أحدث الأخبار مع #خديجة


فيتو
منذ 18 ساعات
- منوعات
- فيتو
تعليم دمياط يحصد كأس التميز في مبادرة "العقول الخضراء"
توجت مديرية التربية والتعليم بمحافظة دمياط بكأس التميز والتفوق على مستوى الجمهورية ، ذلك في خطوة تضاف إلى سجل إنجازاتها المتميزة، ضمن فعاليات مبادرة "العقول الخضراء"، التي تهدف إلى تعزيز الوعي البيئي والممارسات المستدامة بين الطلاب. مدرسة السيدة خديجة تتصدر المشهد جاء هذا التتويج بفضل الأداء الاستثنائي لمدرسة السيدة خديجة للتعليم الأساسي التابعة لإدارة دمياط الجديدة، والتي تمكنت من اقتناص المركز الأول على مستوى الجمهورية في المرحلة الإعدادية ضمن المبادرة. تهنئة رسمية من وكيل الوزارة وهنأ ياسر عمارة، وكيل وزارة التربية والتعليم بدمياط، جميع المشاركين من مختلف الإدارات التعليمية بالمديرية، موجهًا تحية خاصة لمدرسة السيدة خديجة على تفوقها اللافت. كما أعرب عن تقديره للدكتورة إيناس عبد الخالق، مدير عام الشؤون التنفيذية، علاء ناشد النادي، موجه عام التربية الاجتماعية، وفريق توجيه عام التربية الاجتماعية، لما بذلوه من جهود ملموسة في سبيل تحقيق هذا النجاح. تأكيد على الريادة والوعي البيئي يعكس هذا الإنجاز حجم العمل الجاد والالتزام الذي تبديه مديرية تعليم دمياط في غرس مفاهيم التنمية المستدامة والابتكار البيئي بين صفوف الطلاب، ويؤكد تقدم المديرية في تبني المبادرات الوطنية الرائدة. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


الرياض
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- منوعات
- الرياض
وسائل ومراكز الإعلام في عهد النبوَّة
الإعلام في اللغة مشتق من الفعل أعلم يعلم إعلاماً، أي قام بالإخبار لغيره، تقول العرب أعلم فلاناً الخبر، أي أخبره به، والإعلام في اللغة يأتي بمعنى التبليغ والإيصال والتبيين، فأبلغ وأوصل وبيّن الخبر أي أشاعه ونشره بين الناس. والإعلام من جهة الوسائل المستخدمة فإنه صاحب ظهور الإنسان منذ نشأته، ومنذ أن بدأت البشرية تتعرف فيما بينها، وتتبادل الأفكار والمعلومات، ومع مرور الزمن والتطور الذي شهده الفكر الإنساني تطور الإعلام وتطورت وسائله، فتحولت من وسائل بدائية (النار والدخان) إلى وسائل متطورة تولَّدت عن الثورة العلمية والصناعية التي شهدها العالم، الجدير بالذكر أن ممارسة الإعلام تعزَّزت منذ ظهور الأديان السماوية ومحاولة دعوة وإقناع الناس من خلال وسائل وأساليب مختلفة. ورغم بدائية وسائل الاتصال والتواصل بين الناس في عهد النبوَّة إلا النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم استخدموا وسائل ومراكز إعلامية كثيرة ومتعددة في تبليغ رسالة الإسلام، ودعوة الناس لدين الحق، فلم يترك النبي صلى الله عليه وسلم وسيلة للتواصل إلا استخدمها، ولم يفوت فرصة سانحة إلا استغلها، استقبل الوفود، وتحدث في المجالس، وخاطب الناس سراً وعلانية، في السراء والضراء، في الشدة والرخاء، ودعاهم لدعوة الحق لإخراجهم من الظلمات إلى النور. اتسمت دعوته صلى الله عليه وسلم بعدة مراحل إعلامية، فبدأ بدعوة أهل بيته رضوان الله عليهم، ثم الأقرب فالأقرب، وممن آمن به في هذه المرحلة خديجة بنت خويلد، وعلي بن أبي طالب، وأبو بكر الصديق، رضي الله عنهم جميعاً. ولأن هذه المرحلة تقتضي أخذ الكثير من الحيطة والحذر من الناحية الإعلامية في نشر أي دين جديد، بحكم تعصب الناس لعبادة الأصنام من جهة، وجبروت سادة قريش في تلك الفترة من جهة أخرى، فقد اتخذ -صلى الله عليه وسلم- من دار الأرقم بن أبي الأرقم مركزاً إعلامياً سرياً، ينشر منه دعوة الإسلام، ويعلِّم فيه من آمن به من الصحابة رضي الله عنهم الدين، طيلة مدة تقارب ثلاث سنوات قبل الجهر بالدعوة. بعد الجهر بالدعوة، والهجرة النبوية إلى المدينة المنورة، بدأت الدولة الإسلامية تثبِّت أركانها، وترسي أسسها، فبرزت وسائل إعلامية أخرى عديدة، كالوفود الخارجية والداخلية، وكتبه -صلى الله عليه وسلم- إلى الملوك وسادة القبائل، وصلح الحديبية، ورسله وبعوثه وولاته صلى الله عليه وسلم قبل وبعد فتح مكة المكرمة، وحجة الوداع... إلى غير ذلك من مظاهر ممارسة الإعلام بوسائل متنوعة. وفي دور وجهد إعلامي بارز بذل الصحابة والصحابيات رضوان الله عليهم الغالي والنفيس لإيصال دعوة الإسلام إلى الناس، وبيان مبادئ الإسلام، وأحكامه، وآدابه، فكانوا يسمعون من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يفوتون مجلساً من مجالسه، فيبلغون ذويهم بما سمعوا، ومنهم من كان يسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم صباحاً ويعود مساء إلى أهله فيعلمهم ما تعلم. كما برزت مراكز إعلامية كثيرة أيضاً، ومن أهم هذه المراكز الإعلامية عاصمة الدولة الإسلامية المدينة المنورة، إضافة إلى مكة المكرمة، والبصرة، والكوفة، والشام، ومصر، إضافة إلى الأماكن التي وصل إليها الصحابة رضوان الله عليهم، كاليمن، والأندلس، والمغرب، وخراسان، وقروين وغيرهم كثير، ويعتبر الصحابة الذين هاجروا إلى أرض الحبشة إبَّان عهد النبوَّة بإذن من رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أول وفد إعلامي خارج الجزيرة العربية. الإعلام لم يظهر من مرحلة الجرائد والصحف والمجلات والتلفاز والمواقع الإلكترونية وصولاً إلى مواقع التواصل الاجتماعي اليوم، بل هو قديم قدم الإنسان ظهوراً وممارسة ووسائل ومراكز، ولكنه تطور مع تطور حياة الإنسان نفسه.


الرياض
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- منوعات
- الرياض
خطيب المسجد النبوي: السيرة النبوية دستور حياة ومنهج إصلاح شامل للبشرية
تحدّث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالباريء بن عواض الثبيتي عن سيرة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - بوصفها منهجًا ودستورًا يصلُحُ بها حالُ البشرية جمعاء في كل زمان ومكان، وتمثّل رسالة تنبضُ بالحياة، تُحيي القلوب والضمائر، وترسّخ مباديء العدل والرحمة والمساواة، وتُلغي كل تفاضُلٍ زائف بين البشر قائمٌ على العِرق أو المال أو اللون أو الجِنس، وتمنحُ البصيرة في زمن الفتن. وأوضح الشيخ عبدالباريء الثبيتي في خطبة الجمعة من المسجد النبوي اليوم، أن سيرة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - تُمثّل رحلة مفعمة بالدروس من المهد إلى اللّحد، من خلوته في غار حِراء حيث بدأ الوحي، إلى مِنبر المدينة حيث أُعلنت الرسالة، من يُتمٍ وابتلاءٍ إلى ريادةٍ وتمكين، من أول نداءٍ بالعلم: "اقرأ" إلى آخر وصية خالدة،"الصلاة الصلاة، وما ملكت أيمانُكُم". ويسرد إمام المسجد النبوي السيرة العظيمة لنبي الرحمة والهدى - صلى الله عليه وسلم - مبينًا أنه وُلِد يتيمًا، لكن اليُتم ليس ضعفًا، وإن بدا في ظاهره حرمانًا، فهو حافزٌ للنبوغ، ودافعٌ للتوكُّل على الله أولًا، ثم الاعتماد على النفس بثقة وثبات، فحطن يلتقي اليُتم بالإرادة، يتحوّل إلى شعلة تضيء الطريق، وهذا ما تجلّى في سيرة النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -، وسِيَر العُظماء قبله وبعده، فكم من يتيم خطّ اسمه في سجلّ الخالدين، وارتقى بالإيمان، وتسلّح بالعلم، وسما بالعمل، حتى أصبح من روّاد النهضة، وصُنّاع الحضارة، وبين أن النبي - عليه الصلاة والسلام - تزوّج خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها-، فكان زواجًا أُسّس على حبٍّ صادقٍ، ووفاءٍ ثابت، ومودة ورحمة، وشراكة صادقة، وأي بيت تُبنى دعائمه على هذه القيم النبيلة، لا تهزّه العواصف، ولاتفته الخلافات، ولا ينهار أمام أتفه الأسباب. وأضاف: وفي سن الأربعين، وبينما كان النبي يختلي بنفسه في غار حراء، متأملًا في ملكوت الله، نزل عليه جبريل عليه السلام، يحملُ أعظم نداءٍ سَمعتهُ البشرية: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" نداءٌ لم يكن مجرد أمرٍ بالقراءة، بل إعلانٌ لميلادِ أمة، شعارها القراءة باسم الله، ومنهجُها العلم، وحِصنُها الإيمان، فبدأت الرسالة الخالدة بـ "اقرأ" لِتؤسّس إنسانًا يعي، وعقلًا يُفكّر، وقلبًا يؤمن، وأمة تنهضُ على نورٍ من الوحي. وتابع فضيلته بقوله، عاد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى بيته، وقد ارتجف جسدُه من هول أول لقاء بالوحي، فلم يجِد مأوىً أحنُّ ولا أصدقَ من حضن خديجة - رضي الله عنها-، فاحتوته بسكينة المرأة الحكيمة، وثبات القلبِ المُحبّ، وقالت كلمتها الخالدة التي سكنت قلبه، وبدّدت خوفه: "كلا، أبشر، فوالله لا يُخزيك الله أبدًا، إنك لتصِلُ الرّحِم، وتصدُقُ في الحديث، وتحمل الكلَّ، وتُقريء الضيف، وتُعين على نوائب الحقّ"، وبناء على ذلك لن يُخزي الله أبدًا، من سار على هدي نبيّه، فجعل الإحسان طريقه، والرحمة خُلُقه، والنبوّة قدوته. وأضاف الشيخ عبدالباريء الثبيتي أن المنهج النبوي في الدعوة كان مؤسسًا على التوجيه الإلهي: "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ" فانطلقت دعوته بكلمة طيبة تلامسُ القلوب، وصبرٌ جميلٌ يغلبُ الصُّدود، يردُّ على الجهل بالحِلم، ويقابل القسوة بالرفق، كانت دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم- رحمة تسري، لا سطوة تُفرض؛ قال تعالى: "وَمَآ أَرْسَلْنَٰكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَٰلَمِينَ"، رحمة بالحائر، ورفقٌ بالجافي، وحِلمٌ على من أساء، حتى في أشدّ المواقف، لم يُقابل الجهل بجهلٍ، ولا الغِلظة بغِلظة، بل قاد القلوب إلى الله باللين، وفتح المغاليق بالمحبة. وذكر أن زمننا هذا كثُرت فيه الأصوات، وارتفع فيه الجدل، وقلّ فيه الأسلوبُ الحكيم، ونحن في أمسّ الحاجة للعودة إلى ذلك المنهج النبوي الراشد، منهجٌ يُخاطب العقول بالحكمة، والقلوب بالرحمة، ويدعو إلى الله برفقٍ يُحيي، لا بغلظةٍ تُنفّر. وبيّن إمام وخطيب المسجد النبوي أنه إذا تحدثنا عن خُلُق النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، فلن توفيه الكلمات قدره؛ فهو خُلُق تجسّد، ورحمة تمشي، فكان الصفحُ عنده سجيّة، والكرم عادة، والتواضع طريقًا، وكان يعفو عمن ظلمه، ويصلُ من قطعه، ويُُكرم من أساء إليه، يُواسي الحزين، ويمسح على رأس اليتيم، ويَرحمُ الصغير، ويوقِّر الكبير، لا يُفرّق بين غنيٍ وفقير، يجلس بين أصحابه، يُصغي إليهم ويؤانسهم، كأنه واحدٌ منهم، ومع ذلك كانت له هيبة تملأ النفوس، ومحبةٌ تأسر القلوب. وتابع قائلًا، كان عليه الصلاة والسلام قائدًا يُربّي الرجال على الإيمان والصِدق، وحاكمًا يُدير دُفة أمة، ويُقيم أركان حضارة، وزوجًا حنونًا يرعى شؤون بيتِه بمحبة ومسؤولية، وعبدًا شكورًا يقوم بين يدي ربه في جوفِ الليل حتى تتفطّر قدماه، ومُصلحًا حكيمًا يُداوي عِلل المجتمع بالرحمة والعقل والبصيرة، وفي كل جانب من هذه الجوانب، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - نموذجًا فريدًا، ومُعلمًا للقدوة والاقتداء. وذكر أنه في حجته الأخيرة، وقف النبي - صلى الله عليه وسلم - على صعيد عرفات، تُحيطُ به أمواج من القلوب المؤمنة، أكثر من مئة ألف نفسٍ، تُنصت بخشوعٍ، لِتشهد أعظم بيانٍ عرفه التاريخ. وأورد الشيخ الدكتور عبدالباريء الثبيتي ما تضمنته خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، مبينًا أنه رسم فيها للأمة خارطة الطريق، وحدّد فيها معالم البقاء وعوامل العزّ، وأعلن فيها المساوا ة بين البشر، وأبطل كل تفاضُلٍ زائفٍ قائمٌ على النَسَب أو المال أو اللون أو الجنس، وغَرَس في القلوب ميزانًا ربانيًا واحدًا هو التقوى، ثم أوصى بالنساء خيرًا، وحذّر من الظُلم، وذكّر بحرمة الدماء والأعراض، وأرسى مبادئ العدل والرحمة، وختم عليه الصلاة والسلام خطبته العظيمة، بوصيةٍ خالدة، هي حبل النجاة، ودستورُ الفلاح في الدنيا والآخرة، فقال: " تركتُ فيكم أمرين؛ لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما: كتابُ الله، وسُنّتي". وأضاف أنه بعد أن بلّغ النبي -صلى الله عليه وسلم- الرسالة، وأدى الأمانة، وربّى أمة، وأقام حضارةً، اشتد عليه المرض في أيامه الأخيرة، لكنه لم يغفل عن أمته، بل كانت آخر وصاياه: "الصَّلاة الصَّلاة وما ملكت أيمانكم"، لعِظمِ شأنها، وجلالة قدرها. وختم إمام وخطيب المسجد النبوي خطبة الجمعة مُذكرًا بوفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ خرج إلى الناس في لحظاته الأخيرة، يتأمّلهم بعين المحبة، وكأن قلبهُ يطوفُ بهم مودّعًا، ثم عاد إلى بيته، وأسلم روحه الطاهرة في حِجر عائشة - رضي الله عنها، وارتجّت المدينة، لكن نوره لم ينطفئ، وسُنتهُ لم تَغِبْ، بل بقيت حية في قلوب المؤمنين راسخة في حياة الأمة، فمات الجسدُ، لكن بقي الأثر، وبقيت الأمانة في أعناق هذه الأمة، ليسيروا على هديه، ويحيوا سُنّته، ويُبلّغوا رسالته للعالمين، فمن أحبّ النبي حقًا، فليقتفِ أثره، وليُحيي سُنته في نفسه وأهله ومجتمعه، فالمحبة الصادقة ليست ادعاء باللسان، بل اتباع بالأفعال.


صحيفة سبق
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- منوعات
- صحيفة سبق
في خطبة الجمعة.. إمام المسجد النبوي يستعرض دروسًا خالدة من حياة النبي الكريم
تحدّث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي عن سيرة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - بوصفها منهجًا ودستورًا يصلُحُ بها حالُ البشرية جمعاء في كل زمان ومكان، وتمثّل رسالة تنبضُ بالحياة، تُحيي القلوب والضمائر، وترسّخ مبادئ العدل والرحمة والمساواة، وتُلغي كل تفاضُلٍ زائف بين البشر قائمٌ على العِرق أو المال أو اللون أو الجِنس، وتمنحُ البصيرة في زمن الفتن. وأوضح الشيخ عبدالباري الثبيتي في خطبة الجمعة من المسجد النبوي اليوم، أن سيرة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - تُمثّل رحلة مفعمة بالدروس من المهد إلى اللّحد، من خلوته في غار حِراء حيث بدأ الوحي، إلى مِنبر المدينة، حيث أُعلنت الرسالة، من يُتمٍ وابتلاءٍ إلى ريادةٍ وتمكين، من أول نداءٍ بالعلم: "اقرأ" إلى آخر وصية خالدة،"الصلاة الصلاة، وما ملكت أيمانُكُم". ويسرد إمام المسجد النبوي السيرة العظيمة لنبي الرحمة والهدى - صلى الله عليه وسلم - مبينًا أنه وُلِد يتيمًا، لكن اليُتم ليس ضعفًا، وإن بدا في ظاهره حرمانًا، فهو حافزٌ للنبوغ، ودافعٌ للتوكُّل على الله أولًا، ثم الاعتماد على النفس بثقة وثبات، فحطن يلتقي اليُتم بالإرادة، يتحوّل إلى شعلة تضيء الطريق، وهذا ما تجلّى في سيرة النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -، وسِيَر العُظماء قبله وبعده، فكم من يتيم خطّ اسمه في سجلّ الخالدين، وارتقى بالإيمان، وتسلّح بالعلم، وسما بالعمل، حتى أصبح من روّاد النهضة، وصُنّاع الحضارة. وبين أن النبي - عليه الصلاة والسلام - تزوّج خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها-، فكان زواجًا أُسّس على حبٍّ صادقٍ، ووفاءٍ ثابت، ومودة ورحمة، وشراكة صادقة، وأي بيت تُبنى دعائمه على هذه القيم النبيلة، لا تهزّه العواصف، ولاتفته الخلافات، ولا ينهار أمام أتفه الأسباب. وأضاف: وفي سن الأربعين، وبينما كان النبي يختلي بنفسه في غار حراء، متأملًا في ملكوت الله، نزل عليه جبريل عليه السلام، يحملُ أعظم نداءٍ سَمعتهُ البشرية: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" نداءٌ لم يكن مجرد أمرٍ بالقراءة، بل إعلانٌ لميلادِ أمة، شعارها القراءة باسم الله، ومنهجُها العلم، وحِصنُها الإيمان، فبدأت الرسالة الخالدة بـ "اقرأ" لِتؤسّس إنسانًا يعي، وعقلًا يُفكّر، وقلبًا يؤمن، وأمة تنهضُ على نورٍ من الوحي. وتابع بقوله، عاد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى بيته، وقد ارتجف جسدُه من هول أول لقاء بالوحي، فلم يجِد مأوىً أحنُّ ولا أصدقَ من حضن خديجة - رضي الله عنها-، فاحتوته بسكينة المرأة الحكيمة، وثبات القلبِ المُحبّ، وقالت كلمتها الخالدة التي سكنت قلبه، وبدّدت خوفه: "كلا، أبشر، فوالله لا يُخزيك الله أبدًا، إنك لتصِلُ الرّحِم، وتصدُقُ في الحديث، وتحمل الكلَّ، وتُقريء الضيف، وتُعين على نوائب الحقّ"، وبناء على ذلك لن يُخزي الله أبدًا، من سار على هدي نبيّه، فجعل الإحسان طريقه، والرحمة خُلُقه، والنبوّة قدوته. وأضاف الشيخ عبدالباري الثبيتي أن المنهج النبوي في الدعوة كان مؤسسًا على التوجيه الإلهي: "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ" فانطلقت دعوته بكلمة طيبة تلامسُ القلوب، وصبرٌ جميلٌ يغلبُ الصُّدود، يردُّ على الجهل بالحِلم، ويقابل القسوة بالرفق، كانت دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم- رحمة تسري، لا سطوة تُفرض؛ قال تعالى: "وَمَآ أَرْسَلْنَٰكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَٰلَمِينَ"، رحمة بالحائر، ورفقٌ بالجافي، وحِلمٌ على من أساء، حتى في أشدّ المواقف، لم يُقابل الجهل بجهلٍ، ولا الغِلظة بغِلظة، بل قاد القلوب إلى الله باللين، وفتح المغاليق بالمحبة. وذكر أن زمننا هذا كثُرت فيه الأصوات، وارتفع فيه الجدل، وقلّ فيه الأسلوبُ الحكيم، ونحن في أمسّ الحاجة للعودة إلى ذلك المنهج النبوي الراشد، منهجٌ يُخاطب العقول بالحكمة، والقلوب بالرحمة، ويدعو إلى الله برفقٍ يُحيي، لا بغلظةٍ تُنفّر. وبيّن إمام وخطيب المسجد النبوي أنه إذا تحدثنا عن خُلُق النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، فلن توفيه الكلمات قدره؛ فهو خُلُق تجسّد، ورحمة تمشي، فكان الصفحُ عنده سجيّة، والكرم عادة، والتواضع طريقًا، وكان يعفو عمن ظلمه، ويصلُ من قطعه، ويُُكرم من أساء إليه، يُواسي الحزين، ويمسح على رأس اليتيم، ويَرحمُ الصغير، ويوقِّر الكبير، لا يُفرّق بين غنيٍ وفقير، يجلس بين أصحابه، يُصغي إليهم ويؤانسهم، كأنه واحدٌ منهم، ومع ذلك كانت له هيبة تملأ النفوس، ومحبةٌ تأسر القلوب. وتابع قائلًا: كان عليه الصلاة والسلام قائدًا يُربّي الرجال على الإيمان والصِدق، وحاكمًا يُدير دُفة أمة، ويُقيم أركان حضارة، وزوجًا حنونًا يرعى شؤون بيتِه بمحبة ومسؤولية، وعبدًا شكورًا يقوم بين يدي ربه في جوفِ الليل حتى تتفطّر قدماه، ومُصلحًا حكيمًا يُداوي عِلل المجتمع بالرحمة والعقل والبصيرة، وفي كل جانب من هذه الجوانب، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - نموذجًا فريدًا، ومُعلمًا للقدوة والاقتداء. وذكر أنه في حجته الأخيرة، وقف النبي - صلى الله عليه وسلم - على صعيد عرفات، تُحيطُ به أمواج من القلوب المؤمنة، أكثر من مئة ألف نفسٍ، تُنصت بخشوعٍ، لِتشهد أعظم بيانٍ عرفه التاريخ. وأورد الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي ما تضمنته خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، مبينًا أنه رسم فيها للأمة خارطة الطريق، وحدّد فيها معالم البقاء وعوامل العزّ، وأعلن فيها المساواه بين البشر، وأبطل كل تفاضُلٍ زائفٍ قائمٌ على النَسَب أو المال أو اللون أو الجنس، وغَرَس في القلوب ميزانًا ربانيًا واحدًا هو التقوى، ثم أوصى بالنساء خيرًا، وحذّر من الظُلم، وذكّر بحرمة الدماء والأعراض، وأرسى مبادئ العدل والرحمة، وختم عليه الصلاة والسلام خطبته العظيمة، بوصيةٍ خالدة، هي حبل النجاة، ودستورُ الفلاح في الدنيا والآخرة، فقال: " تركتُ فيكم أمرين؛ لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما: كتابُ الله، وسُنّتي". وأضاف أنه بعد أن بلّغ النبي -صلى الله عليه وسلم- الرسالة، وأدى الأمانة، وربّى أمة، وأقام حضارةً، اشتد عليه المرض في أيامه الأخيرة، لكنه لم يغفل عن أمته، بل كانت آخر وصاياه: "الصَّلاة الصَّلاة وما ملكت أيمانكم"، لعِظمِ شأنها، وجلالة قدرها. وختم إمام وخطيب المسجد النبوي خطبة الجمعة مذكرًا بوفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ خرج إلى الناس في لحظاته الأخيرة، يتأمّلهم بعين المحبة، وكأن قلبهُ يطوفُ بهم مودّعًا، ثم عاد إلى بيته، وأسلم روحه الطاهرة في حِجر عائشة - رضي الله عنها، وارتجّت المدينة، لكن نوره لم ينطفئ، وسُنتهُ لم تَغِبْ، بل بقيت حية في قلوب المؤمنين راسخة في حياة الأمة، فمات الجسدُ، لكن بقي الأثر، وبقيت الأمانة في أعناق هذه الأمة، ليسيروا على هديه، ويحيوا سُنّته، ويُبلّغوا رسالته للعالمين، فمن أحبّ النبي حقًا، فليقتفِ أثره، وليُحيي سُنته في نفسه وأهله ومجتمعه، فالمحبة الصادقة ليست ادعاء باللسان، بل اتباع بالأفعال.


هبة بريس
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- هبة بريس
خديجة الصديقي تستحضر ذكرى زوجها الراحل بعد انتهاء العدة (صورة)
هبة بريس-إ.السملالي شاركت خديجة الصديقي، زوجة الراحل هشام، تدوينة مؤثرة عبر حسابها على 'إنستغرام'، تعلن فيها عن انتهاء عدتها بعد مرور أربعة أشهر وعشرة أيام على فَقْد زوجها، الذي وصفته بـ'سندي فالحياة'. وكتبت خديجة: 'اليوم ساليت العدة… ولكن هشومي باقي حي فقلبي، فدعائي، فكل تفصيلة من حياتي.'، داعيةً الله أن يرحمه ويجعل مثواه الجنة بلا حساب ولا عذاب. وتحدثت الصديقي عن قساوة الأيام التي مرّت بها، قائلة إنها واجهت الحزن والصمت ونوبات الألم بالفاتحة والدعاء والذكريات الجميلة، متمسكة بعبارة: 'قدر الله وما شاء فعل، هدي هي سنة الحياة وكلنا ليها.' في خضم هذه المعاناة، عبّرت خديجة عن امتنانها الكبير لعائلتها التي كانت سندًا لها، ولأمّها التي وصفت حضنها بأنه 'دواء يهدّي الروح'، كما شكرت أخواتها في الله وكل من واساها بكلمة طيبة أو دعاء، مؤكدة أن بعض الرسائل كان لها أثر عميق لدرجة إسقاط الدموع. وختمت رسالتها بدعاء نابع من القلب: 'رجاي الكبير من الله: ربي يجمعني بيه فالجنة ويصبرني حتى نلقاه.