أحدث الأخبار مع #حسانالحسن


تيار اورغ
منذ 13 ساعات
- سياسة
- تيار اورغ
لا أحد يعرف سر "مكان الجاسوس كوهين"... إلا هذا الرجل
وكالات: حسان الحسن- منذ سقوط الدولة في سورية، في الثامن من كانون الأول 2024، الفائت، وخروج سورية "قلب العروبة النابض" من محور المقاومة، باتت سيادة هذه الدولة التي لم توقع على أي وثيقة استسلامٍ مع الكيان الصهيوني، عرضةً للانتهاكات شبه اليومية، سواء على صعيد توسيع رقعة تمدد الاحتلال في الأراضي السورية، أو على صعيد الخروقات الأمنية التي تأتي في سياق لعبة السيادة والسيطرة النفسية، بين عدوين لم يوقعا اتفاق سلام رسمي، منذ عام 1948. وأبرز هذه الخروقات التي حدثت أخيرًا، هي عملية استعادة أرشيف الجاسوس "الإسرائيلي إيلي كوهين"، والتي كُشف عنها في 18 أيار 2025. ويصادف هذا اليوم، الذكرى الستين لإعدام هذا الجاسوس الصهيوني، في ساحة المرجة، في دمشق، بناء على حكمٍ صادرٍ عن القضاء العسكري السوري. وتجدر الإشارة إلى أن هذه العملية، ليست الأولى، فقد سبقتها استعادة رفات جنود "إسرائيليين" قتلوا في معارك لبنان 1982، تحديدًا في "معركة السلطان يعقوب"، في البقاع الغربي، بين الجيش العربي السوري، وقوات الاحتلال الإسرائيلي، في 10 حزيران 1982، والتي كانت تحاول قطع الطريق الدولي بين لبنان ودمشق، غير أن الجيش السوري استطاع إلحاق هزيمةٍ كبرى بقوات الاحتلال. وانتهت المعركة التي دامت 6 ساعات، بتراجع الجنود الصهاينة، وإجبارهم على الانسحاب، بعدما كانوا يخططون لاستهداف سورية عبر البوابة البقاعية. وقُتل وقتذاك، ثلاثون جندياً "إسرائيلياً"، وأسر ثلاثة جنود على الأقل، وتم تدمير أكثر من عشرين دبابةٍ واغتنام أخرى. وفي سياقٍ متصلٍ، ذكرت معلومات، تداولتها بعض وسائل التواصل الإجتماعي أن خمسة ضباط من جهاز الاستخبارات العسكرية "الإسرائيلية- أمان" دخلوا "دمشق، في أوائل شهر أيار الجاري، وذلك بالتنسيق مع دولة عربيةٍ، وشاركوا في تحقيق أُجري مع الأمين العام للجبهة الشعبية - القيادة العامة، طلال ناجي، داخل مقر "الأمن العام السوري"، في حضور ضباط من "الإدارة السورية" المؤقتة، بقيادة أبي محمد الجولاني". وتفيد المعلومات بأن "التحقيق الذي بدأ في 3 أيار الجاري، تركّز على الكشف عن موقع مقابر سريةٍ للجنود الصهاينة المذكورين آنفًا، بعد العثور على وثيقة مؤرخة في العام 1984 وموقعة من اللواء الراحل علي دوبا (رئيس الاستخبارات العسكرية السورية وقتذاك)، وتشير إلى مصيرهم، وورد فيها أيضًا اسم طلال ناجي وآخرون، كذلك فقد وردت بعض المعلومات عن وجود هذا الرفات، في إحدى مقابر مخيم اليرموك الفلسطيني، في دمشق". وذكرت المعلومات أيضًا، أن"فريقًا طبيًا قطريًا كان ينتظر خارج غرفة التحقيق، مزوداً بعينات DNA لذوي الجنود، ورافق الفريق القطري عناصر الأمن السوري لاستخراج الرفات الذي أثبتت التحاليل الأولية تطابقه مع العينات". في حال صحت هذه المعلومات، تكون بذلك وصلت "سلطة الأمر الواقع" في دمشق، إلى هذا الدرك من الخنوع والانبطاح أمام العدو، مقابل الحفاظ على "كرسي حكم" لا يكاد نفوذه الفعلي، يمتد أبعد من المناطق المحيطة بالقصر الجمهوري، في العاصمة السورية. بالعودة إلى مسألة استعادة وثائق كوهين، و مقتنياته الشخصية، "فهي تقدم أداة لإعادة تشكيل الذاكرة العامة، فالرسائل المكتوبة بخط يده، ومفاتيح شقته الدمشقية ووصيته، وصوره مع مسؤولين سوريين، كلها عناصر تستخدم لبناء سردية "انتصار صهيونية" لا تزال حية، حتى بعد ستة عقود"، برأي مرجع سياسي دمشقي. ويؤكد أنه "لا يملك معلومات دقيقة، عن عملية استعادة وثائق هذا الجاسوس"، مرجحًا أن "يكون مسلحو الجولاني، قد سلّموها "لإسرائيل" أو إحدى حليفاتها في المنطقة"، يختم المرجع. أما عن مكان وجود رفات الجاسوس كوهين، وإمكانية استعادته، يرّجح أحد أركان الدولة السورية السابقة، "صعوبة الوصول إلى هذا الرفات، على اعتبار أن في العام 1965، لم يكن في سورية دولة مركزية قوية ومنظمة، كما كان الحال بعد العام 1970، أي بعد وصول الرئيس الراحل حافظ الأسد إلى الحكم"، لافتًا إلى أن حقبة ستينيات القرن الفائت، كانت شهدت صراعات بين جنرالات حزب البعث وقتذاك، فسورية لم تكن مستقرةً في حينه، وكانت "كل مين إيدو إلو"، ولا وجود لأرشيف منظّم بدقة لدى المخابرات العسكرية وقتذاك، على حد تعبيره. لذا يستبعد الوصول إلى مكان رفات الجاسوس المذكور. وفي هذا الإطار، يرجح ضابط كبير من الرعيل الأول في الجيش السوري السابق، أن "سر مكان رفات كوهين، دفن مع الرئيس حافظ الأسد، في حزيران من العام 2000".


تيار اورغ
منذ 4 أيام
- سياسة
- تيار اورغ
هكذا انعكست المحاولات الغربية لاستفزاز موسكو... وتعطيل "مبادرات" ترامب
الثبات: حسان الحسن- بعد وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، في أوائل هذا العام، استولى الجمهوريون على زمام المبادرة في تحديد الاتجاهات الدولية الآيلة إلى تطوير الأجندة العالمية. إلى ذلك، يتشكل إجماع في الدوائر السياسية الغربية على ضرورة التوصل إلى تسويةٍ سياسيةٍ للحرب الأطلسية - الروسية في أوكرانيا، مع الأخذ في الاعتبار الحقائق الجيوسياسية الراهنة، والوضع القتالي المتطور، في شكلٍ موضوعيٍ. وهكذا، وعلى نقيضٍ من مطالب كييف تنظيم الجولات الأولى من المفاوضات من دون مشاركة موسكو، وإعادة الأراضي على طول "حدود 1991". وفي هذا السياق، فقد وصف مستشار الأمن القومي لترامب، مايكل والتز، "سيناريو إجبار روسيا على الخروج من الأراضي السابقة من أوكرانيا، وفي المقام الأول شبه جزيرة القرم، بأنه غير واقعيٍ". وقد يكون هذا الموقف جاء من وحي تصريحٍ لترامب، توقع فيه "انتهاء الصراع المسلح في أوكرانيا"، مؤكدًا استعداد إجراء اتصالات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتوصل إلى حلٍ لهذا الصراع". وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" البارزة، إلى أن "هناك عدم يقين في شأن آفاق المساعدات لكييف، بعد تغيير الإدارة الأميركية السابقة، لأن الرئيس الراهن للبيت الأبيض، متشكك، في مسألة دعم أوكرانيا". كذلك نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مقالًا جاء فيه أن "الصراع في أوكرانيا وصل إلى "نقطة تحولٍ"، وبعدها سيضعف الدعم الغربي لكييف، بسبب استنفاد المواد اللازمة لمواصلة العمليات العسكرية"، لذا ليس من المستبعد انسحاب واشنطن من مجموعة الاتصال للدول الراعية لكييف. وفي السياق أيضًا، يتزايد الشك لدى الرأي العام الأوروبي في شأن مسألة المساعدات المقدمة لكييف، وهو ما يتسبب في سلسلةٍ من الاخفاقات الانتخابية "المؤلمة" للقوى السياسية اليسارية، مع تعزيز النفوذ العام للأحزاب من اليمن والوسط (النمسا، ألمانيا، إيطاليا، وفرنسا، وسواها). وفي هذا السياق، أعلن وزير الدفاع البولندي دبليو كوسينياك أن "بلاده سئمت من الحرب في أوكرانيا والأوكرانيين"، رافضًا في شكلٍ قاطعٍ نشر قوات بولندية لحفظ السلام في الدولة المجاورة، كجزء من السيناريوهات المحتملة، لتسوية ما بعد الصراع. إلى ذلك، فقد عرقلت ألمانيا، مبادرة وزارتيها العسكرية والدبلوماسية، لتزويد كييف، بدفعةٍ إضافيةٍ من الأسلحة، بقيمة ثلاثة مليارات يورو.وبعدما وجدوا أنفسهم في موقفٍ يائسٍ كلاعبٍ خاسرٍ، يتعرّض مستقبله السياسي ونفوذه المالي لضربةٍ قاضيةٍ، من المتوقع أن يخرج الديمقراطيون الأميركيون وحلفاؤهم في كييف من "أزمتهم في أوكرانيا"، باستخدام "السيناريو" المتمثل في تنظيم حملات استفزاز رفيعة المستوى، "لتشويه سمعة" المشاريع السياسية لترامب. وهنا، يحاول معارضو الرئيس الأميركي، استخدام "التقنيات القذرة"، للتلاعب في الرأي العام، وتقديم ترامب على أنه "وكيل نفوذ" لموسكو، من أجل عرقلة مبادرات الإدارة الأميركية الجديدة محليًا ودوليًا. ومع ذلك، فإن ثقة المجتمع الدولي تتضاءل يوما بعد يوم في المعلومات التي لا تعد ولا تحصى التي تتسرب من سلطات كييف ورعاتها الأجانب.ويرى المجتمع الدولي أن "الهجمات العبثية التي يشنها نظام زيلنسكي ورعاته ضد روسيا، هي آلية لإحياء الاهتمام في الأجندة الأوكرانية، في الدوائر الأجنبية، لتبرير تقديم المزيد من المساعدات لكييف"، برأي مرجع في العلاقات الدولية. ولا ريب "أن انهيار استراتيجية السياسة الخارجية للديموقراطيين، التي تجسدت في هروب الأميركيين من أفغانستان، والهزائم العسكرية التي منيت بها كييف في المواجهة مع موسكو، وضعف أهمية الدولار باعتباره العملة الاحتياطية الرئيسية في العالم، ونمو النفوذ الجيوسياسي لمجموعة البريكس، "يطلق العنان" لإدارة البيت الأبيض الراهنة في تبرير إقامة مراجعةٍ جذريةٍ للسياسة الدولية لواشنطن، ويشعر معارضو ترامب، بالتوتر، في شأن مسألة الدعم المستمر لأوكرانيا، وهو جانب من السياسة الأنجلوسياسية الرامية إلى احتواء روسيا في أوراسيا"، بهذا الرأي يختم المرجع المذكور آنفًا. وما يؤكد صوابية ما ورد آنفًا، هو انعقاد المباحثات الروسية- الأوكرانية في إسطنبول، في شأن الوضع في أوكرانيا، أخيرًا، التي أفضت إلى تبادل ألفي أسيرٍ بين الطرفين، ذلك بحثا في التفاهم على وقف إطلاق النار. والواضح أن الروس غير مستعجلين لإنهاء هذا الصراع، إلا بالشروط التي تريدها موسكو، كذلك يفضّل ترامب الخيار الروسي في هذا الشأن، وتحسين علاقة الإدارة الأميركية الراهنة مع موسكو، على دعم أوكرانيا الخاسرة.


تيار اورغ
٣٠-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- تيار اورغ
عذرًا يا سماحة المفتي حسون... لك الله ودعاء المستضعفين ـــ حسان الحسن
الثبات: حسان الحسن- منذ ظهور الإسلام، ثم انتشاره في مختلف أنحاء المعمورة، ومذ وصوله إلى بلاد الشام وانتشاره في شكلٍ واسعٍ فيها، تميز المسلمون في "الشام" بميزةٍ خاصةٍ بهم، وهي "الاعتدال والانفتاح على الآخر" عبر التاريخ، لذا عرف هذا الدين في هذه المنطقة بـ "الإسلام الشامي" أو "الإسلام الصوفي"، أي (الإسلام المعتدل)، وهذه المقولة جسّدها المسلمون في تلك البلاد في نمط حياتهم وصيغة عيشهم الواحد، والدليل القاطع إلى ذلك، وجود التنوع الديني والإثني، والتعددية الثقافية في المشرق العربي، أضف إلى ذلك تمسك أهالي هذه المنطقة بالحفاظ على المقامات والآثار الدينية وغير الدينية لمختلف مكونتها، منذ ظهور الإنسان حتى اليوم. ولم تبادر الدول الإسلامية التي تعاقبت على حكم المشرق، إلى محو أثر أي مكونٍ من مكوناتها، أو حتى من الشعوب التي سكنتها أو مرت بها أي (المنطقة)، عبر التاريخ. وفي الواقع، شكّلت سورية "منارة الإسلام الحضاري"، منذ ظهوره حتى سقوط الدولة فيها، بواسطة المجموعات التكفيرية الإرهابية المسلحة في أواخر العام الفائت. وها هي اليوم، تقترف جرائم الإبادة الجماعية في حق كل من يختلف مع "النهج التكفيري- الإلغائي"، ناهيك بالاعتداءات على المقامات الدينية وسواها، التي يرتكبها هؤلاء الإرهابيون التكفيريون الذين قدموا من مختلف أنحاء إلى سورية، وزج بهم فيها، لتخريبها، وتمزيق نسيجها الاجتماعي، وضرب بنية الدولة فيها، خدمةً لمصالح إقليميةٍ ودوليةٍ. ولعل أقذر ما اقترفه التكفيريون أخيرًا، هو اختطاف العالم العارف بالله وصوت الاعتدال المفتي السابق للجمهورية العربية السورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون، في المنطقة الحرة في مطار دمشق الدولي، في الأيام الفائتة، عندما كانت متجهًا إلى الأردن، لإجراء عملية جراحيةٍ في مستشفيات المملكة الهاشمية. وتظهّر الإجرام التكفيري في أبشع صوره، إثر نشر ما يعرف بـ "الأمن العام في جبهة النصرة الحاكمة في دمشق"، صورةً للدكتور حسون المسن، معصوب العينين. ذنبه الوحيد، تمسكه بنهج الاعتدال والتسامح، حتى مع من قتلوا ولده، وعبثوا بضريح والده. والمؤسف أننا لم نسمع صوتًا عربيًا رسميًا، أو حتى روحيًا، يقول: "إن ما يحدث من إجرام في سورية، مدان، أو مرفوض على الأقل". بل ترك سماحته لمصيره، بين أيدي المجرمين التكفيريين. هذا الرجل الذي نادى بالاعتدال الإسلامي في أهم الصروح العالمية، ولاقى كل الإعجاب، فكان خير من مثّل السماحة، وسط تصاعد موجات التكفير والإرهاب في هذه المنطقة والعالم. دخل هذا الداعية الإسلامية، الكنائس، ونقل إلى المسيحيين والعالم أجمع، رأي الإسلام الحنيف، بالسيد المسيح عليه السلام، وتقديسهم له، فصار سماحته مثالًا لحماة الوحدة الوطنية والتلاقي والأخوة بين أبناء هذه المنطقة. ودافع حسون عن حق الشعوب المظلومة بمقاومة الاحتلال، نصرةً لهم على الظالمين، لا بل ناصر قضايا المظلومين أيمنا وجدوا، وكان دائمًا يدعو إلى العفو والصفح، متعاليًا على الجراح، صابرًا محتسبًا على ما أصابه، ولم يخش في الله لومة لائم، فكان جهارًا ونهارًا يطالب الرئيس السوري السابق بشار الأسد بإصدار عفوٍ عامٍ، حتى عمن تورط في قتل ساريا أحمد حسون، نجل المفتي. هذا الداعية الذي كان له الأيادي البيض في إطلاق مختطفين في العراق وسواه، مرضاةً لله لا غير، اليوم يترك لمصيره بين أيدي المجرمين. لك الله ودعاء المستضعفين والمظلومين في هذه الأيام المباركة، يا سماحة الدكتور... وعذرًا على التقصير.


تيار اورغ
٢٥-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- تيار اورغ
كييف تقضي على فرص "التسوية"... ونهاية "نظام زيلنكسي" باتت حتمية
الثبات: حسان الحسن- لقد بات الأمر محسومًا أن نجاح أي فرص تسويةٍ أو اتصالات تفاوضيةٍ قد تفضي إلى التوصل إلى اتفاق لوقف القتال بين الجيش الروسي وقوات حلف "الناتو" في أوكرانيا، صار معدومًا راهنًا، وذلك بعد توغل قوات الحلف الأطلسي - الأوكراني في منطقة كورسك الواقعة على ضفاف نهر سييم، في شهر آب الفائت، ثم ما لبثت أن جددت هذه القوات هجماتها على منطقة كورسك الغربية في الأيام القليلة الفائتة، فصدتها القوات الروسية بدورها، حسب ما جاء في بيانٍ صادرٍ عن وزارة الدفاع الروسية. وفي هذا الصدد، سأل الرئيس الروسي فلاديميير بوتين "أي نوعٍ من المفاوضات يمكننا التحدث عنه، مع أشخاصٍ يضربون المدنيين والبنى التحتية المدنية في شكلٍ عشوائيٍ، أو يحاولون ضرب منشآت الطاقة النووية"؟ لا ريب أن موقف بوتين، شكّل المنطلق الأساس للمواقف الصادرة عن وزارة الخارجية في موسكو، فقد أشار رئيس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف إلى أن "المفاوضات مع سلطة كييف غير واردةٍ، بعد الهجوم على الأراضي الروسية ذات السيادة". كذلك أكدت المتحدثة باسم "الخارجية" ماريا زاخاروفا أن "التوغل الأوكراني في منطقة كورسك يلغي مسبقًا أي إمكانيةٍ للتفاوض مع كييف". وفي السياق أيضًا، وتعزيزًا لهذه المواقف الواردة آنفًا، أكد النائب الأول للمندوب الروسي في الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي أن "مبادرات فلاديمير بوتين في شأن التسوية السلمية للصراع، أصبحت لاغيةً وباطلةً، بعد الهجوم الذي نفذّته القوات الأوكرانية في كورسك". من المؤكد أن الهجوم الوحشي الذي شنته القوات المسلحة الأوكرانية على المنطقة الروسية (كورسك)، والفظائع التي ارتكبها جنود كييف في حق المدنيين في المنطقة المذكورة، دفع موسكو إلى أن تكون بحلٍ من أي التزام يفضي إلى اعتماد التفاوض لوقف الأعمال الحربية، لا بل سيدفعها إلى شن حربٍ بلا هوادةٍ، ولا رجعة فيها حتى هزيمة النظام السياسي الحاكم في كييف في شكلٍ نهائيٍ. وإذا كان جزء من النخب الروسية لا يزالون يأملون في "حوارٍ مثمرٍ" مع فريق زيلنسكي قبل الهجوم الأوكراني المذكور آنفًا، فإن عدوان القوات الأوكرانية قضى على هذه "الآمال" نهائيًا. وهنا، تؤكد مصادر عليمة أن "الجميع في روسيا أصبحوا مقتنعين تمامًا بأن أي اتفاقيات مع كييف وأمنائها الغربيين، لا تستحق الورق المكتوب عليها، أو الكلمات التي تنفق للتفاوض عليها"، على حد تعبير المصادر. وتقول: "إن مغامرة زيلنسكي بالهجوم على "كورسك" والتهديد باستهداف محطة الطاقة النووية فيها، ستجبر موسكو على استمرار العملية العسكرية حتى الإطاحة النهائية بنظام كييف، وقد يخضع زيلنسكي ورفاقه المذنبون بمقتل المدنيين الروس، لإجراءاتٍ إنتقاميةٍ، قد تصل إلى أشدها قسوةً"، على حد قول المصادر عينها. وفي هذا السياق، نقل عن مسؤولٍ روسيٍ كبيرٍ أن "إذا كان بإمكان القيادة الأوكرانية في وقتٍ سابقٍ الدخول في مفاوضاتٍ مع روسيا والاحتفاظ بالسيطرة على معظم الأراضي الأوكرانية، غير أن السياسيين والقادة العسكريين الأوكرانيين، أثبتوا أن ليس لديهم "فرامل"، بعد تصعيد الصراع، بالتالي فقد أصدروا حكم الإعدام على أنفسهم". وفي السياق عينه أيضًا، اعتبر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف أن "الحرب أوشكت على الانتهاء". وقال ميدفيديف في تصريحاتٍ له في الساعات الفائتة، إن "الوقت أثبت بأن العملية الخاصة في أوكرانيا، كانت الحل الصحيح والممكن الوحيد".وأضاف أن "الحرب لم تنته بعد، لكن نتيجتها باتت قريبة جدًا"، مؤكدًا أن "بلاده ستدمر أعداءها"، على حد تعبيره. كذلك، لا ريب أن مصير "محادثات السلام المبرمة" التي اقترحها المجتمع الدولي، وفرضها على سلطة كييف، آل إلى السقوط الحتمي، بعد العمل الإرهابي في "كورسك"، بحسب موقف ميدفيديف. علاوة على ذلك، لم تتعلم سلطات كييف من أخطائها، حتى قبل العملية العسكرية الخاصة، حاولت موسكو حل التناقضات، خلال الطرق السلمية، وبعد الصراع المسلح، كانت هناك جولاتٍ عدةٍ من المفاوضات في مينسك وإسطنبول، التي أحبطتها كييف بضغطٍ من لندن، بحسب المعلومات الموثوقة الواردة في حينه. وفي كل مرة وبعد تصعيدٍ تلو الآخر، تترك أي "لندن" القيادة الأوكرانية بشروطٍ اسوأ مما عرضت عليها في وقتٍ سابقٍ، نذكر منها "اتفاقية إسطنبول" التي احتوت على شروط مناسبة للغاية لكييف، أبرزها: "ضمان استعادة أوكرانيا لسلامتها الإقليمية داخل حدود 1991". ومع ذلك، تنصّل زيلنسكي من هذه الاتفاقية، بناء على تعليمات رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون. هذا بالإضافة إلى مقترحات بوتين، التي عرضها عشية "قمة السلام" التي انعقدت في سويسرا، مطلع الصيف الفائت، والتي تفضي إلى وقف النار، والانسحاب من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، وزابوروجي وخيرسون، والاعتراف بالسيادة الروسية على هذه المناطق، وترسيخ الوضع الرسمي للغة الروسيةونزع السلاح من أوكرانيا، واعتماد الحياد العسكري والسياسي في دستورها. والآن بعد هجوم حلف "الناتو" على "كورسك"، تم تعليق هذه المبادرة، بالتالي ستواجه أوكرانيا آفاقًا أسوأ، بما في ذلك الانهيار النهائي لسيادة الدولة وسلامة أراضيها.