logo
#

أحدث الأخبار مع #جانجاكروسو

جان جاك روسو.. أديب جنون العظمة وفيلسوف التناقض
جان جاك روسو.. أديب جنون العظمة وفيلسوف التناقض

بوابة الأهرام

timeمنذ 2 أيام

  • ترفيه
  • بوابة الأهرام

جان جاك روسو.. أديب جنون العظمة وفيلسوف التناقض

كم تأثرنا ونحن فى مرحلة الشباب بجان جاك روسو، وبالتحديد باعترافاته الجريئة الذكية الهادفة إلى التغيير الجذرى برمى أحجار الفكر الجديدة فى مياه برك التقليد الراكدة. سبق رسو عصره، ما فى ذلك شك، لكنه أثار الجدل فى حياته وبعد مماته، طفولته كانت مضطربة وعشقه كان مضطربا لكن إنتاجه كان ثابتا عصيا على الاضطراب. صعد كأحد أبرز فلاسفة التنوير وأسر قلوب الفتيان والفتيات كأحد أبرز الرومانسيين الذين لا يخشون فى الحب لومة لائم. أفكاره قلبت الطاولة على فلسفة وسياسة عصره و كتابه العقد الاجتماعى وتأثيره على الثورات خير مثال. مهما سلطوا الضوء على الجوانب المتناقضة فى شخصيته، مثل آرائه عن التربية مقابل حياته الشخصية، فلن يغير ذلك من حجم تأثيره أبدا، صحيح أنه تخلى عن أطفاله الخمسة رغم دعوته إلى التربية المثالية لكن عذره كان حاضرا كأعذار لويس بنويل وسلفادور دالى و بيكاسو ولوركا، وهل على الطبيب النفسى حرج إذا رأيناه يكلم نفسه أو ينسى نفسه مثرثرا أمام وحيد سمح له بعكس الأدوار؟! والحقيقة أن جان جاك روسو لم يكن مجرد فيلسوف سياسي، بل كان أيضا أديبا بارعا ترك بصمة واضحة على خريطة الأدب العالمى ورغم أنه اشتهر بأعماله الفلسفية، فإن كتاباته الأدبية كانت مؤثرة فى تشكيل الحركة الرومانسية. فعلى سبيل المثال رواية «جولي»، أو «إلواز الجديدة» التى كتبها عام 1761 تصنف على أنها من أوائل الروايات العاطفية التى أسهمت فى تطور الأدب الرومانسي، وكتابه «اعترافات» بعدها بثمان سنوات يصنف على أنه من أوائل السير الذاتية الحديثة، فقد كتب روسو عن حياته الشخصية بصدق نادر وشفافية غير مسبوقة، مما جعله نموذجا للأدب الذاتى والتأملي. ولد روسو فى الثامن والعشرين من يونيو عام 1712 فى جنيف، سويسرا، ونشأ فى بيئة بروتستانتية، لكنه تحول لاحقا إلى الكاثوليكية. بعد وفاة والدته، عاش طفولة مضطربة، واضطر إلى الهروب من جنيف فى سن الخامسة عشرة، ليبدأ حياة مليئة بالتجارب المختلفة. فى باريس، كون صداقة مع الفيلسوف دنيس ديدرو، وبدأ فى نشر مقالاته الفلسفية حول الموسيقى والعلوم. أفكاره حول الحرية والعدالة الاجتماعية ألهمت قادة الثورة الفرنسية، مما جعله أحد رموز الفكر السياسى الحديث. ومع ذلك رأى بعض الفلاسفة أن فكرة العقد الاجتماعى التى طرحها روسو مثالية جدًا وغير قابلة للتطبيق عمليًا، حيث تفترض أن الأفراد يمكنهم الاتفاق على إرادة عامة دون وجود صراعات أو مصالح متضاربة. وواجه روسو الحضارة الحديثة واعتبرها سببا فى فساد الإنسان، مما جعله فى مواجهة مع فلاسفة التنوير الآخرين الذين رأوا فى التقدم العلمى والتكنولوجى وسيلة لتحسين حياة البشر.وكانت لروسو آراؤه حول تأثير الدين على الحرية الفردية فهاجم بعض جوانب الدين المسيحي، مما أثار استياء العديد من المفكرين ورجال الدين فى عصره. لكن أشد من انتقده هو المؤرخ البريطانى المعروف بول جونسون، فى كتابه الشهير «المثقفون» ، حيث رأى فيه شخصية متناقضة ومثيرة للجدل، معتبرًا أنه كان منافقا فى حياته الشخصية مقارنة بأفكاره المثالية التى طرحها فى كتبه. كما وصفه جونسون بأنه كان يعانى من جنون العظمة، وكان كثير الشكوى من اضطهاد الآخرين له، رغم أنه كان هو من يفتعل المشكلات. توفى جان جاك روسو فى الثانى من يوليو 1778 فى بلدة نائية بفرنسا، ودفن لاحقا فى معبد البانثيون فى باريس تكريمًا له.

17 مارس.. أبرز 10 أحداث وقعت حول العالم
17 مارس.. أبرز 10 أحداث وقعت حول العالم

البوابة

time١٧-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • البوابة

17 مارس.. أبرز 10 أحداث وقعت حول العالم

تمتلئ صفحات التاريخ منذ قرون وحتى العصر الحديث، بأحداث وقعت في مثل هذا اليوم، السابع عشر من مارس، الذي صادف العديد من المناسبات الاجتماعية والسياسية المهمة. تستعرض 'البوابة نيوز' في السطور التالية، مجموعة من أبرز الأحداث المهمة التي شهدتها دول العالم في مثل هذا اليوم، كالتالي: 1712: ولادة الفيلسوف جان جاك روسو في مثل هذا اليوم وُلد الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو، الذي يعتبر من الشخصيات البارزة في الفلسفة السياسية والتعليمية، وكانت أفكاره حول الديمقراطية والمجتمع تُمثل حجر الزاوية للثورات السياسية في أوروبا وأمريكا. 1845: بدء نشر رواية "كريسيد" لألفريد تينيسون في 17 مارس 1845، بدأ نشر أول أجزاء رواية "كريسيد" للشاعر الإنجليزي ألفريد تينيسون، وتعتبر هذه الرواية من أبرز أعماله الأدبية، وهي تعتمد على أساطير الإغريق في تقديم قصة ملحمية. 1912: افتتاح أول مدرسة للطب في تركيا في هذا اليوم، افتتحت الحكومة التركية أول مدرسة طب في البلاد، وهو حدث بارز ساهم في تطوير الرعاية الصحية والتعليم الطبي في تركيا. 1939: بداية غزو تشيكوسلوفاكيا من قبل ألمانيا النازية في 17 مارس 1939، بدأت القوات الألمانية في غزو تشيكوسلوفاكيا، وهو ما مهد الطريق لاندلاع الحرب العالمية الثانية، وكانت هذه الحملة جزءًا من استراتيجية هتلر التوسعية في أوروبا. 1963: بث أول حلقة من "The Beatles" في هذا اليوم، بثت أول حلقة من برنامج "The Beatles" على قناة "BBC"، ما ساهم في زيادة شعبية فرقة البيتلز في بريطانيا والعالم بأسره. 1973: تأسيس منظمة الصحة العالمية في 17 مارس 1973، تم تأسيس منظمة الصحة العالمية (WHO)، وهي منظمة دولية تهدف إلى تعزيز الصحة العامة في جميع أنحاء العالم ومكافحة الأوبئة. 1992: بداية اتفاقية دايتون للسلام في 17 مارس 1992، تم توقيع اتفاقية دايتون للسلام بين الأطراف المتحاربة في البوسنة والهرسك، والتي أنهت الحرب الأهلية في البلاد وأسست السلام بين المجموعات العرقية المختلفة. 1997: توقيع اتفاقية السلام بين إسرائيل والأردن في 17 مارس 1997، وقعت إسرائيل والأردن اتفاقية سلام تاريخية، حيث أنهت العقوبات العسكرية بين البلدين وأدى إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية. 2003: حرب العراق تبدأ في 17 مارس 2003، بدأ الغزو الأمريكي للعراق بقيادة الولايات المتحدة، وهو الحدث الذي غير مجرى السياسة في منطقة الشرق الأوسط وأدى إلى صراع دام لسنوات. 2011: الزلزال الكبير في اليابان في هذا اليوم، تعرضت اليابان لزلزال قوي أعقبه موجات تسونامي مدمرة، وقد أسفر الزلزال عن مئات الآلاف من القتلى والمصابين وأدى إلى كارثة نووية في محطة فوكوشيما للطاقة النووية.

كيف يؤثرُ المواطن في قوةِ الدولةِ المصريةِ؟  النهار نيوز
كيف يؤثرُ المواطن في قوةِ الدولةِ المصريةِ؟  النهار نيوز

النهار نيوز

time٢٨-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • النهار نيوز

كيف يؤثرُ المواطن في قوةِ الدولةِ المصريةِ؟ النهار نيوز

حسام عيسى باحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية • أكدَ الفليسوفُ 'جان جاك روسو' منذُ القرنِ السادسَ عشرَ في كتابهِ ' العقدُ الاجتماعيُ' _ أن الفردَ هو من يهبُ حريةَ الدولةِ وهو المكونُ الرئيسيُ للدولةِ _ حيث إن الفردَ يهبُ جزءاً من نفسهِ لصالحِ الجميعِ من أجلِ الدولةِ _ إن الفردَ هو صانعُ الدولةِ والحامي لحريتِها _ تلك الأفكارُ كانت سبباً بإنهاءِ الحكمِ الكهانوتيِ في أوروبا وبدايةِ بناءِ الدولِ. • وتأكيداً لنظريةِ العقدِ الاجتماعيِ في ان الفردَ هو أساسُ الدولةِ_ يُظهرُ الفيلسوفُ 'توماس هوبز' _ ويؤكدُ على الملكيةِ المطلقةِ للفردِ وأن الدولةَ أحدى ممتلكاتهِ _ وأنه من يضعُ الأفرادَ لإدارةِ الدولةِ طبقاً لذاتيةِ الفردِ وتطلعاتهِ وطبقاً لقدراتهِ الفكريةِ والعلميةِ _ أكدَ ذلك في القسمِ الثاني في كتابهِ الصادرِ عام 1651م، منتصفَ القرن السابعَ عشرَ'اللفياثان… الأصول الطبيعية والسياسية لسلطة الدولة' . • كما وضعَ الفيلسوفُ 'جون لوك' في نهايةِ القرنِ السابعَ عشرَ بعضاً من الأفكارِ الفلسفيةِ في كتابهِ 'الحكومة المدنية' _ حيث أكدَ يجبُ على الفردِ أن يدعمَ الملكيةَ المنضبطةَ والمقيدةَ من أجلِ أمنِ وأمانِ المجتمعِ وان الفردَ هو الواضعُ لتلكَ القوانينِ المقيدةِ للفردِ في الحريةِ والملكيةِ. • من خلالِ هؤلاءِ الفلاسفةِ قد وضعوا الأسسَ الرئيسيةَ في الدولةِ المدنيةِ الحديثةِ _ حيثُ أكدوا أن الفردَ هو واهبُ حريةِ الدولةِ وهو حاميها وأن الفردَ من يضعُ الأفرادَ لإدارةِ الدولةِ وأن الفردَ من يضعُ القوانينَ المقيدةَ لحريتهِ وممتلكاتهِ ومنظماً للأمنِ في الدولةِ، وأن الفردَ هو أساسُ الدولةِ_ ' إن صلحَ الفردُ صلحتْ الدولةُ '_ كما إن اصلاحَ الدولةِ يبدأُ من الفردِ . • لقد وضعَ العالمُ 'رتزال' قائدُ علمِ الجيوبولتيك في كتابهِ 'أسس الجغرافيا' _ أسسَ قياسِ الدولِ الكبرى فوضعَ أولَ هذه الصفاتِ هي ثقافةُ الفردِ وكيف ينشرُها في المجتمعِ لتكونَ هي الأكثرَ تأثيرا في محيطهِ الأقليميِ، وكيف تكونُ الثقافةُ هي على قمةِ مميزاتِ الدولِ لتكونَ دولةً كبرى . • وضعَ العالمُ 'تالكوت بارسونز' في كتابهِ ' السياسة والبناء الاجتماعي' _ كيفيةَ مواجهةِ الفردِ للتحدياتِ الداخليةِ في احتياجاتهِ ومواجهةِ تحدياتِ البيئةِ الدوليةِ في الاعتمادِ على الذاتِ وتوجيِ رغباتِ الفردِ فيما هو لصالحِ الفردِ والدولةِ وخلقِ توازنٍ اجتماعيٍ يكونُ حراً من الضغوطِ الخارجيةِ، وبذلك تم وضعَ 'بارسونز' كيفيةَ مواجهةِ الفردِ لرغباتهِ والاعتمادِ على مجتمعهِ في تلبيةِ احتياجاتهِ ليكونَ مجتمعاً أكثرَ قوةً وأكثرَ قدرةً على مواجهةِ الضغوطِ الخارجيةِ. • إن المجتمعَ بعاداتهِ وتقاليدهِ هي الحاكمةُ والمحددةُ لنظامهِ السياسيِ تلك العاداتُ والتقاليدُ التي نشأَ عليها الفردُ في مجتمعهِ والتي تدلُ على أصولهِ الاجتماعيةِ؛ لذا من الصعبِ فرضُ نظامٍ سياسيٍ على الفردِ والمجتمعِ مختلفٍ في عاداتهِ وتقاليدهِ وغيرِ متوافقٍ مع هُويتهِ _ وبذلك يكونُ الفردُ هو من يقرُ ويلتزمُ بالعاداتِ والتقاليدِ وهو من يضعُ كيفيةَ تكوينِ النظامِ السياسيِ في إدارةِ شئونِ الدولةِ_ هذا ما كتبهُ العالمُ 'نصر محمد عارف' في كتابهِ ' نظريةُ التنميةِ السياسيةِ المعاصرةُ' _ وتلك الأفكارُ قد أكدَ عليها العالمُ 'ريتشارد هيجوت' في كتابٍ بنفسِ عنوانِ عارف 'نظريةُ التنميةِ السياسيةِ' _ وبذلك ما تفرضهُ الإدارةُ الأمريكيةُ من نظامٍ سياسيٍ أمريكي ما هو إلا اختراقٌ في الهويةِ المصريةِ و تغيرٌ في مفاهيمِ إدارتهِ لحكمِ الدولةِ، مما ينتجُ عنه اضطراباتٌ فكريةٌ لدى الفردِ، ويؤدي الى عدمِ استقرارٍ سياسيٍ في مصرَ . • لقد فجرَ العالمُ 'دايوش شيغان ' في كتابهِ 'أوهام الهوية' _ أن العالمَ الثالثَ قُتلتْ هويتهُ سواءٌ بعدمِ استقرارِ المجتمعِ على مرتكزاتٍ فكريةٍ تكونُ هي المرجعَ أو المنارةَ الفكريةَ للفردِ أو للمجتمعِ، حيث فرضَ المحتلُ على تلك الشعوبِ طريقةَ تفكيرٍ مختلفةٍ عن بيئتهِ الاجتماعيةِ ومختلفةٍ في تناولِ الحلولِ، وأصبحتْ تلك الشعوبُ بلا هوية، أي غيرُ قادرةٍ على التوصلِ الى حلولٍ مجتمعيةٍ ترضيِ أغلبيةَ أفرادِ المجتمعِ، وهذا ما فعلهُ الإحتلالُ في مصرَ على مدارِ ثلاثةِ الافِ عامٓ، فقدَ فيها الفردُ قدرتَه على بناءِ هويةٍ وطنيةٍ تستطيعُ أن تبنيَ هويةً حضاريةً. • لقد جمعَ الكاتبُ 'كلود دوبار' في كتابهِ 'أزمات الهويات'_ أن سقطاتِ الفردِ في المجتمعِ في تشبثهِ بالهوياتِ الأثنيةِ أو الهوياتِ المصطنعةِ التي تؤديِ الى انقسماتِ المجتمعِ وشرذمتهِ فكرياً، وتخلقُ هوياتٍ متضاربةً تعجزُ عن حمايةِ المجتمعِ وعن هويتهِ امامَ التحدياتِ التي تواجهُها الدولةُ، وذلك من خلالِ فرضِ ديمقراطيةٍ أمريكيةٍ على مصرَ، حيث إن الإيمانَ بالهوياتِ المصطنعةِ مثلُ الأحزابِ والنقاباتِ أو تطبيقُ نظامِ حكمٍ مخالفٍ للبيئةِ الاجتماعيةِ قد يؤثرُ سلباً على الهويةِ الوطنيةِ للفردِ وهذا من الأثارِ السلبيةِ لغرسِ نظمِ حكمٍ بعيدةٍ عن الطبيعةِ الاجتماعيةِ للدولِ، كما أن بعضَ الأفرادِ الذين يتشبثونَ بهويتهِم الأثنيةِ، في كونهم من القبائلِ أو من عائلة ينتمي أليها أكثرَ من أنتمائهِم الى الدولةِ، ذلك يؤدي الى الإنقسامِ المجتمعيِ وضعفِ الدولةِ من الداخلِ وعدمِ تجانسِ افرادِها، هذة الصفاتُ ظهرتْ بشكلٍ واضحٍ في المجتمعِ المصريِ. • يُظهرُ العالمُ 'أمارتيا صن' في كتابهِ ' الهويةُ والعنفُ _ وهمُ المصيرِ الحتميِ' _ وفيهِ يوضحُ فلسفةَ الهويةِ وما وراءَها وكيفيةَ الأستفادةٌ منها بشكلٍ إيجابيٍ، حيثُ يُقرُ أن هويةَ الفردِ هي معتقدٌ فكريٌ وأن الفردَ هو صانعُ هويتهِ الأثنيةِ وأن التشبثَ بتلك الهويةِ الأثنيةِ قد تؤدي في الغالبِ الى صراعٍ حتميٍ وأن توظيفَ الهويةِ بهذا الشكلِ يؤدي الى العنفِ سواءٌ العنفُ الفكريُ في رفضِ الآخرِ و التشبثِ بفكرهِ وأيمانهِ بهويتهِ فقط أو اللجؤِ الى عنفِ الصراعِ والصدامِ بين الهوياتِ والتي تحدثَ عنها 'هنتنجتون' في كتابهِ 'صراعُ الحضاراتِ' تلك هي اسوءُ استخدامٍ للهويات، كما أن الفردَ الذى بلا هويةٍ يرفضُ الهويةَ الوطنيةَ، وهذا ما أصابَ بعضْ من أفرادِ المجتمعِ المصريِ وخاصةً الشبابَ، إن الهويةَ الوطنيةَ هي الحاميةُ للفردِ والدولةِ من الإنقسامِ والإختلافِ، إن بعضاً من الأفرادِ في مصرَ جاهلأ بهويتهِم الوطنيةِ ولا يدركونَ معانيَها ولا الفائدةَ منها. • لقد قدمَ عالمُ الاجتماعِ السياسيِ 'إيريك إيركسون' في كتابه 'البحثُ عن الهويةِ'_ حيث يؤكدُ أن المجتمعَ المعاصرَ بعولمتهِ الاقتصاديةِ ربط َالانسانَ بالعوائدِ الماديةِ وبالعائدِ الاقتصاديِ دونَ النظرِ في المرجعيةِ النفسيةِ والمرتبطةِ بالشقِ الروحيِ والعقائديِ الذي يقدمُ للفردِ سيرورتَه وسلامَه النفسيَ؛ لذا يقدمُ 'إريكسون' الوصفةَ العامةَ للبحثِ عن الهويةِ في أن الفردَ عليه أن يسعَى لتلبيةِ احتياجاتهِ الماديةِ لابد أن يسعَى أيضا الى سيرورتهِ التفسيةِ المرتبطةِ بالأمنِ النفسيِ بالترابطِ المجتمعيِ، وأن أفضلَ الهوياتِ هي الهويةُ الوطنيةُ التي تربطُ الفردَ بالوطنِ الذي يقدمُ الأمانَ التفسيَ مع الأمانِ الفكريِ ويقدمُ الأمنَ الماديَ، ولكن سيرورةَ الفردِ تتعاظمُ من خلال هويتهِ الفكريةِ والنفسيةِ عنها في تلبيةِ احتياجاتهِ الماديةِ، تلك هي الهويةُ الوطنيةُ التي تقدمُ إضافةً حضاريةً وإبداعاً فكرياً، وأن افضلَ الهوياتِ هي الهويةُ الوطنيةُ، وذلك واجبٌ على كلِ مواطنِ مصريٍ أن يبحثَ عن الهويةِ الوطنيةِ المصريةِ في أعماقِ نفسهِ وفكرهٍ وقلبهِ، لأن ذلك هو السبيلُ للجمهوريةِ الجديدةِ القادرةِ أن تلبَي طموحاتِ الفردِ وأحلامهِ والتي تتوافقُ مع معظمِ بل أغلبيةُ أفرادِ المجتمعِ المصريِ. • لقد قدمتْ النظريةُ البنائيةُ الاجتماعيةُ لرائدِها 'الكسندر ويندت'_ أن الدولَ الناشئةَ وسيلتُها الأولى للتصديِ للتحدياتِ الدوليةِ من خلالِ الهُويةِ الوطنيةِ _ والاعتمادِ على الذاتِ في الإنماءِ الفكريِ للفردِ وترابطهِ بالمجتمعِ لخلقِ فكرٍ متجانسٍ يقدرُ ان يتكيفَ مع التحدياتِ الدوليةِ وبناءِ هويةٍ وطنيةٍ تكونُ قادرةً على التنميةِ وتلبيةِ مصلحةِ الفردِ من خلالِ تلبيةِ مصلحةِ المجتمعِ، هذا هو الطريقُ الى الجمهوريةِ الجديدةِ، على أن تكونَ الهويةُ الوطنيةُ للفردِ هي أساسُ الدولةِ، حتى نستطيعَ أن نتصدىَ للضغوطِ التي تفرضهُا الدولُ الكبرى . • كما قدمتْ النظريةُ البنائيةُ الوظيفيةُ كيف يقومُ الفردُ في بناءِ هويتهِ الوطنيةِ و كيفيةِ القدرةِ على توظيفِ أفرادهِ لبناءِ الهويةِ الوطنيةِ القادرةِ على بناءِ هويةٍ حضاريةٍ وقادرةٍ على التنميةِ _ قدمَ ذلك العالمُ 'ايان كريب' في كتابه ' من بارسونز الى هابرماس' _ وفيه جمعَ أراءَ فلاسفةِ الاجتماعِ السياسيِ في تقديمِ فكرةٍ فلسفيةٍ في توظيفِ الأفرادِ لبناءِ هويةٍ وطنيةٍ قادرةٍ على التصدي للتحدياتِ الدوليةِ والقدرةِ على التنميةِ في بناءِ مجتمعٍ بتوظيفِ أفرادهِ بشكلٍ قادرٍ على التنميةِ التي تلبي احتياجاتهِ المتوافقةِ مع إمكانياتِ الدولةِ، والتي تعتمدُ على ذاتيةِ الدولةِ، ويلغي رغباتهِ المتعارضةِ مع الدولةِ . • قدم 'كينث ولتز' في كتابهِ 'نظريةُ السياسةِ الدولية' _ النظريةُ الواقعيةُ الجديدةُ أو 'النظريةُ البنيوية'_ حيثُ قدمتْ بناءَ النسقِ يكونُ من خلالِ قوةِ الدولِ فيتكونُ من دولٍ كبرى ذاتِ تأثيرٍ في البيئةِ الدوليةِ ودولٍ كبرى تابعةٓ لا تستطيعُ أن تؤثرَ في البيئةِ الدوليةِ ودولٍ ناشئةٍ تتأثرُ بالدولِ الكبرى ولا تستطيعُ أن ثؤثرَ في البيئةِ الدوليةِ وهي دولُ مسرحٍ استراتيحيٍ للدولِ الكبرى_ كما قدمَ 'والتز' أن الدولَ الكبرى لها استراتيجيةٌ سياسيةٌ خاصةٌ بها تتعاملُ بناءً على قوتِها وامكانياتهِا _ كما ان الدولَ الناشئةَ لها استراتيجيةٌ سياسيةٌ في كيفيةِ التكيفِ مع الدولِ الكبرى_ كما قدمَ 'ولتز' كيف تستطيعُ الدولُ الناشئةُ التصديَ لضغوطِ الدولِ الكبرى، وذلك عن طريقِ بناءِ مجتمعٍ يكونُ قادراً ببنيانهِ أن يمتصَ ويتكيفَ مع الضغوطِ التي تفرضُها الدولُ الكبرى، ولكن هذا البناءَ يعتمدُ على معرفةِ وإداركِ الفردِ بتحدياتِ الدولِ الناشئةِ والتعرفِ على الضغوطِ التي تمارسُها الدولُ الكبرى، هذا البناءُ يكونُ عن طريقِ بناءِ الهويةِ الوطنيةِ _ ذلك البنيانُ يكونُ من خلالِ بناءِ هويةٍ وطنيةٍ قادرةٍ على الاعتمادِ على الذاتِ المتاحِ ورفضِ ما هو خارجٌ عن الدولةِ ومتداولٍ لدى الدولِ الكبرى _ ذلك هي الهويةُ الوطنيةُ . • لقد قدمَ العالمُ 'جبريل ألموند' في كتابه 'الثقافة المدنية'_ على الفردِ أن يدركَ تماماً بكلِ التحدياتِ التي تواجههُا الدولةُ وينقلُ هذه المعرفةَ لكافةِ أطيافِ المجتمعِ ليكونَ لدى المجتمعِ درايةً كاملةً بتحدياتِ الدولةِ مع العلمِ المسبقِ بالإمكانياتِ المتاحةِ للدولةِ ومعرفةِ كيفيةِ تعظيمِ تلك الإمكانياتِ بالمقدرةِ الفكريةِ والبشرية للمجتمع _ حتى يستطيعَ المجتمعُ ليكونَ هويةً وطنيةً مدركةً للإمكانياتِ البشريةِ والماديةِ للدولةِ مما يؤديِ الى الوصولِ الى حلولٍ تتناسبُ مع قدرةِ المجتمعِ بتحملِ تكلفةِ القرارِ التي تنفذِ تلك الحلولَ التي تكون هدفاً للتنميةِ والإنماءِ الذاتيِ للدولةِ، تلك هي صفاتُ الهويةِ الوطنية والتي يفتقدُها الفردُ ولا يسعىَ المجتمعُ المصريُ الى تحقيقهِا . • كما قدمَ المفكرُ ' كار بوبر' في أكثرَ من كتابٍ وخاصةً كتابَه 'المجتمعُ المفتوحُ وأعداؤه' _ ويخصُ في كتابهِ أن الدولَ الناشئةَ والمنغمسةَ بالعولمةَ معرضةٌ للاختراقِ في محوِ هويتهِم من أجلِ السيطرةِ على ثرواتِهم مستغلينَ الجهلَ وفقدانَ الثقافةِ والهويةِ للوصولِ الى مصالحهِم عن طريقِ سلبِ ثرواتِ الدولِ الجاهلةِ التي بلا هويةٍ _ فيقول 'كار بوبر' إذا أردتَ أن تقتلَ دولةً فأنزعْ منها هويتهَا _ فإن الهويةَ هي قلبُ الدولةِ'_ كما يقولُ بوبر ' إن حريةَ الدولةِ هي واهبةُ حريةِ الفرد' _ وأن من يحميِ الدولةَ من الداخلِ هي الهويةُ الوطنيةُ ومنها تستمدُ الدولةُ حريتهَا وقوتهَا وقدرتهَا على التصدي لكلِ التحدياتِ الدوليةِ والداخليةِ، تلك هي مميزاتُ الهويةِ الوطنيةِ المفتقدةُ لدى المجتمعِ المصريِ . • وأخيراً _ يقدمُ 'على حمدان' في كتابه 'الهويةُ والتنميةُ' أن الهويةَ الوطنيةَ هي القادرةُ على بناءِ التنميةِ المتوافقِ عليها أفرادُها _ وان الهويةَ الوطنيةَ هي القادرةُ على بناءِ الحضارةِ _ وذلك من خلالِ الولاءِ والانتماءِ للدولةِ، فتكونُ مصلحةُ الفردِ من خلالِ مصلحةِ الدولةِ، ذلك ما تقدمهُ الهويةُ الوطنيةُ، ترتقي بالفردِ وبتراجعِ الذاتيةِ و تتعاظمُ فيه روحُ الدولةِ، فيضعُ أهدافَه ومصالحَه من خلالِ بناءِ الدولةِ وتعظيمِ قدراتهِا وقوتهِا؛ لذا فإن الهويةَ الوطنيةَ التي تتكونُ من خلالِ إرادةِ الأفرادِ هي صانعةُ الهويةِ الوطنيةِ التي تكونُ قادرةً على بناءِ حضارةِ الدولِ. تلخيصاً لما سبقَ: أن الفردَ من يصنعُ الدولةَ وهو اللبنةُ الأولى في المجتمعِ وهو المحركُ الرئيسيُ للدولةِ. أن الفردَ هو من يضعُ الأفرادَ التي تديرُ الدولةَ وأن الفردَ هو واضعُ القوانينِ الحاكمةِ. إن ثقافةَ الفردِ وهويتَة هي المحددةُ لهويةِ الدولةِ _ وأن الفردَ هو صانعُ الهويةِ الوطنيةِ. أن الهويةَ الوطنيةَ هي القادرةُ على بناءِ الحضارةِ كما أنها القادرةُ على التصديِ للتحدياتِ الدوليةِ والداخليةِ . إن الجمهوريةَ الجديدةَ تعاني من الأزماتِ الدوليةِ التي تفرضُها البيئةُ الدوليةُ والإقليميةُ، حيث تسعى الدول الكبرى لفرضِ نفوذِها على مصرَ لاستغلالِ موقعِها ومواردِها الاقتصاديةِ، وإن تلكَ الأزماتِ الدوليةَ دفعتْ مصرَ الى أزمةٍ اقتصاديةٍ وتضخمٍ وتراجع في التنميةِ. كما أن الجمهوريةَ الجديدةَ تعاني أيضا من أزمةِ الهويةِ الوطنيةِ التي يرتكزُ عليها صانعُ القرارِ في التصديِ للضغوطِ المفروضةِ على الدولةِ، تلك الهويةُ التي تحررُ الدولةَ من قيودٍ اقتصاديةٍ يمكنُ للفردِ أن يستغنيَ عنها في سبيلِ الوطنِ، وذلك يكونُ بثقافةِ الفردِ وإدراكهِ للضغوطِ التي تمارسُ على دولتهِ، وعن طريقِ تغيرِ رغباتهِ مع ما يتناسبُ مع الدولةِ في الاعتمادِ على الذاتِ حتى وإن كان قليلاً الآنَ، ولكن مع بناءِ الهُويةِ الوطنيةِ يستطيعُ الفردُ أن يحققَ طموحاتِه وأحلامهِ عن طريقِ بناءِ قوةِ الدولةِ الذاتيةِ القادرةِ على التصديِ للضغوطِ الدوليةِ. إن الذي يحمي الجمهوريةَ الجديدةَ هي بناءُ الهُويةِ الوطنيةِ المصريةِ من خلالِ معرفةِ وإدراكِ وثقافةِ الفردِ ليكونَ مجتمعاً مترابطاً فكرياً ومبدعاً تنفيذياً.

عبدالهادي راجي المجالي يكتب: القضية
عبدالهادي راجي المجالي يكتب: القضية

سرايا الإخبارية

time١٧-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • سرايا الإخبارية

عبدالهادي راجي المجالي يكتب: القضية

بقلم : عبدالهادي راجي المجالي .. كلما جلست مع مجموعة ما، اسمع منهم جملة تزعجني جدا وهي: (بدهم ايصفوا الكظية).. أنا لا أريد أن أقول (قضية)، سأقولها بالفلسطينية الفصيحة (كظية). متى سيقومون بتصفية القضية؟ إذا استطاعوا منع (السماق) الذي ينبت في جبال سلفيت من النمو، واستطاعوا أن يقنعوا الجبال هناك بأن تكون عاقرا جرداء حتما يستطيعون تصفية القضية.. السماق في (سلفيت) كان ينبت قبل الثورة الفرنسية وقبل مولد أميركا، وقبل (نيتشه).. وقبل (جان جاك روسو).. إذهبوا إلى الجبال واعقدوا معها مفاوضات هل سترضى؟ الجبال لا تقبل ما بالكم بالبشر. إذا استطاعوا أن يمروا على حي في نابلس، أو مقهى.. أو يجلسوا بجانب صخرة في جبل عيبال، ويقنعوا الجدران بأن لا تردد صدى الحكايات التي يرويها الناس هناك عن (الحاج معزوز المصري)، إذا استطاعوا عمل (ديليت) من العقل النابلسي لهذا الرجل، واستطاعوا أن يقنعوا النسمات التي تمر على جرزيم بأن لا تترحم على شيخ نابلس، وأعلى شوامخها.. حتما سيتجرأون على تصفية القضية. وإذا مر الشتاء باردا على مخيم الوحدات، وتمنعت (إبرة) في كف صبية من نسج (تطريزة) فلسطينية على (كوفلية) الطفل الذي ولد للتو...تمنعت وحدها، دون أن تحتضنها الأصابع والأكف.. حتما يستطيعون تصفية القضية. وإذا اقتنع (الخلايلة) يوما بأن يحولوا تكية ابراهيم الخليل، إلى مصنع (سباغيتي) وارتضوا يوما بأن تخبو النار تحت قدور (التكية) حتما سيقومون بتصفية القضية. وإذا مر الصبح يوما، على عجوز في جنين، ولم تجد في بيتها (زيت سيرج)، ولم تقدم وصفات للأمهات المستجدات في كار الرضاعة للتو، حول أهمية الزيت في تدليك الجنين وإزالة التشنجات عنه، فاعرف أن القضية في إطار التصفية حتما. وإذا عبرت على القدس يوما، على السوق القديم فيها، بعد الإفطار تماما، ولم تشاهد صبايا في عمر الورد يرافقن الوالدة والوالد لصلاة التراويح، وواحدة منهن تمسك بكف أبيها، وكأنها لا تريد الصلاة بعيدة عنه، والأخرى تساوي انعاطفة المنديل على جبهة الوالدة، إذا لم تشاهد هذه الصورة على أدراج الأقصى في كل رمضان فاعرف أن القضية في إطار التصفية. وإذا مررت بطولكرم يوما، وتناولت من عناقيد العنب التي تحملها الصبايا على الأكف، ولم تشعر بأن الطعم يشبه قبلة على خد صبية أحلى من غيم تشرين.. ولم تشعر بأن الطعم معتق وأقدم من أميركا ذاتها، ومن وثيقة استقلالها فاعرف أن القضية في إطار التصفية. وإذا صحوت يوما على غناء لفرقة (الحنونة)، وشاهدت ذاك الفلسطيني العتيق الذي يعزف على (اليرغول) وشاهدت الحرب بين أصابعه وبين ثقوب اليرغول، وأطربك الصوت لدرجة أدركت فيها أن الحرب ما بين أصابع الفلسطيني وثقوب اليرغول هي أقدم من حرب الشمال والجنوب في أميركا، فاعرف أن القضية في إطار التصفية. فلسطين ليست جغرافيا فقط، هي روح تسري في ورق الزيتون في نسمات الهواء، في المسخن، في فناجين القهوة، في كحل العيون، في كف طفلة خضبت للتو بالحناء، في وميض عيون والدة الشهيد، في الدم الخضيب الذي سال على تراب أشهى من العسل، في ارتعاشة الكتف لحظة السجود لله، في ترنيمة الراهب وجرس الكنيسة.. هل يستطيعون اغتيال الروح؟.. لهذا كل من يقول (بدهم ايصفوا القضية) لا يعرف معنى الروح الفلسطينية حتما. Abdelhadi18@

تحالفات انتخابية… قائمة التيار الوطني الشيعي المستقلة
تحالفات انتخابية… قائمة التيار الوطني الشيعي المستقلة

موقع كتابات

time١٧-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • موقع كتابات

تحالفات انتخابية… قائمة التيار الوطني الشيعي المستقلة

يعتبر الدستور العراقي بعد 2003 ان السلطة العليا في البلاد هي للشعب ومن الشعب والى الشعب، لذلك تم اعتماد مبدأ الحكم البرلماني، أي ان مجلس النواب (ممثلي الشعب) وهم مجموعة من الأشخاص اوكل اليهم أبناء الشعب العراقي ممن يكونوا مؤهلين لاختيار من يمثلهم، وهم أي هؤلاء الممثلون لشرائح المجتمع يقع على عاتقهم حكم البلاد من خلال حكومة او سلطة تنفيذية يقع على عاتقها تنفيذ ما يقرره ممثلو الشعب من سياسات عامة ، ورسم اقتصاد البلاد وإقرار القوانين والتعليمات، وما على الحكومة الا ان تكون منفذه ومنصاعة وتحت امرة هذا المجلس كونها تمثل مكونات هذا المجلس والذي بدوره يكون ممثل عن الشعب. وتنبثق فكرة الحكم البرلماني (حكم الشعب) من نظرية العقد الاجتماعي لعالم الاجتماع الفرنسي جان جاك روسو (الفرنسية: Jean-Jacques Rousseau)‏ ولد في جنيف، 28 حزيران 1712 وتُوفي في إيرمينونفيل، 2 تموز 1778 (عن عمر ناهز 66 عاماً)، هو كاتب وأديب وفيلسوف وعالم اجتماع) والتي تعتبر حجر الزاوية في الفلسفة السياسية التي تسعى إلى شرح أصول السلطة السياسية وشرعيتها، وتنص بمجملها على أن الأفراد يدخلون طوعا في عقد اجتماعي مع بعضهم البعض ومع الدولة، ويوافقون على التنازل عن بعض الحقوق والحريات مقابل الحماية والحفاظ على النظام الاجتماعي، من جانبها تتعهد الدولة بتطبيق القانون وتوفير سبل العيش . من جانب اخر ولكوننا ندعي اننا مسلمون ونتبع شريعة النبي محمد صلوات الله عليه واله فان لهذا الشريعة رأي اخر على مختلف المدارس الفقهية والكلامية ( ولسنا بصدد الدخول في المباني الفقهية لكل مدرسة) ولكن في الاعم والمجمل فان النظرية الإسلامية تقوم على 3 أصناف في الحكم ، الصنف الأول يقوم على مبدأ الشورى ، والصنف الثاني يقوم على مبدأ الاجماع واصنف الثالث يقوم على مبدأ النص (أي مبدأ ولاية الامر ونائبه الولي الفقيه الجامع للشرائط ). بعد هذه المقدمة (الموجزة) التي تطرقنا فيها الى 3 أمور أساسية لمناقشة المبحث الحالي وهي تمهيدا لموضوعنا الأساس ، وقبل الدخول في دراسة حالتنا نعرض الأمور التي تطرقنا اليها وهي تعريف مبدأ حكم الشعب (الحكم البرلماني) وكذلك الى منطلق واساس نظرية حكم الشعب ، وأخيرا الى رؤية المشرع الإسلامي لنظرية الحكم وفق المدارس المتعددة التي اجملنا اصنافها في 3 اتجاهات. بعد 22 عام من (الديمقراطية – الصورية) وبعد 22 عاما من الحكم البرلماني (حكم الشعب – حسب ما يدعي ممتهنين السياسية) وبعد 22 عاما من حاكمية الشريعة الإسلامية (حسب أولى فقرات الدستور العراقي بعد 2003 ) ، هل كتب النجاح لهذه الحاكمية ، هل هناك تطور ملحوظ في الحياة الاجتماعية ، هل تناقص اعداد الفقراء، هل نعيش في الدولة التي لا يرى فيها الموطنين الظلم والطغيان، نعم هناك انترنت، نعم هناك موبايل، نعم هناك حرية تعبير (ولو صورية) ، ولا تقل لي عزيزي القارئ ان الإرهاب والهجمات الإرهابية والدمار الذي لحق بالبنية التحتية هي التي عرقلت، لان هنالك العديد من التجارب حول العالم في بلدان لا يمتلك شعبها 1% من ثروات الشعب العراقي ونرى النهوض في كافة الأصعدة والتي جارت عليها الظروف القاسية والحروب ولاقت اضعاف ما شهده العراق من مأسي ومصاعب ولكنها نهضت من الرماد (اليابان، كوريا ، البرازيل، كوسوفو، صربيا، ماليزيا، اندونيسيا ، سنغافورا …والقائمة تطول). اذن يوجد هنالك معوق وحائل يكون كالمصد امام نهضة العراق على كافة الأصعدة، نعم هنالك العامل الخارجي ، ولكن لا يوجد أي تأثير للعامل الخارجي من دون مساعدة (عمالة) داخلية تعين هذا العامل الخارجي على تخريب البلاد، ويوجد من الأدلة والبراهين كقرص الشمس في يوما صيفيا على هذا الكلام، وهم من ساسة ما بعد 2003، الذين جاؤوا على ظهر الدبابة الأميركية او من ازلام النظام السابق الذين استبدلوا ملابس الزيتوني بملابس التقوى (السبحة وختم التربة) وهم معروفون على رؤوس الاشهاد، نعم جميع ما تسمي نفسها بالاحزاب ومن دون استثناء جميعهم عملاء من حيث يعلم او لايعلم ، واتحدى أي منهم ان يكون ولاءه للعراق ولشعب العراق. ان من يريد ان يتولى إدارة الأمور ولا أقول (الحكم) لان مشكلتنا في الإدارة ، لانك اذا طالعت القوانين والتشريعات تجد انك في دولة يتمتع فيها الموطن بكافة الحقوق ويعيش في رغد الحياة، ولكن الواقع ان الساسة وعوائلهم وحتى خادمهم (الجايجي) هم فقط من يتمتع برغد العيش. أقول ان من يريد إدارة البلاد يجب ان يكون من رحم المعاناة ولا يأتي من يتحدث بمصطلحات الفلسفة والسفسطة لكي يضحك على ذقون السذج، البلاد بحاجة الى من عاش المعاناة ، من يعرف احتياجات المواطن وليس احتياجات راقصات الملاهي و (الفاشنسيات) ولسنا بحاجة الى من يتكلم باسم علي والحسين في النهار ويقوم بافعال معاوية وال امية والعباس في الليل. نعم ، وبدون تحفظ يوجد تيار فقط من يستطيع ان يوفر هذه الإدارة التي تكون على قدر المسؤولية ، لانه نابع من (درابين المدينة، قرى الفلاحين في الجنوب والوسط والشمال، من اهوار العمارة وينابيع نينوى) لان عمق هذا التيار يصل الى اكثر من 50 سنة ، من اتباع محمد باقر الصدر ومن بعده محمد محمد صادق الصدر (رضوان الله عليمها) ، نعم تجمعت عليه (الضباع) لتنهش لحمه لانه الخطر الحقيقي على مشروعهم التدميري للعراق ولشعبه، لكن الحكمة الإلهية قضت ان ما كان لله فهو ينمو، وما الاعتزال او الانسحاب ما هي الا استراحة مقاتل لان الطريق طويل والاعداء والمتربصين بالوطن من كل حدب وصوب يحاولون وبشتى الطرق تدمير او اضعاف هذا التيار ، لان باضعاف هذا التيار يكون الطريق ممهد لهم لتنفيذ مخططهم ، وهو بالتأكيد والمحصلة النهائية له تدمير القواعد الشعبية للامام المهدي (عجل) لان جهود وتضحيات الشهيدين الصدرين وخطهم أدت الى تربية فئة من الناس على فكرة التمهيد للظهور وهذا الامر بحد ذاته خطر ويجب القضاء عليه. وبعد مرحلة التصفية الجسدية والحرب المسلحة ، تتوجه مخططات الفاسدين الى اتباع مخطط جديد، وهو انهم على علم ان التيار الوطني الشيعي لم ولن يتحالف او يهادن او يكون على وفاق مع الفاسدين ومن باع ارض العراق للارهاب، فانهم يلجؤون الى فكرة تفرقهم، أي توهيم المقابل انهم معادون للحكومة الحالية (بزعامة تيار الفراتين) وستظهر في الأيام القادمة خلافات (مسرحية وصورية) بين قيادة الاطار وزعيم تيار الفراتين وهم بذلك يرسلون رسائل الى قيادة التيار الوطني الشيعي انهم على خلاف مع الفاسدين لكي يكون مدعاة للتحالف معهم، لانهم واثقون ان التيار الوطني الشيعي سيحقق فوز ساحق في الانتخابات القادمة ، لذا فلخطة تقضي بالتقرب من التيار الوطني الشيعي لكسب الشارع ومن ثم تعاد نفس الصفحة القديمة، فلا يغرنكم خلاف القوم ، فانهم اجتمعوا على الباطل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store