logo
#

أحدث الأخبار مع #حلفشمالالأطلنطي

ليبراسيون: فرنسا تستعرض قوتها الدبلوماسية والاستراتيجية في شمال السويد
ليبراسيون: فرنسا تستعرض قوتها الدبلوماسية والاستراتيجية في شمال السويد

بوابة الأهرام

time٠٥-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • بوابة الأهرام

ليبراسيون: فرنسا تستعرض قوتها الدبلوماسية والاستراتيجية في شمال السويد

أ ش أ رأت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، أن فرنسا تستعرض قوتها الدبلوماسية والاستراتيجية في شمال السويد، حيث علقت الصحيفة على مهمة "بيجاس جراند نورد" التابعة للقوات الجوية الفرنسية والتى ركزت على "لوليا"، وهي نقطة استراتيجية في خطط الدفاع لحلف شمال الأطلسي الناتو، في سياق التهديدات الروسية لأوروبا والخطاب النووي وعقود الأسلحة. موضوعات مقترحة وقالت الصحيفة، فى مقال لها بعنوان "فرنسا تستعرض قوتها الدبلوماسية والاستراتيجية في شمال السويد" إن النصف الشمالي من السويد تحول إلى مسرح واسع تتقاطع فيه الجنسيات والأدوار والحوارات على خلفية التهديدات الروسية والخطاب النووي والمفاوضات بشأن عقود الأسلحة الكبرى حيث تحاول طائرات رافال، المحملة بقنابل موجهة بالليزر بوزن 250 كجم تحت أجنحتها، والقادمة مباشرة من فرنسا، خداع رادارات الدفاع الجوي. وأضافت ليبراسيون، أن الجمود في الحرب في أوكرانيا على مدى ثلاث سنوات كان بمثابة تذكير بأن التفوق الجوي في الأيام الأولى من الصراع أمر بالغ الأهمية وبينما من شأن وقف إطلاق النار، الذي يجري مناقشته حاليا، أن يسمح لموسكو بإعادة نشر قواتها في بحر البلطيق وبحر بارنتس، فإن المهمة الفرنسية "بيجاس جراند نور 2025" هي استعراض للقوة على المستوى الدبلوماسي والاستراتيجي. وتأتي الطائرات المقاتلة لتمتص خمسة أطنان من الوقود عن طريق إدخال ذراع التزود بالوقود بسرعة 800 كيلومتر في الساعة في الأنابيب الواقعة خلف أجنحة طائرات الإيرباص كل ساعتين. وفي معرض إظهار القرب العملياتي بين باريس ولندن، اللتين تعملان على تشكيل "تحالف الراغبين" في أوكرانيا، أخذت الغارة الفرنسية منعطفا عبر شمال بريطانيا حيث تنتظرها ناقلة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، ثم ناقلة أخرى قبالة سواحل الدانمارك وانطلقت طائرتان من طراز رافال في رحلة فوق "منطقة معلومات الطيران" الروسية على طول مدينة كالينينجراد، دون إثارة أي رد فعل، فيما مضت طائرات ميراج في طريقها إلى فنلندا في إطار مهمة لحلف شمال الأطلنطي وتقوم الرادارات وأجهزة الاستشعار بجمع المعلومات الاستخبارية أثناء الطيران. ومن جانبه قال الجنرال باتريس هوجريه، رئيس البعثة قائلا: "نحن لا نختبئ، وإن إحدى رسائلنا الضمنية، إلى جانب توضيح قدرتنا على تقديم الدعم السريع للدول الواقعة على الجانب الشرقي لأوروبا، هي تثبيط أي عدو محتمل عن التدخل في قطاع ما من خلال إظهار أننا قادرون على نشر قوات كبيرة هناك في غضون ساعات". وهبطت الطائرات الفرنسية بسلاسة على المدرج الطويل لمطار كالاكس العسكري في لوليا، على خليج بوثنيه، الجزء الشمالي من بحر البلطيق وبعد أن أظهرت أوكرانيا أن كونها شريكا في حلف شمال الأطلنطي لا يكفي لمنع الغزو، وأن بند الدفاع المشترك في الاتحاد الأوروبي لا يبدو كافيا لحماية أراضيها، فقد أنهت ستوكهولم حيادها في عام 2024 ، والذي فرضه قبل قرنين من الزمان برنادوت، وهو من آل بيرنايه وأصبح ملكا على السويد بفضل نابليون وأصبحت لوليا، التي تقع على بعد 150 كيلومترا فقط من الدائرة القطبية الشمالية، واحدة من المعاقل الاستراتيجية الجديدة لحلف شمال الأطلنطي. وفي بحر البلطيق، تقوم الفرقاطة "أكيتان" بدوريات تحت أنظار موسكو الساهرة وتعد هذه المنطقة الواقعة على الحدود بين النرويج وفنلندا، والتي تشبه وادي السيليكون في لابي، وتضم مصانع صلب، وجامعة تكنولوجية، ومراكز بيانات عملاقة تابعة لشركة فيسبوك، وقاعدة إسرانج الفضائية، بالقرب من كيرونا، والتي يتم إطلاق بالونات التجسس عالية الارتفاع والأقمار الصناعية القطبية منها كل ذلك ضمن مدى إطلاق صواريخ كاليبر التابعة للأسطول الروسي، المتمركزة في مورمانسك، على بعد مئات الكيلومترات في خط مستقيم. يتذكر سيكستن دونير، الذي يتولى وحدة إدارة العلاقات الدولية للقوات الجوية السويدية :"لقد كنا قريبين جدا من حلف شمال الأطلنطي (الناتو) منذ تسعينيات القرن الماضي، وخاصة من المجر وجمهورية التشيك، المجهزتين بطائرات جريبن لكننا كنا مجرد ضيوف شرف إن التعبير عن الرأي يحدث فرقا كبيرا، ولكنه يتطلب جهدا كبيرا بموارد محدودة ففي حين تنفذ مهمة مراقبة جوية في بولندا، تعد هذه الزيارة الفرنسية الثالثة منذ أغسطس". وبدوره قال قائد القاعدة بيتر جريبيرج، إن:" فرنسا تتحرك أسرع منا فإن هذا النشاط المفرط يفسر سبب إلغاء مناورة كبيرة مع القوات الجوية الأمريكية مؤخرا، لكن بالنسبة لبعض المراقبين، فإن هذا يعد "إشارة ضعيفة" على الانسحاب الأمريكي المعلن. وقال تييري كارلييه، المهندس العام للتسليح والسفير الفرنسي الجديد لدى السويد :" لقد كان لدي السويد برنامج ردع في الماضي، فهي تولي هذه القضايا اهتماما كبيرا، إنه بالتأكيد موضوع نقاش." وكان الدبلوماسي أكثر تحديدا عندما قال : "كما ذكر الرئيس ماكرون، فإن المصالح الحيوية لفرنسا تشمل أيضا مصالح حلفائنا ومن بينهم بالطبع السويد بهذا المعنى، تغطي المظلة النووية حلفاءنا أيضا". وتظل تفاصيل المناقشات سرية لكن في قواعد الردع الدقيقة، بعض التفاصيل كانت منطقية حيث إن ثلاث طائرات رافال أرسلت إلى لوليا تنتمي إلى السرب الرابع في سان ديزييه، المخصص للردع النووي وعلى المدرج، يحمل صندوق ضخم يحمل شعار القبضة الحديدية للقوات الجوية الاستراتيجية الفرنسية. ومن جانب باريس، هناك اهتمام متعدد الأوجه ب"تعزيز الشراكة الاستراتيجية" مع ستوكهولم فبعد رمال الساحل، يجب على الطيارين أن يتعلموا كيفية العمل في أقصى الشمال، حيث يتعرض المجال المغناطيسي للاضطراب أيضا. ومن جانبه أكد ستيفان كارله، قائد طائرة جريبن، القتالية الرشيقة ومتعددة الاستخدامات من إنتاج شركة ساب :" هنا في الشتاء، الظلام دامس على مدار اليوم، ودرجة الحرارة 35 درجة تحت الصفر، والثلوج كثيفة والرؤية منعدمة. لا يوجد مكان أفضل للتدريب." ويتفق العقيد فريديريك دالورسو مع هذا الرأي قائلا :"لطالما شكلت روسيا تهديدا لنا لكن الآن، يمكننا مراقبة قتالهم، ومشاركة أسرارنا مع حلفائنا، مثل قدرتنا على الهبوط على الطرق السريعة عندما تواجه خصما أقوى منك، عليك أن تفكر بطريقة مختلفة سنرى ما يمكننا تعلمه منهم". كما أن المفهوم المحلي المتمثل في "الدفاع الشامل"، والذي يشمل جميع المواطنين، يعد مصدر الهام للسلطات الفرنسية إلى حد كبير. فبفضل ماضيها غير المنحاز، احتفظت السويد بصناعة دفاعية قوية وتخطط لزيادة إنفاقها العسكري من 2.4% إلى 3.5% من ناتجها المحلي الإجمالي وبينما تسعى أوروبا إلى تسريع عملية إعادة تسليحها والابتعاد عن المعدات الأمريكية، تشكل عقود الأسلحة نقطة اهتمام أخرى لكلا البلدين. ويجري الجيش الفرنسي مفاوضات لشراء ما بين طائرتين إلى أربع طائرات رادار من طراز "جلوبال آي" لتحل محل طائرات "أواكس" الثلاث القديمة، وهو ما سيكون عقدا ضخما لشركة ساب ومن المقرر أيضا زيادة التعاون بين قاعدتي كورو وكيرونا الفضائيتين، فضلا عن عمليات الشراء المتبادلة للصواريخ المضادة للدبابات. وكان الفرنسيون مشغولون بأجهزة الكمبيوتر المحمولة التي تحمل علامة "سرية" والخرائط الجوية، بينما كان طيارو رافال، الذين ما زالوا متعبين من غارة اليوم السابق، يستعدون للتدريب على القتال البصري، على غرار الحرب العالمية الثانية. وتصطف المعدات الفرنسية بشكل أنيق على القاعدة علي النحو التالي : جرار لسحب الطائرات، ومولدات كهربائية، وعربات لإسقاط القنابل، وخمسين طنا من قطع الغيار. وأوضح أحد الفنيين أن بعض أجزاء طائرة "رافال" لا تعمل سوى 60 ساعة فقط وفي فرنسا، تدار عملية الصيانة من قِبل شركة داسو، ولكن في المهمات، يجب أن تأخذ كل شيء معك ".

"الجارديان" تبرز مساعي أوكرانيا للحصول على كميات ضخمة من العتاد العسكري لمواجهة روسيا
"الجارديان" تبرز مساعي أوكرانيا للحصول على كميات ضخمة من العتاد العسكري لمواجهة روسيا

مستقبل وطن

time٠٥-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • مستقبل وطن

"الجارديان" تبرز مساعي أوكرانيا للحصول على كميات ضخمة من العتاد العسكري لمواجهة روسيا

سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على مساعي أوكرانيا للحصول على ثلاثة ملايين طلقة ذخيرة إلى جانب كميات ضخمة أخرى من العتاد العسكري من حلفائها من الدول الغربية لمواجهة القوات الروسية، خلال الحرب المشتعلة بين الطرفين منذ فبراير عام 2023. وأشار مقال للصحفي وارين موراي إلى أن الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي أكد سعي بلاده للحصول على ملايين من طلقات المدفعية، منها 1.8 مليون طلقة خلال العام الجاري، في إطار برنامج المساعدات الذي تشرف عليه جمهورية التشيك. ولفت المقال إلى أن التشيك تسعى لإقناع الدول الأوروبية لتزويد أوكرانيا بذخيرة مدفعية، من خلال تمويل يأتي معظمه من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلنطي (الناتو)، مشيرا في نفس الوقت إلى تصريحات زيلينسكي التي أكد فيها أنه إذا كان الجانب الروسي يتلقى مساعدات من كوريا الشمالية فإن أوكرانيا لها كذلك حلفائها الذين يقدمون لها يد العون. وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن هناك مفاوضات في الوقت الحالي مع الجانب التشيكي من أجل إقامة أكاديمية لتدريب الطيارين الأوكرانيين على استخدام الطائرات الحربية من طراز "أف-16" موضحا أنه لايمكن إقامة هذه الأكاديمية في أوكرانيا في ظل الظروف الأمنية الحالية. وأشار المقال في سياق متصل إلى تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأحد أكد فيها أنه لم تظهر الحاجة بعد لاستخدام السلاح النووي في حرب أوكرانيا معربا عن أمله ألا تضطره الظروف إلى اللجوء إلى هذا الخيار في وقت ما. وأضاف الرئيس الروسي أن موسكو بإمكانها إنهاء الحرب في أوكرانيا من خلال "التوصل لتسوية منطقية"، مؤكدا في نفس الوقت أن الموقف الحالي لا يستلزم اللجوء للخيار النووي.

بعد 7 سنوات.. «جيش أوروبى موحد».. حلم ميركل يتحقق
بعد 7 سنوات.. «جيش أوروبى موحد».. حلم ميركل يتحقق

بوابة الأهرام

time١٧-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • بوابة الأهرام

بعد 7 سنوات.. «جيش أوروبى موحد».. حلم ميركل يتحقق

فى نوفمبر عام 2018، وقفت المستشارة الألمانية وقتها أنجيلا ميركل أمام البرلمان الأوروبى فى ستراسبورج لتلقى خطابا شهيرا طالبت فيه الدول الأعضاء بدعم فكرتها لإنشاء جيش أوروبى موحد، مؤكدة أنه لن يكون جيشا مضادا لحلف شمال الأطلنطى (ناتو) بل سيكون إضافة جيدة له، قائلة إن «أوروبا ستكون قوية فقط بتكوين هذا الجيش وسيصبح صوتها مسموعا على الساحة الدولية». وشددت ميركل على ضرورة أن يتحكم الاتحاد الأوروبى فى مصيره وأن يكون أكثر استقلالية». الآن وبعد 7 سنوات، يبدو أن حلم ميركل على وشك أن يتحقق. فقد اتخذت القمة الأوروبية التى عقدت فى بروكسل مؤخرا قرارا بتخصيص ميزانية تقدر بـ 800 مليار يورو على أربع سنوات لدعم جيوش الدول الأعضاء حتى تكون قادرة على الدفاع عن نفسها ضد أى عدوان خارجي، ودون الحاجة إلى حلف الناتو. لم يكن الحلم مقتصرا على ألمانيا وحدها فى ذلك الوقت، بل تحمس لتلك الفكرة أيضا الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، الذى دعا وقتها إلى تفعيل نص المعاهدة المكملة لمعاهدة الإليزيه الموقعة عام 1963 بين البلدين، والتى ينص أحد بنودها على ضرورة التضامن بين فرنسا وألمانيا فى حال تعرض أحدهما لعدوان ما. ثم فى شهر يونيو عام 2019، انضمت إسبانيا إلى مشروع فرنسي- ألمانى لصناعة جيل جديد من الطائرات المقاتلة يوصف بأنه عامل أساسى لضمان قدرة أوروبا على الدفاع عن نفسها دون الاعتماد على حلف شمال الأطلنطي. وفى معرض باريس الجوي، وقع وزراء دفاع فرنسا وألمانيا وإسبانيا اتفاقا بتدشين إطار عمل لتعاون ثلاثى مشترك. وفى العام نفسه أيضا، نشرت الصحف الألمانية عن مسئولين أوروبيين أن الدول الأعضاء بالتكتل تدرس إنشاء 34 مشروعا للمراقبة والحماية البحرية لتعزيز القدرات البحرية لدول التكتل مع إمكانية إجراء مراقبة وحماية للمياة الإقليمية لدول الاتحاد، وتتضمن تلك المقترحات مشروعات بتصنيع مركبات لفرق المشاة، وأخرى للتدخل السيبرانى السريع، بالإضافة إلى تطوير أسلحة المدرعات وأسلحة هجومية وبرمائية والدعم النارى وأنظمة القيادة والتحكم الإستراتجية لمهام الدفاع الأوروبية، وطائرات بدون طيار. إن دعوة ميركل بإنشاء جيش أوروبى موحد التى وصفتها وسائل الإعلام الألمانية المختلفة فى ذلك الوقت بـ«حلم ميركل»، جاءت بعد أن استشعرت المستشارة السابقة أن الخطر الحقيقى الذى يهدد دول الاتحاد يأتى من أقرب حلفائهم، من الولايات المتحدة الأمريكية التى تسيطر على تحركات حلف الناتو، وأن دول الاتحاد ليس لهم دور فاعل داخل هذا الحلف، وقد جاءت دعوتها على خلفية صدامها المستمر والمتواصل مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خلال فترة ولايته الأولى وتهديده بسحب قوات الناتو من ألمانيا وتركها دون غطاء دفاعى أمام أى عدوان، خاصة أن ألمانيا ليس لديها جيش حقيقى ولا تملك أسلحة هجومية، بالإضافة إلى وجود عجز كبير فى أعداد قواتها المسلحة بعد أن أصبح التجنيد اختياريا. والآن، يرى الخبراء أن فكرة إنشاء الجيش الأوروبى الموحد أصبحت حتمية خاصة بعد تعمد ترامب إبعاد دول الاتحاد الأوروبى عن المفاوضات التى سيجريها مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بشأن أوكرانيا، وبقراره بوقف دعم كييف، وهو الأمر الذى تسبب فى حالة من الرعب داخل دول الاتحاد، تخوفا من أن يجدوا أنفسهم فى نفس الموقف فى المستقبل.

ترامب يُبكي الأوروبيين
ترامب يُبكي الأوروبيين

البيان

time٠١-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • البيان

ترامب يُبكي الأوروبيين

ما حدث في ختام الدورة 61 لمؤتمر ميونيخ للأمن الجمعة 14 فبراير الماضي خير تعبير عن العلاقة الحالية بين الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، وأوروبا، وقد يكون بداية لحظة فراق استراتيجي بينهما. رئيس المؤتمر الألماني، كريستوف هيوسجن، بكى بدموع حارة، خلال كلمته الختامية في المؤتمر. نعم، بكى فعلاً وليس مجازاً، وتبارت وسائل الإعلام خصوصاً المرئية في نقل هذا الفيديو، لكن لماذا بكى هذا المسؤول الألماني الذي يعبر إلى حد كبير عن الموقف الأوروبي شديد الصعوبة في هذه الأيام؟ في هذا المؤتمر تحدث نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، بفوقية وعجرفة غير مسبوقة، ووجه انتقادات حادة للأوروبيين. حيث قال: إن على أوروبا أن تزيد من الإنفاق العسكري، وأن تعتمد على نفسها في مجال الأمن، وتحد من الهجرة، بل وشبه زعماء القارة الأوروبية بالمفوضين السوفييت قبل تفكك بلدانهم في بداية تسعينيات القرن الماضي، والأخطر أنه قال: «التهديد الذي يقلقني أكثر من أي شيء آخر، فيما يتصل بأوروبا ليس روسيا ولا الصين، ولا أي طرف خارجي ما يقلقني هو التهديد من الداخل، تراجع أوروبا عن بعض قيمها الأساسية، خصوصاً حرية التعبير وضرورة إزالة جدران الحماية، والاستماع لمواطنيهم». والسؤال ماذا يقصد بذلك؟ الإجابة ببساطة أنه يطالب الحكومات الأوروبية بالحوار والنقاش مع الأحزاب اليمينية المتطرفة، والسماح لها بحرية الحركة والعمل، وبالذات مع حزب «البديل من أجل ألمانيا» المتطرف، الذي زادت مقاعده بالبوندستاج في الانتخابات البرلمانية، التي جرت الأسبوع الماضي، وشهدت تفوق اليمين بكل مستوياته. ومن الواضح أن كلام دي فانس هو صدي كلام ترامب نفسه، لأن الأخير وصف الخطاب بعد نهايته بساعات قليلة بأنه رائع، مضيفاً: «لقد سمعت خطابه، لقد تحدث عن حرية التعبير، وأعتقد أنه صحيح، في أوروبا يفقدون حقهم الرائع في حرية التعبير». حينما انتهى خطاب دي فانس، وفى الكلمة الختامية للمؤتمر، لم يملك كريستوف هيوسجن أن يمسك دموعه وهو يقول: «المبادئ المشتركة مع الأمريكيين لم تعد مشتركة، كما كنا نعتقد. علينا أن نكون حذرين من أن قاعدة المبادئ المشتركة لم تعد مشتركة بعد اليوم بين الدول الغربية». هيوسجن أشاد بموقف القادة الأوروبيين، الذين انتقدوا وعارضوا خطاب دي فانس، ثم فقد السيطرة على مشاعره، وتساقطت دموعه بطريقة مؤثرة أمام الحضور. كلمات وتصريحات دي فانس وصفها البعض بأنها حرب أيديولوجية جديدة ليست بين الشرق والغرب أو بين الرأسمالية والاشتراكية، كما كان البعض يعتقد لفترات طويلة في الماضي، بل بين أمريكا وأوروبا الغربية، وهما الطرفان اللذان ظلا حلفاء منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 وحتى دخول ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير الماضي. وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، انتقد تصريحات دي فانس وقال: «لا أحد يستطيع فرض نموذجه على أوروبا»، والرئيس الفرنسي ماكرون قال: إن أوروبا عليها ألا تخضع لأمريكا. والمستشار الألماني المنتهية ولايته، أولاف شولتز، رفض التصريحات بشدة خصوصاً قول فانس بشأن جدران الحماية والمقصود بها التصدي للأحزاب اليمينية المتطرفة في القارة، وقال شولتز: «ألمانيا لن تقبل أن يتدخل الغرباء في ديمقراطيتنا، وفى انتخاباتنا، وفى التشكيل الديمقراطي للرأي العام»، وفى الإجمال وصف شولتز خطاب دي فانس بأنه غير مفهوم ومحبط. في تقديري فإن خطاب دي فانس ليس مجرد خطاب عادي، بل قد يدخل هذا الخطاب التاريخ باعتباره نقطة فاصلة وفارقة في علاقة أمريكا بأوروبا، بمعنى أنها بداية الافتراق التدريجي بين الطرفين اللذين ظلا في علاقة وثيقة داخل حلف شمال الأطلنطي «الناتو»، لكن السؤال المهم هو كيف سيسير سيناريو العلاقة بين الشريكين علي ضفتي الأطلسي، في ظل اللغة الهجومية التي يتبناها ترامب الذي قال: إن الاتحاد الأوروبي تأسس للإضرار بالمصالح الأمريكية؟ نعلم ونعرف أن ترامب يطالب أوروبا بأن ترفع نسبة مساهمتها في ميزانية حلف شمال الأطلنطي من 2 إلى 5 %، ما يعنى مزيداً من الأعباء الاقتصادية، علماً بأن معظم بلدانها تعانى من مشاكل وأزمات اقتصادية خانقة حتى في ظل نسب مساهمتها المتدنية في ميزانية الحلف. إحدى الأزمات الوجودية التي تواجه أوروبا مع ترامب أنه يريد أن يحل الأزمة الأوكرانية بصورة ترى أوروبا أنها تجامل روسيا كثيراً على حساب أوكرانيا، وعلى حساب الأمن الأوروبي، بل ومستقبل القارة، والدليل هو أن ترامب بدأ التفاوض مع روسيا بشأن أوكرانيا من دون مشاورة أوروبا، بل وحتى أوكرانيا، ويريد أن يحصل من أوكرانيا على كل ما حصلت عليه من إدارة جو بايدن. السؤال المهم، هل تتمكن أوروبا من الدفاع عن نفسها بعيداً عن الحماية الأمريكية؟ نعلم أن فرنسا وبعض دول القارة يريدون تكوين جيش مستقل بعيداً عن الهيمنة الأمريكية، لكن كل هذه التجارب تعثرت في الماضي، فهل يدفع الافتراق الأوروبي الأمريكي في إعادة إحياء الفكرة، وهل سيسمح ترامب ومعه الدولة العميقة الأمريكية في أن تكون أوروبا مستقلة بعيداً عن المظلة الأمريكية، الأمر الذي قد يصب في النهاية بمصلحة كل من روسيا والصين، ويجعل أمريكا منعزلة فعلياً عن التأثير في هذه المنطقة الحيوية من العالم؟ دموع رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن لم تكن مجرد غضب من مسؤول أوروبي على تصريحات رآها غريبة ومستهجنة من مسؤول أمريكي، بل هي تعبير أصيل وجوهري عن حجم الأزمة بين أوروبا وأمريكا، وعن حجم التراجع الأوروبي الذي ظن أنه ما يزال قوياً ومؤثراً، ثم استفاق إلى أن ترامب يتعامل مع هذه القارة، وكأنها دولة أو مجموعة دول تنتمي إلى العالم الثالث المختلف!

نيويورك تايمز: نظرة ترامب للحلفاء الأوروبيين تثير القلق
نيويورك تايمز: نظرة ترامب للحلفاء الأوروبيين تثير القلق

الأسبوع

time٢٧-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الأسبوع

نيويورك تايمز: نظرة ترامب للحلفاء الأوروبيين تثير القلق

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أ ش أ ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أنه خلال فترة ولايته الأولى في منصبه، وصف الرئيس دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي بأنه «عدو»، أنشئ لإيذاء الولايات المتحدة في التجارة، بينما كرر هذا الاتهام في اجتماع لمجلس الوزراء يوم الأربعاء، (وفقا للصحيفة) قائلا: «لقد تم تشكيل الاتحاد الأوروبي من أجل خداع الولايات المتحدة، وهذا هو الغرض منه، وقد قاموا بعمل جيد». وقالت الصحيفة في تعليق أوردته اليوم، إنه بعد تقارب ترامب مع روسيا وتحذيراته من أن أوروبا يجب أن تدافع عن نفسها، أضاف هجوم الرئيس الأمريكي الأخير إلى وجهة النظر المتزايدة لدى الزعماء والمحللين الأوروبيين بأنه وفريقه من الموالين يعتبرون حلفاء أمريكا التقليديين في أوروبا أعداء ليس فقط في التجارة، بل في كل شيء تقريبا. وأضافت الصحيفة، أن بعض المسؤولين والمحللين يرون أن إدارة ترامب غير مبالية بأوروبا فقط ويرى آخرون عداء صريحًا، غير أن هناك وجهة نظر مشتركة مفادها أن العلاقة الأساسية قد تغيرت وأن أمريكا أصبحت حليفًا أقل موثوقية وقابلية للتنبؤ. واستطردت قائلة: «لقد رفض ترامب، حلف شمال الأطلنطي وانضم إلى التهديد الرئيسي القديم للتحالف وهو روسيا، فيما هاجم نائب الرئيس جيه فانس الديمقراطية الأوروبية بينما دعا لفتح الباب أمام الأحزاب اليمينية المتطرفة، كما أبدى إيلون ماسك، مساعد ترامب الملياردير ازدراءه لقادة أوروبا وأيد علنا حزبا متطرفا في ألمانيا». وأشارت «نيويورك تايمز»، إلى أنه من الأمور الصادمة أيضا بالنسبة لقادة أوروبا أن الولايات المتحدة رفضت هذا الأسبوع إدانة الحرب الروسية في أوكرانيا في الأمم المتحدة. وبدلا من ذلك انفصلت عن حلفائها وصوتت مع روسيا وبيلاروس وكوريا الشمالية. ومضت الصحيفة، تقول إن زعماء أوروبا يسعون جاهدين لتقييم الأضرار والتخفيف منها، ويصل رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر إلى البيت الأبيض اليوم الخميس وهي الزيارة الثانية من نوعها هذا الأسبوع، بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وهو لا يزال يحدوه الأمل في إقناع ترامب بعدم التخلي عن أوكرانيا والبقاء منخرطا في أوروبا. من جانبه أعرب فريدريش ميرز (69 عاما)، السياسي المحافظ الذي من المرجح أن يصبح المستشار القادم لـألمانيا، عن شكوك قوية بشأن العلاقة عبر الأطلسي التي التزم بها هو وبلاده لعقود من الزمان. وأضاف، بعد فوز حزبه بأكبر عدد من الأصوات في الانتخابات الألمانية، إنه بعد الاستماع إلى ترامب، من الواضح أن الأمريكيين على الأقل هذه الإدارة غير مبالين إلى حد كبير بمصير أوروبا، وقال: «ستكون أولويتي المطلقة هي تعزيز أوروبا في أسرع وقت ممكن حتى نتمكن خطوة بخطوة من تحقيق الاستقلال عن الولايات المتحدة». ورأت الصحيفة، أن تعليقات ميرز تعد مؤشرًا ملحوظا على الانزعاج الذي شعر به القادة الأوروبيون إزاء التراجع الأمريكي عن سياستها تجاه أوكرانيا، وربما أكثر من ذلك، لدعمها الصريح للأحزاب اليمينية المتطرفة التي تحتقر الحكومات الأوروبية وتدعم روسيا. وفي السياق ذاته أكدت كلوديا ميجور، التي تدير سياسة الأمن في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، إن الأمور باتت أكثر خطورة الآن، وهي ليست الوحيدة في هذا التقييم فقد قال العديد من المحللين إن تصرفات إدارة ترامب أظهرت أنها لم تكن غير مبالية بأوروبا فحسب، بل كانت عازمة على إلغائها ويحمل هذا التمييز عواقب حقيقية بشأن كيفية استجابة أوروبا. وقالت ناتالي توتشي، مديرة معهد الشؤون الدولية في إيطاليا: «لا شك أن النية موجودة لتدمير أوروبا، بدءا من أوكرانيا، وإن تمكين اليمين المتطرف هو أداة لتحقيق هدف تدمير الاتحاد الأوروبي». وقالت، إن السبب هو أن إدارة ترامب لا ترى أوروبا كمنافس فحسب، بل وأيضا كتهديد اقتصادي وحتى أيديولوجي إنها تريد تقويض قوة الاتحاد الأوروبي في تنظيم التجارة والمنافسة وخطاب الكراهية وهذا الأخير هو موضوع رئيسي لفانس حيث انتقد ما أسماه الرقابة على وسائل الإعلام الإخبارية واللياقة السياسية. ومن جانبه، قال نايجل جولد ديفيز من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية متحدثا عن روسيا في أوكرانيا، إن ترامب انخرط في سياسة التنازل السريع والأحادي الجانب عن المواقف الراسخة منذ فترة طويلة بشأن المصالح الأساسية لإقناع المعتدي بوقف القتال، مضيفا أن: «الاسم الراسخ لمثل هذه السياسة هو الاستسلام الاستراتيجي». وقال، إنه ليس من الواضح ما إذا كان ذلك سيتمخض عن النتيجة التي يرغب فيها ترامب ما هو واضح هو أنها تقوض ثقة الحلفاء في مصداقية الولايات المتحدة وحسها السليم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store