logo
#

أحدث الأخبار مع #جماعةالإخوانالمسلمين

روز اليوسف تنشر فصولًا من «دعاة عصر مبارك» ل«وائل لطفى» عبدالصبور شاهين مثقف تحول إلى تكفيرى من أجل المال "الحلقة 4"
روز اليوسف تنشر فصولًا من «دعاة عصر مبارك» ل«وائل لطفى» عبدالصبور شاهين مثقف تحول إلى تكفيرى من أجل المال "الحلقة 4"

مصرس

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • مصرس

روز اليوسف تنشر فصولًا من «دعاة عصر مبارك» ل«وائل لطفى» عبدالصبور شاهين مثقف تحول إلى تكفيرى من أجل المال "الحلقة 4"

رغم أهمية عبدالصبور شاهين «1928-2010» كواحد من صنَّاع خطاب «الصحوة الإسلامية» فى مصر الثمانينيات، فإنه يعبر عن نمط متكرر للدعاة الذين بدأوا فى الظهور إعلاميًا منذ السبعينيات بشكل جعلهم أهم المتحكمين فى المزاج العام المصرى، فهو مثل الشيخين محمد الغزالى وعبدالحميد كشك مثلا كان عضوًا فى جماعة الإخوان المسلمين فى شبابه وتم اعتقاله بعض الوقت على ذمة الانتماء لها «الفترة من 1956-1959»، وهو مثل الداعية الشهير محمد متولى الشعراوى قضى فترة طويلة فى العمل فى المملكة العربية السعودية «ما يقارب سبعة عشر عامًا متصلة» قبل أن يعود إلى مصر ليجد طريقه إلى أشهر منابر الخطابة، وعضوية اللجنة الدينية فى الحزب الوطنى وعضوية مجلس الشورى بالتعيين عن الحزب الوطنى الديمقراطى. تتسم تجربة شاهين بالتميز أيضا كونه مثقفًا وأكاديميًا إسلاميًا انتقل من معسكر محاولة الإضافة للفكر الإسلامى النهضوى فى الستينيات إلى تبنى الخطاب الإسلامى الشعبوى والتكفيرى فى الثمانينيات، فضلا عن التمركز فى معسكر إسلام النفط والثروة والعمل فى خدمة المؤسسات الاقتصادية التى حملت صفة «الإسلامية»، فضلا عن الانخراط فى هيئات مختلفة تروج لما عرف ب«الإعجاز العلمى فى القرآن والسنة» والذى اتهمه مفكرون كثيرون بأنه ليس سوى نوع من أنواع العلم الزائف تم ترويجه لأسباب سياسية لا علاقة لها بالدين.. من ملامح تجربة عبدالصبور شاهين أيضا ما يمكن استنباطه من تحليل خطابه والذى يمكن وصفه بالصراع الداخلى العنيف بين بدايته كباحث ومترجم جاد لمشاريع فكرية نهضوية وبين أدواره الجماهيرية والمربحة ماديا كموظف لدى أصحاب شركات توظيف الأموال ومفتٍ لها ومحامٍ عنها.. وهو الصراع الذى دفعه -فى زعم كاتب هذه السطور- إلى الشعور بالغيرة والغضب تجاه د.نصر حامد أبوزيد أستاذ مساعد الدراسات القرآنية عام 1993، ورفضه لترقيته واتهامه فى تقريره عن أعماله بالكفر والخروج عن صحيح الدين، ثم محاولته نفى أى صلة مادية بينه وبين مجموعة المحامين التى تصدت لإثبات كفر نصر حامد أبوزيد من خلال الأحكام القضائية.. ثم إقدام شاهين نفسه قبل سنوات قليلة من رحيله بإصدار كتاب يحاول فيه استعادة صفته القديمة كمفكر وباحث جاد من خلال محاولة إيجاد تخريج إسلامى لنظرية دارون حول أصل الأنواع، وهو ما قاد لتكفيره من خلال نفس المجموعة التى طاردت نصر حامد أبوزيد قضائيا، خاصة وأن شاهين فى كتابه «أبى آدم» استند لفكرة تأويل الآيات القرآنية بغير ظاهر المعنى وهو نفس ما طرحه نصر حامد أبوزيد فى كتاباته استنادا لمبادئ فرقة المعتزلة قبل أن تختفى وتتم إبادة معظم إنتاجها الفكرى ودمج ما تبقى منه فى مبادئ الأشعرية التى صارت الفرقة الغالبة فى العالم الإسلامى.. أيًا ماكانت التفسيرات والتحليلات فإن قصة د .عبدالصبور شاهين تنطوى على ملامح درامية شائقة شأن قصص كثير من أبطال «الصحوة الإسلامية» فى عهد مبارك والتى بدأ أصحابها بآمال عريضة وانتهوا بتحقيق مكاسب أكيدة ولكنها ربما كانت أقل من ما حلموا به.بداية واعدة لم تحمل السنوات الأولى لعبدالصبور شاهين فى زمن مبارك تفاصيل كثيرة مزعجة، كان بمثابة جيل تالٍ من الدعاة الرواد والذين تولوا عملية إحياء «الصحوة الإسماعيلية» فى بداية السبعينيات.. كان يصغر الشعراوى والغزالى بحوالى عقدين من الزمان، فضلا عن أنه لم يظهر فى الهيكل القيادى لجماعة الإخوان وإن اعتقل فى الخمسينيات على ذمة الانتماء إليها.. تخرج فى منتصف الخمسينيات من كلية دار العلوم والتى ما زالت صفحتها الرسمية تفتخر أن أكبر شخصيتين تخرجنا فيها هما حسن البنا وسيد قطب، لم يكن عضو هيئة تدريس فى الكلية وانشغل بالبحث والترجمة قبل أن يتم اعتقاله بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان.. مثل آلاف غيره وجد طريقه للهجرة إلى المملكة العربية السعودية ومع استكماله للدراسات العليا صار أستاذا للغة العربية فى جامعة الملك فهد للمعادن، وانضم لعضوية الهيئة العليا للإعجاز فى القرآن والسنة وهى كيان كانت حكومة المملكة توليه اهتماما فائقا بعد الطفرة النفطية وترى فى أبحاثه تعزيزا لوضع المملكة كحامية للشريعة فى مواجهة التقدم العلمى الغربى، كانت أبحاث الإعجاز العلمى تقول أن المسلمين حصلوا على كل أسرار العلوم الغربية قبل ألف وربعمئة قرن وأنهم تميزوا فوق ذلك بالثروة النفطية كعلامة أكيدة على رضا الله عنهم.. كان من الطبيعى أن يعود عبدالصبور شاهين إلى مصر بعد أن زال الخطر.. وجرت فى النهر مياه كثيرة، واستعادت الجماعة التى انتمى إليها شابا وجودها ونفوذها ومنابرها.. عاد شاهين إلى مصر قبل ثلاث سنوات من بدء حكم الرئيس مبارك لكنه لم يعرف طريقه للشهرة إلا مع سنوات مبارك الأولى. فى 1978 انضم شاهين لكلية دار العلوم وتمت تسوية أوضاعه الأكاديمية بما يحفظ له أقدميته ويبرز تميزه العلمى …فى 1984 ومع سفر خطيب مسجد عمرو بن العاص الشيخ محمد الغزالى للجزائر تولى عبدالصبور شاهين الخطابة فى مسجد عمرو بن العاص أول مسجد بنى فى مصر وفى إفريقيا على يد الفاتح الشهير، على عكس ما يعتقد كثيرون فقد كان المسجد مهملا حتى بداية السبعينيات حتى تمت توسعته وترميمه على يد الشيخ عبدالحليم محمود وزير الأوقاف ومهندس عودة الإسلاميين لمحاربة الشيوعية، كان الشيخ محمود هو صاحب فكرة تولى الشيخ محمد الغزالى فكرة الخطابة فى المسجد وتدشينه كنقطة تجمع للإسلاميين وللإخوان المسلمين بشكل عام، لم يكن الإخوان يحرمون الصلاة فى أى مسجد بشكل عام لكنهم كانوا يفضلون مساجد معينة أولها مسجد عمرو بن العاص الذى أصبح بمثابة فضاء اجتماعى وسياسى لجماعة الإخوان، ذات صباح فى بداية السبعينيات اتصل محمود بالغزالى وقال له إن الصحابى عمرو بن العاص زاره فى المنام وشكى له من سوء حال مسجده، اقتنع الغزالى بالرؤيا التى رآها الشيخ محمود ولبى الإشارة وقبل الخطابة فى المسجد، كانت المفارقة أن كلا الرجلين كان جزءا من المؤسسة الدينية طوال الخمسينيات والستينيات ومع ذلك لم يزر عمرو بن العاص أيهما إلا بعد رحيل جمال عبدالناصر، وبدء خلفه أنور السادات فى تطبيق سياسة التحالف مع الإسلاميين.. مع الوقت تحول المسجد لمسجد الإخوان الأول فى القاهرة وكان قادة الجماعة يصلون فيه الأعياد والجمع ويقصده أعضاء الجماعة من كل فج عميق، كان المسجد خاليا من الأضرحة، ويتعاقب على الخطابة فيه خطباء تربوا فى مدرسة الإخوان ويعرفون كيفية مخاطبتهم ويمكن وصفهم بالاعتدال من قبل المؤسسات الأمنية، لوقت طويل كان أى داعية يحرم الخروج المسلح على سلطة الدولة يصنف فى خانة الاعتدال حتى لو قال فى الدولة ومؤسساتها ما قاله مالك فى الخمر.. هكذا ورث عبدالصبور شاهين منير الخطابة الذهبى فى واحد من أكثر مساجد القاهرة كثافة وازدحاما، فى نفس العام 1984، أصبح شاهين رئيسا للجنة الدينية فى الحزب الوطنى الحاكم وعضوا فى مجلس الشورى المصرى، كانت هذه محاولة ضمن محاولات متعددة لإيجاد وجه دينى معتدل للنظام وتهدئة الصراع الذى قاد الرئيس السادات إلى حتفه فى 1981، كانت الفكرة هى إمداد النظام بوجوه دينية مقبولة ومد مزيد من الجسور مع جماعة الإخوان المسلمين التى تبرأت من العنف بشكل عام.فى خدمة توظيف الأموال كان من بين نتائج حرب أكتوبر 1973، عدة أمور حدثت بالتوازى، كان أهمها الطفرة فى دخل دول الخليج العربى جراء المقاطعة العربية البترولية والامتناع عن بيع البترول لفترة من الزمن ما أدى إلى ارتفاع سعره، هذه الطفرة فى الدخل نتج عنها توسع فى خدمات التعليم والصحة والعمل أدى لمضاعفة أعداد المعارين المصريين للعمل فى دول الخليج العربى عموما والمملكة العربية السعودية مما نتج عنه تضاعف تحويلات المصريين بالخارج عدة مرات خلال خمس سنوات حيث قدرها البعض ب174مليون دولار فى 1974، تضاعفت لما يقارب 2.8 مليار دولار فى 1978، وكانت هذه الزيادة فى أعداد العاملين مصحوبة بتغيرات أكيدة فى نمط حياتهم وفهمهم لما سمى وقتها بقضية تطبيق الشريعة الإسلامية، أو الصحوة الدينية، وما إلى ذلك من أفكار، ولم يكن هذا بعيدا عن حقيقة أن الجيل الأول من العاملين المصريين فى دول النفط كانوا فى أغلبهم من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذين لجأوا إلى هذه الدول فى أعقاب كل صدام كبير بين الدولة المصرية وجماعة الإخوان، سواء فى منتصف الخمسينيات، أو فى منتصف الستينيات أو ما بينهما، حيث التزمت هذه الدول بإيواء أعضاء الجماعة وتوفير فرص عمل لهم خاصة فى مجالات التعليم والجامعات الدينية وما إلى ذلك من تخصصات، وبالتالى فقد كانت لجماعة الإخوان شبكات تنظيمية راسخة بين العاملين المصريين فى دول الخليج العربى حتى وإن التزمت بعدم العمل بالسياسة على أرض هذه الدول ردا لجميلها واعترافا بفضلها على أعضاء الجماعة.. تفاعلت هذه العوامل التى أشرنا إليها للتو لتخرج من بينها الظاهرة التى عرفت باسم «شركات توظيف الأموال الإسلامية» التى لم تكن أكبرها سوى ذراع اقتصادية لجماعة الإخوان المسلمين، وقد بدأت الظاهرة بتجميع عناصر الإخوان للعملات الصعبة من العاملين المصريين فى الخليج ثم إعادة بيعها فى مصر لمن يحتاج إليها، كانت عملية الجمع المنظم للأموال تحتاج إلى الثقة بين البائع والشارى، وإلى التنظيم، وإلى سهولة وصول أعضاء الشبكة فى مصر لقرية العامل المصرى فى الخليج لتسلم أهله ثمن العملات الصعبة التى باعها لمندوب الشبكة فى البلد الذى يعمل فيه، وفى بعض الأحيان كان المندوبون المحليون يشترون بعض السلع لوالدى العامل المصرى فى الخليج بطلب منه، ويتولون تسليمها لهم، وكانت عوامل الثقة، والمعرفة الشخصية، والقدرة للوصول لمختلف أنحاء الجمهورية تتوافر بشكل أساسى فى تنظيم الإخوان، الذى أعاد إحياء نفسه، واستعاد شبكاته القديمة، وضخ دماء جديدة فى عروقه منذ بداية السبعينيات، وكانت الشبكة تتسع لتضم تجار عملة من السلفيين أو التبليغ والدعوة وسائر الجماعات الإسلامية المختلفة لذلك لم يكن غريبا أن يكون أكبر تاجر عملة مصرى فى أواخر السبعينيات هو سامى على حسن الذى أطلقت عليه الصحافة لقب «إمبراطور العملة» ومارس عمله بمنتهى السهولة عدة سنوات، قبل أن تحقق معه نيابة الأموال العامة ويتم التوافق على أن يعتزل تجارة العملة التى كان يتعامل فيها أحيانا مع الحكومة المصرية ويوفر لها الدولارات لتلبى احتياجاتها الاستيرادية، كان سامى على حسن عضوا غير تنظيمى فى جماعة الإخوان، لكن شقيقه الأكبر كان مسئولا تنظيميا عن إخوان الكويت كما صرح فى برنامج حوارى على قناة دريم الفضائية، ويمكن القول أن سامى على حسن كان واجهة لجماعة الإخوان فى عالم تجارة العملة، حيث خاضت الجماعة عشرات المعارك الفقهية دفاعا عن شرعية تجارة العملة، وتبعها فى ذلك جميع فصائل الإسلاميين، والحقيقة أن قصة شركات توظيف الأموال لم تكتب بدقة إطلاقا، لانها تحتوى فصولا لم تحب الدولة المصرية فى زمن الرئيس مبارك نشرها، سواء عن سياسات المهادنة الكاملة مع جماعة الإخوان والتى استمرت حتى منتصف التسعينيات لتتحول إلى مهادنة جزئية، أو المهادنة مع سائر فصائل الإسلاميين حتى العنيفة منها والتى استمرت حتى نهاية الثمانينيات 1989، ثم انتهت نهائيا مع 1992 وموجات اغتيالات الوزراء.. وبعد الاستماع لعشرات الشهادات من أشخاص صنعوا هذه الظاهرة مثل رجل الأعمال أشرف السعد صاحب واحدة من أهم هذه الشركات، وسامى على حسن إمبراطور العملة، والمستشار حسنى عبدالحميد نائب المدعى العام الاشتراكى فى الثمانينيات -وقت وقوع الأحداث -يمكن القول أن السبب الأساسى فى ظهور الشركات الأشهر كان قياديًا إخوانيًا قديمًا وغامضًا، لا يعرفه الإعلام، ولا توجد صور مشهورة له، وإن كان أعضاء الإخوان يعرفونه جيدا جدا، حيث كان يوصف بأنه نائب المرشد، لكن لقبه الأشهر كان هو «الحاج» أو الحاج أحمد عبيد والذى يمكن وصفه بأنه كان وزير مالية الإخوان فى تلك العقود الماضية أو المسئول المالى للجماعة، وهو من الجيل الأول من الإخوان الذين عاصروا التأسيس، وكما يبدو من سير الأحداث فقد كان تاجرا تقليديا يتمتع بموهبة استثنائية، وفى الأغلب فإن الرجل لم يتلق تعليما جامعيا وظل يرتدى الجلباب وقد حكم عليه بالسجن مع سائر الإخوان فى 1965 وخرج ضمن التسوية السياسية بين الجماعة وبين الرئيس السادات ليشغل منصب المدير المالى لمجموعة شركات الشريف للبلاستيك والتى كان يملكها عبداللطيف الشريف الابن، وهو رجل صناعة إخوانى كان والده من الرعيل الأول للجماعة ومن أعضائها الأثرياء الذين طالتهم قرارات تأميم الصناعة المصرية، ليهاجر بعض الوقت خارج مصر ثم يعيد تأسيس مصنع البلاستيك الخاص به فى بداية السبعينيات، وبحسب ما يرويه أشرف السعد فى سلسلة حلقات تحمل اسم «أنا والإخوان» نشرها على موقع يوتيوب عام 2021، فقد كان هو وأحمد الريان تاجرين صغيرين للعملة يعملان فى مطعم شهير فى الدقى، لكن وزير مالية الإخوان قرر أن يتبناهما تجاريا، وطلب منهما البدء فى جمع كميات كبيرة من الدولارات من داخل البلاد بحجة أنه يريد استيراد مواد خام للمصانع التى يديرها، وعلى حد رواية السعد فقد تكفلت الصفقات الجديدة بتحويله هو وصديقه أحمد الريان إلى تاجرى عملة كبيرين، خاصة وأنهما انتقلا للعمل ضمن شبكة ساميّ على حسن، وأن يخوضا عدة مغامرات انتهت بقرار الدولة بتشديد الخناق على تجار العملة، وإحالة عدد منهم للتحقيق فى قضايا لم تكن تنتهى بأحكام رادعة ولكن بحفظ التحقيق ومصادرة بعض المبالغ المضبوطة.. كان ذلك على وجه التدقيق بعد اغتيال الرئيس السادات مباشرة، وقد مر تجار العملة بفترة كمون لم تزد على سنوات قليلة ثم عادوا فى صورة مستثمرين وأصحاب شركات لتوظيف الأموال كانت توصف بالإسلامية.. كانت هذه مقدمة منطقية لشرح موقع د. عبدالصبور شاهين من شركات توظيف الأموال.. فالرجل ابن لجماعة الإخوان والشركات بمثابة ذراع اقتصادية للجماعة، والشركات تضع نفسها تحت مسمى «الاقتصاد الإسلامى» والرجل عضو فى هيئة الإعجاز العلمى بالرياض، والتى مهمتها الأولى أسلمة العلوم وإطلاق صفة «إسلامى» على كل علوم الأرض سواء عملية أو إنسانية، والبنوك الإسلامية وشركات التوظيف لا تعنى لمن يلتحق بها سوى رواتب كبيرة ومزايا تفوق خيال عالم من الطبقة الوسطى وقد كان لإمام الدعاة المصريين سوابق فى تأسيس بنك دبى الإسلامى عام 1970، ثم بنك فيصل الإسلامى عام 1978، والذى كان أول بنك فى العالم يتبع وزير الأوقاف لا وزير الاقتصاد كما هو الحال فى سائر أنحاء المعمورة …والحقيقة أن الالتحاق بخدمة شركات التوظيف كان مناسبا للحالة العامة للدكتور عبدالصبور شاهين الذى غادر سنوات المحنة والسجن إلى سنوات المنحة ورغد العيش، وهجر ترجماته الجادة لأفكار مفكر هام مثل مالك بن نبى، ليتبنى الخطاب الإسلامى الشعبوى الذى راج فى السبعينيات وضمن لأصحابه الجماهيرية والدخل الوفير والعمل فى ركاب تحالف الدول مع الإسلاميين، ولم يختلف عبدالصبور شاهين عن غيره من الدعاة الإسلاميين الذين أيدوا الشركات وباركوها سوى فى أنه عمل كموظف فى شركة الريان أكبر هذه الشركات، ثم كمتحدث غير رسمى باسم الشركة، ثم كعضو فى مجلس إدراتها بعد أن أصبحت محل جدل وتساؤل، ثم حاول نفى علاقته بها بعد أن تم القبض على أصحابها وأصبحت العلاقة بهم أمرًا يؤخذ على صاحبه.الريان للتراث لسبب ما كان أحمد الريان الشقيق الأوسط لآل الريان، أكثرهم حرصا على المظهر الإسلامى للشركة، بدءا من الاسم الذى هو اسم باب من أبواب الجنة وليس اسم أى من الشركاء أو لقبا لهم، وليس انتهاء بالمسابقات الدينية التى كانت الشركة ترعاها فى التلفزيون والإذاعة وتتكفل بجوائز ضخمة لها، كان أحمد الريان عضوا فى الجماعة الإسلامية بكلية الطب البيطرى، قبل أن تستهويه تجارة «البيض» ثم تجارة العملة وينشغل عن دراسته، وفى إطار المحافظة على هذا السمت الإسلامى والذى كان عامل جذب لملايين الجنيهات من أموال المودعين، أطلق احمد الريان «دار الريان للتراث» والتى كانت فى حقيقتها دار نشر إسلامية تتولى إعادة طبع الكتب التراثية فى طبعات فاخرة بأسعار مقبولة، ولم يكن هناك من يصلح للإشراف على الدار من وجهة نظر أحمد الريان سوى عبدالصبور شاهين الذى كان من نجوم الثمانينيات فى مجال الدعوة، فهو دائم الظهور فى برامج التلفزيون المصرى، وعلى صفحات الصحف، وهو عضو فى مجلس الشورى عن الحزب الوطنى الذى يشغل أمانة لجنته الدينية، وهو خطيب واحد من أكبر مساجد مصر وهو عمرو بن العاص.. وكان عبدالصبور شاهين بمثابة مستشار ثقافى للمجموعة ولا شك أنه كان يتولى تدقيق اختيارات الكتب وضمان إعادة طباعة نسخ مدققة منها.البقية فى الأسبوع المقبل 2

#هاني_نسيرة يكتب: ماذا بعد مائة عام على كتاب «الإسلام وأصول الحكم»؟
#هاني_نسيرة يكتب: ماذا بعد مائة عام على كتاب «الإسلام وأصول الحكم»؟

أخبار مصر

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • أخبار مصر

#هاني_نسيرة يكتب: ماذا بعد مائة عام على كتاب «الإسلام وأصول الحكم»؟

خلال العام الجارى سيكون قرن من الزمان قد مر على الصدور الأول لكتاب «الإسلام وأصول الحكم»، هذا الكتاب الذى عاش صاحبه على عبدالرازق (١٨٨٨- ١٩٦٦) بعده أربعة عقود، يعانى الهجمات والعزلة ويمارس الكتابة بحذر ورهاب مما أحدثه كتابه الأول، فكان قليل الإنتاج، ولم يصدر له بعده إلا كتابان هما الأمالى وآخر حول الإجماع جمع محاضراته فى الموضوع بكلية الحقوق.لم يكن الشيخ على عبدالرازق غير صوت تاريخى وواقعى، قرأ تاريخ المسلمين، وحاول تحرير عقيدتهم مما شابها باكرًا من فتن الإمامة التى ما سُلَّ سيف فى الإسلام كما سُل عليها، كما كان يقول الشهرستانى صاحب «الملل والنحل»، رآها مسألة تاريخية واجتهادية تقديرية كما رآها الإمام الجوينى صاحب الغياثى، وافترض زوالها دون تأثير على الناس كما افترض إمام الحرمين، وعرف أن الأمر أمر شوكة كما فعل كثير من فقهاء وكتاب الأدب السياسى الإسلامى منذ القرن الرابع الهجرى، ولكن الرجل لم يتحمله أحد، ولم ينصفه أحد، ولاشك أن كتابه ودعوته وطرحه المتخلص من صراخ البكاء على سقوط الخلافة التى صدر بعدها بعام، يحتاج إلى المراجعة وإعادة القراءة المنصفة لأطروحات الكتاب وسياقاته. يبدو كتاب على عبدالرازق وطرحه ردًا من محاولة وطموح ثلاثة عشر حاكمًا فى العالم الإسلامى، لمنصب الخلافة، رغم فقدانها دورها، وحركات وجماعات فى زمانه لاستعادتها مثل حركة الخلافة الهندية (١٩١٩- ١٩٢٤) بقيادة شوكت على، وانضم إليها أبوالكلام أزاد فى مرحلته الأولى، حتى جماعات ودعوات استعادة الخلافة والحاكمية المستمرة حتى الآن، من جماعة الإخوان المسلمين سنة ١٩٢٨، وحزب التحرير سنة ١٩٥٣، وصولًا لحركات أنصار الخلافة بأفغانستان، وداعش (تنظيم الدولة) سنة ٢٠١٤، ولايزال السيل مستمرًا! بل تظل فكرة الخلافة. بعد مائة عام من صدور الكتاب ربما علينا أن نؤكد أن الشيخ على عبدالرازق كان جزءًا من سياقه، ومتفاعلًا مع واقعه، كما لم يأتِ بخارجية شاذة لم يسبق إليها، قدر ما تعاطى وحاول علاج مرض الفتن الكبرى والصغرى حول الإمامة والخلافة، تاريخًا وواقعًا، وتكلم، مستبقًا إذا شئنا دعوة تجديد علم العقيدة والكلام، التى بدأها المفكر الهندى الراحل شبلى النعمانى (١٨٥٧- ١٩١٤) إلى دعوة الشهيد مرتضى مطهرى (١٩١٩- ١٩٧٩) وصولًا لجهود كثيرين بعدهم، وكان الجامع بين كثير ممن يهتمون بهذا الطرح هو تخليص مباحث العقيدة من مبحث….. لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر 'إقرأ على الموقع الرسمي' أدناه

باحث في شؤون التيارات الإسلامية: قرار الأردن بحظر "الإخوان" صفعة جديدة للإرهاب
باحث في شؤون التيارات الإسلامية: قرار الأردن بحظر "الإخوان" صفعة جديدة للإرهاب

فيتو

time٢٤-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • فيتو

باحث في شؤون التيارات الإسلامية: قرار الأردن بحظر "الإخوان" صفعة جديدة للإرهاب

قال الباحث صبرة القاسمى،المتخصص بشان التيارات الاسلامية،إن قرار المملكة الأردنية الهاشمية بحظر وحل جماعة الإخوان المسلمين ثمثل صفعة جديدة لجماعة الارهاب التى استخدمت الدين ستارا لتبرير جرائمها فى إسقاط الدول العربية بالعنف والإرهاب واصفا الخطوة بأنها تمثل انتصارًا للحق على الباطل، والاستقرار على الفوضى. مصر كانت من أولى الدول التي واجهت هذا التنظيم وأكد القاسمى فى تصريح لفيتو أن مصر كانت من أولى الدول التي واجهت هذا التنظيم، وأولى الدول التي حذرت من خطر هذه الجماعة التى استغلت الدين لأغراض سياسية تقوّض مؤسسات الدولة وزرع الفتنة بين أبناء الوطن، مؤكدا أن وصف الإخوان بـ'سرطان الأمة' يعكس الحقيقة الكاملة لما تمثله هذه الجماعة من تهديد خطير. قرار الأردن لا يخص الداخل فقط وواصل حديثه قائلا أن قرار الأردن لا يخص الداخل فقط، بل يجب ان يكون توجه عربى ودولى لحماية أمن واستقرار المنطقة، داعيا باقي الدول العربية لاتباع نفس النهج الحاسم في مواجهة هذا التنظيم. الإخوان استخدموا الدين لأغراض سياسية وتابع أن جماعة الإخوان الإرهابية و الحركات المتطرفة التى خرجت من عباءتها،استخدموا الدين لأغراض سياسية و حولوا الأحداث الدامية والشخصيات المتورطة فيها إلى رموز ذات تأثير بعيد المدى، تتجاوز حدود الزمان والمكان، من بين هذه الأحداث، كانت واقعة اغتيال الرئيس السادات أوائل الثمانينيات، كمنعطف حاسم لمسار جماعات العنف والتطرف في المنطقة وخارجها. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

ما تداعيات حظر جماعة "الإخوان المسلمين" في الأردن؟
ما تداعيات حظر جماعة "الإخوان المسلمين" في الأردن؟

فرانس 24

time٢٤-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • فرانس 24

ما تداعيات حظر جماعة "الإخوان المسلمين" في الأردن؟

شكل قرار السلطات الأردنية الأربعاء حظر جماعة " الإخوان المسلمين" في البلاد وتجريم الانضمام إليها خطوة تصعيدية جاءت إثر اعتقال 16 من أعضائها، بتهم تتعلق بتهديد الأمن القومي، من بينها "تدريب مسلحين وتصنيع متفجرات والتخطيط لتنفيذ هجمات باستخدام صواريخ وطائرات مسيّرة". ورغم نفي الجماعة أي علاقة لها بالمؤامرة المزعومة، ربط وزير الداخلية مازن الفراية الحظر بالمخطط الذي تم الإعلان عنه، مشيرا إلى أن أعضاء من الجماعة حاولوا في الليلة ذاتها "تهريب وإتلاف كميات كبيرة من الوثائق من مقرها. وأكد الفراية أن الجماعة كانت "تعمل بسرية وتقوم بأنشطة تهدد الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية". قاوم الأردن لسنوات طويلة الضغوط لحظر جماعة "الإخوان المسلمين"، من جانب دول الخليج العربية ومصر التي يساورها الشك إزاءها منذ فترة طويلة. ولكن، في إطار حملة إقليمية على الإسلام السياسي والحريات العامة، شددت المملكة الهاشمية القيود على الجماعة على مدى العامين الماضيين، فحظرت تجمعاتها العامة واعتقلت بعض معارضيها البارزين. وكانت السلطات الأردنية قد شجعت أيضا مجموعة منشقة على الطعن قانونيا على ترخيص العمل للحركة الرئيسية، ولكنها ظلت، حتى الأربعاء، تتجنب فرض حظر صريح. يوضح المحلل السياسي الأردني عمر الرداد أن "الأردن، بعد منح الجماعة فرصا عديدة لتعديل نهجها، قرر اتخاذ خطوات حاسمة، أبرزها تنفيذ قرار قضائي قديم بحظر الجماعة." أما فيما يخص "حزب جبهة العمل الإسلامي"، "هناك ترقب للقرار القضائي الذي سيحدد مصيره، خاصة أن قانون الأحزاب يحظر أي علاقة بالإرهاب أو تصنيع المتفجرات. الحكم القضائي المرتقب سيكون إما خطوة نحو حل الحزب وغلق ملف الإسلام السياسي، أو فرصة له لفك الارتباط بالجماعة المحظورة قانونا". نهاية خصوصية تاريخية؟ بالحديث عن خلفيات قرار الحظر، يرى الرداد أنها "مرتبطة بعلاقة متوترة ومركبة بين جماعة الإخوان المسلمين والدولة في العالمين العربي والإسلامي، خاصة فيما يتعلق بالتنظيمات القُطرية التابعة للجماعة. في الأردن مثلا، كان للجماعة تاريخ طويل من الهياكل والتنظيمات المعروفة في مجالات الدعوة والعمل الاجتماعي والسياسي". 04:50 أشار المتحدث إلى خصوصية الوضع الأردني "المختلف إلى حد كبير بسبب التركيبة السكانية والديموغرافية. إذ حتى منتصف تسعينيات (القرن الماضي)، كانت جماعة الإخوان ذات طابع دعوي، لكنها بدأت بممارسة العمل السياسي منذ عام 1989 مع استئناف الحياة الديمقراطية. ومع صدور قانون الأحزاب، رفضت الانخراط الكامل كحزب سياسي، بل أبقت على نفسها كجماعة لها ذراعان: الأول هو حزب جبهة العمل الإسلامي، وهو طيف سياسي مرخّص له يشارك في العملية الانتخابية، والثاني هو الذراع المتشدد المرتبط بحركة حماس الفلسطينية". علاقة متقلبة طالما اعتبرت جماعة "الإخوان المسلمين" في الأردن فاعلا سياسيا بارزا منذ استقلال الدولة عام 1946، إذ سمح لها دائما بالوجود من قبل الحكم الملكي الهاشمي، رغم تذبذب العلاقة بين الطرفين. بل إن الجماعة شكلت في السنوات الأولى لتأسيسها عام 1945، جزءا لا يتجزأ من عملية بناء الدولة. غير أن تتويج الملك عبد الله الثاني شكل بداية مرحلة من الضغوط المتزايدة على الجماعة التي بات يُنظر إليها باعتبارها قوة مفرطة التأثير. 03:11 هذا الارتباط الوثيق بين الإخوان وتطور الدولة الأردنية الحديثة، بدا جليا بين عامي 1946 و1973، حين واجهت المملكة الهاشمية تحديات إقليمية كبيرة، منها محاولتا انقلاب: الأولى عام 1957 بعد إقالة رئيس الوزراء سليمان النابلسي، والثانية في 1970-1971 خلال ما سمي بـ"أيلول الأسود" الذي يعرف أيضا باسم الحرب الأهلية الأردنية، وهو الصراع الذي نشب في الأردن بين القوات المسلحة الأردنية بقيادة الملك حسين ومنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات في المقام الأول بين 16 و27 سبتمبر 1970 مع استمرار بعض الأعمال حتى 17 يوليو/تموز 1971. في كلتا الحالتين، لعبت الجماعة دور الحليف للملك الحسين وساهمت في استقرار البلاد في أجواء الحرب الباردة. وتماهت مواقفها مع مساعي الدولة لإثبات شرعيتها، لا سيما في مواجهتها للمد الشيوعي والتأثير الناصري-السوفياتي. كما رفضت، لأسباب أيديولوجية، ميثاق بغداد ومبدأ أيزنهاور، اللذين اعتبرتهما تدخلا توسعيا. بداية توتر العلاقة في ثمانينيات القرن الماضي، ومع ترسيخ الجماعة وجودها في الجامعات، وتحولها إلى حركة فكرية ذات طابع مدني جماهيري، بدأت التوترات بين الطرفين تطفو إلى السطح، خاصة حين وقّع الملك الحسين معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1994، ثم تفاقمت مع مقاطعة الجماعة للانتخابات عام 1997، بعد أن أنشأت ذراعها السياسي "جبهة العمل الإسلامي" عام 1992 إثر السماح بتأسيس الأحزاب السياسية. التضييق على الجماعة مع بداية القرن الحادي والعشرين، يرى مراقبون أن وجود الجماعة شكل مصدر إزعاج لحكم الملك عبد الله الثاني الذي تولى العرش عام 1999. ويفسرون ذلك بخشية السلطات من النفوذ السياسي للجماعة، ما دفعها إلى تقليص دورها وزيادة القيود المفروضة عليها. تم تهميشها في الجامعات، لا سيما كليات الشريعة، ومنع عدد من أئمتها وخطبائها من النشاط، أو فُرض عليهم الالتزام بخطاب ديني غير سياسي. كما مُنعت من الظهور الإعلامي. في هذا السياق، اختارت الجماعة عام 2008 قيادة أكثر تشددا برئاسة همّام سعيد، في ظل تصاعد التوتر مع الدولة، بالإضافة إلى عوامل إقليمية أخرى. بالتوازي مع ذلك، ضيّقت السلطات الأردنية الخناق على جبهة العمل الإسلامي، إذ أُقصي أعضاؤها من وظائف حكومية، في المستشفيات والجيش، وتعرضت عائلاتهم لعقوبات غير مباشرة. كما أثرت هذه الظروف على المشاركة السياسية للجبهة التي، بعد نتائج ضعيفة عام 2007، قررت مقاطعة انتخابات 2010 رفضا للوضع القائم وقوانين الانتخابات. تداعيات "الربيع العربي" ومحاولات تطويق الجماعة مع اندلاع موجة ثورات "الربيع العربي" في المنطقة عام 2010، اتخذت السلطات الأردنية موقفا حذرا لحماية استقرار البلاد، مراقبة عن كثب تأثير جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر. ورغم محاولات الملك عبد الله الثاني فتح حوار مع الجماعة في الأردن، إلا أن الأخيرة رفضت المبادرات، وازداد التوتر مع اعتقال نائب المراقب العام زكي بني ارشيد بعد انتقاده للإمارات، حليفة الأردن. 08:44 بلغت القطيعة ذروتها عام 2015، حين حظرت الحكومة جماعة "الإخوان المسلمين" رسميا، ونقلت ممتلكاتها إلى كيان قانوني جديد باسم "جمعية جماعة الإخوان المسلمين". غير أن الجماعة الأصلية واصلت نشاطها في السر، معتبرة نفسها الممثل الشرعي، ورافضة الكيان الجديد الذي أُنشئ برعاية السلطة. في المجال السياسي، واصلت جبهة العمل الإسلامي وجودها القانوني لكنها قاطعت انتخابات 2013. 7 أكتوبر 2023.. عودة قوية في إجراء آخر فاقم حدة التوتر بين الدولة والجماعة، في يوليو/ تموز 2023، أقر الأردن قانون الرقابة الرقمية، الذي يجرم أي محتوى يعتبر "مخلا بالأخلاق" أو "مهددا للوحدة الوطنية"، مما فرض قيودا صارمة على حرية التعبير، خاصة على أعضاء جبهة العمل الإسلامي والمعارضين. وبعد الرد الإسرائيلي في غزة على هجوم حماس الدامي في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، اندلعت احتجاجات واسعة في الأردن دعما لفلسطين، وخصوصا بالمدن الكبرى حيث يحظى الإخوان بقاعدة شعبية. وطالبت المظاهرات بقطع العلاقات مع إسرائيل، وتركزت حول السفارة الإسرائيلية في عمّان. وعلى الرغم من الموقف الأردني الرسمي المعارض للحرب الإسرائيلية على غزة – حيث طردت عمان السفير الإسرائيلي وطالبت مرارا بوقف الحصار – إلا أن الحكومة واجهت احتجاجات شعبية تدعو إلى إلغاء معاهدة السلام، ووقف تصدير الغاز لإسرائيل، وإنهاء أي تعاون تجاري معها. هذه التطورات، أدت إلى تنامي شعبية جماعة "الإخوان المسلمين" وحليفتها في غزة، حركة حماس، داخل الشارع الأردني، وهو ما أثار قلق السلطات. الرداد يربط بين "دخول حركة حماس على خط الجماعة، وتشكيل تيار داخل الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الإسلامي، حتى بات بالإمكان القول إن الجماعة "تمّت حمسنتها"، أي اختطافها من قِبل حركة حماس، التي أصبحت تهيمن على القرار الداخلي تحت غطاء دعم القضية الفلسطينية. هذه السيطرة شملت جمع التبرعات وتحديد القيادات، مما أثار خلافات داخلية منذ عام 2000 بين من يرى الجماعة كتنظيم وطني يعمل ضمن الدستور الأردني، ومن يرى أنها جزء من مشروع إقليمي أوسع". أقوى تنظيم معارض في الانتخابات البرلمانية التي أُجريت في سبتمبر/أيلول الماضي، فاز الذراع السياسي للجماعة، حزب جبهة العمل الإسلامي، بـ31 مقعدا من أصل 138، ما يجعله أكبر وأقوى تنظيم معارض في البلاد. وقد انتقد الحزب معاهدة السلام الموقعة مع إسرائيل عام 1994، وهي معاهدة لا تحظى بشعبية كبيرة في الشارع الأردني الذي عرف بمناصرته القوية للقضية الفلسطينية. كما لعبت الجماعة دورا نشطا في الاحتجاجات المناهضة للحرب على غزة في العاصمة عمّان. من جهتها، كانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قد انتقدت العام الماضي السلطات الأردنية بسبب اعتقالها ومضايقتها لعشرات المواطنين الذين شاركوا في المظاهرات المؤيدة للفلسطينين أو نشروا منشورات داعمة لها على الإنترنت. تداعيات قرار الحظر يطرح قرار السلطات الأردنية عدة تساؤلات بشأن التداعيات المحتملة للحظر وما قد يترتب عنه بالنسبة للجناح السياسي للجماعة، أي "جبهة العمل الإسلامي"، التي تنشط تحت مظلة قانونية داخل البرلمان، إذ تتضارب آراء المحللين حول احتمال تضييق السلطات الخناق على هذا الفاعل السياسي، فيما يرهن آخرون ذلك بطبيعة نتائج التحقيقات الجارية بشأن وجود علاقة تنظيمية بينه وبين الجماعة الأم من عدمه. على صعيد آخر، يرجح مراقبون أن تباشر السلطات ملاحقات قضائية واعتقالات، ما قد يدفع الجماعة إلى الانتقال للعمل السري. قرار السلطات الأردنية ليس الأول من نوعه، بل ينسجم مع مواقف دول عربية أخرى مثل مصر والإمارات كانت سباقة إلى تصنيف الجماعة "تنظيما إرهابيا". وفقا لمختصين بشؤون الشرق الأوسط، فإن القرار يحمل رسالة ضمنية للجهات الداعمة لحماس التي تتمتع بشعبية داخل الأردن. وفقا للمحلل السياسي الأردني الرداد فإن "هذا التطور يعكس أزمة حقيقية داخل حركة حماس، التي باتت على وشك الخروج من غزة، وتبحث عن ساحة بديلة. كما يبدو أن بعض القيادات، التي تحمل وثائق هوية أردنية، ترى في الأردن موقعا محتملا للتمركز. وبالتالي، فإن الجماعة التي تسيطر عليها حماس باتت تنفذ مشروعا استراتيجيا لتحويل الأردن إلى "ساحة بديلة"، على غرار نموذج حزب الله في لبنان أو الحوثيين في اليمن، ما يشير إلى مشروع دولة داخل دولة بدعم إيراني".

رويترز تنشر حقائق-جماعة الإخوان المسلمين في الأردن ودورها
رويترز تنشر حقائق-جماعة الإخوان المسلمين في الأردن ودورها

الأمناء

time٢٤-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الأمناء

رويترز تنشر حقائق-جماعة الإخوان المسلمين في الأردن ودورها

قال وزير الداخلية الأردني مازن الفراية إن الأردن حظر جماعة الإخوان المسلمين، أبرز جماعة معارضة في المملكة، وصادر أصولها يوم الأربعاء بعد أن تبين أن بعض أعضائها مرتبطون بمؤامرة تخريبية. الشمع الأحمر يغطي ثقب مفتاح البوابة الرئيسية لمكتب جماعة الإخوان المسلمين في العاصمة الأردنية عمان بعد أن أغلقته الشرطة عام 2016. الصورة من أرشيف رويترز© Thomson Reuters وأضاف أن الحكومة ستحظر "كافة نشاطات ما يسمى بجماعة الإخوان المسلمين المنحلة، واعتبار أي نشاط لها أيا كان نوعه عملا يخالف أحكام القانون ويوجب المساءلة القانونية". وذكر أن الحظر يشمل أي منشورات للجماعة وإغلاق ومصادرة جميع مكاتبها وممتلكاتها. وفيما يلي بعض الحقائق الأساسية عن جماعة الإخوان المسلمين والحزب السياسي الذي يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره جناحها البرلماني: * جماعة الإخوان المسلمين في الأردن تأسست جماعة الإخوان المسلمين في مصر في عشرينيات القرن الماضي كحركة سياسية إسلامية لمواجهة انتشار الأفكار العلمانية والقومية، وسرعان ما انتشرت في الدول الإسلامية، وأصبحت كيانا رئيسيا فيها، لكنها كانت، في أغلب الأحوال، تعمل في السر. ورغم أنها تعمل دون سند من القانون كمنظمة سرية في العديد من البلدان، فقد حصلت على ترخيص رسمي في الأردن منذ الاستقلال في عام 1946 للعمل منظمة خيرية واجتماعية عندما كانت المملكة تنظر إليها كحليف محتمل. تتمتع الحركة بدعم شعبي واسع النطاق في المناطق الحضرية الكبرى ولديها عشرات المكاتب في جميع أنحاء الأردن. لا تعمل جماعة الإخوان المسلمين تحت مظلة حزب سياسي يحمل اسمها، ولكن حزب جبهة العمل الإسلامي يعد على نطاق واسع جناحها السياسي غير المعترف به. وكان الحزب، الذي قال أمينه العام وائل السقا يوم الأربعاء إن الحزب "ليس له أي علاقات تنظيمية" مع جماعة الإخوان المسلمين، واحدا من أكبر القوى في البرلمان منذ أن شرع الأردن في تشكيل الأحزاب السياسية في عام 1992. وداهمت السلطات مكاتب الحزب اليوم الاربعاء وصادرت وثائق. *ماذا يدور في ذهن السلطات؟ على الرغم من وجودها الطويل في الأردن، وقعت جماعة الإخوان المسلمين في دائرة الشكوك رسميا بعد الربيع العربي عام 2011، عندما تنافس الإسلاميون على النفوذ مع القوى القائمة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. قاوم الأردن لسنوات طويلة الضغوط لحظر جماعة الإخوان المسلمين من جانب دول الخليج العربية ومصر التي يساورها الشك إزاءها منذ فترة طويلة. ولكن في إطار حملة إقليمية على الإسلام السياسي والحريات العامة، شدد الأردن القيود على الجماعة على مدى العامين الماضيين، فحظر تجمعاتها العامة واعتقل المعارضين الصريحين منها. وكانت السلطات الأردنية قد شجعت أيضا مجموعة منشقة على الطعن قانونيا على ترخيص العمل للحركة الرئيسية، ولكن السلطات ظلت، حتى يوم الأربعاء، تتجنب فرض حظر صريح. ويقول مسؤولون أمنيون إن المشتبه بهم الذين ألقي القبض عليهم الأسبوع الماضي كانوا مرتبطين ارتباطا مباشرا بالجناح اللبناني لحركة حماس الفلسطينية. وتنظر المؤسسة السياسية في الأردن الآن إلى جماعة الإخوان المسلمين على أنها حاولت تشكيل فصيل مسلح سري وأنها تمثل تحديا مباشرا للدولة، متجاوزة بذلك الخط الأحمر. أعلنت جماعة الإخوان المسلمين أن المجموعة التي أُلقي القبض عليها على خلفية مؤامرة كُشف عنها الأسبوع الماضي كانت على صلة بها، لكنها أوضحت أن أعضاء هذه المجموعة كانوا يتصرفون بصفة فردية. وأوضحت الجماعة أن المجموعة المُعتقلة سعت إلى تهريب أسلحة إلى فلسطينيين، لكنها لم تكن تُخطط لهجمات داخل الأردن. * جبهة العمل الإسلامي حصل حزب جبهة العمل الإسلامي على عدد من المقاعد أكبر من أي حزب آخر في الانتخابات البرلمانية التي جرت العام الماضي، وحصد 31 من أصل 138 مقعدا للمرة الأولى، لكنه لا يزال في صفوف المعارضة للحكومة الموالية للغرب. على الرغم من إصرار جبهة العمل الإسلامي على أن النظام السياسي الأردني يُعاملها معاملة غير عادلة، فقد شاركت في معظم الانتخابات. وترى أن هذا ضروري لمنعها من الانزواء السياسي، ولضمان وجود معارضة قوية. ويحظى الحزب بدعم قوي في المدن، وخاصة في المناطق التي يغلب عليها المواطنون من أصل فلسطيني. مع ذلك ازدادت شعبيته في مناطق العشائر في السنوات القليلة الماضية. وفي بلد تسوده مشاعر معادية لإسرائيل، قاد حزب جبهة العمل الإسلامي بعضا من أكبر الاحتجاجات في المنطقة دعما لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في أثناء الحرب على غزة. ويقول معارضوها إن هذا ساعد في تعزيز شعبيتها. * ما القادم؟ تقول الحكومة إن المحاكم ستصدر القرار النهائي في نهاية المحاكمة على المتورطين في المؤامرة. وتقول أيضا إن أي منظمة تروج لفكر الإخوان المسلمين ستواجه الحظر، مما يثير تساؤلات حيال مستقبل جبهة العمل الإسلامي. وربما تسعى حكومة عمان إلى دفع جبهة العمل الإسلامي وأعضاء البرلمان إلى التبرؤ من جماعة الإخوان المسلمين، رغم أنه ليس من الواضح حتى الآن كيف يمكن أن يحدث هذا أو ما قد يعنيه فيما يتعلق بالمقاعد التي تشغلها جبهة العمل الإسلامي الآن.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store