أحدث الأخبار مع #داربتانة


بوابة الأهرام
٠٥-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- بوابة الأهرام
تلك الأيام إبراهيم عبد العزيز ..الراهب
عشق الكاتب إبراهيم عبد العزيز حياة الأدباء والمبدعين مخلصا لسيرتهم، وأوراقهم الخاصة بما تبوح به من اسرار تتأبى على النسيان، مكرسا حياته وما زال متعه الله بالصحة والعافية كراهب فى دير مفتوح على السماء أو بستانى يتولى حدائق المبدعين: طه حسين، يحيى حقي، توفيق الحكيم ،ونجيب محفوظ باحثاً ومحققا فى أوراقهم ووصاياهم بدأب وإخلاص نادرين، لا يجنى من وراء ذلك إلا رائحة زكية لأفكار مبدعينا الكبار ينثرها فى فضاء الإبداع، بعد أن عزت قيمة الأفكار واخلت الطريق لمن يجيدون اقتناص المادة بضراوة. يعكف إبراهيم عبد العزيز فى صومعته يقرأ ويكتب، يبحث ويدقق ليطلع علينا بين وقت وآخر بكتاب يحمل أسرار حياة المبدعين الفكرية والعقلية من خلال رسائلهم الخاصة وما تحمله من لحظات فرح وحزن، نجاح وإخفاق، يفعل ذلك بناء على نصيحة الكاتب الكبير يحيى حقي: يا إبراهيم أريدك أن تتخصص فى أدب الرسائل. جاءت معظم كتبه عن رسائل المبدعين، أصدر: رسائل خاصة جدا، والملف الشخصى لتوفيق الحكيم، واشترك مع نهى ابنة يحيى حقى فى إصدار كتابين: يحيى حقى ذكريات مطوية، ورسائل يحيى حقى إلى ابنته نهي، ثم أصدر الأوراق المجهولة للدكتور طه حسين، وكذلك ايام العمر رسائل خاصة بين طه حسين وتوفيق الحكيم، ورسائل طه حسين، ورسائل أنيس منصور. والكاتب إبراهيم عبد العزيز مواليد 1959 عازف عن الشهرة والأضواء، بدأ حياته الصحفية بحوار أجراه مع توفيق الحكيم نشر فى مجلة المصور لكن ما احزنه أن الحوار نشر دون اسمه، ما جعله يشكو ألمه لتوفيق الحكيم، ثم احضر له عددا من نسخ المجلة وكتب اسمه على الحوار، وقام كاتبنا الراحل بالتوقيع عليها إرضاء له. ومنذ ذلك اليوم صار إبراهيم عبد العزيز قريباً من قلب وعقل الحكيم، ظل الأديب الكبير ينظر نظرة خاصة إلى هذا الصحفى الشاب الذى يعانى حياة قاسية فى عمله، يتقاضى عليه أقل القليل وفوق ذلك يحرمونه من كتابة اسمه، حتى فتح له باب بيته فى جاردن سيتى يلتقى به كل يوم سبت من الساعة العاشرة صباحاً إلى الثالثة عصراً يناقشه فى الفكر والسياسة والأدب، ولا يبخل عليه بحكاياته عن رجالات عصره. وقد عرفت زينب ابنة توفيق الحكيم مكانة إبراهيم عبد العزيز عند والدها وزيارته التى لم تنقطع فى أثناء مرضه، فاختصته بأوراق عصفور الشرق. عكف إبراهيم عبد العزيز أيضا على أوراق طه حسين الخاصة يعيد تنظيمها وتبويبها ثم أصدر لنا كتاب: طه حسين وثائق مجهولة فى أربعة أجزاء عن دار بتانة. سألت إبراهيم عبد العزيز: كيف حصلت على هذه الأوراق؟ أجاب: بدأت القصة حينما التقيت الدكتورة منى الزيات حفيدة طه حسين من ابنته أمينة وكانت أستاذة فى الجامعة الأمريكية، فوجئت بأنها تخصص مكانا كبيراً فى فيلتهم بالمعادى لأوراق العميد وكتبه وصوره والمجلات والصحف التى كتب فيها والتى كتبت عنه أيضا، الدكتور طه حسين كان يحتفظ بكل ما كتب عنه حتى المقالات التى تهاجمه، وكانت حفيدته تحفظ كل ذلك وتحافظ عليه. هذه السيدة - يرحمها الله - كانت فى منتهى الكرم، حين رأت شغفى بكل ورقة ولمست حرصى عليها، منحنتى هذه الأوراق والخطابات الخاصة، حوالى أربع حقائب كاملة رحت أفحصها وأرتبها سعيدا بهذا الكنز الذى لا يقدر بمال. اقترب إبراهيم عبد العزيز أيضا من يحيى حقى ونجيب محفوظ ، وسجل ليالى صاحب نوبل فى شبرد خلال مجلدين كبيرين، وأجرى معه حوارات طويلة فى جلسات ممتدة تحدث خلالها محفوظ عن حياته وأساتذته وكتب له مقدمة أحد كتبه. يبدو إبراهيم عبد العزيز فى عصرنا كناسك متبتل فى معبد الثقافة، ناسك يعبد الله غير مشغول بالآخرين، لا ينتظر ما يمنحونه من تقدير حقيقى أو زائف، مراهنا على المستقبل الذى سيذكر دوره الكبير فى الحفاظ على تراث كبار مبدعينا وأوراقهم الخاصة، مع عرضها بكل أمانة وإخلاص.


الدستور
١٢-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- الدستور
بدء فعاليات صالون الأربعاء الثقافي للمبدعات المصريات (صور)
بدأت قبل قليل فعاليات صالون الأربعاء الثقافي لإبداع المرأة المصرية، بحضور الكاتبات رضوى الأسود، هناء متولي، وهبة البدهيلي، وتدير الندوة الكاتبة الروائية والبرلمانية ضحى عاصي. قالت الروائية ضحى عاصي في معرض تقديمها للندوة: "هذه هي الندوة الثانية للصالون الثقافي، الذي شهد نجاحًا منذ اللحظة الأولى من تدشينه". من جهتها، قالت الكاتبة الروائية رضوى الأسود: "وُلدت في بيت به مكتبة ضخمة لوالدي، الكاتب والناقد والسيناريست، الذي كان من أوائل المساهمين في إنشاء ورشة الزيتون، كونه عضوًا في حزب التجمع". وتابعت الأسود: "كانت المكتبة مليئة بأعمال نجيب محفوظ، إلى جانب كتب النقد والسيناريو، وكتب النقد الديني وغيرها. كنت مع والدي مثل ظله، فكنت دائمًا ما أقابل في وقت مبكر جدًا أغلب أصوات المشهد الثقافي والفني، كان والدي هو الخيط الذي يربطني بالمشهد الثقافي، لكن بعد رحيله انقطعت علاقتي به إلى أن جاء عام 2008، حيث وجدت نفسي إحدى عضوات جروب أدبي وبدأت في كتابة الشعر". وأضافت: "في عام 2009، كتبت أول أعمالي الروائية حفل المئوية، وذهبت بها إلى عدد من الكتاب، منهم إبراهيم عبد المجيد ويوسف زيدان، لأتعرف على آرائهم حول كتابتي، تلقفها الأستاذ إبراهيم عبد المجيد، ونشرها عبر دار نشر الياسمين. وبعد ذلك، نشرت روايتي التالية عبر إحدى دور النشر البيروتية". وأوضحت: "في عام 2011، انخرطت تمامًا في كتابة المقال السياسي عبر صحيفة البديل آنذاك. وفي عام ٢٠١٥، تزامن ذلك مع مرور 100 عام على مذابح الأرمن، وهذا ما دفعني لكتابة أهم رواياتي بالأمس كنت ميتًا، التي استغرقت كتابتها عامين. كانت هذه الرواية سببًا في شهرتي، ونُشرت عام 2020 عبر الدار المصرية اللبنانية". وتابعت: "انتقلت بعد ذلك إلى منطقة أخرى في الكتابة، حيث ألفت كتاب رحلة بين أسطورة التناقضات، وهو رحلة في سيرة سيد قطب، وكان الهدف منه إظهار أوجه السلفية والتشابه بينها وبين الجماعة المحظورة. ثم انتقلت إلى تأليف أديان وطوائف مجهولة، الذي صدر عام 2018 عن دار بتانة، وبعده جاءت رواية خداع واحد ممكن، التي نُشرت أيضًا عن دار بتانة". وأشارت الأسود إلى أن هذه الرواية تناولت الوسط الثقافي والأدبي، وأضافت: "ثم جاء كتاب سيرة حليم بين الماء وبين النار عن دار كتوبيا". وختمت الأسود حديثها قائلة: "أما آخر عملين، فقد نُشرا عبر دار العين، وهما يونيفرس وأوجه عديدة للموت".

مصرس
٠٩-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- مصرس
المصريون ساخرون بطبعهم
بدأ محسن يونس الكتابة فى فترة السبعينيات، ولكن لم يفكر فى جمع ما كتب فى كتاب إلا فى 1980، وكانت مجموعة قصصية بعنوان «الأمثال»، وكان ذلك متأخرا عن أقرانه من نفس الجيل، ومنهم الأساتذة: جار النبى الحلو، محمد المنسى قنديل، المرحوم يوسف أبو رية، وإبراهيم عبد المجيد، لذلك جاء حصوله على جائزة معرض القاهرة الدولى للكتاب فى الرواية، عن نصه «جزيرة هاموش» الصادرة عن دار بتانة للنشر، مفرحًا للكثيرين، إلا أن «يونس» يصفه ب «نصف فرحة» ويضيف: «الأوضاع من حولنا، وكذا ما يراد بنا بعد تصريحات «ترامب»، وما يحاك ضدنا يجعل كل أفكارنا تتجه تلقائيا إلى ما يحدث». وفى العام 1989 صدرت له مجموعة ثانية بعنوان «الكلام هنا للمساكين»، وفى العام 1992، مجموعة «الأمثال فى الكلام تضئ»، ورواية «يوم للفرح».. ثم توالت إبداعاته ومنها رواياته «حلوانى عزيز الحلو»، و«بيت الخلفة»، و»خرائط التماسيح»، و»حسن السماع» و«طيب المقام»، و»منام الظل»، و»منطق الزهر»، و»فراش أبيض». كما قدم عدة أعمال للأطفال.فى روايته التى حصدت الجائزة، يبنى محسن عالما فانتازيا مستندا على الواقع داخل مدينة ساحلية، ونابضًا بشخصيات تبحث عن الكنز فى جزيرة تمنح خيراتها لمن يطؤها، فى مستوى أول للتلقي، تطرح الرواية فكرة الثروة التى جاءت بالصدفة دون تعب حقيقي، وكيف يمكن أن تغير من سلوكيات البشر ويعلق محسن قائلا: القول المأثور: «النفس أمارة بالسوء» والثروة التى تأتى دون مجهود بالصدفة إذا كان استعداد الشخص نفسه ليس متزنا، أمام هذه الصدفة، فإن سلوكه ستصيبه سلسلة من عدم الاتزان العاطفى واضطراب السلوك، ربما هى حالة أقرب إلى ما نسميه جنون العظمة، واضطراب الفعل نتيجة لعدم القدرة على التصرف السليم تجاه أى حدث خارجى عن الشخص المصاب بهذه الحالة، ومع هذا فإن محاصرة العمل الروائى فى هدف واحد غير صحيحة، كأن المؤلف يكتب موضوعا إنشائيا، وينتظر الإثابة عليه بدرجة من عشر درجات، النص لا بد أن يذهب بعيدا تتعدد رؤياه، ومجازاته، وتأويلاته.ونصه يذهب بعيدا بالفعل، الشخصيات الخمسة الرئيسية بتركيباتهم النفسية الهشة، متفاعلين مع أحداث قد تبدو وليدة الصدفة، لكنها تعكس فعلا وجوديا وإنسانيا عميقا، يكرس لتحولات الحياة، بين الناس وربما بين الدول أيضًا، ويقول محسن: الشخصيات الرئيسية خمسة، وهذا يؤكد بعدنا عن البطل الفرد، وإحلال محله الفعل الجمعى، أنا أميل إلى النظر للأحداث من زاوية المجتمع، سواء كان ما فى سلوك الأفراد الجمعى والتعامل والصراع من سلبية أو إيجابية.وقد اختار أن يضع ذلك فى قالب من «الفانتازيا» النابعة من الواقع ومحملة بتفاصيل البيئة التى خرجت منها، وهو ما يتفاعل معه محسن قائلا: «الفانتازيا» فى تعريفها البسيط هى «الخيال» وربما من أجل ذلك أرى أن التعبير والكتابة من خلال الشكل الواقعى لا يؤديان إلى كتابة مفارقة، يمكنها أن تحبس أنفاس القارئ، وهو يتابع أحداث العمل الروائى، ثم إنها تساعد النص والقارئ فى نفس الوقت على اكتشاف نقاط التأويل، وانفتاح عالم من المتعة عندئذ لأن هذا يحترم ذكاء القارئ، ويجعله فى رضا عن نفسه لأنه مشارك بشكل ما فى إنشاء ما يمكن أن يكون ناقصا فى النص كمادة مكتوبة مصمتة، «الفانتازيا» تفتح أبواب الخيال، وتأخذ بيد القارئ، هذه وجهة نظرى التى أعمل على تدعيمها بالكتابة فى هذا الاتجاه.نسأله: لغة الحكى ساخرة فى العموم، لغة فصيحة قوية محملة بتفاصيل روح العامية.. كيف ترى تعاملك مع اللغة فى هذا النص؟اللغة فهى حالة يأتى بها النص كأنها ثوبه الخاص الذى يبرز تميزه، وفى نفس اللحظة يلبى ما فى أفكار الكاتب من رؤية، لا بد بالطبع أن توجد من خلال لغة، الشخصيات فى النص أيضا ليست مخترعة، ولكنها من واقع ما، وواقعنا تمتلئ جنباته بالسخرية فى تعاملنا اليومى مع بعضنا البعض، أثناء صراعنا مع مرتكزات الحياة، السخرية طبع متأصل فى روح شعبنا، فلماذا إذن يتخطاه الفعل الكتابى؟!- ما الأوجه التى حملتها «المرأة» فى روايتك فى عالم من الرجال الباحثين عن الثروة؟هى الراعية فى كل الحالات، فعلها إيجابى، فهى التى تطبخ وتهدهد وتطيب النفوس عند الملمات، وهى أيضا من تقوم على ما يحفظ حياة الجماعة فهى تقوم على حفظ «التموين» وتوزيعه بشكل عادل، المرأة فى كتاباتى إيجابية جدا، ولا تخضع لهذه الرؤية التى تراها ضعيفة الجناح، لا يمكن الاعتماد عليها فى تدبير الأمور، لذا نراها فى النص هى الوحيدة التى ظهر لها حجم الخطورة فى الاستمرار على وضع اكتناز الذهب، ونسيان العودة إلى الديار، لذا كانت فى التخيل الفانتازى لا بد من إزاحتها، وكأننا أمام فعل وقول أن السالب يمكنه أن يزيح الإيجابى فى لحظة ما مرتبطة بعوامل كثيرة منها شهوة التملك، ومنها اضطراب المعايير فى مجتمع ما.