أحدث الأخبار مع #حزبالأحرار


لكم
منذ 2 أيام
- سياسة
- لكم
بنعبد الله منتقدا الحكومة: ملايين الدراهم للمقربين و'الفتات' للمواطنين
قال نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب 'التقدم والاشتراكية' إن الحكومة تتبجح بتقديم دعم للمواطنين والمواطنات لا يتعدى 500 درهم، في وقت توزع فيه ملايين الدراهم على منتسبيها والمقربين من الحزب الذي يقود الحكومة. وأعطى بنعبد الله في تجمع نظمه حزبه نهاية الأسبوع بمدينة تازة، المثال بكاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري زكية الدرويش التي كشفت في لقاء حزبي أنها قدمت 11 مليون درهم لأحد منتسبي حزب 'الأحرار' من أجل تربية الرخويات. واستغرب كيف أن شخصا لوحده يحصل على 11 مليون درهم لوحده، في حين أن الآخرين أي الأغلبية الساحقة نمنحهم 500 درهم، بعدما أزلنا برنامج 'تيسير' ودعم الأرامل ودعم مليون محفظة. وأكد بنعبد الله أن المغرب عرف غلاء فاحشا، مشيرا أن الإنجاز الوحيد وغير المسبوق في تاريخ المغرب الذي حققته الحكومة هو غلاء المعيشة الذي وصل لحدود لا تطاق بالنسبة لغالبية المواطنات والمواطنين والبطالة. واعتبر أن الحكومة لم تحقق أيا من التزاماتها، لافتا أن رئيس الحكومة يقوم بتغليط المغاربة ويقول أشياء كثيرة بعيدة عن الواقع، ويتغنى بأساطير كثيرة ويعتبرها أنها إنجاز غير مسبوق. وشدد على أن تجربة أخنوش الحكومية تتميز بالفشل، فهي لم تفي بالتزام خلق مليون منصب شغل، موضحا أن مدينة تاة التي يتحدث منها تعاني بشكل مباشر من البطالة بشكل خطير جدا، ناهيك عن المستوى الوطني من البطالة الذي وصل إلى 13.3 في المائة، مع فقدان مئات الآلاف من مناصب الشغل، واليوم هناك ما يزيد عن مليون و 600 ألف عاطل عن العمل.


هبة بريس
منذ 3 أيام
- سياسة
- هبة بريس
تراجع الاستقلال بالصحراء وسط هيمنة العائلة وتآكل الثقة الشعبية
هبة بريس – سياسة تشهد الأقاليم الجنوبية للمملكة، وعلى رأسها مدينة العيون، تحولات دقيقة في الخريطة الحزبية مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية القادمة، وبينما ظل حزب الاستقلال لعقود يسيطر على المجال السياسي والاجتماعي في هذه الربوع، بدأت مؤشرات تغيير تلوح في الأفق، لصالح التجمع الوطني للأحرار، الذي وظّف موقعه في رئاسة الحكومة والإنجازات التنموية الكبرى لكسب موقع قدم جديد في الصحراء. – صعود الأحرار: حضور حكومي مدروس وتكتيك اجتماعي فعال استفاد حزب الأحرار من عدة عوامل أساسية لتعزيز حضوره في الأقاليم الجنوبية، يمكن تلخيصها في ثلاث نقاط رئيسية: رأسمال حكومي قوي: بصفته قائدًا للائتلاف الحكومي، استخدم حزب الأحرار آلية 'مسار الإنجازات' كوسيلة فعالة لإبراز بصمته في مشاريع البنية التحتية، الطاقة المتجددة، التعليم العالي، والصناعة، لا سيما مشروع الهيدروجين الأخضر بالعيون، ما جعل الخطاب الحكومي يتقاطع مباشرة مع انتظارات الساكنة. استقطاب النخب والكفاءات: استطاع الحزب أن يضم في صفوفه نخبة جديدة من أبناء الصحراء، من أطر اقتصادية ومثقفين، إلى نساء فاعلات في المجتمع المدني، وهو ما أعطى الحزب صورة حديثة ومنفتحة، خلافاً للخطابات التقليدية لبعض الأحزاب الكلاسيكية. خطاب سياسي واقعي وغير تصادمي: بدلاً من تحدي نفوذ الاستقلال مباشرة، اعتمد الأحرار على سياسة التواصل الإيجابي، مؤكدين أنهم 'شركاء في البناء'، لكن دون أن يخفوا طموحاتهم في إعادة رسم الخارطة الحزبية في الصحراء. -تراجع الاستقلال: هيمنة العائلة وتآكل الثقة الشعبية في المقابل، بدأ حزب الاستقلال يعاني داخليًا من إرهاق سياسي وتنظيمي. فعلى الرغم من حضوره القوي تاريخيًا، لا سيما من خلال شخصية حمدي ولد الرشيد، فإن الحزب يواجه تحديات جدية منها على التوالي احتكار القرار من طرف عائلة واحدة حيت بات يُنظر إلى الحزب، خصوصًا في العيون، كمجال خاص لعائلة ولد الرشيد، ما أضعف التعددية الداخلية وخلق فجوة متزايدة بين القواعد الشعبية وقيادة الحزب. هذه السيطرة العائلية، التي كانت سابقًا مصدر قوة، تحولت اليوم إلى عامل نفور وسط جيل جديد يبحث عن تمثيلية أكثر عدالة ومصداقية. هناك كذلك ضعف في استقطاب كفاءات جديدة، حيت بخلاف حزب الأحرار، لم يظهر حزب الاستقلال دينامية تُذكر في تجديد نخبه المحلية أو فتح المجال أمام الكفاءات الصحراوية المستقلة، هذا النقص في التنويع خلق شعورًا بأن الحزب غير قادر على مواكبة التحولات المجتمعية والثقافية في الجنوب. خطاب تقليدي وجامد: ظل الخطاب الاستقلالي يكرر نفس الرواية عن 'الدور التاريخي' دون تطوير رؤية سياسية جديدة تلائم الجيل الجديد من الصحراويين، الذين باتوا أكثر اهتمامًا بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية والبيئية من الولاءات الحزبية. – تحالف لا يخفي تنافسًا: من التعايش إلى الصراع الهادئ رغم الانضواء تحت لواء نفس التحالف الحكومي، فإن ما يجري في الجنوب يُظهر تنافسًا صامتًا لكنه حاد بين الحزبين، فالأحرار يسعون لتوسيع حضورهم اعتمادًا على مشروع وطني واضح، بينما يبدو الاستقلال أسير حسابات محلية ضيقة تحكمها التوازنات العائلية أكثر من المنطق الحزبي الحديث. وفي الوقت الذي يتقدم فيه الأحرار بنهج سياسي يدمج بين الإنجاز والتواصل، يواجه الاستقلال معركة مزدوجة تتمثل في محاولة الحفاظ على ولاء قواعده التاريخية، ومحاولة استعادة جاذبيته بين فئات شابة ونخبوية بدأت تتجه نحو خيارات سياسية جديدة. – من يقود المرحلة المقبلة في الجنوب؟ يبدو أن المعركة الانتخابية المقبلة في الأقاليم الجنوبية ستكون عنوانًا لصراع الأجيال والنماذج السياسية، فبين حزب الأحرار الذي يقدم نفسه كـ'قوة تجديد' قادرة على تمثيل الجنوب بعقلية مؤسساتية حديثة، وحزب الاستقلال الذي لا يزال يعتمد على معادلات تقليدية وتحالفات عائلية، تلوح مؤشرات تحوّل تدريجي قد تزيح الهيمنة التاريخية للاستقلال. في النهاية، لن يكون النجاح في الجنوب مرهونًا فقط بالولاء التاريخي، بل بقدرة الأحزاب على قراءة الواقع المتغير، والانفتاح على جيل جديد من الصحراويين يتطلعون لمستقبل يوازن بين الهوية والكرامة، وبين التنمية والعدالة السياسية.


نافذة على العالم
منذ 6 أيام
- سياسة
- نافذة على العالم
أخبار العالم : كيف مهد كتاب لشيخ أزهري للجدل حول الإسلام والعلمانية؟
الخميس 15 مايو 2025 07:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، دار التنوير للنشر التعليق على الصورة، الكتاب الذي صدر عام 1925 أثار نقاشات كبيرة على مر عقود وأعيد طبعه أكثر من مرة Article information هل ينبغي أن تكون الدولة مدنية علمانية أم دينية؟ سؤال يثير منذ عقودٍ جدلاً واسعاً بين المثقفين والمهتمين بالسياسة في العالم العربي، حيث يطرح كل فريق حججه التي غالباً ما لا تُقنع الطرف الآخر، في مشهد تكرر كثيراً في سياقات متباينة، وإن كان يمكن تتبع تاريخه إلى مئة عام خلت. ففي أبريل/نيسان عام 1925 صدر في مصر كتاب يحمل عنوان "الإسلام وأصول الحكم" للشيخ الأزهري علي عبد الرازق، الذي سعى للترويج لفكرة الدولة المدنية قائلاً إن الإسلام كرسالة دينية لم يحدد شكل الحكم السياسي الأمثل، ومشدداً على أن مؤسسة الخلافة التي هيمنت على مصير المسلمين لمئات السنين ليست من أصول العقيدة الإسلامية. الكتاب أثار معركة فكرية كبيرة في مصر وخارجها، وتسبب في فصل صاحبه من الأزهر وتعرضه للكثير من الاتهامات وصلت إلى درجة أن البعض ادعى أن علي عبد الرازق ليس هو المؤلف الحقيقي للكتاب. فمن هو علي عبد الرازق؟ وما الأفكار التي طرحها؟ وما الظروف التي نُشر فيها الكتاب؟ إلغاء الخلافة جاء توقيت صدور الكتاب في عام 1925 ليزيد من حدة النقاشات حوله. إذ صدر بعد عام واحد فقط من إلغاء البرلمان التركي مؤسسة الخلافة، وهي التي كانت مجرد منصب شرفي منذ عام 1909. وخلال تلك الفترة، كان العديد من البلدان ذات الأغلبية المسلمة، خاضعاً خلال تلك الفترة بشكل أو آخر لقوى استعمارية غربية بعد أن ظل لمدة قرون تابعاً للعثمانيين. وكانت نخب تلك البلدان المثقفة تتطلع إلى تأسيس دول حديثة قائمة على أفكار الديمقراطية والفصل بين السلطات وإجراء الانتخابات، فيما بدا تأثراً بالأنظمة السياسية الغربية. كانت مصر في قلب تلك التحولات الكبرى، فثورة عام 1919 التي طالبت بالاستقلال عن الاستعمار البريطاني، أسفرت عن استقلال صوري غير كامل ودستور جديد وانتخابات برلمانية أفضت عام 1924 إلى تولي سعد زغلول، زعيم حزب الوفد، رئاسة أول حكومة منتخبة في تاريخ البلاد. لكن "حكومة الشعب" لم تستمر طويلاً إذ استقالت بعد أقل من عام على تشكيلها، لتتشكل حكومة من أحزاب وشخصيات مقربة من الملك من دون أن يكون لها نفس شعبية حزب الوفد، ومن بين تلك الأحزاب، حزب الأحرار الدستوريين، الذي سيكون له فيما بعد دور مهم في المعركة التي دارت حول الكتاب. وفي نفس الفترة التي تعرضت خلالها التجربة الديمقراطية المصرية الوليدة لانتكاسة كبيرة، بدأت تظهر دعوات تطالب باستعادة الخلافة، وطُرح اسم الملك فؤاد من بين المرشحين لكي يكون خليفة محتملاً للمسلمين. وفي تلك الأجواء خرج كتاب "الإسلام وأصول الحكم" إلى النور ليتحول صاحبه من مجرد قاضٍ شرعي في مدينة المنصورة إلى محور جدل ونقاشات استمرت لعشرات الأعوام بعد وفاته. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، صدر الكتاب بعد عام من إلغاء الخلافة العثمانية/ صورة أرشيفية للسلطان العثماني محمد السادس حزب الأحرار الدستوريين وُلِدَ علي عبد الرازق لعائلة من كبار مُلّاك الأراضي الزراعية في محافظة المنيا بصعيد مصر عام 1887، وتلقّى تعليماً أزهرياً ثم سافر إلى إنجلترا للدراسة في جامعة أوكسفورد، قبل أن يعود إلى مصر وينضم إلى سلك القضاء الشرعي. كان عبد الرازق ينتمي فكرياً إلى حزب الأحرار الدستوريين، وهو حزب ضم العديد من الباشوات وأفراد الطبقة الثرية، وكان يميل إلى معسكر الملك في خصومته مع حزب الوفد ذي الشعبية الجارفة. ومن اللافت أن حزب الأحرار الدستوريين كان وقتها يضم ويحظى بدعم أسماء بارزة في عالم الثقافة المصرية بجانب علي عبد الرازق، كطه حسين، الذي كان هو الآخر محور جدل مشابه في عام 1926 بسبب كتابه "في الشعر الجاهلي"، ومنصور فهمي، ومحمد حسين هيكل، ومصطفى عبد الرازق، شقيق علي عبد الرازق. لكن ما أبرز الأفكار التي جاءت في الكتاب وأثارت ضجة كبيرة؟ الكتاب يستهل عبد الرازق كتاب "الإسلام وأصول الحكم - بحث في الخلافة والحكومة في الإسلام" بالإشارة إلى أن الأبحاث التي قام بها حول القضاء الشرعي هي التي دفعته إلى تأليف الكتاب. والفكرة الأساسية للكتاب أن النبي محمد "لم يكن إلا رسولاً لدعوة دينية خالصة لا تشوبها نزعة ملك أو حكومة". كما يقول عبد الرازق إنه لا توجد نصوص دينية إسلامية تؤيد الحديث عن وجوب الخلافة. ويستشهد عبد الرازق بنصوص تاريخية لتأكيد حديثه عن أن الخلافة "لم ترتكز إلا على أساس القوة الرهيبة، وإن تلك القوة كانت - إلا في النادر - قوة مادية مسلحة". كما يشير إلى أن تفرّق المسلمين إلى ممالك ودويلات في زمن ضعف الخلافة لم يسفر عن ضياع الدين أو توقف المؤمنين عن ممارسة شعائر عقيدتهم. ويدعو عبد الرازق المسلمين في الكتاب إلى بناء قواعد ملكهم ونظام حكومتهم "على أحدث ما أنتجت العقول البشرية". المعركة كانت الأفكار التي حملها الكتاب غير تقليدية بشكل أثار عاصفة من الجدل والانتقادات خاصة في ظل إلغاء مؤسسة الخلافة. فالكاتب الإسلامي البارز محمد رشيد رضا شن هجوماً عنيفاً على الكتاب ومؤلفه في مجلة المنار، واصفاً الأفكار التي جاءت فيه بـ"البدعة" التي ظهرت في وقتٍ تتضافر الجهود لعقد مؤتمر إسلامي عامّ لإحياء منصب الخلافة. كذلك صدرت كتب عدة تتعرض لـ"الإسلام وأصول الحكم" وتنتقد ما جاء فيه، لعل من أبرزها كتاب الشيخ محمد الخضر حسين- الذي تولى منصب شيخ الأزهر بعد ذلك بأكثر من 25 عاماً - "نقد الإسلام وأصول الحكم". صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، صدر الكتاب في وقت كان يحكم مصر الملك فؤاد (في مركز الصورة) وسعى الرافضون لأفكار علي عبد الرازق إلى طرح حجج مضادة لما جاء في "الإسلام وأصول الحكم" مستلهمين هم أيضاً نصوصاً دينية وتاريخية. تتسم العديد من الكتابات المعارضة لعلي عبد الرازق باتهامه إما بـ "الجهل بحقيقة الإسلام" أو "التضليل المتعمد" أو "تقليد الغرب بشكل كامل". لم تقتصر قائمة منتقدي عبد الرازق على الشيوخ وأصحاب التوجهات الإسلامية المطالبة بعودة الخلافة، فقد كان لافتاً أن الزعيم الوفدي سعد زغلول استنكر بشدة ما جاء في الكتاب ووجه نقداً لاذعاً لصاحبه، بحسب ما جاء في دراسة الكاتب محمد عمارة "الإسلام وأصول الحكم: دراسة ووثائق". في المقابل، نشرت صحف مصرية العديد من المقالات التي يدافع أصحابها عن علي عبد الرازق وآرائه، كمحمد حسين هيكل، وسلامة موسى. كذلك دافع عباس العقاد - وهو الذي كان وقتها مؤيداً لحزب الوفد - عن حق الكاتب في التعبير عن رأيه سواء كان مصيباً أو مخطئاً. المحاكمة المعركة حول الكتاب لم تقتصر على الصحف والمجلات بل وصلت إلى أروقة الأزهر. إذ انعقدت هيئة كبار علماء الأزهر في شهر يوليو/تموز عام 1925 ووجهت إلى علي عبد الرازق سبع "تهم" من بينها حديثه عن كون الإسلام شريعة روحية محضة وقوله إن حكومة أبي بكر ومن خلفه كانت حكومة لا دينية. وفي أغسطس/آب مثُل علي عبد الرازق أمام الهيئة التي قررت بالإجماع إخراجه من زمرة العلماء ومحو اسمه من سجلات الأزهر وعدم أهليته للقيام بأي وظيفة عمومية دينية كانت أو غير دينية، وهو ما تبعه قرار حكومي بفصله من وظيفته كقاضٍ شرعي. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، قرر علماء الأزهر فصل علي عبد الرازق بعد أشهر من صدور الكتاب السياسة لم يشكّل قرار فصل عبد الرازق من الأزهر نهاية المعركة حول الكتاب بل كان أحد تبعاتها. فكثير من الكتابات والدراسات التاريخية التي تناولت القضية لاحقاً، تظهر أن الأزمة كانت مرتبطة أيضاً بالسياسة كما كانت متعلقة بالأفكار التي طرحها، مثلما جاء في كتاب محمد عمارة "الإسلام وأصول الحكم - دراسة ووثائق"، وكتاب الكاتب الصحفي المصري أحمد بهاء الدين "أيام لها تاريخ". فالكتاب، بحسب هذا الفريق، كان بمثابة صرخة احتجاج ضد مساعي الملك فؤاد لمواصلة الاستبداد بالحكم عبر ادعاء لقب الخليفة بما له من ثقل ديني. وتشير الأكاديمية سعاد علي في كتابها "A Religion, Not a State: Ali 'Abd al-Raziq's Islamic Justification of Political Secularism" إلى أن عبد الرازق استخدم في الكتاب لفظتي ملك وسلطان ومرادفاتهما نحو 150 مرة. فالملك فؤاد، عند هذا الفريق من الباحثين، لعب دوراً في التنكيل بصاحب كتاب "الإسلام وأصول الحكم"، بل إن عدداً ممن هاجموا الكتاب كان من بين دوافعهم إرضاء ملك مصر. فبينما قال عبد الرازق في مقدمة كتابه إنه "لا يخشى سوى الله. له القوة والعزة. وما سواه ضعيف ذليل"، نجد الشيخ محمد الخضر حسين يهدي كتابه إلى "إلى خزانة حضرة صاحب الجلالة فؤاد الأول ملك مصر المعظم". أما الحزب الذي ينتمي إليه عبد الرازق فكرياً، حزب الأحرار الدستوريين، فهو لم يكن حزباً جماهيرياً بل وارتضى المشاركة في حكومات غير ديمقراطية موالية للملك وصلت إلى الحكم من دون أن يكون لها ظهير شعبي كبير. لكن المفارقة أن الحزب نفسه وقف إلى جانب علي عبد الرازق لينتهي الأمر بأزمة سياسية أسفرت في النهاية عن خروج وزراء الحزب من الحكومة. أسئلة مشابهة ومع مرور السنوات توارى علي عبد الرازق عن الأنظار لفترة طويلة قبل أن يقرر الأزهر إعادته إلى زمرة علمائه في الأربعينيات خلال تولي شقيقه مصطفى عبد الرازق منصب شيخ الأزهر. ثم أسند إليه منصب وزير الأوقاف في إحدى حكومات الأقليات في نهاية الأربعينيات. أما جهود إعادة إحياء الخلافة الإسلامية فسرعان ما باءت بالفشل. وبدا بعد فترة ليست بالكبيرة أن الانشغال بقضايا الاستقلال والديمقراطية طغى على حماس الكثير من عناصر النخبة المصرية لمناقشة قضية مشروع الخلافة. وليس أدل على ذلك التغير سوى تلك الأزمة التي جرت في عام 1937 خلال الإعداد لتتويج الملك فاروق، نجل الملك فؤاد. فمصطفى النحاس، رئيس الوزراء المنتخب وخليفة سعد زغلول في زعامة حزب الوفد، أجهض خطة طرحها مقربون من الملك لإضفاء صبغة دينية على حفل التتويج. لكن في المقابل، وبعد ثلاث سنوات من صدور كتاب "الإسلام وأصول الحكم"، يؤسس حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين التي كانت تدعو إلى مواجهة التغريب والعودة إلى الأصول الدينية للمجتمعات الإسلامية حتى يصير من الممكن "إحياء الخلافة المفقودة". ومع مرور الزمن أمسى الكتاب مثار نقاشات حادة بين أنصار العلمانية والمدافعين عن الحكم ذي الطابع الإسلامي، وأعيد طبعه أكثر من مرة. تجدر الملاحظة أن كلمة "علمانية" لم ترد في الكتاب، فعلي عبد الرازق كان يدافع عن حكم مدني في مقابل المطالبين بعودة نظام الخلافة.


البلاد البحرينية
١١-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- البلاد البحرينية
خربشة ومغزى.. نهاية الإمبراطورية الإسبانية.. تاريخ دارت رحاه
نهاية الإمبراطورية الإسبانية تاريخ دارت رحاه، عنوان أخير ضمن سلسلة مقالات نُشرت بلغت 13، فيها تتبع تاريخ شبة جزيرة آيبرية منذ ما قبل الميلاد، وكيف دخلتها أقوام جزرية أي من شبة الجزيرة العربية آنذاك، وما لحق تاليا تأسيس دولة أندلسية عربية إسلامية كانت أيقونه حضارية معرفية ضاءت في قارة أوربا قرون، ثم ذهبت ريحها إثر خلافات وتفرق فتح عليها غلبة وظلم الأفرنجة. تلك حكاية الزمان حفظها. الإسبان تولوا الأندلس وتمكنوا منها، وطردوا أهلها، في عصر ذروة لهم امتد قرابة 167عام أواخر الخامس عشر إلى السابع عشر ميلادي، حقبة زمن خاضوا فيها البحار، واكتشفوا العالم الجديد الأمريكيتين. التاريخ يُحدثنا أنه في عام 1701م اشتعلت حرب شاملة عُرفت باسم حرب الخلافة الإسبانية لم تنته إلا بعد 12عام وتعتبر أول حرب عالمية إذ شملت اليابسة كما شملت أعالي البحار. وقف في الطرف الأول بريطانيا العظمى وهولندا والنمسا، وروسيا، وهانوفر، والبرتغال. وفي الثاني فرنسا، وإسبانيا، وهنغاريا، وحلفاؤهم. دارت معارك ماحقة بينهما على أرض إسبانيا والمانيا وهولندا، وشملت بحر الشمال والمحيطات. الغنيمة بينهم تقاسموا فيها ديار وحطوا حدود ومعالم. إسبانيا قبل بدء الحرب تسيطر على أمريكا الجنوبية (باستثناء البرازيل)، والفلبين وكوبا والمكسيك وفلوريدا وكاليفورنيا وبنما وميلانو ونابولي وصقلية، وسردينا، والجزائر الشرقية، وغيرها. أما فرنسا لم تتمكن من الوقوف أمام المتحالفين في الطرف الأول فطلبت الصلح. إلا أن الحلفاء غالوا في مطالبهم دون توقف معاركهم. لكن صلح تم بعدما تغيرت السلطة في بريطانيا من حزب الأحرار إلى حزب التوري (المحافظين لاحقا)، وأُبرمت معاهدة اترشت عام 1713م، وبموجب المعاهدة حصل "فيليب أنجو" ملك إسبانيا الذي احتفظ بإسبانيا ومستعمراتها في العالم الجديد. وأخذت النمسا ممالك إسبانيا في أوربا باستثناء صقلية التي كانت من نصيب مملكة "سافوي" نسبة إلى سلالة ملكية كانت تحكم أحد الأقاليم الفرنسية. وكان نصيب بريطانيا جبل طارق أحتلته عام 1704م، وغيرت تلك المعاهدة خريطة العالم، وقلبت موازين القوى وأفسحت المجال لقيام عصر الاستعمار بعد ذلك، وفي سنوات لاحقة بدأت بريطانيا تتوسع على حساب حليفتها القديمة هولندا، وتمهد الطريق لبناء إمبراطوريتها المعروفة وأصبحت إسبانيا دولة ثانوية حيث تركزت القوة بيد فرنسا بريطانيا والنمسا إلى أن تغييرات الموازين في الحرب العالمية الثانية. وظل مصير إسبانيا مرتبطا بمصير فرنسا عبر الأسرة الفرنسية المالكة حتى عام 1789م، ومع مرور الزمن تقلبت الاوضاع في إسبانيا أكتنفها اضطرابات وثورات، ورضوخ لهيمنة دول أوربا المتنفذة. بداية القرن العشرين تسلطت فيها الاحزاب اليسارية وعسكريون ديكتاتوريون على إسبانيا أدى إلى حروب أهلية ذكاها هتلر وموسوليني. استمرت المعارك الطاحنة من مدينة إلى مدينة لما يزيد عن 32 شهرا. هيمن فرانكو رئيس أركان في الجيش الذي خاض معارك في إسبانيا مخلفا مجازر واجراءات انتقامات، وبعضها غريب مثلا؛ منع الباسك من النطق بلغتهم. الباسك إقليم يقع في شمال إسبانيا، وله تاريخ وأعراق تختلف عن الإسبان، بعد موت فرانكو عام 1975م انفتحت إسبانيا على الديمقراطية واختير خَوَّان كارلوس ملكا، أستلم إسبانيا فقيرة داخل أوربا تشبه حال البرتغال. هكذا كانت نهاية الإمبراطورية الإسبانية. ماضي حمل مظالم ومعالم فيه درس وعبرة. والزمان تدور رحاه ويعود كحال مبتدأه، وكما تَدين تُدان حكمة للأذهان.


برلمان
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- برلمان
ديرها غا زوينة.. أسرار علاقة بنكيران بإسرائيل وخطة أخنوش لمواجهة ولد الرشيد في العيون (فيديو)
الخط : A- A+ إستمع للمقال تواصل الزميلة بدرية عطا الله من نافذة برنامج 'ديرها غا زوينة..'، في حلته وبرمجته الجديدة لهذه السنة، تسليط الضوء على مجموعة من القضايا الشائكة والمثيرة التي تهم الرأي العام الوطني. وفي حلقة جديدة مثيرة من برنامجها 'ديرها غازوينة'، عادت الصحفية بدرية عطا الله اليوم الخميس لتسلط الضوء على الشؤون الداخلية للمملكة المغربية، موجّهة انتقادات لاذعة لحكومة عزيز أخنوش وحزب التجمع الوطني للأحرار، خصوصا في ما يتعلق بتمدده في مناطق العيون والداخلة، ووصفت ما يجري هناك بأنه 'زحف على الحامية الحزبية لعائلة ولد الرشيد'، في إشارة إلى الصراع السياسي المتوقع قبيل الانتخابات المقبلة، والتي رأت أنها ستكون 'ساخنة' بالعيون و'محتدمة' بسوس. ولم تتوان بدرية عطا الله في مهاجمة الطريقة التي أُعد بها مؤتمر حزب الأحرار في الداخلة، حيث اتهمت بعض الأطراف الحزب بجلب مواطنين لا علاقة لهم به من أجل ملء القاعة خلال حضور رئيس الحكومة، مبرزة أن 'الدراعيات الصحراوية' تم فرضها بشكل فجّ، وسط استغلال غير مشروع لسيارات الدولة والريع السياسي، وفق تعبيرها. كما انتقدت بشدة ما اعتبرته 'خرقا لضوابط الأخلاق' و'تضاربا صارخا في المصالح'، مع تقديم أمثلة عن مسؤولين قالت إنهم 'يمارسون التملق والنفاق'، خصوصا لحسن السعدي، الذي قالت إنه يتحدث عن التعليم والصحة كما لو أن المغرب يعيش في نعيم، رغم أن الواقع والأرقام الرسمية تثبت عكس ذلك. وفي سياق متصل، عبّرت عطا الله عن استيائها الشديد من تصريحات سابقة لعبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الذي اتهمته بوصف المغاربة بأوصاف مهينة مثل 'الميكروبات' و'الحمير'، مستغربة من جهة من صمت الأحزاب والمؤسسات السياسية الوطنية والتاريخية وتراجعهم الكبير. كما وجّهت نقدا لاذعا إلى نائبة برلمانية عن حزب الأحرار، وهي التي تمتهن مهنة التمثيل في التلفزة، والتي تؤدي أيضا أدواراً مزدوجة في البرلمان والحزب، وتروّج لصورة وردية عن الوضع العام في البلاد، متجاهلة الواقع المتأزم وانها تتقن التمثيل في كل شيء.