أحدث الأخبار مع #حسنحامد


Independent عربية
منذ 6 أيام
- صحة
- Independent عربية
سكان الخرطوم بين ناري الجوع وسوء توزيع المعونات
منذ الصباح الباكر يصطف كل يوم آلاف السودانيين في طابور طويل في ميادين وساحات مناطق الكلاكلة وجبل أولياء وأحياء جنوب الحزام وشرق النيل بالخرطوم للحصول على المواد الإغاثية ومعونات المنظمات الإنسانية، وكذلك المواد الغذائية ووجبات التكايا التي يقدمها المتطوعون. وتأخذ المعاناة أشكالاً مختلفة في عدد من مناطق وأحياء العاصمة، منها الانتظار لفترة طويلة أثناء ساعات النهار في ظل ارتفاع درجات الحرارة وانعدام مياه الشرب، وكذلك يضطر المئات للمبيت في الساحات والشوارع بانتظار تسلم مواد الإغاثة من أجل مكافحة الجوع وتوفير وجبات للأطفال وكبار السن، في وقت يغادر فيه العشرات بأوانيهم وهي فارغة بسبب عدم تسجيل أسماء أسرهم ضمن الكشوفات المعتمدة للتوزيع. معاناة يومية عمار موسى يسكن حي الأزهري جنوب الخرطوم، قال إن "سكان جنوب العاصمة يعانون بشكل يومي في انتظار توزيع المواد الإغاثية، ويضطر الغالبية للبقاء ساعات طويلة في ميادين الأحياء من دون جدوى لأن الجهات المسؤولة من توزيع حصص المساعدات الإنسانية لا تكترث لمعاناة المواطنين وظلت تتغيب عن الحضور، على رغم الإعلان المسبق". وأضاف أن "العالقين في العاصمة ضاقت بهم الحال نتيجة للأوضاع المعيشية الصعبة، ومن ثم هناك حاجة ماسة لأي نوع من المعونات أو الإغاثة لمواجهة شبح الجوع خصوصاً بعد توقف الأعمال اليومية ونفاد المدخرات المالية". يشكو سودانيون من مستوى القائمين على لجان توزيع المساعدات (حسن حامد) وأوضح موسى أن "الآلاف يصطفون كل صباح في انتظار توزيع المواد الغذائية وسط ظروف إنسانية صعبة للغاية، خصوصاً بعد ارتفاع درجات الحرارة والتعرض لضربات الشمس، مما يفاقم الوضع ويزيد مخاوف ظهور مشكلات صحية". عجز وتجاوزات تساءل عدد من سكان الخرطوم عن وعود المعونات وجسور الإغاثة الجوية والبحرية التي ظلوا يتابعونها ويسمعون عن وصول الشاحنات المحملة بها إلى العاصمة، بيد أنها ظلت حبيسة أسماعهم ولم يصلهم منها شيء حتى الآن. وفي هذا الصدد، يقول عادل حسين، أحد مواطني ضاحية الكلاكلة بالخرطوم إنهم "في كل صباح يبحثون عن أماكن توزيع المعونات، مما تسبب في ظهور صفوف طويلة وطوابير تشهد تدافعاً كبيراً في ميادين الأحياء، في وقت تتعامل فيه لجان التوزيع مع الأمر بنوع من عدم المسؤولية، ومن دون مراعاة للوضع الإنساني الكارثي". ووصف حسين أداء المشرفين على لجان الأحياء بالعجز وعدم الخبرة الكافية بعمل الطوارئ الإنسانية خصوصاً بعد فشلهم في القيام بأي عمل ملموس يؤمن انسياب المعونات والإغاثة إلى المحتاجين، مما يتطلب تغييراً عاجلاً في منهج عملهم بالبعد من النمطية والتكلس البيروقراطي. وأردف، "هناك شبهات وتجاوزات تدور حول ملف المواد الإغاثية خصوصاً بعد وصول آلاف الأطنان إلى ولاية الخرطوم وعدم تسلم الحصص الكافية لمستحقيها وإنقاذ ملايين الأرواح بعدما بات شبح المجاعة يهدد غالبية سكان العاصمة". ظلم وحسرة معاوية تميم يسكن منطقة شرق النيل بالخرطوم بحري قال، إن "المئات ظلوا منذ أسابيع ينتظرون حصص توزيع غير مضمونة لأنهم لا يحملون بطاقات استحقاق وفق أولوية التسجيل، بينما يعجز المشرفون عن تلبية حاجاتهم". ونوه تميم إلى أن "الجهات الرسمية أجرت عمليات الحصر للسكان المحتاجين للدعم عبر مناديبها، لكن المواطنين طال انتظارهم بعد التيقن من تسجيل أسماء غير الموجودين في كشوفات مستحقي الإغاثة الذين يقيمون في هذه المناطق، إذ لم يتسلموا حصصهم حتى هذه اللحظة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتابع المتحدث، "يشعر مواطنون كثر بالظلم لعدم وجود فرص للتسجيل والحصول على بطاقة الاستحقاق خصوصاً العائدين من مناطق النزوح واللجوء، إذ إن الأولوية للمسجلين، بينما ينتظرون هم حتى نهاية الطابور، وقد لا يجدون شيئاً بعدما قطعوا مسافات طويلة، واضطر بعضهم للمبيت في الميادين وسط ظروف صعبة للغاية" قيود وتلاعب على الصعيد نفسه قال عضو غرفة طوارئ جنوب الخرطوم حسن بخيت، إن "عملية توزيع المواد الإغاثية منذ اندلاع الحرب كانت تجري بطريقة سهلة وميسرة، لكن عقب تحرير العاصمة من قبضة قوات 'الدعم السريع' ودخول الجيش السوداني ظلت بعض الجهات الأمنية تفرض قيوداً على أعضاء غرف الطوارئ من الشباب الناشطين ومنعهم التدخل والمشاركة في توزيع المواد الإغاثية بحجة أنهم ينتمون لأحزاب سياسية". وأشار بخيت إلى أن "هناك تلاعباً في الإغاثة، وإلا كيف وصلت الأسواق، نراها تباع في المحال التجارية وتنتشر على الأرصفة من دون رقابة بيد أنه لا وجود لها في منازل العالقين داخل العاصمة والآتين من مناطق النزوح واللجوء، إذ يعاني الآلاف أوضاعاً قاسية". وأوضح عضو غرفة طوارئ جنوب الخرطوم أنه "على رغم الوضع الإنساني الحرج للغاية، لم تنسب المعونات والإغاثة على المدنيين حتى الآن خصوصاً في العاصمة التي تعيش وضعاً أكثر من حرج، بما يتطلب تدخلات عاجلة متجاوزة كل القيود الإدارية النمطية". تدخل أممي على صعيد متصل قال مدير عام وزارة التنمية الاجتماعية في ولاية الخرطوم صديق فريني، إن الوضع الإنساني بالولاية يواجه تحديات كبيرة ويحتاج تدخلات عاجلة". واستعرض فريني لدى لقائه إدارة الطوارئ ببرنامج الغذاء العالمي مستجدات الوضع الراهن بولاية الخرطوم، مؤكداً الحاجة إلى كل جهد في مجال المساعدات الإنسانية وخصوصاً المناطق الجديدة. وتوقع أن يكون التدخل بما يتناسب واسم ومكانة المنظمة، مشيراً إلى أن تجربة التكايا يمكن التدخل عبرها مباشرة لخدمة المتأثرين وخصوصاً في محليات الخرطوم وشرق النيل وجبل أولياء، كما أن هناك حاجة ملحة لتوفير المواد الغذائية في الأسواق. وناقشت سامانثا تشان راج منسقة إدارة الطوارئ بالمنظمة مع وزارة التنمية الاجتماعية تسهيل الإجراءات في ما يخص توزيع المساعدات بالمنظمة، وإجراء مسح ميداني لتقييم الحاجات الغذائية لولاية الخرطوم، ووعدت بالنظر في دعم الوجبة المدرسية للطلاب فضلاً عن تقديم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي، مشيرة إلى أن عدداً من وكالات الأمم المتحدة في طريقها إلى الخرطوم.


Independent عربية
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- Independent عربية
مبادرات لإعادة جمال الخرطوم المدفون تحت ركام الحرب
على رغم هول الكارثة وصدمة المشاهد التي خلفت آثاراً نفسية عميقة، يرفض سكان الخرطوم الاستسلام لحجم الدمار الذي لحق بمدينتهم وببنيتها التحتية وطرقاتها، إذ يعزف متطوعون لحن الأمل للعودة للعاصمة السودانية عبر إطلاق مبادرة تستهدف إعادة تشجير شوارع مدنها الثلاث الخرطوم وأم درمان وبحري، وتنفيذ حملة رش وردم البؤر التي يتكاثر فيها البعوض، لعكس جمال وتنوع وثراء الطبيعة وبث الأمل في نفوس السودانيين بإعادة الإعمار وتحفيز النازحين واللاجئين من أجل العودة لديارهم. وأطلق موسيقيون سودانيون مبادرة لرد الروح إلى دور الفن والثقافة التي تعرضت لأضرار بالغة من خلال تقديم عروض موسيقية بهدف بث رسائل تدعو إلى التفاؤل وإعادة البريق لدور السينما والمسارح بصورة مغايرة عن واقع الخراب والدمار. تفاعل كبير ووجدت المبادرة تفاعلاً كبيراً من السودانيين داخل البلاد وخارجها من خلال المشاركة في شراء شتلات لأشجار النخيل والزهور على أنواعها والتبرع بها بغية إعادة الحياة للعاصمة. في السياق، يقول عضو مبادرة تشجير شوارع الخرطوم إبراهيم بابكر إن "فكرة تحدي الإعمار جاءت من منظور اجتماعي وواجب وطني بسبب الحرب والدمار الذي لحق بولاية الخرطوم منذ اندلاع الصراع المسلح، إذ تعرضت البنى التحتية والمنازل والمقار والشوارع لأضرار بالغة جراء القصف المدفعي، بالتالي تحتاج إلى مشاريع تأهيل جديدة حتى تعود العاصمة لسابق عهدها". أطلق موسيقيون سودانيون مبادرة لرد الروح إلى دور الفن والثقافة (اندبندنت عربية - حسن حامد) وأضاف أن "عدداً من المتطوعين ونجوم المجتمع دعوا إلى تبني الفكرة وتطويرها لتصبح مبادرة تشمل عمليات التشجير والترميم وإنارة الطرق الرئيسة والشوارع الفرعية، فضلاً عن حملات لإصحاح البيئة والنظافة، إضافة إلى ترميم عدد من منازل الأرامل المتضررة". وأوضح بابكر أن "المبادرة وجدت تفاعلاً وقبولاً كبيرين من المتابعين، خصوصاً على وسائل التواصل الاجتماعي داخل السودان وخارجه، وتعهد عدد من الشباب بالمشاركة في إعادة إعمار المناطق المتأثرة في الخرطوم، وأعلن مهندسون وفنيو كهرباء ومتخصصون في مجال التشجير والبيئة الإسهام في العمل وتقديم المعينات اللازمة". رسائل فنية في غضون ذلك، دشن الموسيقار السوداني حسام عبدالسلام مبادرة رد الروح إلى دور الفن والمسارح، إذ عزف مقطوعات موسيقية أمام مبنى قاعة الصداقة في الخرطوم بهدف إرسال رسائل عدة، وقدم مقطوعة أغنية "يقظة شعب" للفنان الراحل محمد وردي، وفيها: نحن في الشدة بأس يتجلى وعلى الود نضم الشمل أهلا ليس فى شرعتنا عبد ومولى قسما سنرد اليوم كيد الكائدين وحدة تبقى على مر السنين وحين خط المجد في الأرض دروبه عزم ترهاقا وإيمان العروبة عربا نحن حملناها ونوبه بدمانا من خلود الغابرين هو يحدونا إلى عز مبين همنا في العيش إقدام وجود وعن الأوطان بالموت نزود لنرى السودان خفاق البنود وغدا سوف يعلو ذكرنا في العالمين فعلوا كان شأن العاملين. شرع عدد من شباب وأهالي أحياء البراري والامتداد وشرق النيل في تطبيق عمليات إصحاح البيئة من أجل مكافحة البعوض ومحاربة الملاريا والكوليرا (اندبندنت عربية - حسن حامد) وعن الرسائل والأهداف، يقول الموسيقار السوداني إن "الفنانين ارتبطوا وجدانياً بقاعة الصداقة في الخرطوم نظراً إلى أنها تعتبر من أكبر المسارح في العاصمة، وشهدت ميلاد أغنيات خالدة وحفلات لرموز الفن السوداني". وأضاف أن "المقطع الموسيقي لأغنية 'يقظة شعب' هو رسالة الهدف منها تحفيز التقارب والتنوع العربي والأفريقي في السودان وتماسكه إلى الأبد، فضلاً عن محاربة خطاب الكراهية وتعزيز ثقافة السلام والتعايش السلمي". وأوضح عبدالسلام أنه "عمل عكس الواقع في العاصمة وعزف لحن الأمل وتحرك في الشوارع بكل حرية ومن دون قلق، نتيجة شعور بالأمان بعد طرد قوات 'الدعم السريع' من الخرطوم". بيئة خضراء وبالتزامن مع انطلاق المبادرة، شرع عدد من شباب وأهالي أحياء البراري والامتداد وشرق النيل في تطبيق عمليات إصحاح البيئة من أجل مكافحة البعوض ومحاربة الملاريا والكوليرا. وفي هذا الصدد، أوضح محمد الباشا، أحد الموجودين داخل الخرطوم من منطقة شرق النيل، أنه "على رغم الظروف المعيشية للسكان العالقين والافتقار إلى الخدمات، شارك العشرات في المبادرة من خلال غرس أشجار النخيل والزهور على أنواعها للنهوض من ركام الكارثة التي ألمت بالعاصمة بسبب تداعيات الحرب. وأثارت الخطوة الإعجاب في منتديات السودانيين على مواقع التواصل الاجتماعي لما تحمله من رمزية للتحدي والمقاومة". وأضاف أن "المواطنين في الأحياء السكنية وفروا المكانس ومعدات النظافة لجمع القمامة من الطرقات وتسوية المطبات تمهيداً لتدشين مشروع البيئة الخضراء بزراعة الأشجار في شوارع المنطقة". وأشار الباشا إلى أنهم "يعملون على تغيير الصورة النمطية المتعلقة بمشاهد الخراب والدمار إلى أعمال تعكس جمال البلاد وتنوعها، مع مشاركة صور الأعمال اليومية على نطاق واسع لكسر روتين الـ'سوشيال ميديا' المثقل بجراح الوطن وأخبار القتل والاغتصاب والتشرد". المواطنون في الأحياء السكنية وفروا المكانس ومعدات النظافة لجمع القمامة من الطرقات (اندبندنت عربية - حسن حامد) تكافل المجتمع على الصعيد نفسه، أشار الناشط المجتمعي أشرف الجزولي إلى أن "تعدد المبادرات يسهم في إعادة الإعمار وحلحلة كثير من المشكلات المتعلقة بالبيئة وإنارة الشوارع وإزالة المخلفات، وكذلك القيام بعمل فاعل يسلط الضوء على دور السودانيين عبر التاريخ في إرساء قيم التكافل الاجتماعي والتطوع، بخاصة في وقت الأزمات والحروب والكوارث". وقال إن "كثيراً من الأماكن التي استُهدفت في الخرطوم أوجعت قلبي لأنني عشت أجمل ذكرياتي في العاصمة، فلم أستوعب التدمير الممنهج للمقار والدوائر الحكومية ومنازل المواطنين ومظهر أرض النيلين، لهذا كان لا بد من تفعيل مبادرات من أجل إعادة إعمارها من جديد". وتابع الجزولي "طوال أيام الحرب كنت أسأل نفسي هل ستعود الأماكن التي دمرت مرة أخرى؟ كيف سنرى الخرطوم بعد توقف القتال على هذا النحو؟ ولكن بعد هذه المبادرات عادت قوتي من جديد عندما تابعت التفاعل الكبير لعدد من الشباب مع الخطوة، والتأكيد على المشاركة بالجهد والمال لإعادة الخرطوم سيرتها الأولى". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) تحديات وخطط على نحو متصل، رأى المتخصص في مجال الكوارث والبيئة بشري الجاك أن "التحدي الأهم الذي ينبغي وضعه في الاعتبار من قبل أصحاب المبادرة هو البيئة وضرورة بذل جهود مضاعفة لمعالجة الأزمة لأن معظم أحياء العاصمة تئن من تراكم النفايات وأطنان القمامة، بالتالي يجب أن تكون الأولوية لإصحاح البيئة تفادياً لنشر الأمراض". وشدد على تشجيع مثل هذه المبادرات ودعم القائمين على أمرها، ودعا منظمات المجتمع المدني إلى "وضع خطط مماثلة في إطار الجهود لإعادة إعمار الخرطوم نظراً إلى حجم الدمار الكبير الذي لحق بالبنى التحتية والمنازل والطرقات الرئيسة". ولفت الجاك إلى "أهمية التشجير والإنارة لإضافة جماليات جديدة تسهم في التغطية على آثار الخراب، وتعكس جوانب مشرقة حتى يفلح الأطفال في التعايش مع الواقع الجديد، بعيداً من مشاهد العنف".


Independent عربية
٢٥-٠٣-٢٠٢٥
- أعمال
- Independent عربية
أزمة مواصلات خانقة تعرقل انسياب عودة نازحي السودان
أدت الحرب المستعرة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" منذ اندلاعها في العاصمة الخرطوم منتصف أبريل (نيسان) 2023 إلى تراجع حركة النقل البري أكثر من 70 في المئة خصوصاً في الولايات الآمنة المتمثلة في البحر الأحمر والقضارف وكسلا ونهر النيل والجزيرة، في حين انحسرت في ولاية الخرطوم بصورة كبيرة، مما سبب أزمة مواصلات خانقة نتيجة ارتفاع أسعار الوقود وصعوبة الحصول على قطع الغيار وعدم فتح مسارات آمنة. وذلك في وقت تشهد مناطق النزوح في داخل البلاد وخارجها عودة طوعية لأعداد كبيرة من المواطنين للمدن والقرى التي تمكن الجيش من تحريرها أخيراً من قبضة "الدعم السريع". وكانت منظمة الهجرة الدولية أفادت بأن نحو 426 ألفاً و738 مواطناً سودانياً عادوا إلى مناطقهم في ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار خلال الفترة ما بين 18 ديسمبر (كانون الأول) 2024 والرابع من مارس (آذار) الجاري بعد رحلة معاناة امتدت لأكثر من عام في مناطق النزوح. يعد قطاع النقل بمثابة العمود الفقري لنقل الركاب (اندبندنت عربية - حسن حامد) أزمة كارثية وقال رئيس الغرفة القومية للمواصلات البرية أحمد الطريفي، إن "استمرار القتال بين الجيش و'الدعم السريع' سبب أزمة مواصلات كارثية سواء المواصلات السفرية أو داخل المدن والقرى في ولايات السودان المختلفة حتى الآمنة منها". وأضاف، "هذا الوضع كبد أصحاب الحافلات خسائر لا تحصى نظراً إلى تراجع حركة النقل مما قلص عدد الحافلات العاملة بنسبة 75 في المئة، والآن غرفة النقل بصدد تكوين لجان للوقوف على حجم الأضرار بصورة دقيقة". وتابع الطريفي، "منذ اندلاع الصراع خرجت نحو 2500 حافلة من أصل 4 آلاف من الخدمة بسبب انعدام قطع الغيار والإطارات لصعوبة استيرادها من الخارج، وهو ما أحدث ضربة موجعة لقطاع النقل مما أدى إلى تعطيل نحو 70 في المئة من الشركات السفرية نتجت منها أزمات كثيرة ظلت تحاصرها قبل الحرب". وزاد، "هذه الأزمة تسببت في تعطيل المبادرات الإنسانية المتمثلة في عودة النازحين الطوعية إلى مناطقهم، فهناك تنسيق ما بين أمانات الحكومات ومنظمة العون الإنساني في تسيير رحلات من بورتسودان وكسلا والقضارف وعطبرة باتجاه ولايتي الخرطوم والجزيرة في ضوء الانتصارات التي حققها الجيش واسترداده أجزاء واسعة من المناطق التي كانت في قبضة 'الدعم السريع'". وأشار رئيس الغرفة القومية للمواصلات البرية إلى أن "قطاع النقل يعد بمثابة العمود الفقري لنقل الركاب، ومن المؤسف أن الصعوبات التي تواجهنا يتحمل نتائجها المواطن السوداني من خلال زيادة تعرفة المواصلات". ضرائب باهظة فيما أشار حسن عبدالجبار أحد التجار في مجال بيع الوقود بولاية البحر الأحمر، إلى أنه "من الطبيعي أن تكون هناك أزمة في المواصلات البرية نتيجة ارتفاع أسعار الوقود في الأسواق، بعد فرض الحكومة ضرائب باهظة على استيراده من الخارج، إذ تتحصل على الضرائب مسبقاً، فضلاً عن أن شركات الشحن رفعت قيمة الشحن للناقلات البحرية إلى أكثر من 10 آلاف دولار بسبب الحرب، إلى جانب ذلك نجد أن الناقلات لا تفضل العمل في موانئ بورتسودان لارتفاع كلفة عمليات الشحن والتفريغ". واصل عبدالجبار، "هناك 48 مليون مواطن تأثروا بالنزاع، إذ من المعلوم أن الوقود عنصر أساسي في تحديد أسعار الغذاء، إضافة إلى كونه مرتبطاً بالنقل والزراعة والإنتاج". ولفت التاجر إلى أن "ارتفاع كلفة الوقود انعكس سلباً على حركة المواصلات منذ أغسطس (آب) 2024، إذ تقطعت السبل بآلاف المواطنين الذين يودون مغادرة المناطق التي لا تزال تشهد نزاعاً نشطاً، إلى جانب تعطل انسياب عودة النازحين من معسكرات الإيواء بالسرعة المطلوبة بسبب مخاوف أصحاب المركبات السفرية من أخطار الطرق التي تسيطر عليها قوات 'الدعم السريع'". تحديات وحلول في حين أوضح مؤمن إبراهيم أحد الناشطين في مبادرات العودة الطوعية، أنه "منذ التطمينات الأولى التي بثها الجيش في نفوس النازحين، سارعت أعداد كبيرة للعودة إلى مناطقها في ولايتي الجزيرة والخرطوم عبر المبادرات الإنسانية التي أطلقها عدد من الخيرين، باعتبارها فرصة العودة المجانية خصوصاً بعد نفاد مدخرات معظم النازحين المالية وتردي أوضاعهم". واستطرد إبراهيم قائلاً "يقوم المتطوعون بالتنسيق مع أصحاب المبادرات بحصر وتسجيل النازحين في مخيمات الإيواء وتنظيم صفوف المغادرين والإشراف على حاجاتهم حتى تكون عملية التفويج طبيعية". وأشار الناشط المجتمعي إلى أن "أصحاب المبادرات الإنسانية يبذلون مجهودات كبيرة في تسيير الرحلات في ظل شح وغلاء الوقود، لا سيما أن البلاد لا تزال مثقلة بالحرب، لكن رغم ذلك فإن المساعي الطوعية ستستمر لتسهيل عودة النازحين إلى ديارهم". تداعيات مستمرة من جانبه قال المواطن إبراهيم يعقوب، أحد العائدين من ولاية القضارف شرق البلاد إلى مدينة أم درمان، "لقد عدت قبل شهر إلى منزلي في ضاحية الثورات بمدينة أم درمان الذي غادرته قبل عام ونصف العام نازحاً إلى ود مدني ثم القضارف بعد سيطرة 'الدعم السريع' في أغسطس (آب) 2023، وكانت فترة النزوح من أصعب الفترات التي مرت عليّ وعلى أسرتي لانعدام أبسط مقومات الحياة في مراكز الإيواء لناحية عدم ملاءمة السكن وقلة وجبات الغذاء ونقص الخدمات". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأوضح يعقوب، "كنت على يقين أننا سنصطدم بعقبات خطرة مجرد وصولنا إلى أم درمان تتمثل في المخاوف الأمنية وعدم وجود آليات تحمي المدنيين وتردي الاقتصاد ونقص الخدمات الأساسية، وبالفعل الحياة هنا محفوفة بالأخطار من الجوانب كافة، لكن ما يجعلنا نتحمل كل هذه المخاوف هو وجودنا في منزلنا الذي شيدناه بعد رحلة اغتراب امتدت لـ20 عاماً". ومضى، "أكثر ما يقلقنا الآن انعدام المواصلات التي تشكل عقبة أمام حركة التنقل داخل مدن العاصمة، فالمواطنون الذين يعودون من النزوح سيلجأون للبحث عن مصدر رزق يعول أسرهم، وهو ما يجعلهم في حاجة إلى التنقل من مكان لآخر، ومن ثم فإن عدم توفر وسيلة مواصلات ستجعل حياة المواطنين في غاية من الصعوبة، خصوصاً أن هناك أعداداً كبيرة تستعد للعودة لمنازلها ولا تلتفت لأي صعاب مهما كانت، إذ كل همها الاستقرار في أرضها". ونبه المواطن إلى أن "تداعيات الحرب لا تزال مستمرة، وأن تذليلها يقع ضمن مسؤوليات الدولة التي لا يمكن التنصل منها رغم انشغالها بالحرب، في وقت اختار كثير من المواطنين العيش تحت وابل الرصاص".


Independent عربية
٢٤-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- Independent عربية
بعد عامين من الحرب... "نيويورك تايمز" تدخل الخرطوم وتقف على أطلالها
أصبحت "نيويورك تايمز" أول صحيفة غربية يدخل مراسلوها الخرطوم منذ اندلاع الحرب الأهلية بين الجيش وقوات "الدعم السريع" قبل عامين، وذلك بعد أيام من استعادة الجيش السيطرة على القصر الجمهوري وبعض مناطق العاصمة، في تحول قد يعيد رسم مسار الحرب. ويصور التقرير الخرطوم كمدينة مهجورة تماماً، ولم يتبق من أيامها المفعمة بالأمل إلا عدد قليل من الجداريات الباهتة والمثقوبة بالرصاص، التي تذكر بانتفاضة 2019 التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير، ويشير إلى أن بعض المحتجين الشباب الذين شاركوا بالانتفاضة حملوا السلاح مع الجيش واحتفلوا أخيراً في الجمهوري بإخراج قوات "الدعم السريع". 8 حرب السودان حرب السودان 1/8 مقاتلو الجيش يستعيدون القصر الجمهوري (ا ف ب) مقاتلو الجيش يستعيدون القصر الجمهوري (ا ف ب) 2/8 احتفالات السودانيين بعد استعادة القصر الجمهوري من الدعم السريع ( ا ف ب) احتفالات السودانيين بعد استعادة القصر الجمهوري من الدعم السريع ( ا ف ب) 3/8 صورة حديثة لمقاتلي الجيش السوداني أمام القصر الجمهوري بعد استعادته ( ا ف ب) صورة حديثة لمقاتلي الجيش السوداني أمام القصر الجمهوري بعد استعادته ( ا ف ب) 4/8 صورة حديثة لمقاتلي الجيش السوداني أمام القصر الجمهوري بعد استعادته ( ا ف ب) صورة حديثة لمقاتلي الجيش السوداني أمام القصر الجمهوري بعد استعادته ( ا ف ب) 5/8 صورة حديثة لمقاتلي الجيش السوداني أمام القصر الجمهوري بعد استعادته ( ا ف ب) صورة حديثة لمقاتلي الجيش السوداني أمام القصر الجمهوري بعد استعادته ( ا ف ب) 6/8 صورة حديثة لمقاتلي الجيش السوداني أمام القصر الجمهوري بعد استعادته ( ا ف ب) صورة حديثة لمقاتلي الجيش السوداني أمام القصر الجمهوري بعد استعادته ( ا ف ب) 7/8 جانب من الحرس الرئاسي في مهمة تأمين القصر قبل اندلاع الحرب (حسن حامد - اندبندنت عربية) جانب من الحرس الرئاسي في مهمة تأمين القصر قبل اندلاع الحرب (حسن حامد - اندبندنت عربية) 8/8 القصر الجمهوري قبل اندلاع الحرب (حسن حامد - اندبندنت عربية) وكتبت "نيويورك تايمز"، "في القصر الرئاسي الذي مزقته المعارك في قلب العاصمة السودانية المدمرة، تجمع الجنود بعد ظهر الأحد تحت ثريا ضخمة، يحملون بنادقهم وقاذفاتهم على أكتافهم ويستمعون إلى الأوامر، ثم خرجوا عبر السجاد الأحمر الذي كان يرحب يوماً بالضيوف الأجانب، متجهين إلى وسط المدينة الخالي، في مهمة لتطهير الجيوب الأخيرة من مقاومة مقاتلي "قوات الدعم السريع" الذين اشتبكوا معهم طوال عامين". دمار هائل أظهرت المشاهد الميدانية في واحدة من أكبر المدن الأفريقية بوضوح التحولات الكبيرة التي طرأت على الحرب في الأيام الأخيرة، من دون أن تقدم مؤشراً على اقتراب نهايتها، وبدا حجم الدمار واضحاً وصادماً بالنسبة إلى أول فريق صحافي غربي يدخل المدينة منذ اندلاع الحرب. وبحسب التقرير فإن جامعة الخرطوم، التي كانت مركزاً للنقاشات السياسية أصبحت عرضة للنهب، في حين تحولت مبان وزارية شاهقة ومقار شركات، بني بعضها بأموال من احتياطات السودان الضخمة من النفط والذهب، إلى هياكل محروقة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) كما تعرض القصر الجمهوري الذي شيدته الصين، وكان حتى سنوات قليلة مقراً مشتركاً لقادة الجيش المتناحرين لدمار هائل، إذ انهارت الأسقف والجدران وغطى الغبار والركام الأجنحة الوزارية وقاعات الاستقبال. وكان المصير نفسه لمقر القيادة العامة للجيش، إذ حوصر عدد من كبار الجنرالات طوال أول 18 شهراً من الحرب. تراجع "الدعم السريع" وبحلول يوم الأحد استعاد الجيش السيطرة على البنك المركزي ومقر جهاز الاستخبارات الوطني وفندق كورنثيا الشاهق المطل على نهر النيل، ويرى مدير مشروع القرن الأفريقي في مجموعة الأزمات الدولية آلان بوسويل أن "سيطرة الجيش على كامل المدينة مسألة وقت"، مرجحاً تراجع قوات "الدعم السريع" إلى معقلها في دارفور. ومع ذلك، لا أحد يتوقع نهاية قريبة للحرب، فكلا الطرفين يحظى بدعم قوى خارجية سلحتهما بصورة مكثفة خلال العامين الماضيين، وقدر نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار أخيراً وجود 36 مليون قطعة سلاح صغيرة في البلاد، التي كان عدد سكانها قبل الحرب 48 مليوناً. وبحسب الأمم المتحدة، أجبرت الحرب بين الجيش و"الدعم السريع" 12 مليون شخص على النزوح، وأودت بحياة عشرات الآلاف، وأطلقت الشرارة لواحدة من أسوأ المجاعات في العالم منذ عقود، وسط مخاوف من تحول الحرب إلى صراع إقليمي يشمل دولاً مجاورة مثل جنوب السودان وتشاد. ووثقت "نيويورك تايمز" آثار المعركة العنيفة الجمعة الماضية التي انتهت بسيطرة الجيش على القصر الجمهوري، ومقتل مئات من مقاتلي قوات "الدعم السريع" وفرار آخرين. وأظهر مقطع فيديو تحققت منه الصحيفة عشرات من الجثث على طريق القصر، بجانب مركبات محترقة أو مثقوبة بالرصاص. وقال الضابط الذي التقط الفيديو، "إنه موسم اصطياد الفئران". وكشف المتحدث باسم الجيش عن أن "مئات" من مقاتلي "الدعم السريع" قتلوا، في حين أكد بعض الجنود أن عشرات من قوات الجيش أيضاً لقوا حتفهم في هجمات بالطائرات المسيرة وفي معارك أخرى. مساعي السلام فشلت مساعي إدارة الرئيس السابق جو بايدن في التوسط في اتفاق سلام العام الماضي، وليس واضحاً ما إذا كان الرئيس دونالد ترمب سيبدي اهتماماً بالنزاع الدموي الذي تخشى دول الجوار تحوله لصراع إقليمي. ويرى أنصار ترمب أن الموارد المعدنية الهائلة في السودان قد تجذب انتباهه، وفق التقرير. ومع تطهير وسط المدينة من قوات "الدعم السريع"، انتقلت المعركة إلى مطار الخرطوم الدولي، الذي يبعد نحو كيلوين ونصف عن القصر، وتظهر صور الأقمار الاصطناعية أن مدرجات المطار تعرضت لقصف كثيف، وتتناثر فيها بقايا طائرات مدنية دمرت منذ اندلاع القتال عام 2023. واعتمد الجيش السوداني أيضاً على الطائرات المسيرة والمساعدة الخارجية، ففي العام الماضي حصل على طائرات إيرانية ساعدته في التقدم داخل الخرطوم، كما تسلم ثماني طائرات تركية من طراز "بيرقدار" TB2، التي يعتبرها المسؤولون الأميركيون من أكثر الأسلحة فاعلية في النزاعات الأفريقية، بحسب وثائق حصلت عليها "نيويورك تايمز". ومع انتقال السيطرة من قوات "الدعم السريع" إلى الجيش، أعرب مسؤولون في مجال حقوق الإنسان عن قلقهم من احتمال تعرض المدنيين المتهمين بالتعاون مع المتمردين لأعمال انتقامية، وفق التقرير. وفي يناير الماضي، وجهت اتهامات للجيش بتنفيذ اعتداءات وحشية ضد مشتبه بهم في دعم قوات "الدعم السريع"، بعد استعادة السيطرة على مدينة ود مدني. وقال متطوعون في غرف الطوارئ، التي تدير مئات المطابخ الخيرية في الخرطوم، إنهم يخشون أن يستهدفوا أيضاً. وأوضحت "نيويورك تايمز" بأنه إذا نجح الجيش في حسم معركة الخرطوم، فمن المرجح أن تنتقل بؤرة الحرب إلى إقليم دارفور، إذ تفرض قوات "الدعم السريع" حصاراً خانقاً على مدينة الفاشر المنكوبة، وهي المدينة الوحيدة في دارفور التي لا تزال خارج سيطرتها. وفي يوم الجمعة الماضي، استولى "الدعم السريع" على بلدة المالحة، على بعد نحو 210 كيلومترات شمال الفاشر، وأفاد سكان بأن المقاتلين يمنعونهم من مغادرة المدينة، وسط تقارير عن اعتقالات وعمليات قتل.


Independent عربية
٢٣-٠٣-٢٠٢٥
- صحة
- Independent عربية
انهيار المستشفيات في الخرطوم يزيد معاناة النساء الحوامل
في ظل تصعيد العمليات العسكرية داخل العاصمة السودانية الخرطوم تفاقمت الأوضاع الصحية للنساء، وبخاصة عدم توافر وسائل الرعاية الأولية والإنجابية نتيجة توقف 80 في المئة من مستشفيات العاصمة عن الخدمة، وحتى القليلة التي لا تزال تعمل تعاني نقصاً حاداً في الأدوية المنقذة للحياة إلى جانب المعينات الطبية. وأدى استمرار المعارك إلى توقف العمل في كثير من المستشفيات التي وصلت إلى حد الانهيار، مما خلف فصولاً مأسوية أبرزها ما تعانيه النساء العاجزات عن الوصول إلى المراكز الصحية لتلقي العلاج وإجراء الفحوص الطبية، بسبب صعوبة التنقل والوضع الأمني، فضلاً عن ارتفاع أعداد وفيات الأمهات والنساء الحوامل، ومعاناة الآلاف اللاتي يواجهن شبح الموت بسبب انقطاع علاج مرضى الفشل الكلوي والسرطان والسكري، بينما استهلك النزف أرواح أخريات في رحلة البحث عن مركز طبي. حالات وفاة إلى ذلك، أعلنت غرفة طوارئ جنوب الخرطوم وفاة 10 نساء أثناء الولادة الأحد الماضي، نتيجة توقف مستشفى "البشائر" عن العمل، إضافة إلى انعدام الخدمات الطبية. وأشارت في بيان إلى أن "أكثر من خمس عيادات تعرضت للنهب والسلب، مما أجبر 10 أطباء على مغادرة المنطقة بعد تعرضهم لمضايقات وسرقة ممتلكاتهم". توقفت غالبية المستشفيات عن العمل في الخرطوم (اندبندنت عربية - حسن حامد) وأوضحت الغرفة أن انسحاب منظمة "أطباء بلا حدود" من "مستشفى 'بشائر' فاقم الأوضاع الصحية، نظراً إلى أنه المستشفى الوحيد الذي يعمل في جنوب العاصمة السودانية ويقدم خدماته لأحياء الإنقاذ والأزهري والسلمة ومايو". في حين سجلت منطقة الكلاكلة ومحلية جبل أولياء ست حالات وفاة لسيدات الأسبوع الماضي بسبب إصابتهن بالتسمم نتيجة موت الجنين قبل أن يولد، علاوة على فقر الدم بسبب انعدام التغذية الجيدة وافتقادهن للفيتامينات المقوية، وكذلك حالات وفاة عدة سجلت بين الأمهات بسبب سوء رعاية الحمل في مناطق شرق النيل والصحافة والمعمورة. وضع كارثي تقول المواطنة ليلى أبوزيد التي تسكن منطقة جبرة بالخرطوم إن "الوضع الصحي في العاصمة الخرطوم كارثي ومأسوي، إذ توقفت غالبية المستشفيات عن العمل إضافة إلى النقص في المعينات الطبية والأدوية، وكذلك لا تتوافر وسيلة لإنقاذ حياة النساء خصوصاً الحوامل ومرضى الفشل الكلوي والسكري في ظل انعدام الممرات الآمنة وسيارات الإسعاف". وأضافت أن "المستشفى الوحيد الذي يعمل في منطقة الكلاكلة جنوب الخرطوم يستقبل مئات الحالات، وهناك نقص في المعينات الطبية والأدوية والكوادر الصحية، مما أدى إلى ظهور أمراض لدى النساء الحوامل مثل ضغط الدم وارتفاع السكر والتعرض للجلطات". وأوضحت أبوزيد أن "مئات النساء في الخرطوم يعانين بشدة، وأن هناك حالات وفاة عدة سجلت بين السيدات بسبب سوء التغذية والتسمم وحمى الضنك والتيفوئيد، إلى جانب مضاعفات الولادة وحالات الإجهاض المتكررة". تدخلات وجهود في السياق، قال وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم إن "نسبة وفيات الأمهات بلغت 295 لكل 100 ألف حالة ولادة، ووفيات الأطفال 51 لكل ألف طفل مولود، من ثم فإن هذه الشريحة تحتاج إلى رعاية خاصة". وأضاف إبراهيم "وضع الصحة الإنجابية والأمهات في حاجة إلى تدخل عاجل في ظل الحرب واعتداءات قوات 'الدعم السريع'، لذلك تم وضع خطة استراتيجية لعام 2025 تتطلب رصد أكثر من 200 مليون دولار من قبل حكومة السودان والشركاء والمانحين". نسبة وفيات الأمهات بلغت 295 لكل 100 ألف حالة ولادة (اندبندنت عربية - حسن حامد) وأوضح وزير الصحة السوداني أنهم "توصلوا إلى اتفاق مع منظمات الصحة العالمية و'يونيسيف' وبعض المانحين من أجل تركيز الجهود لخفض وفيات الأمهات والأطفال، من خلال تكامل الجهود المشتركة والتنسيق المحكم لسد الحاجة الفعلية وزيادة الاهتمام". حسرة وألم منال سيف الدين تسكن داخل منطقة الجريف قالت إنها "اضطرت إلى المخاطرة بحياتها بالتنقل من الخرطوم إلى مدينة أم درمان حتى يتسنى لها إجراء القسطرة القلبية العاجلة لوالدتها المسنة، التي انهارت حالها الصحية بصورة مفاجئة". وأضافت أن "معظم السيدات في الأحياء المجاورة يتألمن بشدة من الأمراض المزمنة، ونسمع أحياناً صوت بكاء نساء، خلال وقت لا نستطيع فيه تقديم خدمة لأسرهن، وهو أمر يدعو إلى الحسرة والألم". وأوضحت سيف الدين أن "نفاد المدخرات المالية لغالبية العالقين في الخرطوم، فضلاً عن توقف المستشفيات عن العمل ونقص المعينات الطبية، كلها عوامل أسهمت في حدوث وفيات عدة للنساء في مدن العاصمة الثلاث بحري وأم درمان والخرطوم". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) معاناة وأزمات على صعيد متصل، أوضح الطبيب في المستشفى التركي بالخرطوم نوح محجوب أن "النساء يعانين بسبب توقف عمل المستشفيات والنقص في المعينات وأكياس الدم والمحاليل والمسكنات، وتعطل الخدمات المتخصصة في الكلى وجراحات المخ والأعصاب والقلب". وأشار إلى أن "التأخير في طلب المساعدة الطبية يعني أن عدداً من السيدات سيتعرضن للموت، لا سيما الحالات الحرجة التي تحتاج إلى تدخل سريع مثل عمليات الولادة ومصابي الطلقات النارية والكسور". ولفت محجوب إلى أن "المعاناة تمتد إلى الأمهات المرضعات اللاتي يجئن في مقدمة المتأثرين بتداعيات الحرب، من ثم فإن الأوضاع باتت معقدة وفاقت الإمكانات المتاحة في المستشفيات القليلة التي ما زالت تعمل حتى الآن". استعادة الخدمات في غضون ذلك، تعمل منظمة الصحة العالمية مع وزارة الصحة السودانية على استعادة خدمات الولادة في المستشفيات، لكن الحاجة ستظل ماسة لتأمين وضع النساء الحوامل في العاصمة الخرطوم. وقال صندوق الأمم المتحدة للسكان" إن "آفاق التمويل لعام 2025 ليست واعدة على الإطلاق، لأن المساعدات الدولية تتعرض للتهديد بصورة متزايدة، والفجوة بين الحاجات الإنسانية والتمويل اللازم لتلبيتها آخذة في الاتساع"، مضيفاً "على وجه الخصوص غالباً ما يتم تجاهل الحاجات المحددة للنساء والفتيات في الاستجابة الإنسانية، وهو أحد القطاعات الذي يعاني نقص التمويل". وأشار إلى أن "النساء والفتيات يفقدن القدرة على الوصول إلى الإمدادات والخدمات الصحية الأساس، وأن كل هذا يتكشف بالفعل في بعض حالات الطوارئ الأكثر إلحاحاً ولكن الأقل دعماً في جميع أنحاء العالم".