعى الدولة في وسط إفريقيا بالفعل أرسنال وباريس سان جيرمان لعمالقة كرة القدم وشريك في الدوري الاميركي للمحترفين. 'رواندا في موقع القطب' ، قال تشادويك. كما شغل المغرب طموحات استضافة سباق F1 منذ فترة طويلة. ومع ذلك ، لا يوجد شيء يمنع اثنين من GPS من الاحتفاظ في القارة ، حيث يسأل وزير الرياضة في جنوب إفريقيا: 'لماذا عندما يتعلق الأمر بأفريقيا ، فإننا نعامل كما يمكننا الحصول على واحدة فقط؟' على الرغم من أن عرض رواندا F1 يمكن أن يعوقه تورطه في الصراع في جمهورية الكونغو الديمقراطية الشرقية. تصاعد المكالمات بالفعل لسحب بطولة العالم لركوب الدراجات ، المخطط لها لكيغالي في سبتمبر.


البوابة
٠٦-٠٣-٢٠٢٥
- منوعات
- البوابة
تزامن لا بد من أن نرى فيه فرصة تاريخية: نصوم معًا مسيحيين ومسلمين لنتلزم معًا
يقول الأب البروفسور باسم الراعي التاريخ دعوةٌ مفتوحة ونقرأ لحظاته إذا ما انفتحنا عليه، فتتحوّل إلى فرصةٍ للالتزام. فهكذا إذا أردنا أن نقرأ تزامن الصوم، هذا العام، في وقتٍ واحدٍ في الكنائس المسيحيّة شرقيّة وغربيّة مع صوم رمضان في الإسلام، لا بدّ من أن نرى فيه فرصةً تاريخيّة. إنّه زمنٌ معطى لإظهار التزامٍ في قلب عالمٍ نعيش فيه، يحتاج إلى لحظة معنى، تأتي إليه وهو في سيره الذي لا يتوقّف. إنّ عدم التوقّف هو سمة عالمنا، بما يحمله هذا النمط من تبعات. وصف لوك فاري (Luc Ferry) هذه النزعة في كتابه "الابتكار الهدام" (L'innovation derstructrice)، معتبرًا أنّ الابتكار هدّامٌ لأنّه يمثّل "قطيعةً لا تتوقّف مع كلّ أشكال التراث والإرث والتقليد". كذلك رأى هارتموت روزا (Hartmut Rosa)، في كتابه "لماذا تحتاج الديموقراطيّة إلى الدين؟" أنّ عالمنا يعيش على "ثباتٍ ديناميكيٍّ... بحيث أنّ المجتمع يكون معاصرًا إذا كان في حال عدم ثبات، إلّا الثبات الديناميكيّ، أي بتعلّقه بشكلٍ منهجيٍّ وبنيويٍّ بنمو مستمرٍّ لينتج نفسه ويبلغ الاستقرار المؤسساتيّ". الدين يُرْجِع لنا المعنى يسير العالم وراء تطوّره؛ وفي مسيره هذا يترك وراءه كلّ ما وراءه. غير أنّ تبعات ما يتركه تشير إلى أنّه يحمل معه "رَجْعَ" ما كان! يقول روزا إنّ هذا "الرَجْعَ" هو من رسالة الدين الذي يردّد في العالم صدى المعنى، اذ نشعر من جديدٍ بالأشياء والأفكار. يكفي في عيش الرَجْعِ أن يكون الإنسان في الها هُنَا، حاضرًا للشيء، لا يقوى السيطرة عليه أو التحكّم به، كما تريد حضارتنا المعاصرة من القطيعة وعدم الثبات. في الرَّجْعِ اختبار الصلة والعلاقة، اختابر أنّني على اتصال، وهذا الاتصال المتفاعل يصير تحوّلاً، لا إلى الشيء بل معه. إذًا الدين يُرْجِع لنا المعنى، وهذه هي رسالته الحقيقة، لا أن يحكم العالم، بل أن "يرشد" هذا العالم، بالمعنى الأصيل للكلمة، أي يدلّه. فهذه الهداية في الدين هي اختبارٌ عميقٌ للوجود، لا مجرّد عقائد جامدةً تستأثر بالوجود. ولعلّ هذا المعنى الذي تخفيه كلمة الشريعة مثلًا، فهي ليست مجرّد فرائض وأحكام، بل هي أصلًا سبيلًا يسير فيه الإنسان صوب المعنى. يعمل الدين على دفق الرَّجْعِ في الإنسان حتى يهتدي إلى الحقيقة في ذاته. يقوم هذا المعنى في قلب فهم الصوم في المسيحيّة كما في الإسلام. كتب فيلوكسانُس المنبجي الأنطاكيّ، أحد لاهوتيي المسيحيّة الكبار من القرن السادس الميلاديّ في الصوم: "صُمْ، حتّى ترى!" الصوم زمن بحثٍ عن الأساسيّ والجوهريّ، فالنظر سبرٌ يوصل إلى أصل الأشياء وعمق الوجود. الصوم بهذا المعنى مساعدٌ على التحرّر الداخلي، حتى يفوز الإنسان بنظرةٍ جديدةٍ لحياته والعالم والأشياء. و هكذا يكتشف دعوته إلى الحقيقة حيث لا يختلف المعنى العميق للصوم هذا في المسيحيّة عن معناه الأساسيّ في الإسلام. عبّر البروفسور أحمد كريمي، أستاذ العلوم الإسلاميّة في جامعة مونستر الألمانية عن هذه المعنى للصوم في الإسلام، في كتابٍ مشتركٍ مع الاب أنسلم غرون بعنوان: "في قلب الروحانيّة"، بالقول: "يُفهم الصوم في رمضان على أنّه نقدٌ دقيقٌ لموقفنا المعتاد في الحياة. ليس هو نقدا نظريّا، بل نقد يتذوّقه المسلمون، إذا جاز التعبير، بجسدهم. فالتبذير والجشع كما الأنانيّة تعتبر مفاهيم محوريّة هنا. من يجد موطنا له في الإسلام، لا بدّ من أن ينظر إلى ذاته نظرةً نقديّة. ليس المقصود هنا التقليل من قيمة الحياة، بل النظر إليها بنورٍ صحيح. فالصوم والتخلّي يعملان كعاملي تصحيحٍ وجوديّ، إلى حدّ أنّ المسلمين يَقْرُبُون بهما من ذواتهم في رمضان، ويتعلّمون فيه شيئًا جديدًا، أي يقومون بأخذ مسافةٍ مع أنفسهم [...] من هنا يبدو الصوم كموقفٍ في الحياة، يقود إلى التفكّر بالجوهريّ". دعوةً لإظهار ما في الإنسان من عطشٍ وجوع يحمل الصوم إذاً بعداً روحيّاً عميقاً، يفتح على رّجْعِ صدى المعنى. يحتاج عالمنا اليوم إلى علاماتٍ مماثلةٍ عن حرّيّة إنسانيّة على المستوى الداخلي، تتجلّى من ثمّ في الفعل الإنسانيّ، في قلب عالمٍ موسومٍ بروح الاستهلاك حتى إفناء الذات، في السير وراء إفرازات حضارة الاستهلاك والموقت والزائل. كم يحتاج الإنسان إلى هذه الممارسة رياضةً نفسيّةً روحيّةً للذات من أجل عدم الارتهان لمنطق حضارة هذا العالم! إنّ تزامن الصومين معًا، هذه العام، يحمل دعوةً إلى إظهار ما في الإنسان من عطشٍ وجوعٍ إلى أكثر من الأمور التي تظهر حينًا وتزول حيناً آخر. هناك في الإنسان توقٌ إلى ما لا يزول، لكنّه يحتاج إلى التحرّر من الذي يزول حتى يبلغ إليه. من يَصُمْ على هذه الشاكلة، يكون صومه جهاداً أكبر روحيّاً لالتزامٍ تاريخيٍّ أكبر. فالمؤمن لا يجافي العالم بصومه، بل يسكب عليه طابعًا مختلفًا. إنّه يكشف عن الموقف الأساس الذي لا يفلت أحدٌ منه. فالإنسان مهما بلغ، يبقى فقيرا إلى المعنى في حياته، ويبقى عطشان للشركة، بحسب قول المعلّم إيكهارت. يجيب الدين على ذلك لا ببرامج كبيرةٍ ومعقّدة، بل باندفاعة قلب، بعدما يكون هذا القلب قد التمس أنْ لا شيء يساوي ما بلغ على المستوى الداخليّ من الغوص في عشق الحقيقة الجوهريّ الذي يقوت حياته بالمعنى. عند اليونان، إنّ من يرى يعمل. إنّه انكشاف نور المعنى في قلب عالمنا. يحمل الإنسان على العيش بطريقةٍ جديدة، مخالفةٍ لمنطق حضارة هذا العالم. يقول هارموت روزا عن واحدةٍ من نتائج الحضارة القائمة على "الثبات الديناميكيّ" إنّه "عندما تعيشون في الهشاشة وتسمعون: ˀنعم، علينا أن نتخطّى، ونتحسّنˁ وأنّ الفرد هو المسؤول، والآخر يكون لديه اقتناع مغاير ، ويرى شيئا آخر، ويحبّ بشكلٍ آخر ويؤمن بشكلٍ آخر يصير هذا الآخر ببساطةٍ عائقا لا بدّ من إسكاته." من يكتشف المعنى لا بدّ من يتوق إلى الشراكة، لأنّ المعنى الذي يقرّب الإنسان من ذاته، لا يمكن أن يفصله عن الآخر. من الشهادات المؤثّرة في هذا السياق تَشَارك الطعام والشراب وأوقات الإفطار. فتناول الطعام هو مأدبةٌ أخويّة، لا مناسبةً ذاتيّةً كلّ يأكل لذاته. وتكتمل الشركة في الحمد الذي يجعل الإنسان يرفع ذاته من جديد بالشكر. فالحرّيّة الحقيقة ما هي إلّا مشاركةٌ وحمد. أن نصوم معًا في هذه السنة، مسلمين ومسيحيّين، هذا يعني في ما يعنيه أن نسير معاً، ونجهد معاً، كلٌّ في تقليده مسيرةً روحيّةً عميقةً، مسيرة تحرّرٍ داخليّ، تجعلنا نخرج من حدود ذواتنا الضيقة لننفتح على نور الحقيقة الذي يمدّنا بالمعنى، فنتشارك الوجود معاً بأنوار الحقيقة، ونرفع ذواتنا بالشكر الذي هو أصل الوجود، حيث نختبر بالصوم أنّ كلّ شيءٍ هو في النهاية عطيّة، فنكون بذلك شهود المعنى في التاريخ، معه لا ضدّه. .


النهار
٠٣-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- النهار
تزامن لا بد من أن نرى فيه فرصة تاريخية... نصوم معاً مسيحيين ومسلمين لنتلزم معاً
التاريخ دعوةٌ مفتوحة! نقرأ لحظاته إذا ما انفتحنا عليه، فتتحوّل إلى فرصةٍ للالتزام. هكذا إذا أردنا أن نقرأ تزامن الصوم، هذا العام، في وقتٍ واحدٍ في الكنائس المسيحيّة شرقيّة وغربيّة مع صوم رمضان في الإسلام، لا بدّ من أن نرى فيه فرصةً تاريخيّة. إنّه زمنٌ معطى لإظهار التزامٍ في قلب عالمٍ نعيش فيه، يحتاج إلى لحظة معنى، تأتي إليه وهو في سيره الذي لا يتوقّف. إنّ عدم التوقّف هو سمة عالمنا، بما يحمله هذا النمط من تبعات. وصف لوك فاري (Luc Ferry) هذه النزعة في كتابه "الابتكار الهدام" (L'innovation derstructrice)، معتبرًا أنّ الابتكار هدّامٌ لأنّه يمثّل "قطيعةً لا تتوقّف مع كلّ أشكال التراث والإرث والتقليد". كذلك رأى هارتموت روزا (Hartmut Rosa)، في كتابه "لماذا تحتاج الديموقراطيّة إلى الدين؟" أنّ عالمنا يعيش على " ˀثباتٍ ديناميكيٍّˁ [...] بحيث أنّ المجتمع يكون معاصرًا إذا كان في حال عدم ثبات، إلّا الثبات الديناميكيّ، أي بتعلّقه بشكلٍ منهجيٍّ وبنيويٍّ بنمو مستمرٍّ لينتج نفسه ويبلغ الاستقرار المؤسساتيّ". امرأة تصلي "المسبحة الوردية" من أجل صحة البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان (25 شباط 2025، أ ف ب). الدين يُرْجِع لنا المعنى يسير العالم وراء تطوّره؛ وفي مسيره هذا يترك وراءه كلّ ما وراءه. غير أنّ تبعات ما يتركه تشير إلى أنّه يحمل معه "رَجْعَ" ما كان! يقول روزا إنّ هذا "الرَجْعَ" هو من رسالة الدين الذي يردّد في العالم صدى المعنى، اذ نشعر من جديدٍ بالأشياء والأفكار. يكفي في عيش الرَجْعِ أن يكون الإنسان في الها هُنَا، حاضرًا للشيء، لا يقوى السيطرة عليه أو التحكّم به، كما تريد حضارتنا المعاصرة من القطيعة وعدم الثبات. في الرَّجْعِ اختبار الصلة والعلاقة، اختابر أنّني على اتصال، وهذا الاتصال المتفاعل يصير تحوّلاً، لا إلى الشيء بل معه. إذًا الدين يُرْجِع لنا المعنى، وهذه هي رسالته الحقيقة، لا أن يحكم العالم، بل أن "يرشد" هذا العالم، بالمعنى الأصيل للكلمة، أي يدلّه. هذه الهداية في الدين هي اختبارٌ عميقٌ للوجود، لا مجرّد عقائد جامدةً تستأثر بالوجود. ولعلّ هذا المعنى الذي تخفيه كلمة الشريعة مثلًا، فهي ليست مجرّد فرائض وأحكام، بل هي أصلًا سبيلًا يسير فيه الإنسان صوب المعنى. يعمل الدين على دفق الرَّجْعِ في الإنسان حتى يهتدي إلى الحقيقة في ذاته. يقوم هذا المعنى في قلب فهم الصوم في المسيحيّة كما في الإسلام. كتب فيلوكسانُس المنبجي الأنطاكيّ، أحد لاهوتيي المسيحيّة الكبار من القرن السادس الميلاديّ في الصوم: "صُمْ، حتّى ترى!" الصوم زمن بحثٍ عن الأساسيّ والجوهريّ، فالنظر سبرٌ يوصل إلى أصل الأشياء وعمق الوجود. الصوم بهذا المعنى مساعدٌ على التحرّر الداخلي، حتى يفوز الإنسان بنظرةٍ جديدةٍ لحياته والعالم والأشياء. هكذا يكتشف دعوته إلى الحقيقة. لا يختلف المعنى العميق للصوم هذا في المسيحيّة عن معناه الأساسيّ في الإسلام. عبّر البروفسور أحمد كريمي، أستاذ العلوم الإسلاميّة في جامعة مونستر الألمانية عن هذه المعنى للصوم في الإسلام، في كتابٍ مشتركٍ مع الاب أنسلم غرون بعنوان: "في قلب الروحانيّة"، بالقول: "يُفهم الصوم في رمضان على أنّه نقدٌ دقيقٌ لموقفنا المعتاد في الحياة. ليس هو نقدا نظريّا، بل نقد يتذوّقه المسلمون، إذا جاز التعبير، بجسدهم. فالتبذير والجشع كما الأنانيّة تعتبر مفاهيم محوريّة هنا. من يجد موطنا له في الإسلام، لا بدّ من أن ينظر إلى ذاته نظرةً نقديّة. ليس المقصود هنا التقليل من قيمة الحياة، بل النظر إليها بنورٍ صحيح. فالصوم والتخلّي يعملان كعاملي تصحيحٍ وجوديّ، إلى حدّ أنّ المسلمين يَقْرُبُون بهما من ذواتهم في رمضان، ويتعلّمون فيه شيئًا جديدًا، أي يقومون بأخذ مسافةٍ مع أنفسهم [...] من هنا يبدو الصوم كموقفٍ في الحياة، يقود إلى التفكّر بالجوهريّ". كاهن يصلي "المسبحة الوردية" من أجل صحة البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان (25 شباط 2025، أ ف ب). دعوةً لإظهار ما في الإنسان من عطشٍ وجوع يحمل الصوم إذاً بعداً روحيّاً عميقاً، يفتح على رّجْعِ صدى المعنى. يحتاج عالمنا اليوم إلى علاماتٍ مماثلةٍ عن حرّيّة إنسانيّة على المستوى الداخلي، تتجلّى من ثمّ في الفعل الإنسانيّ، في قلب عالمٍ موسومٍ بروح الاستهلاك حتى إفناء الذات، في السير وراء إفرازات حضارة الاستهلاك والموقت والزائل. كم يحتاج الإنسان إلى هذه الممارسة رياضةً نفسيّةً روحيّةً للذات من أجل عدم الارتهان لمنطق حضارة هذا العالم! إنّ تزامن الصومين معًا، هذه العام، يحمل دعوةً إلى إظهار ما في الإنسان من عطشٍ وجوعٍ إلى أكثر من الأمور التي تظهر حينًا وتزول حيناً آخر. هناك في الإنسان توقٌ إلى ما لا يزول، لكنّه يحتاج إلى التحرّر من الذي يزول حتى يبلغ إليه. من يَصُمْ على هذه الشاكلة، يكون صومه جهاداً أكبر روحيّاً لالتزامٍ تاريخيٍّ أكبر. فالمؤمن لا يجافي العالم بصومه، بل يسكب عليه طابعًا مختلفًا. إنّه يكشف عن الموقف الأساس الذي لا يفلت أحدٌ منه. فالإنسان مهما بلغ، يبقى فقيرا إلى المعنى في حياته، ويبقى عطشان للشركة، بحسب قول المعلّم إيكهارت. يجيب الدين على ذلك لا ببرامج كبيرةٍ ومعقّدة، بل باندفاعة قلب، بعدما يكون هذا القلب قد التمس أنْ لا شيء يساوي ما بلغ على المستوى الداخليّ من الغوص في عشق الحقيقة الجوهريّ الذي يقوت حياته بالمعنى. عند اليونان، إنّ من يرى يعمل. إنّه انكشاف نور المعنى في قلب عالمنا. يحمل الإنسان على العيش بطريقةٍ جديدة، مخالفةٍ لمنطق حضارة هذا العالم. يقول هارموت روزا عن واحدةٍ من نتائج الحضارة القائمة على "الثبات الديناميكيّ" إنّه "عندما تعيشون في الهشاشة وتسمعون: ˀنعم، علينا أن نتخطّى، ونتحسّنˁ وأنّ الفرد هو المسؤول، والآخر يكون لديه اقتناع مغاير ، ويرى شيئا آخر، ويحبّ بشكلٍ آخر ويؤمن بشكلٍ آخر [...] يصير هذا الآخر ببساطةٍ عائقا [...] لا بدّ من إسكاته." من يكتشف المعنى لا بدّ من يتوق إلى الشراكة، لأنّ المعنى الذي يقرّب الإنسان من ذاته، لا يمكن أن يفصله عن الآخر. من الشهادات المؤثّرة في هذا السياق تَشَارك الطعام والشراب وأوقات الإفطار. فتناول الطعام هو مأدبةٌ أخويّة، لا مناسبةً ذاتيّةً كلّ يأكل لذاته. وتكتمل الشركة في الحمد الذي يجعل الإنسان يرفع ذاته من جديد بالشكر. فالحرّيّة الحقيقة ما هي إلّا مشاركةٌ وحمد. أن نصوم معا في هذه السنة، مسلمين ومسيحيّين، هذا يعني في ما يعنيه أن نسير معاً، ونجهد معاً، كلٌّ في تقليده مسيرةً روحيّةً عميقةً، مسيرة تحرّرٍ داخليّ، تجعلنا نخرج من حدود ذواتنا الضيقة لننفتح على نور الحقيقة الذي يمدّنا بالمعنى، فنتشارك الوجود معاً بأنوار الحقيقة، ونرفع ذواتنا بالشكر الذي هو أصل الوجود، حيث نختبر بالصوم أنّ كلّ شيءٍ هو في النهاية عطيّة، فنكون بذلك شهود المعنى في التاريخ، معه لا ضدّه. مصلون في تايمز سكوير بمدينة نيويورك بمناسبة شهر رمضان (2 آذار 2025، أ ف ب). أشخاص يتناولون معاً وجبة إفطار جماعية نظمتها منظمة خيرية في الساحة خارج جامع معرة النعمان الكبير في محافظة إدلب شمال غربي سوريا (2 آذار 2025، أ ف ب).