أحدث الأخبار مع #دنيانا


فيتو
١٦-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- فيتو
ميثاق شرف للتواصل الاجتماعي
لا مفر من وضع ميثاق شرف يجبر على الالتزام به كل صناع المحتوى ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.. فيديو على يوتيوب، يتحدث بكل الفحش والفجور عن أدق تفاصيل الحياة شديدة الخصوصية لممثلة شهيرة جدا، رغم رحيلها عن دنيانا منذ عقود من الزمان! الفيديو استخدم أحط الألفاظ، واتهم رئيسا مصريا سابقا بما يؤدي إلى تشويه صورته العظيمة، ويهبط بسمعته إلى الدرك الأسفل، ويشهد الله والملايين والتاريخ على أنه ينافس أولياء الله الصالحين في الشرف والنزاهة. فيديوهات وبوستات كثيرة تناولت أزمة الإعلامية بوسي شلبي مع أولاد زوجها، أو طليقها، الراحل، الفنان محمود عبد العزيز، دونما أدنى اهتمام بمشاعر أطراف النزاع، وخصوصياتهم.. وللحق فإن هناك من تناول الأزمة بشكل محترم، يفيد من يطالع أو يتابع ذلك المحتوى. ولا ننسى ما واكب انتخابات مجلس نقابة الصحفيين من إساءات بالغة، وتبادل للاتهامات، وتدنٍ لمستوى لغة الحوار. والأمثلة أكثر من أن تحصى. هذا عن صناع المحتوى، أما عن التعليقات فحدث ولا حرج، لا أدب.. لا ضمير.. لا حياء، ولا حول ولا قوة إلا بالله. ميثاق الشرف الذي أقترحه يجب أن يستند إلى الآية الكريمة من سورة النور: "إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ". هذه الآية كلما مررت عليها تهزني من الداخل، وتمس شغاف القلب، فالمولى، سبحانه وتعالى، يصف من يستخدم ألفاظا جارحة، وتعبيرات خارجة عن حدود الأدب، ويردد الشائعات دون أن يدقق في صدقيتها من عدمه، ويخوض في أعراض الناس، ويتقول عليهم بما ليس فيهم، ويوجه الاتهامات والشتائم لمن يعرف ومن لا يعرف، بأنه (يحب أن تشيع الفاحشة في الذين ٱمنوا). الوصف مرعب لمن يتفكر ويتدبر، والعقاب: عذاب أليم، ليس في الٱخرة فقط، بل في الدنيا والآخرة معا. لنسرح بخيالنا قليلا؛ ما هي حدود العذاب الأليم في الدنيا والآخرة؟! معلوم أن الجزاء من جنس العمل، فهل يقبل أحدنا أن تكون الفاحشة عنده هو؟! في شخصه أو في أسرته، أو أبنائه؟! بالطبع لا.. فلنلتزم بميثاق الشرف الذي تحدده الٱية الكريمة. أما الآية الشريفة من سورة الحجرات، والتي تقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ"، فتحذر من سوء الظن والتجسس والغيبة، وهي أمراض مجتمعية ابتلينا بها، يكاد لا يسلم منها إلا أقل القليل. إننا بحاجة ماسة إلى تطبيق لائحة شرف يقوم على وضعها إعلاميون وقانونيون وعلماء الدين، وتربيون، وعلماء النفس والاجتماع.. وتشرف على تطبيقها وضمان عدم الخروج عليها الهيئات الرسمية والنقابات في الصحافة والإعلام والداخلية والمؤسسة الدينية.. وأولا وأخيرا الأسرة! كفانا نبشا للقبور، ولنرتفع بحواراتنا، ونترفع عن الشتائم، والحديث فيما لا يعنينا. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


بديل
١١-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- بديل
قراءة نقدية في أدب علويّة صبح: الجسد، الذاكرة، وتفكيك الخطاب الأبوي
بينما تتنفس المدنُ من تحت ركامها، وتنسج الحروبُ خيوطًا من الألم، هناك من يكتبُ جسدَها بدمٍ وحبرٍ، ويجعلُ من الذاكرةِ معركةً مفتوحةً، تصطخبُ فيها أرواحُ الأبطال المهزومين. في عالمها، حيث الكلماتُ ليست فقط أدواتٍ للبوح، بل سيوفٌ تقطعُ الخوف وتُشعلُ الحرية، تقف علويّة صبح، كعاشقةٍ للألم، كمناضلةٍ بالكلمات، لتعيدَ تشكيلَ العوالم من جديد. هي التي كتبتِ الذاكرةَ بلا مساحاتٍ ضائعة، ولا عيونٍ مغلقة؛ جسدٌ ينبضُ بين السطور، ذاكرةٌ تكتُبُ الحروبَ وتسترجعُ الحُلمَ. هنا، لا تُكتَبُ الرواية في إطاراتِ الزمان والمكان، بل في قلبِ الوجود نفسه، حيث يذوبُ الحبرُ في جسدِ الأنثى الذي لا يلين، ويصبحُ النصُّ أرضًا تُزرعُ فيها الأسئلةُ ولا تُجابُ، وتُسقى بالدموع التي لم تُعِفْها الذاكرة. كتبت علويّة صبح نساءً لا يسكنّ الظلال، بل يقتحمنَ النورَ بحضورهنّ، يحملنَ أوجاعَهنّ كراياتٍ، ويطوِّرنَ سردًا لا يَخضع للواقع بقدر ما يتجاوزه إلى ما هو أكثرُ حيويةً: أن تكتبَ الأنثى قصّتها بنفسها. في هذا المقال، سنسافرُ معًا عبر عوالم علويّة صبح، حيث لا تسرد الحكايةُ فقط، بل تندلعُ الأحداثُ من عمقِ الجسدِ والذاكرة، وتستدعي الأسئلةَ الكبيرة التي لا نهايةَ لها، لتظلّ مفتوحةً أمام كلّ من يجرؤ على أن ينظر إلى ما وراء السطور. تُعتبر علويّة صبح من أبرز الكاتبات العربيات اللواتي نجحن في تحويل الرواية إلى أداة للتفكيك الاجتماعي والثقافي، مستفيدةً من الكتابة النسوية التي تجسد فيها الجسد والذاكرة كمساحاتٍ مُنشئةٍ للمعنى. أعمالها الروائية، مثل 'نوم الأيّام' و 'مريم الحكايا' و 'دنيانا' و 'اسمه الغرام'، لا تتناول المرأة كما في الأدب التقليدي، بل تقدمها كفاعلةٍ في تشكيل التاريخ الثقافي والاجتماعي، بل والمقاومة الثقافية ذاتها. تُعتبر معالجة الجسد في كتابات صبح إحدى أهم النقاط التي تميز أعمالها الأدبية. ففي 'دنيانا'، يُصبح الجسد ليس مجرد مُتلقٍ للأحداث، بل هو نقطة انطلاق لفهم الهوية الأنثوية العربية في سياق الحرب والضياع الاجتماعي. الجسد الذي تطرحه صبح، ليس جسدًا ضحيّة أو موضوعًا للمتعة، بل هو حقلٌ مستباحٌ للقهر، وأداةٌ للمقاومة. الكاتبة تتعامل مع الجسد كفضاء معرفيّ، حيث يُصبح الوعي بالألم والندوب الجسمانية مُستودعًا للذاكرة الجمعية. في أعمالها، لا يُقدّم الجسد كجسد منفصل، بل كجزء من الكائن الذي يمرّ بتجربة القهر الثقافي والاجتماعي. هذا الجسد يحمل في طياته فترات من الألم والتحرر في آنٍ واحد. كما أنّه ليس مجرد وسيلة للتعبير عن الهويات أو القيود الجنسية، بل مساحة تساهم في تحطيم الجدران التي تقيمها العادات والتقاليد. في هذا السياق، يمكن ربط أعمال صبح بمقاربة جوديث باتلر حول الجسد بوصفه 'أداة للمعرفة والتفاعل مع السلطة'، حيث أنّ الجسد لا يكون فقط مجالًا للسيطرة والرقابة، بل يُصبح نقطة اشتباك مع القيم الاجتماعية المُهيمنة. صبح في هذا الإطار لا تكتفي بنقد الجسد التقليدي، بل تقدم لنا جسدًا يتحدث، يتجسد فيه الفعل الاجتماعي، ويصارع الظلم الثقافي. في رواياتها، توظف علويّة صبح الذاكرة كأداة رئيسية في سرد الأحداث، مُبدعةً آلية فنية تدمج بين الشخصي والجمعي. فمن خلال استحضار الماضي، لا تسعى فقط لاسترجاع الذكريات، بل لخلق نصوص تُمثل ردًّا على محو الهويات الجماعية، خاصة في ظل الصراعات والحروب. في 'مريم الحكايا'، نجد أن الذاكرة ليست مساحة للعيش في الماضي فقط، بل هي عملية بناء متواصلة، حيث تتداخل الذاكرة الخاصة مع الذاكرة الجماعية؛ فتجارب النساء الشخصية تصبح جزءًا من لحظات تاريخية شاملة، لتشكيل هويةٍ جديدة من خلال القراءة المُعاشة للذكريات. الذاكرة هنا ليست سلعة مستهلكة، بل هي كائن حي يعيد تشكيل ذاته بناءً على اللحظات الصادمة. الرواية تصبح في هذا المعنى سردًا لهدم البناء التقليدي للتاريخ الذي عادة ما يُعتمد على الخطاب الذكوري. استعادة الذاكرة في أعمال صبح هي وسيلة لتفكيك التاريخ الرسمي، الذي في الغالب يغفل التفاصيل النسائية. فهنا، تتحدّث البطلات عن الحروب والانكسارات، وليس كملحقات للسرد الذكوري، بل كصوت مركزي ينتزع الحق في التحدث عن الذات الجمعية. لذا، يمكن اعتبار كتابة صبح ذاكرة مُعاد تشكيلها، أكثر من كونها ذاكرة جماعية تقليدية، لتشكل رؤية أخرى للتاريخ المغمور بالعنف والتمثيل الزائف. تفكيك الخطاب الأبوي هو أحد المحاور التي تميز سرديات علويّة صبح. ففي 'اسمه الغرام'، تسعى صبح إلى تفكيك المفاهيم التقليدية المرتبطة بالأنوثة والرجولة، بما في ذلك التصورات الثقافية المتأصلة التي تحدد أدوار النساء في المجتمع. تبتكر الكاتبة شخصيات نسائية متعددة الأبعاد، يتم تحريرهن من قبضة الأيديولوجيات السائدة التي تسجنهن في أدوار النمطية. إنّ حضور الشخصيات النسائية في رواياتها ليس في إطار التقليدي للمرأة المطيعة أو المُطيّبة، بل تمثّل هذه الشخصيات نساءً يتنقلن بين الأدوار الاجتماعية، ولا يعترفْن بالأيديولوجيات التي تلزمهن بتقليد صورة المرأة التقليدية. هذا التمرد على الخطاب الأبوي في أعمالها يسير جنبًا إلى جنب مع التخلص من الصوت الراوي الأوحد، الذي عادة ما يُقيد الحرية السردية. الروايات تتعدد فيها الأصوات لتسمح للمجتمعات المهمشة بتقديم تفسيرها الخاص، بعيدًا عن تصورات السلطة. أعمال علويّة صبح تُعدّ محوريّة في الأدب العربي المعاصر، ليس فقط لما تطرحه من قضايا اجتماعية وسياسية تتعلق بالمرأة، بل لأنّها تُعيد ترتيب العالم من خلال لغة جديدة، فيها الجسد والذاكرة يتناغمان مع السرد ليقدما نصًّا يتحرّر من التقاليد الأدبية السائدة. بينما يُظهر الجسد في سردها تحوّلات اجتماعية وذاتية، تساهم الذاكرة في إعادة تعريف الهويات السياسية والجماعية. إضافة إلى ذلك، فإنّ تفكيك الخطاب الأبوي في رواياتها يُنقض تمامًا النسق الاجتماعي الذي يهمّش المرأة ويحصرها في أطر ضيقة. صباحًا، ستظلّ أعمال علويّة صبح تتحدّث عن الأنثى التي كانت في ظلّ الرجل، والتي خرجت الآن لتروي تجربتها الخاصة من خلال ألسنة الحروف، مُتحديةً بذلك كلّ الأسوار الثقافية والاجتماعية التي سعت لتقييدها.


الدستور
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- رياضة
- الدستور
الأهلي أعور وسط عميان.. أبرز مأثورات صالح سليم في ذكرى رحيله
في مثل هذا اليوم، رحل عن دنيانا رجل لا ينسى واسمه لا يمحى من ذاكرة المصريين، بل والعرب جميعًا الكابتن صالح سليم، المايسترو الذي بنى مجدًا لا يتكرر في تاريخ الرياضة المصرية. ولد صالح سليم في 11 سبتمبر 1930 بالمنوفية، ليبدأ رحلة من العطاء النادر والإنجازات الفارقة انضم لناشئ الأهلي 1944، ولعب أول مباراة ودية مع الفريق الأول 1948 أمام المصري وأحرز هدف الفوز، ليفرض اسمه مبكرًا كأحد أعمدة الفريق، ويدخل سجل القادة التاريخيين للنادي. مباراته الرسمية الأولى جاءت أمام يونان الإسكندرية في الدوري العام، وفاز الأهلي بهدفين منها انطلقت مسيرته الذهبية مع الفريق الأحمر، حيث توج معه بـ 19 لقبًا محليًا، منها 11 دوريًا و8 بطولات لكأس مصر وعلى المستوى الفردي أحرز 78 هدفًا في الدوري و14 في الكأس ويظل رقمه القياسي التاريخي مسجلًا باسمه حين سجل 7 أهداف في مباراة واحدة أمام الإسماعيلي عام 1958. لمع اسمه دوليًا مع منتخب مصر منذ 1950، وكان قائدًا للمنتخب المتوج بكأس الأمم الأفريقية عام 1959 بالقاهرة، وشارك في أولمبياد روما عام 1960. وخاض تجربة احترافية قصيرة مع جرازر النمساوي 1963، لكنه عاد سريعًا بعد 4 أشهر بسبب عدم التأقلم، ليختتم مسيرته كلاعب عام 1966، في مباراة أخيرة ضد الطيران. إلى جانب الكرة، أتم دراسته الجامعية وحصل على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة 1962، ثم خاض تجربة سينمائية ناجحة في فيلم الشموع السوداء، ليبرهن أن الموهبة لا تحدها حدود، وأن السينما كانت لتكسب نجمًا فريدًا لو قرر الاستمرار. لكن صالح اختار طريق الإدارة، وتولى منصب مدير الكرة بالأهلي عام 1971، واستقدم المجري هيديكوتي، ثم دخل مجلس إدارة النادي 1972، ورغم خسارته في انتخابات 1976، عاد بقوة ليصبح أول لاعب يتولى رئاسة الأهلي عام 1980، وهو المنصب الذي حوّله فيه إلى مؤسسة رياضية شامخة. في عهده، حصد الأهلي 12 لقب دوري، و7 بطولات قارية متنوعة، وحقق رقمًا قياسيًا بالفوز بالدوري 7 مرات متتالية. لم يتردد في اتخاذ قرارات صعبة مثل إيقاف حسام حسن عامًا كاملًا، أو خوض القمة بالناشئين في 1985. ورغم صراعه مع المرض في سنواته الأخيرة، لم يشعر أحدًا بآلامه، وظل يسافر إلى لندن للعلاج سرًا تحت غطاء متابعة أعماله التجارية. في 6 مايو 2002، أسدل الستار على حياة "المايسترو"، لكن صدى إنجازاته لا يزال يتردد في جدران التتش. من أقواله الخالدة: "النادي الأهلي ملك لمن صنعوه، ومن صنعوه هم مشجعوه". "الأهلي أعور وسط عميان". "الخطيب يشبه بيليه ومارادونا واعتزل في الوقت المناسب". "اللاعب الجيد بدون أخلاق جيدة لن يستمر".


الجمهورية
١٨-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الجمهورية
وزير الثقافة ينعى سليمان عيد:فنان متميز ترك بصمة مليئة بالبهجة
قال الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة: "رحل عن دنيانا فنان متميز استطاع أن يترك بصمة واضحة مليئة بالبهجة في وجدان المشاهدين، فاستطاع بأدائه الشيق البسيط، وعفويته التي عشقها جمهوره، أن يصبح صوتًا للبساطة الشعبية المصرية في أنقى صورها. وتقدم وزير الثقافة بخالص العزاء إلى أسرة الفنان الراحل، وأصدقائه، ومحبيه، داعيًا الله أن يتغمده برحمته الواسعة، وأن يُلهمهم الصبر والسلوان. والفنان سليمان بدأ مشواره الفني في تسعينيات القرن الماضي، وشارك في عدد كبير من الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية، تميز فيها بخفة دمه وحضوره المتفرد، وعلى الرغم أن أغلب أدواره جاءت في إطار كوميدي، إلا أنه استطاع أن يقدم خلالها شخصيات متنوعة، وأثبت قدرته على أداء الأدوار الجادة.


الدستور
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الدستور
«خروج العرب من التاريخ»: قراءة فى كتاب مُهم «2»
قدّمنا فى مقال سابق لكتاب مهم، بل بالغ الأهمية، هو كتاب «خروج العرب من التاريخ»، للمفكر والعالم الاقتصادى التقدمى د. «فوزى منصور»، الذى رحل عن دنيانا عام 2014 عن عمر يناهز 87 عامًا، بعد أن أثرى الحياة السياسية والأكاديمية والعمل الوطنى بعطاءٍ رفيع المستوى، يأتى فى صدارته هذا الكتاب، الذى يُمكن اعتباره تشريحًا بالغ الصدق والشمول لأوجاع وأدران الوطن العربى، وضع فيه المؤلف يده على سبب البلاء، وأس الجراح، وأيضًا سُبل الشفاء، ووسيلة علاج عالمنا العربى من أوجاعه ونكباته. والميزة الأساسية للكتاب هى جرأته فى طرحه التساؤلات الجوهرية الماسّة بالواقع الراهن المُتدهور، وبما يدفع إلى التفكير بعمق فى وضع الأمة العربية الحرج وفى آفاق مستقبلها. فضلًا عن تحليله الجرىء الصارم لأسباب التخلّف الذى حاصرنا، وعناصر الجمود التى كبّلت أوطاننا، بهدف تنوير الرأى العام بطبيعة التحديات الكبرى التى تواجه المنطقة العربية، مُضمنًا رؤاه دعوة حارة لإحداث تطوير فكرى شامل لأوضاعنا، وبما يجعلنا قادرين على تغيير أحوالنا إلى الأفضل، وتحريك واقعنا الجامد فى مختلف المجالات. وتعبير «الخروج من التاريخ» فى عُرف الكاتب الكبير لا يعنى الموت الإكلينيكى وانزياح المجموعة الإنسانية الكامل من الوجود، إذ يكفى لأمة أن تفقد السيطرة على إدارة شئونها، وتترك «المقادير» تتلاعب بوجودها ومصيرها، وتدع الآخرين يرسمون لها خطوط مسيرتها، ويُديرون لمصلحتهم أمور حياتها، حتى تفعل الأيام بها مفاعيل «الخروج من التاريخ»، إذ يجرى تهميش وجودها، وتكبيل حركتها، وإجبارها على تنفيذ الأوامر والتعليمات، التى لا تخدم بالأساس سوى أعدائها، فتتحول إلى كيان مفعول به، بلا إرادة أو مقدرة.. مُتلقى لا فاعل، تُحركه الرياح الخارجية حيثما تشاء دونما قدرة على الاعتراض. فما هى أسباب وملامح حالة «الخروج من التاريخ» إذن، كما يراها المؤلف؟!. يُشير المؤلف إلى الواقع المُتَخَلِّف من إرث المرحلة الاستعمارية التى تركت آثارًا سلبية بالغة العُمق على البنية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للدول العربية كافة، كسبب رئيسى فى بؤس أحوالها الراهنة، ويرصد مجموعة من الملامح، تصف حالة «الخروج من التاريخ»، أبرزها ظاهرة التخلّف الحضارى الشامل على أغلب الأصعدة: الاقتصادية والتكنولوجية والفكرية والثقافية والاجتماعية والسياسية، الأمر الذى قاد إلى سيطرة الجمود الفكرى عليها، وكرَّسَ غياب التفكير النقدى المُستقل، لصالح ما يُمكن تسميته بـ«عبادة الماضى»، والاعتماد على الأفكار الجاهزة والموروثات البالية دون تمحيص، مما شلَّ القدرة على فهم الواقع والتكيُّف معه، والنجاح فى الانتصار على تحدياته. ويعتبر الكاتب أن الاستبداد الفكرى والسياسى، وغياب الديمقراطية وتجاوز الإرادة الشعبية، تمثل عائقًا أساسيًا أمام التقدّم والتطوّر، ويولى اهتمامًا مُستحقًا لدور الأنظمة السياسية، الحاكمة والمُتَحَكِّمة، فى الواقع العربى، فى تكريس التخلّف، وقمع الحريات، وإضعاف المؤسسات، ومنع تطبيق القانون، وإعاقة المشاركة الفعّالة للمواطنين فى صنع القرار. كما يرصد دور حالة التشرذم، والانقسام، والضعف التى تعانى منها الدول العربية، وتجعلها عاجزة عن مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية، وتزيد من تبعيتها للقوى الكبرى، على المستويات كافة «سياسيًا، واقتصاديًا، وثقافيًا»، الأمر الذى أضعف الهوية العربية المُستقلة، وجعلها أكثر هشاشة فى مواجهة رياح «العولمة» والتغريب، وأدى إلى تقويض القدرة على بناء مسار ثقافى وتنموى ذاتى ومُستقل. واعتبر المؤلف أن التخلّف العلمى والتكنولوجى، والتأخر المزرى فى أوضاع التعليم الحديث والبحث العلمى المُتقدم، فى بلادنا، إحدى أبرز علامات «الخروج»، بالنظر إلى القفزات الهائلة التى قفزتها هذه المجالات فى العقود الماضية. وأضاف، إلى ما تقدم من عوامل، عناصر أخرى لا تقل سلبية على الواقع العربى، منها الصراعات والحروب ومسلسل الاقتتال الأهلى، والتطرّف الدينى، والإرهاب العقائدى، والصراعات العرقية والتوترات المذهبية، «والتى شاهدنا آثارها المدمرة فى السودان وليبيا وسوريا واليمن وغيرها من البلدان العربية»، وكذا الإفراط فى الاعتماد على النفط فى الدول البترولية كمصدر أوحد للدخل، وانتشار الفساد والمحسوبية وسوء الإدارة، وتردى أوضاع التعليم والصحة.. إلخ. ويضع الكاتب ما يُشبه «الروشتة العلاجية» لأحوال مجتمعاتنا، ولاستعادة دورها التاريخى الضائع، ولـ«رجوعها إلى التاريخ»، قبل فوات الأوان، فى مقدمة بنودها وجوب القيام بـعملية «إصلاح شامل وعميق» تطال جميع جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والإسراع فى بناء دولة القانون والمؤسسات، المُرتكزة على سيادة القانون، واحترام حقوق الإنسان، وتعزيز دور المؤسسات المستقلة، والسعى الجاد من أجل تفعيل المشاركة الشعبية وتحقيق الديمقراطية كشرط أساسى للتقدم والتطور، كما يُلح فى الدعوة إلى الاستثمار فى التعليم والبحث العلمى والابتكار التكنولوجى لبناء قاعدة معرفية قوية، تستند إليها أوطاننا فى سعيها لتخطى واقعها الحرج الراهن. ثم يُضيف الدكتور «منصور» عاملًا آخر بالغ الأهمية، لعله الآن يبدو شديد الإلحاح أكثر من أى وقت مضى، لمقاومة ما يُحيط بالأمن الوطنى والقومى من تهديدات ومخاطر، هو تعزيز الوحدة والتكامل العربيين، حيث يرى أن تجاوز حالة التجزئة، والعمل على تحقيق قدر من التكامل والتعاون العربى هو ضرورة لمواجهة التحديات المشتركة واستعادة الدور الفاعل فى العالم.