أحدث الأخبار مع #جوزيفستالين،


روسيا اليوم
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- روسيا اليوم
معروضات تحدثنا عن تاريخ حافل بالانتصارات.. المتحف المركزي للقوات المسلحة الروسية (صور)
شيد مبنى المتحف عام 1957 في شارع سوفيتسكايا أرميا. تعرض في مبنى المتحف الذي يتألف من 24 قاعة مساحتها الإجمالية 5000 آلاف متر مربع، وساحة مكشوفة، حوالي 15 ألف قطعة، وتعكس معروضاته تاريخ القوات المسلحة الروسية، منذ تشكيلها وحتى الوقت الحاضر.وتضم الأشياء المتعلقة بحياة ونشاط أبطال الأحداث في التاريخ الروسي من مقاتلين عاديين وقادة معروفين. كما تعرض في قاعات المتحف الرايات والأوسمة والأزياء والأسلحة واللوازم المستخدمة في القوات المسلحة الروسية، والغنائم من جيوش الدول الأخرى التي حاربت ضد روسيا. وتوجد بينها رايات وغنائم فرنسية من زمن نابليون، وأخرى ألمانية من فترة الحرب العالمية الثانية بعد هزيمة هتلر من ضمنها راية النصر. ويضم المتحف أيضا العديد من التماثيل ونماذج الأسلحة واللوحات والملصقات الجدارية التي لها علاقة بالقوات المسلحة الروسية. وتعرض في الساحة المكشوفة نماذج من الأسلحة والمعدات المستخدمة في القوات البرية والبحرية والجوية الروسية من مدافع وصواريخ وطائرات ومروحيات وزوارق طوربيد. وتوجد للمتحف فروع في مختلف أقاليم روسيا. وتجدر الإشارة إلى أن ما يراه الزائر في الساحة المكشوفة من الطائرات النفاثة والأسلحة الأخرى بما فيها القطار المدرع الذي صنع عام 1917 وخاض معارك مع قوات بيتليورا في أوكرانيا ومع قوات البسماتشي (قطاع الطرق) في آسيا الوسطى، ومعارك الحرب الوطنية العظمى، كما تعرض في الساحة المدافع والدبابات بما فيها دبابة (T-34) ودبابة T-38 البرمائية، ودبابة IS-2، التي يرمز اختصارها إلى "جوزيف ستالين"، ومنظومة S-300 الحديثة. وعموما المعروض في الساحة ليس سوى جزءا صغيرا من معروضات المتحف ولا يعطي حتى فكرة عن النطاق والتنوع الذي في الداخل.ويحتاج الزائر للتعرف على معروضات المتحف الخارجية والداخلية إلى 4-5 ساعات، ويسمح للزائر خلالها بالتقاط الصور للمعروضات، ولكن يمنع منعا باتا لمسها، على عكس متحف الدبابات في سنيجيري الواقع في ضواحي موسكو، حيث يسمح بلمسها وحتى الصعود إلى داخلها ( فيديو). وتجدر الإشارة إلى أن الزائر يمكنه أخذ قسط من الراحة خلال زيارته للمتحف وتناول الطعام في مطعم المتحف، ومن ثم الاستمرار في مشاهدة المعروضات. تتحدث معروضات المتحف عن الجيش الروسي بدءا من القرن الرابع عشر، وقد خصصت بعض القاعات لتفاصيل الحرب العالمية الأولى وقاعات أخرى للحرب الوطنية العظمى (الحرب العالمية الثانية). وتعرض في إحدى القاعات راية النصر التي رفعت فوق الرايخستاغ في عام 1945. المصدر: كرملين في 12 مدينة روسية قديمة ويعتبر قلبها، وغالبا ما يضم القصر الأميري وأغنى المعابد وأهم المباني الحكومية. وكان الهدف من إنشاء الكرملين حماية السكان وإظهار قوة المدينة. تجاوز عمر متحف "بوشكين" للفنون الجميلة 112 عاماً. والمتحف عبارة عن كنز حقيقي للفن يحفظ نحو 700 ألف عمل فني تعود إلى عصور مختلفة بدءا من عصر اليونان القديم وانتهاء بمطلع القرن الـ21 يعد "تريتياكوف" متحفا رئيسيا للفن التشكيلي الوطني في روسيا، وله دور كبير في تطوير الفنون والثقافة العالمية. كاتدرائية باسيل البار، هي أحد أشهر وألمع معالم فن العمارة الروسية القديمة. شيدت في القرن الـ16 بعد إخضاع قازان واستعادة أستراخان، وأصبحت الكاتدرائية الرئيسية في البلاد. تعد موسكو أكبر المدن الروسية والاوروبية من حيث عدد سكانها البالغ حتى 1 سبتمبر/أيلول عام 2007 حسب المعطيات الرسمية ما يقارب 10.5 ملايين نسمة.


الشرق الأوسط
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الشرق الأوسط
عين البابا البصيرة
مما رواه تاريخ الحرب العالمية الثانية عن الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين، أنه كان إذا قيل له إن البابا في الفاتيكان له رأي في الحرب، وإن رأيه يقول كذا وكذا، أرسل ضحكته في الهواء ثم قال: أخبروني كَمْ دبابة لدى البابا؟ وكان المعنى أن للبابا أن يرى ما يحب، ولكن المشكلة ستظل عنده وعند كل الباباوات الذين سبقوه والذين سيأتون من بعده، أنهم لا يملكون القدرة على تحويل ما يرونه إلى واقع حي بين الناس... فإذا كانوا يملكون العظة، فما أكثرها لدى البابا الجالس على رأس الكنيسة الكاثوليكية، وما أضعفها عن ترجمة ما تريده في حياة الغلابة والمساكين، ولا فرق في ذلك بين أول بابا وآخر بابا. ليس هذا تقليلاً من شأن موقع البابا، ولكن القصد أن شاغل هذا الموقع الديني الرفيع لا يملك من القوة المادية ما يستطيع بها وقف عذابات الناس في أرجاء الكوكب، وأنه يراقب الحروب التي تطحن المدنيين في كل مكان، ثم يفتش عنده في الفاتيكان عمَّا يمكن أن يسعفه لوقف هذه الحرب أو تلك، فلا يقع على شيء، اللهم إلا نداءاته التي لا تتوقف، وعظاته التي لا تنقطع، ودعواته التي يصل بها الليل والنهار، ثم لا قوة فعلية في يده تجعله يردع أهل الشر والعدوان. ففي سبيل وقف المقتلة الدائرة في قطاع غزة انقطع صوت البابا فرنسيس الأول، الذي رحل عن دنيانا قبل أيام قليلة، ولكن البابا مات بينما الحرب تجاوزت العام ونصف العام! ولا بد أنه قد مات وفي نفسه شيء من الرغبة الأكيدة في وقفها. ولكن ماذا كان عليه أن يفعل وهو يصادف في طريقه ساسة من النوع الرديء في إسرائيل؟ ساسة من نوع نتنياهو، وبن غفير، وسموتريتش. ساسة يتفاخر أحدهم ويزهو بأنه لن يسمح بدخول رغيف واحد إلى غزة! وعندما عاد طبيب أميركي إلى بلاده بعد زيارة لغزة ضمن وفد من الأطباء، وكان ذلك بعد أسبوعين من وقف إطلاق النار في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، فإنه عاد يقول ما لا يمكن أن يقال شيء بعده. قال: «الوضع هناك لا يختلف عن مدينة هيروشيما اليابانية بعد ضربها بالقنبلة الذرية». قال ذلك في العلن ونشرت مجلة «نيويوركر» كلامه على الملأ، ثم لم يتحرك ضمير في أركان العالم! ويبدو أن البابا فرنسيس الراحل قد جاء عليه وقت أحس فيه بأن عينه بصيرة ويده قصيرة، فارتدى ثياب كاهن ثم مضى في شوارع روما يوزع المساعدات على الفقراء الذين يلقاهم في سبيله. كان قد فعل هذا في 2013 لتحريض الآخرين على أن يمشوا وراءه في ذات الطريق، ولكن ما قام به بقي من نوع النادرة التي يرويها عنه هذا العالم البائس ويتسلى بها لا أكثر. لقد عاش البابا فرنسيس داعية خير وسلام في أرجاء المعمورة، وحين زار القاهرة في 2017 لحضور مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، فإن حضوره كان ينطوي على رغبة منه في تعزيز مكانة السلام كقيمة بين الشعوب والدول. وفي الرابع من فبراير (شباط) 2019 زار أبوظبي؛ لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية مع الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وعندما خرجت الوثيقة إلى النور في ذلك اليوم كانت تحمل توقيع رأس الأزهر ورأس الكنيسة الكاثوليكية معاً، وكان هذا مما منحها قيمة رفيعة ولا يزال، ولم تكن تلك الوثيقة تدعو إلا إلى أن تسود روح المحبة بين الناس، وألا تُرتهن المحبة من إنسان إلى إنسان بدين، ولا بلون، ولا بلغة، ولا بطائفة، ولا بشيء أبداً، إنها محبة خالصة وفقط، تسامح بين أهل الأرض وكفى، محبة لا غرض وراءها، ومعها تسامح لا هوىً فيه. وإذا كان البابا فرنسيس قد امتلك حساً إنسانياً عالياً تجاه العالم، وبالذات آحاد وبسطاء الناس، فلا بد أن امتلاك هذا الحس يعود إلى أن الرجل كان أرجنتينياً، أي إنه كان ينتمي إلى أميركا الجنوبية، التي عاشت تتميزاً بهذا الحس في الأدب الذي يكتبه أدباؤها وفي غير الأدب على السواء. لقد عانت الشعوب في بلاد تلك القارة البعيدة معاناةً لا سقف لها في حياتها السياسية والاقتصادية، ولهذا السبب نشأت تفرز ما عاشته من معاناة، كلما وجدت الفرصة سانحة على لسان الباباوات مرة، أو بقلم كاتب مثل غابرييل غارسيا ماركيز مرةً ثانية. المبدأ الفقهي يقول: «إن الله يَزَع بالسلطان ما لا يَزَع بالقرآن»، أي إن وقف معاناة أهل غزة مثلاً في حاجة إلى قوة، لا إلى عظة، حتى ولو كانت من البابا فرنسيس شخصياً، ولكن مشكلة العالم أن القوة التي يمكنها وقف الحرب شريكة فيها!


جريدة الرؤية
٠٧-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- جريدة الرؤية
بيروبيجان الوطن اليهودي المنسي وسر التعتيم الصهيوني
د. لولوة البورشيد هل تعلم أيُّها المواطن العربي أنَّ إسرائيل تعمل جاهدة على إخفاء حقيقة وجود جمهورية اليهود الأولى "بيروبيجان"؟ في قلب قارة آسيا، وفي مناطق جنوب شرق روسيا، تقع جمهورية "بيروبيجان"، التي ربما لا يعلم بوجودها الكثيرون. تشكل هذه الجمهورية الوطن الأول لليهود في العالم، وقد كانت نقطة البداية لهجرتهم قبل أن يبرز مفهوم الصهيونية وتوجههم نحو فلسطين. لم يعد بإمكاننا تجاهل هذا التاريخ المُعقد والحساسية الثقافية والسياسية المرتبطة به. لكن السؤال الذي ينبغي علينا طرحه هو: لماذا يظل المواطن العربي غافلًا عن وجود بيروبيجان؟ هل هو نقص في المعلومات، أم هو تعتيم مقصود على هذه الحقيقة التاريخية؟ الشواهد تشير إلى أن إسرائيل ومن ورائها القوى الغربية تفضل إبقاء هذا الملف طي الكتمان، خوفا من أن يتم الترويج لفكرة "عودة اليهود إلى موطنهم الأول". هذه الجمهورية هي الوطن الأول لليهود في العالم، وكانت هجرتهم إليها قبل فلسطين، إلى أن ظهرت الصهيونية وفكرة توطين اليهود في فلسطين. كل ما تخشاه إسرائيل والدول الغربية الداعمة لها هو الترويج لفكرة عودة اليهود إلى موطنهم الأول في هذه الجمهورية، وإقناع العالم بعودة آمنة لليهود المقيمين في فلسطين إلى جمهورية بيروبيجان ليعيشوا بأمان وسلام؛ فهذه الجمهورية قادرة على توطين كل اليهود بالعالم بمن فيهم اليهود المغتصبين لأرض فلسطين. تأسست منطقة الحكم الذاتي اليهودية في بيروبيجان عام 1928 بقرار من الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين، بهدف توفير موطن لليهود داخل الاتحاد السوفيتي. كانت هذه المنطقة، التي تبلغ مساحتها حوالي 36 ألف كيلومتر مربع- أي ما يعادل مساحة دولة مثل سويسرا- ملاذًا آمنًا لليهود قبل عقود من إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948. هاجرت إليها أعداد من اليهود من مختلف أنحاء العالم، وتم تشجيع ذلك بدعم من يهود أمريكا أنفسهم، لكن هذه التجربة لم تستمر طويلًا، إذ تحولت الأنظار لاحقاً نحو فلسطين مع صعود الحركة الصهيونية. ما يثير الدهشة أن هذه الجمهورية كانت قادرة على استيعاب اليهود من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أولئك الذين استقروا لاحقًا في فلسطين. فمع كثافة سكانية منخفضة تصل إلى 14 نسمة لكل ميل مربع، مقارنة بـ945 نسمة في إسرائيل، كانت بيروبيجان تمتلك القدرة على أن تكون بديلًا حقيقيا للوطن اليهودي، دون الحاجة إلى نزاعات أو تشريد شعوب أخرى. لكن الصهيونية العالمية شهدت هذه الفكرة كتهديد لمُخططاتها لتأسيس دولة يهودية في فلسطين، خاصة مع تزايد الهجرات إلى هذه المنطقة. إنَّ التداعيات الناتجة عن رفض عودة اليهود إلى بيروبيجان بدلًا من فلسطين تكشف عن الأبعاد السياسية العميقة التي تحرك الصراعات في المنطقة. ومن أهداف الصهيونية العالمية، التي ترى في فلسطين ليس فقط وطنا قوميا، بل أداة استراتيجية لخدمة المصالح الغربية في الشرق الأوسط. يعود هذا التوجه إلى ما أُسس له في مؤتمر هنري كامبل-بانرمان عام 1907، الذي وضع خطة لتأسيس كيان صهيوني في قلب الوطن العربي كحاجز يحمي المصالح الاستعمارية الغربية، ويضمن السيطرة على المنطقة. وجود إسرائيل اليوم يعتمد على تبادل المنافع مع الغرب، حيث تستخدم كأداة لمواجهة أي تهديد لتلك المصالح، وخاصة من العرب. تبرر هذه التفاصيل المختبئة من التاريخ، تتعلق بكيفية استغلال الصهيونية العواطف والمآسي لتبرير تشريد الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم هذا التعتيم المتعمد يظهر كيف نجحت الصهيونية في خداع العالم، بينما كان لليهود موطن آخر لم يستغل. ومع تفكك الإتحاد السوفييتي في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، كانت بيروبيجان مؤهلة لإعلان استقلالها كدولة مستقلة، مثلما فعلت الشيشان وغيرها. لكن الصهيونية عملت على منع ذلك، خوفًا من أن تصبح بديلًا جاذبًا لليهود بدلا من فلسطين. وظهور دولة يهودية مستقلة في روسيا كان سيعرض المشروع الصهيوني في فلسطين للخطر، ويحول وجهة هجرة اليهود بعيدًا عن الشرق الأوسط. الأمر المثير للاستغراب هو صمت العرب والمسلمين عن هذه الحقيقة. فلماذا لا يتحدث المواطن العربي عن بيروبيجان؟ ولماذا لا تروج كبديل لإنهاء الصراع وإعادة اليهود إليها، مما يتيح عودة الفلسطينيين إلى أراضيهم؟ هذا التجاهل قد يكون نتيجة غياب الوعي، أو ربما التعتيم الإعلامي الذي فرضته إسرائيل والغرب، أو حتى انشغال العرب بقضايا أخرى. لكن هذه الحقيقة تمثل فرصة ذهبية لإعادة طرح القضية الفلسطينية من زاوية جديدة. ومع ذلك، تبقى الأسئلة: هل هو العجز عن مقاومة الروايات السائدة، أم أن هناك رغبة غير معلنة في تجاهل الحقائق المزعجة؟ الوقت قد حان لتسليط الضوء على هذه الحقيقة، وفتح حوار عميق حول الهوية والحقوق التاريخية، حتى نستطيع فهم وتحليل الصراع الراهن بدقة وموضوعية. التعتيم الإعلامي على بيروبيجان ليس صدفة؛ فالإعلام الإسرائيلي والعالمي يركز على النزاع الفلسطيني -الإسرائيلي كقضية مركزية، بينما يهمش أي بديل قد يضعف الرواية الصهيونية. بيروبيجان، بانخفاض سكانها اليهود (أقل من 1% اليوم) وبُعدها الجغرافي والثقافي عن إسرائيل، لا تمثل جاذبية إعلامية أو سياسية. كما أن السياسة الإسرائيلية تركز على تعزيز الهوية اليهودية في فلسطين فقط، مما يجعل بيروبيجان تجربة تاريخية منسية لا تتماشى مع الهوية الوطنية المعاصرة لإسرائيل. تأثير بيروبيجان على العلاقات الدولية هل يمكن أن تؤثر بيروبيجان على العلاقات الروسية -الإسرائيلية؟ التأثير يبدو محدودا ورمزيا. فالعلاقات بين روسيا وإسرائيل تعتمد على قضايا استراتيجية مثل الأمن والتجارة، وليس على وجود منطقة يهودية ذاتية في روسيا. وقد يعزز تاريخ اليهود في بيروبيجان الروابط الثقافية بين البلدين، لكنه لا يشكل عاملًا حاسمًا. أما بالنسبة للعلاقات الروسية-العربية، فإن إحياء فكرة بيروبيجان كبديل قد يحسن صورة روسيا لدى العرب، لكنه لن يغير التوازنات السياسية الكبرى التي تحكم هذه العلاقات وتكون مرتبطة بأبعاد سياسية واقتصادية أخرى، تتخطى مسألة الوجود التاريخي لليهود في روسيا. تبقى الإجابة على السؤال حول سبب صمت العرب والمسلمين عن هذه الحقيقة غامضة. قد يعزى هذا الصمت إلى غياب المعرفة الدقيقة حول الموضوع، أو ربما إلى الخوف من تأثير هذا الخطاب على الوضع الراهن في المنطقة. لذا، فإن وجود جمهورية بيروبيجان وحقائقها يجب أن تناقش بشكل أعمق، إذ إن ذلك قد يفتح أبوابا للحوار وفهم أوسع للتاريخ المعقد للصراع العربي الإسرائيلي. جمهورية بيروبيجان تمثل حقيقة تاريخية تثبت أن لليهود موطنا آخر غير فلسطين، وأن الرواية الصهيونية التي بُنيت على فكرة "شعب بلا أرض" لم تكن سوى أداة لتبرير احتلال فلسطين. التعتيم عليها يخدم مصالح إسرائيل والغرب.


العرب اليوم
٢٧-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- العرب اليوم
هل من تغيير بعد التشييع؟
مع يوم تشييع الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله وخليفته هاشم صفي الدين، نشر موقع «شفاف» مقالاً مع فيديو عن جنازة الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين، بعنوان: «وفاة طاغية»، ومما جاء في المقال: «هنالك الأفلام السوفياتية الرسمية لجنازة الديكتاتور السوفياتي الذي نافسَ أدولف هتلر في عدد ضحاياه، وهنالك فيلم وحيد (غير رسمي) تم التقاطه من إحدى شرفات السفارة الأميركية في موسكو. إحدى اللقطات المقربة تُظهر التابوت مغطى باللون الأحمر ومزيناً بقبعة ستالين العسكرية الشهيرة، وتبدو فيه نافذة لرؤية وجهه للتأكد من وفاته. طبعاً، أقسمت القيادة السوفياتية على (الاستمرار في خط جوزيف ستالين)، لكن نيكيتا خروتشوف كشف في خطاب سرّي أثناء مؤتمر لـ(الحزب الشيوعي) عن أن ستالين كان ديكتاتوراً ومجرماً». نصل إلى مراسم دفن نصر الله وصفي الدين، التي كانت أكثر من عملية تكريم لقادة قتلهم العدو الإسرائيلي، فالتحشيد الذي سعى إليه المنظمون والجهد وتكلفة الاحتفال فاقت كل تصور، في الوقت الذي توقفت فيه «مؤسسة القرض الحسن» عن سداد إيداعات الزبائن، وأصبح معلوماً أن «الحزب» لم يدفع معاشات المقاتلين وعائلات الشهداء منذ بداية هذا العام. وقد نشط مَن بقي من القادة الميدانيين والنواب في الاتصال الحثيث بفعاليات لبنان من جميع الأطياف والإلحاح على حضورهم، إلا إن الجهد الأكبر كان السعي لتأمين حضور شعبي ضخم وعارم. ولقد أعلن رجال دين الطائفة الشيعية في خطب صلاة الجمعة التي سبقت الدفن أن حضور المراسم تكليف شرعي لا مناص منه مهما كانت الصعاب، وأن عدم الحضور هو عدم وفاء وتقدير لنصر الله وخليفته. وإلى جانب ذلك، أطلق «الحزب» أبواقاً في الإعلام التابع ومنصات التواصل نادت بشعارات المظلومية والإهانة للشيعة واتهام الدولة، ممثلة في رئيسها ورئيس الحكومة، بالخيانة والصهينة، وافتعل مؤيدون لـ«الحزب» أحداثاً، مثل «مظاهرات الدراجات»، كانت تطلق شعارات طائفية مستفزة في مناطق عدة. وأقفل بعض العناصر التابعين لـ«الحزب» طريق المطار الدولي؛ احتجاجاً على عدم إعطاء تصريح بالهبوط لطائرة «ميهان» الإيرانية، التي أعلنت إسرائيل أنها تنقل أموالاً إلى «الحزب» وحذرت بأن هبوطها سيؤدي إلى ضرب المطار. ثم افتعل بعض المؤيدين إشكالاً في صالة المسافرين بالمطار انتشرت صوره على منصات التواصل، وتعالت فيه صيحات مؤيدة لـ«الحزب» ومهينة لمن يعارضه. كل ذلك أحدث فوضى قبل تولي حكومة العهد الأولى مهامها التي، لأول مرة منذ عقود من الزمن، لا يملك «حزب الله» أي قدرة على تعطيل القرارات فيها. لم يحدث في أي بلد بالعالم أن تكون الدعوات ملحة لحضور مراسم دفن القادة كما فعل «الحزب»، ففي كل الجنازات يحدث تحرك شعبي عفوي دون دعوات ولا مناشدات، ويتدافع الناس من تلقاء أنفسهم وراء نعوش القادة الكبار لوداعهم حتى يُوارَوا الثرى. هكذا كانت جنازات المهاتما غاندي وجواهر لال نهرو في الهند، وجمال عبد الناصر، وياسر عرفات، وبشير الجميل، ورفيق الحريري، ووينستون تشرشل في بريطانيا، والملكة إليزابيث الثانية قبل 3 سنوات، التي وقف خلالها الناس لساعات طويلة على أرصفة الطرق لرمي زهرة وإلقاء تحية خلال مرور الموكب... وجميعها كانت حضوراً شعبياً عفوياً دون دعوات ولا مبارزة أو تبجح بأعداد الحضور التي مهما كبرت لا تُبنى بها دولة. إلا إن الأمر يتعدى قضية تشييع قادة لـ«حزب الله» اغتيلوا خلال المعارك، فقد ألحقت إسرائيل هزيمة عسكرية بـ«الحزب»، وفرضت «وقفاً لإطلاق نار» شروطه فعلياً استسلامٌ يشمل جميع أراضي لبنان، وبهذا تبخر وعد نصر الله الصادق الذي لخصه بعبارة: «نحمي ونبني»، وادعاءات ردع العدو بـ«الصواريخ الذكية» التي تصل إلى «ما بعد بعد حيفا». وقد لمس اللبنانيون عموماً، وبيئة «حزب الله» خصوصاً، أن وعود نصر الله لم تكن صادقة، وأن البناء تهدم ولم يستطع حمايتهم وهم في حالة ضياع بين واقع على الأرض يدل، بما لا جدال فيه، على أن «الحزب» مُني بهزيمة كبيرة، وما تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي على علوّ منخفض فوق بيروت خلال التشييع إلا تذكير بمن له الغلبة (خصوصاً أن تلك الطائرات، «إف35» و«إف16»، من النوع ذاته الذي رمى قنابله وأطلق صواريخه وقضى على الأمينَين)، وبين ادعاءات النصر التي يرددها قادة «الحزب» الذين يقولون إن «حزب الله» لما يزل موجوداً أمام جبروت وبطش أقوى جيوش العالم، «وعليه فهو منتصر»!. لقد سعى بعض القادة في «حزب الله»، الذين بقوا على قيد الحياة، وعلى رأسهم نعيم قاسم، إلى رفع المعنويات وتنفيس الاحتقان من خلال جنازة نصر الله وخليفته، وإظهار مدى تكاتف البيئة الشيعية من ورائه رغم تفوق إسرائيل العسكري الذي قتل وهدم وأحرق المدن والقرى. وهؤلاء القادة يعلمون جيداً أنه في اليوم التالي بعد الدفن لن يستطيعوا معالجة الأزمة المالية ولا فتح معابر الإسناد البرية، ولن يغيروا في بنود اتفاق وقف إطلاق النار التي تقيد حركة «الحزب» جنوب نهر الليطاني وشماله، وهؤلاء يعلمون أن عمليات التخريب والفوضى والتعطيل لن تجدي، وأنها ستواجَه بحزم لم يُختبر قبلاً. وفي قراءة لخطاب التأبين الذي ألقاه نعيم قاسم مؤشرات عدة بالتسليم لسلطة الدولة، و«دستور الطائف»، وحماية الوحدة الوطنية. إلا إن هناك البعض في «الحزب»، الذين يعارضون هذا التسليم ويعدّون أن المعركة مستمرة، سيحاولون إبقاء نهج الممانعة والمقاومة والتعطيل، تلبية لأوامر إيرانية، وسيكون على لبنان أن يتحمل نتائج أفعالهم قبل أن تتمكن الدولة من بسط كامل سلطتها.


الشرق الأوسط
٢٧-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- الشرق الأوسط
هل من تغيير بعد التشييع؟
مع يوم تشييع الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله وخليفته هاشم صفي الدين، نشر موقع «شفاف» مقالاً مع فيديو عن جنازة الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين، بعنوان: «وفاة طاغية»، ومما جاء في المقال: «هنالك الأفلام السوفياتية الرسمية لجنازة الديكتاتور السوفياتي الذي نافسَ أدولف هتلر في عدد ضحاياه، وهنالك فيلم وحيد (غير رسمي) تم التقاطه من إحدى شرفات السفارة الأميركية في موسكو. إحدى اللقطات المقربة تُظهر التابوت مغطى باللون الأحمر ومزيناً بقبعة ستالين العسكرية الشهيرة، وتبدو فيه نافذة لرؤية وجهه للتأكد من وفاته. طبعاً، أقسمت القيادة السوفياتية على (الاستمرار في خط جوزيف ستالين)، لكن نيكيتا خروتشوف كشف في خطاب سرّي أثناء مؤتمر لـ(الحزب الشيوعي) عن أن ستالين كان ديكتاتوراً ومجرماً». نصل إلى مراسم دفن نصر الله وصفي الدين، التي كانت أكثر من عملية تكريم لقادة قتلهم العدو الإسرائيلي، فالتحشيد الذي سعى إليه المنظمون والجهد وتكلفة الاحتفال فاقت كل تصور، في الوقت الذي توقفت فيه «مؤسسة القرض الحسن» عن سداد إيداعات الزبائن، وأصبح معلوماً أن «الحزب» لم يدفع معاشات المقاتلين وعائلات الشهداء منذ بداية هذا العام. وقد نشط مَن بقي من القادة الميدانيين والنواب في الاتصال الحثيث بفعاليات لبنان من جميع الأطياف والإلحاح على حضورهم، إلا إن الجهد الأكبر كان السعي لتأمين حضور شعبي ضخم وعارم. ولقد أعلن رجال دين الطائفة الشيعية في خطب صلاة الجمعة التي سبقت الدفن أن حضور المراسم تكليف شرعي لا مناص منه مهما كانت الصعاب، وأن عدم الحضور هو عدم وفاء وتقدير لنصر الله وخليفته. وإلى جانب ذلك، أطلق «الحزب» أبواقاً في الإعلام التابع ومنصات التواصل نادت بشعارات المظلومية والإهانة للشيعة واتهام الدولة، ممثلة في رئيسها ورئيس الحكومة، بالخيانة والصهينة، وافتعل مؤيدون لـ«الحزب» أحداثاً، مثل «مظاهرات الدراجات»، كانت تطلق شعارات طائفية مستفزة في مناطق عدة. وأقفل بعض العناصر التابعين لـ«الحزب» طريق المطار الدولي؛ احتجاجاً على عدم إعطاء تصريح بالهبوط لطائرة «ميهان» الإيرانية، التي أعلنت إسرائيل أنها تنقل أموالاً إلى «الحزب» وحذرت بأن هبوطها سيؤدي إلى ضرب المطار. ثم افتعل بعض المؤيدين إشكالاً في صالة المسافرين بالمطار انتشرت صوره على منصات التواصل، وتعالت فيه صيحات مؤيدة لـ«الحزب» ومهينة لمن يعارضه. كل ذلك أحدث فوضى قبل تولي حكومة العهد الأولى مهامها التي، لأول مرة منذ عقود من الزمن، لا يملك «حزب الله» أي قدرة على تعطيل القرارات فيها. لم يحدث في أي بلد بالعالم أن تكون الدعوات ملحة لحضور مراسم دفن القادة كما فعل «الحزب»، ففي كل الجنازات يحدث تحرك شعبي عفوي دون دعوات ولا مناشدات، ويتدافع الناس من تلقاء أنفسهم وراء نعوش القادة الكبار لوداعهم حتى يُوارَوا الثرى. هكذا كانت جنازات المهاتما غاندي وجواهر لال نهرو في الهند، وجمال عبد الناصر، وياسر عرفات، وبشير الجميل، ورفيق الحريري، ووينستون تشرشل في بريطانيا، والملكة إليزابيث الثانية قبل 3 سنوات، التي وقف خلالها الناس لساعات طويلة على أرصفة الطرق لرمي زهرة وإلقاء تحية خلال مرور الموكب... وجميعها كانت حضوراً شعبياً عفوياً دون دعوات ولا مبارزة أو تبجح بأعداد الحضور التي مهما كبرت لا تُبنى بها دولة. إلا إن الأمر يتعدى قضية تشييع قادة لـ«حزب الله» اغتيلوا خلال المعارك، فقد ألحقت إسرائيل هزيمة عسكرية بـ«الحزب»، وفرضت «وقفاً لإطلاق نار» شروطه فعلياً استسلامٌ يشمل جميع أراضي لبنان، وبهذا تبخر وعد نصر الله الصادق الذي لخصه بعبارة: «نحمي ونبني»، وادعاءات ردع العدو بـ«الصواريخ الذكية» التي تصل إلى «ما بعد بعد حيفا». وقد لمس اللبنانيون عموماً، وبيئة «حزب الله» خصوصاً، أن وعود نصر الله لم تكن صادقة، وأن البناء تهدم ولم يستطع حمايتهم وهم في حالة ضياع بين واقع على الأرض يدل، بما لا جدال فيه، على أن «الحزب» مُني بهزيمة كبيرة، وما تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي على علوّ منخفض فوق بيروت خلال التشييع إلا تذكير بمن له الغلبة (خصوصاً أن تلك الطائرات، «إف35» و«إف16»، من النوع ذاته الذي رمى قنابله وأطلق صواريخه وقضى على الأمينَين)، وبين ادعاءات النصر التي يرددها قادة «الحزب» الذين يقولون إن «حزب الله» لما يزل موجوداً أمام جبروت وبطش أقوى جيوش العالم، «وعليه فهو منتصر»!. لقد سعى بعض القادة في «حزب الله»، الذين بقوا على قيد الحياة، وعلى رأسهم نعيم قاسم، إلى رفع المعنويات وتنفيس الاحتقان من خلال جنازة نصر الله وخليفته، وإظهار مدى تكاتف البيئة الشيعية من ورائه رغم تفوق إسرائيل العسكري الذي قتل وهدم وأحرق المدن والقرى. وهؤلاء القادة يعلمون جيداً أنه في اليوم التالي بعد الدفن لن يستطيعوا معالجة الأزمة المالية ولا فتح معابر الإسناد البرية، ولن يغيروا في بنود اتفاق وقف إطلاق النار التي تقيد حركة «الحزب» جنوب نهر الليطاني وشماله، وهؤلاء يعلمون أن عمليات التخريب والفوضى والتعطيل لن تجدي، وأنها ستواجَه بحزم لم يُختبر قبلاً. وفي قراءة لخطاب التأبين الذي ألقاه نعيم قاسم مؤشرات عدة بالتسليم لسلطة الدولة، و«دستور الطائف»، وحماية الوحدة الوطنية. إلا إن هناك البعض في «الحزب»، الذين يعارضون هذا التسليم ويعدّون أن المعركة مستمرة، سيحاولون إبقاء نهج الممانعة والمقاومة والتعطيل، تلبية لأوامر إيرانية، وسيكون على لبنان أن يتحمل نتائج أفعالهم قبل أن تتمكن الدولة من بسط كامل سلطتها. إن الانقسام داخل قيادة «الحزب» سيستمر، وستستمر معه حال الضياع في البيئة بين الانهزام والانتصار؛ بين تسليم السلاح واستمرار المقاومة، إنما هذه المرة في الداخل اللبناني، وبين سلطان الدولة وفوضى الميليشيا المذهبية.