أحدث الأخبار مع #حزب_الإصلاح


الشرق الأوسط
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الشرق الأوسط
الحكومة البريطانية تشدد سياسة الهجرة تصدياً لتقدم اليمين المتطرف
تعهد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الاثنين، «استعادة السيطرة أخيراً» على حدود بريطانيا، في حين أعلنت حكومته سياسات تهدف إلى الحد من الهجرة، ومجابهة التأييد المتزايد لليمين المتطرف. وأعلن زعيم حزب العمال أنه سيُنهي «تجربة الحدود المفتوحة» التي شهدت ارتفاع معدلات الهجرة إلى ما يقارب من مليون شخص في عهد حكومة المحافظين السابقة، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية». وتتضمّن وثيقة سياسة الحكومة بشأن الهجرة، المعروفة باسم «الكتاب الأبيض»، خططاً لتقليص أعداد العاملين في مجال الرعاية الصحية القادمين من الخارج، وزيادة مدة الإقامة في المملكة المتحدة من خمس إلى عشر سنوات قبل التأهل إلى الحصول على الإقامة الدائمة والجنسية. وسيُطلب كذلك من جميع المعالين البالغين إثبات فهم أساسي للغة، في حين سيتم تقليص مدة إقامة الطلاب في المملكة المتحدة بعد إكمال دراستهم. وقال ستارمر إن هذه السياسات «ستعيد أخيراً السيطرة على حدودنا، وتطوي صفحة فصل مُزرٍ من تاريخ سياستنا واقتصادنا وبلدنا»، مستذكراً الشعار المؤيد لـ«بريكست» في ذروة حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي عام 2016. وتعهّد حزب العمال في بيانه الانتخابي العام الماضي بخفض الهجرة، بعد تسجيل 728 ألفاً دخلوا البلاد خلال 12 شهراً حتى يونيو (حزيران) الماضي. وبلغ عدد المهاجرين ذروته عند 906 آلاف عام 2023، بعد أن كان في المتوسط 200 ألف في معظم العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. ويتعرّض ستارمر، المحامي السابق في مجال حقوق الإنسان الذي صوّت لصالح بقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي، لضغوط متجددة لمعالجة قضية الهجرة عقب المكاسب التي حققها حزب الإصلاح المناهض للهجرة في الانتخابات المحلية الأخيرة. وفاز حزب نايجل فاراج بأكثر من 670 مقعداً في المجالس المحلية، بالإضافة إلى رئاسة بلديتَيْن. كما يحقق نتائج جيدة في استطلاعات الرأي، في حين يواجه حزب العمال صعوبات. مع ذلك، يهدّد توجه ستارمر اليميني بشأن الهجرة بدفع قاعدة حزب العمال الواسعة من المؤيدين الليبراليين إلى النفور، مع حصول الليبراليين الديمقراطيين والخضر على أصوات من ناخبي اليسار. وقال رئيس الوزراء إن المهاجرين «يقدمون مساهمة هائلة» لبريطانيا، لكنه زعم أن البلاد معرضة لأن تصبح «جزيرة للغرباء» دون فرض مزيد من الضوابط. وأضاف أنه يريد خفض معدلات الهجرة «بشكل ملحوظ» بحلول الانتخابات المقبلة، على الأرجح في عام 2029، لكنه رفض تحديد مقدار هذا الانخفاض. وقال ستارمر للصحافيين، خلال مؤتمر صحافي في «داونينغ ستريت»، إنه «سيتم تشديد جميع جوانب نظام الهجرة، بما في ذلك العمل والأسرة والدراسة، لنعزز سيطرتنا»، مؤكداً أن «تطبيق القانون سيكون أكثر صرامة من أي وقت مضى». مشاة يعبرون أحد الشوارع في وستمنستر، لندن 12 مايو 2025 (إ.ب.أ) يعزّز الكتاب الأبيض إجراءات ترحيل الأجانب الذين يرتكبون جرائم في البلاد. ولا تُبلَّغ الحكومة حالياً إلا بحالات صدرت بحقهم أحكام بالسجن. وتركز ترتيبات الترحيل عموماً على المحكوم عليهم بالسجن لأكثر من عام. وتُوجب الترتيبات الجديدة إبلاغ الحكومة بجميع الأجانب المدانين بجرائم. وقالت وزيرة الداخلية إيفيت كوبر، الأحد، إن «نظام ترحيل المجرمين الأجانب كان ضعيفاً للغاية لفترة طويلة جداً. نحن بحاجة إلى تشديد المعايير». ويتضمّن الكتاب الأبيض أيضاً ضوابط جديدة للتأشيرات تلزم العمال الأجانب ذوي المهارات بالحصول على شهادة جامعية للحصول على وظيفة في المملكة المتحدة. وللحد من هجرة العمال ذوي المهارات المتدنية، قالت كوبر إنها تهدف إلى إلغاء 50 ألف تأشيرة للعمال ذوي المهارات المتدنية هذا العام. ووفقاً لـ«داونينغ ستريت»، سيكون من الممكن بموجب الخطط الجديدة تسريع توظيف الأفراد ذوي المهارات العالية «الذين يلتزمون بالقواعد ويُسهمون في الاقتصاد». وقال ستارمر إن بريطانيا «لسنوات، كانت تعتمد نظاماً يشجع الشركات على استقطاب عمال ذوي أجور منخفضة، بدلاً من الاستثمار في شبابنا». وقالت منظمة «كير إنغلاند»، وهي مؤسسة خيرية تمثّل قطاع رعاية البالغين، إن قرار وقف طلبات التأشيرات للعاملين في مجال الرعاية الاجتماعية من الخارج شكّل «ضربة قاصمة لقطاع هش أصلاً». وقال رئيسها التنفيذي، مارتن غرين، إن «التوظيف الدولي لم يكن حلاً سحرياً، لكنه كان شريان حياة. إن إلغاءه الآن، دون سابق إنذار، ودون تمويل، ودون بديل، ليس مجرد قصر نظر، بل هو قرار مؤلم». ويتعرّض ستارمر أيضاً لضغوطات لوقف تدفق المهاجرين الذين يعبرون القناة من فرنسا إلى المملكة المتحدة على متن قوارب مطاطية هشة. ووفقاً لأرقام حكومية قام أكثر من 36 ألفاً و800 مهاجر بهذه الرحلة العام الماضي. ولقي 84 شخصاً حتفهم في أثناء محاولتهم العبور عام 2024، بينهم 14 طفلاً على الأقل، وفقاً لأرقام مشروع المهاجرين المفقودين. ويناقش البرلمان حالياً مشروع قانون منفصلاً لمعالجة الهجرة غير النظامية، يُسمّى مشروع قانون أمن الحدود واللجوء والهجرة.


الجزيرة
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الجزيرة
كاتب بريطاني: لماذا تنتشر أفكار ترامب بسرعة في بلادنا؟
نشرت صحيفة تلغراف البريطانية مقالا للسياسي البريطاني والعضو السابق في البرلمان الأوروبي ، دانيال هانان، تناول فيه بالتحليل تغلغل الفكر القومي اليميني في الساحة السياسية البريطانية. وفي تقدير الكاتب أن وصول كثير من أفكار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى بريطانيا لا يعني فقط أن النظام السياسي فيها ينقلب على حرية التجارة والعولمة ويناهض ظاهرة الهجرة إلى الغرب، بل يعني أيضا تزايد الاستقطاب السلبي. كما تعني أيضا شن حروب ثقافية وما يترتب عليها من استخفاف بالحجج الاقتصادية، إلى جانب تنامي ظاهرة تعظيم الشخصيات إلى درجة القداسة. أميركا أولا لكن هانان يعتقد أن الجانب الأكثر رعبا من كل ذلك يكمن في شعار "أميركا أولا" الذي يرفعه ترامب وأنصاره، حتى وإن خالفت الدستور. ووفق المقال، فقد تبنى مؤيدو شعار "أميركا أولا" -بمن فيهم أعضاء في الكونغرس وحكام ولايات أميركية- رغبة ترامب في الحصول على فترة رئاسية ثالثة، في تحد واضح للقواعد. وقارن هانان بين شخصيتي ترامب وزعيم حزب الإصلاح البريطاني نايجل فاراج. وقال إن الأخير لا يشبه الرئيس الأميركي في شخصيته. ومع ذلك، فإن الكاتب يوحي في مقاله بأن الطفرة في شعبية حزب الإصلاح بزعامة فاراج مدفوعة إلى حد كبير بنفس العوامل التي كانت وراء صعود ظاهرة "أميركا أولا" في الولايات المتحدة. إعلان ويعتقد الكاتب أن الجماهير البريطانية تشعر بأن كل الأحزاب الأخرى هي عصبة فاشلة، وأن لا أحد منها جاد في السيطرة على الحدود، وأنه من أجل تغيير الأمور ربما تكون هناك حاجة إلى تبني نهج استبدادي بعض الشيء. دعم ثابت ومن وجهة نظره، أن تأييد الجماهير لترامب وفاراج لا يتغير مهما كانت الأسباب وتبدل مواقفهما. والأمر نفسه ينطبق على حزب الإصلاح. فعندما سحب الحزب دعمه لــ3 من مرشحيه بعد فوات الأوان قبل أيام من الانتخابات العامة التي أجريت في يوليو/تموز الماضي، وظلت أسماؤهم مدرجة في بطاقات الاقتراع، حصل أولئك المرشحين على نفس الحصة من الأصوات التي كانوا سيحصلون عليها لو أنهم كانوا لا يزالون يحظون بتأييد الحزب. وأشار مقال تلغراف إلى أنه يُحسب لفاراج أنه ظل حتى الآن ينأى بحزبه عن بعض السياسات التي توصف بأنها أكثر جنونا التي يتبناها ترامب والأحزاب اليمينية في أوروبا. وقد اتخذ موقفا متشددا إزاء أوكرانيا، وبدا أكثر ميلا للتجارة الحرة من مثله الأعلى الرئيس الأميركي. وأكد الكاتب أن الاعتقاد بأن الحزب الذي يعتمد على رجل واحد لن يحظى بتأييد الناخبين، قد ولّى زمانه، ونحن الآن نعيش في عالم ترامب.


الشرق الأوسط
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الشرق الأوسط
هل تتغير الخريطة السياسية البريطانية؟
السؤال يطرحه المعلقون السياسيون والإحصائيون والباحثون، بعد استطلاعات رأي متعددة، القاسم المشترك بينهما تقدم حزب «الإصلاح» على حساب حزبي الحكومة العمالي، والمحافظين المعارض، اللذَين احتكرا المشهد السياسي سنة. في استطلاع مؤسسة «يو - غاف YouGov » بعد الخسارة الفادحة التي مُني بها الحزبان في انتخابات البلديات الإنجليزية، استحوذ «الإصلاح» بزعامة السياسي الكاريزماتي نايجل فاراج على ثقة 29 في المائة من الناخبين (26 في المائة قبل أسبوع)، وهبط العمال من 23 في المائة إلى 22 في المائة، والمحافظون من 20 في المائة إلى 17 في المائة؛ كأسوأ انخفاض لشعبيتهم منذ نهاية زعامة تيريزا ماي للحزب (2016 - 2019). ترجمة الأرقام في حال انتخابات عامة يفوز «الإصلاح» (ومعظم سياساته مطابقة للمحافظين لكن سياسة تأميم بعض المرافق تضعهم يسارهم، بينما تضع الإصلاح على يمينهم في سياسة الهجرة) بأغلبية 40 مقعداً في مجلس العموم. وتعني خسارة كل من زعيمة المعارضة كيمي بيدنوك، ونائبة رئيس الوزراء أنجيلا راينر مقعديهما. أول من أمس الجمعة، تقدم الإصلاح في استطلاع أجرته «فيند أوت ناو» بأربع نقاط إلى 33 في المائة (تساوي 400 مقعد برلماني)، بينما هبط المحافظون إلى 16 في المائة. شعبية «العمال» انخفضت إلى 20 في المائة، الأسوأ تاريخياً لحزب في فترة قليلة بعد فوزه الساحق في الانتخابات. وأهم الأسباب في الاستطلاعات كانت حرمان المسنين من دعم الوقود، وتزايد أعداد المهاجرين، وارتفاع فواتير الطاقة بسبب الهوس بإنقاص عوادم الكربون وسياسة معادلة الصفر البيئي التي انتقدها زعيم العمال الأسبق توني بلير؛ بوصفها سبباً لارتفاع البطالة وانخفاض الإنتاجية، وكان تأثيرها المحلي أيضاً وراء تذمر ناخبي المجالس البلدية. كان لحزب «الإصلاح» في هذه البلديات 24 عضواً فقط، والآن له 677. وبجانب خسارة دائرة كانت دائماً عمالية في انتخابات برلمانية فرعية للإصلاح، فإن العمال بزعامة كير ستارمر فقدوا 200 مقعد في المجالس البلدية. ويتمرد أكثر من 40 من نواب الحكومة على سياسة ستارمر، منهم دايان أبوت، أقدم نائبة في وستمنستر، وبعض كبار نواب الحزب ينتقدونه علناً مثل رئيس لجنة الدفاع البرلمانية تان دهسي الذي قال للصحافيين إن على قيادة الحزب تغيير المسار، خاصة فيما يتعلق بسياسات الرعاية الاجتماعية؛ كإنقاص مخصصات المعاقين وكبار السن. المحافظون كانوا في الحكم لـ14 عاماً، ومع الأزمة الاقتصادية فليس مفاجأة خسارتهم 365 من مقاعد مجالس البلديات، لكن استحواذ الإصلاح على نصيب الأسد في دوائر ومناطق كانت تاريخياً مع العمال، يشير إلى أن الطبقات العاملة لم تعد ترى الحزب الذي نما من الاتحادات العمالية يمثلها. وبالفعل، فإن السياسات التي يتبعها حزب العمال بزعامة ستارمر أقرب لمزاج الطبقات الوسطى من سكان المدن وخريجي الجامعات أبناء الطبقات الميسورة والمهتمين بقضايا البيئة وصراعات العالم الثالث والحرب الثقافية والمفهوم اليساري للهوية. فهل بدأ العد التنازلي لاحتكار الحزبين الكبيرين للسياسة بتقدم ثلاث قوى إضافية: الإصلاح، والديمقراطيين الأحرار والخضر؟ في الانتخابات العامة في 1951، توزعت 98 في المائة من الأصوات بين المحافظين (321 مقعداً برلمانياً)، والعمال (295 مقعداً). في انتخابات 1924 انخفضت النسبة إلى 57.4 في المائة من الأصوات (العمال 33.7 في المائة، والمحافظين 23.7 في المائة)، وتوزعت 42.6 في المائة من الأصوات على الإصلاح 14.3 في المائة، والديمقراطيين الأحرار 12.2 في المائة، والخضر 6.4 في المائة، والقوميين الأسكوتلنديين 2.5 في المائة (الأحزاب الأصغر والمستقلين 7.2 في المائة). في 1951 لم يكن هناك أحزاب كالخضر والإصلاح، وكانت سياسة الأحرار وقتها محافظة وعلى يمين سياسة الديمقراطيين الأحرار الأقرب لليسار والاشتراكيين، كما أن نصيب الأحزاب القومية في أسكوتلندا، وإمارة ويلز تعاظم اليوم بعد نمو التيارات الانفصالية. انتخابات 1922 جعلت العمال (142 مقعداً) المعارضةَ الرسمية للمرة الأولى بدلاً من الأحرار (127) بعد انقسامهم إلى الأحرار الوطنيين، والليبراليين. اليوم تنقسم أصوات المحافظين التقليدية بينهم وبين الإصلاح، الذي يقتنص بدوره نسبة معتبرة من أصوات العمال الذين يفقدون أصواتاً للخضر والديمقراطيين الأحرار.


الجزيرة
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الجزيرة
حكومة حزب العمال البريطاني تنحرف يمينا.. تحوّل ظرفي أم جذري؟
لندن- يبدو أن سياسات حكومة حزب العمال البريطاني بدأت تنحرف سريعا نحو اليمين، بعد الصعود غير المسبوق لحزب الإصلاح اليميني المتطرف بوصفه قوة انتخابية استقطبت أصوات الناقمين على السياسات الحكومية في الانتخابات المحلية الأخيرة. ودفع جرس الإنذار الانتخابي -الذي قرع مبكرا في وجه حكومة حزب العمال- رئيس الوزراء كير ستارمر للإسراع في إخراج بعض سياساته للعلن، في محاولة لمغازلة مزاج الناخب اليميني المعادي للمهاجرين والأجانب. ومن المرتقب أن تعلن حكومة حزب ستارمر -في غضون أيام- خريطة طريق تتبنى سياسات هجرة أكثر صرامة، تهدف لتقليص أعداد الوافدين إلى بريطانيا، وتشدد المعايير المطلوبة لقبول طلبات الهجرة. ولا يعكس استعجال الحكومة البريطانية تغيير قوانين الهجرة إلا ما تصفها أصوات داخل حزب العمال نفسه بـ"حالة هلع" في صفوف قيادته بعد التراجع الانتخابي غير المتوقع في الانتخابات المحلية الأخيرة. قوانين صارمة وكان ستارمر قد أعلن قبل أسابيع تمكُّن حكومته من إعادة أزيد من 24 ألف لاجئ إلى بلدانهم بعدما وصلوا إلى بريطانيا، في حين تشير الإحصاءات إلى ارتفاع أعداد في البلاد لأكثر من 43 ألف مهاجر خلال السنة الماضية. وكشفت صحيفة "فايننشال تايمز" عن أن الخطة الحكومية للهجرة ستمدد مدة الانتظار للحصول على الإقامة الدائمة في بريطانيا من 5 سنوات إلى 10 سنوات، في حين سيُحرم طالبو اللجوء من حق التقديم للحصول على الجنسية البريطانية. وأشارت الصحيفة إلى أن الخطة ستعمل أيضا على تعقيد إجراءات استقرار الطلبة الأجانب وحصولهم على عمل في بريطانيا بعد التخرج، في حين سيشترط إتقان المهاجرين للغة الإنجليزية لقبول طلباتهم. ورغم محاولة رئيس الوزراء البريطاني تسويق هذه السياسات على أنها نهج حكومي صارم لمواجهة الزيادة في أعداد المهاجرين، يرى معارضوه أن ما كشفت عنه الحكومة ليس سوى رجع صدى لخيارات حكومة حزب المحافظين السابقة التي كان الحزب يصوّب لها سهام النقد على مدى سنوات. من جهته، وجّه وزير الداخلية في حكومة الظل عن حزب المحافظين المعارض كريس فيليب اتهامه لحزب العمال بالافتقار إلى رؤية واضحة بشأن سياسات الهجرة، وتبنيه المتأخر لسياسات كان يطرحها حزب المحافظين للتصويت في البرلمان لمحاصرة أعداد المهاجرين، في حين كان يشهر حزب العمال ضدها ورقة الرفض حينئذ. وترى أستاذة السياسات العامة في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية كاترينا غلينياكي أن المهاجرين اليائسين والباحثين عن حياة أفضل لن تمنعهم العقبات البيروقراطية التي تحاول الحكومة وضعها أمامهم من محاولة البقاء في بريطانيا بطرق ملتوية أخرى، لكنها في المقابل تمنع اندماجهم الاقتصادي والاجتماعي وتهدر فرص الاستفادة من طاقتهم الإنتاجية داخل مجتمعاتهم المحلية. وتضيف غلينياكي -في حديث للجزيرة نت- أن حكومة حزب العمال حاولت -مع وصولها للسلطة- تبني سياسات هجرة معتدلة، لإرضاء فئات واسعة من قواعدها الانتخابية، لكنها تحت ضغط "حملات التضليل" التي قادها اليمين الشعبوي وخطابه التحريضي على المهاجرين فضّلت أن تنزاح يمينا خوفا من تكبد خسارة انتخابية جديدة. خطر اليمين الشعبوي يبدو أن صعود اليمين الشعبوي في بريطانيا بالقوة التي بدا عليها في الانتخابات المحلية الأخيرة لم يدفع خطاب حزب العمال وحده في اتجاه أكثر يمينية، بل وضع أيضا حزب المحافظين المحسوب على اليمين التقليدي أمام تحدّ أكبر للحفاظ على تماسك قواعده الانتخابية في مواجهة جاذبية خطاب زعيم اليميني المتطرف نايجل فاراج. وحقق حزب الإصلاح اليميني المتطرف بقيادة فاراج نتائج غير مسبوقة في الانتخابات المحلية، إذ انتزع عشرات المقاعد في المجالس البلدية التي كانت محسوبة لحزبي العمال والمحافظين، واستطاع أن يظفر بقيادة بعضها الآخر. في المقابل، خسر حزب العمال (الحاكم) نحو ثلثي المقاعد التي كان يدافع عنها في انتخابات البلدية البريطانية، بينما تكبّد هزيمة بخسارته مقعدا برلمانيا في أحد معاقله التي ظل يستأثر بها لأزيد من 40 عاما. وأعاد صعود حزب الإصلاح اليميني -إلى جانب انتزاع "الحزب الليبرالي الديمقراطي" المرتبة الثانية- الجدل بشأن انهيار نظام الثنائية الحزبية الذي صبغ الحياة السياسية، الذي بدا جليا في حزمة السياسات التقشفية التي سنتها وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفيز، وفرضها أعباء ضريبية إضافية على العمال البريطانيين، إلى جانب تقليص الإعانات الاجتماعية المخصصة لبعض الفئات المهمشة. لكن في الوقت الذي يحاول فيه زعيم حزب العمال التماهي مع الخطاب الشعبوي لزعيم حزب الإصلاح فاراج اليميني المتطرف المعادي للمهاجرين، يصر ستارمر على عدم التراجع عن بعض سياساته الاجتماعية التي تحذر أصوات داخل الحزب من أنها دفعت كثيرين للتصويت العقابي ضده. فجدير بالذكر أن قرار إلغاء معونة الوقود الشتوي للمتقاعدين -التي يستفيد منها نحو 10 ملايين شخص من كبار السن في بريطانيا- أثار غضب قاعدة انتخابية واسعة في معاقل الحزب التقليدية. ويرى طارق المجريسي، الباحث في قضايا الهجرة وحقوق الإنسان في المركز الأوروبي للسياسات الخارجية، أن خلق بيئة معادية للأجانب وتغذية السجال السياسي المناهض للمهاجرين لن يساعد حزبي العمال والمحافظين على وقف نزيف الأصوات التي تعرضا لها خلال الانتخابات المحلية السابقة لصالح حزب الإصلاح الشعبوي اليميني. ويضيف المجريسي –في حديث للجزيرة نت- أن هذه السياسات في قضايا الهجرة لن تؤدي إلا إلى خسارة حزب العمال مزيدا من أصوات قواعده الرافضة لها، مشددا على أن الناخب اليميني بدوره لا يصوت فقط بناء على أعداد المهاجرين، ولكن على مدى تحسين السياسات العامة لواقعه الاقتصادي. ويتوقع الباحث في قضايا الهجرة فشل المساعي الحكومية لمعالجة مشاكل الهجرة، لاختيارها الانسياق وراء الأجندة السياسية "غير المنطقية" التي فرضها الخطاب الشعبوي لحزب الإصلاح اليميني المتطرف، الذي سيوضع محل اختبار مع تحمله مسؤولية تدبير الشؤون المحلية في عدد من المناطق.


البيان
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- البيان
قرارات جديدة بشأن الراغبين في الهجرة للمملكة المتحدة
أشارت تقارير إلى أن المهاجرين قد يضطرون لتعلم مستوى أعلى من الإنجليزية للعمل في المملكة المتحدة والانتظار لفترة طويلة قبل الاستقرار بشكل دائم في البلاد. ومن المقرر نشر تقرير رسمي بشأن الهجرة الأسبوع المقبل لاستعراض الإصلاحات فيما يتخذ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إجراءات أكثر صرامة بشأن الهجرة عقب الخسائر التي تكبدها حزب العمل في الانتخابات المحلية التي أجريت في الأول من مايو أمام حزب الإصلاح البريطاني المناهض للهجرة، بحسب وكالة الأنباء البريطانية (بي.أيه. ميديا). وأفادت صحيفة ذا تايمز بأنه من بين الإجراءات الجديدة الصارمة قيد الدراسة رفع مستوى إجادة اللغة الإنجليزية المطلوب من المهاجرين الذين يقدمون على تأشيرة العمل في المملكة المتحدة. وقالت الصحيفة إنه سوف يطلب منهم في المستقبل الحصول على ما يعادل المستوى "أيه" في اللغة الإنجليزية وليس معيار "جي سي إس إي" المطلوب حاليا. وقالت صحيفة فاينانشال تايمز إنه سوف يُطلب من المهاجرين الانتظار لما يصل إلى عشر سنوات قبل إمكانية التقدم بطلب للإقامة غير محددة المدة في المملكة المتحدة. ويمكن لمعظم المهاجرين الذين يأتون إلى بريطانيا بتأشيرات عمل محددة المدة التقدم حاليا بطلب للإقامة لمدة غير محددة بعد خمس سنوات. ويأتي "مشروع قانون الترحيل" الخاص بحزب المحافظين وخطط حزب العمال لتشديد مواجهتهم للهجرة حيث يهدف الحزبان إلى استعادة الناخبين من حزب الإصلاح الذي يرأسه نايجل فاراج.