logo
#

أحدث الأخبار مع #حمودبنعليالطوقي

ويسألونك عن عُمان
ويسألونك عن عُمان

جريدة الرؤية

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • جريدة الرؤية

ويسألونك عن عُمان

حمود بن علي الطوقي ويسألونك عن عُمان، فقل إنها الوطن الذي اختار أن يكون صوت الحكمة في زمن الصخب، وجسر السلام في بحرٍ متلاطمٍ بالأزمات، إنها الدولة التي لا ترفع شعارات التدخل، ولا تركض خلف الأضواء، لكنها تحضر دائمًا في لحظات الحقيقة، حين يحتاج العالم إلى صوتٍ عاقلٍ ونزيه. لقد تابعنا وتابع العالم اجمع نجاح الدبلوماسية العُمانية في تحقيق اختراق دبلوماسي لافت، حين قادت وساطة هادئة وفعالة أسفرت عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة الأمريكية وجماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن. هذا الإعلان الذي جاء من مسقط، ليطفئ فتيل الحرب ويحظى ترحيب دولي وإقليمي. لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تُمنح فيها السلطنة ثقة الأطراف المتصارعة؛ فالولايات المتحدة، بقوتها ومصالحها، وجماعة أنصار الله، بشعاراتها وموقعها، اختارتا سلطنة عُمان لتكون الوسيط. وهذا ليس من قبيل المصادفة؛ بل نتيجة تراكم طويل من المواقف المتزنة، والدبلوماسية الناضجة، والسياسة القائمة على الحياد الإيجابي، وعدم التدخل في شؤون الغير. المُتتبِّع للمواقف العُمانية يلاحظ أن الحكمة والدبلوماسية العُمانية بنت مكانتها لا بالقوة؛ بل بالثقة. لا بالتحالفات الصدامية؛ بل بالاحترام. فحين تتحدث سلطنة عُمان، فإنها لا تملي شروطًا؛ بل تفتح نوافذ للتفاهم المشترك. وحين تبادر، فإنها تبني، ولا تهدم. وهذه ليست خصائص تُصنع في المؤتمرات؛ بل تُزرع في الأرض عبر سنين من المصداقية والعمل بمصداقية ولعل من أبرز الشواهد على الثقة الدولية في الدور العُماني، ما قامت به السلطنة في ملف الاتفاق النووي بين طهران وواشنطن. فقد لعبت مسقط دورًا محوريًا في احتضان المحادثات السرّية بين الجانبين، والتي مهدت لاحقًا لتوقيع الاتفاق التاريخي في عام 2015. لم تكن مسقط طرفًا في الاتفاق فحسب لكنها كانت الدولة التي خططت بحكمة بالغة والتحرك الإيجابي وفرت الأرضية الآمنة للحوار، وأقنعت الجميع بأن طريق الحل يبدأ من الإنصات والتفاهم، لا من التصعيد والوعيد. هذا النهج الحكيم لم يكن وليد اللحظة؛ بل هو امتداد لمسيرة قادها السلطان الراحل المؤسس قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- الذي جعل من الدبلوماسية العُمانية نموذجًا يُحتذى في المنطقة. واليوم، يواصل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله- السير على ذات الدرب، مؤكدًا التزام السلطنة بثوابتها السياسية القائمة على السلام، والتعايش، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. الاتفاق الأخير بين واشنطن وصنعاء تضمن التزامًا من الطرفين بعدم استهداف الآخر، بما في ذلك السفن الأمريكية في البحر الأحمر وباب المندب. وهو ما يفتح الباب أمام تهدئة قد تساهم في استقرار الملاحة، وتخفيف التوتر الإقليمي، وربما، لاحقًا، إطلاق عملية سياسية أوسع. هذا التوافق وهذه الوساطة العُمانية لقيت بترحيب دولي وعربي من قطر والعراق والكويت والأردن ومصر، ولم تكن مجرد مجاملة دبلوماسية؛ بل تعبير صادق عن إدراك جماعي بأن عُمان لا تزال تمثل النموذج المختلف في المنطقة: نموذجًا للدولة التي لا تبحث عن مكاسب آنية؛ بل عن حلول دائمة. فكوننا عُمانيون ندرك هذه المواقف الإيجابية التي يشار اليها بالبنان، ندرك أن عُمان عندما تقود المفاوضات فإنها تلقى الترحيب ويكفيها فخرًا أن الشعوب- لا الأنظمة فقط- تعرف مكانتها وتثق برسائلها. نعم، نقول بفخر لمن يسأل عن عُمان ويسأل عن مواقفها ومكانتها، فنقول له إنها دولة تؤمن بأن العدل أساس السلام، وأن الحوار سبيل التفاهم، وأن احترام سيادة الآخرين هو الطريق الأضمن لصون السيادة الوطنية. حفظ الله عُمان وقائدها المعظم ورفع شأنها ومكانتها بين الأمم.

منتدى "أدفانتج عُمان" والدبلوماسية الاقتصادية
منتدى "أدفانتج عُمان" والدبلوماسية الاقتصادية

جريدة الرؤية

time٢٨-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • جريدة الرؤية

منتدى "أدفانتج عُمان" والدبلوماسية الاقتصادية

حمود بن علي الطوقي شكَّل مُنتدى أدفانتج عُمان، الذي نظمته وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار يومي 27 و28 أبريل 2025، تظاهرةً اقتصادية بالغة الأهمية؛ حيث انعقد في سياق وطني وإقليمي يستدعي المزيد من الانفتاح والتكامل الاقتصادي، وقد تمَّ الإعلان عن المنتدى خلال لقاء إعلامي عقدته الوزارة، شهد الكشف عن مشاركة شخصيات بارزة محليًا ودوليًا، ما يعكس حجم الاهتمام الرسمي والاقتصادي بالحدث. وقد كانت فرصة خلال ذلك اللقاء الإعلامي أن نطرح سؤالًا مُهمًا لمعالي وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار يتعلق بالدبلوماسية الاقتصادية التي يتبناها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- منذ توليه مقاليد الحكم في 11 يناير 2020؛ حيث قام جلالته- أيده الله- بعدد من الزيارات رفيعة المستوى إلى دول خليجية وعربية وأوروبية وآسيوية، وكان القاسم المشترك في هذه الزيارات مرافقة كبار المسؤولين والوزراء وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم اقتصادية، سياحية، واستثمارية، إلى جانب اتفاقيات تجنب الازدواج الضريبي. في اعتقادنا أن متابعة هذه الاتفاقيات من خلال الفريق التفاوضي للوزارة حيث تُعد أدوات استراتيجية لدفع عجلة الاقتصاد الوطني، لكن يبقى التحدي في متابعة تنفيذها وتفعيلها من خلال الفريق التفاوضي على أرض الواقع، وهو ما أثارته تساؤلاتنا خلال اللقاء الإعلامي، خاصة في سياق جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي تمثل ركيزة حيوية في رؤية عُمان المستقبلية. أودُ أن أشير في هذا السياق، إلى أنَّ الجهود المبذولة للاستثمارات الأجنبية مستمرة وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في سلطنة عُمان حتى نهاية الربع الثالث من عام 2024 بلغ نحو 26.677 مليار ريال عُماني، أي ما يعادل حوالي 69.28 مليار دولار أمريكي، مسجلة نموًا بنسبة 16.2% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023. ويعزى هذا النمو إلى الاستثمارات المتزايدة في قطاعات النفط والغاز والصناعات التحويلية، وهو مؤشر على نجاح البيئة الاستثمارية في السلطنة في جذب رؤوس الأموال الأجنبية. وحين نتحدث عن الاستثمارات الأجنبية التي ننشدها، فإننا نأمل أن تتوجه نحو قطاعات واعدة مثل الصناعات الثقيلة، والقطاع اللوجستي، وقطاع الخدمات، والإنشاءات لما لها من قدرة على تعزيز الاقتصاد الوطني وتسهم في توفير فرص عمل حقيقية للشباب العُماني الطموح. إنَّنا نريدُ أن نرى عُمان، بما تملكه من موقع استراتيجي وبيئة استثمارية مشجعة، تتحول إلى وجهة رئيسية للمستثمرين الأجانب الباحثين عن أسواق مستقرة ومربحة. وفي هذا السياق، تأتي أهمية منتدى أدفانتج عُمان، الذي سلّط الضوء على أبرز مزايا السلطنة الاستثمارية، ومنها: 1. الموقع الاستراتيجي المُطل على أهم الممرات البحرية الدولية، والذي يمنح عُمان ميزة تنافسية قوية في سلاسل الإمداد العالمية. 2. الاستقرار الاقتصادي والسياسي الذي يُعزز ثقة المستثمرين في السوق العُماني. 3. الشراكة الفاعلة مع القطاع الخاص، الذي يمثل محركًا رئيسيًا لتحقيق رؤية "عُمان 2040". 4. انفتاح السلطنة على تعزيز علاقاتها التجارية والاستثمارية، لتكون بيئة جاذبة ومنافسة إقليميًا وعالميًا. 5. رؤية السلطنة نحو اقتصاد مستدام ومُتعدد المصادر، يعتمد على الابتكار والمعرفة كمحركات للنمو. وأخيرًا.. نقول إنَّ منتدى "أدفانتج عُمان" ليس مجرد منصة للترويج؛ بل منبر لترجمة الرؤى السياسية والاقتصادية إلى مشاريع حقيقية وفرص ملموسة، تؤكد أن سلطنة عُمان تسير بثقةٍ نحو تعزيز مكانتها كوجهةٍ استثماريةٍ واعدةٍ في المنطقة.

المسافة المتحركة بين قصر العلم والكرملين
المسافة المتحركة بين قصر العلم والكرملين

جريدة الرؤية

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • جريدة الرؤية

المسافة المتحركة بين قصر العلم والكرملين

حمود بن علي الطوقي ‎ليست المسافة بين مسقط وموسكو؛ حيث يقع قصر الكرملين، مجرد عددٍ من الكيلومترات تقطعها الطائرة؛ بل هي خريطة متبادلة من العلاقات، والمصالح، والرؤى المشتركة التي تتطور مع كل لقاء رفيع المستوى، ولا أدل على ذلك من الزيارة السامية الكريمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- إلى العاصمة الروسية موسكو، والقمة التي عُقدت بين جلالته وفخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. هذه الزيارة تأتي في توقيت دقيق وغاية في الأهمية لما تشهده الساحة الدولية من تقلبات؛ حيث يتفق الجانبان على مواقف مشتركة حول استمرار الكيان الصهيونى والعدوان الغاشم، على غزة وفلسطين ويدين البلدان استمرار التعنت الصهيوني من جهة وتؤكد على مبدأ الحياد الإيجابي الذي تنتهجه سلطنة عُمان، وسياستها الثابتة في بناء الجسور مع الشرق والغرب؛ بما يخدم مصالحها الوطنية ويحفظ توازنها الدبلوماسي. إنها زيارة ذات دلالات استراتيجية، تُعلي من مكانة عُمان في السياسة الدولية، وتعزز من عمق العلاقات مع دولة كبرى كروسيا الاتحادية. ‎العلاقات العُمانية الروسية ليست وليدة اللحظة؛ بل تمتد جذورها إلى عقود مضت؛ حيث بدأت الاتصالات الرسمية منذ عهد السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- وشهدت مراحل متعددة من التعاون في مجالات السياسة والاقتصاد والطاقة والثقافة. وقد تطورت هذه العلاقة بتأنٍ وهدوء، دون صخب إعلامي، لكنها كانت تتجه دومًا نحو العمق والتفاهم. ‎وفي ظل التحديات العالمية الراهنة، تفتح هذه الزيارة آفاقًا جديدة للتعاون في مجالات متعددة، أبرزها: الطاقة، والتكنولوجيا، والأمن الغذائي، والسياحة، والتعليم، إلى جانب تعزيز الحوار السياسي والتفاهم حول قضايا إقليمية ودولية. ‎وفي هذا الإطار، يقود جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله- توجهًا استراتيجيًا يُعرف بـ"الدبلوماسية الاقتصادية"؛ حيث أصبحت المصالح الاقتصادية في صلب الحوارات الثنائية بين عُمان وشركائها الدوليين. وقد أكد جلالته- أيده الله- خلال لقائه بفخامة الرئيس بوتين على أهمية بناء شراكات اقتصادية حقيقية بين البلدين الصديقين، وخاصة في قطاع الطاقة. كما عبّر جلالته عن تطلعه إلى توسيع هذه الشراكة لتشمل مجالات أوسع؛ بما يحقق المنفعة المتبادلة ويُسهم في ازدهار البلدين وتعزيز أمنهما الاقتصادي. ‎وتشير البيانات إلى أن حجم التبادل التجاري بين سلطنة عُمان وروسيا بلغ في عام 2023 نحو 512 مليون دولار أمريكي؛ حيث صدَّرت عُمان إلى روسيا ما قيمته 22 مليون دولار، تركزت في قطع غيار الطائرات والحاويات المعدنية الكبيرة وأجهزة قياس تدفق الغاز والسوائل. في المقابل، بلغت صادرات روسيا إلى عُمان حوالي 490 مليون دولار، شملت المنتجات النفطية المكررة (192 مليون دولار)، والقمح (132 مليون دولار)، والنفط الخام (63.1 مليون دولار). ‎المسافة المتحركة بين مسقط وموسكو، عنوان يلخص حيوية العلاقات العُمانية الروسية؛ فالمسافات الجغرافية قد تبقى ثابتة، لكن المسافات السياسية والاقتصادية والثقافية تتحرك باستمرار نحو تقارب أكبر وتعاون أعمق. وكل زيارة على هذا المستوى، هي خطوة إضافية على طريق بناء شراكة استراتيجية متوازنة، تحترم الخصوصية وتبني على المصالح المشتركة. إنها ليست زيارة بروتوكولية؛ بل رسالة واضحة مفادها أن سلطنة عُمان، بقيادة عاهل البلاد المُفدى، تواصل دورها البناء على الساحة الدولية، وتسعى لتفعيل دبلوماسية الحوار والانفتاح، في زمن تحتاج فيه الشعوب إلى مزيد من التفاهم، لا التصادم. ‎ويصادف هذا العام مرور أربعين عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية، وهو ما يضفي على زيارة جلالة السلطان طابعًا رمزيًا واحتفائيًا. أربعة عقود من التعاون والحوار البنّاء، أثمرت عن علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وتُعدّ هذه المناسبة فرصة لتجديد الالتزام من الجانبين بالمضي قدمًا نحو آفاق أرحب من التعاون الثنائي في مختلف المجالات.

ويسألونك عن "إكسبو أوساكا"
ويسألونك عن "إكسبو أوساكا"

جريدة الرؤية

time١٣-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • جريدة الرؤية

ويسألونك عن "إكسبو أوساكا"

حمود بن علي الطوقي شهدت مدينة أوساكا اليابانية انطلاقة مُبهرة لمعرض "إكسبو 2025"، الحدث العالمي الذي يشكل منصة رائدة للتبادل الثقافي والاقتصادي بين دول العالم. وقد لفت انتباهي وأنا أتابع حفل الافتتاح الرسمي المشاركة العُمانية المتميزة، سواء من حيث الحضور الرسمي الرفيع أو من خلال الجناح العُماني الذي يعكس هوية السلطنة وتاريخها وحضارتها المُتجددة. حفل افتتاح جناح سلطنة عُمان في المعرض أُقيم برعاية كريمة من صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب؛ حيث شكّل حضوره تأكيدًا على حرص القيادة العُمانية على التواجد الفاعل في مثل هذه التظاهرات العالمية. وقد كان لافتًا الحضور البارز لعدد من الشخصيات الرسمية من مُختلف القطاعات، وعلى رأسهم مسؤولون من وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، والتراث والسياحةً إضافة إلى عدد من الرؤساء التنفيذيين في الشركات الحكومية، ومُمثلين عن القطاع الخاص، أبرزهم رئيس غرفة تجارة وصناعة عُمان. في تقديري، كصحفيّ ومُراقب، أرى أن هذا الحضور المتنوع يعكس وعيًا استراتيجيًا بأهمية استثمار مثل هذه الفعاليات الكبرى كفرصة سانحة لاستكشاف آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي، ولبناء شراكات استثمارية واعدة بين السلطنة واليابان، البلد الذي يُعد من بين القوى الاقتصادية الكبرى في العالم. ومن هذا المنطلق، فإنَّ مشاركة الرؤساء التنفيذيين للشركات الحكومية لا ينبغي أن تقتصر على الحضور الرمزي أو البروتوكولي، بل أتطلع- كغيري من المتابعين- إلى أن تُترجم هذه المشاركة إلى تحرّك فعلي من خلال زيارات ميدانية يقوم بها هؤلاء المسؤولون إلى الشركات اليابانية الرائدة، كل حسب اختصاصه ومجال عمله، بهدف استكشاف الفرص الاستثمارية والتكنولوجية التي يمكن أن تكون واعدة للسلطنة، وبما يُسهم في نقل الخبرات وتعزيز القيمة المضافة داخل الاقتصاد العُماني. ولا يمكن إغفال البعد السياحي في هذه المشاركة العُمانية؛ إذ إن الجناح العُماني في "إكسبو أوساكا" يعكس بشكل جميل وذكي الملامح الطبيعية والثقافية التي تزخر بها السلطنة، وهو ما يمثل فرصة ثمينة للترويج للوجهات السياحية العُمانية، خصوصًا مع اقتراب موسم الخريف الذي يجذب آلاف الزوار سنويًا، لا سيما في صلالة والمناطق الجنوبية. لذا فإن تسويق موسم الخريف في أوساكا- وفي اليابان عمومًا- يعد خطوة بالغة الأهمية في استقطاب شريحة جديدة من السائحين الباحثين عن تجارب طبيعية وثقافية مختلفة، وهو ما يُمكن أن يفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مجال السياحة بين البلدين. وعلى مدى العشرين عامًا الماضية، بدأت السلطنة تتجه بخطى ثابتة نحو المشاركة في التظاهرات الدولية، لتبرز من خلالها قدراتها وإمكاناتها الحضارية والاقتصادية، ولا شك أن "إكسبو أوساكا" يأتي ليشكل محطة جديدة ومهمة في هذا المسار. فالسلطنة تمتلك من المقومات ما يؤهلها لأن تكون وجهة عالمية جاذبة، بدءًا من الموقع الجغرافي الاستراتيجي، مرورًا بالاستقرار السياسي، وصولًا إلى البنية الأساسية المتطورة وبيئة الاستثمار المشجعة. ومن خلال هذا المعرض، الذي يتوقع أن يستقطب أكثر من 100 مليون زائر من مختلف أنحاء العالم، أرى أن السلطنة أمام فرصة ذهبية ليس فقط لتعريف العالم بإرثها العريق، بل أيضًا للترويج لفرصها الاقتصادية والاستثمارية والسياحية، وعرض قصص النجاح التي تحققها في مختلف المجالات، خصوصًا تلك التي تستند إلى رؤية "عُمان 2040". ختامًا.. كل الشكر والتقدير للجنة المنظمة لهذا الحدث العالمي، ولجميع القائمين على المشاركة العُمانية، على ما بذلوه من جهود مشهودة في تقديم السلطنة بصورة مشرّفة؛ فمثل هذه المشاركات لا تعكس فقط الحاضر الزاهر، بل ترسم أيضًا ملامح المستقبل الطموح لعُمان في محيطها الإقليمي والدولي.

رمضان في مسقط.. بين الرياضة والثقافة
رمضان في مسقط.. بين الرياضة والثقافة

جريدة الرؤية

time١٢-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • جريدة الرؤية

رمضان في مسقط.. بين الرياضة والثقافة

حمود بن علي الطوقي يكتسب شهر رمضان في مسقط طابعًا خاصًا؛ حيث تمتزج الأجواء الروحانية بالحياة العصرية، وتتنوع الأنشطة التي تستقطب الشباب عقب صلاة التراويح. فبينما يفضل البعض متابعة الفعاليات الرياضية، يتجه آخرون إلى البرامج الثقافية التي تزدهر خلال هذا الشهر الفضيل. كانت الأندية الرياضية في مسقط تؤدي دورًا محوريًا في احتضان الشباب خلال رمضان، حيث تفتح أبوابها لتنظيم بطولات رياضية في كرة القدم والطائرة والتنس، إلى جانب المسابقات الثقافية والمطارحات الشعرية التي تُشرف عليها وزارة الرياضة والشباب. شخصيًا، كنتُ مهتمًا بالجانب الثقافي، فانضممتُ إلى نادي روي (حاليًا نادي مسقط)، أحد أبرز الأندية التي ساهمت في تنمية المواهب الشبابية. شاركتُ مع أعضاء مجلس إدارة النادي بتشجيع الأستاذ محفوظ الوهيبي رحمه الله في تنظيم الفعاليات الرمضانية، كما مثلتُ النادي في المسابقات الثقافية التي كانت تجمع مختلف الأندية، مما منحني تجربة ثرية في العمل الثقافي والتنافسي. وخلال تلك الفترة، انتشرت أيضًا فكرة الخيم الرمضانية، التي أصبحت محطة رئيسية للقاءات الاجتماعية والثقافية؛ حيث كانت تستضيف فعاليات متنوعة، من المحاضرات الدينية إلى العروض الفنية، إضافة إلى تنظيم موائد الإفطار والسحور؛ مما عزز الأجواء الرمضانية وأضفى طابعًا اجتماعيًا فريدًا على ليالي الشهر الفضيل. كما كانت الدراما العمانية والخليجية والعربية حاضرة وكانت المسلسلات التي تعرض في رمضان هادفة؛ حيث كان التلفزيون العماني يحرص على تقديم باقة متنوعة من المسلسلات المحلية والخليجية والعربية، إلى جانب البرامج الدينية والثقافية التي كانت تحظى بمتابعة واسعة. من قبل المشاهدين. ومن أكثر الفقرات التي جذبت الجمهور فوازير رمضان، والتي كانت تُقدم بنسختين: واحدة للكبار وأخرى للصغار، مما أضفى جوًا من التفاعل والتسلية. وكانت الشركات المحلية تتسابق في تقديم الجوائز للفائزين المشاركين في حل أسئلة الفوازير، مما زاد من إقبال المشاهدين عليها كجزء من برامج الترفيه الرمضاني. لقد كانت الأندية والخيم الرمضانية، إلى جانب البرامج التلفزيونية، تشكل جزءًا أساسيًا من ذاكرة رمضان في مسقط، حيث يجد كل شخص ما يناسب اهتماماته؛ سواء في الرياضة أو الثقافة أو الترفيه. وكانت هذه الأجواء غير متاحة في القرية وعندما كنت أزورُ القرية كنتُ أحدِّثُ أصدقائي عن تنوع المناشط الرمضانية في مسقط وافتقار القرية لها. واليوم، ومع تغير أنماط الحياة ووسائل الترفيه، يبقى السؤال: هل لا تزال هذه الفعاليات تُحافظ على جاذبيتها، أم أن العصر الرقمي قد أوجد بدائل جديدة لجمهور رمضان؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store