logo
#

أحدث الأخبار مع #ديبسيك،

قلق أمريكي من شراكة أبل وعلي بابا في مجال الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على الرقابة والبيانات
قلق أمريكي من شراكة أبل وعلي بابا في مجال الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على الرقابة والبيانات

مستقبل وطن

timeمنذ 3 أيام

  • أعمال
  • مستقبل وطن

قلق أمريكي من شراكة أبل وعلي بابا في مجال الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على الرقابة والبيانات

يُجري البيت الأبيض ومسؤولون في الكونجرس تدقيقًا شاملًا على خطة شركة أبل لإبرام اتفاق مع شركة علي بابا الصينية، يهدف إلى إتاحة برنامج الذكاء الاصطناعي الذي تطوره الشركة الصينية العملاقة على هواتف آيفون داخل الصين. يأتي هذا التدقيق في ظل مخاوف أميركية بشأن الآثار الأمنية والسياسية المحتملة للصفقة. مخاوف أميركية من تعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي الصينية والرقابة بحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز السبت، نقلاً عن ثلاثة مصادر مطلعة، تعبر السلطات الأميركية عن قلقها من أن تسهم هذه الصفقة في تعزيز قدرات علي بابا في مجال الذكاء الاصطناعي، وتمكينها من توسيع نطاق برامج الدردشة الصينية التي تخضع لقيود الرقابة الحكومية، بالإضافة إلى زيادة إخضاع أبل لقوانين بكين المتعلقة بالرقابة ومشاركة البيانات، وهو ما يثير مخاوف أمنية وسياسية حيال تحكم الصين في التقنيات الحديثة. تأكيد شراكة علي بابا وأبل ودورها في سوق الذكاء الاصطناعي الصيني في فبراير الماضي، أكدت شركة علي بابا رسمياً شراكتها مع أبل لدعم خدمات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهواتف آيفون في السوق الصينية. وتعتبر هذه الشراكة مكسباً مهماً لعلي بابا، التي تسعى لتعزيز حضورها في سوق الذكاء الاصطناعي الصيني الذي يشهد تنافساً شديداً بين الشركات المحلية والدولية. نموذج "ديب سيك" يحقق نتائج عالية بتكلفة منخفضة تعتمد شركة علي بابا في تطوير خدماتها على برنامج الذكاء الاصطناعي المعروف باسم "ديب سيك"، الذي برز هذا العام كنموذج منافس بأرخص تكلفة بكثير مقارنةً بالبرامج الغربية. يعتمد نموذج ديب سيك على استخدام 2000 رقاقة فقط بتكلفة إجمالية بلغت 5.6 مليون دولار، ليحقق نفس النتائج التي تحققها نماذج الذكاء الاصطناعي الأميركية التي تحتاج إلى نحو 16 ألف رقاقة، بتكلفة تتراوح بين 100 و200 مليون دولار، مما يبرز كفاءة التقنية الصينية في هذا المجال.

كاثرين ثوربيك تكتب: هل تقود الحرب التجارية نحو هيمنة صينية في صناعة الروبوتات؟
كاثرين ثوربيك تكتب: هل تقود الحرب التجارية نحو هيمنة صينية في صناعة الروبوتات؟

البورصة

time٠٥-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • البورصة

كاثرين ثوربيك تكتب: هل تقود الحرب التجارية نحو هيمنة صينية في صناعة الروبوتات؟

روّجت وسائل الإعلام الصينية المدعومة من الدولة، على مدى يقترب من عام لفكرة أن عصر الروبوتات الشبيهة بالبشر ما عاد منتظراً .. بل قد بدأ. تجيد هذه الآلات وداعميها تقديم عروض مبهرة. وقد برزت الروبوتات في المشهد، إذ أدت رقصة تقليدية في بث تلفزيوني واسع المشاهدة بمناسبة رأس السنة القمرية الجديدة على قناة 'سي سي تي في' هذا العام. وشاركت روبوتات في نصف ماراثون الشهر الماضي، كما يُزمع أن يتنافس ملاكمان روبوتيان في أول مواجهة بين آلات في العالم. حتى أن قناة 'فوكس نيوز' الأمريكية، التي تنأى عن الصين، أعجبتها حركات رياضة كونغ فو التي تؤديها الروبوتات. حقيقة الأمر وراء هذه الواجهة نجد بعض الثغرات: لقد أدى الراقصون عروضاً صُممت بعناية لبضع دقائق فقط، كما لم يكمل سوى أقل من ثلث 20 روبوتاً شاركوا في نصف الماراثون السباق الذي يبلغ طوله 21 كيلومتراً. لقد ظهر مشككون بارزون، من رئيس مجلس إدارة مجموعة 'علي بابا القابضة' جو تساي، إلى المستثمر ألين تشو، الذي صرّح بأن أكبر عملاء الروبوتات هم 'شركات مملوكة للدولة تشتريها لتعرضها في مكاتب الاستقبال'. روبوت 'تسلا' يتعطل بسبب الصين تسهل السخرية من مستقبل الروبوتات مع بداية ونهاية دورات الدعاية دون أن نداني تخيّلات كُتّاب ومنتجي أفلام الخيال العلمي على مر عقود، ونذكر في هذا السياق روبوت 'سوفت بنك' السابق 'بيبر'. لطالما ثبت أن القيود التقنية التي تواجه محاولة هندسة الذكاء والوعي المكاني صعبة ومكلفة جداً. ولطالما كان مسعى الصين لتكون رائدة عالمية في مجال الروبوت هدفاً سياسياً على مر عقد، لكن حدثت بعض التطورات هذا العام زادته إلحاحاً. بغض النظر عن الدعاية، هناك الآن أدلة على أن الصين مستعدة لأخذ زمام المبادرة في تطوير ونشر هذه الروبوتات. وينبغي أن يكون هذا المنعطف بمثابة جرس إنذار لواشنطن. الروبوت والذكاء الاصطناعي غذى الذكاء الاصطناعي جذوة طموحات البلاد التقنية، لكن الروبوتات الشبيهة بالبشر أثارت حماساً مماثلاً، كما أن هاتين الطفرتين التقنيتين تتكاملان. وقد منحت الحرب التجارية بكين هدفاً جديداً لدفع عجلة الأتمتة. تتشابه 'يونتري روبوتيكس'، الشركة الناشئة التي تقود هذا التوجه الواسع، مع شركة 'ديب سيك'، الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي. يقع مقر كلتا الشركتين في هانغجو، وكان رئيس 'يونيتري' التنفيذي وانغ شينغ شينغ حاضراً في الصف الأمامي خلال اجتماع الرئيس شي جين بينج مع قادة التقنية في فبراير. كما تتنافس 'يونيتري' بشدة على الأسعار، إذ لا تتجاوز تكلفة عروضها جزءاً بسيطاً من تكلفة العروض في الولايات المتحدة. وكما كان حال 'ديب سيك'، جعلت 'يونيتري' مكونات برامجها مفتوحة المصدر، ما يسمح لأي مخترع أو مهندس بأن يبرمج اعتماداً على تقنياتها. دعم ورعاية حكوميان حتى قبل الإنجازات الأخيرة لشركة 'يونتري'، فإن دعم الحكومة المستمر للقطاع كأولوية استراتيجية منح الصين مزايا عديدة. بدأت بكين الاستثمار في الروبوتات لأول مرة كجزء من مبادرة 'صنع في الصين 2025' التي أُعلن عنها قبل عشر سنوات، وأعادت منذ ذلك الحين تأكيد هذا الالتزام من خلال إطلاق استثمارات جديدة مدعومة من الدولة. كما يدعم هذا القطاع سلاسل توريد التقنية المتقدمة للسيارات الكهربائية والبطاريات، ما يُسهّل الوصول إلى كثير من المكونات المستخدمة في الروبوتات. وتهيمن المواهب الهندسية الهائلة على تلك الموجودة في الولايات المتحدة، حتى مع تفوق وادي السيليكون في مجال الرقائق والبرمجيات. كما تقود الصين بهدوء الأبحاث، إذ استحوذت على 78% من جميع براءات اختراع الروبوتات على مدى العقدين الماضيين، مقارنةً مع 3% لأمريكا، وفقاً لمذكرة من 'سيتي جروب' العام الماضي. تبعات حرب الرسوم إن حالة عدم اليقين بسبب الحرب التجارية للرئيس دونالد ترامب ستُصعّب على شركات التقنية الأمريكية فرصة الحفاظ على قدرتها التنافسية، إذ يسيطر الموردون الصينيون الآن على معظم مكوناتها. كما أن روبوت 'يونيتري' البشري الرائد 'جي 1' 'منفصل تماماً عن المكونات الأمريكية'، وفقاً لتقرير فني حديث من شركة 'سيمي أناليسز'. يضيف التقرير أن الصين تفوقت على الولايات المتحدة في جميع المجالات المتعلقة بالروبوتات. وهذا يشكّل تهديداً وجودياً، إذ قد يسمح للبلاد بتوفير عمالة بلا أجر على مدار الساعة، ما قد يُخفض تكاليف مجموعة متنوعة من الصادرات. قد تتمكن الروبوتات الصينية من الرقص، لكنها لا تستطيع حتى الآن الحلول مكان البشر في مجموعة متنوعة من المهام أو في بيئات المصانع. لكن صعود 'يونيتري'، التي أُنتجت في غضون تسع سنوات ما يصفه البعض بأنه الروبوت البشري الوحيد القابل للتسويق، يُذكرنا بأن العقود تمر سريعاً وأن أمريكا لا يمكنها تضييع وقتها على ما يشتت. بقلم: كاثرين ثوربيك، كاتبة مقالات رأي لدى 'بلومبرج' المصدر: وكالة أنباء 'بلومبرج' : الصينالولايات المتحدة الأمريكية

تفاصيل حرب الذكاء الاصطناعي بين أميركا والصين
تفاصيل حرب الذكاء الاصطناعي بين أميركا والصين

الجزيرة

time٢٩-٠٤-٢٠٢٥

  • علوم
  • الجزيرة

تفاصيل حرب الذكاء الاصطناعي بين أميركا والصين

يعيش العالم حربًا عالمية باردة في فضاء تكنولوجيا المعلومات، قطباها الولايات المتحدة الأميركية والصين، وسلاحها الرئيسي التفوق في الهيمنة على العالم عبر الذكاء الاصطناعي. ربما كان إحدى معاركها الكاشفة ما حدث قبل عدة أشهر عندما تمكنت الصين بتكلفة زهيدة لا تزيد عن 5.6 ملايين دولار أن تطلق تطبيق الذكاء الاصطناعي "ديب سيك"، ليضرب بقوة التطبيقات الأميركية التي كلفت المليارات مثل "شات جي بي تي". هذا الحدث زلزل العالم، بل بات زلزالًا تكنولوجيًا هزّ عمالقة تكنولوجيا المعلومات في الولايات المتحدة، حيث إن الفرضية الأميركية تقوم على أن قوة حوسبة الذكاء الاصطناعي الأميركية لا منافس لها، وأن منع الوصول إلى الرقائق الرقمية المتقدمة ومقدمي الخدمات السحابية سيعطي أميركا القدرة على احتواء الصين والحد من قدراتها. الحقيقة هي أن الصين تتبع المنهج العكسي؛ فهي تبني قدرات متنامية للذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، بينما تتحرك الولايات المتحدة نحو أنظمة الذكاء الاصطناعي المغلقة التي يتمّ التحكم فيها بإحكامٍ شديد. لا يدرك الأميركيون سوى جزء واحد من معادلة الذكاء الاصطناعي؛ فالبيانات لها نفس القدر من الأهمية، إذ أجبرت الولايات المتحدة على تصنيف الدول إلى ثلاثة مستويات: موثوق بها وهي 18 دولة ليس من بينها بولندا، وإسرائيل، واليونان وهي من حلفائها. وموثوق بها بدرجة متوسطة. ودول غير موثوق بها كإيران. هذا التصنيف دفع العديد من الدول إلى الاعتماد على مزوّدي الخدمات السحابية الصينيين، وهي بهذا تخاطر بمنح الصين وصولًا لا مثيل له إلى بيانات هذه الدول، مما يتيح التدريب والتطور المستمر لقدرات الذكاء الاصطناعي الصيني. في هذا السياق من المهم إدراك أن قوانين الأمن القومي والإنترنت في الصين تمنح حكومة الصين إشرافًا واسعًا على شركات مثل "علي بابا كلاود" و"هواوي كلاود"، مما يعني أن البيانات المخزنة على خوادمها لعملائها متاحة لها، مما يمنح الصين ميزة كبيرة في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، فكلما زاد كمّ البيانات زادت قدراته، مما يؤدي إلى تكريس هيمنتها على الذكاء الاصطناعي في الأسواق الناشئة. إنّ ارتكاب الولايات المتحدة خطأ فادحًا كلفها الكثير بانشغالها في بناء دفاعات صلبة تجاه الصين في ملعب الذكاء الاصطناعي، ولكنها تفعل العكس حينما تلعب في هذا الملعب دور الهجوم. فواشنطن انشغلت ببناء جدران صلبة لتقييد وصول الصين إلى قوة الحوسبة (مصطلح يشير إلى الموارد الحسابية المستخدمة لتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي)، في حين أن الصين تتحايل على هذه الحواجز وتطوّر مزايا غير متماثلة إستراتيجيًا مع مثيلتها الأميركية. أدركت الشركات الصينية أن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى تتساوى الصين مع الولايات المتحدة في الذكاء الاصطناعي عالي الأداء، فركزت على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي عالي الكفاءة وأقل كلفة. وسعت الصين إلى بناء مواقع مهيمنة في الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، وطوّرت البنية التحتية السحابية والنظم الإيكولوجية للبيانات العالمية. مكّنت هذه الإستراتيجية الصين من توفير وصول أرخص وغير مقيد إلى خدمات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يمكّنها من الأسواق الناشئة بطرق سيكون من الصعب التخلص منها. هذه ليست مسابقة في الذكاء الاصطناعي، إنّها معركة من أجل السيطرة على البنية التحتية الرقمية العالمية اليوم وفي المستقبل. إنّ قصور أوروبا والولايات المتحدة في قراءة الصين قادم من أن المدرسة الفكرية الغربية تعتقد أن الصين الشيوعية لا يمكنها الابتكار بفاعلية والتفوق على الغرب، في الوقت الذي طوّر فيه الحزب الشيوعي الصيني قدراته على استيعاب التنوع والاختلاف داخل الصين، وصارت الصين على نحو متزايد رائدة في كافة مجالات التكنولوجيا وأكثر استقلالية، لتصبح ندًا ومنافسًا في مجالات الروبوتات والذكاء الاصطناعي، والسيارات الكهربائية، وبطاريات الليثيوم… إلخ. تعتمد الصين إستراتيجية التنمية طويلة الأمد، يساعدها على هذا سوقُها الضخم الذي يستطيع استيعاب أي منتج، وبالتالي يضمن له الاستمرارية والتطور، ومن ثم التصدير بسعر تنافسي، فضلًا عن أن الصين لا تضع قيودًا على منتجاتها. إن طموح الصين يهدف إلى كسر الولايات المتحدة وإنزالها عن عرش الاقتصاد الدولي، وفي ظل غياب غربي تهيمن تدريجيًا على العالم، كما هو الحال في أفريقيا. إن الفرق بين الولايات المتحدة والصين هو الفرق بين السلحفاة والأرنب؛ فالولايات المتحدة تمتلك تقنيات متطورة وابتكارات فريدة لكنها تنقلها للتطبيق في منتجات الأسواق ببطء كالسلحفاة، في حين أن الصين تقفز سريعًا كالأرنب للسوق عبر تطبيقات متعددة. هذا ما يعطي الصين موقفًا يسمح لها بوضع المعايير الفنية لتكنولوجيا المستقبل، وتشكّل حوكمتها لهذا الفضاء، خاصة في ظل وجود سوق ضخم في الجنوب ودول "البريكس" المتعطشة للتكنولوجيا. هذا ما يجعل المنافسة الجيوسياسية طويلة الأمد بين الصين والولايات المتحدة محل تساؤلات؟ من المتوقع أن تهيمن الصين على 30% من إجمالي الناتج الصناعي العالمي، مع إدراك الصين أن الروبوتات والذكاء الاصطناعي سيعوضانها عن ارتفاع تكلفة اليد العاملة، وهو ما أدركته مع تراجع الكثافة السكانية لصالح الهند التي تعد كبرى دول العالم من حيث تعداد السكان ورخص اليد العاملة. إنّ خطة ترامب "ستار غيت" والتي تقدر تكلفتها بـ500 مليار دولار تشكل محاولة لمواجهة الصعود الصيني، لكن افتقار الولايات المتحدة للقدرات التصنيعية يشكل عقبة كبرى، خاصة أن الصين تطوّر قدراتها التصنيعية مثل مجالات المفاعلات النووية والطاقة المتجددة، في الوقت الذي ركز فيه ترامب على الوقود الأحفوري، علمًا بأن الطاقة النووية والطاقة المتجددة يتزايد اعتمادهما على الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية. من هذا يمكننا أن ندرك وجود مساحات كبيرة تعزز سياسات الصين في استغلال وتنمية قدراتها. إن ما كان يميز الغرب هو الشراكات البحثية الممتدة عبر دوله، والتي نتج عنها فوائد متبادلة، لكن في ظل شعار ترامب "أميركا أولًا" سيصبح على حلفائه الأوروبيين، واليابان، وكوريا الجنوبية، وكندا البحث عن مسار مستقل لضمان استمرار قدراتهم التنافسية والقدرة على التكيف مع المنافسات الشرسة على الصعيد الدولي. إنها حرب باردة على الفضاء الرقمي.

اشتعلت حرب الذكاء الاصطناعي بين الصين وأميركا: من يكسب المعركة؟
اشتعلت حرب الذكاء الاصطناعي بين الصين وأميركا: من يكسب المعركة؟

الجزيرة

time٢٩-٠٤-٢٠٢٥

  • علوم
  • الجزيرة

اشتعلت حرب الذكاء الاصطناعي بين الصين وأميركا: من يكسب المعركة؟

يعيش العالم حربًا عالمية باردة في فضاء تكنولوجيا المعلومات، قطباها الولايات المتحدة الأميركية والصين، وسلاحها الرئيسي التفوق في الهيمنة على العالم عبر الذكاء الاصطناعي. ربما كان إحدى معاركها الكاشفة ما حدث قبل عدة أشهر عندما تمكنت الصين بتكلفة زهيدة لا تزيد عن 5.6 ملايين دولار أن تطلق تطبيق الذكاء الاصطناعي "ديب سيك"، ليضرب بقوة التطبيقات الأميركية التي كلفت المليارات مثل "شات جي بي تي". هذا الحدث زلزل العالم، بل بات زلزالًا تكنولوجيًا هزّ عمالقة تكنولوجيا المعلومات في الولايات المتحدة، حيث إن الفرضية الأميركية تقوم على أن قوة حوسبة الذكاء الاصطناعي الأميركية لا منافس لها، وأن منع الوصول إلى الرقائق الرقمية المتقدمة ومقدمي الخدمات السحابية سيعطي أميركا القدرة على احتواء الصين والحد من قدراتها. الحقيقة هي أن الصين تتبع المنهج العكسي؛ فهي تبني قدرات متنامية للذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، بينما تتحرك الولايات المتحدة نحو أنظمة الذكاء الاصطناعي المغلقة التي يتمّ التحكم فيها بإحكامٍ شديد. لا يدرك الأميركيون سوى جزء واحد من معادلة الذكاء الاصطناعي؛ فالبيانات لها نفس القدر من الأهمية، إذ أجبرت الولايات المتحدة على تصنيف الدول إلى ثلاثة مستويات: موثوق بها وهي 18 دولة ليس من بينها بولندا، وإسرائيل، واليونان وهي من حلفائها. وموثوق بها بدرجة متوسطة. ودول غير موثوق بها كإيران. هذا التصنيف دفع العديد من الدول إلى الاعتماد على مزوّدي الخدمات السحابية الصينيين، وهي بهذا تخاطر بمنح الصين وصولًا لا مثيل له إلى بيانات هذه الدول، مما يتيح التدريب والتطور المستمر لقدرات الذكاء الاصطناعي الصيني. في هذا السياق من المهم إدراك أن قوانين الأمن القومي والإنترنت في الصين تمنح حكومة الصين إشرافًا واسعًا على شركات مثل "علي بابا كلاود" و"هواوي كلاود"، مما يعني أن البيانات المخزنة على خوادمها لعملائها متاحة لها، مما يمنح الصين ميزة كبيرة في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، فكلما زاد كمّ البيانات زادت قدراته، مما يؤدي إلى تكريس هيمنتها على الذكاء الاصطناعي في الأسواق الناشئة. إنّ ارتكاب الولايات المتحدة خطأ فادحًا كلفها الكثير بانشغالها في بناء دفاعات صلبة تجاه الصين في ملعب الذكاء الاصطناعي، ولكنها تفعل العكس حينما تلعب في هذا الملعب دور الهجوم. فواشنطن انشغلت ببناء جدران صلبة لتقييد وصول الصين إلى قوة الحوسبة (مصطلح يشير إلى الموارد الحسابية المستخدمة لتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي)، في حين أن الصين تتحايل على هذه الحواجز وتطوّر مزايا غير متماثلة إستراتيجيًا مع مثيلتها الأميركية. أدركت الشركات الصينية أن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى تتساوى الصين مع الولايات المتحدة في الذكاء الاصطناعي عالي الأداء، فركزت على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي عالي الكفاءة وأقل كلفة. وسعت الصين إلى بناء مواقع مهيمنة في الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، وطوّرت البنية التحتية السحابية والنظم الإيكولوجية للبيانات العالمية. مكّنت هذه الإستراتيجية الصين من توفير وصول أرخص وغير مقيد إلى خدمات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يمكّنها من الأسواق الناشئة بطرق سيكون من الصعب التخلص منها. هذه ليست مسابقة في الذكاء الاصطناعي، إنّها معركة من أجل السيطرة على البنية التحتية الرقمية العالمية اليوم وفي المستقبل. إنّ قصور أوروبا والولايات المتحدة في قراءة الصين قادم من أن المدرسة الفكرية الغربية تعتقد أن الصين الشيوعية لا يمكنها الابتكار بفاعلية والتفوق على الغرب، في الوقت الذي طوّر فيه الحزب الشيوعي الصيني قدراته على استيعاب التنوع والاختلاف داخل الصين، وصارت الصين على نحو متزايد رائدة في كافة مجالات التكنولوجيا وأكثر استقلالية، لتصبح ندًا ومنافسًا في مجالات الروبوتات والذكاء الاصطناعي، والسيارات الكهربائية، وبطاريات الليثيوم… إلخ. تعتمد الصين إستراتيجية التنمية طويلة الأمد، يساعدها على هذا سوقُها الضخم الذي يستطيع استيعاب أي منتج، وبالتالي يضمن له الاستمرارية والتطور، ومن ثم التصدير بسعر تنافسي، فضلًا عن أن الصين لا تضع قيودًا على منتجاتها. إن طموح الصين يهدف إلى كسر الولايات المتحدة وإنزالها عن عرش الاقتصاد الدولي، وفي ظل غياب غربي تهيمن تدريجيًا على العالم، كما هو الحال في أفريقيا. إن الفرق بين الولايات المتحدة والصين هو الفرق بين السلحفاة والأرنب؛ فالولايات المتحدة تمتلك تقنيات متطورة وابتكارات فريدة لكنها تنقلها للتطبيق في منتجات الأسواق ببطء كالسلحفاة، في حين أن الصين تقفز سريعًا كالأرنب للسوق عبر تطبيقات متعددة. هذا ما يعطي الصين موقفًا يسمح لها بوضع المعايير الفنية لتكنولوجيا المستقبل، وتشكّل حوكمتها لهذا الفضاء، خاصة في ظل وجود سوق ضخم في الجنوب ودول "البريكس" المتعطشة للتكنولوجيا. هذا ما يجعل المنافسة الجيوسياسية طويلة الأمد بين الصين والولايات المتحدة محل تساؤلات؟ من المتوقع أن تهيمن الصين على 30% من إجمالي الناتج الصناعي العالمي، مع إدراك الصين أن الروبوتات والذكاء الاصطناعي سيعوضانها عن ارتفاع تكلفة اليد العاملة، وهو ما أدركته مع تراجع الكثافة السكانية لصالح الهند التي تعد كبرى دول العالم من حيث تعداد السكان ورخص اليد العاملة. إنّ خطة ترامب "ستار غيت" والتي تقدر تكلفتها بـ500 مليار دولار تشكل محاولة لمواجهة الصعود الصيني، لكن افتقار الولايات المتحدة للقدرات التصنيعية يشكل عقبة كبرى، خاصة أن الصين تطوّر قدراتها التصنيعية مثل مجالات المفاعلات النووية والطاقة المتجددة، في الوقت الذي ركز فيه ترامب على الوقود الأحفوري، علمًا بأن الطاقة النووية والطاقة المتجددة يتزايد اعتمادهما على الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية. من هذا يمكننا أن ندرك وجود مساحات كبيرة تعزز سياسات الصين في استغلال وتنمية قدراتها. إن ما كان يميز الغرب هو الشراكات البحثية الممتدة عبر دوله، والتي نتج عنها فوائد متبادلة، لكن في ظل شعار ترامب "أميركا أولًا" سيصبح على حلفائه الأوروبيين، واليابان، وكوريا الجنوبية، وكندا البحث عن مسار مستقل لضمان استمرار قدراتهم التنافسية والقدرة على التكيف مع المنافسات الشرسة على الصعيد الدولي. إنها حرب باردة على الفضاء الرقمي.

الذكاء الاصطناعي الصيني قادر على الصمود أمام الحرب التجارية
الذكاء الاصطناعي الصيني قادر على الصمود أمام الحرب التجارية

الاقتصادية

time٢٩-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • الاقتصادية

الذكاء الاصطناعي الصيني قادر على الصمود أمام الحرب التجارية

الوصول إلى الرقائق الإلكترونية المتطورة أحد أبرز التحديات التي تعترض طريق الصين المزارعون الصينيون محدودو التعليم بدأوا في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لمواجهة الأمطار الغزيرة في ظل انشغال العالم بعناوين الأخبار المتوالية حول الرسوم الجمركية القادمة من واشنطن، غاب عن الأنظار سيل من إعلانات الذكاء الاصطناعي التي تصدر من الصين. أطلقت شركة "علي بابا جروب هولدينج" (Alibaba Group Holding) نموذجاً جديداً مفتوح المصدر لتوليد مقاطع الفيديو، فيما قدمت شركة "تشيبو أيه آي" (Zhipu AI) المعروفة بلقب "التنين الصغير"، مستندات تمهيدية لاكتتاب عام أولي في وقت مبكر من هذا العام، كما انتشر تطبيق "ديب سيك" (DeepSeek) في كل مكان من المستشفيات إلى الحكومات المحلية، والقائمة تطول. "ديب سيك" يشعل حماسة عالمية من المستحيل المبالغة في تقدير الحماسة المحلية التي فجرها نظام "ديب سيك"، الذي أحدث ضجة عالمية في وقت سابق من هذا العام وأثبت قدرة الصين على التنافس مباشرة مع وادي السيليكون. فقد أعادت هذه الشركة الناشئة، ومقرها هانجتشو، إحياء قطاع الذكاء الاصطناعي داخل البلاد. ورغم الاضطرابات التي أثارتها الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في الأسواق العالمية، فإن هذه التحديات لن تُثني الصين عن مسارها في تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. ولا يعود الفضل في هذا الصمود في وجه الرسوم الجمركية إلى التركيز المحلي فقط، بل إلى الدعم الحكومي الواسع الذي يحظى به هذا القطاع. ففي فبراير، عقد الرئيس الصيني شي جين بينج اجتماعاً نادراً مع عدد من كبار المسؤولين التنفيذيين في قطاع التكنولوجيا، من ضمنهم مؤسس "علي بابا" جاك ما ومؤسس "ديب سيك" ليانج وينفينج، في إشارة واضحة إلى الدعم من أعلى هرم السلطة. تضمن تقرير السياسات الصادر عن المؤتمر الشعبي الوطني في مارس إشارات متكررة إلى الذكاء الاصطناعي بواقع 9 مرات، مؤكداً أن الصين تطور منظومة من النماذج مفتوحة المصدر. وفي الوقت ذاته، ذكرت "بلومبرغ إنتليجنس" أن الحكومة خصصت صندوقاً استثمارياً للذكاء الاصطناعي بقيمة 60 مليار يوان (8.2 مليار دولار) لدعم هذا القطاع في مواجهة تقلبات السوق. ولا ينبغي للغرب الاستهانة بما قد يحدث حين تسخّر بكين كامل قوتها لتصبح رائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي. ثقة الصينيين تصنع فارقاً تقنياً لكن الأمر لا يقتصر على دعم السياسات الحكومية فحسب، فهناك مصدر قوة آخر يتمثل في التبني الواسع للتكنولوجيا بين سكان البلاد البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. يُعد الصينيون الأكثر حماساً في العالم تجاه إمكانات الذكاء الاصطناعي. فقد أظهر استطلاع أجرته شركة "إبسوس" (Ipsos) أن نحو 83% من البالغين في الصين يرون أن المنتجات والخدمات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تحقق فوائد أكثر من السلبيات، وهي أعلى نسبة عالمياً، مقارنة بـ39% فقط من الأمريكيين. كما تصدرت الصين أيضاً نسبة المشاركين الذين أكدوا أن الذكاء الاصطناعي غير حياتهم اليومية بشكل جذري خلال الأعوام الثلاثة إلى الخمسة الماضية، وتوقعوا استمرار هذا التأثير خلال الفترة نفسها المقبلة. ويعتقد عدد من البالغين الصينيين، يفوق بـ3 أضعاف نظراءهم الأمريكيين، أن الذكاء الاصطناعي سيكون له دور إيجابي في تحسين الاقتصاد. انتشار واسع هذا الحماس يتجاوز أروقة شركات التكنولوجيا. فعلى سبيل المثال، بدأ المزارعون الصينيون في مقاطعة هوبي، رغم محدودية تعليم الكثير منهم، بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لمواجهة الأمطار الغزيرة هذا العام. وفي الوقت الذي تركز فيه الولايات المتحدة بشكل دقيق على تطوير نماذج متقدمة من الذكاء الاصطناعي، تمضي الصين سريعاً نحو نشر أدوات الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع. وهذا الانتشار الجماعي يمنحها ميزة تنافسية. لا شك أن استمرار الحرب التجارية سيلحق الضرر باقتصاد الصين القائم على التصدير، وسيضر أيضاً قطاعها التكنولوجي، وهو ما انعكس بالفعل في تقلبات الأسواق. لكن من الخطأ الخلط بين آلام الاقتصاد الكلي وتباطؤ الطموحات التقنية الأوسع لبكين. فكما كتب الباحث البارز المتخصص في الشأن الصيني غيرارد ديبيبو من مؤسسة "راند" (RAND)، "حتى إذا ظل النمو الاقتصادي ضعيفاً نسبياً واستمرت معاناة عديد من الشركات الصينية، فإن الحكومات المركزية والمحلية في الصين ستواصل دعم الصناعات التكنولوجية المتقدمة والشركات الناشئة مثل ديب سيك". بعد أيام قليلة فقط من إشعال ترمب فتيل الحرب التجارية الراهنة، أصدرت جامعة ستانفورد تقريراً يفيد بأن الصين تتصدر العالم في منشورات الذكاء الاصطناعي وبراءات الاختراع. ورغم احتفاظ الولايات المتحدة بتفوقها في تطوير النماذج الأكثر تقدماً، فإن "الصين تعمل على تقليص الفجوة في الأداء". الرقائق تحدٍّ أمام الذكاء الاصطناعي يبقى الوصول إلى الرقائق الإلكترونية المتطورة أحد أبرز التحديات التي تعترض طريق الصين. فقد شكلت القيود الأمريكية عقبة رئيسية أمام توفير القدرات الحوسبية الضرورية لدفع طموحات بكين التقنية. وقد زاد الغموض مع تشديد واشنطن القيود على رقائق "إتش 20" (H20) التي تنتجها شركة "إنفيديا" (Nvidia)، والمصممة خصيصاً للتحايل على ضوابط التصدير. لكن وفقاً لتحليل "بلومبرغ إنتليجنس"، قد يكون لهذا التضييق تأثير إيجابي على القطاع على المدى الطويل، بدلاً من إعاقته. وكتب محللون أن هذا الإجراء قد يقلص "فائض النماذج"، وأن عمالقة التكنولوجيا، بمن فيهم "علي بابا" و"تينسنت هولدينجز" (Tencent Holdings) و"هواوي تكنولوجيز" (Huawei Technologies) تتمتع بالفعل بمخزون كافٍ من الرقائق لتخفيف تأثير هذه الإجراءات. أما على الضفة المقابلة من المحيط الهادئ، تتزايد المخاوف من أن تؤدي الاضطرابات الناتجة عن الرسوم الجمركية إلى تقويض هيمنة وادي السيليكون في مجال الذكاء الاصطناعي. لكن بينما ينشغل صناع السياسات وقادة الأعمال بإدارة تداعيات الحرب التجارية متعددة الجبهات، لن يكون هناك مبرر إذا باغتتهم الصين مجدداً باختراق جديد على غرار "ديب سيك". خاص بـ "بلومبرغ"

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store