logo
#

أحدث الأخبار مع #ديانبيانفو

7 مايو 1954 .. عندما حطّم الفيتناميون أسطورة فرنسا الاستعمارية!
7 مايو 1954 .. عندما حطّم الفيتناميون أسطورة فرنسا الاستعمارية!

اليمن الآن

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • اليمن الآن

7 مايو 1954 .. عندما حطّم الفيتناميون أسطورة فرنسا الاستعمارية!

‏اكتملت في 7 مايو 1954 هزيمة الفرنسيين الكبرى في فيتنام في معركة "ديان بيان فو" باستسلام جماعي لقواتهم بما في ذلك قياداتها وعلى رأسهم الجنرال كريستيان دي كاستريس. رفع الجنود الفيتناميون علمهم الأحمر فوق "التل رقم 1"، حيث كانت تتمركز القيادة العسكرية الفرنسية، وانتهت معركة "ديان بيان فو" الحاسمة في حرب الهند الصينية الأولى. ‏هذه المعركة الشهيرة دارت بين قوات رابطة تحرير فيتنام المعروفة اختصارا باسم "فيت مين" بقيادة الجنرال فو نغوين جياب، والقوات الفرنسية بقيادة الجنرال كريستيان دي كاستريس. هذه المعركة استمرت من 13 مارس إلى 7 مايو 1954. اعتقد قائد القوات الفرنسية العام في الهند الصينية الجنرال هنري نافار أنه نصب فخا محكما للفيتناميين بإقامة قاعدة محصنة في موقع استراتيجي في وادي ديان بيان فو، قرب الحدود مع لاوس، إلا أن الفخ تحول إلى مقبرة. سارعت القوات الفيتنامية إلى محاصرة القاعدة الفرنسية بقوات بلغ عددها 80 ألف جندي، معززة بمدفعية ثقيلة تمكن الفيتناميون من نقلها عبر تضاريس وعرة بطريقة مبتكرة تمثلت في فكها ونقلها على شكل قطع. بدأ الهجوم الفيتنامي في 13 مارس وقصفت مدفعيتهم بشكل مكثف التحصينات الفرنسية واستهدفت مهبط الطائرات، ما تسبب في تعطيل الإمدادات الفرنسية من الجو. ركز الفيتناميون تكتيكاتهم العسكرية على حفر الخنادق والتقدم في موجات بشرية متتالية. نجحوا في دفع الفرنسيين إلى الخلف وتقلصت المساحة التي يسيطرون عليها إلى أقل من 2 كيلو متر مربع. نفذ الفيتناميون هجومهم الأخير في 7 مايو 1954 وتمكنوا من تدمير مركز القيادة الفرنسية بواسطة تفجير تحت الأرض. الجنرال الفرنسي كريستيان دي كاستريس صرخ وقتها في اتصال بالراديو محذرا بقوله: "العدو على وشك اختراق الحصن المركزي"، إلا أن الأمر كان قد انتهى، وسيطر الفيتناميون بحلول الساعة الرابعة من مساء ذلك اليوم على الموقع. استسلم ما تبقى من القوات الفرنسية ووقع في الأسر أغلبها، فيما فر عدد قليل من الجنود إلى لاوس. انتهت معركة "ديان بيان فو" بمقتل 2293 عسكريا فرنسا، وأسر 10998 آخرين. بعد استسلام الحامية الفرنسية، اقتيد الأسرى سيرا على الأقدام إلى معسكرات خاصة بعيدة في الشمال، فيما سمح الفيتناميون للفرنسيين بإجلاء جرحاهم المصابين بجروح خطيرة وكان عددهم كبيرا. صدمة الهزيمة أمام من كانوا يوصفون بأنهم "عصابات من المتوحشين" كانت كبيرة، وزادت في اليوم التالي بانطلاق محادثات السلام في جنيف، إيذانا بانتهاء الاستعمار الفرنسي للهند الصينية الي تواصل لقرن من الزمن. معركة "ديان بيان فو" كانت علامة بارزة على فشل الخطط الفرنسية التي اعتمدت على التفوق الجوي والتحصينات الثابتة والاستهانة بقدرات الخصم. الهزيمة في هذه المعركة الشهيرة مرغت هيبة فرنسا في التراب وكانت البداية لانهيار نفوذها الاستعماري في مناطق أخرى، علاوة على كونها ضربة قاضية لوجودها في آسيا. صحيفة لوفيغارو قالت حينها في وصف تلك الهزيمة المذلة: "غطى الصمت سهل ديان بيان فو، وتفرق من بقي من الجنود الفرنسيين بين الأدغال"، فيما وصف القيادي الجزائري فرحات عباس معركة "ديان بيان فو" بأنها معركة الشعوب المستعمرة الحاسمة. الجنرال فو نغوين جياب كشف بكلمات قليلة سر الانتصار الفيتنامي على جيش أوروبي أكثر تدريبا وتسليحا بقوله: "مفردة الخوف غير موجودة في التفكير العسكري الفيتنامي".

تفجير تحت الأرض.. لحظة حسمت مصير جيش كان 'لا يُقهر'
تفجير تحت الأرض.. لحظة حسمت مصير جيش كان 'لا يُقهر'

أخبار مصر

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • أخبار مصر

تفجير تحت الأرض.. لحظة حسمت مصير جيش كان 'لا يُقهر'

تفجير تحت الأرض.. لحظة حسمت مصير جيش كان 'لا يُقهر' اكتملت في 7 مايو 1954 هزيمة الفرنسيين الكبرى في فيتنام في معركة 'ديان بيان فو' باستسلام جماعي لقواتهم بما في ذلك قياداتها وعلى رأسهم الجنرال كريستيان دي كاستريس.رفع الجنود الفيتناميون علمهم الأحمر فوق 'التل رقم 1″، حيث كانت تتمركز القيادة العسكرية الفرنسية، وانتهت معركة 'ديان بيان فو' الحاسمة في حرب الهند الصينية الأولى.هذه المعركة الشهيرة دارت بين قوات رابطة تحرير فيتنام المعروفة اختصارا باسم 'فيت مين' بقيادة الجنرال فو نغوين جياب، والقوات الفرنسية بقيادة الجنرال كريستيان دي كاستريس. هذه المعركة استمرت من 13 مارس إلى 7 مايو 1954.اعتقد قائد القوات الفرنسية العام في الهند الصينية الجنرال هنري نافار أنه نصب فخا محكما للفيتناميين بإقامة قاعدة محصنة في موقع استراتيجي في وادي ديان بيان فو، قرب الحدود مع لاوس، إلا أن الفخ تحول إلى مقبرة.سارعت القوات الفيتنامية إلى محاصرة القاعدة الفرنسية بقوات بلغ عددها 80 ألف جندي، معززة بمدفعية ثقيلة تمكن الفيتناميون من نقلها عبر تضاريس وعرة بطريقة مبتكرة تمثلت في فكها ونقلها على شكل قطع.بدأ الهجوم الفيتنامي في 13 مارس وقصفت مدفعيتهم بشكل مكثف التحصينات الفرنسية واستهدفت مهبط الطائرات، ما تسبب في تعطيل الإمدادات الفرنسية من الجو.ركز الفيتناميون تكتيكاتهم العسكرية على حفر الخنادق والتقدم في موجات بشرية متتالية. نجحوا في دفع الفرنسيين إلى الخلف وتقلصت المساحة التي يسيطرون عليها إلى أقل من 2 كيلو متر مربع.نفذ الفيتناميون هجومهم الأخير في 7 مايو 1954 وتمكنوا من تدمير مركز القيادة الفرنسية بواسطة تفجير تحت الأرض.الجنرال الفرنسي كريستيان دي كاستريس…..لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر 'إقرأ على الموقع الرسمي' أدناه

بين الحروب والاكتشافات.. أبرز أحداث 7 مايو عبر التاريخ
بين الحروب والاكتشافات.. أبرز أحداث 7 مايو عبر التاريخ

البوابة

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • البوابة

بين الحروب والاكتشافات.. أبرز أحداث 7 مايو عبر التاريخ

تمتلئ صفحات التاريخ منذ قرون وحتى العصر الحديث، بأحداث وقعت في مثل هذا اليوم، السابع من مايو، الذي صادف العديد من المناسبات الاجتماعية والسياسية المهمة. و تستعرض 'البوابة نيوز' في السطور التالية، مجموعة من أبرز الأحداث المهمة التي شهدتها دول العالم في مثل هذا اليوم، كالتالي: أبرز 10 أحداث وقعت في 7 مايو عبر التاريخ 558 م – انهيار قبة آيا صوفيا في القسطنطينية تعرضت قبة كاتدرائية آيا صوفيا، إحدى أعظم الإنجازات المعمارية في العالم البيزنطي، للانهيار بسبب زلزال قوي ضرب القسطنطينية (إسطنبول حاليًا)، حيث تم إعادة بناء القبة لاحقًا بتصميم أكثر تطورًا، مما عزز مكانة آيا صوفيا كرمز ديني وثقافي بارز. 1429 – انتصار جان دارك في معركة أورليانز خلال حرب المئة عام، قادت جان دارك القوات الفرنسية لفك حصار مدينة أورليانز، محققة نصرًا حاسمًا ضد الإنجليز، وكان هذا الانتصار نقطة تحول في الحرب وعزز من الروح المعنوية للفرنسيين. عرض أول جهاز استقبال راديوي 1895 – عرض أول جهاز استقبال راديوي قدم العالم الروسي ألكسندر بوبوف أول عرض علني لجهاز استقبال راديوي، يُعتبر من أوائل خطوات تطوير الاتصالات اللاسلكية، مما مهد الطريق لثورة في عالم الاتصالات. 1915 – غرق السفينة البريطانية لوسيتانيا أثناء الحرب العالمية الأولى، أغرقت غواصة ألمانية السفينة البريطانية "لوسيتانيا"، مما أدى إلى مقتل 1،198 شخصًا، بينهم 128 أمريكيًا، وقد أثارت هذه الحادثة غضبًا دوليًا وساهمت في تغيير الرأي العام الأمريكي تجاه الحرب. 1945 – استسلام ألمانيا النازية في نهاية الحرب العالمية الثانية، وقّعت ألمانيا النازية على استسلام غير مشروط للحلفاء في مدينة ريمس الفرنسية، مما أنهى العمليات القتالية في أوروبا، وتُعد هذه اللحظة من أبرز الأحداث في القرن العشرين. 1945 – إطلاق النار في ساحة دام بأمستردام خلال احتفالات التحرير في أمستردام، فتح جنود ألمان النار على الحشود في ساحة دام، مما أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصًا، وقد وقع هذا الحادث بعد يومين من استسلام القوات الألمانية في هولندا. تأسيس شركة سوني 1946 – تأسيس شركة سوني أُسست شركة "طوكيو للاتصالات الهندسية"، التي أصبحت لاحقًا "سوني"، في اليابان، ونمت الشركة لتصبح واحدة من أكبر الشركات في مجال الإلكترونيات والترفيه عالميًا. 1954 – نهاية معركة ديان بيان فو انتهت معركة ديان بيان فو بهزيمة القوات الفرنسية على يد قوات الفيت منه بقيادة الجنرال فو نغوين جياب، مما أدى إلى نهاية الحكم الاستعماري الفرنسي في الهند الصينية. 1992 – إطلاق أول مهمة لإصلاح تلسكوب هابل أطلقت وكالة ناسا مهمة "STS-49" باستخدام مكوك الفضاء إنديفور، بهدف إصلاح تلسكوب هابل الفضائي، مما ساهم في تحسين جودة الصور الملتقطة من الفضاء. 2000 – فلاديمير بوتين يصبح رئيسًا لروسيا تولى فلاديمير بوتين منصب رئيس روسيا، بعد استقالة بوريس يلتسين، وقد شهدت فترة حكمه تغييرات كبيرة في السياسة والاقتصاد الروسيين، وأثارت سياساته جدلًا واسعًا على الصعيدين الداخلي والدولي.

فيتنام انتصرت وفلسطين بالأمة ستنتصر رغم الخذلان!
فيتنام انتصرت وفلسطين بالأمة ستنتصر رغم الخذلان!

الجزيرة

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الجزيرة

فيتنام انتصرت وفلسطين بالأمة ستنتصر رغم الخذلان!

أخذت أتصفح صورا أرشيفية التقطت قبل خمسين عاما تؤرخ لفرار الأميركيين وأعوانهم من مدينة سايغون (هو تشي منه – Ho Chi Minh City) اليوم وقد أطبق عليها ثوار الفييت كونغ وقوات الشمال الفيتنامي. تمليت في كل واحدة من الصور وحملتني خمسة عقود إلى الوراء. كنت آنذاك أحلم بعرسي القادم بعد شهرين وبعروسي التي كانت تسكن كل جيناتي، وما تزال. انتشيت لكل صورة فرحا وكأني واحد ممن كدَّهم الاحتلال في سايغون، كما كنت انتشي مستعجلا الأيام إلى يوم زفافي. لماذا يا ترى أجدني أحتفل مع الفيتناميين بنصرهم المجيد قبل خمسين عاما؟ ألأني وأنا شيخ أكاد أخنق السادسة والسبعين وعمري عمر النكبة، أستعجل الأيام كذلك لعلي، إن كان في العمر بقية، أبلغ يوما التقط فيه صورا في القدس، أو حيفا، أو اللد، يفر فيه الاحتلال وأعوانه، أو تكتب لي الشهادة؟ أَمْ لأني أهرب من يومي المكدود إلى الأمام بلا انتشاء، إلى مرابع أحلام سكنتني قبل الوعي وبعده، وما تزال تأبى الرحيل؟ لقد ولجت أبواب مهنة الصحافة في الكويت بعد انتصار فيتنام بعام ونيف، وكانت الحرب قد وضعت أوزارها، وكان الفيتناميون يلملمون جراحهم ويستشفون منها بنشوة المنتصر، وإن كان قائدهم العظيم "هو تشي منه" قد رحل منذ ست سنوات ونصف في الثاني من ديسمبر عام 1969. كنت في يوم انتصار فيتنام أقول لو أن هو تشي منه الذي هزم فرنسا وأميركا كان على قيد الحياة! أما جنراله العبقري فو نغوين جياب فانتشى بالنصر مرتين: حين هزم الفرنسيين في معركة ديان بيان فو عام 1954 ليظل الشمال الفيتنامي حرا، وحين هزم الأميركيين بعد 21 عاما. فرحي بانتصار فيتنام فرح بانتصار المظلوم على الظالم والإنسان على الشيطان. فرحي بانتصار فيتنام فرح بانتصار الحق على الباطل، وانتصار من يحب الوطن على من يتخاذل ويخون ويبيع نفسه. أنا لا يربطني بفيتنام إلا وشاج الإنسانية، وكفى به مدعاة للفرح لكل عربي ينتظر فرح نصر طال انتظاره. ولكن لماذا انتصر الفيتناميون؟ ولماذا لم يحقق العرب نصرا منذ أن انتصرت ثورة الجزائر على فرنسا بعد 130 عاما من استعمار إحلالي دام وبغيض؟ هذا هو السؤال الذي ينبغي أن نجيب عليه بشجاعة وعقل، مهما كانت العواقب والمخاوف من ردود الفعل. لقد قاتل الفيتناميون قتال أمة تعرف هويتها وتؤمن بها فانتصروا. وقد يقول قائل كان بجانبهم الاتحاد السوفياتي والصين يدعمان بالسلاح والاستخبارات، وهذا صحيح. لكن من خاض المعارك في الأدغال والغابات والأنفاق والجبال هم الفيتناميون أنفسهم، هم من سقط منهم ثلاثة ملايين مواطن، ولم يضعفوا ولم يستكينوا. وصحيح أيضا أنه كان منهم في الجنوب من جندوا أنفسهم لخدمة الاحتلال تنسيقا أمنيا وقتالا وارتهانا، لكن قائد نضالهم لم تغره السجادة الحمراء، ولم يؤثر الفنادق على الخنادق، ولم تغره أضواء الاحتلال الأميركي في سايغون، ولم يقبل أن يختزل الوطن والأمة الفيتنامية في قصر منيف تحت عيون الاحتلال، وحراسة من يدفع لهم المال. رحل هو تشي منه قبل النصر بست سنوات ونصف وغابت صوره عن الواجهات لكن إرثه الأصيل ظل في القلوب والعقول، لأنه لم ينحرف عن منهجه النضالي، ولم يقبل بغير فيتنام الموحدة شمالا وجنوبا، ولم يكتف بِكِسْرَةٍ منها تقام عليها تحت سمع الاحتلال وبصره سلطة يسميها "أصحابها" دولة. رحل هو تشي منه ولم ينكص الحزب الشيوعي الفيتنامي على عقبيه وإيمانه بالوطن موحدا حرا، وبالأمة ثابتة على هويتها. صبر الفيتناميون على أهوال الحرب وغارات القاذفات العملاقة وقنابل النابالم والأورانج الحارقة السامة، وكبدوا عدوهم الخسائر تتصاعد كل يوم، فأجبروا ساسة واشنطن على الإقرار بأن هزيمتهم باتت أصعب وأصعب، إن لم تعد مستحيلة، فخرج الأميركيون بمئات الألوف إلى الشوارع ليقولوا كفى! اندفع جيش الشمال وثوار الفييتكونغ إلى سايغون وفر النفر القليل المتبقي من الأميركيين، وكثير غيرهم من تجندوا مع الاحتلال ونسقوا معه وانسلخوا عن وطنهم وأمتهم. لقد انتصر الفيتناميون وكان نصرهم نصرا لمحيطهم الإقليمي الحضاري الذي لم يخذلهم، وقدم مثلهم في لاوس وكمبوديا آلاف الأرواح كي تظل خطوط أمدادهم مفتوحة، وها هو نهوضهم اليوم نهوض للجميع. ولنتخيل كيف كان الوضع سيؤول لو أن هو تشي منه قبل بكسرة في الشمال، وظل الجنوب محمية أميركية منسلخة عن أمتها وبيئتها في الجغرافيا والثقافة والانتماء الحضاري. بعد النصر، وابتداء مرحلة الوطن الموحد المستقل، لم تنزلق فيتنام إلى مأزق "التأبيد الثوري"، مع أن الحزب الشيوعي الذي قاد الثورة ما زال هو من يقود الدولة، وهي تتلمس بعيون جديدة طريقها إلى المستقبل. اليوم فيتنام بلد ناهض بخطى حثيثة، ويكاد المرء يرى عبارة "صنع في فيتنام" تنافس في بعض الصناعات عبارة "صنع في الصين". ها أنا اليوم أشاهد صور انتصار فيتنام وأفرح من جديد لكنه فرح يعكره الحزن ويخالطه الغضب. أقلب الصفحة لعلي أجد من الصور ما يفرحني من تاريخنا العربي الحديث. صور من آخر مراحل حرب التحرير الجزائرية التي امتدت من عام 1954، وهو عام انتصار فيتنام على فرنسا، وحتى عام 1962 حين انسحبت فرنسا في الخامس من يوليو من الجزائر مرغمة راغمة. قاتل الجزائريون وهم ينشدون كلمات ابن باديس العظيم "شعب الجزائر مسلم وللعروبة ينتمي". قدم الجزائريون مليونا ونصف المليون من الشهداء وانتزعوا وطنهم وحريتهم من قبضة فرنسا الغاشمة. كان نضالهم نابعا من إيمانهم بانتماء بلادهم لأمة الإسلام والعروبة الجامعة. رفضوا كل عروض المصالحة التي تنتقص من الهدف المنشود: الاستقلال التام. وإذ ذاك كانت الشعوب العربية جميعها شرقا وغربا معهم، وكان جيرانهم في المغرب الكبير معهم، فتحوا لثوارهم الحدود ولم يبخلوا بالدعم المادي والسياسي في كل المحافل. تنتصر الشعوب العربية حين تقاتل وهي تدرك أن كل شعب منها ينتمي للأمة، وأن معركته معركة للأمة كلها، وأن انتصاره انتصار للأمة قاطبة. وكم كنت أفرح وأنا أقف في طابور الصباح المدرسي ونحن ننشد "وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر". وكم أتمنى أن أجد اليوم عبارة "صنع في الجزائر" تنتشر في الأسواق كما تنتشر عبارة "صنع في فيتنام". أقلب الصفحة لعلي أجد صورة أخرى تفرحني! أطلقت حركة فتح الرصاصة الأولى في الأول من يناير عام 1964، أي بعد ثلاث سنوات من بداية التدخل الأميركي في فيتنام الجنوبية، التي أصبحت كيانا مستقلا بعد تقسيم فيتنام إثر هزيمة فرنسا، على أن تجرى في الشطرين انتخابات تحدد مستقبل البلاد. كنا نفرح وننشد للثورة الوليدة، ورغم أن فلسطين كلها أصبحت محتلة في يونيو حزيران عام 1967 ظل الأمل يحدونا في نصر قادم. تبدلت قيادة منظمة لتحرير الفلسطينية وجاءت خلفا للقائد المؤسس (إن جاز لي التعبير) قيادة جديدة تقود المنظمة وتقود جناحها المسلح حركة فتح. ومع ان الشعار كان ثورة حتى النصر، وكانت الأدبيات الأولى تتحدث عن التحرير من البحر إلى النهر، لم تمض إلا ثلاث سنوات بعد هزيمة حزيران العربية المدوية، حتى بدأت في جنح الظلام الاتصالات الأولى مع إسرائيل تمهيدا لتسوية، وكان الراحل عصام السرطاوي العراب المعلن لتلك الاتصالات، وغيره ممن ظلت اسماؤهم طي الكتمان، وما زال بعضهم على قيد الحياة. وكانت تلك بداية تنازلات متلاحقة آلت بالقضية الفلسطينية إلى غياهب اتفاق أوسلو وتغيير ميثاق منظمة التحرير والقبول بكسرة من الوطن. صحيح أن هو تشي منه كان يقبل بفكرة التفاوض مع الفرنسيين ومن ثم مع الأميركيين لكنه لم يلق السلاح رغم كل الالآم، ولم يقبل أبدا بكسرة من الوطن، وكان على يقين أن الانتخابات التي اتفق عليها في مؤتمر جنيف عام 1954 إثر هزيمة فرنسا، ستكون نتيجتها لصالح الوطن الموحد. هو تشي منه لم يفاوض سرا، ولم يخف شيئا عن الشعب الذي كان يسميه "العم هو". هذا هو الفرق! ولتكتمل الحلقة كان لابد من أن تجرد القضية الفلسطينية من بعدها القومي العربي وبعدها الإسلامي، وكان ذلك مطلبا إسرائيليا تفضله وتريده معظم الدول العربية، فجاء مؤتمر قمة الرباط عام 1974 ليخرج علينا بمقولة القرار الفلسطيني المستقل، وأن المنظمة هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني. وما كان ذلك ليضر لو أن أدبيات الثورة وشعاراتها لم تنسف في اتصالات ومفاوضات خلف الأبواب الموصدة. كما قلنا هو تشي منه لم يفاوض سرا، ولم يحاول أن يعزل قضيته عن محيطها الإقليمي والحضاري، وكذلك فعل ثوار الجزائر. هذا فرق آخر! كان قرار الرباط ما يتمناه النظام الرسمي العربي ليتنصل علنا من أي التزام عملي تجاه فلسطين، وسادت مقولة نقبل ما يقبل به الفلسطينيون ولو كان قفزة في الظلام لن يقتصر ضررها على فلسطين المحتلة، بل سيمتد إلى كل بلدان العرب! توالت قرارات التنصل العربية على عجل بدأ بكامب ديفيد، إلى ان أصبح بعض العرب اليوم حلفاء لإسرائيل جهارا، وبعضهم يمني النفس لو أن إسرائيل تقبل به إذ يطرق أبوابها، لعلها تخلصه من فقر، أو مقاطعة أميركية، أو تخمد له حربا أهلية، أو تقيه من جار يتربص به الدوائر، كما يتوهم. حلفاء فيتنام في الإقليم وفي الثقافة والمنظور الأيديولوجي والحضاري لم يتنصلوا من مسؤولياتهم تجاهها، رغم ما أصابهم من لأواء. هذا فرق آخر بين محيط فيتنام ومحيط فلسطين. لعمري ما كان أهل لاوس أو كمبوديا أو الصين أو الاتحاد السوفياتي ليقبلوا أن يباد أهل فيتنام أو يموتوا جوعا وعطشا، وما كانوا ليجوعوهم خشية غضب أميركا. غزة تموت طاوية ولا تأكل بكرامتها ودينها. غزة تواجه الإبادة وتستغيث وما من مجيب. كل من حولها أموات حتى التخمة بتخمة الهوان. وسوريا الأم تستغيث وما من مجيب. آه يا وطني الكبير! حذار! سيؤكل الجميع كما أكلت فلسطين! أقلب الصفحة لعلي أجد ما ينقذني من نفسي المكدودة ويثبت قلبي. سأل جلال الدين الرومي شمس الدين التبريزي يوما: "والسّبيل إلى الله؟ " قال: العيش في سبيل الله أشد ألماً من الموت في سبيله، أنت تموت للحظات أو دقائق معدودات لتنتقل إلى ملكوته فتفرح، أما أن تعيش في سبيله وأنت تسير معاكساً للحشود السائرةً إلى هاويتها.. فذلك هو الجهاد العظيم". غزة تعيش دوما في سبيل الله ويموت الواحد من أبنائها في سبيله. هذا هو الفرق بين غزة والدنيا كلها!

فيتنام 30 نيسان/ابريل 1975 – 2025!الطاهر المعز
فيتنام 30 نيسان/ابريل 1975 – 2025!الطاهر المعز

ساحة التحرير

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • ساحة التحرير

فيتنام 30 نيسان/ابريل 1975 – 2025!الطاهر المعز

فيتنام 30 نيسان/ابريل 1975 – 2025! الطاهر المعز لمحة تاريخية تحررت سايغون (مدينة هوشي منه حاليا) رسميا، قبل نصف قرن، يوم الثّلاثين من نيسان/أبريل 1975، بعد الهزيمة العسكرية التاريخية لجيش الإمبريالية الأمريكية ( بعد الهزيمة النّكْراء للجيش الفرنسي في فيتنام سنة 1954 ) الذي كان أقوى جيش في العالم، ولكنه اندحَر بعد سيطرة قوات جيش شمال فيتنام والجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام وهي قوات مُشكّلة في معظمها من أبناء الفلاحين الفُقراء ومن عُمّال المُدُن، على مدينة هوشي منه (التي كانت تسمى آنذاك سايغون) وعلى المناطق الأخرى من جنوب البلاد، بعد حوالي ثلاثة عُقُود من النضال ضد الإمبريالية اليابانية والبريطانية والفرنسية والأمريكية، وصوّرت كاميرات الصحافيين هروب موظفي السفارة الأمريكية في سايغون الذي تم ترحيلهم بطائرة مروحية حطّت على سطح السفارة، يوم الثلاثين من نيسان/ابريل 1975، وكان السفير يُضرم النار في كومة من الدّولارات لكي لا تستفيد منها فيتنام المُحَرّرة… تم إعلان استقلال فيتنام مرة أولى خلال شهر آب/أغسطس 1945، مع هزيمة الاستعمار الياباني بنهاية الحرب العالمية الثانية، لكن فرنسا استعمرت البلاد بسرعة إلى أن هُزِم جيشها، المدعوم من قِبَل قوات حلف شمال الأطلسي، شرّ هزيمة عسكرية في موقعة 'ديان بيان فو' (من 13 آذار/مارس إلى 7 أيار/مايو 1954 ) وعانت الهند الصينية (فيتنام وكمبوديا ولاوس) من حربين إمبرياليتين مُدمّرتين متعاقبتين، الأولى فرنسية ثم أميركية. بعد هزيمة الجيش الفرنسي، تم توقيع اتفاقيات جنيف سنة 1954 التي تضمنت سَحب قوات شمال فيتنام إلى 'منطقة تجميع مؤقتة' في شمال البلاد، ولم يتم تقْيِيد حركة جيش سلطة فيتنام الجنوبي التي كانت مُوالية للإمبريالية، وكان من المُتوقّع أن تُفْضِي الإنتخابات المُقرّر إجراؤها شمالا وجنوبًا إلى انتصار الحزب الشيوعي بقيادة 'هو شي مينه'، غير إن الحكومة الفرنسية ( بقيادة التيار 'الإشتراكي') اتفقت مع حكومة الولايات المتحدة وسلّمتها مواقعها جنوب البلاد، لكي يصبح تقسيم البلاد أمْرًا واقعًا ودائمًا، وبدأت القوات الخاصة واستخبارات الولايات المتحدة تُنظم (مع جيش الجنوب) عمليات تخريب وتُهيِّئ هجومًا عسكريًّا مضادًّا للإطاحة بجمهورية فيتنام الديمقراطية في الشّمال، واستغل نظام سايغون انسحاب القوات المسلحة الثورية الشمالية لشن حملة قمعية واسعة ضدّ مناضلي وأنصار الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام، وارتكبت حملات قتل واعتقالات واسعة استهدفت صغار الفلاحين وقبائل التلال في المرتفعات، التي كانت تُشكل القاعدة الجماهيرية للجبهة. مناخ العدوان الأمريكي خرج الإتحاد السوفييتي منتصرًا من الحرب العالمية الثانية، سياسيا وعسكريا، رغم الخسائر البشرية والمادّية الهائلة، وتعززت حركات التّحرّر في آسيا ( الهند ) ضدّ الإستعمار البريطاني وفي إفريقيا ضدّ الإستعمار الفرنسي، بدعم من الإتحاد السوفييتي، وكانت الإمبريالية الأمريكية ( بدعم من الإمبريالية البريطانية والفرنسية ) تُريد القضاء على الديناميكية الثورية في جنوب شرق آسيا، فكانت الحرب الباردة وتأسيس حلف شمال الأطلسي، وفي هذا الإطار جاءت الحرب الكورية ( 1950 – 1953 ) حيث تصادمت الكُتلة الإمبريالية بقيادة الولايات المتحدة مع الكتلة الإشتراكية ( الصين والإتحاد السّوفييتي )… في فيتنام، كانت الولايات المتحدة، منذ السنوات الأخيرة للإحتلال الفرنسي، تدعم قوات جنوب فيتنام بالخُبراء والمُستشارين والجواسيس، ولم تُرد التّورّط المُباشر، لكن النظام الدّكتاتوري والفاسد في سايغون لم يتمكّن من الصّمود، واضطرّت الولايات المتحدة إلى التورط المُباشر وانتهى بها الأمر إلى حشد 550 ألف جندي وضابط، واستخدام الطائرات الحربية، من ب- 26 إلى ب- 52، وقصف المدنيين والمزارع والغابات بمبيدات الأعشاب وبالمواد الكيماوية الحارقة ( مثل النّبالم و'المادّة البُرتقالية' السّامّة) واستخدام أحْدَث الأسلحة، واستفاد جيش فيتنام الشمالي ومقاتلي الجبهة الوطنية للتحرير في الجنوب من الدّعم السوفييتي والصّيني، لكن هذه المُساعدات متواضعة، غير إن الصمود البطولي بالكفاح المُسلّح والتفاف المواطنين حول الجيش وقوات الجبهة، خصوصًا بداية من سنة 1968، (هجوم تيت )، والتضامن الدّولي، وخصوصًا الحركة المناهضة للحرب في الولايات المتحدة، خلال السنوات الأخيرة، عوامل ساعدت على النّصر… ارتفاع الثّمن وانقلاب الرّأي العام داخل الولايات المتحدة: ساهم المجتمع الأمريكي في دعم الحرب طيلة سنوات، فدعمت البرجوازية الأمريكية 'المجهود الحربي'، وساهمت أغلبية الأكاديميين والعلماء والباحثين والمهندسين في تزويد الجيش بالدّراسات وبالتقنيات التي يحتاجها، وكانت مصانع الأسلحة تعمل بكامل طاقتها، وبدأت مُعارضة الحرب تنمو بين الشباب في سن الإلتحاق بالجيش، بارتفاع الخسائر العسكرية الأمريكية وارتفاع عدد الجنود الأمريكيين القتلى، وخصوصًا بعد هجوم تيت سنة 1986، وأصبح قسم من البرجوازية الأمريكية يعتبر التكلفة الاقتصادية للحرب مرتفعة ( أي إن الإستثمار في الحرب أصبح غير مُجْزٍ ) واهتزّت مكانة وقوة و 'شرعية الزعامة' الأمريكية للصف الإمبريالي، وكانت الأزمة السياسية الدّاخلية في ظاهرها، والتي تمثلت في فكّ الإرتباط بين الذّهب والدّولار، سنة 1871، وتمثلت كذلك في فضيحة ووترغيت سنة 1972 واستقالة الرئيس رتشارد نيكسون، إحدى مظاهر الإنقسام في صفوف الرأسمالية الأمريكية، ومن عوامل اضطرار الإمبريالية الأمريكية إلى التفاوض، خصوصًا بعد ارتفاع الخسائر على الجبهة، والإحتجاجات داخل الولايات المتحدة… بدأت مفاوضات باريس وسط معارك طاحنة، بمشاركة جمهورية فيتنام الديمقراطية وحكومة الثورة المؤقتة في الجنوب من جهة، والولايات المتحدة ونظام سايغون من جهة أخرى، وكانت الولايات المتحدة تريد انسحابًا تدريجيا، لكي لا تُفاقم الأزمة الدّاخلية الأمريكية، وتعزيز قوات نظام فيتنام الجنوبي أو ما سُمِّي 'فَتْنَمَة الحرب'، وتم يوم 27 كانون الثاني/يناير 1973، توقيع اتفاقية باريس، وزادت الولايات المتحدة من دعمها لجيش فيتنام الجنوبي الذي لم يتمكن من الصمود أكثر من سنتَيْن وانهار سنة 1975، إثر الهجوم النهائي الذي فاجأ الجيش الأمريكي وحليفه الفيتنامي الجنوبي، وتمت إعادة توحيد البلاد التي كانت مُدمّرة، فقد أدت ثلاثة عقود من الحرب ( من 1945 إلى 1975 ) إلى استنزاف المجتمع،ونجحت الإمبريالية الأمريكية في فَرْض حصار على فيتنام المُستقلة والموحّدة لكنها مُحاطة بالعديد من عُملاء الإمبريالية الأمريكية، وعانت فيتنام من الصراع الصيني السوفييتي ومن الوضع في كمبوديا و لاوس، وتدخّل الجيش الفيتنامي في كمبوديا ( في ظل نظام 'الخمير الحمر') خلال شهر كانون الأول/ديسمبر 1978، بعد مجازر ارتُكِبَت ضد الأقلية الفيتنامية في كمبوديا وتمت الإطاحة بسلطة 'الخمير الحمر، وردّت الصين بحملة عسكرية فاشلة انتهت بعد شهر واحد (آذار/مارس 1979 ) ولم ينسحب الجيش الفيتنامي من كمبوديا سوى سنة 1989، خلاصة حشدت الإمبريالية الأمريكية أكثر من نصف مليون جندي أمريكي في فيتنام، ونشرت قوة نارية استثنائية ألحقت أضرارًا بالقوات الفيتنامية والسكان والأرض والمُحيط، وبلغ وزن القنابل الملقاة على فيتنام حوالي ثلاثة أضعاف إجمالي تلك المستعملة في جميع ميادين الحرب العالمية الثانية، كما استعملت الولايات المتحدة أسلحة كيميائية، مثل مبيدات الأعشاب المحتوية على الديوكسين، والتي لا تزال تسبب الوفيات والأضرار الجينية حتى اليوم، بينما حصلت فيتنام على إمدادات عسكرية من الصين والاتحاد السوفيتي ساهمت في انتصار الشعب الفيتنامي وتحرير مدينة هو تشي منه ( سايغون سابقًا ) التي مثّلت رمزًا لحدود القوة العسكرية والتكنولوجية والإستخباراتية، فقد كانت المروحيات تنقل الدّبلوماسيين الأمريكيين وبعض عملائهم الفيتناميين إلى سفن حربية تنتظرهم قبالة الساحل، وانهزمت القوة العسكرية الأمريكية بفضل الصمود والمقاومة التي أحدثت انقسامًا داخل المجتمع الأمريكي، وهذا دَرْس بليغ للشعوب المضطَهَدة والواقعة تحت الإستعمار ( كالشعب الفلسطيني ) ومفادها إن شعبًا فقيرًا مثل شعب فيتنام قادر على هزيمة ثلاث امبرياليات خلال أقل من أربعة عقود: اليابان وفرنسا والولايات المتحدة… لا يزال الحزب الحاكم والأوْحَد يُسمي نفسه 'الحزب الشيوعي الفيتنامي'، لكن للأسف فهو حزب يختلف عن حزب هوشي مينه والجنرال جياب، ولم تكن إنجازات الإستقلال في مستوى تضحيات الشعب الفيتنامي ( بقيادة الحزب الشيوعي والجبهة الوطنية للتحرير في الجنوب ) حيث قُدِّرَ عدد الشهداء بنحو ثلاثة ملايين… بادرت السلطات الحاكمة، منذ نهاية عقد الثمانينيات من القرن العشرين (قبل انهيار الإتحاد السوفييتي) إلى 'تحرير الاقتصاد'، وتسارعت وتيرة عملية عولمة الإقتصاد وخصخصة قطاعات عديدة كليا أو جزئيا، بما في ذلك المصارف والكهرباء والأراضي المملوكة للدّولة، منذ العقد الأخير من القرن العشرين، واعتمدت دعاية الدّولة لاجتذاب رأس المال الأجنبي على 'العمالة الرخيصة ' لتصنيع المنتجات ذات القيمة المضافة المنخفضة، مثل الملابس والمعدات الرياضية والأثاث، للشركات الأجنبية، وخاصة الشركات اليابانية والصينية، قبل اجتذاب شركات تصنيع المعدات الإلكترونية والألواح الشمسية والسيارات والحواسيب والهواتف المحمولة، وانتقلت البلاد من نموذج التنمية الذي يعطي الأولوية للقطاع الزراعي والاكتفاء الذاتي إلى اقتصاد 'مفتوح على العالم' يعتمد بشكل كبير على صادرات التصنيع والاستثمار الأجنبي، بدعم من العديد من البلدان الرأسمالية المتقدمة التي تريد تحويل فيتنام ( والهند ) إلى بديل للصين في المنطقة، ولكن لا تزال الصين مَصْدَرَ ثُلُثِ واردات فيتنام، وتشكل صادراتها إلى الولايات المتحدة ربع ناتجها المحلي الإجمالي… أصبحت البلاد اليوم مرتعًا للشركات العابرة للقارات ، خصوصًا بعد زيادة الرواتب في الصين واعتماد الإقتصاد على التنمية بواسطة الطّلب الدّاخلي، حيث لجأت هذه الشركات إلى فيتنام وبنغلادش والدّول ذات العمالة الكثيفة والرخيصة والقوانين المواتية للإستغلال المُكثّف، وهي شركات ذات منشأ أمريكي وياباني وكوري الجنوبي وتايواني ( بوينغ و كانون و سامسونغ و أبل وإنتل وفوكسكون…) وتقمع الشرطة الفيتنامية بعنف شديد أي محاولة إضراب أو احتجاج على ظروف العمل في قطاعات الملابس والأحذية والجِلد ( Nike – Puma – Gap – H&M – Zara -) والإلكترونيك وتركيب قطع الغيار و 'أشارت منظمة العمل الدّولية إلى اهتمامها منذ 2015 بظروف عمل القوى العاملة في مجال التجميع – الذي تُسيطر عليه الشركات العابرة للقارات – والتي تتكون في المقام الأول من العمال ذوي المهارات المنخفضة ومعظمهم من الإناث، وإلى ضرورة تحسينها، وإلى ضرورة تعزيز العمل اللائق'، وفق منظمة العمل الدّولية ( تقرير بعنوان 'تعزيز العمل اللاّئق في فيتنام' أيار 2023 ) عندما بدأ العدوان الصهيوني المُكثّف على الشعب الفلسطيني في غزة ( السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023) والضفة الغربية، ردّت سلطات الدّول الإمبريالية بسرعة وبعنف شديد، وقمعت حركة التضامن الواسعة مع الشعب الفلسطيني وضد المخيمات الاحتجاجية في الجامعات خوفًا من تزايد الاحتجاجات وانتشارها كما حدث ضد حرب فيتنام، وكان هذا القمع مُقدّمة لمحاولة الحدّ من حرية التعبير والتّظاهر والإحتجاج بكافة أشكاله، وكانت الدعاية والإعلام الإمبريالي ينعتان معارضي الحرب الإمبريالية في فيتنام بـ 'الشيوعيين'، في محاولة لتشويههم، و يتم اليوم اتهام مُعارضي الإبادة الصهيونية بـ 'معاداة السامية'، فقد استخلصت الطبقات الحاكمة بعض الدّروس من فيتنام وعلينا استخلاص الدّروس من مثابرة الشعب الفيتنامي وصموده ومُقاومته، رغم عدم توازن القوى… ‎2025-‎05-‎01 The post فيتنام 30 نيسان/ابريل 1975 – 2025!الطاهر المعز first appeared on ساحة التحرير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store