أحدث الأخبار مع #ذاكولكتور


العين الإخبارية
منذ 3 أيام
- سياسة
- العين الإخبارية
«معاهدة ووتشالي».. حين أشعل خطأ في الترجمة حربا
في عام 1889، تسبب خلاف كبير بين إيطاليا وإثيوبيا حول تفسير معاهدة ووتشالي في اندلاع الحرب الإيطالية-الإثيوبية الأولى. وذكر موقع "ذا كولكتور" المعني بالتاريخ، أن هذا الخلاف جاء نتيجة وجود نسختين رسميتين من المعاهدة، إحداهما مكتوبة باللغة الإيطالية والأخرى باللغة الأمهرية، حيث تضمنت المادة السابعة عشرة اختلافًا جوهريًا في الصياغة أدى إلى تفسيرين متناقضين حول وضع إثيوبيا وعلاقتها بإيطاليا. في النسخة الإيطالية من المعاهدة، ورد أن الإمبراطور الإثيوبي منليك الثاني "يوافق على توكيل" الحكومة الإيطالية بإدارة شؤون بلاده الخارجية، مما يعني ضمنيًا أن إثيوبيا أصبحت تحت الحماية الإيطالية وتخضع لنفوذها في علاقاتها الدولية. أما النسخة الأمهرية، فقد نصت على أن الإمبراطور "يستطيع، إذا رغب"، الاستعانة بإيطاليا، وهو تعبير يجعل العلاقة اختيارية وغير ملزمة، وبالتالي يحافظ على استقلالية إثيوبيا وسيادتها الكاملة. ورغم هذا التناقض، نصت المادة التاسعة عشرة على أن النسختين لهما "القوة القانونية المتساوية" وأنهما "متطابقتان تمامًا"، ما زاد من تعقيد النزاع وأدى إلى سوء فهم كبير بين الطرفين. جذور النزاع تعود جذور هذا النزاع إلى فترة التدافع على أفريقيا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حيث كانت القوى الأوروبية تتنافس على تقسيم القارة واستعمار أراضيها. وخلال تلك الفترة، تمكنت إثيوبيا وليبيريا فقط من الحفاظ على استقلالهما، وسط موجة استعمارية عاتية. كانت إيطاليا، التي توحدت حديثًا كدولة، تسعى إلى توسيع نفوذها في شرق أفريقيا، خصوصًا بعد أن حصلت على أراض على البحر الأحمر وأعلنت مستعمرة إريتريا. واستغلت إيطاليا الانقسامات السياسية داخل إثيوبيا، لا سيما الصراع بين الإمبراطور يوحنس الرابع وساحلي مريم، ملك إقليم شوا، الذي كان طامحًا للعرش الإمبراطوري. إذ دعمت إيطاليا ساحلي مريم بالسلاح والمال، بهدف تقويض سلطة يوحنس وتوسيع نفوذها في المنطقة. بعد وفاة الإمبراطور يوحنس عام 1889 إثر إصابته في معركة ضد الجيش السوداني، أعلن ساحلي مريم نفسه إمبراطورًا باسم منليك الثاني، ووقع معاهدة ووتشالي مع إيطاليا في مايو/ أيار من نفس العام. نصت المعاهدة على اعتراف منليك بسيطرة إيطاليا على أراضي في تيغراي وإريتريا، مقابل السماح لإثيوبيا باستيراد الأسلحة عبر ميناء مصوع دون رسوم. لكن الخلاف حول المادة السابعة عشرة أثار أزمة دبلوماسية كبيرة، إذ أبلغت إيطاليا القوى الأوروبية أن إثيوبيا أصبحت تحت حمايتها، ما دفع منليك إلى الاعتراض بشدة ورفض أي تنازل عن سيادة بلاده. تصاعد التوتر بين الطرفين، ورفضت إيطاليا التراجع عن موقفها، بل أرسلت قوات عسكرية إلى إقليم تيغراي، مما أدى إلى تصاعد النزاع العسكري. وفي عام 1893، أعلن منليك إلغاء معاهدة ووتشالي من طرف واحد، مؤكدًا استقلال إثيوبيا ورفضه لأي حماية أجنبية أو تدخل في شؤون بلاده. وفي عام 1896، حقق جيش منليك بقيادة قواته الوطنية انتصارًا حاسمًا على القوات الإيطالية في معركة عدوة، وهو الانتصار الذي شكّل نقطة تحول تاريخية، إذ كانت إثيوبيا أول دولة إفريقية تحافظ على استقلالها في وجه محاولات الاستعمار الأوروبي. وفي أكتوبر/تشرين الأول 1896، وقعت إيطاليا وإثيوبيا معاهدة أديس أبابا التي اعترفت رسميًا بسيادة إثيوبيا، منهية بذلك النزاع العسكري بين الطرفين. ومع ذلك، ظلت هزيمة إيطاليا في هذه الحرب جرحًا عميقًا في تاريخها الوطني، إذ اعتبرتها إهانة وطنية. وبعد عدة عقود، في عام 1935، أطلق الديكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني حملة غزو جديدة لإثيوبيا، معلنًا رغبته في الانتقام من هزيمة عدوة. وأدى هذا الغزو إلى احتلال مؤقت لإثيوبيا، لكنه لم يمحِ من ذاكرة الشعب الإثيوبي رمز المقاومة والفخر الوطني الذي مثلته هذه الدولة الأفريقية. aXA6IDE1NC4xNy4yNDguOTYg جزيرة ام اند امز ES


العين الإخبارية
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- العين الإخبارية
جورج واشنطن.. مؤسس الولايات المتحدة الذي رفض أن يكون ملكاً
بعد سنوات من القتال ضد الاستعمار البريطاني، لم يكتفِ أول رئيس أمريكي جورج واشنطن بتحقيق الاستقلال، بل حوّل المستعمرات المتناثرة إلى دولة موحدة. وبعد تنحّيه عن قيادة الجيش عام 1783، آثر واشنطن العودة إلى منزله في مونت فيرنون، مقتديًا بالقائد الروماني سينسيناتوس الذي ترك السلطة بعد النصر، بحسب موقع "ذا كولكتور" المعني بالتاريخ. ورغم اعتزاله، تابع واشنطن الحياة السياسية وساند جهود هاملتون وماديسون لإصلاح النظام الفيدرالي. وفي 1787، ترأس المؤتمر الدستوري الذي أنتج دستورًا عزز من سلطات الحكومة الفيدرالية، وأسس منصب الرئيس. عُرف واشنطن بحياده واستقلاله عن الأحزاب، مما جعله الخيار الطبيعي لرئاسة الجمهورية، فانتُخب بالإجماع عام 1789 كأول رئيس للولايات المتحدة، وأدى اليمين في نيويورك، فيما أصبح جون آدامز نائبًا له. نصّ الدستور الأمريكي على أن يتولى الرئيس قيادة الجيش، وتعيين المسؤولين، وإبرام المعاهدات بموافقة مجلس الشيوخ، لكنه لم يكن يتضمن سوى القليل عن سير العمل اليومي للحكومة التنفيذية. وكان على واشنطن من جهة، والكونغرس من جهة أخرى، تحديد كيفية تطبيق الدستور الجديد عمليًا. شكّل واشنطن أول "حكومة اتحادية" بضم أبرز العقول المتنافسة: ألكسندر هاملتون المالي العبقري، وتوماس جيفرسون المفكر الثوري، وأدخل مفهوم "مجلس الوزراء" عبر اجتماعات أسبوعية يجمع فيها آراء مستشاريه المتناقضة. كما أسس تقليد "خطاب التنصيب الرئاسي"، الذي تحوّل لاحقاً إلى "خطاب حالة الاتحاد". وعكست حكومة جورج واشنطن التوتر بين رؤيتين: هاملتون المدافع عن حكومة مركزية واقتصاد صناعي وتحالف مع بريطانيا، وجيفرسون المؤيد لحكومة ضعيفة واقتصاد زراعي وتحالف مع فرنسا. ورغم استفادته من هذا التوازن، أدت الخلافات إلى استقالة الطرفين لاحقًا. إرساء نظام مالي وطني قاد هاملتون الجهود الاقتصادية، فاقترح تسديد الحكومة الفيدرالية لديون الولايات، لتعزيز سلطتها، ورغم اعتراض جيفرسون وماديسون، وافق الكونغرس بدعم واشنطن، كما أنشأ هاملتون بنكًا وطنيًا رغم جدل دستوري، وأقنع واشنطن بأن هذا الإجراء "ضروري ومناسب" لتنفيذ الصلاحيات الممنوحة. وفي تسوية مع جيفرسون، وافق هاملتون على نقل العاصمة إلى نهر بوتوماك مقابل دعم برنامجه المالي، واختار واشنطن موقع العاصمة بنفسه، لتصبح "واشنطن، دي سي"، فيما نُقلت الحكومة مؤقتًا إلى فيلادلفيا. وفي فترة ولايته الثانية، اندلعت الحرب بين فرنسا وبريطانيا، وأصر واشنطن على الحياد رغم تعاطف البعض مع فرنسا الثورية. وأصدر "إعلان الحياد" عام 1793، مما أثار جدلًا سياسيًا حادًا. ولاحقًا، توترت العلاقات مع بريطانيا بسبب اعتراضها السفن الأمريكية، فأرسل واشنطن القاضي جون جاي للتفاوض، وأُبرمت معاهدة عام 1794 التي حسّنت العلاقات بين البلدين، لكنها لم تُنهِ جميع الخلافات. ورغم المعارضة، دعمها واشنطن وتمت المصادقة عليها بصعوبة في مجلس الشيوخ. الاعتزال ووصية سياسية مع نهاية فترته الثانية، أرهق الانقسامات السياسية جورج واشنطن الذي رفض الترشح لولاية ثالثة رغم ضغوط المقربين. ونشر خطاب وداعه في سبتمبر/ أيلول 1796، داعيًا للوحدة، ومحذرًا من الانقسامات الحزبية والتدخلات الأجنبية. وبتنحيه، أسس واشنطن تقليدًا بالتخلي عن السلطة بعد فترتين، وهو تقليد استمر حتى اليوم، وعاد إلى مونت فيرنون حيث توفي عام 1799، بعد أن وضع أسس الرئاسة والدولة الفيدرالية الحديثة في الولايات المتحدة. aXA6IDM4LjIyNS41LjEzIA== جزيرة ام اند امز SE


العين الإخبارية
١٣-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- العين الإخبارية
من السم إلى السيجار المفخخ.. هكذا حاولت أمريكا قتل كاسترو
منذ اندلاع الثورة الكوبية عام 1959، أثار فيدل كاسترو الجدل على الساحة الدولية، خصوصًا في نظر الولايات المتحدة. فبعد إطاحته بالديكتاتور المدعوم من واشنطن، فولخينسيو باتيستا، اتجه كاسترو نحو النظام الشيوعي وأقام علاقات وثيقة مع الاتحاد السوفياتي، مما أدى إلى توتر حاد في العلاقات مع واشنطن، باعتباره تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الأمريكي، خاصة خلال أوج الحرب الباردة. هذا التوتر دفع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) بحسب موقع "ذا كولكتور" المعني بالتاريخ للتخطيط وتنفيذ سلسلة من العمليات السرية، كان أبرزها محاولات متعددة لاغتيال كاسترو أملاً في إسقاط نظامه، وصلت إلى نحو 600 محاولة اغتيال تم اقتراحها. الخلفية التاريخية: من "تعديل بلات" إلى ثورة كاسترو قبل صعود كاسترو، كانت كوبا ساحةً للهيمنة الأمريكية منذ الحرب الأمريكية الإسبانية عام 1898، حيث فرضت الولايات المتحدة "تعديل بلات" عام 1901، الذي منحها حق التدخل العسكري في الجزيرة. وعلى الرغم من الاستقلال الرسمي لكوبا عام 1902، ظلت النخبة الحاكمة مرتبطة بمصالح واشنطن، خاصة تحت حكم باتيستا (1952-1959)، الذي حوّل البلاد إلى ملاذ للمافيا الأمريكية وشركات القمار. لكن الثورة الكوبية قلبَت هذه المعادلة، حيث صادر كاسترو الأراضي والمصانع المملوكة لأمريكيين، وقوّض المصالح الاقتصادية لواشنطن. التأثير السوفياتي يثير القلق في مايو/أيار 1960، أقامت كوبا علاقات دبلوماسية رسمية مع الاتحاد السوفياتي.. وأصبح كاسترو يتفاخر بعلاقته بنيكيتا خروتشوف، خليفة جوزيف ستالين. ونظراً لقرب كوبا من الأراضي الأمريكية، زادت هذه العلاقة من مخاوف الولايات المتحدة من انتشار الشيوعية في الغرب. وساهمت هذه المخاوف، إضافة إلى توترات الحرب الباردة، في تسريع مخططات الإطاحة بكاسترو. ووافق الرئيس دوايت أيزنهاور على خطة مناهضة لكاسترو في مارس/آذار 1960، وشملت إنهاء حصة السكر الكوبي ورفض الشركات الأمريكية تكرير النفط السوفياتي، مما زاد التوتر. غزو خليج الخنازير تم إطلاق الغزو بدعم من وكالة الاستخبارات المركزية للإطاحة بكاسترو، وشُكلت فرقة من المنفيين الكوبيين تُعرف باسم "اللواء 2506". نزلت الفرقة المكونة من 1400 مقاتل في خليج الخنازير في أبريل/نيسان 1961، لكن القوات الكوبية هزمتهم بسرعة. ولم يتمكن المقاتلون من اللجوء بسبب بعد موقع الهبوط، واستسلم معظمهم بحلول 19 أبريل/نيسان، وأُعدم أكثر من 100 منهم. كان هذا الغزو فشلاً ذريعًا للإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس الأسبق جون كينيدي. عملية مونغوس ردًا على الفشل، أطلق كينيدي "عملية مونغوس" عام 1961، وهي حملة سرية شاملة لزعزعة استقرار كوبا، أشرف عليها الجنرال إدوارد لانسديل، الخبير في الحروب غير التقليدية. ضمّت الخطة 32 مهمة، من إشاعة أخبار كاذبة عن انهيار النظام عبر الإذاعات السرية، إلى تخريب المحاصيل الزراعية بتفجيرات كيميائية. لكن ذروة الأزمة جاءت عام 1962 مع اكتشاف مواقع الصواريخ النووية السوفياتية في كوبا، التي حوّلت الجزيرة إلى قنبلة موقوتة تجاه الولايات المتحدة. وبعد 13 يومًا من المواجهة، انتهت الأزمة باتفاق سري: سحب الصواريخ السوفياتية مقابل إزالة صواريخ "جوبيتر" الأمريكية من تركيا، وإيقاف عملية مونغوس. متحف الاغتيالات الفاشلة: عندما تتحول الخيالات إلى خطط سرية كشفت وثائق "جواهر العائلة" السرية التي أميط عنها اللثام عام 2007 عن عشرات المحاولات الغريبة لاغتيال كاسترو، بدأت منذ عام 1960. فبالتعاون مع عصابات المافيا، حاولت "سي آي إيه" تسميمه عبر حبوب "بوتولينوم" في مشروباته، أو تفجير سيجاره بجهاز متفجر. لكن بعض الخطط تجاوزت الخيال العلمي: مثل بدلة غوص ملوثة بفطريات تسبب أمراضًا جلدية قاتلة، أو صدفة بحرية ملغومة توضع في موقع غوصه المفضل، وحتى التسجيلات الموسيقية المتفجرة جرى طرحها كفكرة. ورغم تنفيذ أقل من 10 محاولات من أصل 600 مذكورة، فإن فشلها جميعًا حوّل كاسترو إلى أسطورة صمود، بينما كشفت الوثائق عن ثقافة اللا معقول داخل أروقة سي آية إيه. من العداء إلى "ذوبان الجليد": رحلة طويلة نحو المصالحة ظلّت كوبا لعقود تحت الحصار الاقتصادي الأطول في التاريخ الحديث، بينما رفضت واشنطن الاعتراف بمحاولات الاغتيال، التي تنتهك ميثاق الأمم المتحدة. لكن رياح التغيير بدأت مع تنحي كاسترو عام 2008، ووصول أخيه راؤول للسلطة، الذي بدأ مفاوضات سرية مع إدارة أوباما. وفي 20 يوليو/تموز 2015، أُعلن رسميًا استئناف العلاقات الدبلوماسية، ورفع العقوبات جزئيًا، في خطوة تاريخية أنهت 54 عامًا من القطيعة. aXA6IDIwMi41MS41OC4yMjEg جزيرة ام اند امز UA


العين الإخبارية
٢١-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- العين الإخبارية
الحرب الخاطفة.. تكتيك عسكري قديم يواصل قلب موازين القوى
تم تحديثه الجمعة 2025/3/21 04:44 م بتوقيت أبوظبي في السنوات الأولى من الحرب العالمية الثانية، أحدثت ألمانيا النازية تحولًا جذريًا في المفاهيم العسكرية باستراتيجيتها "الحرب الخاطفة". اعتمدت استراتيجية الحرب الخاطفة أو (Blitzkrieg) على الهجمات المفاجئة والمكثفة باستخدام القوات المدرعة والطيران لدك دفاعات الخصم، بحسب موقع ذا كولكتور المعني بالتاريخ. بدأ تطبيق هذه الاستراتيجية بشكل لافت مع غزو بولندا عام 1939، ثم بلغ ذروته خلال اجتياح فرنسا عام 1940، حيث تمكنت القوات الألمانية من إسقاط واحدة من أقوى الجيوش الأوروبية في أسابيع قليلة. الجذور التاريخية: من فريدريك العظيم إلى كلاوزفيتز لا تمثل الحرب الخاطفة قطيعة مع الماضي العسكري الألماني، بل هي امتداد لتقاليد تعود إلى القرن الثامن عشر حيث اعتمد فريدريك العظيم، ملك بروسيا، على حروب الحركة السريعة لتجنب المواجهات الطويلة. ولاحقًا، طور الجنرال البروسي كارل فون كلاوزفيتز في كتابه "في الحرب" (1832) مفهوم "نقطة التركيز" (Schwerpunkt)، الذي يشير إلى ضرورة ضرب العدو في نقاط ضعفه بقوة مركزة. وقد تجسد هذا المبدأ في "خطة شليفن" خلال الحرب العالمية الأولى، التي هدفت إلى هزيمة فرنسا عبر اختراقها من خلال بلجيكا، لكن الخطة فشلت آنذاك بسبب التحديات اللوجستية. مقومات النجاح: السرعة والتكنولوجيا والقيادة اللامركزية اعتمدت فاعلية الحرب الخاطفة على ثلاث ركائز رئيسية: التفوق التكنولوجي: حيث مكنت الدبابات الألمانية من طراز بانزر-3 وبانزر-4، إلى جانب طائرات قاذفات "شتوكا" الانقضاضية القوات الألمانية من تفتيت الخطوط الأمامية للعدو. التنسيق عبر الراديو: سمحت أجهزة الاتصال اللاسلكية بتنسيق فوري بين الوحدات البرية والجوية، وهو ما افتقدته الجيوش الفرنسية والبريطانية التي اعتمدت على أنظمة اتصال تقليدية. اللامركزية في اتخاذ القرار: منح الجيش الألماني القادة الميدانيين مثل هينز جوديريان صلاحيات واسعة للتكيف مع المستجدات، على عكس الجيش الفرنسي الذي كان ينتظر أوامر من قيادة مركزية بطيئة. سقوط فرنسا 1940: دراسة حالة شكل اجتياح فرنسا النموذج الأمثل لتطبيق الحرب الخاطفة. فقد تجنب الألمان الاصطدام المباشر بخط ماجينو المنيع، واخترقوا عبر غابة الأردين التي اعتقد الفرنسيون أنها غير صالحة لعبور الدبابات. في مايو/أيار 1940، اجتاحَت فرق الدبابات التابعة للفيرماخت، مدعومةً جوًا بقاذفات شتوكا الانقضاضية، غابة آردين، لتفاجئ الجيش الفرنسي الذي لم يكن يتوقع ذلك. وفي 13 مايو/أيار، قاد هاينز غوديريان فيلق الدبابات التابع له عبر نهر الميز قرب سيدان. وبعد أيام قليلة، نجح في اختراق دفاعات العدو، ناشرًا الفوضى في الخطوط الخلفية الفرنسية. ثم بدأ بالزحف نحو القناة الإنجليزية، حيث حاصر الألمان قوة المشاة البريطانية (BEF) وجنودًا آخرين من الحلفاء في دونكيرك. كشف هذا النجاح عن خلل جوهري في العقيدة الدفاعية الفرنسية، التي أعطت أولوية للتحصينات الثابتة على حساب المرونة التكتيكية. بين الأسطورة الدعائية والواقع العسكري حاولت الدعاية النازية تصوير هتلر كعبقري عسكري مبتكر للحرب الخاطفة، لكن الوثائق التاريخية تُظهر أن نجاح الاستراتيجية كان نتيجة جهود متراكمة لقادة مثل جوديريان ومانشتاين. من ناحية أخرى، كشفت عملية "بارباروسا" (غزو الاتحاد السوفياتي 1941) عن محدودية هذه التكتيكات في مسارح الحرب الشاسعة. فمع امتداد خطوط الإمداد وتعثر التقدم بسبب الطقس والمقاومة السوفياتية، تحولت الحرب الخاطفة إلى حرب استنزاف كارثية لألمانيا. لم تنتهِ تأثيرات الحرب الخاطفة مع هزيمة ألمانيا. فقد استلهمت جيوش مثل الجيش الإسرائيلي مبادئها خلال حرب 1967، حيث دمر سلاح الجو الإسرائيلي الطائرات المصرية على الأرض في ضربات مفاجئة، محققة تفوقًا سريعًا وكذلك في حرب 1973 حيث باغتت القاهرة تل أبيب. واليوم، تظهر بصمات هذه الاستراتيجية في مفاهيم مثل "الحرب الشبكية المركزية" التي تعتمد على التكنولوجيا والسرعة، كما في العمليات العسكرية الأمريكية خلال حرب الخليج 1991. aXA6IDgyLjI0LjIxMy4xODUg جزيرة ام اند امز FI


العين الإخبارية
١٥-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- العين الإخبارية
«عملية البلوط».. مهمة نازية لتهريب موسوليني من «السجن المُحصن»
في سبتمبر/ أيلول 1943، شهدت جبال الأبينيني الإيطالية واحدة من أجرأ العمليات العسكرية في الحرب العالمية الثانية. وبحسب موقع "ذا كولكتور" المعني بالتاريخ، نجحت وحدة نخبة من المظليين الألمان خلال هذه العملية في تهريب الدكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني من سجنه في فندق منعزل بمنطقة "غران ساسو". وجاءت هذه المهمة، التي حملت اسم "عملية البلوط"، كرد فعل من الزعيم النازي أدولف هتلر على الإطاحة بحليفه الإيطالي، الذي اعتُقل بعد انقلاب داخلي قاده الملك فيكتور إيمانويل الثالث وحكومة المارشال بيترو بادوليو. الانهيار الفاشي: خلفية الأزمة بحلول صيف 1943، كان النظام الفاشي الإيطالي على شفا الانهيار، بعد تكبد القوات الإيطالية هزائم كارثية على جبهات اليونان وشمال إفريقيا وروسيا، بينما دمرت غارات الحلفاء البنية الصناعية وأضعفت الروح المعنوية للشعب، وتصاعدت الاحتجاجات ضد موسوليني، الذي وصفه الملك لاحقاً بأنه "الرجل الأكثر كراهية في إيطاليا". وفي 25 يوليو/ تموز، صوت المجلس الفاشي الأعلى بحجب الثقة عن الدوتشي، ليُعتقل على الفور وينقل بين سجون سرية، بينما أعلنت إيطاليا استمرار التحالف مع ألمانيا، وهي تتفاوض سرا مع الحلفاء على هدنة. أثار سقوط موسوليني ذعر هتلر، الذي رأى في الانقلاب تهديداً لاستقرار المحور. انتقام هتلر وخشي الزعيم النازي من أن تتحول إيطاليا إلى جبهة مفتوحة للحلفاء، فقرر استعادة حليفه لإحياء النظام الفاشي، وكلّف الجنرال كورت ستودنت، قائد قوات المظليين، بتنفيذ المهمة، بينما تولى الضابط النمساوي أوتو سكورزيني – المُلقب لاحقاً بـ"أخطر رجل في أوروبا" – مهمة تتبع مكان السجين. و تنقل موسوليني بين سجون سرية، من روما إلى جزر بونزا ولا مادالينا، قبل أن تستقر به السلطات الإيطالية أخيراً في فندق كامبو إمبيراتوري المُحصّن على قمة غران ساسو. وهناك، وعلى ارتفاع 1500 متر، بدا الموقع منيعاً بفضل التضاريس الوعرة وتلفريك وحيد يصل إليه، لكن سكورزيني، عبر شبكة تجسس ومخاطرات جوية، حدد مكانه، وخطط للهجوم على الفندق بطائرات شراعية تُحلق فوق القمم. الغارة التي هزت العالم في 12 سبتمبر/ أيلول، هبطت طائرات ألمانية تحمل مظليين بالقرب من الفندق. بقيادة سكورزيني. اقتحم الجنود المبنى دون إطلاق رصاصة، حيث استسلم الحراس الإيطاليون الذين فوجئوا بالهجوم. ونادى سكورزيني موسوليني بعبارة أصبحت أسطورية: "أيها الدوتشي، أرسلني الفوهرر.. أنت حر!". غادر الاثنان الموقع بطائرة خفيفة، لتبث الدعاية النازية لاحقاً مشاهد لقاء هتلر بموسوليني كرمز لـ"الولاء الأخوي". أعاد هتلر وموسوليني تشكيل "الجمهورية الاجتماعية الإيطالية" في سالو، كدولة دمية تابعة لألمانيا. لكن الدوتشي، الذي فقد هيبته، تحول إلى ظل لسابقيه، بينما اشتعلت حرب أهلية بين مؤيدي الفاشية والمقاومة الإيطالية. ومن الناحية العسكرية، أطالت العملية أمد المعارك في إيطاليا، لكنها لم تغير من حتمية هزيمة المحور. أسطورة سكورزيني وتضارب الروايات حولت الدعاية النازية الغارة إلى ملحمة بطولية، وروج سكورزيني نفسه لدوره المركزي فيها عبر مذكراته، بينما شكك قادة ألمان آخرون في روايته. وبالنسبة للحلفاء، مثلت العملية تحذيراً من براعة القوات الخاصة الألمانية، لكنها في الوقت نفسه كشفت عن انهيار التحالف الإيطالي-الألماني. aXA6IDE1NC4yMDMuMzMuMTM3IA== جزيرة ام اند امز JP