logo
#

أحدث الأخبار مع #حزبالبعث،

بفضل مخابرات مصر1965:سوريا تعتقل أخطر جاسوس اسرائيلي مرشح لمنصب وزير
بفضل مخابرات مصر1965:سوريا تعتقل أخطر جاسوس اسرائيلي مرشح لمنصب وزير

يمرس

timeمنذ 15 ساعات

  • سياسة
  • يمرس

بفضل مخابرات مصر1965:سوريا تعتقل أخطر جاسوس اسرائيلي مرشح لمنصب وزير

كامل أمين ثابت، كان هذا هو اسم الشخص المطلوب القبض عليه حيا بعد أن اكتشفت المخابرات "صدفة" أنه جاسوس إسرائيلي، والذي سيتضح بعد ذلك أن اسمه الحقيقي "الياهو بن شاؤول كوهين أو ما عُرف لاحقا بإيلي كوهين"، ولكنها لم تكن عملية عادية ولم يكن شخصا عاديا وقتها، فهذا الذي سيتم اقتحام شقته بعد دقائق معدودة ويواجه أخطر تهمة على الإطلاق كان يشغل حتى تلك اللحظة واحدا من أرفع المناصب في الدولة، وهو عضوية القيادة القطرية لحزب البعث بعد أن رشحه ميشيل عفلق مؤسس الحزب ورئيسه بتأييد وتزكية من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، ليكون عضوا في المجلس الذي يُشكل الحكومة ويرسم خريطة تحركها وسياستها، ويحكم ويدير جميع الأجهزة بالدولة سواء الرسمية أو السرية. يكشف كتاب "الجاسوسية الإسرائيلية وحرب الأيام الستة" للكاتبين "زفي الدوبي وجيرولد بالينغر" تفاصيل واحدة من أخطر عمليات الجاسوسية في تاريخ دولة الاحتلال الصهيوني، وذلك استنادا على وثائق ومعلومات وتفاصيل العملية من داخل جهاز الموساد الإسرائيلي، وعبر بحث ميداني تم خلاله تقفي أثر كوهين عبر الدول والمناطق التي عاش بها وبمقابلة أكثر من 100 شخصية من الذين كانت لهم علاقات مباشرة به، تلك العملية التي تكشف لنا عما يمكن أن تصل إليه أيادي الموساد داخل أنظمة الحكم العربية، كما تكشف أيضا عن السياسة المختلفة للجهاز والاستراتيجية الجديدة لمعنى الجاسوسية. ولعل أبرز ما أوردته الوثائق عن كوهين هو مدى قربه من نظام الحكم في ذلك الوقت، فهو لم يكن شخصا عاديا داخل النظام، وإنما كان أحد أقرب المقربين من مركز اتخاذ القرار، وكان مُكلفا ببعض المهام شديدة الخطورة والحساسية. فعلى سبيل المثال عندما وقع خلاف بين أمين حافظ، رئيس الجمهورية، ورئيس وزرائه صلاح البيطار، وغادر الأخير بسببها البلاد متوجها إلى الأردن ، وأراد الرئيس أن يُصالحه ويعيده إلى الحكم مرة أخرى، لم يجد من بين كل السوريين، سياسيين وعسكريين، سوى كوهين ليرسله في تلك المهمة، والذي ذهب بالفعل واجتمع مع البيطار وأقنعه بالتراجع عن موقفه، واستقل معه الطائرة عائدا إلى دمشق حيث صالحه مع رئيس الدولة وأعاده إلى رئاسة الوزراء، وفق ما يوثقه الكتاب. كما كان كوهين أحد النافذين والمحركين داخل حزب البعث، حيث تم إرساله إلى أميركا الجنوبية في مهمة إنشاء فرع للحزب هناك وجمع التبرعات، وهو ما قام به بالفعل على نفقة الموساد الذي تبرع بجزء من تلك التبرعات التي عاد بها إلى رئيس الدولة، لذا فقد تم ضمه للجنة الدفاع في الحزب، والذي مكنه من الذهاب بكل أريحية إلى مراكز تمرين السلاح وأعطاه الحق في تفقد وتفتيش جميع الأماكن والساحات بل واستجواب الضباط، وكذلك حضور المناورات العسكرية التي تُجرى على الحدود أو في أماكن أخرى حتى صار أكثر أعضاء القيادة الحزبية عناية واهتماما بالشؤون العسكرية، فأصبح منتدبا بشكل دوري لزيارة الخطوط الأمامية في الجبهة ومرافقة كبار الزوار، حيث كان الوحيد الذي رافق الفريق علي عامر، رئيس أركان القوات المسلحة المصرية ثم قائد القوات العربية المشتركة، خلال تفتيشه على الجبهة الجنوبية، كل ذلك مكنه بالطبع من تصوير جميع الجداول والخرائط والبيانات في الثكنات العسكرية والتي تضم ما في المراكز من أسلحة ومعدات وحركتها وتوزيعها. وكانت أبرز المعلومات التي سربها كوهين; مخططات تحويل نهر الأردن ، وخرائط القواعد العسكرية في مرتفعات الجولان، تفاصيل العلاقة بين النظام في دمشق وفصائل المقاومة والمنظمات الفدائية، وهويات الألمان الذين يعيشون بأسماء مستعارة في منطقة الشرق الأوسط مثل "فرانز راد ماشر" المعروف باسم "مندوب ايخمان". وقبل القبض عليه بتسعة أيام، قام عدد من كبار القادة العسكريين أصحاب النفوذ في الكتلة العسكرية بحزب البعث باقتراح تعيينه نائبا لوزير الدفاع، ثم وزيرا للإعلام في الوزارة القادمة، بل وتم وضع تلك المقترحات في جدول أعمال اجتماع مجلس القيادة القطرية الذي كان مقررا عقده في 2 فبراير 1965، وذلك قبل أن تلعب الصدفة وحدها دورا محوريا في عملية القبض عليه مع اختلاف الروايات سواء المصرية أو السورية. ولعل أهم ما كشفه الكتاب هو أن مهمة كوهين الرئيسية في دمشق لم تكن فقط التجسس ونقل المعلومات، وإنما توجيه الحكم في سوريا سياسيا وفكريا وعقائديا عبر برنامج وضعه الموساد وكان يمليه عليه خطوة خطوة لدفع نظام الحكم للطريق الذي يخدم مصالحهم، وذلك كمنهج سيتم اتباعه بعد ذلك في عالم الجاسوسية وهو عدم الاكتفاء بمعرفة تفاصيل الأعداء السرية، وإنما خلق أنظمة جديدة في بلدان المواجهة وتوجيهها نحو ما تريده إسرائيل وما يخدم مصالحها، سواء على صعيد السياسات الداخلية أو الخارجية. احمد عابدين نُشر في فبراير 2018 وأعيد نشره بمناسبة تسليم النظام الجديد في سوريا متعلقات كوهين إلى حكومة نتنياهو

وزير الدفاع السوري يمهل الفصائل المسلحة 10 أيام للاندماج بالجيش
وزير الدفاع السوري يمهل الفصائل المسلحة 10 أيام للاندماج بالجيش

سودارس

timeمنذ 2 أيام

  • سياسة
  • سودارس

وزير الدفاع السوري يمهل الفصائل المسلحة 10 أيام للاندماج بالجيش

جاء ذلك في سلسلة منشورات على حسابه بمنصة "إكس"، حيث حدد مدة أقصاها 10 أيام من تاريخ الإعلان، لاستكمال جهود التوحيد والتنظيم. وقال أبو قصرة: "إلى أبناء سوريا الأحرار، لقد بدأنا بعد تحرير سوريا فوراً بالعمل على دمج الوحدات العسكرية ضمن إطار مؤسساتي موحد، واليوم ننقل لشعبنا الكريم نبأ دمج كافة الوحدات ضمن وزارة الدفاع السورية". وأضاف: "هذا الإنجاز الكبير لم يكن ليتحقق لولا تضافر جهود الجميع". وتابع: "بهذه المناسبة، لا يسعنا إلا أن نتقدم بخالص الشكر والتقدير لقادة وجنود الوحدات العسكرية على تعاونهم المثمر والتزامهم العالي، مستشعرين أهمية المرحلة ومتطلباتها". وأشار إلى أنه انطلاقا من أهمية العمل المؤسساتي، فإننا نشدد على "ضرورة التحاق ما تبقى من المجموعات العسكرية الصغيرة بالوزارة بمدة أقصاها 10 أيام من تاريخ هذا الإعلان، وذلك استكمالاً لجهود التوحيد والتنظيم". وأكد أن "أي تأخير في هذا الصدد سيستلزم اتخاذ الإجراءات المناسبة وفق القوانين المعمول بها"، مختتماً بالقول: "حفظ الله سوريا وشعبها، ووفقنا لما فيه خير البلاد والعباد". وفي 24 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، اتفقت جميع الفصائل في سوريا مع الرئيس أحمد الشرع، على حل نفسها والاندماج تحت مظلة وزارة الدفاع، خلال اجتماع جرى في العاصمة دمشق. وفي 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بسطت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 سنة من حكم حزب البعث، و53 سنة من سيطرة أسرة الأسد. العربية نت script type="text/javascript"="async" src=" defer data-deferred="1" إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان

تحت مظلة "الدفاع السورية"... قرارٌ بدمج جميع الوحدات العسكرية
تحت مظلة "الدفاع السورية"... قرارٌ بدمج جميع الوحدات العسكرية

ليبانون ديبايت

timeمنذ 3 أيام

  • سياسة
  • ليبانون ديبايت

تحت مظلة "الدفاع السورية"... قرارٌ بدمج جميع الوحدات العسكرية

أعلن وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، اليوم السبت، دمج جميع الوحدات العسكرية في البلاد تحت مظلة وزارة الدفاع، في خطوة وُصفت بأنها تهدف إلى توحيد البنية العسكرية السورية ضمن إطار مؤسساتي جامع. وجاء الإعلان في سلسلة منشورات على حسابه الرسمي على منصة "إكس"، حيث حدّد الوزير مهلة أقصاها عشرة أيام من تاريخ البيان لاستكمال عملية الدمج وتنظيم صفوف القوات المتبقية. وقال أبو قصرة: "إلى أبناء سوريا الأحرار، لقد بدأنا بعد تحرير سوريا فورًا بالعمل على دمج الوحدات العسكرية ضمن إطار مؤسساتي موحد، واليوم نزفّ لشعبنا الكريم نبأ دمج كافة الوحدات العسكرية تحت مظلة وزارة الدفاع السورية". وأضاف، "هذا الإنجاز الكبير لم يكن ليتحقق لولا تضافر جهود الجميع"، معربًا عن "شكره العميق لقادة وجنود الوحدات العسكرية على تعاونهم المثمر والتزامهم العالي". وأكد أهمية الالتزام المؤسسي، مشددًا على "ضرورة التحاق ما تبقى من المجموعات العسكرية الصغيرة بالوزارة في مهلة لا تتجاوز عشرة أيام، تحت طائلة اتخاذ الإجراءات المناسبة وفق القوانين المعمول بها". واختتم أبو قصرة بيانه بالقول: "حفظ الله سوريا وشعبها، ووفقنا لما فيه خير البلاد والعباد". وكانت جميع الفصائل المسلحة في سوريا قد اتفقت، في 24 كانون الأول الماضي، خلال اجتماع مع الرئيس أحمد الشرع في العاصمة دمشق، على حلّ نفسها والانضواء تحت مظلة وزارة الدفاع. وتبع ذلك في 8 كانون الأول سيطرة الفصائل السورية على البلاد، مُنهية بذلك 61 عامًا من حكم حزب البعث، و53 عامًا من هيمنة أسرة الأسد.

سوريون يحرقون مساعدات إسرائيلية في القنيطرة / شاهد
سوريون يحرقون مساعدات إسرائيلية في القنيطرة / شاهد

سواليف احمد الزعبي

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • سواليف احمد الزعبي

سوريون يحرقون مساعدات إسرائيلية في القنيطرة / شاهد

#سواليف أحرق #سوريون صباح اليوم الاثنين مواد غذائية وزّعتها قوات #الاحتلال الإسرائيلي في #قرية_العشة بمحافظة #القنيطرة جنوبي #سوريا. وقالت قناة 'الإخبارية' السورية إن أهالي القرية أضرموا #النيران في صناديق تحوي #مواد_غذائية، وزّعتها #القوات_الإسرائيلية خلال اقتحامها للبلدة، ونشرت عبر منصاتها صورة تُظهر تصاعد ألسنة اللهب من كراتين مشتعلة، قالت إنها تحتوي على مساعدات إسرائيلية. وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر مجموعة من الشبان وهم يحرقون صناديق المساعدات، قائلين إنهم يرفضون ما وصفوه 'بمحاولات الاحتلال كسب تعاطف الأهالي عبر تقديم المعونات'. وشهدت قرية العشة في الأشهر الماضية سلسلة اقتحامات نفذتها قوات إسرائيلية، خاصة خلال شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان الماضيين، تخللتها عمليات تفتيش لمنازل السكان، وسط تصاعد التوتر في المناطق الحدودية مع الجولان المحتل. سوريون يحرقون مساعدات إسرائيلية في القنيطرة — fadia miqdadai (@fadiamiqdadi) May 12, 2025 وتقول دمشق إن تل أبيب تحاول استخدام أدوات ناعمة، بينها توزيع مساعدات أو إجلاء جرحى، لإظهار نفسها بصورة 'المدافع عن أقليات في سوريا'، ولا سيما أبناء الطائفة الدرزية، محذّرة من أن هذه 'الأساليب تهدف لتكريس الاحتلال وتبرير انتهاكاته المستمرة للسيادة السورية'. وفي سياق متصل، نظم أهالٍ من قرى محافظة القنيطرة، بينها بلدة السويسة، احتجاجات شعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأفادت مصادر محلية بإصابة 3 متظاهرين برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء تفريق الاحتجاجات. وتواصل إسرائيل منذ أشهر شن غارات جوية متكررة على مواقع في الداخل السوري، أسفرت عن مقتل مدنيين وتدمير آليات ومستودعات ذخيرة تابعة للجيش السوري، في حين لم تصدر الإدارة السورية الجديدة -برئاسة أحمد الشرع- أي تهديدات مباشرة لتل أبيب. وتحتل إسرائيل معظم أراضي الجولان السوري منذ عام 1967، وقد وسّعت نفوذها في المنطقة بعد انهيار اتفاق فض الاشتباك الموقّع عام 1974، مستغلة الفراغ الذي خلّفه سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، عقب 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد على الحكم.

عبد الناصر إذ يقول للقذافي: لا طاقة لنا اليوم
عبد الناصر إذ يقول للقذافي: لا طاقة لنا اليوم

العربي الجديد

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • العربي الجديد

عبد الناصر إذ يقول للقذافي: لا طاقة لنا اليوم

توطئة لا بد منها: اعتمد كاتب هذه السطور على تفريغ نصي لمحضر مباحثات رئيس الجمهورية العربية المتحدة جمال عبد الناصر ومعمر القذافي رئيس مجلس قيادة الثورة في الجمهورية العربية الليبية كما كانت تدعى وقتها قبل أن تصبح بعد عدة أعوام تحديداً في 1977 جماهيرية عربية ليبية شعبية اشتراكية، وبالمرة فوق البيعة، عظمى. عقد الاجتماع المشار إليه آنفاً، في قصر القبة بالقاهرة بتاريخ 3 أغسطس/آب 1970، ونشرت مكتبة الإسكندرية ملفاً يحوي كل ما جاء فيه مفصلاً، بعد ضجة أثارتها قناة يوتيوبية تُدعى ناصر تي في Nasser TV، كانت خاملة غير منتظمة النشر لا يدري عنها أحد شيئاً منذ تأسيسها في يناير/كانون الثاني 2018، رغم ضخها مئات المقاطع المصورة لخطب الزعيم الراحل وأنشطته، وفجأة صارت مثار حديث الجماهير السيارة على مواقع التواصل بعد سماعهم للزعيمين الراحلين خلال محاولة القذّافي "الأمين على القومية العربية والأمين على الوحدة العربية من بعدي"، كما خاطبه ناصر في احتفالية سابقة، إقناع مثله الأعلى بحضور الفريق محمد فوزي وزير الحربية المصري اجتماع بغداد لتنسيق الموقف العربي بشأن مبادرة أميركية لوقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، لصاحبها ويليام روجرز، وزير الخارجية الأميركي، وهي خطوة ما إن قبلتها مصر في 22 يوليو 1970 بعد إعلانها في 5 يونيو من العام ذاته، حتى تفجرت ضد ناصر حملة هجومية واسعة نلمس أثرها في الوثيقة التاريخية التي خرجت الآن، بالتأكيد لغير وجه المعرفة أو لا سمح الله حرية تداول المعلومات، وهي من رابع المستحيلات في عالم عربي لا يعرف ماذا حدث، حتى يفهم من هو، ويتمكن من معرفة ما قد يصبح عليه في المستقبل. فتش عن التوقيت والمضمون، وبسهولة ستدرك لماذا خرجت التسجيلات اليوم؟ وبهذه الطريقة المجتزأة، عبر عناوين تشبه صحافة الـ 3S، (الفضائح والرياضة والجنس)، خذ عندك: "جمال عبد الناصر اللي عايز يحارب ييجي يحارب وحلو عننا بقى"، "مناقشات تخلي الواحد يسب ويكفر – مناقشات جمال عبد الناصر مع حزب البعث"، جمال عبد الناصر: "أنا ممكن أتفق مع غولدا مائير سراً بس هبقى راجل منافق"، ولأن المكتوب يقرأ من عنوانه، فالمطلوب اليوم وبتوقيت حرب غزة توصيل رسالة مصرية إلى كل من ينادي بمواجهة مع دولة الاحتلال، ولن يعبّر عن فحواها كلمات خير مما جاء في المقطع الأول: "حلو (اتركونا) عننا بقى"، والسبب تفاصيل الدسائس والصراعات العربية الواردة في المقطع الثاني "مناقشات تخلي الواحد يسب ويكفر"، وما حزب البعث إلا واحد من الجهات والشخصيات العربية العديدة التي صبّ ناصر عليها جام غضبه في أثناء الاجتماع وسمعنا موقفه وتقييمه لتصرفاتها وهجومها عليه، دون أن نعرف ماذا قال الطرف الآخر ومدى مصداقية الادعاءات والاتهامات المتراشقة، حتى نتمكن من إصدار حكم أو تقييم موضوعي لم يكن بالتأكيد في بال مصدر المقاطع المفترض عبد الحكيم نجل عبد الناصر وصاحب القناة التي نشرت التسجيلات، وإن كان فعل النشر لتلك المقاطع بهذه الصورة المليئة بالفجوات بالتأكيد ليس من بنان أفكاره، لكن من حسن الحظ أن تداركت مكتبة الإسكندرية الأمر، حتى لو كان عبر نص مفرغ لمحضر الاجتماع، يفتقر إلى حيوية الاستماع للجلسة المليئة بالسخرية من قادة وشخصيات عربية ضحك الحضور على تعليقات ناصر حولها وأكثرها استهدافاً كان الرئيس الرابع للعراق أحمد حسن البكر، الذي قال عنه ناصر: "مبيموتش عنده حد إلا فى حوادث العربيات، أو واحد اتزحلق فى السكة فى قشرة موز، وأنا لما بيموت عند اليهود 10 بيموت عندى 100! فأحمد حسن البكر قاعد هناك كويس وبيشرب وقاعد بيشرب سجاير ومبسوط بيشرب قهوته وجنبه الزمزمية (قارورة) وبيشرب منها المياه! لازم شوفتها هناك؟!" شوفت الزمزمية؟ (يبدو أن سراً ما في الزمزية هذه): يضحك ناصر مخاطباً القذافي: "قاعد الراجل ويقول لك: عبد الناصر استسلامي تصفوي! أنا استسلامي تصفوي بس ضميري مستريح". وصف ناصر القذافي بالأمين على الوحدة العربية من بعدي (Getty) هذا هو مربط الفرس في سر غضب ناصر، فالحملة التي استهدفته بالأوصاف السابقة تهدم صورته الذهنية التي بناها عبر مقولات مثل "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة"، "اللهم أعطنا القوة، لندرك أن الخائفين لا يصنعون الحرية، والضعفاء لا يخلقون الكرامة، والمترددين لن تقوى أيديهم المرتعشة على البناء"، و"القومية العربية هي التي تقرر كل شيء"، وغيرها من التصريحات القوية بمعايير عصرها والشعبوية في سياقنا الحالي، وبدلاً منها فوجئا جميعاً محبين ومبغضين بتصريحات مثل: "ما في قوة ذاتية للعرب، والأميركان قالوا إنهم جادون في المبادرة والانسحاب من كل الأراضي"، فـ"الموضوع الحقيقة أكبر من الشعارات خالص، هما مش عمالين يناضلوا بالكلام والخطب واحنا بنحارب (يقصد العرب)، بغير بكره إسمنا إلى مصر وأسيب لهم مسؤولياتي العربية ويتفضلوا هما اللي عايز يحارب يحارب". وإذا طبق مشروع روجرز بتمشوا فيه للنهاية؟ يسأل القذافي ناصر فيجيب: "آه"، يعود الثائر الحالم ليسأل أستاذه: "ممكن تعترف بإسرائيل"، فيرد ناصر: "اتفاقية الهدنة فيها إقرار بإسرائيل، أنا ماضي مع إسرائيل سنة 49 عن الحكومة المصرية ده اسمه acknowledgement وفيه فرق بينه وبين ال recognition (الاعتراف)، يضيف ناصر، طيب هسألك سؤال.. إذا خيرت بين الإقرار بوجود إسرائيل وتحرير الضفة الغربية والقدس وغزة، أو لا تقر بوجود إسرائيل وتبقى القدس وغزة والضفة الغربية جزء من اسرائيل؟ فيسأله القذافي: "ليه نفترض هذا الاقتراض مش ضروري تبقى محتلة؟، "هتبقى يا أخ معمر" يقول ناصر، "قولي هنحرر امته، يأخ معمر هنحرر بعد 20 سنة؟ عملية قيام إسرائيل خدت 50 سنة والتوسع الجديد خد 20 سنة، مفيش خطة عربية ولن تكون هناك خطة عربية موحدة أبداً، ده واقع العالم العربي". الصورة انقسامات وصراعات واسعة بين الدول العربية (Getty) بالتأكيد ما سبق شكل صدمة كبيرة للجماهيرة العربية، لأن ما رسخ وبقي من تراث "الزعيم الخالد"، على العكس من كل مما سبق، فالرجل بدا في ثنايا الحديث وكأنه يقول للقذافي لا طاقة لنا اليوم بإسرائيل ومن ورائها أميركا، فـ"مصر خسرت 102 طيارة من 67 إلى تاريخ الاجتماع"، وأسعار الأسلحة هائلة ونوعية السلاح التي تمنحه أميركا للإسرائيليين متفوقة على السلاح السوفيتي، و"فيصل بيبعد (يقصد ملك السعودية) مش بس فيصل، بومدين (هواري بومدين رئيس الجزائر) بيبعد مش عايز يدفع مليم وعايزني أطلب منه والله لو جوعنا ما أطلب منه، وإذا خيرت بين تحرير الضفة الغربية والقدس وغزة وقصاد ده هدى الإقرار بإسرائيل وحق كل دولة في الوجود طب ما هي إسرائيل موجودة أنا ببقى أخدت شيء كبير وأديت كلام. إذا كنت عايز بعد كده أحرر فلسطين أنا أقدر أحرر فلسطين بعد كده، إذا كان حد عايز يكافح ما يكافح اذا كان حد عايز يناضل ما يناضل لكن النهارده بيقولوا: لأ.. يا فلسطين كلها من النهر الى البحر يامش كلها! معنى والله الكلام اللي بيقولوه العراقيين النهارده: إن احنا بندي الضفة الغربية والقدس وغزة لليهود، وفي خلال سنة أو سنتين كل المناطق دي بتتهود ولا هيرجعها حد، إذا لم نستعد الضفة الغربية بالحل السلمي والقدس وغزة سنبقى سنوات ولن نستعيدها؛ وبهذا تضيع إلى الأبد أرض عربية وبينتفي عنها صفة الأرض العربية بصرف النظر عن الكلام". مع ذلك لا بد من القول إن ناصر لم يكن يثق بقبول إسرائيل للمبادرة، وموافقته عليها يمكن تفسيرها بالمناورة السياسية، خصوصاً أن مصر كانت تستعد للحرب عبر بناء منظومة للدفاع الجوي (حائط الصواريخ) واستلزم الأمر تهدئة ما، فـ:"الصواريخ عايز أطلعها في القنال (قناة السويس). إحنا دلوقتي بنعمل العملية اللي هم بيقولوا عليها بالإنكليزى re frog اللي هي خطوة الضفدعة.. بنعمل الصواريخ كده. إحنا بقالنا دلوقتي عايزين نعمل موقع الصواريخ من السنة اللي فاتت كل ما نعملها بييجوا اليهود يضربوا العمال، مات يعني مئات من عمال التراحيل اللي هم الناس اللي قاعدين بيشتغلوا في المواقع.. مواقع الأسمنت.. فمافيش فايدة الحقيقة اليهود مركزين بيضربوا المواقع، قلنا: نعمل موقع الصواريخ مننا ومن الروس وفي حمايته نعمل أمامه المواقع التانية لأن إذا جاي يضربها يبقى هو مضروب بالصواريخ، وبعدين ننقل في المواقع التانية وفي حمايتها نعمل مواقع أمامها.. دي العملية اللي ماشية. الشهر ده بنكون خلصنا العملية كلها، ونبقى على القنال نمنع الطيران إنه ييجي يضرب قواتنا ونضرب شرق القنال؛ وده ممكن يدينا فرصة بعد كده إن احنا نعدي، يعني مع طبعاً الاهتمام بالقوات الجوية.. دي المعركة اللي احنا عايشين فيها الحقيقة". لا يتوقف الأمر هنا، فثمة العديد من التفاصيل التي تستحق التعليق عليها ولا تكفيها السطور التالية، خاصة أن الوثيقة عدد صفحاتها 54 ومليئة بالأحداث والتعليقات الشائقة بلسان صناع القرار ومنها وصف عبد الناصر مبكراً لما سيجري بعد عدة أسابيع في الأردن وعرف بأحداث أيلول الأسود 1970، بـ"الانقلاب" وكشفه عن موقفه منه في هذه الفترة قبل أن يتدخل بعد ذلك بين الطرفين، قائلاً: "هم بيخططوا دلوقتي علشان يعملوا انقلاب فى الأردن الفدائيين؛ يا ريت الفدائيين ياخدوا المسؤولية فى الأردن، طبعاً هيدخلوا في صدام مع الملك حسين لكن إذا خدوا السلطة يبقوا ناس أدامهم مسؤوليات.."، كذلك وصفه لأهل غزة أنهم "هم اللي بيحاربوا جوه.. الوحيدين اللي بيحاربوا في داخل الأرض المحتلة أهالي غزة"، وجاء ذلك في معرض رفضه منح القذافي 60 ألف جنيه لأحمد جبريل مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذي حمل عليه ناصر بشدة هو نايف حواتمة وجورج حبش، قائلاً لليبيين: "إذا كنتوا عندكم فلوس وعايزين تدوها أنا مش عايز ولا مليم ادو بتوع غزة، أنا بديهم كل شهر خمسين ألف من عرقي ومن لحمنا"، وداخلياً تحدث مرتين عن أنه "مش قاعد عشان الرياسة، الرياسة عندنا غلب" يعني أنه غير متمسك بالحكم، وهو ما تناقضه تصرفاته في التنكيل بمعارضته ونتائج استفتاءات الـ99.5% التي فاز فيها بالتزكية وغيرها من المؤامرات التي حيكت لرفاق دربه ومختلف القوى السياسية التي كان يراها خطراً على زعامته. النقطة الثانية هي رواية لأول مرة عن ما يعرف بحادثة المنشية التي اتهم فيها شاب من جماعة الإخوان المسلمين بإطلاق الرصاص على عبد الناصر في أثناء خطاب له، والمثير أن سبباً مختلفاً لما جرى، جاء على لسانه، بعيداً عما نعرفه حول صراعه مع الجماعة، وأن الحادث يدخل في هذا السياق، إذ يقول: "ممكن الفدائيين ييجوا يقتلوني، حد من الفلسطينيين، بقول لك هذه العملية حقيقىة لأنهم بيقولوا: عبد الناصر خان وسلم قضية فلسطين ومش فاهم إيه، وممكن ناس حتى مصريين يقبلوا هذا الكلام ويحصل، وأنا عارف أنا بعمل إيه بس أنا مقتنع بالكلام اللي بقوله، وممكن يطلع واحد بيعتبر عبد الناصر إنه خان، زي 54 لما قالوا إن أنا في اتفاقية الجلاء مع الإنكليز خونت لأن اديتهم حق بالاحتفاظ بالقاعدة 9 سنين، وطلع واحد ضربنى بالرصاص فى إسكندرية! أياميها وقف محمد نجيب ضد الاتفاقية وناس ضد الاتفاقية والسياسيين ضد الاتفاقية، بس العملية أنا ضامن الإنكليز ماشيين من البلد.."، أي إن ناصر يرى أن استهدافه يعود إلى دوره في اتفاقية الجلاء وحالة التحريض ضده من القوى التي ذكرها، وهذا يختلف تماماً عن فكرة أن الإخوان استهدفوه تحديداً ضمن صراع على الحكم لتحييده والسيطرة على البلاد. استوقفني كذلك ما قاله ناصر عن حزب البعث والمرارة التي أبداها ولها ما يبررها من صراعات بعد الوحدة مع مصر وما تلا الانفصال، وعداوات مع بعث العراق جعلته يقول: "قصتنا مع حزب البعث ليست بنت اليوم، هؤلاء الناس لن آمن لهم، هذا الوضع مع البعث والقوميين العرب وكل السفلة اللي بهذا الشكل ولا أستطيع التشاور معهم لأنهم بيدوروا على الحاجة اللي ضدي وهيعملوها وقالوا جميع القيادات المهزومة لا تصلح، وعايزين قيادة جديدة تطلع بعد 67". عطفاً على ما سبق، يفترض أن ما يسمى بالناصريين لديهم عقيدة حزبية متماسكة تنطلق من أفكار وأفعال زعيمهم، لكن ما حدث على العكس مما قاله المؤسس للتيار، فالناصريون المصريون تحالفوا مع البعثيين، وصاروا من المدافعين عنهم، رغم كل جرائمهم في حق العراقيين والسوريين وقبلهم شعوب المنطقة! الصورة بالرغم من حالة التشرذم والمؤامرات والاحتراب العربي – العربي وقتها التي قد تفوق وقتنا هذا بمراحل، خرجت دولة واحدة من قائمة المزايدين والمستهدفين لناصر، وبعضهم توعده بالرد، على رأسهم العراق وأحمد حسن البكر (مش هسيبهم وأنا بشتغل ضدهم)، وبعده سورية، بالإضافة إلى مشاكله مع الجزائر والأردن والسعودية وحتى المغرب، على العكس من هؤلاء جميعاً وصف السودان، قائلاً: "والله السودان ده هم الوضع الطبيعي ارتباطنا بيهم من غير كتابة معاهدة (يقصد الوحدة الطبيعية بين الشعبين)، يعني إحنا مع السودانيين فيه نسب وفيه علاقات وفيه جواز متبادل"، وهذه هي نقطة الضوء الوحيدة في حديث الرجل عن العالم العربي، وإلى جانبها هذا الإصرار الشاعري من الثائر الطازج وقتها معمر القذافي، مبدياً حماسة للوحدة والتنازل عن الحكم بعد ثمانية أشهر فقط و"كلهم بيقولوا كده في الأول"، كما تقول كلمات الأغنية المصرية، حتى إن ناصر نهاه عن التفكير في الأمر بهذه الطريقة، بعدما قال: "إحنا لما نبدو دولة واحدة أو أي اتحاد أو شيء من هذا القبيل لازم يبقى فيه التزامات بينا، إذا كان ما فيش وحدة ولا تحرير والله العظيم ماني قاعد في وسط الناس أبداً!"، فسأله مثله الأعلى: "هاتسلمها لمين؟"، القذافى: "ليك إنت". عبد الناصر: "هو أنا مستحمل اللي عندى!"، القذافي: "لأ.."، عبد الناصر: "لأ..... إنت لسه بقالك 8 أشهر!". وبالفعل، أخذ الرجل بالوصية وامتد حكمه ليصبح أكثر من 42 عاماً امتلأت بتخريب بلاده والعالم العربي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store