logo
#

أحدث الأخبار مع #حسينبنعلي

كيف حدثت النكبة ومن المسؤول؟
كيف حدثت النكبة ومن المسؤول؟

شبكة النبأ

timeمنذ 4 أيام

  • سياسة
  • شبكة النبأ

كيف حدثت النكبة ومن المسؤول؟

الفلسطينيين يدفعون ثمن هزيمة سبع جيوش عربية في حرب 1948 حيث أدت الهزيمة لفقدان ثلثي أرض فلسطين ثم دفعوا مرة أخرى ثمن هزيمة العرب في حرب 1967 حيث فقدوا بقية فلسطين، حتى الانقسام الذي حدث في يونيو 2007 ما كان أن يكون لولا تآمر إسرائيلي أمريكي مع أطراف... قد يبدو هذا التساؤل مستغربا بعد 77 عام على نكبة 1848 حتى يعرف الجيل الجديد ما جرى بالفعل وردا على الذين يزعمون أن الفلسطينيين باعوا أراضيهم لليهود أو قصروا في الدفاع عن وطنهم، ولأن ما يجرى اليوم مع الفلسطينيين على يد الحكومات العربية غير منقطع الصلة بما جرى في الماضي. ولنعد للبدايات، ففي رسالة وجهها الشريف حسين بن علي (شريف مكة) وزعيم العرب أنداك عام 1918 بعد محادثاته مع هنري مكماهون ممثل بريطانيا العظمى، وافق على الرأي البريطاني بأن فلسطين ليست مشمولة بوعد بريطانيا له بإقامة دولة عربية، وهذا ما تأكد لاحقاً في الوثيقة أو الاتفاق بين الأمير فيصل ابن الشريف حسين مع الزعيم الصهيوني وايزمان على هامش مؤتمر باريس للسلام 1919، حيث وافق الأول على أن بعض المناطق العربية ومنها فلسطين لا تدخل ضمن الدولة العربية الموعودة للعرب، وقد وظف البريطانيون والحركة الصهيونية هاتين الوثيقتين في دعم جهودهم لتثبيت وعد بلفور في عصبة الأمم. لم يقف تخاذل وتواطؤ الزعامات العربية عند هذا الحد، حيث واصلوا تواطؤهم حتى بعد أن خذلت بريطانيا العرب بتوقيعها اتفاق سايكس- بيكو 1916 حيث تفاهم البريطانيون والفرنسيون على تقاسم المنطقة العربية بينهم وهي الاتفاقية التي تم كشفها لاحقاً من طرف روسيا القيصرية. فأثناء الإضراب الكبير الذي امتد لستة أشهر والثورة الشاملة التي تبعته 1936-1939 رفضا لهجرة اليهود واستمرار مشاريعهم الاستيطانية بدعم من جيش الانتداب البريطاني، وما أدت له من شلل في المرافق البريطانية العسكرية والمدنية وسقوط خسائر عند اليهود وفي الجيش البريطاني، وخوفاً من تداعيات هذه الثورة على الجماهير العربية وأن تنتفض دفاعاً عن فلسطين وخصوصاً أن كثيراً من المتطوعين العرب بدأوا بالتوافد على فلسطين تحت قيادة العراقي فوزي القاوقجي، تجنباً لذلك طلبت بريطانيا من الزعماء العرب الحاكمين في السعودية والعراق وشرق الأردن واليمن بالتدخل لدى القيادات الفلسطينية لوقف الثورة والإضراب، وللأسف بدلاً من الوقوف إلى جانب الثورة أرسلوا رسالة تطمين للفلسطينيين تطلب منهم: «الإخلاد إلى السكينة حقناً للدماء، معتمدين على حسن نوايا صديقتنا الحكومة البريطانية، ورغبتها المعلنة لتحقيق العدل، وثقوا بأننا سنواصل السعي في سبيل مساعدتكم'. وكان نتيجة هذا التدخل الذي تعاملت معه القيادات اليمينية التقليدية الفلسطينية أن تم إجهاض الثورة مما مكن اليهود من توسيع مجال هجرتهم ومشاريع استيطانهم ثم كانت الحرب العالمية الثانية التي وظفها الصهاينة باقتدار لصالحهم. مع استمرار المواجهات بين الفلسطينيين والعصابات الصهيونية المدعومة عسكرياً وسياسياً من بريطانيا صدر القرار 181 عن الجمعية العامة في يوم 15 نوفمبر 1947 الذي يقضي بتقسيم فلسطين بين اليهود والعرب 55% لليهود و 44% للعرب ويتم وضع القدس تحت وصاية دولية، وفي 15 مايو 1948 أعلنت بريطانيا عن إنهاء انتدابها على فلسطين، وما بين قرار التقسيم وإعلان نهاية الانتداب البريطاني وإعلان اليهود عن استقلال دولتهم وبداية الحرب العربية الإسرائيلية تم نسج خيوط المؤامرة على فلسطين التي شاركت فيها الزعامات العربية كما فعلوا سابقاً. كان قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة غير ملزم لأنه صادر عن الجمعية العامة، فكيف ستقوم دولة إسرائيل وآنذاك كان عدد سكان فلسطين 2.065.000 نسمة، منهم 1.415.000 نسمة من العرب و 650.000 نسمة من اليهود أي ما نسبته 31.5% من إجمالي السكان وما يحوزنهم من أراضي لا يتعدى 19% من أراضي فلسطين الانتدابية والفلسطينيون يواصلون قتالهم دفاعاً عن أرضهم كما أن المتطوعين العرب في جيش الإنقاذ وغيره يشكلون تهديداً وخطراً على اليهود والبريطانيين والزعامات العربية نفسها؟ كان لا بد من حرب كبيرة تؤدي لتغييرات جغرافية وسكانية يمكن من خلالها تهجير العدد الأكبر من الفلسطينيين وتمكين اليهود من مساحات شاسعة ليقيموا عليها دولتهم الموعودة، وهذا ما أكده عضو الكنيست السابق يشعياهو بن فورت عندما تطرق لأحداث تلك المرحلة بقوله: 'لا دولة يهودية بدون إخلاء العرب من فلسطين ومصادرة أراضيهم وتسييجها'. وبدأت خيوط المؤامرة بتحريض بريطانيا الزعماء العرب على رفض قرار التقسيم وأشرفت على تشكيل الكتائب العربية التي ستخوض الحرب تحت عنوان رفض التقسيم ومنع قيام دولة اليهود، وتم وضع هذه الجيوش تحت قيادة الجنرال البريطاني غلوب باشا الذي كان قائداً للجيش الأردني كما كان أغلب قادة الفرق العسكرية من الضباط الإنجليز!! ولم تتوقف المهزلة عند هذا الحد بل تجاوزت ذلك بالتحكم بعدد الجنود ونوعية سلاحهم وبمجريات المعركة. حسب الوثائق الرسمية التي تم الإعلان عنها آنذاك، كان مجموع جنود الجيوش العربية السبعة التي خاضت الحرب في حدود 26 ألف جندي وزاد قليلاً بعد بدء المعارك، بدون خبرة قتالية وأسلحة متواضعة وبدون تنسيق مسبق بينها أو إرادة حقيقية للقتال عند أغلبهم، بينما دفعت الحركة الصهيونية لساحة القتال حوالي 100 ألف مقاتل مجهزين بأحدث الأسلحة وبتجربة قتالية اكتسبوها من خلال مشاركتهم في الحرب العالمية الثانية الى جانب الحلفاء. كل ما سبق حقائق أكدها شهود عيان وممن شاركوا في الحرب كالقائد عبد الله التل وعارف العارف وفوزي القاوقجي وعزة دروزة، كما تطرق جمال عبد الناصر في مذكراته عن حرب فلسطين وما صاحبها من خيانات حيث يقول: (لم يكن معقولاً أن تكون هذه حرباً... لا قوات تحتشد، لا استعدادات في الأسلحة والذخائر، لا خطط، لا استكشافات، ولا معلومات! ومع ذلك فهم هنا في ميدان قتال.. إذن فهي حرب سياسية.. هي إذن حرب ولا حرب؛ تقدم بلا نصر، ورجوع بلا هزيمة.. هي حرب سياسية فقط ….) يجب ألا يستغرب البعض من هذه الوقائع لأنه بالعقل والمنطق لا يُعقل أن بريطانيا التي صنعت وعد بلفور ومدت الحركة الصهيونية بكل أشكال الدعم السياسي والعسكري حتى أنها تركت للصهاينة مطاراتها وموانئها في فلسطين، وهي التي في نفس الوقت تشرف على الجيوش العربية وتتحكم بتسليحها وتمويلها… لا يُعقل أن تسمح لضباطها بأن يقودوا حرباً على كيان صنعته وتعهدته حتى آخر لحظة إلا إذا كانت حرباً تكون نتيجتها مضمونة لصالح ربيبتها وصنيعتها دولة اليهود. مباشرة عند دخول الجيوش العربية لفلسطين سقطت مدينتي اللد والرملة بيد الصهاينة وكان الجيش الأردني مسؤولاً عن الدفاع عن هاتين المدينتين المهمتين، ففي مذكرات عبد الله التل قائد جبهة القدس في حرب 48 يقول: 'إن أحد القادة العرب قدّم اقتراحًا للملك الأردني عبد الله ابن الحسين بتبديل قيادة الجيش البريطانية والاستغناء تمامًا عن الفريق غلوب (المعروف باسم غلوب باشا)، والضباط الإنجليز الذين كانوا معه، لأنّهم ودون شكّ يعملون على تمكين القوات الصهيونية من تجاوز حدود التقسيم' لكنّ الملك، وبرأي التلّ، لم يكن يستطيع أن يوافق على مقترح كهذا، لأنّه يعلم أنّ بريطانيا لن تقبل فكرة الاستغناء عن غلوب. ووسط الحرب وبعد أن حقق اليهود انتصارات كبيرة وتجاوزوا حدود التقسيم وباتوا يستولون على 78% من مساحة فلسطين وشردوا غالبية الفلسطينيين حوالي ثمانون ألف فلسطيني وتدمير 500 قرية تحرك حلفاء الحركة الصهيونية ولجأوا لمجلس الأمن ليصدر قرارا بوقف المعارك وفرض هدنة على الطرفين، وجاء قرار مجلس الأمن بفرض الهدنة الثانية تكريساً للنصر اليهودي على الجيوش العربية ونجحت القوات الصهيونية، من طرد كل القوات العسكرية العربية من فلسطين، باستثناء الجيش الأردني الذي احتفظ بالضفة الغربية ومصر التي استمر تواجدها العسكري في قطاع غزة، وبذلك تم القضاء على مشروع الأمم المتحدة للتقسيم. يتحدث عبدالله التل عن تداعيات الحرب وحالة الغضب الشعبي العربي مما جرى فيقول: 'ما جرى دفع جامعة الدول العربية المشاركة في الحرب المصطنعة وحتى تخفي تواطؤها أن تطلب من الملك عبدالله، بعد الهزيمة، الاستغناء عن الضباط الإنكليز وعلى رأسهم كلوب باشا، أو إبعادهم عن قيادة الجيش العربي الأردني على الأقل، باعتبارهم المسؤولين العسكريين عن الهزيمة، طبعاً لخلق مشجب يعلقون عليه أمام شعوبهم جريمتهم المفضوحة، ويخرجوا ببعض ماء الوجه، ويبرّئون أنفسهم أمام شعوبهم من الاشتراك بالجريمة/ الهزيمة، رفض الملك عبدالله ذلك، مع أن طلبهم يمكن أن يكون صك براءة له ولهم، لو تم استخدامه، وهندسته كما تم هندسة حرب الهزيمة، وبنفس الخبث والمكر والخديعة، وكان جواب الملك عبدالله، في جلسة عامة بقصر (رغدان): 'أنا لا أستطيع تغيير سرجي في المعركة باعتبار أن معركته لم تنته، فقد بقي منها الفصل الأخير، وهو فصل وضم وإلحاق (الضفة الغربية) بعرشه الهاشمي، وهذا الفصل الأخير هو عاجز لوحده عن تنفيذه، فلا بد والحالة هذه من الحفاظ على سرجه وخيوله، حتى لو كانت تشرب من دماء الشعب الأردني والفلسطيني على حد سواء'. ويستطرد عبد الله التل قائلا:' الحقيقة التي لا تقبل الشك، أن جنود وضباط الجيش الأردني، دخلوا فلسطين صادقين لتحريرها، وتسليمها لأهلها ولأصحابها، وخاضوا المعارك الدفاعية بشرف، وقدموا استناداً إلى بيانات قيادة الجيش، (363) شهيداً منهم (11) ضابطاً، والباقي من رتب عسكرية مختلفة'. نستخلص من كل ما جرى عدم صحة ما يزعمه البعض من الموتورين من غير الفلسطينيين بأن الفلسطينيين باعوا أرضهم وأن العرب خاضوا عدة حروب وسقط لهم الآلاف دفاعاً عن فلسطين والفلسطينيين، والحقيقة أن تدخل الأنظمة العربية كان وبالاً على الشعب الفلسطيني ولو لم يتدخلوا ما كانت النكبة أولا ثم النكسة ثانياً ثم التطبيع أخيراً، ولكان 15 مليون فلسطيني حتى الآن يقاتلون الصهاينة على أرض فلسطين بدلا من 7 مليون المتواجدين حاليا وما كانت الهجرة والشتات. نُذَكِر دوما أن الفلسطينيين يدفعون ثمن هزيمة سبع جيوش عربية في حرب 1948 حيث أدت الهزيمة لفقدان ثلثي أرض فلسطين ثم دفعوا مرة أخرى ثمن هزيمة العرب في حرب 1967 حيث فقدوا بقية فلسطين، حتى الانقسام الذي حدث في يونيو 2007 ما كان أن يكون لولا تآمر إسرائيلي أمريكي مع أطراف عربية وإسلامية في سياق ما يسمى الشرق الأوسط الجديد، دون أن نسقط من الحسبان أخطاء الفلسطينيين أنفسهم وهي ليس في فداحة الأخطاء العربية. إن تجاوز النكبة والهزيمة لن يكون إلا من خلال مراجعة جذرية لخطاب النكبة تؤسس لفهم جديد لها بكل مراحلها. صحيح ان نكبتنا متواصلة طوال 77 عاما ولكن صحيح أيضا أن العدو الصهيوني لم يتمكن طوال هذه السنوات بالرغم من كل ممارساته الإرهابية أن بلغي وجود الشعب الفلسطيني على ارضه ولا يلغي انتماء نصف الشعب الفلسطيني الذي يعيش في الشتات لأرضه، ولم يتمكن من التأثير على عدالة القضية الفلسطينية حيث درجة التأييد العالمي الشعبي والرسمي يتزايد. صحيح أن الانقسام الداخلي والتآمر المتواصل على قضيتنا والإرهاب الصهيوني المتواصل يصعب من حياتنا ويهدد مشروعنا الوطني ويزيد من احساسنا بالنكبة، إلا أن كل ذلك يزيد من إحساسنا بالانتماء للوطن، لأن الانتماء للوطن حالة تتجاوز الجغرافيا والأحزاب والنخب المأزومة وتتجاوز حسابات من يختزلون الوطن بحكومة أو سلطة أو أيديولوجيا مزعومة. ليس هذا الكلام مجرد تعزية للذات أو رفع للمعنويات أو الهروب من واقع الاعتراف بالتحديات الكبيرة التي تواجه المشروع الوطني التحرري. قد يكون في قولنا بعض مما سبق ولكنه في مجمله كلام مبني على تجارب الشعوب ومسار التاريخ البشري وعلى التحليل والفهم العلمي للعلاقات الدولية والنظام الدولي وموازين القوى، فالتاريخ يُعلمنا بأن في حياة الأمم مراحل مد وجزر وانتصارات وهزائم، كما يُعلمنا بأن موازين القوى غير ثابتة، وأن مناط الحكم على الشعوب وقضاياها الوطنية لا يكون من خلال لحظة انتكاسة في مسار صراعها مع العدو الخارجي أو فشل في تدبير أمورها الداخلية أو انفضاض الحلفاء من حولها، بل من خلال مدى استمرار تمسك الشعب بحقوقه وثوابته الوطنية ومدى استعداده للنضال من أجلها، أيضا قدرة الشعب الفلسطيني على تغيير واقعه الداخلي قبل مطالبة العرب وغيرهم بالالتفاف حول قضيته العادلة.

كيف حدثت النكبة ومن المسؤول؟
كيف حدثت النكبة ومن المسؤول؟

وكالة خبر

time١٦-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • وكالة خبر

كيف حدثت النكبة ومن المسؤول؟

قد يبدو هذا التساؤل مستغربا بعد 77 عام على نكبة 1848 حتى يعرف الجيل الجديد ما جرى بالفعل وردا على الذين يزعمون أن الفلسطينيين باعوا أراضيهم لليهود أو قصروا في الدفاع عن وطنهم، ولأن ما يجرى اليوم مع الفلسطينيين على يد الحكومات العربية غير منقطع الصلة بما جرى في الماضي. ولنعد للبدايات .ففي رسالة وجهها الشريف حسين بن علي (شريف مكة)وزعيم العرب أنداك عام 1918 بعد محادثاته مع هنري مكماهون ممثل بريطانيا العظمى ،وافق على الرأي البريطاني بأن فلسطين ليست مشمولة بوعد بريطانيا له بإقامة دولة عربية، وهذا ما تأكد لاحقاً في الوثيقة أو الاتفاق بين الأمير فيصل ابن الشريف حسين مع الزعيم الصهيوني وايزمان على هامش مؤتمر باريس للسلام 1919، حيث وافق الأول على أن بعض المناطق العربية ومنها فلسطين لا تدخل ضمن الدولة العربية الموعودة للعرب، وقد وظف البريطانيون والحركة الصهيونية هاتين الوثيقتين في دعم جهودهم لتثبيت وعد بلفور في عصبة الأمم. لم يقف تخاذل وتواطؤ الزعامات العربية عند هذا الحد، حيث واصلوا تواطؤهم حتى بعد أن خذلت بريطانيا العرب بتوقيعها اتفاق سايكس- بيكو 1916 حيث تفاهم البريطانيون والفرنسيون على تقاسم المنطقة العربية بينهم وهي الاتفاقية التي تم كشفها لاحقاً من طرف روسيا القيصرية. فأثناء الإضراب الكبير الذي امتد لستة أشهر والثورة الشاملة التي تبعته 1936-1939 رفضا لهجرة اليهود واستمرار مشاريعهم الاستيطانية بدعم من جيش الانتداب البريطاني، وما أدت له من شلل في المرافق البريطانية العسكرية والمدنية وسقوط خسائر عند اليهود وفي الجيش البريطاني، وخوفاً من تداعيات هذه الثورة على الجماهير العربية وأن تنتفض دفاعاً عن فلسطين وخصوصاً أن كثيراً من المتطوعين العرب بدأوا بالتوافد على فلسطين تحت قيادة العراقي فوزي القاوقجي، تجنباً لذلك طلبت بريطانيا من الزعماء العرب الحاكمين في السعودية والعراق وشرق الأردن واليمن بالتدخل لدى القيادات الفلسطينية لوقف الثورة والإضراب، وللأسف بدلاً من الوقوف إلى جانب الثورة أرسلوا رسالة تطمين للفلسطينيين تطلب منهم: «الإخلاد إلى السكينة حقناً للدماء، معتمدين على حسن نوايا صديقتنا الحكومة البريطانية، ورغبتها المعلنة لتحقيق العدل، وثقوا بأننا سنواصل السعي في سبيل مساعدتكم'. وكان نتيجة هذا التدخل الذي تعاملت معه القيادات اليمينية التقليدية الفلسطينية أن تم إجهاض الثورة مما مكن اليهود من توسيع مجال هجرتهم ومشاريع استيطانهم ثم كانت الحرب العالمية الثانية التي وظفها الصهاينة باقتدار لصالحهم. مع استمرار المواجهات بين الفلسطينيين والعصابات الصهيونية المدعومة عسكرياً وسياسياً من بريطانيا صدر القرار 181 عن الجمعية العامة في يوم 15 نوفمبر 1947 الذي يقضي بتقسيم فلسطين بين اليهود والعرب 55% لليهود و 44% للعرب ويتم وضع القدس تحت وصاية دولية، وفي 15 مايو 1948 أعلنت بريطانيا عن إنهاء انتدابها على فلسطين، وما بين قرار التقسيم وإعلان نهاية الانتداب البريطاني وإعلان اليهود عن استقلال دولتهم وبداية الحرب العربية الإسرائيلية تم نسج خيوط المؤامرة على فلسطين التي شاركت فيها الزعامات العربية كما فعلوا سابقاً. كان قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة غير ملزم لأنه صادر عن الجمعية العامة، فكيف ستقوم دولة إسرائيل وآنذاك كان عدد سكان فلسطين 2.065.000 نسمة، منهم 1.415.000 نسمة من العرب و 650.000 نسمة من اليهود أي ما نسبته 31.5% من إجمالي السكان وما يحوزنهم من أراضي لا يتعدى 19% من أراضي فلسطين الانتدابية والفلسطينيون يواصلون قتالهم دفاعاً عن أرضهم كما أن المتطوعين العرب في جيش الإنقاذ وغيره يشكلون تهديداً وخطراً على اليهود والبريطانيين والزعامات العربية نفسها؟ كان لا بد من حرب كبيرة تؤدي لتغييرات جغرافية وسكانية يمكن من خلالها تهجير العدد الأكبر من الفلسطينيين وتمكين اليهود من مساحات شاسعة ليقيموا عليها دولتهم الموعودة، وهذا ما أكده عضو الكنيست السابق يشعياهو بن فورت عندما تطرق لأحداث تلك المرحلة بقوله: 'لا دولة يهودية بدون إخلاء العرب من فلسطين ومصادرة أراضيهم و تسييجها'. وبدأت خيوط المؤامرة بتحريض بريطانيا الزعماء العرب على رفض قرار التقسيم وأشرفت على تشكيل الكتائب العربية التي ستخوض الحرب تحت عنوان رفض التقسيم ومنع قيام دولة اليهود، وتم وضع هذه الجيوش تحت قيادة الجنرال البريطاني غلوب باشا الذي كان قائداً للجيش الأردني كما كان أغلب قادة الفرق العسكرية من الضباط الإنجليز!! ولم تتوقف المهزلة عند هذا الحد بل تجاوزت ذلك بالتحكم بعدد الجنود ونوعية سلاحهم وبمجريات المعركة. حسب الوثائق الرسمية التي تم الإعلان عنها آنذاك، كان مجموع جنود الجيوش العربية السبعة التي خاضت الحرب في حدود 26 ألف جندي وزاد قليلاً بعد بدء المعارك، بدون خبرة قتالية وأسلحة متواضعة وبدون تنسيق مسبق بينها أو إرادة حقيقية للقتال عند أغلبهم، بينما دفعت الحركة الصهيونية لساحة القتال حوالي 100 ألف مقاتل مجهزين بأحدث الأسلحة وبتجربة قتالية اكتسبوها من خلال مشاركتهم في الحرب العالمية الثانية الى جانب الحلفاء. كل ما سبق حقائق أكدها شهود عيان وممن شاركوا في الحرب كالقائد عبد الله التل وعارف العارف وفوزي القاوقجي وعزة دروزة، كما تطرق جمال عبد الناصر في مذكراته عن حرب فلسطين وما صاحبها من خيانات حيث يقول: ( لم يكن معقولاً أن تكون هذه حرباً … لا قوات تحتشد، لا استعدادات في الأسلحة والذخائر، لا خطط، لا استكشافات، ولا معلومات! ومع ذلك فهم هنا في ميدان قتال.. إذن فهي حرب سياسية.. هي إذن حرب ولا حرب؛ تقدم بلا نصر، ورجوع بلا هزيمة.. هي حرب سياسية فقط ….) يجب ألا يستغرب البعض من هذه الوقائع لأنه بالعقل والمنطق لا يُعقل أن بريطانيا التي صنعت وعد بلفور ومدت الحركة الصهيونية بكل أشكال الدعم السياسي والعسكري حتى أنها تركت للصهاينة مطاراتها وموانئها في فلسطين، وهي التي في نفس الوقت تشرف على الجيوش العربية وتتحكم بتسليحها وتمويلها … لا يُعقل أن تسمح لضباطها بأن يقودوا حرباً على كيان صنعته وتعهدته حتى آخر لحظة إلا إذا كانت حرباً تكون نتيجتها مضمونة لصالح ربيبتها وصنيعتها دولة اليهود. مباشرة عند دخول الجيوش العربية لفلسطين سقطت مدينتي اللد والرملة بيد الصهاينة وكان الجيش الأردني مسؤولاً عن الدفاع عن هاتين المدينتين المهمتين، ففي مذكرات عبد الله التل قائد جبهة القدس في حرب 48 يقول: ' إن أحد القادة العرب قدّم اقتراحًا للملك الأردني عبد الله ابن الحسين بتبديل قيادة الجيش البريطانية والاستغناء تمامًا عن الفريق غلوب (المعروف باسم غلوب باشا)، والضباط الإنجليز الذين كانوا معه، لأنّهم ودون شكّ يعملون على تمكين القوات الصهيونية من تجاوز حدود التقسيم' لكنّ الملك، وبرأي التلّ، لم يكن يستطيع أن يوافق على مقترح كهذا، لأنّه يعلم أنّ بريطانيا لن تقبل فكرة الاستغناء عن غلوب. ووسط الحرب وبعد أن حقق اليهود انتصارات كبيرة وتجاوزوا حدود التقسيم وباتوا يستولون على 78% من مساحة فلسطين وشردوا غالبية الفلسطينيين حوالي ثمانون ألف فلسطيني وتدمير 500 قرية تحرك حلفاء الحركة الصهيونية ولجأوا لمجلس الأمن ليصدر قرارا بوقف المعارك وفرض هدنة على الطرفين، وجاء قرار مجلس الأمن بفرض الهدنة الثانية تكريساً للنصر اليهودي على الجيوش العربية ونجحت القوات الصهيونية، من طرد كل القوات العسكرية العربية من فلسطين، باستثناء الجيش الأردني الذي احتفظ بالضفة الغربية ومصر التي استمر تواجدها العسكري في قطاع غزة، وبذلك تم القضاء على مشروع الأمم المتحدة للتقسيم. يتحدث عبدالله التل عن تداعيات الحرب وحالة الغضب الشعبي العربي مما جرى فيقول: ' ما جرى دفع جامعة الدول العربية المشاركة في الحرب المصطنعة وحتى تخفي تواطؤها أن تطلب من الملك عبدالله، بعد الهزيمة، الاستغناء عن الضباط الإنكليز وعلى رأسهم كلوب باشا، أو إبعادهم عن قيادة الجيش العربي الأردني على الأقل، باعتبارهم المسؤولين العسكريين عن الهزيمة، طبعاً لخلق مشجب يعلقون عليه أمام شعوبهم جريمتهم المفضوحة، ويخرجوا ببعض ماء الوجه، ويبرّئون أنفسهم أمام شعوبهم من الاشتراك بالجريمة / الهزيمة، رفض الملك عبدالله ذلك، مع أن طلبهم يمكن أن يكون صك براءة له ولهم، لو تم استخدامه، وهندسته كما تم هندسة حرب الهزيمة، وبنفس الخبث والمكر والخديعة، وكان جواب الملك عبدالله، في جلسة عامة بقصر (رغدان): 'أنا لا أستطيع تغيير سرجي في المعركة باعتبار أن معركته لم تنته، فقد بقي منها الفصل الأخير، وهو فصل وضم وإلحاق (الضفة الغربية) بعرشه الهاشمي، وهذا الفصل الأخير هو عاجز لوحده عن تنفيذه، فلا بد والحالة هذه من الحفاظ على سرجه وخيوله، حتى لو كانت تشرب من دماء الشعب الأردني والفلسطيني على حد سواء'. ويستطرد عبد الله التل قائلا:' الحقيقة التي لا تقبل الشك، أن جنود وضباط الجيش الأردني، دخلوا فلسطين صادقين لتحريرها، وتسليمها لأهلها ولأصحابها، وخاضوا المعارك الدفاعية بشرف، وقدموا استناداً إلى بيانات قيادة الجيش، (363) شهيداً منهم (11) ضابطاً، والباقي من رتب عسكرية مختلفة'. نستخلص من كل ما جرى عدم صحة ما يزعمه البعض من الموتورين من غير الفلسطينيين بأن الفلسطينيين باعوا أرضهم وأن العرب خاضوا عدة حروب وسقط لهم الآلاف دفاعاً عن فلسطين والفلسطينيين، والحقيقة أن تدخل الأنظمة العربية كان وبالاً على الشعب الفلسطيني ولو لم يتدخلوا ما كانت النكبة أولا ثم النكسة ثانياً ثم التطبيع أخيراً، ولكان 15 مليون فلسطيني حتى الآن يقاتلون الصهاينة على أرض فلسطين بدلا من 7 مليون المتواجدين حاليا وما كانت الهجرة والشتات. نُذَكِر دوما أن الفلسطينيين يدفعون ثمن هزيمة سبع جيوش عربية في حرب 1948 حيث أدت الهزيمة لفقدان ثلثي أرض فلسطين ثم دفعوا مرة أخرى ثمن هزيمة العرب في حرب 1967 حيث فقدوا بقية فلسطين ،حتى الانقسام الذي حدث في يونيو 2007 ما كان أن يكون لولا تآمر إسرائيلي أمريكي مع أطراف عربية وإسلامية في سياق ما يسمى الشرق الأوسط الجديد ، دون أن نسقط من الحسبان أخطاء الفلسطينيين أنفسهم وهي ليس في فداحة الأخطاء العربية. إن تجاوز النكبة والهزيمة لن يكون إلا من خلال مراجعة جذرية لخطاب النكبة تؤسس لفهم جديد لها بكل مراحلها. صحيح ان نكبتنا متواصلة طوال 77 عاما ولكن صحيح أيضا أن العدو الصهيوني لم يتمكن طوال هذه السنوات بالرغم من كل ممارساته الإرهابية أن بلغي وجود الشعب الفلسطيني على ارضه ولا يلغي انتماء نصف الشعب الفلسطيني الذي يعيش في الشتات لأرضه، ولم يتمكن من التأثير على عدالة القضية الفلسطينية حيث درجة التأييد العالمي الشعبي والرسمي يتزايد. صحيح أن الانقسام الداخلي والتآمر المتواصل على قضيتنا والإرهاب الصهيوني المتواصل يصعب من حياتنا ويهدد مشروعنا الوطني ويزيد من احساسنا بالنكبة، إلا أن كل ذلك يزيد من إحساسنا بالانتماء للوطن، لأن الانتماء للوطن حالة تتجاوز الجغرافيا والأحزاب والنخب المأزومة وتتجاوز حسابات من يختزلون الوطن بحكومة أو سلطة أو أيديولوجيا مزعومة. ليس هذا الكلام مجرد تعزية للذات أو رفع للمعنويات أو الهروب من واقع الاعتراف بالتحديات الكبيرة التي تواجه المشروع الوطني التحرري. قد يكون في قولنا بعض مما سبق ولكنه في مجمله كلام مبني على تجارب الشعوب ومسار التاريخ البشري وعلى التحليل والفهم العلمي للعلاقات الدولية والنظام الدولي وموازين القوى، فالتاريخ يُعلمنا بأن في حياة الأمم مراحل مد وجزر وانتصارات وهزائم، كما يُعلمنا بأن موازين القوى غير ثابتة، وأن مناط الحكم على الشعوب وقضاياها الوطنية لا يكون من خلال لحظة انتكاسة في مسار صراعها مع العدو الخارجي أو فشل في تدبير أمورها الداخلية أو انفضاض الحلفاء من حولها، بل من خلال مدى استمرار تمسك الشعب بحقوقه وثوابته الوطنية ومدى استعداده للنضال من أجلها، أيضا قدرة الشعب الفلسطيني على تغيير واقعه الداخلي قبل مطالبة العرب وغيرهم بالالتفاف حول قضيته العادلة.

بلال حسن التل : ليس حظرا للاسلام في بلد الجيش المصطفوي
بلال حسن التل : ليس حظرا للاسلام في بلد الجيش المصطفوي

أخبارنا

time٢٦-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • أخبارنا

بلال حسن التل : ليس حظرا للاسلام في بلد الجيش المصطفوي

أخبارنا : بلال حسن التل : يحاول البعض تصوير قرار حظر جماعة الإخوان المسلمين في الاردن وكأنه حظر للاسلام، وان الدولة والمجتمع الاردنيين خرجا من عباءة الإسلام، وتدثرا بعباءة العلمانية. اصحاب هذا القول يخدمون جماعة الاخوان المسلمين من حيث ارادوا الضرر بها، من خلال تفديمها كحامية للاسلام وحافظة للهوية الاسلامية للمجتمع المسلم، وكان حصرهم حظر للاسلام، مع ان العكس هو الصحيح، فقد استغل الاخوان المسلمين لطبيعة التدين عند الغالبية الساحقة من الاردنيين، وايإمانهم بالاسلام الحقيقي الذي يقول( وجعلناكم امة وسط) ، استغل الاخوان هذه الطبيعة المتدينة التي يتصف بها الاردنيون، لتحقيق اهدافهم السياسية، وتأكيد حضورهم السياسي في بلدنا، فقد كانت غالبية الاردنيين تصوت للاخوان لأنهم (يصلون) ولانهم (يخافون الله) ، كما كان الاخوان يقدمون انفسهم، وليس على اساس برنامجهم السياسي. وكان الناس في الدائرة الانتخابية التي فيها مرشح متدين غير اخواني واخر اخواني، يصوتون لمن هو غير اخواني والشواهد على ذلك كثيرة. كذلك كان الاخوان يعتمدون في اختيارهم لمرشحيهم في معظم الحالات على البعد العشائري لهؤلاء المرشحبن، وليس على ثقلهم التنظمي الإخواني. اكثر من ذلك فان العدد الأكبر ممن تولوا مواقع المراقب العام للجماعة في الاردن كانوا ينتمون إلى عشائر اردنية وازنه. أكثر من ذلك، وقبل ذلك فان الدولة الاردنية المعاصرة تاسست على مبادئ الثورة العربية الكبرى، التي قامت لحماية الخلافة الإسلامية، وقد اعلن قائدها الشريف حسين بن علي نفسه خليفة للمسلمين، بعد ان اعلن اتاتورك الغاء الخلافة في اسطنبول. اكثر من ذلك ابضا، فان الشريف الحسين بن علي ضحى بعرشه على ان يضحي بقبلة المسلمين الاولى ومعراج نبيهم في القدس، التي كانت وصيته ان يدفن في مسجدها الاقثى. الذي استشهد على بوابته نجاله، مؤسس المملكة الاردنية الهاشمية، عبدالله الاول. كما ان اية مراجعة لخطب ومواقف ملوك الاردن الهواشم ستؤكد مدى اعتزاهم بالاسلام ورسوله والانتماء إليهما، وهذا اهم اسباب رعايتهم لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن عندما كانت جماعة اسلامية دعوية تربوية، قبل أن تخرج عن هذا النهج، وتبالغ في هذا الخروج مما ادى إلى حظرها. اكثر من ذلك واهم فان الجيش الاردني، يعتز بانه الجيش المصطفوي، الذي تنتشر في سراياه وكتائبه المساجد والمصليات، والمفتين الذين يعلمون منتسبيه تعاليم الإسلام الحقيقة، وهو الذي يتسابق منتسبة لأداء للاشتراك بمسابقات القرأن الكريم، التي تنظمها دائرة الافتاء في القوات المسلحة، كما يتسابقون لأداء فريضة الحج، ومناسك العمرة،على نفقة جيشهم، قدوتهم في ذلك قائدهم الاعلى.وهذا كله من اسرار اخلاص جيشنا لوطنهم وقيادتهم، مما يبطل دعاوي القائلين ان حظر جماعة الإخوان المسلمين في الاردن، هو حظر للاسلام خاب فألهم. ــ الراي

الدولة الاردنية تثور على ثورتها وتَنقُضُ شرعيتها . مشروع قانون ضريبة الابنية والاراضي مرفوض
الدولة الاردنية تثور على ثورتها وتَنقُضُ شرعيتها . مشروع قانون ضريبة الابنية والاراضي مرفوض

وطنا نيوز

time٢١-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • وطنا نيوز

الدولة الاردنية تثور على ثورتها وتَنقُضُ شرعيتها . مشروع قانون ضريبة الابنية والاراضي مرفوض

د. عادل يعقوب الشمايله من المعروف والمسلم به أنَّ نشأةَ الدولة الاردنية المعاصرة كان احد ثمار الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف حسين بن علي جد الاسرة الملكية الحاكمة للاردن بعد أقَلَّ من عقد على انطلاقها. ومن المعروف والمسلم به ان مبررات الثورة العربية الكبرى هي التي اعطتها الشرعية وهي التي الفت القلوب والبنادق والمقاتلين الذين تجمعوا واجتمعوا على طرد الحكم العثماني من المنطقة العربية تحت قيادة الشريف حسين. وبالرجوعِ الى برنامج ChatGPT الذي يعتمد الذكاء الاصطناعي والاستعانة به ليعطينا رأياً غير متحيز لا اقليميا ولا عشائريا ولا طائفيا لأن التحيز الاقليمي والعشائري والطائفي يحملها الكثيرون اوسمة على صدورهم، عن اسباب ثورة الكرك على العثمانيين وعلاقة ثورة الكرك بالثورة العربية الكبرى اجاب بالاتي: ثورة الكرك على الدولة العثمانية، والتي تُعرف أحياناً بـ'ثورة الكرك' أو 'هبة الكرك'، اندلعت في عام 1910، وكانت واحدة من أبرز حركات التمرد في شرق الأردن ضد الحكم العثماني. إليك مضمون وأسباب وأحداث هذه الثورة باختصار: الخلفية والسياق: •في أواخر العهد العثماني، كانت الدولة العثمانية تحاول فرض سلطة مركزية أقوى على المناطق الطرفية مثل الكرك، بما في ذلك فرض الضرائب، تجنيد الشباب إجبارياً، ونزع سلاح العشائر. •الكرك آنذاك كانت مركزاً قوياً للعشائر، وكان لأهلها تقاليد في الحكم الذاتي والاستقلال المحلي. أسباب الثورة: 1.رفض التجنيد الإجباري الذي فرضه العثمانيون. 2.رفض دفع الضرائب المرتفعة. 3.ممارسات قاسية للجيش العثماني وتهديد سلطة الشيوخ المحليين. 4.إهانة بعض وجهاء الكرك من قبل السلطات العثمانية. أحداث الثورة: •بدأت الثورة بهجوم من الأهالي على الحامية العثمانية في الكرك. •قتل عدد من الجنود والضباط العثمانيين، وتم الاستيلاء على بعض المعدات. •العثمانيون أرسلوا حملة عسكرية كبيرة بقيادة سامي باشا الفاروقي لقمع الثورة. •استخدم الجيش العثماني العنف المفرط، فدمر أجزاء من الكرك، وقتل واعتقل العديد من الأهالي. •انتهت الثورة بقمعها، لكن آثارها بقيت، وأصبحت رمزاً للمقاومة الشعبية في المنطقة. النتائج: •زادت الثورة من التوتر بين العشائر والدولة العثمانية. •اعتُبرت من البدايات التي مهدت لاحقاً لتأييد العرب للثورة العربية الكبرى سنة 1916. •خلّدت هذه الثورة في الذاكرة الشعبية كدليل على كرامة ورفض الظلم. رد الفعل العثماني: •جاء سامي باشا الفاروقي، قائد الحملة العثمانية بقوة عسكرية ضخمة تشمل المشاة والمدفعية. •استخدم أسلوب 'العقاب الجماعي'، فتم إحراق البيوت، واعتقال أو إعدام المئات من الثوار. أثر الثورة لاحقاً: •رغم قمعها، فإن ثورة الكرك كانت دليلاً على يقظة وطنية مبكرة في شرق الأردن. •مهدت لرفض عام للسيطرة العثمانية، وخلقت روح تأييد للثورة العربية الكبرى عام 1916. •كثير من أبناء العشائر الذين شاركوا في الثورة أصبح لهم دور لاحق في تشكيل الإمارة الأردنية عام 1921 مع الأمير عبد الله. 1. الربط بثورات أخرى في المنطقة: ثورة الكرك لم تكن حدثاً معزولاً، بل كانت جزءاً من موجة رفض شعبي عربي للحكم العثماني المركزي في بدايات القرن العشرين. ومن الثورات المتزامنة أو القريبة منها: -ثورة جبل الدروز (1909–1910): حدثت قبل ثورة الكرك بقليل، بقيادة زعماء من آل الأطرش، رفضاً للتجنيد الإجباري، والضرائب المرتفعة التعسفية وممارسات الغطرسة والوحشية التي اتصفت بها الدولة العثمانية. كانت المبررات والدوافع مشابهة جداً، وقد ألهمت الكركيين للتحرك. -تمرّد في الموصل والنجف ضد العثمانيين، حيث كانت الأسباب متشابهة: ضرائب قاسية، والتجنيد الإجباري، والوحشية والعجرفة وتراجع الثقة بالإدارة العثمانية. -تحركات قومية عربية بدأت تنشط داخل الشام وبيروت، ومعها الجمعيات السرية مثل 'المنتدى الأدبي' و'الجمعية العربية الفتاة' التي بدأت تبث أفكار الوعي القومي، وكانت تتابع هذه الثورات وتوثقها. بالتالي، يُنظر إلى ثورة الكرك على أنها جزء من بدايات الصحوة القومية العربية. 2. رد الفعل الإعلامي: الصحف العثمانية الرسمية: حاولت التهوين من حجم الثورة، ووصفتها بأنها 'تمرد محدود لعناصر خارجة عن القانون'. بررت القمع الشديد بأنه لحماية الأمن والاستقرار. الصحف العربية المستقلة أو شبه المستقلة (في بيروت، القاهرة): نقلت أخبار الثورة بحذر، لكنها أبرزت المعاناة التي تعرض لها الأهالي. صحيفة 'المقتبس' في دمشق وصحيفة 'الهدى' في نيويورك (التي كانت تصدر للجالية العربية) نشرت أخباراً عن القمع العثماني في الكرك. بعد سنوات، في ظل الثورة العربية الكبرى، استخدمت هذه الصحف أحداث ثورة الكرك كمثال على ردة فعل الشعب ضد سلطات الحكم المتغطرسة البوليسية والسياسة الضريبية وعلى 'ظلم الدولة العثمانية للعرب'. 3. الأثر السياسي بعيد المدى: كثير من الثوار أو أبنائهم انضموا لاحقاً إلى صفوف الثورة العربية الكبرى (1916) بقيادة الشريف حسين. حين جاء الأمير عبد الله إلى معان عام 1921، وجد أن الكرك كانت مهيأة سياسياً لاستقباله بسبب تاريخها في مقاومة العثمانيين. -من مذكرات الأمير عبد الله بن الحسين (في كتابه 'مذكرات الأمير عبد الله'): 'إن في الكرك رجالاً لم يرضوا بالضيم، وكانت ثورتهم على الحكم العثماني أول صوت مدوٍ في شرق الأردن يعلن الرفض للظلم. وقد لقيت فيهم عند قدومي إلى البلاد روحاً حرة، وشجاعة لا تلين.' هذا الاقتباس يُظهر كيف رأى الأمير عبد الله في أهل الكرك حلفاء طبيعيين لمشروعه السياسي. -من مذكرات الفريق علي خلقي الشرايري (أحد رجالات الأردن العسكريين في بدايات الإمارة): 'كنا نسمع عن رجال الكرك وهم يواجهون مدافع سامي باشا الفاروقي ببنادق بدائية ولكن بقلوب لا تعرف التراجع… وقد ظلت هذه الثورة محفورة في الوجدان الشعبي كمثال على كرامة الأردني ورفضه القهر.' -في كتاب 'الكرك وشرق الأردن في أواخر العهد العثماني' للمؤرخ روكس بن زائدة: 'لم تكن ثورة الكرك حدثاً محلياً بل إن صداها وصل إلى الشام وبيروت، حتى أن بعض الصحف الشامية تحدثت عن 'الانتفاضة الحرة في الكرك'.' -من كتاب 'الحركة العربية القومية في المشرق العربي' للمؤرخ عبد العزيز الدوري: 'ثورة الكرك تُعدّ من أولى المؤشرات على انخراط سكان شرق الأردن في الحركة العربية المناهضة للتتريك والتجنيد، وقد سبقت الثورة العربية الكبرى بست سنوات.' خلاصة المشهد: •ثورة الكرك لم تكن مجرد تمرد محلي، بل كانت بداية تشكُّل وعي سياسي وقومي في الأردن. •وذكراها ظلّت حية في المذكرات والكتب، وتُروى حتى اليوم كبداية للرفض العلني للسلطة العثمانية في شرق الأردن. النتائج والآثار واهميتها التاريخية: •تم قمع الثورة، لكن زادت النقمة على الدولة العثمانية. •اعتُبرت مقدمة للثورة العربية الكبرى عام 1916. •تحوّلت إلى رمز وطني للكرامة والرفض الشعبي للظلم. •ساهمت في تهيئة البيئة السياسية والاجتماعية لدعم تأسيس إمارة شرق الأردن لاحقاً عام 1921. النتيجة: حذارِ، فالمقدمات ذاتها تؤدي الى النتائج ذاتها

العلم الأردني .. راية السيادة وعنوان الهوية
العلم الأردني .. راية السيادة وعنوان الهوية

عمون

time١٦-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • عمون

العلم الأردني .. راية السيادة وعنوان الهوية

يحتفل الأردنيون في السادس عشر من نيسان من كل عام بـ "يوم العلم الأردني"، وهو مناسبة وطنية تجسد الانتماء والولاء للراية التي توحد القلوب قبل الجغرافيا، وتمثل رمز السيادة والاستقلال والكرامة الوطنية. "في عام 2021، وبالتزامن مع احتفالات المملكة بمئوية تأسيس الدولة الأردنية، أقرّ مجلس الوزراء اعتماد السادس عشر من نيسان يومًا رسميًا لـ"يوم العلم الأردني"، ليُضاف إلى قائمة المناسبات الوطنية التي تعزز الهوية الأردنية الجامعة. ومنذ ذلك الحين، يحيي الأردنيون هذه المناسبة سنويًا بكل فخر واعتزاز، تجديدًا للولاء والانتماء، وتأكيدًا على أن هذا العلم لم يكن يومًا مجرد قطعة قماش تُرفع، بل هو راية خُطّت بتضحيات الشهداء، وارتفعت على جباه الأحرار، ورافقت مسيرة الوطن في ميادين البناء والتعليم والعلم. يُعد العلم الأردني رمزًا لسيادة المملكة الأردنية الهاشمية، وتجسيدًا لهويتها الوطنية وتاريخها العريق. يتكوّن العلم من ثلاثة أشرطة أفقية متساوية الألوان: الأسود والأبيض والأخضر، تعلوها من الجهة اليسرى قُطبة مثلث أحمر يحتوي على نجمة سباعية بيضاء. وقد استُلهمت هذه الألوان من رايات الثورة العربية الكبرى؛ فالأسود يرمز إلى الدولة العباسية، والأبيض إلى الدولة الأموية، والأخضر إلى الدولة الفاطمية، بينما يرمز المثلث الأحمر إلى الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف حسين بن علي. أما النجمة البيضاء ذات السبعة رؤوس، فتمثل السبع المثاني في القرآن الكريم، وتحمل في طياتها دلالات الوحدة والحرية والأمل. يعكس العلم الأردني عمق التاريخ الوطني، ويجسّد طموحات الشعب نحو مستقبل مشرق، معززًا بذلك مشاعر الانتماء والاعتزاز الوطني لدى جميع الأردنيين. إنه علم يحمل رسالة، ويُجسّد وحدة الأمة، ويذكر الأجيال بأنهم جزء من مسيرة حضارية وثقافية تستمد جذورها من التاريخ وتطلّ إلى المستقبل. وتشهدت اليوم محافظات المملكة كافة فعاليات وطنية احتفالية بهذه المناسبة، تنوعت بين رفع العلم على المباني الحكومية والمدارس والجامعات، وتنظيم مسيرات كشفية، وفقرات فنية وثقافية تؤكد على معاني الولاء والانتماء. وقد عبر المواطنون من مختلف الأعمار عن فخرهم بهذه المناسبة، مؤكدين أن العلم الأردني هو عنوان العزّة والمستقبل. في وقت تعصف فيه بالمنطقة تحديات كثيرة، يبقى العلم الأردني مظلة جامعة لكل الأردنيين، يجمع أبناء الوطن على اختلاف أصولهم ومنابتهم، ويعكس روح الدولة الأردنية التي قامت على مبادئ الثورة والعدل والحرية. رسالة إلى الأجيال في يوم العلم، تتجدد العزائم وتعلو الهامات، ويُجدد الأردنيون عهد الوفاء لوطنهم وقيادتهم. إنها مناسبة لا للاحتفال فقط، بل للتأمل في ما تحقق، والاستعداد لما هو آت، تحت قيادة وراية واحدة، وعَلَمٍ واحد... هو علم الأردن.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store