أحدث الأخبار مع #خالدبنحمدالرواحي


جريدة الرؤية
٠٧-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- جريدة الرؤية
صراع العقول
خالد بن حمد الرواحي هل نحن أمام لحظةٍ مفصليةٍ في عالم التكنولوجيا؟ مع اشتداد المنافسة بين العمالقة، تبرز الصين كلاعبٍ أساسيٍّ في إعادة رسم خريطة الذكاء الاصطناعي العالمي. لم يعد الاحتكار الغربي لهذه التقنيات أمرًا مفروغًا منه، فمع صعود ديب سيك كمُنافسٍ مباشرٍ لـChatGPT، بات المشهد التقني أكثر تعقيدًا وإثارةً للتساؤلات حول المُستقبل. خلال الأعوام الأخيرة، ضخت الصين استثماراتٍ هائلةً في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، وها هي تجني ثمار ذلك. DeepSeek R1 برهن على تفوقه ليس فقط من حيث الأداء، بل أيضًا من حيث التكلفة التشغيلية. حينما أطلق رجل الأعمال الصيني ليانغ وينفنغ شركته "ديب سيك" عام 2023 برأس مالٍ لم يتجاوز 1.5 مليون دولار، لم يكن أحدٌ يتوقع أن تتحدى شركته عمالقة الذكاء الاصطناعي. وبرغم العقوبات الأمريكية والتضييق على تصدير الرقائق المتقدمة، تمكنت الشركة من تطوير نماذج مثل DeepSeek R1 و V3 وZERo، التي لفتت أنظار المستثمرين والخبراء، وفقًا لما نشرته Forbes عام 2025. يعتمد DeepSeek R1 على 671 مليار مُعلمة، ما يمنحه قدرةً فائقةً على تحليل وفهم السياقات اللغوية. كما يتميز بقدرته على التعلم التعزيزي دون إشرافٍ بشري، ما يسمح له بتطوير نفسه تلقائيًا بمرور الوقت، بحسب تقريرٍ نشرته MIT Technology Review. لكن السؤال هنا: هل يمكنه مجاراة ChatGPT الذي يعتمد على كمياتٍ هائلةٍ من البيانات ويستفيد من دعم شركات عملاقة مثل Microsoft؟ إلى جانب الأداء، يلعب الجانب الاقتصادي دورًا جوهريًا في تحديد الفائز في هذا السباق. بينما تجاوزت تكلفة تطوير ChatGPT حاجز 100 مليون دولار، تمكنت "ديب سيك" من بناء DeepSeek R1 بميزانيةٍ لم تتجاوز 5.6 مليون دولار، مستفيدةً من اعتمادها على رقائق NVIDIA H800 ، التي تُعد أقل تكلفةً من H100 المستخدمة في ChatGPT. هذه الفجوة في التكاليف التشغيلية، التي سلطت Bloomberg الضوء عليها، قد تمنح الصين ميزةً تنافسيةً غير مسبوقةٍ في سوق الذكاء الاصطناعي. لكن الإنجازات الصينية لم تمر مرور الكرام على الأسواق المالية. فقد أدى تفوق "ديب سيك" إلى انخفاض سهم NVIDIA بنسبة 17%، متسببًا في خسائر قدرها 593 مليار دولار من قيمتها السوقية، وسط مخاوف من تراجع هيمنتها على السوق الصيني، بحسب تقرير Reuters عام 2025. هذا التطور دفع الشركات الأمريكية إلى إعادة تقييم استراتيجياتها، حيث تتجه بعض الشركات إلى تقليل تكاليف الاشتراكات وجعل خدمات الذكاء الاصطناعي أكثر تنافسية، كما أوردت The Economist. مع استمرار "ديب سيك" في تطوير تقنياتها وتوسيع نطاق استخدامها، يقترب العالم من واقعٍ جديدٍ يتسم بتعدد الأقطاب في مجال الذكاء الاصطناعي. فالصين، رغم العقوبات، أثبتت قدرتها على تقديم حلولٍ مبتكرةٍ بتكاليف أقل، ما قد يُحدث تحولًا جذريًا في ديناميكيات هذا القطاع خلال السنوات المقبلة. السؤال الذي يفرض نفسه: هل يتمكن الذكاء الاصطناعي الصيني من إزاحة الهيمنة الأمريكية، أم أن OpenAI سترد بقوةٍ من خلال إطلاق نماذج أكثر تطورًا؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف عن الفائز في هذا السباق التكنولوجي المحموم.


جريدة الرؤية
١٧-٠٢-٢٠٢٥
- أعمال
- جريدة الرؤية
القيادة التحويلية: كيف يصنع القادة المستقبل ويحفزون الابتكار؟
خالد بن حمد الرواحي في عالم الأعمال سريعِ التغير، لم تعد القيادة مجرد ممارسة تقليدية لإدارة المؤسسات، بل أصبحت عاملًا جوهريًا في تحفيز الابتكار وتحقيق التميز المؤسسي. مع تصاعد التحديات العالمية، برزت الحاجة إلى نمط قيادي قادر على تمكين الأفراد وتعزيز بيئات العمل الإبداعية. القيادة التحويلية هي نمط قيادي يُركز على تحفيز الأفراد وإلهامهم لتحقيق أداء عالٍ وابتكار مؤسسي. ووفقًا لـBass (1985)، تعتمد القيادة التحويلية على أربعة عناصر رئيسية: التأثير المثالي، والتحفيز الإلهامي، والاعتبار الفردي، والتحفيز الفكري، مما يساعد في خلق بيئة عمل تدعم الإبداع وتُحفّز الفرق على تحقيق أهداف مشتركة. بأسلوبها القائم على الإلهام، والتحفيز، والتطوير المستمر، تمثل اليوم ركيزةً أساسيةً لدفع المؤسسات نحو الابتكار والتكيف مع المتغيرات. هذا ما أكدته ورقة بحثية حديثة نُشرت لنا في فبراير 2025 بمجلة "أتلانتس" المغربية العلمية المُحكمة، حيث تناولنا أثر القيادة التحويلية على الابتكار المؤسسي. أظهرت الدراسة نتائج واضحة: المؤسسات التي تتبنى القيادة التحويلية تحقق مستوياتٍ أعلى من الكفاءة التشغيلية والابتكار المؤسسي، فقد أظهرت البيانات أن بيئات العمل التي تعتمد على هذا النهج القيادي سجلت تحسنًا في الإنتاجية بنسبة تصل إلى 30%، كما ارتفعت مستوياتُ رضا الموظفين بشكل ملحوظ نتيجةً لأساليب التحفيز والتطوير المستمر التي يوفرها القادةُ التحويليون. هذه النتائج تعكس أهمية القيادة التحويلية في بناء ثقافة تنظيمية تُمكّن الأفراد من التفكير الإبداعي وتقديم حلول متجددة. ولكن، كيف يمكن لقائدٍ أن يكون محفزًا للابتكار؟ الإجابة تكمن في قدرته على خلق بيئة تدعم التفكير الإبداعي، وتعزز العمل الجماعي، وتشجع الموظفين على اقتراح حلول جديدة. المؤسسات الناجحة مثل Google وTesla قدمت نموذجًا ناجحًا في هذا المجال، حيث مكّنت قادتها التحويليين من تحفيز الابتكار داخل فرق العمل، مما أدى إلى تطوير منتجات وخدمات غير مسبوقة. وبذلك، يتبين أن القيادة التحويلية ليست مجرد استراتيجية نظرية، بل أداة عملية تعزز الأداء المؤسسي وتدفع نحو التميز. بالطبع، تواجه المؤسسات تحديات عند تبني هذا النموذج القيادي. فقد سلطت الدراسة الضوء على بعض العقبات التي تعترض تطبيق القيادة التحويلية، مثل مقاومة التغيير ونقص برامج التدريب القيادي. فغياب بيئة تنظيمية داعمة قد يعيق جهود القادة في تطبيق هذا النمط القيادي بفعالية. لذا، أوصت الدراسة بضرورة توفير برامج تدريبية للقادة، وتعزيز ثقافة التغيير، وتبني سياسات مؤسسية تُشجع على الابتكار، لضمان الاستفادة القصوى من هذا الأسلوب القيادي. لكن القيادة التحويلية ليست مجرد نظريةٍ أكاديمية، بل هي واقع يجب أن تتبناه المؤسسات التي تسعى إلى الاستدامة والنجاح. فالمؤسسات التي تفهم أهمية الاستثمار في قادتها ستتمكن من تحفيز الابتكار، وتعزيز الكفاءة التشغيلية، وتحقيق تنافسيةٍ مستدامةٍ في سوقٍ متغير. ويصبح القادة حينها ليسوا فقط مديرين ينفذون الأوامر، بل مُلهمين، ومحفزين، وصانعي فرص. نحن أمام لحظةٍ حاسمةٍ في عالم الإدارة، حيث لم يعد كافيًا أن يكون القائد مجرد منفذ للخطط، بل يجب أن يكون عنصرًا رئيسيًا في صناعة المستقبل. القيادة التحويلية ليست ترفًا تنظيميًا، بل ضرورةٌ لبناء مؤسساتٍ قادرةٍ على المنافسة والابتكار. إنَّ المستقبل ينتمي إلى القادة الذين يدركون أن الابتكار يبدأ من الداخل، من فرق العمل التي تحظى ببيئةٍ ملهمةٍ وداعمة. والسؤال الذي يجب أن تطرحه كل مؤسسة اليوم: هل لدينا قادةٌ قادرون على إحداث هذا التحول؟


جريدة الرؤية
٠٩-٠٢-٢٠٢٥
- أعمال
- جريدة الرؤية
الذكاء الاصطناعي.. محرك القرارات الإدارية في المستقبل
خالد بن حمد الرواحي في عصر تهيمن فيه البيانات وتتسارع فيه التطورات التكنولوجية، لم يعد اتخاذ القرار الإداري مجرد عملية تعتمد على الخبرة والتقدير الشخصي فقط، بل أصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا استراتيجيًا في صياغة قرارات دقيقة وفعّالة. الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية مساعدة، بل هو قوة محورية قادرة على إعادة تعريف الإدارة وتوجيه المؤسسات نحو مستقبل أكثر ابتكارًا ونجاحًا. في ورقة بحثية حديثة نُشرت لنا في يناير 2025 بمجلة "أتلانتس" المغربية العلمية المُحكمة ، تناولنا دور الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات الإدارية ، مع التركيز على كيفية تعظيم الفوائد وتجاوز التحديات. وقد أظهرت النتائج بوضوح أن المؤسسات التي تبنّت الذكاء الاصطناعي سجلت تحسينات ملحوظة في الكفاءة التشغيلية بنسبة تصل إلى 35%، وارتفعت مستويات رضا الموظفين والعملاء بشكل كبير. تخيَّل منظومة إدارية قادرة على تحليل آلاف البيانات في ثوانٍ، واقتراح قرارات مبنية على معطيات دقيقة، والتنبؤ بالمخاطر قبل وقوعها. هذا ليس خيالًا علميًا، بل هو واقع تحققه الشركات الرائدة مثل Google وTesla، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتطوير منتجات مبتكرة وتحسين تجارب العملاء. في القطاع الحكومي، كانت تجربة سنغافورة لافتة؛ حيث أسهمت الأنظمة الذكية في تحسين تخصيص الموارد وتقليل التكاليف التشغيلية، مع تعزيز رضا المواطنين. وللتغلب على هذه التحديات، أشارت الدراسة إلى أن الحل يبدأ من الإنسان، بتأهيل العاملين وتزويدهم بالمهارات اللازمة لاستخدام الأنظمة الذكية بكفاءة. هذا الاستثمار في العقول لا يقتصر على رفع الكفاءة، بل يُمكّن المؤسسات من تحقيق أقصى استفادة من التكنولوجيا الحديثة. في الوقت نفسه، لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحقق أثره المطلوب دون بنية تحتية قوية تدعمه. لذلك، أكدت الدراسة ضرورة تعزيز البنية التكنولوجية لضمان دمج سلس وفعال لهذه التقنية في العمليات اليومية. أما الجانب الأخلاقي، فهو لا يقل أهمية، إذ شددت الدراسة على أهمية وضع قوانين واضحة تحمي البيانات وتضمن استخدامها بشفافية، لتبني الثقة في التكنولوجيا وتعزيز مصداقيتها. لكن، كما هو الحال مع أي تحول كبير، لا تخلو الطريق من التحديات. الورقة البحثية أشارت إلى أن ارتفاع تكاليف تنفيذ الأنظمة الذكية ونقص الكفاءات المتخصصة في التعامل معها يمثلان أبرز العقبات. كما يبرز بُعد أخلاقي مهم يتعلق باستخدام البيانات وحمايتها. والذكاء الاصطناعي ليس مجرد رفاهية تكنولوجية؛ بل هو ضرورة حتمية للمؤسسات التي تطمح للبقاء في صدارة المنافسة. المؤسسات التي تفهم كيف تستثمر في هذه التقنية ستتمكن من تعزيز قدراتها، وتقليل التكاليف، وتحقيق نمو مستدام. وعندما نلقي نظرة على المؤسسات الأكثر نجاحًا، نجد أن الذكاء الاصطناعي لم يكن فقط أداة تقنية، بل شريكًا استراتيجيًا. الورقة البحثية التي استند إليها هذا المقال ليست مجرد تحليل أكاديمي، بل هي دعوة مفتوحة للمؤسسات العربية للبدء في رحلة التحول الرقمي. الذكاء الاصطناعي يحمل وعودًا لا حدود لها، لكنه يتطلب قيادة واعية ورؤية استراتيجية لتحقيق التغيير المطلوب. والتغيير لا يبدأ من التقنية وحدها؛ بل من القادة الذين يعرفون كيف يستثمرونها لتحويل مؤسساتهم، فمن يُتقن توظيف الذكاء الاصطناعي اليوم، يصنع قرارات أفضل ويؤسس لمستقبل أكثر إشراقًا.