logo
#

أحدث الأخبار مع #حاتمالطائي

اقتصادنا.. تحديات وآمال
اقتصادنا.. تحديات وآمال

جريدة الرؤية

timeمنذ 14 ساعات

  • أعمال
  • جريدة الرؤية

اقتصادنا.. تحديات وآمال

حاتم الطائي ◄ انعكاسات الزخم الاقتصادي ما تزال غير ملموسة بالدرجة الكافية على المواطن ◄ مشروعات التطوير العقاري والسياحي تفتح الباب أمام مزيد من الاستثمارات النوعية ◄ لا بُد من التخلي عن ثقافة العمل الريعي والاتكالية وتمجيد السلبية والتوجه نحو الإنتاجية والإنجاز لا أحد يُنكر الزخم الذي يكتسبه اقتصادنا الوطني عامًا وراء عام، وما نُحققه من مُنجزات على صعيد الاقتصاد الكُلي من نمو في الناتج المحلي الإجمالي والدخل القومي واستقرار معدلات التضخم، وغيرها من المؤشرات، علاوة على التحسُّن الواضح في المالية العامة مع نجاح خطة التوازن المالي في ضبط الإنفاق العام وزيادة الإيرادات وخفض العجز المالي، والذي تحوَّل إلى فائض مالي خلال السنتين الماليتين الأخيرتين، مع تقديرات بمواصلة تحقيق هذا الفائض المالي في الموازنة العامة للدولة للعام الجاري 2025. لكن في المُقابل، فإنَّ انعكاسات هذا الزخم الاقتصادي على معيشة المواطن ما تزال غير ملموسة بالدرجة الكافية، ما يؤكد أنَّ ثمّة خللٍ يواجه النموذج الاقتصادي والتنموي الذي نسير عليه، ليس فقط من حيث تأثيراته على الحياة اليومية للمواطن، ولكن أيضًا فيما يتعلق بمعدلات نمو بعض المؤشرات، وفي مُقدمتها مؤشر الباحثين عن عمل الذي ما يزال يُراوح مكانه، فأعداد الباحثين عن عمل ما تزال مُرتفعة، وما يتم توفيره من وظائف كل عام لا يتماشى أبدًا مع العدد المُتزايد من الخريجين، أضف إلى ذلك أعداد المُسرَّحين من أعمالهم، وإن كانوا لا يمثلون عددًا كبيرًا، لكنهم يضيفون إلى العدد الإجمالي للعاطلين عن العمل، وهو المسمى الذي يجب أن نستخدمه بكل واقعية. نقول ذلك، وقد شهدنا خلال الأسبوع الماضي إطلاق حُزم من المشاريع العقارية والسياحية العملاقة، والتي تستقطب استثمارات بأكثر من 2.3 مليار ريال، تتضمن إنشاء مُدن ذكية ومشروعات عقارية وسياحية، يُنفذها أكبر المطورين العقاريين على مستوى الشرق الأوسط، ومن المؤكد أنَّ هذه المشاريع ستضُخ دماءً جديدة في شرايين اقتصادنا الوطني، وستعمل على توفير المزيد من فرص العمل للشباب، وستُحدث انتعاشة مأمولة، خاصة وأن الاستثمار في القطاع العقاري يُعد الأكثر أمانًا، لما يُحقِّقه من قيمة مضافة؛ سواءً للمالك (المستثمر) أو المنظومة الاقتصادية ككُل، علاوة على أنَّ هذه المشاريع تُسهم في تطوير العديد من المناطق، وتُحقق الاستغلال الأمثل لما يملكه وطننا الحبيب من مقومات. ولا ريب أنَّ مشروع "الجبل العالي" في الجبل الأخضر وما يُتيحه من إمكانية التملك الحُر، سيلقى الكثير من النجاح؛ كون ولاية الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية، منطقة استثنائية على مستوى دول الخليج، من حيث اعتدال الطقس وما تنعم به من هدوء في أحضان الطبيعة الخلابة، وسيكون "الجبل العالي" أهم منتجع سياحي في دول الخليج قاطبةً، وسيُنافس كل المنتجعات السياحية، ليس مستوى دولنا فقط، ولكن على مستوى الشرق الأوسط وآسيا، خاصة في ظل المعايير العالمية التي سيتم تنفيذ المشروع وفقها، وما يتضمنه من منتجات تُلبي احتياجات الأفراد، سواء من الوحدات السكنية أو الترفيهية. لقد كتبنا كثيرًا عن ضرورة تحقيق التنمية السياحية في الجبل الأخضر، وأهمية تحويل هذه الجنَّة الخضراء إلى منتجعات سياحية ومجمعات سكنية مُتكاملة، لكي نُحقق التنمية المُستدامة والشاملة، ويستفيد أبناء الجبل الأخضر من هذه التنمية، في صورٍ عدة. ومثل هذه المشاريع لا تخدم جهود التنمية وحسب؛ بل إنها تفتح الباب أمام جذب المزيد من الاستثمارات، وتنويع المشاريع، والعمل على التوجه نحو نموذج أكثر تطورًا واستدامةً في التنمية السياحية والعقارية؛ الأمر الذي سيعود بالنفع على اقتصادنا الوطني، ويخلق المزيد من فرص العمل، ويضمن توسعة القاعدة الاقتصادية للقطاع الخاص. ونظرًا لأنَّ الاقتصاد يعمل وفق تأثير "الدوائر المترابطة" التي تتأثر ببعضها البعض، فمن الضروري العمل على مواجهة التحديات التي تواجه تمكين القطاع الخاص، مثل: تبسيط الإجراءات وإتاحة التمويل منخفض التكلفة عبر طرح حلول تمويلية بأسعار فائدة لا تتعدى 3%، حتى يتمكن هذا القطاع الحيوي من النهوض بمسؤولياته في بناء الوطن وخلق فرص العمل للشباب، وهي القضية الأكثر إلحاحًا؛ إذ إنه رغم ما أطلقه البنك المركزي العُماني، مشكورًا، من مبادرات طموحة، إلّا أنَّ القطاع الخاص يترقب المزيد من التفاصيل والآليات للاستفادة من هذه المبادرات الطموحة، والتي تعوِّل عليها الشركات كثيرًا من أجل تحقيق الانتعاشة المأمولة. ومن بين الحلول التي نأمل اتخاذها لإنعاش الاقتصاد، ضرورة مواصلة زيادة رأس مال بنك التنمية؛ حيث إن الزيادة التي شهدها خلال العام الماضي، يجب أن تتبعها زيادات تُسهم في تذليل عقبات التمويل وإتاحته أمام أكبر عدد ممكن من المستثمرين، وأداء دوره الوطني كمموِّل للمشاريع التنموية. كما يتعين العمل على تحديث التشريعات بصفة مستمرة، لضمان مواكبتها للمتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية، والتي بدأت تؤثر على اقتصادنا، دون أن يكون لنا أي علاقة بها. ولا شك كذلك أن أي قرار اتُخذ خلال الفترة الأخيرة، لم يخدم الصالح العام ولا بيئة الاستثمار، يجب التراجع عنه فورًا، والبحث عن حلول بديلة، لا سيما القرارات الشعبوية التي لم تهدف إلّا إلى إلقاء مزيد من الأعباء على القطاع الخاص، ولا سيما المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والتي أُجزمُ أنها إذا ما كانت مُستعدة بالدرجة الكافية لتوظيف الباحثين لسارعت إلى ذلك دون تردد. وهُنا، أهمسُ في أذن الشباب وكذلك المسؤولين، بأهمية تغيير ثقافة العمل، من خلال تبنِّي مفهوم مُغاير للعمل، يقوم على تقديس قيمة العمل، وترسيخ المهنية والجودة في كل تفاصيل أعمالنا. كما أُسدي النصح إلى أصحاب الأعمال- وتحديدًا المؤسسات الصغيرة والمتوسطة- بأن يبتعدوا عن ثقافة العمل الريعي الذي لا مجهود فيه، وأن يتجهوا إلى العمل القائم على العطاء اليومي والإنتاجية، وهذا يتطلب الكف عن تمجيد التفكير السلبي والاتكالية، كما يجب على أصحاب المشاريع أن يبتعدوا عن المظاهر والشكليات والزخرفة التي لا تُضيف لمعنى الحياة أي جديد. وفي هذا السياق، ومن موقعي في عالم الإعلام، أؤكد أنَّ لوسائل الإعلام دور فاعل للغاية في إبراز قصص النجاح التي تقوم على الجدية والمثابرة في العمل، ولنا مثال بتجربة شباب نزوى في تطوير "حارة العقر" وتحويلها من خرابات إلى نقاط جذب سياحي، وفرص عمل للشباب، ونأمل أن تكون نموذجًا يُحتذى به في تطوير المواقع التراثية والاستفادة منها في تحقيق عائد اقتصادي مُجدٍ في مختلف الولايات. وعندما نتحدث عن الولايات والمُحافظات، لا بُد من الإشارة إلى أدوار المُحافظين في إدارة الملف الاقتصادي وتطوير اقتصاد المحافظات بما يُلبي الطموحات؛ حيث إنَّ كل محافظة تتمتع بميزة تنافسية، ما يُسهم في خلق التكامل الاقتصادي بين المحافظات. وفي هذا الإطار، لا بُد من بذل كل الجهود من أجل التخلص من البيروقراطية، والتركيز على الإنجاز الحقيقي، وأن يخرج المسؤولون من مكاتبهم وينتقلون إلى أرض الواقع لمتابعة أنشطة مؤسساتهم التي يُديرونها، خاصةً وأنا نُعاني من تضخم الإجراءات الإدارية على حساب الإنجاز. وعلى صعيد التعاون الدولي، نؤكد مُجددًا أنَّ الدبلوماسية الاقتصادية التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- تُحقق نجاحات غير مسبوقة، لكن في الوقت نفسه على الوزارات المعنية الاستفادة من مذكرات التفاهم واتفاقيات التعاون التي نوقعها مع مختلف الدول، وكذلك الحال بالنسبة للتحالفات الاقتصادية الدولية، من خلال تعزيز التعاون مع عدد من المجموعات والتحالفات الدولية، مثل مجموعة آسيان، و"بريكس" وغيرها، لتعميق الأداء الاقتصادي. ويبقى القول.. إنَّ مواجهة التحديات ضرورة وطنية، تستلزم تكاتف الجهود والسعي الحثيث من أجل تنفيذ مُستهدفات رؤية "عُمان 2040"، وذلك يتطلب إرادة صلبة وجدية في العمل، من أجل بناء اقتصادنا، خاصة وأنَّه صغير نسبيًا، ما يعني وجود فرص هائلة من أجل التطوير والنهوض الحقيقي به، لضمان تنوُّعه واستدامته.

أرقام اقتصادية
أرقام اقتصادية

جريدة الرؤية

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • أعمال
  • جريدة الرؤية

أرقام اقتصادية

حاتم الطائي ◄ جلالة السلطان يقود "الدبلوماسية الاقتصادية" لدفع عجلة النمو ◄ مساعٍٍ حثيثة لجذب الاستثمارات الأجنبية وتوسيع العلاقات الاقتصادية مع العالم ◄ النمو الاقتصادي في عُمان يمضي بخطوات مُتدرِّجة نحو الازدهار والرخاء يمضي اقتصادنا الوطني في مساره الواعد نحو مزيد من الازدهار والتقدُّم، وهو ما تكشف عنه وتُؤكده الأرقام المُعلنة من الجهات المختصة، والتي تؤكد جميعها أننا نسلك السبيل الأمثل لتحقيق ما يصبو له الجميع من انتعاش اقتصادي وتحسُّن في مستوى المعيشة، علاوة على زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وهي جميعها مؤشرات تعكس جاذبية عُمان بفضل ما توفره من حوافز وتسهيلات استثمارية، علاوة على المقومات الواعدة والموقع الإستراتيجي الفريد، والاستقرار السياسي والاقتصادي الذي ينعم به وطننا في قلب منطقة مُلتهبة بالصراعات. ولا أدل على ذلك مما كشفته وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، بأن حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في سلطنة عُمان تجاوز حتى نهاية عام 2024 أكثر من 30 مليار ريال عُماني، بزيادة نحو 4.58 مليار ريال عُماني مقارنة بالربع الرابع من عام 2023، وهي أرقام تترجم الجهود المتواصلة منذ سنوات لترسيخ مكانة عُمان كنقطة جذب محورية للاستثمارات الأجنبية، وسط توقعات بمزيد من الاستثمارات، في ظل المساعي الحثيثة لاستقطاب رؤوس الأموال. وهنا تحديدًا، نُثمِّن عاليًا الرؤية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- والذي يقود الدبلوماسية الاقتصادية بحنكةٍ واقتدار. وتكفي الإشارة إلى أنَّ جلالته- أعزه الله- وفي أسابيع معدودات، توجَّه شرقًا وغربًا، لدعم جهود جذب الاستثمارات، فكانت زيارات جلالته السامية إلى كلٍ من هولندا وروسيا والجزائر، وهي زيارات استهدفت في الأساس تعزيز العلاقات الاقتصادية وتمتين عُرى الشراكة الاستثمارية مع هذه الدول، والتي تجمعنا بها علاقات صداقة وأخوة كبيرة. ففي زيارة جلالته إلى مملكة هولندا شاهدنا حجم الاحتفاء الملكي بقائد عُمان المُفدّى، والتأكيد المُشترك على تطوير التعاون والشراكة في المجالات الاقتصادية، وقد شهدت هذه الزيارة الإعلان عن شراكة عُمانية هولندية لإنشاء أول ممر تجاري بحري في العالم لنقل الهيدروجين المسال، في ربطٍ مباشرٍ بين ميناء الدقم وميناءي أمستردام ودويسبورغ في هولندا، بمشاركة 11 شركة، ما يعكس الجهود المتواصلة لترسيخ مكانة عُمان كمركز عالمي لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر، فضلًا عن كون هذا الممر بمثابة نقطة تحول استراتيجي نحو شراكة اقتصادية تدعم التنويع الاقتصادي، وتعزز الابتكار، وتضمن أمن الطاقة العالمي، ويؤكد دور عُمان في بناء مستقبل أكثر استدامة، ليس فقط على أرضنا الطيبة، ولكن للعالم أجمع؛ حيث إن استخدام طاقة الهيدروجين الأخضر تُعزز من جهود خفض الانبعاثات وتقليل البصمة الكربونية. ولم تمُر سوى أيام قليلة، وانطلقت الطائرة السلطانية نحو أقصى الشرق الأوروبي؛ حيث روسيا الاتحادية بقوتها الاقتصادية الكبيرة، ومكانتها المرموقة في منظومة الطاقة العالمية وسوق الحبوب الدولي، لتبدأ مرحلة جديدة من العلاقات العُمانية الروسية، انعكست في حفاوة الاستقبال لجلالته في قصر الكرملين؛ حيث كان في مقدمة مستقبليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما تجلت هذه العلاقات المتطورة في التوافق الثنائي بين زعيمي البلدين على ضرورة فتح آفاق جديدة من الشراكة والاستثمار بين الدولتين. وخلال هذه الزيارة، نشطت الدبلوماسية الاقتصادية، وكانت ثمارها التوقيع على اتفاقية وبروتكول تعاون و9 مذكرات تفاهم، ولعل أبرز النتائج الإعفاء المُتبادل من التأشيرات لمواطني البلدين، وهي خطوة هائلة تخدم جهود جذب الاستثمارات، واستقطاب السُيّاح الروس، في إجراء يدعم بقوة جهود التنويع الاقتصادي، وبصفة خاصة في القطاع السياحي الواعد، لا سيما وأن السُيّاح الروس يبحثون عن الأجواء المُشمسة والشواطئ الخلابة والطقس الدافئ الذي يفتقدونه في بلادهم القريبة من القطب الشمالي؛ ولذلك نتوقع قفزة كبيرة في معدلات السياحة الوافدة من روسيا. أضف إلى ذلك إنشاء لجنة اقتصادية مشتركة بين عُمان وروسيا، تتولى مهمة التنسيق في مختلف القطاعات الاقتصادية، والتي يُتوَقّع لها أن تشهد نقلة نوعية خلال المرحلة المقبلة، خاصة مع بدء التباحث حول تنفيذ مشروعات مشتركة في قطاعات حيوية. وخلال الأسبوع الماضي، توجه جلالة السلطان المُعظم- حفظه الله- إلى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة، وأجرى محادثات بنّاءة مع فخامة عبدالمجيد تبون رئيس الجزائر، وأسفرت المباحثات عن إنشاء صندوق استثماري عُماني جزائري مشترك بقيمة 115.4 مليون ريال، والاتفاق على التعاون في مجالات الطاقة المتجددة والصناعات الدوائية والزراعة والثروة السمكية. ولعل من أبرز النتائج الاقتصادية لهذه الزيارة، أن قائدي البلدين طالبا الجهات المعنية في عُمان والجزائر بالتعجيل في المشاريع المشتركة في صناعة السيارات والطاقة والأدوية. وعلى المستوى الداخلي، يستعد ميناء صحار لتنفيذ مشروع "مرسى" وهو الأول من نوعه في الشرق الأوسط لتزويد السُفن بوقود الغاز الطبيعي المُسال، بتكلفة 1.6 مليار دولار، وهو مشروع يمثل نقلة نوعية في دعم التحول نحو الطاقة مُنخفضة الانبعاثات، ويُعزز مجددًا عُمان كمركز إقليمي موثوق في قطاع الطاقة. وفي شناص، من المقرر البدء في تنفيذ أعمال تطوير الميناء باستثمارات تتجاوز 77 مليون ريال عُماني، علاوة على بدء تشغيل الخط البحري بين شناص وبندر عباس في إيران بنهاية العام الجاري. شهدنا كذلك تنويعًا اقتصاديًا لافتًا؛ منه ضخ استثمارات بـ90 مليون ريال في قطاع الصناعات الدوائية في محافظة ظفار، بفضل ما يُقام من مصانع لإنتاج الأدوية واللقاحات والمستلزمات الطبية. وفي نزوى، تكشف الأرقام أن عدد المشاريع المُوطَّنة في المدينة الصناعية بنزوى وصل إلى 186 مشروعًا بإجمالي حجم استثمارات يتجاوز 504 ملايين ريال عُماني. وخلال الشهر الماضي، جرى التوقيع على اتفاقية بقيمة 70 مليون ريال لإنشاء المرحلة الأولى من مصنع إنتاج توربينات الرياح بشراكة عُمانية صينية في الدقم. وعلى مستوى التجارة الخارجية، نجحت سلطنة عُمان في تسجيل فائض تجاري بنحو 7.5 مليار ريال عُماني، في عام 2024، بفضل نمو الصادرات العُمانية، وهو مؤشر اقتصادي مُهم، يعكس حركة الإنتاج المحلي. ما سبق غيض من فيض الأرقام التي تنشرها مختلف الوزارات والهيئات، وجزء يسير من منظومة اقتصادية تنشط بقوة بتوجيهات سامية من جلالة السلطان، الذي لا يدَّخر جهدًا من أجل دفع عجلة اقتصادنا الوطني إلى الأمام. ومثل هذه الخطوات تؤكد أن تحسُّن مستوى معيشة المواطن يتحقق تدريجيًا، سواء من خلال ما يتم طرحه من فرص عمل، والتي نأمل أن تزيد خلال الفترة المقبلة، أو عبر ما تجنيه المؤسسات والشركات من عائدات إيجابية ترفد بها الخزانة العامة للدولة. ويبقى القول.. إنَّ النمو الاقتصادي في عُمان يسير بخطى مُتسارعة في ظل بيئة إقليمية وعالمية مليئة بالتوترات، إلّا أن المقومات الاستراتيجية لوطننا وما يُقدَّم من حوافز استثمارية، تمثل الركيزة الأساسية لانطلاق اقتصادنا الوطني إلى آفاق أرحب من النمو والازدهار؛ لكي ينعم المواطن بخيرات وطنه ويجني ثمار النهضة المتجددة.

عُمان والرسوخ الدبلوماسي
عُمان والرسوخ الدبلوماسي

جريدة الرؤية

time٢٦-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • جريدة الرؤية

عُمان والرسوخ الدبلوماسي

حاتم الطائي ◄ الدبلوماسية العُمانية ترتكز على العلاقات المتوازنة والطيبة مع الجميع ◄ التوجه شرقًا لا يعني الابتعاد عن الغرب ويعكس رؤية عميقة لواقع العالم اليوم ◄ تسهيل التملك العقاري للأجانب وتيسير التمويل المصرفي بات من الضروريات يقود حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- هذا الوطن العزيز نحو مرافئ المجد والازدهار، ولا أدل على ذلك من الزيارات التاريخية التي يقوم بها جلالة عاهل البلاد المُفدّى لعدد من دول العالم، فضلًا عن الزيارات التي يقوم بها جلالته- أيده الله- إلى الدول الشقيقة، وهي جميعها زيارات تُعزِّز من رسوخ عُمان دبلوماسيًا، وتؤكد النهج السامي باعتماد الدبلوماسية الاقتصادية مسارًا لتطوير العلاقات مع مختلف الدول، وترجمتها بما يعود بالنفع على اقتصادنا الوطني. لقد نجحت سلطنة عُمان على مدى عقود طويلة، في أن تؤسس لدبلوماسية يُشار إليها بالبنان، تعتمد في جوهرها على العلاقات الطيبة مع الجميع، وترجمة المقولة الخالدة "أريد أن أرى جميع الدول أصدقاء لعُمان"، وهو ما تحقق بالفعل، وما يزال يتطور بصورة تفوق التوقعات. ولقد أتاحت الدبلوماسية العُمانية تحت قيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أيده الله- حرية الحركة لدولتنا، شرقًا وغربًا، شمالًا وجنوبًا، ورغم التحديات التي تعصف بالعالم، والاستقطابات الكبرى التي تؤثر على الجميع، استطاعت عُمان أن تتخذ مسارًا فريدًا، ينطلق من سيادتها واستقلالية قرارها الداخلي والخارجي.. مسارٌ يُتيح لها بناء علاقات صداقة مع الجميع، بعيدًا عن التحالفات ذات الصبغة الاستقطابية، أو الاعتماد على دولة أو أخرى في أي مجال من مجالات العمل، اقتصاديًا أو سياسيًا. وخلال الأسبوعين الماضيين، اتجهت عُمان شرقًا وغربًا في آنٍ واحد، للتأكيد على حُرية الحركة في الفضاء السياسي والاقتصادي في العالم، فكانت البداية بزيارة مملكة هولندا، أحد أقدم الأنظمة السياسية في أوروبا الغربية، ذات الثقل الاقتصادي الرائد في قطاعات الطاقة بالمقام الأول، إلى جانب قطاعات اقتصادية أخرى مثل الموانئ واللوجستيات والقطاعات الزراعية والغذائية، وغيرها. وتُوِّجت الزيارة بالتوقيع على اتفاقية إنشاء أول ممر لوجستي في العالم لنقل الهيدروجين المُسال من سلطنة عُمان إلى أوروبا، بشراكة عُمانية هولندية ألمانية، تضم 11 شركة، وهو ما يعكس بجلاء قدرة شركاتنا الوطنية على تنفيذ أكبر المشاريع العالمية العابرة للقارات، بفضل الكفاءات الوطنية التي تحمل أفضل التخصصات العلمية والخبرات العملية. النهج الذي اتبعه جلالته- أيده الله- في هذه الزيارة، يؤكد الحرص الشديد على الاستفادة من عمق العلاقات مع مملكة هولندا، وهي العلاقات التي تمتد لأكثر من 400 سنة، تعكس عراقة التاريخ المشترك، وقوة الوشائج التي تربط البلدين الصديقين، وما الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تمخضت عن هذه الزيارة سوى ترجمة صادقة لمعاني الشراكة والصداقة بين عُمان وهولندا، وهي شراكة وصفها جلالة السلطان بأنها "ديناميكية"، وأن البلدين يشتركان في "خصال تشكل أسسًا جوهرية في الهوية الحضارية للبلدين". وتأكيدًا على هذه العلاقات القوية، تبادل جلالة السلطان وملك هولندا أعلى الأوسمة؛ في تقدير مشترك لمكانة البلدين ومستوى الشراكة الذي وصلا إليه. ولم يمض أسبوع، حتى توجهت بوصلة الطائرة العُمانية "صحار" صوب الشرق، وتحديدًا في المنطقة الأوراسية؛ حيث تمتد واحدة من أعرق الإمبراطوريات في العالم، إنِّها روسيا الاتحادية، إحدى القوى العظمى في العالم، والتي فتحت أبوابها على مصراعيها لاستقبال الضيف الكبير جلالة السلطان المُعظم- أعزه الله- في مشهد أسطوري يمزج تقاليد روسيا القيصرية مع مراسم الاحتفاء الرئاسي بسلطاننا المُفدّى؛ ما يُؤكد الأهمية التاريخية لهذه الزيارة في توقيت لافت للغاية، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي العالميين. والتوجه شرقًا لا يعني الابتعاد عن الغرب؛ فالعلاقات المُتوازِنة سِمة عُمانية خالصة، وتعكس رؤية عميقة لواقع العالم اليوم، عالم لم تعد أحادية القطبية هي المُهيمنة عليه، كما كان الوضع منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، والذي تعمق بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في مطلع تسعينيات القرن الماضي. وهذا التنويع في مستوى العلاقات، بين الشرق والغرب، يُؤكد أنَّ عُمان تعي تمامًا حجم المتغيرات العالمية، وحاجة المجتمع البشري الإنساني لعلاقات أساسها التعادل في ميزان القوى العالمية، حتى لا تجور واحدة على الثانية، ولا تُهيمن إحداها على الأخرى. وحرصًا على ترجمة هذه العلاقات المتنوعة إلى واقع يُستفاد منه في تحقيق الأهداف، ولا سيما الاقتصادية منها، كان لزامًا أن تُترجَم إلى فرص ومشاريع ثنائية، مع تذليل المُعوقات بأنواعها، وهو ما تحقق جانب منه خلال الزيارة، فقد وقعت عُمان وروسيا على اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرات لمواطني البلدين، وهي خطوة تاريخية من شأنها أن تنهض بالقطاع السياحي في عُمان، خصوصًا وأن الطقس في عُمان، من أكثر أنواع الطقس تفضيلًا لدى السائح الروسي، الذي يعشق أجواء المياه مع الشمس، ويستمتع بالطبيعة الخلابة، وهذه كلها مقومات عُمانية تتوافر طيلة العام في مختلف الولايات. كما أثمرت الزيارة عددًا من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبروتوكولات، بما يحقق المنافع المُتبادلة لكلا البلدين، لا سيما في جوانب الاستثمار والقطاعات الاقتصادية، التي تمثل الركيزة الكبرى لانطلاقتنا نحو المستقبل. لكن في المقابل، لا بُد من اتخاذ خطوات جريئة تدعم جذب المزيد من الاستثمارات، وتحديدًا الروسية منها، منها ضرورة تبسيط إجراءات التملك العقاري للأجانب، بهدف الاستفادة من زخم هذه الزيارة وجذب المستثمرين الروس وغيرهم الذين يبحثون عن ملاذات آمنة لاستثماراتهم، وأُجزم أنه لا بلد أكثر أمنًا من هذا الوطن العزيز عُمان. ومثل هذه الخطوة ستساعد على إنعاش القطاع العقاري الذي يُعاني حاليًا من حالة ضعف نخشى أن تتحول إلى ركود، ومن ثم تتراجع جاذبيته محليًا وإقليميًا ودوليًا، خاصةً وأنَّ تملك الأجانب محصور بصورة ضيقة للغاية على مناطق تُعد على أصابع اليد الواحدة في مسقط مثلًا، وأماكن محدودة بشدة في ولايات أخرى. إننا في حاجة ماسة إلى مواكبة التوجهات السامية في تنويع الاقتصاد ومصادر الدخل، لا سيما على مستوى التشريعات وتحديثها بشكل مُستمر بما يتوافق مع احتياجات السوق والمواطن والمستثمر. علاوة على ضرورة تيسير إجراءات التمويل المصرفي بين عُمان وروسيا، بعيدًا عن نظام "سويفت"، لأنَّ ذلك سيفتح أبوابًا كبيرة من التدفقات الاستثمارية إلى عُمان. ويبقى القول.. إنَّ التحركات الدبلوماسية لعُمان شرقًا وغربًا من شأنها أن تُعزز من سعيها الحثيث لتحقيق الأهداف الطموحة، وفي مقدمتها مُستهدفات رؤية "عُمان 2040"، لكن لا بُد من أن يُواكب المسؤولون والجهات المعنية بالتشريع وسن القوانين تلك التحركات، وأن يستلهموا من الحكمة السامية ما يساعدهم على تقديم الأفضل لعُمان وشعبها.

"كوريا الآسرة".. مغامرة صحفية امتزجت بسحر الطبيعة والتقدم الصناعي
"كوريا الآسرة".. مغامرة صحفية امتزجت بسحر الطبيعة والتقدم الصناعي

جريدة الرؤية

time١٦-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • جريدة الرؤية

"كوريا الآسرة".. مغامرة صحفية امتزجت بسحر الطبيعة والتقدم الصناعي

◄ النهضة الصناعية في كوريا لم تؤثر على جمال الطبيعة الخلابة ◄ ثنائية الحفاظ على البيئة والتطور التكنولوجي في كوريا نموذج يحتذى به ◄ مؤتمر الصحفيين العالمي سلط الضوء على القضية الفلسطينية بكل شجاعة ◄ المؤتمر ناقش الذكاء الاصطناعي وتغير المناخ ومستقبل الإعلام ◄ السفير زكريا السعدي رسول سلام وإخاء من عُمان إلى الشعب الكوري الصديق ◄ أغلب الطلبة العُمانيين في كوريا يدرسون الزمالة في تخصصات طبية ◄ تحول المنطقة منزوعة السلاح إلى مزار سياحي بارز دليل على عبقرية الشعب الكوري ◄ جزيرة جيجو منتجع سياحي مفتوح للاسترخاء والراحة ◄ مدينة أنسونغ سلة فواكه وخضراوات في كوريا ◄ عنب "شاين مسقط" المفاجأة الكبرى في كوريا ◄ العنب العُماني الأصل أجود الأنواع وأغلاهم سعرًا ◄ زراعة "شاين مسقط" في الجبل الأخضر تفتح آفاقًا واعدة سيول (كوريا)- حاتم الطائي ثمّة مثل كوري يقول "غو-ساينغ غيوت-إيه ناكي إيون-دا"؛ أي في نهاية المشقة تأتي السعادة، فبعد 10 ساعات من الطيران، من بينها ساعتان ترانزيت، أي قرابة نصف يوم كامل، قضيتها في رحلة رائعة من مسقط إلى سيول عاصمة كوريا الجنوبية، أسابق الزمن بخيالي لكي أصل في أسرع وقت إلى تلك المدينة الآسرة، التي خطفت قلبي وعقلي قبل سنوات.. وبينما أجلس على مقعدي في الطائرة، تذكرتُ عبارة ساحرة قرأتها قبل سنوات تقول "هناك وطن يتلبَّسُك"؛ أي يُسيطر على أفكارك ومشاعرك ويأسرك بجماله وتقدمه ونهضته، والوطن لا يعكس المعنى الحرفي للكلمة؛ بل المقصود الجغرافيا والطبيعة والأرض والنَّاس. والعاصمة سيول واحدة من أجمل وأفخم المدن التي يمكن للمرء العيش فيها، وتُصنَّف في المركز الثاني على قائمة المدن الأعلى جودة للحياة، لا سيما وأنها تتميز بتنظيم عالي المستوى، ونظافة فائقة، وتشتهر بتنوع حضاري وثقافي مُبهر. والإبهار هنا ليس فقط إبهارًا بصريًا، لما تراه عيناك من جمال مُدهش، لكنه كذلك إبهار إنساني، بما صنعه المواطن الكوري من نهضة تنموية وحضارية غير مسبوقة، وتعكس إصرارًا مُذهلًا على التطور والازدهار. الطبيعة والصناعة ورغم أن كوريا تهتم كثيرًا بالتصنيع، إلّا أن الطبيعة الجميلة تُدهشك في كل مكان تطأه قدماك؛ فالمساحات الخضراء تنتشر، وتتألق بألوان الزهور المختلفة، وترسم صورة جمالية فريدة لما يمكن أن تكون عليه مدن المستقبل، التي ترتكز على النهج الحداثي مع الحفاظ على الطبيعة. والزائر لكوريا الجنوبية، يستطيع بكل سهولة أن يلحظ مستوى النهضة الصناعية، والتي ترتكز في جوهرها على الشراكة بين القطاعين العام والخاص، تستهدف رفعة البلد وتقدمه في شتى المجالات. وربما أول شركة قد تتبادر إلى أذهان البعض عندما يقع على سمعه اسم "كوريا"، هي شركة سامسونج المتخصصة في الإلكترونيات، وكذلك شركة هيونداي وإل جي وكيا، لكن الأجمل أن نعرف شركات أخرى لها تأثير عالمي في مسارات الصناعات التكنولوجية، لكنها ربما لا تحظى بنفس شهرة العلامات التجارية التي نستخدمها تقريبًا في حياتنا اليومية. ومما لفت نظري أن سيول الكبرى تضم مراكز تكنولوجية معروفة مثل جانغنام ومدينة الإعلام الرقمية، وغيرها من الصناعات المتقدمة. مؤتمر الصحفيين العالمي ولقد سنحت لي فرصة المشاركة في أعمال مؤتمر الصحفيين العالمي "WJC" لعام 2025، والذي نظمته جمعية الصحفيين الكورية التي يرأسها بارك جونغ، وشارك فيه صحفيون من أكثر من 60 دولة حول العالم. وعُقد هذا المحفل الإعلامي الدولي البارز برعاية من وزارة الخارجية الكورية ووزارة الثقافة والرياضة والسياحة وهيئة الصحافة في كوريا. المؤتمر ناقش- على مدى عدة أيام- دور الذكاء الاصطناعي كمحور أساسي في الإعلام، وحقوق النشر والتحديات الأخلاقية، وتأثير الثورة الصناعية الرابعة على الإعلام. فيما تضمن المحور الثاني تغيُّر المناخ في العالم وأهمية رفع الوعي بالتحديات التي تواجه البشرية نتيجة التغير المناخي. وشهدت النقاشات تقديم أوراق العمل مُثرية وعروض تقديمية عكست عمق المحتوى ونبوغ المشاركين من مختلف المؤسسات الإعلامية حول العالم والمعنيين بقطاع الإعلام والصحافة عامة. كان لافتًا للغاية من خلال النقاشات، مدى الوعي الكبير والتعاطف مع القضية الفلسطينية من مختلف دول العالم، ومتابعة ما يجري في فلسطين يوميًا؛ الامر الذي عكس ما حققته القضية الفلسطينية من انتصارات شعبية حول العالم، في ظل ما يتعرض له الأشقاء في قطاع غزة من حرب إبادة وحشية. في ضيافة السفير العُماني لم تكن هذه الزيارة إلى كوريا الأولى بالنسبة لي، لكن في كل مرة أزور فيها هذا البلد، أستكشفُ أبعادًا جديدة، وأقوم بجولات مختلفة، ومن حُسن الطالع أن تزامنت هذه الزيارة مع إجازة عيد الفطر المبارك، كي أخوض تجربة مختلفة، وأرى كيف يحتفل العُمانيون المغتربون في مشرق الأرض بهذه المناسبة. وكانت الفرصة الأجمل في هذه الزيارة، أن تلقيت دعوةً كريمة من سعادة الشيخ زكريا بن حمد السعدي سفير سلطنة عُمان في كوريا، والذي استضافنا في منزله لتناول الغداء بصحبه كوكبة من الإخوة العُمانيين المقيمين في سيول، ولقد كان لقاءً مليئًا بمشاعر الود، ومحفوفًا بالسمت العُماني الطيب، من كرم الضيافة وطيب الجلسة، فضلًا عن حيوية الموضوعات التي تناقشنا حولها. وكم غمرتني مشاعر الفخر والزهو عندما علمت أن مُعظم الحضور من أبناء عُمان البررة المتفوقين في الطب، والذين يعيشون في كوريا طلبًا للعلم؛ حيث يدرسون الزمالة في المستشفيات الكورية. وفي تلك اللحظات الآسرة، وبينما نتجاذب أطراف الحديث، مرت أمام بصري مشاهد تخيُّلية وكأنها فيلم سينمائي أخرجته بنفسي؛ إذ تصورتُ هؤلاء الطلبة في عصر آخر في قديم الزمان، يمخرون عباب البحر على متن سفينة مكتوب على جانبها "أسياد عُمان"، رافعين صورة الملاح العظيم أحمد بن ماجد، قادمين إلى ميناء بوسان الكوري، قادمين من صحار؛ حيث أبحرت سفينتهم، التي تُشبه سفننا القديمة، التي كان يصنعها العُمانيون في صور. مرت هذه المشاهد سريعًا وإذا بهؤلاء الطلبة أراهم اليوم بالمعاطف البيضاء حاملين بين أيديهم أجهزة طبية يكشفون بها على المرضى الكوريين، ليقدموا لهم الوصفات الطبية الناجعة. أشعرتني هذه الزيارة في بيت سعادة الشيخ السفير، وكأنني في عُمان، فالجميع تقريبًا يرتدي الدشداشة والمصر العُماني المميز بألوانه الزاهية، يأخذون العلوم ويتبادلون أطراف الحديث، نمدُ أيدينا لتناول التمر مع القهوة العُمانية اللذيذة، ثم يأتي موعد الغداء، ونجد أنفسنا في قلب وليمة عُمانية شهية، تزخر بأشهى أطباق العرسية والهريس والقلية، حتى البخور العُماني كان يزيد الأجواء عبقًا وأصالة. المنطقة المنزوعة السلاح ( DMZ ) كل يومٍ قضيتُهُ في كوريا، كان بمثابة اكتشاف عظيم؛ سواء كان على مستوى الاشخاص الذين التقي بهم، أو من حيث التعرف على مستوى التقدم الذي تنعم به كوريا. في كل يوم كنت أتعلم درسًا جديدًا وأخوض تجربة نوعية، أخرجُ منها بالفائدة على المستويات الشخصية والعملية كافةً. وأتيحت لي فرصة تاريخية، لزيارة المنطقة الحدودية منزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين، الشمالية والجنوبية، وهي عبارة عن حزام أمني أشبه بـ"بافر زون"، يُمنع فيها حمل الأسلحة. ويعود تاريخ هذا المنطقة الواقعة على الشريط الحدودي، إلى مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار إبان الحرب الكورية، وتتولى قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة مسؤولية الدوريات الأمنية هناك طوال الأربعة وعشرين ساعة. ومن المفارقات العجيبة، أن هذه المنطقة تعد من أكثر أماكن الجذب السياحي في كوريا الجنوبية، والتي يرتادها عدد كبير من السياح والزوار في مختلف أيام السنة. وهنا أجدها ميزة أخرى في الشعب الكوري، المُحب للسلام، والذي يوظف مثل تلك البقعة- بما فيها ربما من ذكريات مؤلمة- في الجذب السياحي، وكأنه يقول للعالم أن السلام يصنع الرخاء والازدهار، وأن الحرب لا تأتي سوى بالخراب والبؤس. جزيرة جيجو لم يكن لنا أن نعود من هذه الرحلة الرائعة دون أن نزور جزيرة "جيجو"، الواقعة جنوب غرب كوريا الجنوبية؛ حيث تُعد أكبر جزيرة فيها، كما إنها تشكل أكثر الأماكن المقصودة للاسترخاء وقضاء العطلات، وذلك بسبب مناخها الرائع المعتدل والبيئة الطبيعية الخلابة فضلًا عن تربتها الخصبة التي تشكلت من الحمم البركانية والتي ساهمت في تشكيل الجزيرة منذ حوالي مليوني سنة. المشهد في هذه الجزيرة عجيب لأبعد مدى؛ حيث كنتُ أرى السهول الخضراء وكأنها بساط هائل ممتد نسجته أنامل الشعب الكوري، بعبقرية وذكاء وإبداع وجمال. ومن الطريف أنني عندما وطأت قدامي الجزيرة، فأول ما قُمتُ به أن جلست القرفصاء على الأرض، حتى استلقيت في كل هدوء واسترخاء على هذه المروج الخضراء، التي كانت تفوح منها رائحة الطبيعة الساحرة، وفي الخلفية كنتُ أُنصتُ باهتمام لصوت خرير الماء القادم من شلال جونغ بانغ الذي يُعد من أجمل وأطول الشلالات فيها، وهو قريب من البحر. وتضم هذه الجزيرة، والتي تعد من أكبر المقاطعات الكورية من حيث التقسيم الإداري، جبل ومتنزه هالاسان، ويُطلق عليه اسم جبل يونغجوسان، وهي كلمة تعني "الجبل المرتفع بما يكفي لسحب المجرة"! تعلمتُ من النهضة الكورية، أنه في قلب الطبيعة ستجد مشروعات واعدة، دون الإخلال بالبيئة أو الإضرار بالطبيعة، ولذلك تضم هذه الجزيرة محطة لإنتاج الهيدروجين، وهي مشروع استثماري عملاق يُقدر حجمه بحوالي 56 مليار وون (41 مليون دولار) عندما يكتمل بحلول العام المقبل 2026. وتعرفت خلال زيارتي أن الحكومة الكورية تعكف على إطلاق مشاريع تجريبية لإعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية في المعدات الزراعية وأنظمة تخزين الطاقة، ولقد لفت انتباهي أن هناك مجموعة من الحافلات تعمل بالطاقة المتجددة. مدينة أنسونغ لم تتوقف رحلتنا عند جيجو، ودفعني الفضول لاكتشاف المزيد من المدن والمقاطعات الكورية، وحرصتُ على المشاركة في جميع فعاليات برنامج الزيارة، ولذلك انتقلنا من جيجو الجميلة إلى المدينة الرائعة "أنسونغ"، تلك المدينة التي تجعل زائرها يعيش أجواء الفنون الشعبية والحرف اليدوية الكورية، كما إن هذه المنطقة تُروِّج لنفسها على أنها "مدينة الماجستير"، وتهتم بالزراعة وتُقيم عددًا من المهرجانات الزراعية المختلفة، منها مهرجان الكمثرى الآسيوية ومهرجان العنب ومهرجان الجينسنغ ومهرجان الأرز. وما يُميز هذه المدينة أن تقع في قلب كوريا، وتُعد مركز المدن في كوريا، كما إنها نقطة الاتصال بجميع الطرق السريعة في البلاد، وقد استمتعتُ فيها بالعروض الفلكلورية وفنون الطبول الكورية وغيرها من الفنون الأخرى الرائعة. المطبخ الكوري في كل بقعة ومدينة نمر عليها في كوريا، نكتشف أصنافًا مختلفة من الأطعمة الكورية، لكن المُميَّز فيها أن المطبخ الكوري يعتمد على طبق رئيس وأساسي وهو الأرز المطهو بالبخار مع الخضراوات واللحوم. وهناك أطباق جانبية متعددة، منها "الكيمتشى الكوري" والذي غالبًا ما كنتُ أجده حاضرًا في كل مائدة، وهو أشبه بالمخلل من حيث الطعم، وهو عبارة عن ثمرة ملفوف تُقدَّم مع التوابل الحارة الممزوجة في زيت السمسم والملح والثوم والزنجبيل وغيرها من المكونات. وفي الحقيقة، أزعم أنني من مُحبي المطبخ الآسيوي، لكن الأطعمة الكورية لها مذاق خاص للغاية، وتختلف عن أي أطعمة آسيوية، سواء في الصين أو تايلاند أو اليابان. عنب مسقط! أما أجمل الاكتشافات على الإطلاق، فكان العنب العُماني الأصل، والمعروف باسم "شاين مسقط"، وهي أحد أنواع العنب الذي كان يُزرع في مسقط، ونقله البرتغاليون من عُمان إلى جنوب أوروبا، وزرعوه بكميات كبيرة، ثم قام معهد الزراعة والبحوث الزراعية في اليابان (NARO) في عام 1990 بإدخال تقنيات الهندسة الوراثية من أجل تطوير هذا الصنف على مدى 10 سنوات من البحوث المتواصلة، وفي عام 2003 تقريبًا كُشف النقاب عن النوع المزروع حاليًا، ونستطع أن نجده في كل من كوريا والصين، وهو صنف ممتاز، حقق رواجًا هائلًا حتى صار مميزًا باسم "شاين مسقط" أو "عنب مسقط". ويمتاز هذا العنب بمذاقه الشهي الفريد، وقشرته الرقيقة جدًا، والأهم من ذلك أنه بدون بذور، أي يُمكن تناوله بكل سهولة. ولأني شغوف بالزراعة، وأجد فيها بُعدًا ذاتيًا يمنحني شعورًا جميلًا، حيث إنني في كل مرة أغرس فيها نبتة أو ثمرة، أتيقنُ أن حياةً جديدةً قد بدأت، فالنبات كائن حي يتنفس مثلنا ويشعر مثلنا، يحزن إذا تخليت عنه، ويسعد كثيرًا كلما أوليته اهتمامًا. ولذلك حرصتُ على أن أجلب معي شتلات من عنب "شاين مسقط"، لكي أغرسها في موطنه الأصلي: عُمان، وتحديدًا في الجبل الأخضر؛ حيث الطقس المعتدل الشبيه بطقس حوض البحر الأبيض المتوسط، والذي يمنح هذا النوع من النباتات فرصة النمو في ظروف صحية جيدة للغاية. وعندما عُدت بحمدالله إلى وطني الحبيب عُمان، ذهبت مباشرةً لزراعتها، وقد أهديتُ صديقي العزيز عبدالله الريامي، شتلةً من عنب "شاين مسقط"، وكم كنتُ سعيدًا بأن حلم الحصول على عنب "شاين مسقط" قد تحقق أخيرًا، وكذلك صديقي عبدالله الريامي الذي ارتسمت على مُحياه ابتسامة عريضة وغمرته الفرحة بهذه الشتلة، خاصة وأنه أحد المهتمين بالزراعة في الجبل الأخضر، ويحرص على زراعة العديد من الفواكه والخضراوات، وخاصةً النادر منها، وقد فاز في العام الماضي في مسابقة زيت الزيتون بالجبل الأخضر، حيث كانت ثمار الزيتون التي يزرعها ويهتم بها الأعلى جودة في إنتاج ذلك الذهب الأخضر. وبعد أن استقر بي الترحال في مدينتي مسقط، بدأت في عدِّ الأيام والليالي، في انتظار العام المقبل لأقطف ثمار عنب "شاين مسقط"، بعد أن استقر في تربة موطنه الأصلي بعد غياب طويل جدًا. وفي ختام هذه المغامرة الصحفية الجميلة، أتقدمُ بكل الشكر والتقدير إلى الأعزاء في سفارة جمهورية كوريا الجنوبية بسلطنة عُمان على تلك الدعوة الكريمة، وتسهيل مهمتي في بلادهم الجميلة، كما أشكر وزارة الخارجية الكورية التي قدمت كل الدعم أثناء الزيارة.

السلام يبدأ من عُمان
السلام يبدأ من عُمان

جريدة الرؤية

time١٢-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • جريدة الرؤية

السلام يبدأ من عُمان

حاتم الطائي ◄ الرؤية السامية لجلالة السلطان تتجلى في أبهى صورها مع انطلاق "مفاوضات مسقط" ◄ عُمان بوابة السلام ونبع الاستقرار الإقليمي والدولي ◄ السمت العُماني حاضر بقوة في ماراثون المفاوضات غير المباشرة حَبَسَ العالمُ أنفاسَهُ بالأمس وتوجَّهت أنظار المُراقبين ومُراسلي كبرى وسائل الإعلام حول العالم، إلى عاصمتنا العَامرةِ مسقط، لمُتابعةِ مُجريات المُباحثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، حول الملف النووي الإيراني؛ حيث تجلَّت حكمة الدبلوماسية العُمانية من خلال وساطتها النزيهة والمُحايدة، بطلبٍ من الأطراف المُتفاوِضة نفسها، ليتأكد للعالم أجمع أنَّ عُمان هي بوابة السلام ونبع الاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي. الدور العُماني- الذي نفخر به جميعًا بين الأمم والشعوب- في الملف النووي الإيراني لم يكن وليد الصدفة؛ بل نتاجاً لجهود مُضنية انطلقت قبل أكثر من عشر سنوات، عندما توسطت عُمان بلا ضجيج إعلامي أو صخب دبلوماسي، بين واشنطن وطهران، في مُفاوضات شاقة- آنذاك- من أجل تقريب وجهات النظر حيال الملف النووي الإيراني، وقد تُوِّجت تلك المفاوضات المسقطية بإبرام الاتفاق النووي الإيراني في عام 2015، ورفع العالم القبعة عاليًا لجهود عُمان التي نزعت فتيل أزمة حادة لم يكن أحد يعلم عواقبها. واليوم، وبعد مرور عقد كامل، يتجدَّد الدور العُماني، إيمانًا بالرؤية العُمانية الرصينة والحكمة البالغة، في مُعالجة مثل هذه القضايا؛ إذ لا ريب أنَّ الجميع يُدرك يقينًا حجم الجهد الدبلوماسي المبذول، ومدى الحرص على إتمام أي جولة تفاوض في هدوء وبعيدًا عن عدسات الإعلام أو الأحاديث الرنّانة، فالسمت العُماني حاضر وبقوة في هكذا مُفاوضات. المفاوضات التي استغرقت عدة ساعات، أُجريت على نحو غير مُباشرٍ، وكان الوسيط العُماني متميِّزًا برجاحة فكره، مُتحمِّلًا أمانة المسؤولية؛ الأمر الذي أشاع أجواءً إيجابية أكدتها جميع الأطراف، مدعومة بنوايا صادقة من أجل التوصل لاتفاق "عادل ومُلزم" يضمن تحقيق الاستقرار والسلام، ويجلب الخير للجميع. ولقد عكست هذه الأجواء أدوار الدبلوماسية العُمانية التي ترتكز على رصيد وافر من الحكمة والخبرة في مثل هذه الظروف؛ إذ يبدو الوسيط العُماني وكأنَّه يسير بين حقل ألغامٍ ويسعى إلى نزع فتيل كل لغم، من أجل الوصول إلى بر الأمان، وتجنيب المنطقة والعالم ويلات صراعات عبثية لا نهاية لها ولا فائدة مرجوة منها. وهذا الإنجاز العُماني الفريد يعكس الرؤية السامية لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وحرص جلالته على نشر السلام وترسيخ قيم التعايش والوئام في منطقتنا التي آن الأوان أن تنعم بمزيد من الاستقرار. وعُمان صاحبة التاريخ العريق الضارب في القدم، وسيرتها التي تسمو فوق السِيَر، وعبقرية موقعها الاستراتيجي، ورجاحة فكرها السياسي، وصلابة لُحمتها الوطنية، وقوة بُنيانها الداخلي، هي الدولة التي تفتح أبوابها دائمًا لمساعي السلام والاستقرار، وهي التي تكافح من أجل إطفاء الحرائق التي يُشعلها البعض هنا أو هناك، واضعةً نصب أعينها إرثها الحضاري، ومكانتها الدبلوماسية بين الأمم. ولذلك لا تتوانى عُمان يومًا عن مد يد السلام، والمساهمة في تجسير الفجوات بين المتخاصمين والفرقاء، لتُؤكد للعالم أجمع أن السلامَ عُمانيٌّ، والاستقرار مسراه في عُمان، والوئام والتعايش منبعه أرض الغبيراء. تحمّلت عُمان مسؤوليتها التاريخية في هذه اللحظة العصيبة من تاريخ المنطقة والعالم؛ حيث تتشكل قوى جديدة، وتظهر تحالفات مُختلفة، وتأتي رياح الحروب والدماء بما لا تشتهي الدول والشعوب، وما تصريحات معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية حول "الأجواء الإيجابية والبنّاءة" التي عُقدت فيها المُباحثات إلّا دليل دامغ وبرهان صادق على الجهد العُماني المبذول، لتقريب وجهات النظر الأمريكية والإيرانية، وأن قيادة الدبلوماسية العُمانية لهذه المفاوضات انطلقت نحو هدف أصيل ووحيد: إبرام اتفاق عادل ومُلزِم بين الطرفين. ورغم أنَّ البعض لم يُبد تفاؤلًا حيال نتائج المفاوضات قبل انطلاقتها بالأمس، نتيجةً لما تشهده المنطقة من توترات وحشود عسكرية في أعالي البحار وفي عددٍ من المناطق، إلّا أننا- على المستوى الشخصي- لم يتسرب الشك إلى نفوسنا إزاء إمكانية نجاح الوساطة العُمانية، ولا أظنُّ أنَّ عُمانيًا مُدركًا لمكانة هذا الوطن الشامخ قد ساوره أي شك كذلك. الآن، بإمكان العالم أن يتنفس الصعداء، وأن تتراجع البوارج العسكرية، وتعود حاملات الطائرات أدراجها من حيث جاءت، وأن تهدأ التوترات في المنطقة، وأن يقف الجميع على مسؤولياته التاريخية من أجل وأد شرارة النَّار التي إذا ما اشتعلت أكلت الأخضر واليابس، ولن يخرج أي طرف بمكسب أو مغنم. لقد أذَّن مؤذن الحكمة في عُمان، ورُفع نداء السلام من مسقط، وتردد الصوت الداعي للاستقرار في جنبات المدينة العامرة، بين قلاعها وحصونها وأبراجها، من بواباتها التاريخية على كورنيشها الآسر، إلى قلعتها الدبلوماسية في قلب العاصمة المُتاخمة لأعرق دار أوبرا خليجية، مرورًا بشاطئها الفيروزي المتلألئ على ضفافها من الرمال الذهبية بتعرجاتها المُموَّجة، وصولًا إلى مطارها الزاهي بألوان الطائرات من أنحاء العالم. ويبقى القول.. إنَّ الدبلوماسية العُمانية ستظل مُتمسِّكة بآمال السلام مهما تصاعدت حدة المواجهات، وستُواصل بذل المزيد من الجهود لكي يعم الرخاء والاستقرار أنحاء المنطقة والعالم، ولتتردد ترانيم السلام وصلوات الوئام في كل شبر من هذا الوطن العظيم المعطاء، وتحية شكر وتقدير للجنود المجهولين في دبلوماسيتنا العريقة، الذين آثروا البقاء خلف الستار دون دعاية أو توظيف، وذلك من أجل إتمام المهمة على أكمل وجه وبكل تجرُّدٍ وحياديةٍ.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store