أحدث الأخبار مع #حكومة«الوحدةالوطنيةالموقتة»،


الوسط
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الوسط
في «وسط الخبر».. نقاش حول الفساد الرسمي في حكومة الدبيبة: كم وزيرًا تبقى خارج السجن؟
تسلط حلقة الليلة من برنامج «وسط الخبر» المذاع على قناة «الوسط» (Wtv) الضوء على الفساد المنتشر بين كبار المسؤولين، وخاصة في حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة»، بعد أن أمرت النيابة العامة بحبس نائب رئيس الحكومة وزير الصحة المعفى من منصبه رمضان أبوجناح على ذمة التحقيق في وتأتي الساعة الأولى من البرنامج التي تقدمها المذيعة انتصار فتحي بعنوان: «الفساد الرسمي: كم وزيرا تبقى خارج السجن»؟ وتناقش قضايا الفساد التي طالت عددا من الوزراء في حكومة الدبيبة قبل أبوجناح، منهم وزير التعليم موسى المقريف الذي أعلنت النيابة العامة في مارس الماضي صدور حكم بحبسه ثلاث سنوات وستة أشهر بتهمة ممارسته الوساطة والمحسوبية عند إدارة إجراءات التعاقد على طباعة الكتاب المدرسي. وفي ديسمبر من العام 2021، أمرت النيابة العامة بحبس الوزير احتياطيًا على ذمة التحقيق في وقائع فساد شملت تعاقد موظفي الوزارة على تنفيذ أعمال صيانة منشآت دون الحاجة لذلك بهدف الفساد المالي. تردد قناتي «الوسط» (Wtv) على النايل سات ■ تردد الوسط (Wtv 1): HD 11096 | أفقي | 27500 | 5/6 ■ تردد الوسط (Wtv 2): SD 10815 | أفقي | 27500 | 8/7


الوسط
١٩-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- الوسط
«لوموند»: «المركزي» قد يتحول إلى «كبش فداء».. والليبيون يعاقبون بانخفاض قيمة الدينار
يُحمّل خبراء مسؤولية انخفاض قيمة الدينار إلى «الإنفاق المفرط» للحكومتين المتنافستين في بنغازي وطرابلس، حسب تقرير فرنسي، لكن الانعكاسات يتحملها الليبيون المنهكون من فوضى مستمرة منذ عقد، من تدهور خطر في قدرتهم الشرائية، وصعوبة تلبية احتياجاتهم من الغذاء ومنتجات النظافة والأدوية المستوردة. ويسلط تقرير لجريدة «لوموند» الفرنسية الضوء على حالة السوق الليبية منذ إعلان المصرف المركزي، في السادس من أبريل الجاري، خفض سعر صرف الدينار 13.3%، لتصبح قيمته في مقابل الدولار الأميركي 5.56 دينار، بعدما كانت عند 4.48 دينار للدولار الواحد. وحسب التقرير، فقد «تسبب هذا التعديل الثاني لسعر الصرف خلال خمسة أعوام في تراجع سعر العملة الوطنية في مقابل الدولار بالسوق الموازية إلى 7.8 دينار، بعدما كان لا يتجاوز 6.9 دينار في مقابل الدولار». تأثر تجار الجملة بتعديل سعر الصرف على الرغم من أن ليبيا غنية بالمحروقات، فإنها تفتقر إلى البنية الأساسية، الصناعية والزراعية والغذائية، وتضطر إلى استيراد جلّ ما تحتاج إليه من السلع الاستهلاكية اليومية والمعدات، وهو ما ظهر على الفور بتأثر تجار الجملة الذين يحتاجون العملة الأجنبية لدفع ثمن البضائع المستوردة، وفق التقرير الفرنسي. كما يؤثر انخفاض قيمة الدينار على الليبيين الذين يحتاجون إلى العملة الأجنبية للسفر إلى الدول المجاورة، مثل تونس، للسياحة أو العلاج الطبي. وقد عقد محافظ المصرف المركزي، ناجي عيسى، محادثات مشتركة مع رئيسي حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة»، عبدالحميد الدبيبة، والحكومة المكلفة من مجلس النواب، أسامة حماد؛ للبحث في إصلاحات اقتصادية، وإطلاق سياسات مالية من أجل معالجة الأزمة. وذكر بيان للمصرف المركزي، الخميس، أن حماد رحب خلال لقائه عيسى بلقاء مشترك يجمعه بالدبيبة، لدعم الإصلاحات الاقتصادية المقترحة. توسع في إنفاق الحكومتين قدر المصرف المركزي التوسع في الإنفاق العام للحكومتين في طرابلس وبنغازي بمستويات قياسية ببلوغه 270 مليار دينار (قرابة 50 مليار دولار)، متوقعًا بلوغه 330 مليار دينار نهاية العام الجاري. - - - وتفاعلت بعثة الأمم المتحدة للدعم مع التطورات في ليبيا، حيث أبدت قلقها من خطورة الوضع، ودعت السلطات إلى اتخاذ «تدابير عاجلة من أجل استقرار الاقتصاد الوطني»، وشددت على ضرورة «اتخاذ إجراءات عاجلة، للتخفيف من وطأة الآثار السلبية التي تمس الليبيين، بما في ذلك غلاء المعيشة وانخفاض القدرة الشرائية وتراجع الثقة بمؤسسات الدولة». ودانت البعثة «تبادل الاتهامات» بين المعسكرين المتنافسين، وحضّت على الاتفاق على موازنة وطنية موحدة، بما يضمن إدارة مالية شفافة، وتعزيز المساءلة في هياكل الحكومة. خبير اقتصادي: «المركزي» وقع ضحية الانقسام الحكومي وفق الخبير الاقتصادي الليبي محمود التيجاني لـ«لوموند»، فإن المصرف المركزي وقع «ضحية فشل وانقسام السلطة التنفيذية، وكونه مؤسسة مالية ضامنة للأصول المالية اضطر لاتخاذ قراره بحماية ما تبقى من قوة الدينار». ولفت إلى كون خفض قيمة الدينار في هذا التوقيت «محاولة إنعاش سريرية»، لأن انخفاض أسعار النفط، وتآكل الاحتياطات الأجنبية لدى «المركزي»، جعلاه يرى أن التحرك الآن فرصة أخيرة للنجاة من الطريق نحو «الإفلاس والاتجاه نحو الاستدانة خارجيًا». وقال الخبير في الشؤون الليبية جلال حرشاوي للجريدة الفرنسية إنه من خلال الكشف، في السادس من أبريل، عن النطاق المثير للقلق للإنفاق العام في العام 2024 في طرابلس وبنغازي، ثم خفضه قيمة الدينار، فإن مصرف ليبيا المركزي «لا يواجه سوى العواقب الحتمية للاختيارات السياسية للمعسكرين الحاكمين في ليبيا». وأضاف: «هذه النفقات الضخمة سياسية وعشوائية وغير مستدامة إلى حد كبير، دون تحديدها من مصرف ليبيا المركزي، الذي يعتبر مؤسسة تكنوقراطية لا تتمتع بالنفوذ العسكري والاجتماعي والسياسي الذي يتمتع به القادة الليبيون». هل يتحول «المركزي» إلى كبش فداء؟ إثر إعلانه خفض قيمة العملة، تعرض المصرف المركزي لانتقادات شديدة من الحكومتين، وكذلك من المواطنين. ففي طرابلس، تظاهر عشرات الليبيين هذا الأسبوع أمام مقره، للتعبير عن استيائهم. ورأى حرشاوي أن انخفاض قيمة الدينار هو نتيجة حتمية لـ«الإنفاق غير المعقول»، مما ينعكس في الواقع على التضخم الذي يواجهه الليبيون، وحذّر من أنه مع الانخفاض الحالي في أسعار النفط، فإن «المصرف المركزي مهدد بأن يصبح كبش فداء مرة أخرى»، بينما من الضروري «معالجة الأسباب الكامنة وراء الاختلالات الاقتصادية بشكل مباشر». أما المصرفي السابق أنور التركي فقد قال لـ«لوموند» إن المصرف المركزي يواصل تلقي الضربات من الحكومتين المتنازعتين بقيامهما بأكبر عملية «إنفاق مالي في تاريخ ليبيا، لا تراعي الحوكمة الرشيدة ولا الامتثال المالي ومكافحة الفساد». وأشار إلى أن تدخل المصرف المركزي «قد يبدو للبعض كارثيا، لكنه حاسم لإنقاذ الأصول والاحتياطات النقدية، والإنفاق الحكومي الذي يتجه لإفراغ (المركزي) وسقوطه».


الوسط
٠٩-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- الوسط
«وسط الخبر» يناقش: غضب الدبيبة.. مَنْ يحاسب مَنْ حين تغيب الشرعية؟
يناقش برنامج «وسط الخبر» على قناة «الوسط» (Wtv)، اليوم الأربعاء، تصريحات رئيس حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة»، عبدالحميد الدبيبة، في أعقاب بيانات مصرف ليبيا المركزي بشأن الإنفاق الحكومي بالتزامن مع قراره رفع سعر صرف الدينار. وسبق أن أعلن المصرف المركزي أن حجم الإنفاق العام المزدوج خلال العام 2024 بلغ 224 مليار دينار، منها 123 مليارا نفقات حكومة الدبيبة، و42 مليارا مبادلة النفط، ونحو 59 مليارا إنفاق حكومة أسامة حماد، مقابل إيرادات نفطية وضريبية بلغت 136 مليار دينار. لكن الدبيبة طالب النائب العام، المستشار الصديق الصور، بالتحقيق في صرف 59 مليار دينار نتيجة الإنفاق الحكومي الموازي، محملا رئيس مجلس النواب عقيلة صالح المسؤولية عن هذا الإنفاق. كما وجه رئيس حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» رسالة لرئيس مجلس النواب، ونائب محافظ مصرف ليبيا المركزي مرعي رحيل البرعصي، ورئيس صندوق إعادة الإعمار بلقاسم حفتر، و«طرف رابع» لم يسمه ووصفه بـ«الكومبارس»، وقال: «أنتم تدمرون كيان ليبيا». وحول هذه التصريحات، يفتح البرنامج نقاشا مع خبراء ومتابعين للشأن العام، مسلطا الضوء على ملابسات الإنفاق الموازي والأوضاع الاقتصادية المتردية. تردد قناتي «الوسط» (Wtv) على النايل سات ■ تردد الوسط (Wtv 1): HD 11096 | أفقي | 27500 | 5/6 ■ تردد الوسط (Wtv 2): SD 10815 | أفقي | 27500 | 8/7


الوسط
٠٧-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الوسط
رضا بن موسى.. كاتب التحف ضوء الحرية.. ورحل فجأة
يمثل رضا بن موسى الكاتب والمثقف، الذي غادر دنيانا الأيام الماضية، نقطة مرجعية في فهم آليات التفاعل بين المثقف والمجتمع، وكيف يرتقي الكاتب من حالة الوجود البيني أو النسبي إلى صيغة مرنة من التماهي مع كل مفردات أو أوجه النشاط المجتمعي على اختلاف مجالاته. ظهر في شخصية رضا بن موسى هذا الدفق مبكرا منذ أن كان طالبا في الجامعة، مدركا أهمية ألا يكون نسخة نمطية مدجنة داخل دائرة الفضاء التعليمي، لذا كان الاصطدام مع السلطة نتيجة حتمية، خصوصا إذا تبنت الأخيرة الطابع الشمولي، وبالتالي فضريبة الوعي المبكر للمثقف الشاب آنذاك السجن 12 عاما. يمكن لسنوات السجن أن تضع بصماتها في الجسد، وتترك ندوبا في النفس والذاكرة، لكنها وإن فعلت ذلك يبقى في الروح ملاذ لحلم احتضان الشمس، وهو ما حدث في مصافحة رضا النور أواخر الثمانينات، مودعا أسوار ما عرف بسجن «أصبح الصبح». رسائل الحب تنهال على رضا بعد وفاته رئيس حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة»، عبدالحميد الدبيبة، نعى الكاتب والناقد والمسرحي رئيس الجمعية العمومية للجمعية الليبية للآداب والفنون، رضا عبدالحميد بن موسى، الذي توفي مساء الجمعة إثر وعكة صحية مفاجئة. الدبيبة قدم تعازيه إلى أسرة الراحل الذي وصفه بأنه كان «شخصية فاعلة ومؤثرة» في الوسط الأدبي والثقافي الليبي، وفق ما نشر المكتب الإعلامي للدبيبة على صفحته بموقع «فيسبوك». ووسائل التواصل الاجتماعي ضجت بالتعازي في وفاة الكاتب الراحل، وعبر أدباء ومثقفون عن مقدار كبير من الحب للفقيد والوجع على رحيله، فنعى عمر الكدي «الصديق والمناضل رضا بن موسى، أحد قادة الحراك الطلابي العام 1976، الذي أمضى أكثر من عقد في سجون القذافي، وأسهم في الحياة الثقافية والصحفية بعد خروجه من السجن، وخلال وبعد انتفاضة فبراير». وتحدث يوسف الغزال عن ذكرياتهما معا في الدراسة والمسرح، وذكريات الصداقة التي امتدت لسنوات طوال. أما سالم الكبتي فنعاه قائلا: «رضا بن موسى. النبأ أليم في ھذا الليل. رحمك الله وعوض وطنك وأحبابك فيك خيرا. ماذا يقال الآن؟! الحزن أكبر منا جميعا في ھذه اللحظات». وكتب محمد المزوغي: «وداعا رضا الجميل في ذمة الله وفي رحمته أيّها الباسم دوما والنقي أبدا. نسأل الله أن يتغمدك في هذه الليلة المباركة، وأن يلقّيك نضرة وسرورا». أما الجمعية الليبية للآداب والفنون فنعت الكاتب رضا عبد الحميد بن موسى، قائلة في بيان: «تنعى الجمعية المناضل والكاتب والناقد والمسرحي رئيس الجمعية العمومية للجمعية الليبية للآداب والفنون رضا بن موسى». وأضافت: «في ظل هذا المصاب الجلل، تعبر الجمعية الليبية للآداب والفنون عن حزنها العميق لهذا الرحيل والفقد المؤلم»، متابعة: «فقدت الجمعية ركيزة من ركائزها الأساسية»، وواصفة الفقيد بـ«أحد أهم الشخصيات الفاعلة والمؤثرة بها وبالوسط الثقافي»، رذاذ البحر ورطوبة السجن استعاد المثقف السجين طقسه الوجودي وهو يلتحف الضوء وقد تشبعت رئتاه برذاذ البحر، بعد أن صارعت لسنين رطوبة السجن، متفاعلا في محطة أخرى مع الحياة بكل صخبها، وباحثا مرة أخرى عن أثر التنوير في مجتمع أرهقته ربقة الأيديولوجيا، فروح المثقف التي لا تأنس كثيرا للثبات كانت حاضرة في أحاديثه مع الأصدقاء، وعبر مناشط رابطة الأدباء والكتاب، محاولا في الوقت نفسه إمكانية التكيف مع مجتمع يقذف بطلائعه المثقفة إلى المنفى النفسي، على رأي الكاتب يوسف القويري. تتلبس شخصية رضا بن موسى روح المثقف الشفوي كخطوة أولى، والقصد هنا قراءاته المبكرة والمبحرة في كثير من الكتب بين السياسة والفكر والأدب، ينتصر ربما لما هو سياسي كقاعدة ينهض عليها تكوينه ووعيه بشكل عام، ثم منفتحا على النتاج الفكري، حيث يصبح الإطار النظري مرجعا لفهم تعقيدات السياسة، شاغله الأساس، دون أن يبتعد عن الفضاء الحاضن لهذه الروح، وهو الأدب بكل مساراته (شعر - قصة - مسرح - رواية )، وكل ذلك يجرى هضمه وتحويله إلى رؤى وأفكار واستنتاجات نرصدها في أحاديث ابن موسى وحواراته التي ظلت مشدودة إلى عالم الشفاهة، وقليلا ما تتسرب إلى شيء مكتوب. في محطة أخرى، تقترب المشافهة من الكتابة في شخصية رضا من خلال عضويته في الجمعية الليبية للآداب والفنون المتحررة من قيود البيروقراطية الإدارية وروتين الذرائع للمؤسسات الحكومية، وهو ما ينسجم مع تكوينه وطبيعة تفكيره، لذا فقد أسهم إلى حد كبير في مناشط الجمعية من حيث التنظيم والإعداد واقتراح الأفكار والمشاركة بالكتابة، التي امتزج فيها عمق الثقافة الشفاهية بجمال اللغة، وطالعنا أسلوبا تجلى فيه حس ناقد وتبصر يعكس تجارب قراءاته وتمرنه الدائم على استنطاق ما بين السطور. السلطة والمجتمع والثقافة ينفذ رضا بن موسى في تحليلاته وتشخيصه للواقع الليبي كمثقف إلى علاقة السياسة بالشأن العام، فهو يجيب مثلا عن سؤال حول آفاق حرية التعبير التي تحققت بعد مرور سبع سنوات على انتفاضة فبراير، وفي فترة تمدد فيها التيار الظلامي (داعش) في بعض المدن بقوله: «إدراك أن مفهوم السلطة لا يعني فقط السلطة السياسية، بل يندرج ضمنها السلطة الاجتماعية والثقافية والفكرية والدينية، ضروري، وبالتالي فإن إشكالية العلاقة بين الكاتب والمثقف والسلطة هي إشكالية تاريخية حسب ما تطرق إلى تحليلها بعمق المفكر اليساري غرامشي وغيره. وحيث إن المعرفة هي سلطة الكاتب أو العارف التي تشكل سلطة تمارس نفوذها على الناس، وبما لها من القدرة على الإقناع والتأثير والمنافسة على الفضاء العام، الذي تسعي السلطة السياسية لامتلاكه، لهذا غالبا ما تتصادم مع السلطة السياسية المستندة على أدوات القهر». أنطونيو غرامشي هو مفكر إيطالي صاحب مفهوم «المثقف العضوي»، الذي يلتحم بالناس، ويعبر عن همومهم وطموحاتهم، وينغمس وسطهم في كل الأحوال. ويرى أن السلطات المهيمنة تنظر إلى استقلالية الثقافي بعين الريبة والشك، فهي ترى فيه منافسا لها على التملك الثقافي للمجتمع، فضلا عن اعتباره ملاذا للسياسي المصادر ـ بدوره ـ والمختلف، ومحل اختمار لظهوره على مسرح الاجتماع السياسي، وحيث لا تسود إلا الإطلاقية التي تتمترس بالسلاح، ونفي الآخر، وتحطيم الروح المتوهجة. ومن جانب آخر، نرى الملمح الفكري في قراءاته من خلال ملاحظاته عن كتاب «المنفى الذهبي: بالبو في ليبيا.. أضواء وظلال» للمؤلف الدكتور مصطفى رجب يونس، وذلك في ندوة نظمتها الجمعية الليبية للآداب والفنون بالخصوص، حيث يحيل ما هو فكري وتاريخي في هذا الكتاب إلى ما هو سياسي بسؤاله: لماذا لم تستطع أنظمتنا الوطنية، خاصة بعد تدفق النفط والحصول على التمويل اللازم للإعمار والتحديث، من تحقيق الآمال والطموحات في التنمية والتقدم؟ ويواصل بن موسى تساؤله: لماذا لم تتمكن أنظمتنا من أن تتجاوز في مراكزها العمرانية نموذج «المدينة المزدوجة» أو «المدينة المستعمرة»، حيث حرص المستعمرون في تلك المناطق على بناء مدن جديدة على النمط أو الطراز الأوروبي إلى جانب المدن القديمة، وذلك للتباهي وعقد المقارنة وإثبات التفوق، وبالمقابل لم نستطع نحن تقديم نموذج خاص لـ«مدينة العدل والحرية في وطن الاستقلال» يعبر عن دخولنا العصر الجديد، ومشاركتنا مع رواده صنع عالم أفضل؟!. نلحظ هنا أن الهم السياسي لابن موسى يتجلى عبر استنطاق الثقافي والفكري، وهضم تحولات المراحل معرفيا، وتقديمها كنموذج لفهم الواقع المجتمعي والاقتصادي. إلى ذلك لا يبتعد ابن موسى بحسه الغرامشي في توصيف ما هو أدبي، مطلا على الجوانب النفسية والثقافية، مستندا على ذائقته النقدية الممتاحة من التجربة والقراءة والكتابة، ونلحظ ذلك مثلا في تحليله شخوص المجموعة القصصية «رمال متحركة» للكاتب إبراهيم احميدان، التي يراها غالبا «محمولة على إيقاع متوتر مشحون بانفعالات حادة، تتركز على التناقضات النفسية والاجتماعية التي تتجلى في مشاعر وسلوكيات وأفكار تحملها شخصيات القصص وهي تواجه ما يناقضها ويخالفها، فتتشابك معها في صدامات ومكاشفات صريحة، أو تحاول الإفلات والهروب، بما تثيره الحالات من حذر وريبة ومخاوف من اللا متوقع والغامض المجهول». ويضيف: «..وقد تمنحك هذه القصص أحيانا لحظات نادرة للاسترخاء والتأمل، سعيا إلى يقظة تُنير الوعي بأسئلتها، خاصة في خواتيمها، دون الوقوع في الوعظ والإرشاد». ويتجه رضا بن موسى في تفسير الخارطة النفسية للشخوص إلى إحالاته الدائمة للواقع السياسي، فهو يرى أن «اختيار (رمال متحركة) عنوانا لهذه المجموعة هو تعبير عن جوهر رؤية الكاتب لحالة الواقع الذي يرزح تحت وطأة أوضاع سلبية خلقتها سلطات سياسية واجتماعية، قد تتخفى أحيانا لكنها سرعان ما تكشر عن أنيابها الحادة، فالرمال المتحركة تُعرّف بأنها خليط من رمل وماء، وتبدو، على نحو خادع، صلبة ومتماسكة قوية، لكنها وبمجرد السير عليها مثلا تظهر لينة متحركة غير ثابتة، وقد تدفع المرء إلى نهاية وخيمة، تصل إلى الموت غرقا في أوحالها». وما دونه ابن موسى كتابة في استنطاق «الرمال المتحركة» يعود لترجمته فنيا كتعبير عن قناعته بكون ما يتصل بالسياسة والمجتمع يجب أن يكون حاضرا في الفن عبر الغناء والتشكيل، وقبل كل ذلك في المسرح، الذي عشقه الراحل وجسده في آخر إطلالته كممثل عبر مسرحية «ألف ليل وعين» للكاتب والمخرج نوري بوعيسى، التي جسد فيها الراحل شخصية السلطة العليا أو القوة القاهرة التي تدير الفوضى، وتقف حاجزا أمام الحرية، وتشد المجتمع إلى الخلف بسياساتها الظلامية، وهو ما كان شاغل ابن موسى وهاجسه الأول كإنسان وكاتب للتحف وضوء للحرية.


الوسط
٠٥-٠٢-٢٠٢٥
- صحة
- الوسط
5 إجراءات جديدة لتحسين التكفل بالمرضى الليبيين في تونس
اتفقت السلطات التونسية والليبية على خمسة إجراءات جديدة تهدف إلى تحسين التكفل بالمرضى في تونس، إلى جانب مناقشة الاستثمار الصحّي المشترك. وكشفت المديرة العامة لتصدير الخدمات الصحية ودعم الاستثمار بوزارة الصحة التونسية بشيرة رحيم، اليوم الأربعاء، عن «تسوية ملف ديون المرضى الليبيين لدى المصحات والمستشفيات التونسية قريبا». وقالت في تصريح إلى الإذاعة التونسية الحكومية: «الجانب الليبي أبدى استعداده لتسوية هذا الملف، وحلحلة الإشكاليات العالقة». تشكيل فريق عمل مشترك أعلنت «بشيرة» تشكيل فريق عمل متكون من ممثلين عن وزارة الصحة التونسية وممثلين عن وزارة الصحة الليبية، لحلحلة الإشكاليات خلال الأيام القليلة المقبلة. وقبل تصريحها، بحث وزير الصحة التونسي مصطفى الفرجاني، يوم الإثنين، مع وفد ليبي رفيع، ضم رئيس جهاز دعم وتطوير الخدمات العلاجية الدكتور أحمد مليطان، والسفير الليبي في تونس مصطفى قدارة، والمستشار الأول في السفارة الليبية هيثم الصويعي، تذليل صعوبات علاج الليبيين في تونس. وأفادت وزارة الصحة التونسية بأن «المحادثات تناولت استحداث آليات للعلاج والاستثمار الصحّي المشترك، وتسوية ملفات عالقة تتعلّق بديون المؤسسات الصحية العامة والخاصة، بهدف تعزيز التعاون الصحي مع ليبيا». 5 قرارات لتطوير التعاون الصحي في نهاية اللقاء، جرى الاتفاق على خمسة قرارات لتطوير التعاون الصحي، وتحسين التكفل بالمرضى الليبيين في تونس. ويتعلق الأمر بإطلاق منصة موحدة، لمتابعة المريض منذ وصوله إلى تونس وحتى انتهاء علاجه. ذلك إلى جانب إحداث مكتب تسجيل موحد للمرضى الليبيين في المصحات الخاصة والمستشفيات، لضمان الشفافية والمراقبة المستمرة، وتعزيز الاستثمار المشترك في الصناعات الدوائية عبر إنشاء مصانع أدوية مشتركة، لتحقيق الأمن الصحي والدوائي. كما أعلن الطرفان تبادل الخبرات الطبية عبر استقدام أطباء اختصاص، وتوطين الخدمات الصحية المتقدمة. أيضا تحسين النقل الصحي الجوي، لضمان سرعة التكفل بالحالات الاستعجالية. شراكة استراتيجية فاعلة أكد وزير الصحّة التونسي «أهمية توثيق التعاون التونسي - الليبي في قطاع الصحة»، مشددًا على ضرورة الانتقال نحو شراكة استراتيجية فاعلة ومستدامة بما ينسجم مع رؤية الدولة لتعزيز العدالة الصحية. من جهته، جدد الجانب الليبي التزامه بتسوية الملفات العالقة، خاصة المتعلقة بديون المؤسسات الصحية التونسية العمومية والخاصة، مؤكدًا حرص الحكومة الليبية على إيجاد حلول عملية تعزز التعاون الصحي بين البلدين، وفق بيان لوزارة الصحة التونسية. يذكر أن ملف الديون العالقة سبق أن جرى تناوله خلال زيارة رئيس حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة»، عبد الحميد الدبيبة، تونس العام 2022، وتعهد وقتها بحله، لكن لم يحدث ذلك. وتتحدث جمعيات معنية بالصحة، منها الغرفة التونسية للمصحات، عن ديون لدى ليبيا تزيد على 112 مليون دولار، يطالبون بها منذ العام 2013 على الرغم من تشكيل لجنة تدقيق في الديون العام 2018. وقد كشفت بيانات رسمية أن الليبيين يشكلون نحو 70% من المرضى الأجانب الذين يتلقون علاجا في تونس.